دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي..
|
من كتاب الدكتور منصور خالد "الفجر الكاذب ... نميري وتحريف الشريعة" الصادرة طبعته الأولى في عام 1986.. [لا أعرف إذا كانت هناك طبعة أخرى، ولكني سانقل من النسخة التي لدي وهي الطبعة الأولى].. وأنتهز الفرصة لأحيي الدكتور منصور خالد راجيا له دوام الصحة والعافية في البدن والنفس والروح.. وأهنئنه بمقدم رمضان كما أهنئ القراء..
وقد أهدى الدكتور منصور كتابه للأستاذ محمود بهذه الكلمات المضيئة:
Quote: إلى روح الأستاذ محمود محمد طه الذي ذهب مبغياً عليه في عهد اللوثة ولسان حاله يقول:
"يا أحبابي في بلد الأشياء". "في بلد المشي على أربع". "هذا آخر عهدي بوجوهكم السمحة" "بعقولكم العطشى للإنجاب الفكري الممنوع" "فالحكم الصادر، لقضاة مدينتكم في مجلسه المرموق" "عالجني بالموت" |
....
هامش بأسفل الصفحة: [الشعر الذي أورده الدكتور منصور في الإهداء هو] من أبيات الشاعر محمد أبو دومة..
وأنا أرفق صور الصفحات التي جاءت تحت عنوان [جريمة العصر.. وبِشْر الحافي]، وسأعود للتعليق على بعض الأحداث والمسائل..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
مشروعين فقط ومفكرين فقط يشبهان الشعب السوداني مشروع الثورة الثقافية للفكرة الجمهورية والاستاذ محمود محمد طه مشروع السودان الجديد للحركة الشعبية والدكتور جون قرنق
والقاسم المشترك بين هاذين العملاقين هو الدكتور منصور خالد
وطال الزمن او قل...لابد ان يعرف الشعب السوداني من هو الاستاذ محمود ومن هو جون قرنق...والمسالة مسالة زمن. ويذهب كل الزبد الذى ابى ان يذهب جفاء..وعندها ستختفى كل الالام الممتدة من 1956..
*********** نتعمد الاسراف كي نستر الفاقة الزاد خبز حاف والنفس افاقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: إسماعيل التاج)
|
أشكرك يا أخي العزيز إسماعيل وأعيد عليك التهنئة برمضان، ونسأل الله أن يفتح على الشعب السوداني، وينقذه الإنقاذ الحقيقي، ببركة هذا الشهر الذي "أنزل فيه القرآن" وببركة القرآن وببركة النبي محمد عليه الصلاة والسلام..
يجب أن يعمل كل قادر على إحقاق الحقوق ورد المظالم إلى المظلومين، وجلب الظالمين إلى المساءلة.. وأنا معجب بما تقومون به في هذا الجانب مع منظمة "أمنستي إنترناشيونال"، وأشد على يدك أنت وصحبك الدكتور الباقر والآخرون..
أرجو أن ترفد البوست بذكرياتك ومداخلاتك..
ولك مني السلام..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ ياسر هنا رابط الموضوع، أظنك تذكره: بـيـتر نيوت كوك ... عبد الله النعيم ... عبد الوهاب الأفندي
Quote: بـيـتر نيوت كوك ... عبد الله النعيم ... عبد الوهاب الأفندي
قـد يبدو الرابط بين الثلاثة سوريالياًً. ولكن في مسرح الملهاة الحياتي، كل شيء ممكن. لنبدأ العرض: * * *
المكان : جامعة الخرطوم، كلية القانون، السنة النهائية. الزمان : صباح السبت 19 يناير 1985.
كان صباحاً إستـشعر الجميع ثـقله. إلتـقى جمعنا خارج قاعة المحاضرات التي تتسع لنحو ستين شخصاً. كانت أجواء الغربة تطوِّق المكان الذي بدأ غريباً لدرجة الإندهاش. دلفنا جميعاً إلى قاعة المحاضرات ورغم وجودنا بداخلها شعرنا بفراغ عريض. لم تكن القاعة هي ذات القاعة التي فارقناها نهار الخميس 17 يناير 1985. شعرنا بغربة داخلية غير متـناهية وتلمسنا وجوه بعض للتأكد من أن دواليب الحياة ما زالت تدور. كان صباحاً بهيماً وكانت الكآبة ترسم ظلالها على الجميع، والإنهاك بادياً على الجميع. أحس كل فرد منا آنذاك بأنه الجاني والمجني عليه، أنه القاتل والمقتول. وكان أول حكم أصدرناه ونحن على أعتاب التخرج بأن السودان لن يعود كما كان، وكانت الحـيـثـيات مقـتـضبة لدرجة الغضب :- إنها بداية الملهاة.
وكعادته وإنضباطه دخل علينا دكتور بيتر نيوت كوك (PETER NYOT KOKE) ليلقي محاضرته العادية في فقه القانون (JURISPRUDENCE). لم أرَ دكتور بيتر حزينـاً في حياتي كما كان في ذلك الصباح الرتيب الـموسوم بالضعف الإنساني وعدم القدرة على فعل شيء. لم يتعرض دكتور بـيتر في ذلك الصباح لجون أوستن (John Austin) وتعريفه للقانون وتمييزه بين القانون والأخلاق، ولم يطرق آفاق جون لوك LOCKE) JOHN) قائد التنوير في إنكلترا ومقالته التي تتعلق بفهم الإنسان، ولم يسترجع مباديء جيرمي بـنـثـام (JEREMY BENTHAM) في الأخلاق والتشريع، ولم يستعرض مسلَّمات كانْت KANT ، ولم يستعرض عـقد جان جاك روسو الاجتماعي – وربطه بأفكار توماس هوبز (HOBBES)، ولم ... ولم ...
أفرد دكتور بيتر تلك المحاضرة الصباحية للحديث عن هموم وأحزان الوطن في قالب قانوني وأخلاقي. تحدَّث دكتور بيتر أولاً عن محاكمة الأستاذ محمود محمد طه وفنَّد لنا تلك المحاكمة المهزلة التي أفضت إلى إعدامه في صباح اليوم السابق مباشرة، الجمعة 18 يناير 1985، كما بـيَّن لنا مخالفة المحاكمة لإجراءات القانون والدستور السائِدَيْن آنذاك. ثُـمَّ عـرَّج بنا للحديث عن دكتور عبداللَّهِ أحمد النعيم، وهذا هو بيت القصيد في سياقـنا هذا. كانت تجمع بين النعيم وبيتر علاقة الزمالة بكلية القانون، جامعة الخرطوم. ذكر لنا دكتور بيتر أنه لم يتـشرف بمعرفة الأستـاذ محمود معرفة شخصية كما أنه لم يلتـقه، ولكن شخصاً مثله أستطاع أن يقدم للمجتمع السوداني تلاميذاً على شاكلة النعيم الأخلاقية لا بدَّ أن يكون إنساناً عظيماً بكل المقايـيس. ثُـمَّ ذكر لنا أن دكتور النعيم كان الأوَّل في تاريخ جامعة الخرطوم الذي تم إبتعاثه في بـعثة دراسية إلى خارج السودان ثـمَّ أعاد إلى خزينة الجامعة فائض مخصصات االبعثة الدراسـية عند إنتهائه منها. لم يستغل النعيم فائض المخصصات المالية في شراء عربة أو أثاث منزلي كما أنه لم يستغل ذلك الفائض المالي لمصلحته الشخصية بغية مواجهة الضغوط الإجتماعية والتي ولا شك، وهو أستاذ جامعي، في أنها كانت كثيرة وثـقيلة. كان النعيم من التربية الأخلاقية والتواضع بحيث أنه آثر أن يمتطي دراجةً عادية وهو الأستاذ الجامعي بدلاً من إستغلال فائض مخصصات دراسية، يقيناً لن يسأله أحد عنها، لشراء سيارة. هذا الأنموذج الأخلاقي الرفيع أُهديه إلى الأفندي الذي يرى براءة في إستيلاء مسئولي نظام الإنقاذ على فائض مخصصات السفر إلى الخارج في رحلاتهم الرسمية بدلاً من إرجاعها إلى خزانة الدولة. وشَـتَّان بين الأنموذجين. ولكن العذر كله للأفندي، فالقيم الأخلاقية سقطت عن تنظيم الجبهة حين "آثر التنظيم الولوج إلى عالم السياسة على حساب الأخلاق والقيم، لا في إطارهما" [ص 172-175 من كتاب الأفندي: الثورة والإصلاح السياسي في السودان]. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: إسماعيل التاج)
|
شكرا يا إسماعيل..
نعم أذكر البوست ، وقد كتبت فيه مداخلة.. التحية للدكتور بيتر نيوت كوك الذي تقلد منصب وزير التعليم العالي الآن في حكومة "إتفاق السلام" كما أحب أن أسميها..
وها هو الدكتور منصور خالد نفسه يصير مستشارا "لرئاسة الجمهورية" بصفته مستشار لرئيس الحركة الشعبية الذي يحتاج إلى مستشاريه بالقرب منه في القصر طبعا..
وسأعود بالمواصلة ..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: عمر ادريس محمد)
|
عزيزي عمر إدريس،
تحية طيبة ورمضان كريم..
وأشكرك على المرور والتعليق، وهذا يبقي البوست في "الواجهة"..
وأرجو أن أجد الوقت لإيراد ما جاء في ذلك الكتاب "قصة بلدين" بل وفي بقية كتب الدكتور منصور خالد منذ "حوار مع الصفوة"..
ساعود لمواصلة الحديث عن "جريمة العصر" بشيء من التفصيل والتوثيق.. وسوف يستمر هذا البوست إن شاء الله..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
ياسر ..... يا ياسر
ما اعظم الدروس التى خلفها .. موت الاستاذ
العظيم .... بيتر نيوت عين فى التشكيل الوزاري
الاخير وزيرا للتعليم العالى .... عشمنا فى ثورة
تعليم حقيقية تزلزل الثوابت .. وتوثق للحقائق
امثالك و د. عبد الله النعيم ... هم عزائنا فقد
ترك لكم قادتكم اعناقهم المتدليه من المشانق
ولم يتركوا لكم وصايا عشر ... كوصايا حسن
البنا ....... وعلى الباغى تدور الدوائر !!!!
ولا نامت اعين الجبناء ان موعدهم ... فى
لاهاى .... لقريب !!!!!!1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
مواصلة:
لعل الرجوع إلى المنشور "وثيقة إتهام رقم 1" كما أسماها "قاضي السلطان" حسن إبراهيم المهلاوي تفيد في التذكير بتلك المحكمة التي أسماها الدكتور منصور بـ "جريمة العصر"، وهذا بدوره يفيد في إنعاش ذاكرتنا بتلك الجريمة، خاصة في هذه المرحلة من تطور الأحوال السياسية في السودان بعد أن وقفت الحرب، أخيرا، بطريقة كان هذا المنشور قد نصح السلطة [وقتها] كما نصح حاملي السلاح [وقتها] باللجوء إليها.. وبقي المطلبان الآخران ينتظران التطبيق، وأهمهما هو إلغاء القوانين التي وصفها المنشور بأنها تهدد وحدة البلاد..
Quote: هـــذا .. أو الطوفـــان !!
(و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب)
صــدق الله العظيم
غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، و صونا لهما ، وهما الإسلام و السودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، و سعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، و أصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، و لا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..
و جاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، و أساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، و مخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر و لا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذا القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، و عقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة و نصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، و أهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، و الإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود و القصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..
إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، و قسمت هذا الشعب في الشمال و الجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، و آية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، و إنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، و إنما يكفله له الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-
1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، و لإذلالها الشعب ، و لتهديدها الوحدة الوطنية..
2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، و اللجوء إلى الحل السياسي و السلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..
3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، و التربية ، بهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، و لمشكلة الشمال ، معا … أما الهوس الديني ، و التفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، و الحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، و أن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها و وحدتها و أمنها .. وعلي الله قصد السبيل.
أم درمان
25 ديسمبر 1984م
2 ربيع الثاني 1405هـ
الأخـــــوان الجمهوريون |
ولعله من المناسب أيضا إثبات كلمة الأستاذ محمود التي ارتجلها عندما أعلن مقاطعته لتلك المحكمة، ولأي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، وهو ما جعل النميري وقضاته يجن جنونهم، لأن تلك المقاطعة حرمتهم من الانحراف بالمحكمة من القضية الأساسية وهي قضية سياسية إلى قضية أخرى، هي محاولة محاكمة أفكار الأستاذ محمود.. فماذا قال الأستاذ؟؟ اضغط لتسمع.. http://alfikra.org/jan18/jan18_01.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
الدكتور الحبيب ياسر الشريف
كل عام و أنتم بخير و رمضان مبارك
تحياتي للأسرة الكريمة
هذا الصباح كنا أنا و صديقي حامد البدوي نراجع معا عبقرية مقولة الأستاذ محمود عندما وصف التيجاني يوسف بشير و معاوية محمد نور بأنهما من "سلفنا الصالح"، أشد ما يربطني بصديقي حامد بدوي عشقنا المشترك للأستاذ محمود و تزين صورة الأستاذ محمود التي في صدر موقع الفكرة منزل كلينا إلى جانب الدكتور جون قرنق أبوين رحيمين لهذه الأمة العملاقة.
تشكر على هذا البوست و أهديك و أهدي زواره مقالة الدكتور منصور خالد بعد الفداء العظيم. المقال موجود في الرابط أدناه:
http://www.alfikra.org/jan18/jan18_31.htm
مودتي
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Murtada Gafar)
|
الأخ الكريم د. ياسر والمتداخلين الكرام، شكراً على هذا التذكير بأفضل مافينا، وفضح أسوأ ما فينا من خلال مساهمات الدكتور منصور خالد المشرقة.
ومن غرائب القدر أن يكون منصور خالد مرغماً على الجلوس مع قتلة الأستاذ محمود، الذين يصفهم بأشر الأوصاف في ما نقلته أنت عنه، في ظل حكومة واحدة. أتفهم الضرورات العملية التي أدت إلى هذا الواقع الغريب. إيقاف نزيف الدم اقتضى ذلك، وقد يستحق ذلك. مع ذلك، فإني متحير فيما يجري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
اخي دكتور ياسر بعيدا عن اختلافنا معكم في الدين الا انكم اطهر وانظف مجموعة تقابلت معها في حياتي
اضحك اول مرة اشوف المرحوم دالي في جامعة الخرطوم اشاع وقتها ناس الاتجاه الاسلامي بانهم دقوا دالي لمن قام جاري , وكان دالي يتحدث في ركن من اركان النقاش الجماعة سعلوا دالي هل صحيح انو الكيزان دقوك وقمت جاري قال ابدا كلام ذي ذه ما حاصل , بعد دقائق لاح من بعيد محمد طه محمد احمد , دالي قال لي الناس اكد لكم كلامي انا بسأل محمد طه وبمجرد وصول محمد طه سأله دالي انت يا محمد طه مش امس دقتوني لمن قمت جاري رد محمد طه قائلا انت لقيت طريقة تجري ما وقعت ترفس في الواطه الناس ضحكت ضحك شديد علي محمد طه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: saif massad ali)
|
كتب saif massad ali
Quote: اخي دكتور ياسر بعيدا عن اختلافنا معكم في الدين الا انكم اطهر وانظف مجموعة تقابلت معها في حياتي |
سيف قولك يعني أنك تختلف معهم في (الدين) - الذي يكون فيه الأطراف على جانبي ديانات مختلفة: الإسلام، المسيحية أو اليهودية. أمْ أنك تقصد أنك تختلف معهم في تـفسيرهم وممارستهم للدين الإسلامي؟ وبـذا تكون خرجت عن مقاصد الكلم.
فالأولى تستلزم أنَّ لك ديناً مغايراً لدين الجمهوريين الذين أعلم أنهم - من خلال ممارستهم - أنهم من المسلمين الخُـلص. بينما الثانية تستلـزم إختلاف المدارس الفقهية التي تُـفسر الدين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: إسماعيل التاج)
|
عزيزي ياسر،
رمضان كريم. أدناه بعض من ذكريات عن أيام تلك الجريمة النكراء.
كان "الشيخ" الصديق يقدِّم ركناً وفجأة توقَّف وسأل: كم الساعة الآن؟! فأجابه أحد "عكاليت" الهندسة: الواحدة إلا ثلاثة عشر دقيقة. تساءل "الشيخ" الصديق بدهشة عظيمة: أمعقول؟!!!
معجزةٌ ما في ذلك شك، وذلك لأنَّ هذا يعني أنَّ وحياً ما قد نزل على "الشيخ" الصديق وألهمه أن ينهي ذلك الركن في تمام الساعة الثالثة عشرة إلا ثلاثة عشر دقيقة.
ثمَّ كان أن وجد "عكليتاً" آخر قطعةً من إطار سيَّارة مقاس ثلاثة عشر بوصة وتحديداً الجانب المكتوب عليه هذا المقاس فأخذها إلى "الشيخ" الصديق الذي فرح بها أيَّما فرح. معجزةٌ ما في ذلك شك و "مافي زول عارف لي يوم الليلة ده من ياتو مجرَّة نزلت"
وهكذا كنَّا، في أواخر العام 1984، ندخل في "هضربة" لنخرج إلى أخرى. وبينما "الشيخ" الصديق "يهضرب" بالمعجزات التي تترى معلنة تضعضع الشكوك في مهدوية دعوته، كان النميري يرص آخر طوب "المدماك" السادس عشر لتُطبق تلك "المداميك" الخرساء، التي جرَّب النميري في كل واحد منها أصنافاً من السحر الأسود، على النفوس الجائعة في بلادي رغماً عن أنَّ أقل من ستة عشر سنة بقليل هي المدة التي كانت تفصل تلك النفوس عن بدء الألفية الثالثة. أكاد أجزم اليوم أنَّه لو استقبل الناس في بلادي، حينئذٍ، من أمرهم ما استدبروا، لرضوا بأن يكون بينهم وبين الألفية الثالثة اثنتين وثلاثين سنة إذا كان ذلك يضمن لهم رجوع الزمان القهقرى إلى العام 1969 ليهدم تلك "المداميك" الطرشاء.
ثمَّ كان أن زعم "الشيخ" الصديق بأنَّه قادر على استخدام معجزاته في ازالة حكم النميري إذا خرج الناس معه في مظاهرة يحمل فيها كل واحد منهم ثلاثة عشر حصاةٍ مباركة ليرجم بها، من ناحية النيل، القصر الجمهوري. قال الجمهوريون: "هذا أو الطوفان"، وما أرادوا، حين قالوا "هذا"، "هضربة الشيخ الصدِّيق"، لذا فقد قال النميري: إتوني بالسحرة أجمعين. جاء السحرة بمحاريث جهنَّم وصاروا يحرثون بعجلة ليست من الشيطان في شيء لأنَّها كانت الشيطان نفسه.
كانت الجامعة مغلقة، في يناير من العام 1985، ولا أذكر الآن سبباً لذلك وقد، صدِّقوا أو لا تصدِّقوا، أعادت إليَّ ذكريات تلك الأيَّام، التي أكتب عنها الآن، حالة من الغضب أعجزتني، على قدر ما اعتصرت ذاكرتي، من أن أذكر سبباً لإغلاق الجامعة في تلك الأيَّام ولمَّا نكمل أول ثلاثة أشهر، من دراستنا الجامعية، بعد. تحايلت على أمِّي (التي كانت تقوم بدور الأب أيضاً حيث أخْرَج ضنك بداية الثمانينات متضامناً مع أفواهنا، نحن الأبناء، أبانا الذي في السلك التعليمي السوداني إلى حيث السلك التعليمي اليمني) وربَّما أنَّني كذبت مدَّعياً أنَّني أعد بحثاً وربَّما كان ذلك في زمنٍ آخر ولست متأكِّداً. على أي حال، أخذت بعض النقود ممَّا كان يجنيه أبونا من عرق جسده كلَّه مدرِّساً بمرتفعات نواحي الحُديدة باليمن في ظروفٍ، علمت لاحقاً، أقل ما يمكن أن توصف به غزارة في انتاج الرطوبة وسوء في توزيع الأكسجين ولو قيِّض لنا أن نتغرَّب ويؤدِّبنا اليمن (وغيره) قبل أن يؤدِّبنا الزمن ثم أُطلقنا لنصرف ممَّا كان يجني آباؤنا لأرجعنا البصر كرَّتين قبل أن نشغِّل المضخَّات الإضافية في أجسادهم لتعوِّض ما كنَّا نصرفه "عمَّال على بطَّال" والحمد لله على كل حال. أخذتني تلك النقود مباشرة إلى ركن الجمهوريين بالجامعة وإلى حيث كان "دالي" يتهكَّم مكرِّراً: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً...الخ...الخ. زعم الفرزدق فدخلت الطمأنينة إلى قلوبنا، كعادتنا، بهذا التهكَّم الجمهوري من باب "أسمع كلام بضحِّكك، ما تسمع كلام ببكِّيك" لكنَّ كلام خالي عمر أبكاني عندما غضب غضبة عظيمة وأنا أرد على سؤاله (عمَّا أتي بي والجامعة مغلقة) قائلاً، بتردّد "برلوم" غر: "الأحداث دي" فأقسم لو أنَّ "الأحداث دي جات في صدر بيت العزَّابة ده، ماك شايفا". لم أفهم سر تلك الغضبة إلا لاحقاً عندما أصبحت أنا نفسي خالاً وشريكاً، فيما يقولون، لوالدي أبناء أخواتي.
تعشَّينا بمقولة "زعم الفرزدق..." ونمنا عليها وأفطرنا بما بات منها، بل وإنَّ الطيِّب خرج مليئاً بها ولم يغازله أحد في الشوارع إذ وضح أنَّها كانت مجرَّد خديعة. لم يرجع الطيِّب، من ساحة الاعدام، بما خرج مليئاً به وإنَّما رجع مليئاً بغضبٍ كان بوسعنا استقبال ذبذباته من عند المحطَّة على بعدها. دخل ووجهه أغبش (من الغضب وربَّما من العطش وربَّما من كلاهما) وكأنَّه اصطدم بجوّال دقيق. من مجرَّد لمحة، رأيت في وجه الطيِّب ولمست ممَّا كان يعتمل في صدره كلَّ الأحداث التي لو "جات في صدر بيت العزَّابة داك" ما كان لي أن أراها كما رأيتها في وجه الطيِّب. كانت ساعة شؤم رأيت فيها ما صوَّره بشرى الفاضل من غضب عبد القيوم ينزل من لسان الطيِّب دامياً ومتفتِّتاً وكأنَّه مضغ كبداً طازجاً ولفظه: "تكتلوهو يا أولاد الكلب...تكتلوهو يا أولاد الكلب"...اختار عبد القيّوم الطريق الأسهل بأن أطفأ غضبه في النيل لكنَّ الطيِّب*، ورغماً عن أنَّ النيل كان أقرب إليه من أبي حشيش، إلا أنَّه اختار أن يزيد لهيب النار المشتعلة في جوفه بأن صبَّ عليها، طائعاً مختاراً، عدة "كبايات من العرقي الرديء" مؤمِّلاً أن "توقد نار، تصبح رماد"...
* لقد هاتفت الطيِّب مستأذناً أن أنشر الأحداث التي ورد اسمه، في هذا السرد، مربوطاً بها ومستفسراً عن شعوره بعد عشرين سنة على تلك الأحداث. أسرَّ لي الطيِّب، الذي حجَّ واعتمر عدة مرَّات وأصبح ماء زمزم السائل المفضَّل عنده لإطفاء الغضب والعطش وحمى المرض، بأنَّني قد قلَّبت عليه مواجع غضبٍ ما كان يمكن أن تطفيه كل سوائل الدنيا وإن اجتمعت!! فهل أنا نادم على تقليب مواجع الطيِّب ومواجعي ومواجعكم؟!!، هيهات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: saif massad ali)
|
عزيزي سيف مساعد تحية طيبة ورمضان مبارك علينا وعليكم ونسأله تعالى أن نكون من عتقائه وأن يعلمنا العلم النافع..
أشكرك على المرور والإطراء..
Quote: اول مرة اشوف المرحوم دالي في جامعة الخرطوم |
الأخ دالي بخير وعافية..
وربما كان يقرأ كلامك هذا الآن..
وأنا سعيد أنك تتابع ما أكتبه في المنبر.. وأرجو أن يكون مفيدا لك..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أخي الحبيب العزيز حيدر، تحية طيبة لك وللأسرة ورمضان مبارك علينا وعليكم
Quote: شكراً على هذا التذكير بأفضل مافينا، وفضح أسوأ ما فينا من خلال مساهمات الدكتور منصور خالد المشرقة. |
نعم يا عزيزي ، تلك الحوادث والأحداث تذكرنا دائما بتقصيرنا، ليس فقط في الماضي، وإنما في الحاضر أيضا..
وتفرض علينا أن نواصل لإخراج أحسن ما فينا.. والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر كما قال الأخ عوض
نحن صُبر لا نمل طلابنا حتى تملوا
هو كالإطلاق حر أينما قد حل حر أنتم السجناء ضاق رحابكم أين المفر يتغشاه الرضا إن مسه في الحق ضر والرضا ينهل فرحا إذ به عينا تقر
وهناك صورة لا تكاد تفارق ذهني هي وقوفك أنت مع المنشدين والمنشدات الجمهوريين والجمهوريات في يوم الذكرى الأولى في يناير عام 1986 تنشدون هذه القصيدة..Quote: ومن غرائب القدر أن يكون منصور خالد مرغماً على الجلوس مع قتلة الأستاذ محمود، الذين يصفهم بأشر الأوصاف في ما نقلته أنت عنه، في ظل حكومة واحدة. أتفهم الضرورات العملية التي أدت إلى هذا الواقع الغريب. إيقاف نزيف الدم اقتضى ذلك، وقد يستحق ذلك. |
نعم يا أخي الحبيب، فإن مشاركة الدكتور منصور خالد وصحبه في الحركة الشعبية في وضع دستور انتقالي ثم المشاركة في الحكومة وفق اتفاقية السلام، إنما هي لهدف يستحق، بل يستوجب ذلك.. لقد سعدت بحضورك..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Murtada Gafar)
|
عزيزي مرتضى،
تحية طيبة لك وللأسرة ورمضان مبارك علينا وعليكم.. وسلامي لكل المساقطاب من السودانيين وأصدقائهم..
Quote: هذا الصباح كنا أنا و صديقي حامد البدوي نراجع معا عبقرية مقولة الأستاذ محمود عندما وصف التيجاني يوسف بشير و معاوية محمد نور بأنهما من "سلفنا الصالح"، أشد ما يربطني بصديقي حامد بدوي عشقنا المشترك للأستاذ محمود و تزين صورة الأستاذ محمود التي في صدر موقع الفكرة منزل كلينا إلى جانب الدكتور جون قرنق أبوين رحيمين لهذه الأمة العملاقة. أشكرك لتزيين هذا البوست بحضورك البهي، وبمقال الدكتور منصور خالد التاريخي.. |
مع أطيب الأماني
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
.. أرجو من المهتمين بالموضوع، خاصة الأخ عادل البدوي أن يقرأوا الرابط بعناية شديدة وأن يقولوا لنا: ما هو الحزب السوداني الذي يطالب صراحة وبلا مواربة بإلغاء ما تسميه الحكومة بالشريعة وما تقول بأنها قد أثبتته في اتفاقية السلام.. ولا حزب كما يقول الدكتور منصور خالد في هذه الندوة الهامة.. كما أحب أن أشير إلى أن الحكومة استجابت لمطالبة الحركة الشعبية لولاية الخرطوم بإعادة النظر في قرار إغلاق المطاعم في نهار رمضان لأن ذلك ينتهك حقوق غير المسلمين وبهذا يكون غير دستوري لأنه يعارض الدستور الانتقالي.. لاحظوا أن الندوة نفسها تأجلت لمدة أسبوع لأنها تعرضت للمنع في المرة الأولى من الشرطة وأجهزة الأمن ثم اكتشف "الطير" بأن التعامل مع المسائل يجب أن يختلف بعد إقرار الدستور الانتقالي.. منصور خالد: طالب بحماية غير المسلمين فى العاصمة!!! إلغ...والندوات غير دستورى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. وجريمة العصر.. وبِشْر الحافي.. (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي ياسر،
لقد قلت: Quote: ما هو الحزب السوداني الذي يطالب صراحة وبلا مواربة بإلغاء ما تسميه الحكومة بالشريعة وما تقول بأنها قد أثبتته في اتفاقية السلام.. ولا حزب كما يقول الدكتور منصور خالد في هذه الندوة الهامة.. |
وأقول: لقد فات على الدكتور منصور خالد أن منشور "هذا أو الطوفان" قد قال بذلك صراحة قبل أكثر من عشرين عاماً وهي صراحة أمسك الأستاذ بمحمود بجمرتها في كف فيما كان يحمل روحه على الكف الأخرى. هل انتهى الطوفان...هيهات!
Quote: إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، و قسمت هذا الشعب في الشمال و الجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، و آية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، و إنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، و إنما يكفله له الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-
1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، و لإذلالها الشعب ، و لتهديدها الوحدة الوطنية.. |
تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور منصور خالد.. يتتبع قصة قوانين سبتمبر.. أو ما سمي بالشريعة (Re: Yasir Elsharif)
|
لقد كانت هناك مؤامرة لها عدة أطراف، غايتها هي تصفية الأستاذ محمود أو إسكات صوته وصوت الجمهوريين الذين يطالبون بإلغاء القوانين التي ما لجأ إليها النميري إلا ليتخلص من معارضيه خاصة القضاة.. ولنرجع إلى كتاب الدكتور منصور خالد "الفجر الكاذب" الذي يحكي لنا كيف نشأت "قوانين سبتمبر"..
كتب الدكتور منصور خالد عن "الإسلام.. وفرية العدالة الناجزة" في كتابه الذي نحن بصدده هنا: "الفجر الكاذب .. نميري وتحريف الشريعة".. وحكى عن الوقائع التاريخية التي سبقت إصدار ما سمي بالقوانين الإسلامية واختصرها في قوله: "ولا يختلف إثنان في أن إصدار تلك القوانين كان رد فعل سياسي مباشر على إضراب القضاة وما عناه ذلك الإضراب من تحد جريء لصاحب السلطان الأعظم" وأوضح كيف أن الإضراب لم يكن لمطالب مهنية بل كان "إضرابا من أجل مبدأ هو حماية استقلال القضاة والذي يُضرب من أجل استقلال القضاء اليوم قد يُضرب غدا من أجل مبدأ سيادة القانون وقد يحمل غيره على الإضراب في اليوم الذي يليه من أجل حماية الحريات" ويمضي الدكتور منصور فيقول:
وزاد من ذعر النميري تحرك بعض المحامين وهو تحرك لم يصل إلى حد الإضراب الذي دعا له البعض.. وإن كانت النقابة قد أعلنت رأيها بأسلوب واضح في المذكرة التي رفعتها لرئيس الجمهورية في يونيو 1983.. تحت عنوان .. "حول أزمة استقلال العدالة".. وأشارت تلك المذكرة إلى اللقاءات التي تمت مع النائب العام الأستاذ الرشيد الطاهر ورئيس القضاء ورئيس الجمهورية لإيضاح وجهة نظرها فيما أسمته المسألة المبدأية الخاصة بطرائق عزل القضاة قانونيا ودستوريا، ومن ثم كيفية حل المسألة الموضوعية في دائرة الأزمة القضائية الراهنة.. وبالرغم من بعض التعبيرات اللولبية مثل حل المسألة الموضوعية والأزمة القضائية فإن المذكرة حددت في شجاعة أربع قضايا هامة:
أولا: إعادة النظر في القرار الجمهوري القاضي بفصل القضاة بما يتفق مع هيبة وكرامة القضاة.
ثانيا: تعزيز الجهود من أجل تأكيد استقلال القضاء.
ثالثا: العمل على توطيد سيادة حكم القانون باعتبارها الضمانة الجوهرية لسيادة حقوق الأفراد.
رابعا: العمل والدفاع عن الحقوق الأساسية والحريات الديمقراطية للإنسان.
ولا شك في أن النميري قد أحس بما تنذر به النقطة الرابعة من شر مستطير.
انتهى.. ويجدر أن نذكّر بأن يونيو الذي شهد مذكرة القضاة كان قد شهد اعتقال الأستاذ محمود محمد طه وعشرات الجمهوريين.. فقد أخرج الجمهوريون كتابا اسمه "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" في أبريل 1983.. [أرجو مراجعة ذلك الكتاب وهو موجود الشبكة العالمية] .. http://alfikra.org/books/bk270.htm وفي ذلك الكتاب انتقد الجمهوريون المسئولين في أجهزة الإعلام وأجهزة الأمن لأنهم قد فرطوا في أمن البلاد بأن سمحوا لواعظ مصري، محمد نجيب المطيعي، بأن يثير الفتنة الدينية والتحريض على غير المسلمين من جنوبيين وغيرهم، وعلى الجمهوريين بصفة خاصة.. ولا أظن أنني بحاجة إلى التذكير بأن صيف عام 1983 ذاك، قد شهد أيضا انطلاق الحركة المسلحة في جنوب السودان وقد برز إسم الدكتور جون قرنق كقائد لتلك الحركة المسلحة..
لقد كانت تلك هي المرة الثانية التي يتعرض فيها الأستاذ محمود والجمهوريون للإعتقال أثناء فترة الحكم المايوي.. أما المرة الأولى فقد كانت في أواخر عام 1976 وأوائل عام 1977 ودامت شهرا في سجن كوبر، وقد اعتقل فيها الأستاذ محمود وثمانية من الجمهوريين بدون محاكمة، ويبدو أن ذلك الاعتقال كان بسبب كتاب أخرجه الجمهوريون عن جماعة أنصار السنة إسمه "إسمهم الوهابية وليس إسمهم أنصار السنة ".. ذكرت هذه الحقيقة لكي أربط بين الاعتقالين.. وهناك ما ذكره الدكتور منصور خالد في معرض حديثه عن تلك المواجهة التاريخية في ما اقتبسته منه مصورا تحت عنوان "جريمة العصر.. وبشر الحافي" فقد قال: "والإمام الذي لا يستحي هذا هو نفس الرجل الذي كان يباهي بالشيخ العالم ويترجى أن يجمع بينه وبين العلماء ليناظرهم. كان هذا هو موقفه في مطلع عام 1976 عندما بعث إليه عدد من المشايخ برسالة ضافية تصف الإخوان الجمهوريين (أنصار محمد طه) بالمروق والارتداد وتطالب بحظر نشاطهم ومصادرة كتبهم." انتهى.. وقد كان من المعروف أيضا ما كتبته "رابطة العالم الإسلامي" بمكة المكرمة إلى إحدى وزارات الحكومة في عام 1975 تطالب بحظر نشاط الجمهوريين ومنع كتبهم ومحاكمتهم..
أعود من هذا الاستطراد الضروري للدكتور منصور خالد في سرده لتلك الأحداث حيث يقول:
"بيد أن مسار الأحداث يكشف أن مكتب النقابة قد آثر لأسباب بعضها موضوعي مثل العمل على حل مشكلة القضاء.. وبعضها ذاتي مثل موقف نقيب المحامين الأستاذ ميرغني النصري والذي كان ممزقا بين تأييده للتوجه الإسلامي الجديد ومسئوليته كقائد لمجموعة ترفض هذا التوجه ـ آثر مجلس النقابة لهذه الأسباب التزام منهج التفاوض مع رئيس الجمهورية لا المجابهة.. ولا شك أيضاً في أن هذا هو السبب الذي حدا برئيس الجمهورية لأن يضم رئيس القضاء شبيكة والقاضي محمد ميرغني مبروك رئيس القضاء الحالي [أي في 1986]، ونقيب المحامين الأستاذ ميرغني النصري لكل اللجان التي أشرفت على وضع الحل النهائي أو ما أوحى النميري بأنه الحل النهائي للأزمة حتى يكسب قراره شرعية إضافية بإشراك القضاة والمحامين فيه.. وكما سنرى فإن الرئيس الماكر لم يكن يسعى لحل نهائي وإنما لتخدير موقوت يتسور به الأزمة ريثما ينقض على القضاة المتمردين حتى لا تتكرر مثل تلك السابقة الخطيرة.. وكان على رأس تلك اللجان لجنة سميت باللجنة القومية لتنفيذ استراتيجية العدالة الناجزة ضمت أحد عشر عضوا هم: النائب الأول لرئيس الجمهورية [عمر محمد الطيب وهو أيضا رئيس جهاز أمن الدولة]، نائب رئيس الجمهورية، الأمين الأول للقيادة المركزية للاتحاد الاشتراكي، حكام الأقاليم، رئيس القضاء، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، النائب العام، وزير التربية، نقيب المحامين. كما انبثقت من تلك اللجنة بضع لجان فنية أهمها لجنة تعديل قوانين الاجراءات الجنائية والمدنية وانتظمت في عضويتها النائب العام، عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم، رئيس القضاء، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، نقيب المحامين.. وتلخصت واجبات تلك اللجنة في الآتي: · اختصار قوانين الاجراءات الجنائية والمدنية والتقدم بتوصيات لتعديلها والإضافة إليها بما يحقق الأهداف التالية: أـ اختصار وتبسيط إجراءات التقاضي. ب ـ وضع الضوابط التي تكفل سرعة الفصل في القضايا. ج ـ وضع إجراءات للحد من البلاغات الكيدية. د ـ توفير الحماية للشهود.
وكان بجانب هذه اللجنة لجنتان أخريان إحداهما كلفت بدراسة ظروف وشروط العمل بالنسبة للقضاء، وثانيتهما .. كلفت بالنظر في قضايا التعليم القانوني. واختصارا للوقت ومشقة النقل المطول سأقوم بوضع صور الصفحات من الكتاب التي يسرد فيها الدكتور منصور سير الأحداث:
| |
|
|
|
|
|
|
|