دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: رابطة العالم الإسلامي، ومجمع البحوث "الأزهر" في قفص الإتهام بدعم الإرهاب والتكفير (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: الغطاء السعودي مبالغة في تصوير الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد الإرهاب
مجلة ناشونال ريفيو أون لاين {National Review Online} 11 فبراير 2004 م بقلم : جوش لفكوتز وجوناثان ليفين 1
منذ الثامن عشر من مايو 2003م عندما قامت منظمة القاعدة بتفجيرات في الرياض أدت إلى مقتل ثلاثة وعشرين شخصاً ، فإن الحكومة السعودية قد اتخذت إجراءات صارمة ضد الإرهابيين ، واعتقلت المئات من المشتبه في تورطهم في أعمال تخريبية . وفي نفس الوقت فإن السعودية قد عززت تعاونها مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب ، حيث تقوم بتسليم الإرهابيين الذين يتم القبض عليهم ، كما أنها تقوم بإنشاء قوة عمل مشتركة لملاحقة تمويل الإرهاب ، وتتخذ الإجراءات لمنع تدفق الأموال التي قد تذهب للإرهابيين إلى خارج البلاد . وبالرغم من تعقب السعودية للإرهابيين داخلياً مع الولايات المتحدة ، إلا أن سياستها لمواجهة الإرهاب تظل غير كافية ، وفي حاجة إلى إصلاح كبير . فالسعودية لا تزال تقدح زناد الإسلام المتطرف ، وتعرقل التحقيقات بشأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، بل وتقدم الدعم للمنظمات التي لها صلات بالإرهابيين . وفي أعقاب التفجيرات التي وقعت في الرياض وجدت الإجراءات التي اتخذتها السعودية لمواجهة الإرهاب الثناء ، ففي هذا الصدد قال "ريتشارد أرميتاج" نائب وزير الخارجية الأمريكي : "إن تعاون السعودية في مواجهة الإرهاب كان رائعاً" . فالسعودية قامت بتسليم عدد من الإرهابيين الذين تم القبض عليهم في أراضيها للولايات المتحدة . ففي يونيو 2003م قام عبد الرحمن الفقعسي الغامدي، وهو من رؤوس القاعدة الرئيسيين بتسليم نفسه للسلطات السعودية ، وهو الآن محتجز في غواتنامو في كوبا . ومن جهة أخرى قامت السعودية بتسليم ثلاثة أشخاص اتهموا في ولاية فيرجينيا الشمالية بالتعاون مع منظمة " لاشكّر طيبة " الإرهابية . وإلى جانب ذلك ، فإنه في أعقاب مايو 2003م ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية أنشأتا فريقا للقيام بعمليات مشتركة في تعقب الإرهاب . وهذا الفريق السعودي الأمريكي المشترك قام بحوالي أربعمائة استجواب في نطاق التحقيقات المتعلقة بأحداث الثاني عشر من مايو ، وبحلول نوفمبر 2003م كان السعوديون قد اعتقلوا أكثر من مائتي شخص . وفضلاً عن ذلك فإنه لمنع تمويل الإرهاب من المملكة ، فإن السلطات السعودية قد التزمت عام 2003م بمنع جمع التبرعات المالية من خلال المساجد والمدارس والمراكز التجارية ، وكذلك بمنع المنظمات الخيرية السعودية من تحويل مبالغ إلى خارج البلاد أو فتح مكاتب لها في الخارج . وفي أغسطس 2003م أنشأت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فريق عمل للحيلولة دون تمويل الإرهاب ، وقد جمّدت السعودية (5.7 )مليون دولار أمريكي . وبالتنسيق مع وزارة الخزانة الأمريكية تم تحديد "وائل جليدان" كممول للقاعدة ، وتم احتجاز حسابات مؤسسة الحرمين الخيرية في الصومال ، والبوسنة ، كينيا ، تنزانيا ، باكستان، اندونيسيا . بيد أن التنازلات التي تقدمها السعودية بحماس فاتر غير كافية ، فحماية السعودية لمؤسسة الحرمين الخيرية شبيهة لتعاملها مع منظمات مرتبطة مع الإرهاب ، وقد أبلغ مسئول أمريكي مجلة تايمز في سبتمبر 2003م " يبدو أن السعودية لا تزال تقوم بحماية منظمات خيرية لها ارتباط بالأسرة المالكة وأصدقائها" . وفي تطور خطير في الثاني عشر من يونيو 2003م ، قال عادل الجبير (الناطق الرسمي باسم السفارة السعودية) : إن مؤسسة الحرمين ستغلق كل مكاتبها الخارجية ، وإن كل المنظمات السعودية الخيرية ستحظر من العمل خارج المملكة ، إلا أنه في نوفمبر من نفس العام أعلن عقيل العقيل رئيس الحرمين آنذاك ، بأن نشاط مؤسسة الحرمين لا زال مستمراً في أربع وسبعين دولة ، وأن ولي العهد السعودي الأمير عبد الله قد أرسل للحرمين خطاباً مصحوباً بشيك لم يذكر مبلغة ، وجدير بالذكر أن وزير الشؤون الإسلامية السعودي صالح آل الشيخ هو رئيس مجلس إدارة مؤسسة الحرمين . والحديث عن الحرمين يشير إلى فشل السعودية في تعقّب النشاط الإرهابي و يمحص إرادتها ، فمؤسسة الحرمين الخيرية لها صلة بالإرهاب الذي حدث عام 1998م في أعقاب التفجيرات التي وقعت في سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا . فالسلطات الكينية قد حظرت نشاط الحرمين في أراضيها بعد أن تكشف لها أن نشاطها مضر بأمن البلاد ، ورغم ذلك فإن السعودية لم تغلق مكتب الحرمين في كينيا حتى يناير 2004م أي بعد أكثر من خمسة أعوام من اكتشاف السلطات الكينية لوجود صلة بين ذلك المكتب وبين التفجيرات التي وقعت في السفارة الأمريكية بنيروبي . وإلى جانب مشكلة مؤسسة الحرمين المغلقة ، فإن السعودية تجاهلت مراراً وتكراراً طلبات الولايات المتحدة المتعلقة بإغلاق مكاتب ثلاث منظمات أخرى لها صلات بالإرهاب وهي : رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي ، و هيئة الإغاثة . ففي 26 سبتمبر 2003م ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بأن المخابرات الأمريكية والسلطات الأمنية قد زودوا السعودية بأدلة توضح ارتباط النشاط الإرهابي بهيئة الإغاثة ، ومن ثم فإن الولايات المتحدة طلبت من السعودية إغلاق مكاتبها في الخارج واستقالة أفراد الأسرة المالكة من مجلس إدارتها . وهيئة الإغاثة تشكل ذراع العون الإنساني لرابطة العالم الإسلامي وهي شبه رسمية ومنبر دعائي للمملكة العربية السعودية . ففي مارس 1997م شكر عبد الله العبيد أمين عام رابطة العالم الإسلامي عندئذ الملك فهد لدعمه المستمر للرابطة مشيراً إلى أن الحكومة السعودية قد زودت الرابطة بأكثر من( 1.33) بليون دولار أمريكي منذ عام 1962م . أما صحيفة واشنطن بوست فقد كتبت في الثاني من أكتوبر 2003م بأن إدارة الرئيس بوش قد حثت الحكومة السعودية لاتخاذ إجراءات صارمة ضد رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي . وصالح آل الشيخ كما هو رئيس مجلس إدارة مؤسسة الحرمين الخيرية فإنه أيضاً رئيس للندوة العالمية للشباب الإسلامي . ونظراً للعلاقات الوثيقة بين الحكومة السعودية و هيئة الإغاثة ، ورابطة العالم الإسلامي ، فلن يكون غريباً إذا ما تقاعست الحكومة السعودية عن اتخاذ إجراءات واضحة ضدها . ومما يثير الغيظ غياب التعاون السعودي في التحقيقات الدولية المتعلقة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر . ففي أعقاب الحادي عشر من سبتمبر لم تتجاوب السلطات السعودية مع مطالب المسؤولين الأمريكيين بتزويدهم بصور وبصمات وغيرها من المعلومات الخاصة بمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر . ومن ناحية أخرى رفضت السعودية السماح للمحققين الأمريكيين باستجواب عائلات مختطفي الطائرات في المملكة . وحتى نوفمبر 2002م أي بعد أكثر من مُضي عام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ظل وزير الداخلية السعودي الأمير نايف ينفي إن كان مختطفو الطائرات من السعوديين ، وقال : من المستفيد من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؟ وأضاف : أعتقد أن الصهاينة كانوا وراء تلك الأحداث . ومن ناحية أخرى فإن السلطات السعودية عرقلت التحقيقات التي قامت بها ألمانيا بشأن علاقة مختطفي الطائرات بأحد ممثلي الحكومة السعودية . وكانت الدلائل تشير إلى أن "محمد جابر فقيهي "، والذي كان يرأس إدارة الشؤون الإسلامية بالسفارة السعودية في برلين ، كان على صلة وثيقة بمنفذي الأعمال الإرهابية وأنه التقى بـ"منير المتصدق" والذي أُدين لدوره في أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والسفارة السعودية في برلين لم تتعاون في التحقيقات بهذا الصدد ، وأن مسئولا في الشرطة الألمانية أبلغ صحيفة " وول ستريت جور نال " في ديسمبر 2003م بأنه لم يتغير شيء منذ تفجيرات الرياض ، وجاء في مقال الصحيفة بأن مسئولي الشرطة والمخابرات الأوروبيين ذكروا بأن التعاون السعودي كان متقطعاً ، وبالرغم من الثناء الذي تجده السعودية في واشنطن لرغبتها في التعاون في مواجهة الإرهاب ، إلا أن المسئولين الأوربيين لا يشاطرون واشنطن الرأي في الثناء على السعودية بهذا الصدد . وعدم رغبة السعودية في التعاون في مكافحة الإرهاب ناجم من تصدع عميق في المجتمع السعودي . فبالرغم من الرغبة في الاتصال بالعالم الخارجي من أجل الثروة المادية ، إلا أن الكثير من السعوديين يعتقدون أن كل الغربيين وغير المسلمين هم من الفاسدين عقدياً . وضمنياً اعترف "عادل الجبير" بالمشكلة في مقابلة أجرتها معه في مايو 2003م "شبكة فوكس الإخبارية " قائلاً :بأن المملكة تعمل لإزالة البيئة التي تجد فيها المنظمات الإرهابية الفرصة لتجنيد الشباب" ، والبيئة التي يشير إليها هي السبب في وجود مائة وستين سعودياً محتجزين في (جوانتانامو) ضمن ستمائة وخمسين محتجزاً . ومها يكن ، فإن الحكومة السعودية مستمرة في استعمال شبكة متقنة من المساجد ، والمدارس والمنظمات الخيرية والإنسانية والتسهيلات الدبلوماسية لنشر الفكر الوهابي الذي يمثل الاتجاه المتطرف في الإسلام ، والذي قال بشأنه السناتور "جون كيل" بأنه يشكل خطورة على الدستور ومبادئ الحرية التي غرسها الآباء المؤسسون . أما "مايكل يونج" رئيس لجنة الحرية الدينية العالمية في وزارة الخارجية ، فقد وصف الوهابية بأنها المذهب غير المتوافق مع الحرب على الإرهاب . ورغم ادعاء الحكومة السعودية بأنها قد فصلت ألوفاً من الأئمة ، إلا أن تصريحات المؤسسة الدينية في المملكة لا تزال تتسم بالتطرف . ففي خلال هذا الشهر صرح مفتي عام المملكة الشيخ "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ": بأن السماح للمرأة بالاختلاط مع الرجال هو سبب للشرور والكوارث . وفي نوفمبر 2003م في حديث ديني أذاعه التلفزيون السعودي ، قال أحد الأئمة في ختام حديثه " اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفر والكافرين ، ودمّر أعداء الإسلام وكن عوناً لإخواننا المجاهدين في فلسطين واهزم المحتلين اليهود " . قال مسئول سعودي كبير لـ"مجلة تايم" بأنه حتى إذا لطّف الأئمة خطابهم (ظاهرياً)فإن ما نسمعه ما هو إلا مظهر كاذب. تستطيع أن تشم رائحة الغثيان الذي يشعرون به أثناء إلقاء خطابهم الجديد. والسعودية نفسها تمثل مظهراً كاذباً للعالم ، فهي تزعم أنها تحارب الإرهاب ، إلا أنها تاريخياً مرتبطة بمذهب إسلامي يدعو للعنف وعدم التسامح مع الغرب. و ما لم تُلزِم أسرة آل سعود نفسها بالابتعاد عن هذا المذهب المتطرف ؛ فإن السعودية ستظل مرتعاً للنشاط الإرهابي .
-------------------------------------------------------------------------------- 1- "جوش لفكوتز و"جوناثان ليفين" من المحللين الرئيسيين في شؤون التحقيقات المتعلقة بالإرهاب. |
المصدر: http://www.islamtoday.net/Charitable-Org/Foriegn-N20.htm
| |
|
|
|
|
|
|
رابطة العالم الإسلامي تتجه نحو محاربة الفكر التكفيري والإرهاب (Re: Yasir Elsharif)
|
يبدو أن المملكة السعودية قد فهمت الرسالة التي أرسلها إليها العالم الحر، وفحواها "الابتعاد عن الفكر المتطرف" فهما جيدا، بالرغم من صعوبة ذلك عليها وعلى مؤسساتها التي ترعاها.. فلننظر ماذا فعلت تلك المؤسسات.. رابطة العالم الإسلامي كنموذج، وأرجو التركيز على ما تحته خط وهو من عندي، وأرجو أن يفتح الله على الإرهابيين والتكفيريين في هذا البورد، وهم يعرفون أنفسهم جيدا، أن يقرأوه بتمعن:
Quote: نداء من رابطة العالم الإسلامي لعلاج الفكر الشاذ للفئة الضالة ومحاربة ثقافة الإرهاب
· الرابطة تدين جريمتي التفجير الإرهابي في الرياض وتشيد بالجهود الأمنية الناجحة في تعقب عصابات الإرهاب.
· الرابطة تطالب العلماء ورجال الإعلام بعمل مشترك من خلال ميثاق للإعلام يعالج مشكلة الخطأ في فهم الدين ويواجه ثقافة الغلو والتطرف والإرهاب.
· مواجهة الفتاوى الشاذة بالحجة الشرعية واجب ينبغي أن يكون من أولويات العمل الدعوي الإعلامي المشترك.
· ضرورة التأكيد في وسائل الإعلام على مقاصد رسالة الإسلام في الأمن والتعاون والتواصل بين الناس وتحريم البغي والإفساد في الأرض.
· الرابطة تؤكد أن مواجهة ثقافة الغلو والإرهاب مسؤولية جماعية ينبغي أن تشارك فيها جميع المؤسسات في العالم الإسلامي.
مكة المكرمة: محمد الأسعد
دعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي إلى وضع ميثاق لعلاج مشكلة الخطأ في فهم الدين، ومواجهة ثقافة الغلو والتطرف والإرهاب، تشارك فيه مؤسسات الإعلام إلى جانب العلماء، مؤكدة أن مواجهة الفتاوى الشاذة بالحجة الشرعية واجب ينبغي أن يكون من أولويات العمل الدعوي الإعلامي المشترك.
جاء ذلك في نداء للرابطة موجه للعلماء ولمؤسسات الإعلام ورجاله، أصدره معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أدان فيه التفجيرين الإجراميين اللذين نفذتهما الفئة الضالة في الرياض يوم الأربعاء 17/11/1425هـ وطالب معاليه في النداء مؤسسات الإعلام بالتعاون مع الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام، والاتفاق على ميثاق بشأن علاج الفكر المنحرف للفئة الضالة، وفيما يلي نص النداء:
الحمد لله رب العالمين، الـذي أوجب على المسلمين التعاون على البر والخيرات، ونهاهم عن فعل الإثم والعدوان: (وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2) , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، أما بعد:
فإن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، تابعت أحداث الإرهاب التي نفذتها عصابات من الفئة الضالة في المملكة العربية السعودية، بلد الحرمين الشريفين، وآخرها قيام أفراد من عصابة الإجرام يوم الأربعاء 17/11/1425هـ بتفجير سيارة مفخخة في أحد الأنفاق، وأخرى قرب معسكر قوات الطوارئ الخاصة في مدينة الرياض.
ورابطة العالم الإسلامي إذ تدين هاتين الجريمتين، فإنها تؤكد أن الحادثين وأمثالهما من جرائم الإفساد في الأرض، ولا تقع إلا ممن انحرف عن الإسلام، وشوه مبادئه، وعبث بمقاصده، وأساء إلى رسالته الإنسانية العظيمة، وإن الرابطة لتحيي رجال الأمن في المملكة، وتثني على جهودهم التي نجحت في مواجهة الإرهاب وتعقب عصاباته، وحماية الوطن وأهله والمقيمين فيه من شروره.
واستشعاراً من الرابطة بخطورة الانحراف الفكري، وضرورة تضافر وسائل الإعلام في التصدي لأفكار المنحرفين، ومفاهيمهم الخاطئة، ومنطلقاتهم الشاذة، واعتقاداً منها بأن التصدي لثقافة الغلو والانحراف والإرهاب، من المسؤوليات الجماعية، فإنها تؤكد أن الشذوذ الفكري الذي يؤدي إلى الخروج عن الجماعة، وعصيان ولي الأمر، وتكفير المسلمين، وإراقة الدماء، والإضرار بالمنشآت العامة والخاصة، يحتاج إلى مواجهة جماعية، تشارك فيها مؤسسات الإعلام، إلى جانب العلماء ومؤسسات الدعوة الإسلامية.
إن الخلل في فهم بعض النصوص الشرعية ومقاصدها، مثل النصوص الواردة في الجهاد والـولاء والبراء، والأخذ بالفتاوى الشاذة المضللة، من أهم أسباب ظهور فئات غالية في الدين، عمدت إلى تفريق الأمة في دينها، فوقعوا فيما حذر الله منه: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159).
وقياماً بالواجب فإن الرابطة تدعو مؤسسات الإعلام ورجاله في العالم الإسلامي، للتعاون مع الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام التابعة لرابطة العالم الإسلامي الإسلامية في معالجة الفكر المنحرف للفئة الضالة ومحاربة ثقافة الإرهاب التي تلبستها، وذلك من خلال ميثاق مشترك يشارك في وضعه العلماء ورجال الإعلام يهدف إلى:
· تعريف الناس بأحكام الإسلام، بعيداً عن الأهواء، وتأصيل صلة الإنسان بربه، وإحسان علاقته مع خلق الله، والسعي في منفعتهم: (خير الناس إلى الله أنفعهم للناس).
· نقض مزاعم الغلاة والمتطرفين والإرهابيين وتفنيد دعايتهم وتقديم الفهم الإسلامي الصحيح لهم سعياً إلى إصلاحهم، ومحاربة الإفساد في الأرض بكل أنواعه، وبيان جزائه العظيم في الدنيا والآخرة.
· إظهـار أن رسالة الإسلام رسالة أمن وسلام وتواصل وتعاون بين الناس على البر والتقوى، وبعد عن الظلم والعدوان، ولا يتحقق ذلك إلا بالإيمان والعمل الصالح: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82)
· إبـراز أن رسالة الإسلام توجب العدل بين الناس، والإحسان إليهم، وتمنع البغي عليهم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90).
· تعريف الأجيال المسلمة بمبادئ اليسر والتسامح في الإسلام، وتحذيرهم من خطر الانحراف عنها، مع حثهم على التقيد بالأسلوب الإسلامي الأمثل في الخطاب: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)، والتأكيد على أهمية استعمال الرفق، وانتهاج الحسنى في الخطاب والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط: (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159).
وختاماً فإن الرابطة تدعو علماء الأمة ورجال الإعلام فيها إلى عقد لقاءات مشتركة وإلى التعاون لبيان الحكم الشرعي في كل ما يهم المسلمين، والتعاون في مواجهة الذين يفتون بغير علم ولا بينة، وتؤكد الرابطة على أهمية بحث القضايا المهمة التي تعرض للمسلمين، وبيان الرأي الصحيح فيها، ونشر ذلك في مختلف الوسائل الإعلامية، مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لتضييق مجال الآراء الفردية الشاذة التي تسهم في الفوضى وتسبب القلق بين المسلمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عبد الله بن عبد المحسن التركي
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي |
المصدر: http://www.muslimworldleague.org/html/tasreehaat/1425/t14251121_1.htm[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
|