|
رسالة من الصحفى مرتضى الغالى ...الى صاحب النظارة السوداء ....
|
العدد رقم: الثلاثاء 8866 2007-07-24 الايام مسألة
مرتضي الغالي كُتب في: 2007-07-24
لا تقل لي إن الشمولية أفضل من الديمقراطية إلا إذا أردت ان تقيم على عقول الناس (مأتماً وعويلاً) ثم ان العالم كله سوف يضحك عليك لأنك ترى ان التنمية لا تتم إلا عبر ضرب الناس (بالجزمة القديمة) ،فهل تناسيت أيها الملتحى ان عزائم الدين تدعو الى كرامة البشر وتقول ان حرمة الناس أعز على الله من حرمة الكعبة المشرفة .!! واذا كنت يا صديقي تسخر من صفوف البنزين والرغيف في فترة ديمقراطية سابقة كانت حرمات الناس فيها مصانة فإن الرد قد أتاك من أحد عشاق الديمقراطية المستنيرين الذي عقد لك مقارنة بين طول صفوف البنزين والرغيف حينها في بعض مدن السودان وبين صفوف النازجين الآن .. التي يتجاوز طولها (مليوني مواطن) في عهدك المشرف الجميل الذي قضى على صفوف الخبز والبنزين بعد زيادة أسعارهما الى مائة ضعف ..! أنت تقول في هوجة الدفاع عن الشمولية ان الحركة الشعبية في الفترة الديمقراطية كادت ان تستولى على (80%) من أرض الجنوب (وماذا في ذلك) ؟ وحتى إذا نظرنا الى هذا الأمر من منطقك المعكوس هذا فإن الحركة الشعبية الآن في عهدكم الشمولي الزاهر تستولى على (100%) من أرض الجنوب ؟ واضافة الى هذا المنطق الكسيح فإن (كيانكم الجامع) يستولى الآن على ما يقارب 100% من الشمال بموارده ومقدراته عن طريق (الزندية) والقوة الجبرية .!! ان الاحتفاء بالشمولية على رؤوس الاشهاد يشير الى ضعف التربية السياسية من جانب ، ولكنه لا يخلو من (إنتهازية يقظة) حيث أن مثل هذا النوع من الحكم يسبل ستره ويمد غطاءه الكثيف على (حزمة ثقيلة) من الممارسات الخاطئة ويتعهد بعطفه الجزيل على (فئة محدودة) من الناس يكون لها حق التصرف في المال والعقار والأراضي والساحات والمخصصات والامتيازات والعطاءات والمقاولات والوكالات والعلاوات والأتاوات والجبايات والا فاءات والاستثناءات والسفريات والسيارات والبدلات مع (القران والتمتع) برئاسة مجالس الادارات وإختطاف الشركات، ثم انه فوق ذلك يسبغ على مريديه الحصانات التي تمنع الملاحقات والمحاكمات والتحقيقات والتحريات والاستفسارات والمراجعات، فهل هذا ما يريح ضمائركم أيها النافخون في كير العذابات التي يلفح هجيرها أبناء وبنات السودان وأنتم في غربة عن واقع الناس ترضعون من ثدى الدولة وتجدون الطريق أمامكم سالكة معبدة لا يعكر صفو نعيمكم معكر ولا تطوف حول مخادعكم الوادعة ذات الرياش والطنافس خيالات قبائل المفصولين والمطرودين من أسوار جنانكم الوارفة ذات الأسوار المحروسة بالضمائر الناعسة في حين تتخبط الغالبية بين خمط وأثل وشئ من سدر قليل ..! يا صاحب النظارة السوداء تجشأ حيث شئت ولكن ليس في (طست الديمقراطية النظيف) وهذا الحديث لا يصلح خارج أسوار جماعتكم، فقد اشرقت شمس الوعي وتبارك الله أحسن الخالقين ..!
|
|
|
|
|
|