عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 05:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2010, 08:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب ..
                  

03-02-2010, 10:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    sudansudansudansudan193.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-03-2010, 01:08 AM

الفاضل يسن عثمان
<aالفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)



    نبذة ذاتية عن المؤلف،وخطوط عريضة من الكتاب
    واماكن بيعه،والدار الناشرة.
    تشكر يا الكيك،فالحقبة التي يتناولها المؤلف لازالت
    تلقي بظلالها المعتمة علينا،ومازالنا نتداعي، من فشلها
    وساستها يحاولون العودة مرة اخري بوسائلهم المهترئة.


    مودتي
                  

03-03-2010, 04:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الفاضل يسن عثمان)



    sudansudansudansudansudansudan124.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    شكرا الفاضل
    كل ما طلبته سوف اورده ان شاء الله ..
    تحياتى لك
                  

03-03-2010, 08:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    كتبت الصحفية الزميلة امانى لقمان.. رسالة الى شقيقها جمال تحكى له باختصار عن كتاب ... عندما يضحك التاريخ ..
    الرسالة عبارة عن ملخص كامل لمحتوى الكتاب ..
    اترككم مع الرسالة ..




    عزيزي جمال


    قرأت كتاب " عندما يضحك التاريخ- الجيل الثاني وتراجيديا السياسة السودانية " في مسودته النهائية، قبل الطباعة التي اوشكت على الانتهاء، والكتاب رحلة شيقة في عالم مليء بالحكايات والروايات والأحداث والأسرار.. واعتبرت ما جاء في كتاب " عندما يضحك التاريخ " معلومات تسد الفجوات الواسعة في تاريخنا المعاصر، خاصة في الفترة من بداية الاستقلال وحتى الآن.


    وعنوان الكتاب يجسد المعنى تماما. وفعلا على التاريخ أن يضحك لأن معظم الأحداث تأتي في ما يشبه المصادفات العجيبة..فمثلا الفريق إبراهيم عبود رفض مرارا تسلم السلطة بإصرار من عبد الله بك خليل، ولكن تحت ضغط الزعماء انقلب على الديمقراطية الأولى ثم تشبث نظامه بالسلطة حتى سقطت بقوة الثورة.
    ومن هنا تأتي تراجيديا السياسة السودانية.. فالذين دعوا عبود لاستلام السلطة طالبوه بردها.
    وبين تسليم السلطة والمطالبة بها جرت مياه كثيرة.. وصعدت نجوم في السياسة السودانية، جيل ثاني اكثر تمردا وإلحاحا على السلطة..
    فظهر الصادق المهدي ونميري وفاروق عثمان حمد الله، وعبد الخالق محجوب والترابي في اتون الثورة..
    وكان لكل قصة في مسيرة الصعود.. فالكتاب يحكي عن الفترات الأولى لنميري كيف لعبت الصدفة في انتشاله من " صبي ميكانيكي " إلى طالب في مدرسة ود مدني، وكيف صاغ حياته ولماذا تقدم إلى الالتحاق بالجيش كجندي بتأهيل المدرسة الأوسطى، وكيف لعبت الصدف في استمراره بمدرسة حنتوب ثم الالتحاق بالكلية الحربية..


    وفي ذلك يروي نميري للكاتب تعرفه ظروف تعرفه إلى الترابي ونقد وكثير من السياسيين الذين تحالف معهم وتخاصم.
    ثم تقلبه في الحياة العسكرية، واختياره لكلية الطيران في الماظة بمصر.. وعودته منها وكيف صادف التحاقه بتنظيم " الضباط الأحرار" ونسيانه لهذا التنظيم زمنا طويلا حتى جاءت الاستعدادات لانقلاب مايو الذي يؤكد خالد حسن عباس أنه تدبيره هو والرائد فاروق عثمان حمد الله.
    وقبل ثلاثة أيام من الانقلاب جاء رجل " مجهول " للسيد إسماعيل الأزهري في القصر الجمهوري..ليطلعه على أمر جلل.
    وفي هذه الأثناء كان الضباط الأحرار محتارون حول قائد الانقلاب.. من يكون.. ومن رشح بابكر عوض الله.. ومن أصر على نميري..
    ولأول مرة يكشف الكتاب انتماء بابكر عوض الله الفكري.. ونفي خالد حسن عباس عن " مايو " إي انتماء ناصري أو شيوعي أو بعثي..
    وتاريخ موجز عن تاريخ الاتحاد الاشتراكي السوداني منذ عام 1962 وليس في عام 1972، وهي معلومة ليست معروفة لكثير من السودانيين، وهو تنظيم التحق به عدد من المثقفين الذين كانوا في أحزاب أخرى تقليدية وطائفية منهم على سبيل المثال عوض عبد الرازق، ومحي الدين صابر وبابكر خلف الله والطاهر عوض الله.
    فما هي قصة هذا التنظيم.. هل شارك في مايو.. أم كان جسرا لمايو..؟
    هذا ما يجيب عليه الكتاب.


    فهل كان فاروق حمد الله شيوعيا أو بعثيا أو ناصريا.. الكتاب يسهب في تلك النظريات ويعود إلى السنوات الأولى لتكوين فاروق عثمان حمد الله الفكري والسياسي ويجيب عن سؤال محير : هل كان فاروق شيوعيا صينيا..؟
    أم وطنيا خالصا مجردا من كل انتماء حزبي ؟

    ولكن قبل ذلك يحكي الكتاب تفاصيل " العلاقة المتأرجحة " بين الشيوعيين وضباط انقلاب مايو منذ ما قبل الانقلاب، وكيف كان الحوار بينهم في اليوم الأخير قبل الانقلاب.. وماذا قال بابكر عوض الله في شهادته، وماذا قال نميري.. وكيف التقى كل منهما بعبد الخالق ..وأين..
    وحكاية البيانات الثلاثة.. بابكر ونميري وفاروق وأين تم التسجيل.


    ثم سنوات الصدام بين الضباط الأحرار، وكيف تخلص نميري منهم واحدا واحدا، بدء من بابكر النور وفاروق وهاشم العطا.. ومن كان وراء ذلك التحريض..
    ويكشف نميري أن " رجلا اتحاديا " كان ينقل له كثيرا مما يدور في مجالس الخاصة ليعطيه انطباعا عن كل واحد.
    والكتاب يرصد الصدام مع الانصار، والأخوان ثم الشيوعيين.. بتفاصيل وتحليل مختلف ومتميز تماما عما جاء في الكتابات الأخرى حتى جاءت مرحلة المصالحة ومن قادها وكيف بدأت بطموح .


    وفي الكتاب الذي يصل عدد صفحاته إلى 512 صفحة، العديد من المشوقات: فمثلا يتحدث الكتاب عن : من خطف صاحب جريدة الناس" مكي محمد مكي.. ومن هو مكي.. وكيف لعب دور " الجاسوس المزدوج". وكيف مات؟
    وينقل الكتاب عن مذكرات " مسجلة في كاسيت " لـ "عبده دهب" كيف اختار هنري كورييل المؤسس اليهودي للأحزاب الشيوعية في مصر والسودان أن يكون عبد الخالق محجوب من بين عدد كبير من الشيوعيين سكرتيراً للحزب الشيوعي السوداني، وتحليل عبده دهب لهذا الاختيار..والصراع الذي دار بين عبد الخالق وعوض عبد الرازق حول التحالفات ومستقبل الحركة، ورؤية عبد الخالق للصراع مع مجموعة " معاوية إبراهيم وأحمد سليمان " تحت مفهوم " البرجوازية الصغيرة".
    ويتحدث الكتاب عن كيف انتقل مشروع المخابرات الأمريكية – البريطانية لـ "جريدة الصحافة" من رئاسة منصور خالد إلى عبد الرحمن مختار قبل وصول المطابع إلى بورتسودان، والصفقة التي مهدت لهذا الانتقال..وتأثير هذا على توجهات منصور فيما بعد.
    ثم كيف انتمى منصور إلى مايو.. والصراعات الداخلية التى ساهم فيها بقدر، والقصة المفصلة لظهور بهاء الدين إدريس في حياة نميري.. والأدوار التي لعبها بهاء..



    ويشير الكتاب إلى اهتمام نميري بالانجاب.. ولماذا كان يأتي د. بلاك إلى الخرطوم خفية لمدة 24 ساعة فقط بمعرفة شخصين فقط..
    ويتحدث الكتاب عن مشهد لقاء المبعوث السوفييتي بالرئيس المصري أنور السادات لطلب التدخل لمنع إعدام الشفيع أحمد الشيخ.. والحوار الدار بينهما.
    ويتناول الكتاب أيضا كيف تدخلت المخابرات البريطانية لخطف طائرة بابكر النور وفاروق عثمان في مطار بينية بليبيا.. وشهادة المحققين البريطانيين في ذلك.
    وينقل الكتاب عن نميري كيف كانت الفتاة سببا في إعفائه عبد الوهاب إبراهيم عن قيادة الأمن العام.. ولماذا أعاده بعد ستة أشهر وزيراً للداخلية؟
    وضمن المواجهات مع نميري ينقل الكتاب شهادة عبد الرسول النور للكاتب عن تسلل محمد نور سعد إلى الخرطوم والحوار العصبي الذي دار بينهما وكيف كاد الاتحاديون إفشاء سر قائد الانتفاضة المسلحة .. وكيف استطاع خداع الاتحاديين، ثم أين كان يقيم محمد نور سعد في الخرطوم لأكثر من ستة أشهر.. والتحركات مع الضباط، ولماذا رفض سعد بحر قيادة حركة 2 يوليو.. والحساسية بين محمد نور سعد ... وسعد بحر..؟
    ولماذا فشلت الانتفاضة المسلحة في 2 يوليو.. بشهادة اللواء ناصر جماع.
    وبالطبع استحوذ الصادق المهدي على نصيب كبير من صفحات الكتاب خاصة في صراعه مع محمد أحمد مجحوب.. وموقفه في الاشهر الأولى من مايو، ومصادماته للنظام، واختلافه مع الشريف زين العابدين.. وفي ذلك يعود الكتاب إلى نشأة الصادق ومقارنة بينه وبين الآخرين، في الفكر والأسلوب والصدام...

    عزيزي جمال

    باختصار الكتاب شيق .. فيه حكي جميل وسرد موضوعي وفتح نوافذ جديدة للتحليل في كثير من أحداث السودان خلال الفترة الأولى للاستقلال ونظام مايو.. فيه حديث عن النخبة وعن ارتباط حركة الأخوان بدوائر خارجية كان لها أثر في اشتعال الصراعات الداخلية.
    والجزء الأول من الكتاب " سنوات الصعود" سيليه الجزء الثاني عن سنوات السقوط.. كيف سقط الجيل الثاني .. وكيف انفتح الباب إلى الجيل الثالث بدءا من نشأة حركة تحرير السودان بقيادة جون قرنق وإلى مرحلة كتاب المؤلف السابق " الأخوان والعسكر".
    وعندما تنتهي من قراءة الكتاب تتيقن تماما كيف يضحك التاريخ من المصادفات والمصادمات والاعدامات والمصالحات التي جرت خلال عشرين عاما مليئة بالإثارة والدهشة والحسرة أيضا...
    إنه كتاب يستحق القراءة والاقتناء كمرجع مهم في "تاريخ" هذه المرحلة، فهو دليل لجيل الشباب الناهض الذي يجب ان يعرف تفاصيل تاريخه القريب الممتد في حياتنا اليوم.

    اماني
                  

03-03-2010, 09:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    عندما يضحك التاريخ- الجيل الثاني وتراجيديا السياسة السودانية " في مسودته النهائية، قبل الطباعة التي اوشكت على الانتهاء، والكتاب رحلة شيقة في عالم مليء بالحكايات والروايات والأحداث والأسرار.. واعتبرت ما جاء في كتاب " عندما يضحك التاريخ " معلومات تسد الفجوات الواسعة في تاريخنا المعاصر، خاصة في الفترة من بداية الاستقلال وحتى الآن.


    وعنوان الكتاب يجسد المعنى تماما. وفعلا على التاريخ أن يضحك لأن معظم الأحداث تأتي في ما يشبه المصادفات العجيبة..فمثلا الفريق إبراهيم عبود رفض مرارا تسلم السلطة بإصرار من عبد الله بك خليل، ولكن تحت ضغط الزعماء انقلب على الديمقراطية الأولى ثم تشبث نظامه بالسلطة حتى سقطت بقوة الثورة.
    ومن هنا تأتي تراجيديا السياسة السودانية.. فالذين دعوا عبود لاستلام السلطة طالبوه بردها.
    وبين تسليم السلطة والمطالبة بها جرت مياه كثيرة.. وصعدت نجوم في السياسة السودانية، جيل ثاني اكثر تمردا وإلحاحا على السلطة..
    فظهر الصادق المهدي ونميري وفاروق عثمان حمد الله، وعبد الخالق محجوب والترابي في اتون الثورة..
    وكان لكل قصة في مسيرة الصعود.. فالكتاب يحكي عن الفترات الأولى لنميري كيف لعبت الصدفة في انتشاله من " صبي ميكانيكي " إلى طالب في مدرسة ود مدني، وكيف صاغ حياته ولماذا تقدم إلى الالتحاق بالجيش كجندي بتأهيل المدرسة الأوسطى، وكيف لعبت الصدف في استمراره بمدرسة حنتوب ثم الالتحاق بالكلية الحربية..
                  

03-03-2010, 10:19 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    معرض ابوظبى للكتاب هذا العام فيه الكثير والمثير من المطبوعات السودانية الجديدة والتى تحفل بها دور سودانية نشطة فى مجال النشر ومن اهمها الدار العالمية للطباعة والنشر وصاحبها المحترف النشط الشيخ عووضة الذى ابرز ما يميزه زيه القومى ودائما ما يشرف المعارض العربية فهو مكان احترام وفخر السودانيين اينما حل ..بمطبوعاته المتنوعة ...
    ايضا فى هذا العام يشارك الشاعر والاديب الكبير الاستاذ الياس فتح الرحمن وداره مدارك ...العامرة بكل جديد النشر من الكتب السودانية الجديدة ..تشارك دار مدارك ايضا هذا العام لاول مرة وبكتب الاستاذ كمال الجزولى والمحبوب عبد السلام وكتب الطيب صالح المجموعة الكاملة والاستاذ الدكتور منصور خالد وغيرها من الكتب التى يجدها القارىء لاول مرة ..
    الا ان دار الحضارة العربية وصاحبها الزميل محمود من مصر هى من تطبع وتوزع كتب الاخ حيدر طه ومن اهمها فى هذا العام و فى هذا المعرض كتاب ..عندما يضحك التاريخ ...الذى ياتى من المطبعة مباشرة للمعرض ...
                  

03-04-2010, 04:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    وعنوان الكتاب يجسد المعنى تماما. وفعلا على التاريخ أن يضحك لأن معظم الأحداث تأتي في ما يشبه المصادفات العجيبة..فمثلا الفريق إبراهيم عبود رفض مرارا تسلم السلطة بإصرار من عبد الله بك خليل، ولكن تحت ضغط الزعماء انقلب على الديمقراطية الأولى ثم تشبث نظامه بالسلطة حتى سقطت بقوة الثورة.
    ومن هنا تأتي تراجيديا السياسة السودانية.. فالذين دعوا عبود لاستلام السلطة طالبوه بردها.
    وبين تسليم السلطة والمطالبة بها جرت مياه كثيرة.. وصعدت نجوم في السياسة السودانية، جيل ثاني اكثر تمردا وإلحاحا على السلطة..
    فظهر الصادق المهدي ونميري وفاروق عثمان حمد الله، وعبد الخالق محجوب والترابي في اتون الثورة..
    وكان لكل قصة في مسيرة الصعود.. فالكتاب يحكي عن الفترات الأولى لنميري كيف لعبت الصدفة في انتشاله من " صبي ميكانيكي " إلى طالب في مدرسة ود مدني، وكيف صاغ حياته ولماذا تقدم إلى الالتحاق بالجيش كجندي بتأهيل المدرسة الأوسطى، وكيف لعبت الصدف في استمراره بمدرسة حنتوب ثم الالتحاق بالكلية الحربية..
                  

03-04-2010, 05:40 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    تحياتي وسلامي الكيك

    وجزيل الشكر على تعريفنا بهذا الكتاب الذي أرجو أن يضيف لمعارفنا
    عن أحداث وأبطال تلك الفترة المهمة في تاريخنا

    (عدل بواسطة عاطف عمر on 03-04-2010, 06:02 AM)

                  

03-04-2010, 10:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: عاطف عمر)

    الاخ عاطف عمر
    تحياتى
    واشكرك على الاهتمام بالكتاب ..وفعلا الكتاب عبارة عن سرد تاريخى لاهم فترات تاريخ السودان ويحكى بشكل تفصيلى عن الحقبة المايوية من خلال حوار مهم مع اقطاب هذه الحقبة وعلى راسهم جعفر نميرى وبابكر عوض الله اجراها المؤلف معهما بالقاهرة ..
    الكتاب سوف يطرح الجمعة 5/3/2010 فى معرض ابوظبى وتستطيع ان تجده عند دارى ..العالمية وصاحبها الشيخ عووضة او دار مدارك والحروسة عند صديقنا الياس فتح الرحمن
    تحياتى لك واشكرك
                  

03-04-2010, 11:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    وكنت نشرت من قبل فى عام 2007.. تلخيصا لبعض فصول الكتاب اوردها هنا

    عندما يضحك التاريخ
    الجيل الثاني .. البحث عن عن نظام؟

    مقدمة

    عندما التقيته في مكتبه في حي الظاهر بوسط القاهرة لأول مرة في يونيو 1992، بعد محاولات عديدة لمقابلته، سألني الرئيس السوداني السابق جعفر نميري ماذا أريد بـ " الضبط " من تأليف كتاب عنه..؟
    كان يحاول معرفة ما استبطن في مخيلتي من تأليف كتاب عن رئيس " مخلوع " لاجئ بمستوى رئيس دولة في مصر التي استضافته بكرم وتقدير بعد عودته من الولايات المتحدة في 6 إبريل، منكسرا عقب انتفاضة شعبية اقتلعت نظامه وأطاحت ببقية أحلامه ومنعته من عودة إلى وطنه الذي حكمه ستة عشر عاما تقلب فيها من يسار إلى يمين، من علمانية إلى إسلامية، من عروبي حتى النخاع إلى أمريكي حتى الثمالة.
    وكان ردي على سؤاله بسيطا هو أنني أريد أن أتعرف إلى شخصيته غير المحكي عنها عن طفولته المبكرة وأسرته وأيام شبابه، عن تربيته وتعليمه وخبراته، عن ذكرياته في الجيش وتنظيم الضباط الأحرار، وعن اختياره قائدا للانقلاب وتوليه السلطة الفعلية وعن انقلاباته الداخلية العديدة على رفاقه ورجاله وخلاصائه، وعن طرق حكمه ومضامين قراراته وما يبدو من تناقضات في الممارسة.
    وباختصار قلت له أريد أن أتعرف كيف كنت تتخذ قراراتك.. بالاستخارة أم بالاستشارة..؟
    وفي الحقيقة كنت أبحث عن مناطق التأثير في شخصية جعفر محمد محمد نميري وعن شخصيته، خاصة وهو لم يكن مؤهلا لتولي السلطة لا بالتربية السياسية في حزب أو أسرة ولا بالتعليم المتخصص في الإدارة وشؤون الحكم ومعرفة تجارب الآخرين!
    فكيف حكم ستة عشر عاما..؟ بل كيف صادف أن تولى قيادة الانقلاب.. وكيف تخلص من رفاقه " الأصلاء " ؟!
    كان مشروع الكتاب قراءة في الأفكار والأشخاص الذين تولوا الحكم في حقبة مهمة من تاريخ السودان، ومحاولة للنظر بعمق في قوانين المصادفات عبر رحلة استكشاف شائقة مع كثيرين شاركوا أو شاهدوا القصة من قريب، فأدلوا برأي أو معلومة أو شهادة، مدركا أن الغاية الكبرى من دراسة التاريخ هي قراءة قصص الأشخاص وتفاصيل حياتهم للامساك بالأفكار والمبادئ.
    وفي رحلة الاستكشاف التقيت عددا كبيرا من الذين شاركوا في الأحداث طوال نصف قرن أو أكثر والذين شهدوا جانبا مهما فيها. وكانت إحدى شواغلي أن التقي مولانا بابكر عوض الله أول رئيس وزراء في حكومة 25 مايو، قبل أن تغيب عن ذاكرته المعالم البارزة في مسار الأحداث.. فدهشت عندما كان يستذكر تفاصيل دقيقة بتواريخ مؤكدة

    وبابكر عوض الله القاضي المعتزل هو الرجل الذي خطط للانقلاب من الجبهة المدنية، وكان مربط الصلة بين الضباط الأحرار والقوى صاحبة المصلحة في إحداث تغيير " ثوري " في السودان بعد أزمات سياسية ودستورية عميقة شكلت الأرضية الشرعية للتغيير.
    وبعقل القاضي النزيه وبقلب الرجل الإنسان لم يكن بابكر عوض الله يرغب في كتابة مذكراته التي ألححت عليها بقوة، محاولا إشعال الحماس في قلبه بأن المذكرات حق من حقوق الشعب السوداني الذي يريد أن يعرف الحقائق وهو شاهد عصر مهم في الأحداث منذ أن تولى رئاسة البرلمان عام 1955 إلى أن أصبح رئيس القضاء في السودان، وإلى أن تقدم بأشهر استقالة من منصبه الرفيع في معمعان الأزمة السياسية والدستورية بحل الحزب الشيوعي السوداني عام 1965، إلى أن تولى رئاسة الوزارة في انقلاب مايو، ثم استقالته المفاجئة ولجوئه إلى مصر ليستقر في شقة على ضفاف النيل الخالد بالعجوزة لأكثر من عشرين عاما قبل عودته النهائية إلى السودان.
    وكانت زوجته سميرة أكثر إلحاحا مني على كتابة تلك المذكرات لأنها عاشت تلك الأحداث بإرادة واعية في المشاركة، وتدرك بأسف عميق- كما قالت- كيف سرقت " الثورة " ووجد قادتها الحقيقيون أنفسهم خارج دائرة التأثير والنفوذ قبل مرور عام واحد على الانقلاب، وكيف طواهم النسيان بعد ذلك تحت سرعة التطورات والانقلابات والانتفاضات والمكايدات.
    ولكن من فرط في " الثورة " وفكك سياجها وجعلها عرضة للسرقة بيد من لم يفكر أصلا في الثورة أو يكتوي بنارها..؟
    ربما كان ذلك هو السؤال القاسي الذي ظل يفكر فيه مولانا طوال تتبعه مسار أحداث السودان من شرفة منزله في حي العجوزة، نائيا بنفسه عن تقلبات العسكر وجشع السياسيين وتعقيدات الأزمة وغرابة المصادفات.
    ولكن النأي طويلا حرك في نفسه أهمية أن يدلي بشهادته بصورة عفوية ومتقطعة أثناء دردشات استمرت سنوات أبدى فيها حذره عدة مرات من " كلمة التاريخ " النهائية، حينما قال لي: ماذا اكتب في المذكرات إذا لم تكن كاملة وصادقة..؟ وعقب على سؤاله نفسه قائلا إن الصدق يمنعه أن يقول كلمة تجرح مشاعر السودانيين في زعمائهم وقادتهم ولو كانوا مخدوعين فيهم.
    وفهمت الرسالة وتساءلت كما تساءل هل يمكن أن يقول كلمة حق في إسماعيل الأزهري رافع علم الاستقلال وكان في العلاقة بينهما ما فعل الحداد..؟
    ولكن بالرغم من ذلك كان إصراري أن يقول كلمته للتاريخ وعلى الأجيال الناهضة أن تحكم، فهي أقدر على التمحيص والتدقيق والمراجعة والنقد لاستخراج العبر والدروس من تاريخ ما زال محبوسا في الضمائر مشتتا في " الونسة " مبعثرا في الحكايات التلقائية باستثناء جهود ضئيلة بل ونادرة يقوم بها الماهرون في فن التوثيق والتسجيل والأرشفة، وهو فن لا يحسنه السودانيون كثيرا لميل تاريخي في حب الشفاهة.
    والتقيت من بين من التقيت الرائد أبو القاسم هاشم عضو مجلس الثورة أثناء رحلة استشفاء في القاهرة واستكملت بعض الروايات عن تنظيم الضباط الأحرار ودور الناصريين في الانقلاب الذي أشيع أنه من فعل وتدبير الناصريين والشيوعيين.
                  

03-04-2010, 11:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)
                  

03-05-2010, 10:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    بقية المقدمة


    وسبق أن التقيت المرحوم سعد بحر في منزله بحي بانت جنوب أم درمان في مساء أحد أيام الصيف الذي اشتعلت فيه الأزمات السياسية المتوالية والخانقة والتي وضعت حكومة السيد الصادق المهدي بين خيارات صعبة وتحديات مريرة. وكان هاجسي في ذلك اللقاء ليس الأزمة الطارئة أو المستوطنة بل كان شاغلي هو روايته عن أحداث بيت الضيافة وهو أحد الضحايا الناجين من موت محقق رآه بأم عينه لولا لطف الله به وببعض رفاقه في المعتقل.
    وإذا كان الكلام " سمح في خشم سيده " فإن بعض الكلام حلو في فم الآخرين، لأن هناك ظلال للقصة وتفاصيل الرواية يملكها بعض الذين شاهدوا وراقبوا وتابعوا الأحداث بالقرب من أبطال القصة.. في القصر الجمهوري أو في السجون أو في الدواوين الحكومية أو في حقل التجارة أو الجيش أو زملاء سابقين لهم في المدارس.
    وعندما جمعت تلك الروايات استخلصت عنوانا للكتاب الذي بين أيديكم، عنوان قفز إلى ذهني من دون سابق تفكير أو تمعن هو " عندما يضحك التاريخ ". وعندما تمعنت كثيرا في العنوان وجدته يطابق وجه الأحداث وحال الرواية، ويعبر عن حال التطورات في السودان منذ أن تركه الإنجليز إلى يومنا هذا.
    فما زال التاريخ يضحك إما لأعاجيب أنظمة الحكم المتعاقبة أو متهكما من سوء الأفعال وخيبة المآل وضياع المال وقلة الرجال، أو لأن الحكم ظل لغزا لم يفلح بعد السودانيون في فك طلاسمه ومعرفة عبره ودروسه فظلوا يدورون في حلقة مفرغة من الفشل وتكرار الفشل من دون الاهتداء إلى أول الطريق.
    والكتاب في المقام الثاني هو قصة الجيل الثاني في الحركة السياسية السودانية والصراع من أجل البقاء والنفوذ من خلال رحلة في سيرة جعفر نميري وبعض رفاقه.
                  

03-05-2010, 11:13 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    تحياتي وسلامي أخي الكيك
    وتجديد الشكر لمجهودك الكبير في تعريفنا بهذا الكتاب

    لكن

    ذهب أحد الأصدقاء رغبة منه وبناء على رجاء مني لإقتناء كلانا للكتاب
    قابل بعض الأسماء التي ذكرتها في هذا البوست
    أفادوه أن الكتاب لا يزال تحت الطباعة
    ولم يتوفر حتى تاريخه في المعرض

    أرجو تصحيح المعلومة إن كنا مخطئين
    أو الرجاء التكرم بارسال رقم تلفونك في الماسنجر للتنسيق إن كان الكتاب موجوداً في جهة ما لم نصل إليها داخل أروقة المعرض

    تأكيد شكري
                  

03-05-2010, 11:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: عاطف عمر)

    اشكرك عاطف لاهتمامك
    الكتاب سوف يطرح الجمعة كما ذكرت لك ان شء الله حسب الاتفاق مع المطبعة ...وسوف تصلك نسختك مكان ما انت متواجد ...فلا تقلق اخى ..

    مع تحياتى لك
                  

03-08-2010, 10:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    الفصل الأول

    الجيل الثاني


    يعشق السودانيون السياسية بكل فنونها وجنونها، بطهارتها وخبثها حتى أصبحت جزءا من طبعهم الذي يميزهم عن شعوب العالم العربي والقارة الإفريقية، خاصة في العقود الخمسة الأخيرة التي شهدت تحولات وانقلابات وانتفاضات، أعطت انطباعا بأن السودانيين مغموسين في العمل السياسي حتى آذانهم، فالسياسة بالنسبة لهم مثل الماء والهواء لا يستطيعون العيش من دونها على الرغم من المحاولات الكثيرة لإقصائهم عنها بالترغيب أو الترهيب بدعوى أن لها رجالها.


    وانشغال العامة بالسياسة يعتبر لدى البعض نوعا من التخلف السياسي والاقتصادي، باعتبار أن الشعوب في الدول المتقدمة لم تعد تحتاج إلى ممارسة السياسة كما يتعاطاها الإنسان السوداني، والحجة في ذلك أن الشعوب الأخرى بلغت مستو من التطور حسم كثيرا من المشكلات الرئيسية والقضايا الجوهرية، فلا تحتاج إلى جدل ونضال ورفع سلاح مثلا لم تعد هناك ضرورة لصدامات أو مشاحنات من أجل انتزاع حقوق مقررة أصلا في الدستور أن كان مكتوبا أو غير مكتوب والذي تحترمه الحكومات وتعمل به طوعا وليس جبرا، أو أن تخرج هذه الشعوب في انتفاضات شعبية أو مسلحة للمطالبة بنظام ديمقراطي لأن الديمقراطية في أصبحت واضحة المعالم، راسخة الركائز والأسس كنظام وتقاليد..


    وعكس ذلك يحدث في السودان والدول الشبيهة له في مستوى التطور السياسي. والصفة الجامعة بين هذه الدول " النامية " أنها ما زالت تعيش مراحل الانتقال بكل توتراتها وصخبها وصراعاتها التقليدية. ولكن الاختلاف بين السودان وبقية الدول يكمن في أن السودانيين يعيشون السياسة نشاطا يوميا في دواوين الحكومة والجامعات والمدارس والشارع والمجالس الخاصة بالإضافة إلى ما تضيفه حركة الأحزاب العلنية أو السرية من حيوية.
    وتظهر هذه الحيوية في وجهين مختلفين لممارسة السياسة في السودان:
    الأول، في العهود العسكرية بكثافة المعارضة وحملات الاعتقالات والانتفاضات والاعدامات.
    والثاني، في العهود الديمقراطية بكثافة الإضرابات النقابية والندوات السياسية وسخونة الانتخابات في العهود الديمقراطية.



    وخارج هذين الوجهين هناك جزء من النشاط السياسي العام يظهر في عقد المقارنات وحل المفارقات وإجراء المقاربات بين الأحداث التي جرت في الماضي وتجري في الحاضر، وبين الشخصيات التي لعبت أدوارا في أزمان غابرة وفي الوقت الراهن، وبين الأفكار التي سادت ثم بادت .. ونهضت ثم انتكست. ويحلو تداول كل ذلك في المجالس الخاصة والعامة، وفي الونسة ومجالس السمر، مستذكرين التاريخ من غير تدوين، مستحضرين الأحداث متجزئة حسب ما تمليه مناخات المجالس واللقاءات.
    وعقد المقارنات يثري المعرفة بالسياسة ويوسع المدارك في القضايا العامة ويعمق الفهم عن الشخصيات والاحداث والأفكار. وقد برع السودانيون في هذا " الفن " الذي يحدد المتشابهات والاختلافات بين عهد سياسي وآخر، بين زعيم وزعيم، بين رئيس حاكم ورئيس مخلوع .


    فلم تقتصر المقارنات على السرد والوصف، بل تمتد إلى تفسير الأحداث وتشابكاتها، ورصد العوامل الفاعلة والمؤثرة والعوامل الرئيسية وحتى الثانوية. وهذا لا يعني أن تلك المقارنات تسير في خط منضبط لا تعرجات فيه ، إنما تكون في العادة تلقائية غير مخططة أو مرتبة، فيكون أثرها فضفضة وتنفيس أكثر من كونها إسهام في جهد مؤسسي، كما أنها لا تعني أنها تلتزم مسارا موضوعيا بعيدا عن الهوى والغرض أحيانا، فهي إما ممزوجة بعاطفة وولاء أو ببغض وعدم رضا.
    ربما بسبب هذه " الثقافة "، اشتهر السودانيون بأنهم شعب مؤجج سياسيا، يتعاطى السياسة بجد وحدة وربما بانفعال وحماس زائدين، ولكنها في معظم الأحوال لم يكن تعاطي يفسد للود قضية. فالجميع يتحدث في القضايا العامة، بعلم ومعرفة أو بجهل وسفسطة، والأغلبية تشارك بقسط في الحيوية السياسية من دون أن تكون - بالضرورة - على علاقة عضوية بالأحزاب والمنظمات التي تشكل بؤر إثارة دائمة في الحياة السياسية عبر العمل المنظم والعشوائي والمؤتمرات الشعبية والاجتماعات المغلقة والمنتديات الخاصة والليالي السياسية المفتوحة والمهرجانات الصاخبة والمحاضرات الرصينة أو من خلال العمل تحت الأرض والنشر السري والدعاية التحريضية والشائعات والمنشورات والإضرابات.



    وتلك حيوية في الحياة السياسية السودانية تستدعي، ضمن ما تستدعي، المقارنات بين المؤهلات في القيادة والخطابة والكياسة والزعامة بل تعود المقارنات إلى أزمان ماضية تبحث في ملفات كل عهد وزعيم وقائد سياسي.
    فكما كانت تعقد مقارنات بين عهد الاستعمار وعهد الاستقلال، بين الإدارة تحت المفتش الإنجليزي والخدمة المدنية تحت سطوة " الأفندية "، كانت تعقد مقارنات بين عهد عبود وعهد نميري، بين الإمام عبد الرحمن المهدي ومولانا على الميرغني، بين إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل، بين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، بين محمد إبراهيم نقد وحسن عبد الله الترابي، و بين جوزيف لاقو وجون قرنق.
    فعندما تعقد المقارنات بين مختلف العهود يلمس المرء هدفا شفيفا راسخا في عمق الوعي السوداني هو البحث المتواصل والعنيد عن ملامح مطلوبة لنظام وهوية للسودان الحديث الذي بدأ مع غزو جيوش محمد على باشا في بلورة مضمون وشكل مختلفين. مضمون جرت صياغته بتداخل شعوبه وقبائله، وشكل تحققت ملامحه بارتباط السودان عضويا بشمال إفريقيا والشرق الأوسط ، فتوحدت على إثر تلك النشأة والتطور أجزاء البلاد المتباعدة، وتقاربت أطرافه عبر مراحل انتقال طويلة تعاقبت فيها الأنظمة وتعددت التكوينات وتنوعت الاتجاهات.



    وعندما تعقد المقارنات بين مختلف الزعامات الطائفية والحزبية يستقر دوما في أعماق السودانيين مطلب خفي هو البحث عن ملامح قائد يحمل صفات البطل الشعبي الملهم " الكاريزما " ليلتف حوله السودان كرمز وطني يقود مسيرة التأسيس والبناء ثم الانطلاق للحاق بدول بدأت مع السودان مرحلة الاستقلال ، ولكنها تقدمت عليه بمعدلات هندسية في التنمية والعمران وبناء المؤسسات، وتركته متخلفا بمسافات زمنية بعيدة توجب التحسر وليس المقارنة فقط.
    وعبر رصد الاختلافات والتمايزات في شخصية " الزعامات "، حاول السودانيون أن يصلوا إلى اتفاق حول ملامح القائد السياسي القادر على إلهام الشعب نحو طريق التقدم، خاصة بين أبناء الجيل الثاني من النخبة التي انداحت دائرتها بحكم اتساع مناهل التعليم والخبرة والتجربة وتعدد الأحزاب وتوسع الجيش ودوره وانتشار النقابات وتطور الاقتصاد.
    فمن كان من أبناء الجيل الثاني أقرب إلى تمثل الحلم الشعبي بـ " القيادة الملهمة " التي يمكن أن تعقد عليها الآمال الكبار لإحداث التغيير السياسي المنشود في السودان بعد فشل الجيل الأول الذي أقعدته محنة الحكم مبكرا فعجز عن الحركة والمبادرة والإبداع، فاختطفته يد الانقلابات واحتوته الأزمة السياسية بدلا من أن يحتويها..!



    لقد فرضت الأحداث والتطورات اسماء تولت المسؤولية وحكمت السودان مباشرة أو من وراء حجاب، فكانت محل مقارنة دائمة عند عامة السودانيين الذين يملكون الحس الجمعي القادر على التمييز بين صفاتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم.
    وللمصادفة المدهشة أن خمسة من أبناء الجيل الثاني الذين توالوا على الحكم أو تشاركوا في الحكم، مثلوا مؤسسات سياسية وعسكرية مختلفة في طبيعة التكوين والوظيفة والدور. فكان الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني يمثلان الكيانات الدينية "المؤسسات الطائفية" وحسن الترابي يمثل المؤسسة الحزبية العقائدية وجعفر نميري المؤسسة العسكرية.
    وعند المقارنة بين جعفر نميري والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني وحسن الترابي وعبد الخالق محجوب باستثناء جون قرنق، نجدهم جميعا من أبناء الجيل الثاني في الحركة السياسية السودانية بعد " جيل أول" كان ممثلا في رموز ساطعة مثل إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل والشيخ على عبد الرحمن وأحمد خير المحامي والدرديري محمد عثمان ومحمود محمد طه، نجد بونا شاسعا في الاستعداد الطبيعي أو المكتسب لخوض المعارك السياسية أو لتولي الرئاسة عبر التأهيل والتدريب والبيئة والتهيئة والظروف، وفرقا بعيدا في الوسائل والأدوات التي استخدمها كل منهم في الوصول إلى مركز النفوذ السياسي. وقد يكون جعفر نميري مختلفا عن الآخرين في الاستعداد والتأهيل والظروف والوسائل والأدوات، بل في المراحل والأهداف والشعارات والنهايات.
                  

03-09-2010, 06:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يضحك التاريخ ......بمعرض ابوظبى للكتاب .. (Re: الكيك)

    الجزء الثانى
    من الفصل الاول ..


    وربما كانت أبرز الفوارق بين نميري والآخرين الظروف الأسرية والبيئة الاجتماعية المختلفة عن ظروف وبيئات الآخرين الذين انخرطوا في النشاط السياسي منذ نعومة أظفارهم وتربوا وسط بيئة سياسية وفكرية شكلت بصورة طبيعية وتلقائية زعامتهم وقيادتهم العمل السياسي قبل سنوات ليست بالقصيرة من توليهم المسؤوليات. وربما كان الفارق الأكبر الثاني هو أن الآخرين عاشوا حياة مستقرة وميسورة ومنظمة تحدد بوصلتها الأهداف وخرائط الوصول إلى مواقع النفوذ ومعالم الطريق ووسائل الانتقال، بل وحتى تعيين الأدلاء والمرشدين.
    كان جعفر نميري طرازا مختلفا..
    فقد عاش مراحل فوارة من عمره تقلبت بين العادية والمتميزة، المخططة والتلقائية بل أحيانا العشوائية، مراحل متساوية من ناحية الزمن الذي امتد به إلى حواف الثمانين خريفا – أمد الله في عمره. فكل عشرين سنة لها طابعها ونكهتها وتميزها، بدءا بطفولته الشقية والصبا المتوحش أيام الدراسة، ثم عنفوان الشباب أثناء خدمته العسكرية كضابط في الجيش السوداني الذي بدوره يعطيه هيبة وسطوة ومكانة، وهو الشاب صاحب الجسم الرياضي المفتول العضلات الطويل القامة الممتلئ بالحيوية، .. ثم جاءت الرئاسة التي كانت أعظم المدهشات في حياته التي لم يحلم بها مستيقظا أو نائما، جاءته مخدومة " ومقنطرة " ولكن بمغامرة لم يتح له فيه الوقت الحساب والتقدير إلا بقدر النظر السريع إلى " الغنيمة " . وختاما بمرحلة لجوء سياسي غير اختياري وغير مستحب تلته حالة استكانة واستجمام منحته فرصة لاجترار الذكريات وأداء المراجعات والعودة إلى طبيعة الإنسان متجردا من " هيلمان الرئاسة وصولجان الحكم ".
    مراحل تستحق الوصف الدقيق بأنها فوارة ومتقلبة، عادية ومدهشة منذ أن ولد جعفر نميري في أوائل عام 1930 في بيت بسيط وأسرة فقيرة كان أعلى سقف طموحاتها أن يكمل ابنها دراسته الثانوية ليلتحق بوظيفة، في أي وظيفة، ترفع عن كاهلها أعباء الظروف القاسية.
    عاش نميري متنقلا من مرحلة إلى أخرى دون أن يرسم لنفسه هدفا محددا، ومن دون أن يخطط مسبقا لتحقيق ما يريد لأنه في معظم الأحيان لا يعرف ما يريد، فيترك الأمر للمشيئة العليا أو لمصادفات غريبة لا يد له فيها ولا رغبة مبيتة. كان يأمل أن يكون رياضيا متميزا ولاعب كرة قدم شهيرا فأصبح عسكريا في صفوف جيش مهووس بالانقلابات ومحشور في حرب لا ناقة له فيها ولا بعير في جنوب السودان، كان بعيدا عن السياسة فوجد نفسه في ذروة قيادتها، وكان نائيا عن التدين فوجد نفسه درويشا بين دراويش يلبسون المرقع يدورون في حلقات ممتلئة بالإيمان وأحيانا مفرغة من كل وجدان. وكان فقيرا فأصبح صديقا للأثرياء ومقصدا لرجال الأعمال، يلتف حوله خيرة المثقفين السودانيين وأنبغهم، مثله مثل كل الرؤساء في العالمين الأول والثالث.
    قد تكون مراحل حياته مشابهة لحياة معظم أبناء الجيل الثاني من رؤساء وزعماء وقادة أفارقة وعرب، عاشوا الظروف نفسها، ولكنهم افترقوا في خلفياتهم الثقافية والتزاماتهم الأخلاقية وتمايزوا في عمق التفكير أو الضحالة، سعة الرؤية الاستراتيجية أو ضيقها، وسرعة ردود أفعالهم بين القوة والضعف، كما اختلفوا في القدرة على إدارة بلدانهم وفق منظور يقترب أو يبتعد عن حس الشعوب.
    فإذا كانت ظروف حياة هؤلاء الرؤساء متشابهة فإنها قطعا ليست متطابقة، فلكل منهم بصمة طبعتها البيئة التي تربى فيها ونوع التنشئة التي شب عليها وأسلوب التعليم الذي ناله والأحوال الاجتماعية والمعيشية والسياسية التي أحاطته وشكلت تصوراته وأفعاله وقراراته واختياراته.
    فالمرء ابن صادق لبيئته ومرآة أمينة لتنشئته .. فمن شب على شيء شاب عليه، وجعفر كان مثالا لذلك.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de