الأخيرة: آخر الليل : لا .. إلا بعــــد استفتــــاء جــــــــامع
اسحاق احمد فضل الله والعين لا تحتاج الي ان ترفع جفونها حتي تري ان استقبال وفد الحركة هو عمل قام باعداده وتنفيذه مكتب مخابرات قرنق بالخرطوم. ويوم تكتب القوات المسلحة قصة معاركها في الجنوب فان حرب المخابرات هذه سوف تكون هي الحرب الام وحرب الكتائب هوامش لها.
والخارجية حين تكتب يتبين من كتاباتها ما يوحي بان استخبارات التمرد ــ ودول مجاورة ــ تعرف متى يتنفس كل مسؤول ومتى يعطس في الخرطوم. والعين لا تحتاج الي الخبرة لتري اصابع وظلال استخبارات كثيرة تدير صحافة وساسة الخرطوم الآن. والعين تلتفت الي الخرطوم واندفاعها أو اسراعها أو كبكبتها نحو السلام. والعين تقول مطرقة .. لعله شئ محسوب ان تستقبل الخرطوم قادة التمرد .. وان تفتح لهم جامعة الخرطوم مروراً بشارع الجامعة الذي ازيلت منه صور الشهداء. والعين تقول مطرقة .. لعله شئ مفهوم ان الوجوه الحكومية التي تقدم البذخ الباذخ من الابتسامات لقتلة الاحباب ترفض لشئ مفهوم ان تتبرع بكلمة شرح صغيرة للجمهور لتخفيف الحنق الشعبي الواضح الذي يدمدم الآن استنكاراً وسخطاً مكتوماً. ü والشفاه بعد العيون تهمس بان «ناكورو» التي استقبلتها الدولة بالوجه العبوس واللسان القادح هي ذاتها نيافشا التي تستقبل الآن بالزغاريد. والشفاه تهمس بان اشياء كثيرة جداً تنحدر الآن اسفل الشلال ــ وليس الشهداء وحدهم ــ والانحدار يبلغ انه حين يقوم رجل «في قامة الدكتور غازي» ويمد يده لانقاذها يذهب به السيل معها. والشفاه تهمس بان دجاجة الاتفاقية الوديعة المسالمة انما ترقد فوق افاعي وحيات توشك ان تسعي ولا موسي لها وان الاتفاقية تستبدل الرئيس برئيس والجيش بجيش ــ والخدمة بخدمة و... وان السادات حين قال له القس شنودة .. نريد خمس كنائس يا ريس. قال السادات : خمس ليه .. خدوا خمسين. (2) والحسابات بعد العيون والشفاه تقول ان نهر الانتخابات لا يحمل قرنق إلا لقاع سحيق وانه يعلم هذا. وعلمه بذلك يجعل الديمقراطية هي شئ يقاتله قرنق قتالاً .. وليست شيئاً يقاتل قرنق من اجله كما يعلن وفده في الخرطوم. ليصبح الجمع والطرح صياغة جديدة للسؤال الذي اجابت عليه الخرطوم بمليون متظاهر. والصخرة كلها فوق صدر بلال تريد من الخرطوم ان تجيب : ايهما تريدون .. الشريعة ام الانفصال؟. والدمدمة المكتومة تقول ان من يجيب علي هذا السؤال هو «العملة» ذاتها التي يطرحها المتمرد واتباعه .. الديمقراطية. وان من يجيب بالتالي علي السؤال هذا هو الناس وليس نائب الرئيس ولا الرئيس. والدمدمة تقول ان الاتفاقية مثل العرس شئ لا تقبله ارض ولا سماء إلا بعد «الاشهار» وان بنود الاتفاقية لا تلزم احداً إلا بعد اعلان وتشاور طويل .. ثم استفتاء يجعل لكل احد طائره في عنقه. وشفاة اخرى تقول انه كان عملاً محسوباً ان الذين يقومون علي حراسة الوفد هم كتيبة من المجاهدين .. فالمجاهدين اذن جاهزون. يبقى انه مهما كانت ثقة الناس في وفود التفاوض فان هذا لا يغني من تقديم كل شئ سافراً للناس .. وان النبي حين لقيه اصحابه يمشي الظلام مع زوجته قال لهم «مهلاً .. انها فلانة» والذين يمشون مع اتفاقية بهذه الخطورة تحت الظلام يلزمهم ان يقولوا الف مهلاً .. وألا نصدق نحن حتي نري وجه فلانة هذه. ويبقى انه مهما كانت الاتفاقية سليمة مسلمة مسالمة فلا قبول لا إلا بعد استفتاء جامع شامل. ويبقى انه مهما جاء من سلام فان الاستعداد للاخرى هو وحده ما يحفظ السلام.
اصلو الجبهجية كلهم فهمهم بطئ، بس في ناس ابطأ كثيرا من غيرهم
محتاجين ل "خجة" شديدة حتى يستيقظوا، كما يحتاجون لدخول محو الامية، والروضة، والاولية، والمتوسطة، والثانوي، وبعدين لو جابوا الشهادة يمشوا الجامعة، ولو تخرجوا منها يبعثوهم لامريكا للدراسة العليا..
بعدها احتمال يفهموا. شوف دي كم سنة؟؟!!
مع الود والتحية
12-09-2003, 11:37 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
الاخ الصاوى الم تلاحظ ان غازى صلاح الدين وجد له مناصر من بين صحفيي الانقاذ .. الا تلاحظ انه يعتقد ان غازى كان يريد الحفاظ علي هوية الانقاذ الاسلامية وكانه يتهم علي عثمان باضاعتها وتقديم التنازلات ..الا تلاحظ انه يريد ان يجعل من غازى بطلا فى ساحة المهووسين ؟
12-10-2003, 11:04 AM
الكيك الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
· البشــير : المـؤتمـر الـوطـني ســـيـزور رمبيـــك قــريــباً · البشــير يبحـث مع المهـدي تطــورات عملية الســلام والوفـاق الـوطني بالبلاد · رئيس الجمهورية يدعو لتضافر الجهود لتجاوز التحديات لمرحلة السلام · البشير يخاطب احتفالات الدفاع الشعبي بالابيض
الأخيرة: آخر الليل : نـزهـــة فـــوق رأس المثــــلـــث
اسحاق احمد فضل الله اسبانيا ماتزال تحتفظ «بجسر التنهدات»، الجسر الذي وقف عليه آخر ملك مسلم في الاندلس... وهو يبكي.. واكتوبر 1492م كان دخول الفونس والجيوش الصليبية الاندلس تحت «المعاهدات».. والمحادثات.. والسودان كان من بين أهل الأرض.. هو الذي يجيب بقيام أول دولة مسلمة بعد اربع سنوات فقط.. اكتوبر 1496م وحتي لا يذهب احد للبحث عن الفونس في زوايا مكتبات التاريخ فان الفاتيكان ترفع ايزابيلا عام 1992م الي مرتبة قديسة «قديسة لأنها طردت المسلمين من الاندلس واقامت محاكم التفتيش... ابشع ما عرفت الارض من محاكم»..
وجسر التنهدات يصبح من اروع المعالم السياحية للغرب.. واسمه الآخر هو «دموع العربي» والشهر الأخير من عام 2003م يأتي للسودان بمعاهدات جديدة حيث كل شئ يشتبه ويتشابه وشعور قوي بان جسر التنهدات ينصب في الخرطوم جعلنا نذهب الي رئاسة المؤتمر الوطني أمس حيث الرجل الذي يملك الاجوبة كلها.. بروفيسور ابراهيم احمد عمر.. واسئلتنا عن الجيشين والمحادثات والخداع وافاعي الظنون.. كنا نرسلها ونحدق في افق عيون استاذ الفلسفة الهادئ نترصد اجفالة أو ستاراً ينهمر ليغطي شيئاً.. فلم نجد. وحين شرع الرجل في الاجابة ظللنا نترصد كلمة مريبة بين الكلام المعاد.. وهو يتحدث عن كيف ان الطرفين الحكومة والحركة .. يعملان الآن نحو سلام لا عودة منه للحرب.. بـ -ورصف الطريق لهذا... والذي لايكون إلا بمعرفة كل جهة لنوايا الجهة الاخري وما تقوله علناً وما تتلصص به كسباً في سوق المخادعة المشروعة.. وما ترصده في سوق الغدر الذي تعلن كل جهة انها تترقبه من الجهة الاخري.. الرجل حملنا اليه ما تقوله المجالس من ان الحركة تخشي ان تستدرج لانتخابات لا طاقة لها بها.. وعن ترصد الحركة لحمام ساونا وافطار جيد لخمس سنوات حتي اذا تضلعت اعلنت انفصال الجنوب. في هدوء من بحث الاجابة طويلاً... وبحثت عنده الاجابة كان الدكتور يرسل تفاصيل دقيقة عن كيف ان كل جهة اعطت من الضمانات «المادية» ما ينفي شكوك عيون وصدور الجهة الاخري.. والدكتور تبلغ حساباته -التي تأخذ اقطار الشكوك- ان يجزم هادئاً بأن : الجيش الذي تحتفظ به الحركة وتسمح به الحكومة هو بعض من هذه الضمانات والحركة سوف تكتشف بعد قليل من الزمان انها لا تحتاج الي جيشها أو غيره.. وهكذا فان الحركة هي التي سوف تنتهي بالاستغناء عنه. عن ضمانات الوحدة كان يقول شيئاً مشابهاً ثم تدرك الدكتور روح المحاضر الجامعي ليشير الي ان «تصورهم للوحدة هو شئ مانزال نستكمل الجدال حوله».. والدكتور الذي كان «أيام رحلة الصين يختتم يومه بحديث هاتفي مع السيد علي عثمان في كينيا من غرفته في بكين».. يختتم يومه الأن بحديثٍ مع السيد علي عثمان من مكتبه في الخرطوم ليعلن انه لامحادثات كينيا الآن ولا محادثات الخرطوم تشير بكلمة الي الشريعة أو العاصمة.. وان كل جهة تقترب من معرفة ما يمكن وما يستحيل.. في الحفل الذي لا ينتهي والذي اقامته الاحزاب كانت المفاجأة تتكرر حين ينهض ممثل الحزب الشمالي في كل حفل ليشتم الحكومة والمؤتمر الوطني ويحذر الحركة من الغدر بها.. ليجيب محدث الحركة بانهم واثقون جداً من وفاء المؤتمر الوطني بكل شئ وانهم انما جاءوا لمحادثة المؤتمر الوطني.. فقط.. وكان مشهداً له معني وهو يتكرر في حفل الامة والشعبي ويجعل من سياسي مثل «ع.م.ح» يلطم الكراسي من الغيظ.. لم يكن وفد الحركة وحده هو الذي تجعله ظروف غريبة يبحث عن شئ حقيقي.. فالمحادثة الامريكية السودانية امس الاول بين الرئيسين كانت توقيعاً علي حديث اكثر صراحة بين المندوبين الامريكيين في السودان الذين يجتازون الجسور البعيدة وهم يعلنون «من قصير» انهم يحتاجون للسلام في السودان لأن انتخابات الرئيس بوش تعاني من فقر دم قاتل وانهم لا يريدون رهائن سفارة في المسألة السودانية تذهب ببوش مثلما ذهبت رهائن السفارة الطهرانية بكارتر. والرئيس بوش الذي يحسب كلامه جيداً يطلق جملة تقول للبشير ان سلام السودان يصبح الآن نوعاً من المسألة الداخلية لامريكا.. بينما المسألة الداخلية لهيكل اقتسام السلطة في السودان تفكر في انشاء مجلس آخر الي جانب الوطني هو مجلس شيوخ يتسع لتمثيل كافة الجهات.. إلا من أبي.. بناء الثقة اذن -الكلمة التي اصبحت سيئة السمعة سيئة السلوك-.. تصبح هي رأس المثلث الذي يصعد اليه ويلتقي عنده كل شئ.. مهما كان رأس المثلث نوعاً من الخازوق..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست