لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظام

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2009, 04:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظام

    تقرير الوشطن بوست عن الطغاة فى الوطن العربى عن عام 2007 فبراير

    رويترز


    نزل خمسة من الزعماء العرب ضيوفا على قائمة أسوأ ديكتاتوري العالم في التقرير السنوي الذي أوردته صحيفة واشنطن بوست في ملحق عددها الأسبوعي Parade يوم الأحد الماضي بتحرير الكاتب ديفيد وليتشنسكي مؤلف كتاب "المستبدون: أسوأ عشرين ديكتاتور على قيد الحياة". وذكر التقرير أن هناك أكثر من سبعين دولة في العالم تحكم من قبل طغاة يتبنون نظم حكم سلطوية استبدادية ضد مواطنيهم، ولا يمكن التخلص منهم عن طريق الوسائل الشرعية أو الديمقراطية. ومن صفات هؤلاء طبقا لواشنطن بوست قمعهم لحرية التعبير والدين وحق المواطنين في تلقي محاكمات عادلة. بعض هؤلاء الطغاة يسمحون بممارسة التعذيب وتصفية معارضيهم وتجويع شعوبهم.

    أعتمد تقرير واشنطن بوست السنوي في إعداد القائمة على مصادر مثل تقارير منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس واتش ، ومراسلون بلا حدود، ووزارة الخارجية الأمريكية. وخلت قائمة هذا العام من اثنين من مستبدي قائمة العام المنصرم واحد بسبب الوفاة ، وهو صابر مراد نيازوف رئيس تركمانستان السابق ، والثاني هو الرئيس الكوبي المريض فيدل كاسترو، والذي سلم السلطة إلى أخيه في 31 يوليو الماضي. ومن بين الوافدين الجدد في قائمة هذا العام الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعض المستبدين تغير ترتيبهم في القائمة عن العام الماضي، فمرشد الجمهورية الإسلامية على خامنئي ارتفع ترتيبه إلى رقم ثلاثة كما ارتفع ترتيب كل من الرئيس الصيني هو جينتاو ، والعاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس السوري بشار الأسد.


    احتفظ الرئيس السوداني عمر البشير بموقعه في قائمة تقرير واشنطن بوست كأسوأ ديكتاتور في العالم تماما مثل تقرير عام 2006. وذكر التقرير أن البشير الذي يبلغ من العمر 63 عاما، ويحكم السودان منذ عام 1989 حل في المركز الأول بسبب انتهاكه المتواصل لحقوق الإنسان، خاصة في إقليم دارفور. وأضاف التقرير أن خلال السنوات الأربع الماضية قامت القوات والمليشيات المتحالفة مع نظام البشير بقتل 200 ألف شخص في إقليم دارفور. كما تم تشريد وتهجير ما يزيد على 5 ملايين سوداني من ديارهم، وفرار أكثر من 700 ألف خارج السودان. ولكن البشير وخلال وجوده بالأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ألقى باللوم على العاملين في منظمات المعونات الدولية لمبالغتهم في تصوير الأزمة في دارفور بهدف الحصول على أموال لمنظماتهم. وفي نوفمبر الماضي تحدى البشير صحة وواقعية هذه الأرقام معتبرا أن عدد من قتلوا على خلفية الصراع المسلح في دارفور لا يزيد على تسعة ألاف شخص. وأضاف التقرير إنه وبالرغم من قبول البشير الشهر الماضي باتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، فإنه متهم من قبل الشعب السوداني بإصدار أوامر لقواته بمواصلة الهجمات أثناء هذه المدة.


    بعد عمر البشير، وكيم جونغ إل رئيس كوريا الشمالية، وعلى خامنئي مرشد الجمهورية الإيرانية، وهو جيناتو الرئيس الصيني، حل العاهل السعودي الملك عبد الله خامسا في قائمة أسوأ مستبدي أو طغاة العالم. وذكر التقرير السنوي لواشنطن بوست أن الملك عبد الله البالغ من العمر83 عاما، والذي يحكم المملكة فعليا منذ عام 1995 كان رقم 7 في تقرير العام الماضي. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تعترض على سياسات الاستبداد والتعصب التي يمارسها النظام السعودي نظرا لامتلاك الأسرة السعودية أكبر مخزون للنفط في العالم. وذكر التقرير أنه لا يزال من الممكن في السعودية إعدام من يعمل بالسحر، أو جلد من يجلس منفردا مع امرأة. كما أنه من غير المسموح للمواطنين أن يمارسوا عبادة أو يعتنقوا دينا غير الإسلام. وبناء على تقرير عام 2006 لمركز الحريات الدينية فإن مناهج التعليم السعودية واصلت عداءها لليهود والمسيحيين. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وضعت المملكة ضمن أكثر ثماني دول في العالم انتهاكا للحريات الدينية.


    الرئيس الليبي معمر القذافي البالغ من العمر 64 عاما ويحكم ليبيا منذ عام 1969 أي لمدة 38 وهي أطول مدة حكم لزعيم في العالم بعد فيدل كاسترو، جاء ضمن قائمة المستبدين العشرة، حيث حل في المركز التاسع. وقال التقرير إن القذافي الذي وصل على الحكم وهو في السابعة والعشرين، قضى ما يقرب من عقد من الزمن في عداء مستحكم مع الولايات المتحدة. ولفترة طويلة كانت ليبيا ضمن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وكما جاء في التقرير فإن الرئيس الليبي قد توقف في عام 2006 لمدة ستة أشهر عن تمويله للإرهاب، وكنتيجة لذلك قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش في يونيه من نفس العام إزالة اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب. بدأ النظام الليبي في السنوات الأخيرة جني ثمار التحول في سياساته اقتصاديا من خلال الاستفادة من الاستثمارات الجديدة في حقول النفط الضخمة ، والانفتاح النسبي مع الدول الغربية. ومع ذلك لا تزال ليبيا طبقا لتقرير واشنطن بوست مكانا يشهد اختفاء السجناء والمعارضين السياسيين، كما أنه المكان الذي يشهد انتهاك حقوق المرأة المتهمة بممارسة الجنس خارج إطار الزواج أو حتى المغتصبة.


    بشار الأسد البالغ من العمر 41 عاما ووصل إلى السلطة خلفا لوالده عام 2000 ، أحتل المركز العاشر في تقرير هذا العام متقدما ستة مراكز عن ترتيبه في تقرير العام السابق. الانتقادات الرئيسية للأسد هي تدخله في الشأن اللبناني، بالإضافة إلى إحكام سيطرته على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في بلاده، حيث ذكر التقرير إن نظام الأسد متهم بالوقوف وراء سلسلة الاغتيالات السياسة التي يشهدها لبنان مؤخرا. طبيب العيون كان يقوم بالدراسة في لندن عندما استدعاه والده الديكتاتور الراحل حافظ الأسد في عام 1994 لبدء تدريب الابن على حكم البلاد على حد تعبير التقرير.


    الرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 78 عاما، ويحكم منذ عام 1981 أي لمدة تزيد عن ربع قرن، حل ضيفا هذا العام كواحد من أسوأ عشرين ديكتاتور في العالم. مبارك الذي لم يذكر التقرير عنه الكثير نظرا لاهتمام التقرير بالعشرة الأوائل في القائمة ، تنتقده الولايات المتحدة من خلال وزارة الخارجية أو وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث في السنوات الخمس الأخيرة لعرقلة عملية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في مصر. كما أن سجن المعارض المصري أيمن نور ومن قبله الناشط في مجال المجتمع المدني سعد الدين إبراهيم كان من أهم نقاط الخلاف بين الرئيس المصري والولايات المتحدة، كما توجه انتقادات أقل حدة ضد نظام مبارك في قضايا الاعتقالات السياسية في صفوف جماعة الإخوان المسلمين ومنع المواطنين من حقهم في التظاهر، والدور المتنامي لنجل مبارك في الحياة السياسية المصرية مما يثير تكهنات بتوريث السلطة في دولة ذات نظام جمهوري.
                  

03-09-2009, 04:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    الدكتاتور يطمس عينيه باصابعه

    محمد المكى ابراهيم
    الراى العام 13/12/2007

    من عادات الدكتاتورية أنها مهما شادت وشيدت لابد أن تدمر كل ما شيدته وتدمر معه نفسها في نهاية المطاف.فقائد ذلك الرعيل وهو أدولف هتلر ورث جمهورية مأزومة ينتشر فيها التضخم والعطالة. ولكنه استطاع أن يقضي على التضخم وينشر جيوش العطالى ليعملوا في تشييد الطرق والاتوبانات والى جانب ذلك أقام صناعة حديثة زودت جيشه بأحدث الأسلحة والعتاد وفتح آفاقا للبحث العلمي وضعته قاب قوسين من السر النووي الذي كان منظورا أن يسبق إليه الحلفاء ويلحق بهم الهزيمة الماحقة.واستطاع أن يوسع رقعة ألمانيا الإقليمية والديموغرافية فضم إليها النمسا وطنه الأصلي وبلاد السوديت التي كانت تابعة لتشيكوسلوفاكيا وأجزاء من بولندا التي اقتسمها مع السوفيت وباسم تفوق الجنس الآري جذب إلى ألمانيا الأقليات الألمانية التي استقرت في رومانيا وروسيا .ولكنه لم يكن مستعدا للاكتفاء بتلك المنجزات فقد كان يطمع في ما هو اكبر من كل ذلك وهو السيطرة على أوروبا بكاملها.فلم تتوقف شهيته التوسعية عند حد وبعد أن ضم إليه منطقة السوديت ضم إليه كل ما تبقى من تشيكوسلوفاكيا وبعدها قام باحتلال بولندا بكاملها فقاد ذلك إلى الحرب العالمية الثانية.ويمكن القول إن نجاحاته الأولى هي التي قادته إلى الحرب العالمية الثانية وذلك أن تلك الانجازات ملأت روحه بالتعالي والغرور وهيأت له انه الزعيم الأكبر في العالم الذي ينبغي أن يخضع له الجميع.
    كان الدوتشي موسوليني صورة من صديقه وحليفة فيما بعد في حربه الخاسرة فقد أدخل بلاده في أكثر المشروعات طموحا حين أقدم على تجفيف المستنقعات التي كانت تحتل أواسط ايطاليا وأقام مكانها مزارع ضمنت لشعبه الغذاء ثم التفت إلى الصناعة الثقيلة فأعطاها دفعة كبرى وهو يسخرها في خدمة أهدافه الحربية ويعطيها بذلك فرصتها الكبرى للتقدم والازدهار. ومثل جاره الشمالي ربط إرجاء البلاد بشبكة من الطرق الحديثة والاوسترادات.وكان يحلم باستعادة ممتلكات الإمبراطورية الرومانية القديمة التي كانت تحتل كل بلاد الحوض المتوسطي مما قاده إلى المعسكر الخطأ مع هتلر واليابان الحديثة والخلافة العثمانية المتضعضعة وحين خسرت دول المحور حربها على الحلفاء كانت ايطاليا تتحول - تحت القصف- إلى بلد مدمر مهدوم لم يبق فيه حجر على حجر.
    على نفس الخطى سار أبو عدي وعن طريق العنتريات والمبالغات استطاع أن يتسبب في تدمير العراق وربما تفكيكها إلى دويلات يستهين بها جيرانها ومحتلوها ويبسطون عليها هيمنتهم وسيطرتهم ماسحين على كل ما تبقى لها من إرادة وطنية.وهنالك من يردد نفس الأقوال بمواجهة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي أيقظ العرب وجعل بلاده تنتج --من الإبرة إلى النفاثة-- ثم ترك أعوانه وأصدقاءه الجهلاء يعطون إسرائيل فرصتها الكبرى في اختيار توقيت الحرب وميدانها فوجهت ضربة قاضية إلى الحلم العربي الذي كان يمثله عبد الناصر وحولت المنطقة العربية إلى تابع ذليل لا يأبه بعنترياته احد.
    بطبيعة الحال ليست الحرب خيارا متاحا لكل الدكتاتوريين ليدمروا أنفسهم عن طريقها فهي ترف كبير محجوز لقلة من البلدان المفتاحية ذات الشان والاسم الرنان ولكن هنالك وسائل أخرى متاحة للدكتاتوريين الصغار ليدمروا بها أنفسهم مثل التخريب الاقتصادي ويكون بإطلاق يد الحاشية في مقدرات البلاد سرقة ونهبا ومثل الحروب الأهلية التي يطلقها من عقالها افتراء الدكتاتور وقصر نظره وعجزه عن التقدير السليم لعواقب الأمور ومنها أيضا الاعتماد الكلي على آلة القمع المتوفرة للدكتاتور ونظامه مما يضعف في النهاية مصداقية الدكتاتور ويجعل آلة القمع تتمرد عليه أو تتراخى في الدفاع عن نظامه حتى تحل به وبهم الطامة الكبرى ويصبحون جميعا في خبر كان.
    والدكتاتور هو دائما خير حليف ومعين لمن يعارضونه إذ انه على رأي الفرنجة يطلق النار ويصيب قدميه او على رأي المثل الشعبي --يشيل أصابعه ويطبز بها عينيه -- عن طريق أخطائه المتكررة وتبريراته السخيفة التي تفقده احترام الجمهور وتعاطفه وفي النهاية تفقده دست الحكم الذي يتربع عليه. رحم الله حكيم العرب الشيخ زايد الذي عرض على الدكتاتور العراقي أن يتنازل عن الحكم ويأتي ليعيش عنده في ابوظبي معززا مكرما وقد تجنبت بلاده وأمته ويلات الحرب التي كان ينفخ في نيرانها. وليساعد الله المهندس مو إبراهيم الذي رصد الأموال والجوائز للحكام الأفارقة لكي يكفوا أذاهم عن شعوبهم بالتنازل عن حكم تلك الشعوب وتركها تتدبر أمورها بدونهم فليس افسد للأمور من دكتاتور متسلط لا يسمع ولا يعي حتى تأتيه الطاوية حبالها.ولأن الدكتاتور لايسمع ولا يعي فربما كان أفضل للمهندس الملياردير أن يرصد الجائزة للناشطين الذين يفلحون في إسقاط الدكتاتور وتخليص الدنيا من أذاه أو يضاعف قيمتها ويعطيها للشعوب المسكينة التي يحكمها الدكتاتوريون متى انتفضت وكفت عن نفسها أذية الدكتاتور.
                  

03-09-2009, 04:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    درس من القرن العشرين



    سيكولوجية الطغاة

    خالص جلبي


    تقدم وفد من اعيان البلدة لمقابلة زعيم عربي وهم متذمرون للتقدم بشكوى ضد بعض المظالم. سمع الزعيم بخبر مقدمهم فجهز نفسه بمسرحية، وعندما دخلوا مكتبه كان يتحدث بالهاتف. يبدو ان الزعيم لم يكن في افضل حال فبدأ يرتفع صوته ثم نطق بجملة مخيفة: انا آمرك ان تأخذه فورا الى ساحة الاعدام ولا ترجع بدون تنفيذ ذلك. نظر الرهط القادم في وجوه بعضهم بعضا وقد امتقعت سحناتهم رعبا. التفت اليهم (الزعيم) مبتسما وقال: تفضلوا خيرا ان شاء الله. ما الذي استطيع ان اقدمه لكم؟ صاح الوفد بصوت رجل واحد: ايها الزعيم نحن جئنا فقط لنتشرف بمقابلتك ونهنئك على انجازاتك. قال: قد اديتهم الامانة فانصرفوا الى اهلكم راشدين.
    يقول من كتب (المذكرات) وكان شاهدا لهذه الواقعة ان الزعيم بعد انصرافهم انفجر بالضحك وقال: شعب من هذا الطراز يناسبه زعيم من طرازي. ترى مدرسة (علم النفس السلوكي) انه كلما اظهر الاتباع المزيد من الخضوع (عزّز) ذلك مشاعر السيطرة عند القادة. وفي مسرحيات احتفالات العظماء يلاحظ المتأمل كيفية ولادة هذا الوسط، من توجيه الفاظ التعظيم وانه المتفضل المنعم الواهب الرزاق ذو القوة المتين. كل الالتفاتات اليه وكل الايماءات نحوه وعند استعراض المحطات الفضائية في لقاء يضم مجموعة من الزعماء تكاد لا تشعر من كل محطة بوجود احد سوى رئيسها وان الآخرين نكرات مهملة. ويستمر التلفزيون المحلي في تسليط الكاميرا على الزعيم من كل الزوايا لكل ملمتر من وجهه وكل حركة من تصرفاته وبالتقريب والتبعيد، وبين الحين والآخر تعرض صوره على المشاهدين في وجه ملائكي يفيض بالسماحة والاقتدار، تحيط به هالة القديسين.
    الشعوب اذن هي التي تصنع الطواغيت كما تصنع خلية النحل ملكتها من اصغر العاملات. كل ما تحتاجه حتى تصبح ملكة هو تغذيتها برحيق خاص، وفي عالم البشر يمكن لأي مغامر من امة مريضة ان يقفز على ظهر حصان عسكري الى مركز الصدارة والتأله. كل ما يحتاجه امران: عدم التورع عن سفك الدم وتجنيد الاتباع بغير حساب وضمير.
    وينبني على هذا تغيير زاوية الرؤية بالكامل، ان لا نتوجه للزعامات المصنوعة (كرها) بالكراهية لانها من صنع ايدينا، و نحن بالهجوم عليها نهجم على ذواتنا من حيث لا نشعر فنحن من صنعناها. اذا ارادت الشعوب رؤية وجهها في مرآة تاريخية فليس عليها سوى ان تحدق في سحنة حكامها. وقياداتها السياسية هي افضل قميص مناسب لها خيط عند ابرع خياط تتسربل به. وسبحان الذي اضل بعد ان هدى. لا غرابة ان جاءت سورة كاملة من القرآن باسم (المؤمن) فهذا الرجل الذي كان يكتم ايمانه اعلن رأيه في الساعة الحرجة ان الانسان لا يُقتل (لرأيه) مهما يكن هذا الرأي في (رأي) الآخرين خيانة وردة: (أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله). ومغزى هذه القصة المطولة في سورة (غافر) ان (المعارضة) هي لب الصحة السياسية وهي مفيدة للحاكم قبل المحكوم. فهي جرعة التوازن وملح الطعام وفرامل السيارة الاجتماعية.
    وفي السيرة الذاتية لهتلر التي كتبها (ايان كيرشوف Ian Kershaw) يرسم الرجل الصورة السريالية لمفاصل القوة، فالرجل كما وصفه (برتراند راسل) في كتابه (السلطان) عندما يصف علاقات (القادة والاتباع) انه كان اقرب الى القديسين من الانتهازيين، ويشبه في هذا (لينين). اما (نابليون) فلا يزيد عن ضارب مدفعية محترف استخدم ببراعة سطوة النيران لتحطيم خصومه، ويشبهه في هذا (موسوليني). ومنذ عام 1933م بدأ هتلر يتقمصه (شيطان القوة) ويقدر مظاهر التملق والخضوع من الحاشية المحيطة به بقدر ما استولى عليه الشعور انه القائد الملهم الابدي المعصوم الذي سيحكم الرايخ الثالث لالف سنة قادمة، هكذا كان يزعق في الجماهير يوما. ولكن صراخ الرجل كان عند خليفته (ادولف هيس) موسيقى سماوية و(ميلوديا درامية) تأتي من السماء فتنير وتهدي وتشكل منبعا للطاقة يكهرب ارادة الجموع. كما وصفه في مذكراته الاخيرة في سجن برلين قبل ان يموت.
    بقدر كذب الحاشية وتملقها يسقط القادة في قبضة شعور انهم خير من وطأت اقدامهم البرية وان جبلتهم مصنوعة من طينة الاله، هكذا كانت وظيفة الكهنة منذ ايام فرعون وسومر ولم تتغير كثيرا، ضمن التحالف الاستراتيجي بين (الجبت والطاغوت) وانه مبرر لهم التصرف حيث لا يقدر الآخرون ولا يتجرأون ولكن عندما تختزل الامة في فرد لا تبقى امة، وكما يقول اللورد (اكتون) ان القليل من السلطة يعني القليل من الفساد اما السلطة المطلقة فهي مساوية للفساد المطبق. بعد اشهر من وضع (هتلر) يده على مفاتيح القوة تغيرت تصرفاته كليا وبدأ يقع تحت سيطرة فكرة ان (العناية الالهية) ارسلته لانقاذ الشعب الالماني. يقول (مالك بن نبي) عن هذا الشعور ان الشعوب تقع تحت سحر من هذا النوع في الازمات التاريخية فتوظفها قيادات ذكية وخبيثة لحسابها، وتتحرك الجماهير العمياء تحت احد شعورين (الانقاذ) او (روح الرسالة). ولكن هتلر غرق في اليم ومعه رؤوس النظام النازي اما بجرعة سيانيد او على حبل المشنقة في نورمبرغ. غرق هتلر وجنوده اجمعون كما غرق فرعون من قبل لانه كان بكل بساطة لا يحمل في يده عصا النبوة بل كان يلوح بالصليب المعقوف فأضحى سلفا ومثلا للآخرين.
    ان هذه (الحلاوة) المسكرة من الثناء والتبجيل والكذب لا يستطيع الحكام ـ وهم من البشر ـ ان ينجوا من سحرها، فلا تسكر النفس بخمر كالثناء. وكان هتلر ينظر الى كل من حوله مثل جحا الذي كان يقف على رأس جبل فيقول في نفسه: لم اكن اتصور الناس صغارا بهذا الحجم، بفارق ان هتلر كان يحدق من جبال بيرشتسغادن (عش النسر) في جبال النمسا. وفي النهاية بدأ هتلر يستخف بكل من سبقه وحتى (بسمارك) لم يعد امامه شيئا مذكورا. لقد كان هتلر يتجرع افيون القوة بدون توقف. ومع كل ادمان يزداد مقدار الجرعة كما هو حاصل في عالم الادمان، ليستفحل المرض ويزداد. وفي النهاية احاطت بهتلر خطيئته بعدما سقط في حبال المرض المشؤوم (الشعور بالقداسة والعصمة) فكان يتحدث لمن حوله كالرسول للاتباع او الاله الذي يوحي بأمره ما يشاء وفي وصيته التي كتبها قبل اقدامه على الانتحار يتبدى ذلك الشعور انه هو الاعلى وانه لم يخطئ.
    وعندما قابله وزير التخطيط (البرت شبير Speer) في الايام الاخيرة قبل انهيار (الرايخ Reich) اصدر تعليماته بتدمير المانيا الكامل بصورة انتحار جماعي فلا يستحق الشعب الالماني الحياة بعده. كان الشعب الالماني من وجهة نظره قد اختزل في شخصه.
    ولكن لماذا تغرق سفن اجتماعية من هذا النوع؟
    قام (يورج فيرتجنس Joerg Bernstein) من شركة (شنابس بيرشتاين) في برنامج تدريبي لمدة ثلاث سنوات لدراسة هذه الظاهرة المرضية في علاقات القوة فوصل الى ثلاث نتائج مذهلة: ثلث القياديين على الاقل الذين يقفزون الى منصات القرار هم من النوع الذي يفتقد الحس القيادي ووصولهم الى المركز القيادي خاضع لظروف لا تعتمد (الكفاءة) بقدر (الولاء)، وهم من اخبث الانواع قاطبة واخطرها، وتتبدل شخصية هؤلاء مع الجلوس على عرش القرارات على نحو وصفي فيكونون من اسوأ انواع المديرين ويتميزون بما لا يقل عن 16 صفة قيادية فاسدة مثل: مظاهر الاستعراض، وتقريب المهملين، وتضييع الوقت في برامج غير مجدية، والحفاظ على مظاهر الابهة في المكتب بجانب السكرتيرة الجميلة، وحشر الانف في كل صغيرة وكبيرة، والانفجار بالزعيق على مخالفات لا تستحق، وتحطيم كل نفس كريمة، فيجب على الجميع ان يسارعوا الى الولاء واظهار صنوف الزلفى، وان يكونوا جاهزين على مدار الساعة لتقديم (التقارير) في حق زملائهم.
    ثانيا: يوحي الى الزعيم من حوله زخرف القول غرورا ان الامور في احسن احوالها، وان كل شيء تحت السيطرة، فلا يسجلون الا الانتصارات ولا يظهرون الا عظمة القائد الذي لا يخطئ واما المصائب فلا يتم الاخبار عنها الا بعد ان لا يبقى بدٌ من الاعلان عنها مثل القدم السكرية المتعفنة التي تفوح رائحتها ولا ينفع فيها الا البتر. وجرت سنة الله في خلقه ان هذا عندما يحدث يكون متأخرا جدا حيث لا ينفع الترميم، مثل كسر الزجاج الذي لا ينفع فيه التجبير وعندها تكون السفينة في طريقها الى قاع المحيط بأسرع من غرق التيتانيك.
    ثالثا: عندما تغرق السفينة تهرب الجرذان. هكذا تبرأ (فون باولوس) قائد الجيش السادس من معلمه (هتلر) بعد ان استسلم للروس ولم يبق من جيشه الذي بلغ 360 الف مقاتل سوى تسعين الفا. وهكذا خطط (هملر) رئيس الاستخبارات العسكرية (الجستابو) والحرس الخاص (SS) للانقضاض على السلطة في الرايخ وبدأ يتفاوض مع الحلفاء سرا مع نهاية هتلر مع انه لم يبق شيء من الرايخ وعندما تسلل لواذا شقيق (ايفا براون) عشيقة هتلر من القاعدة تحت ارضية حيث اختبأ (الفوهرر) في ايامه الاخيرة امر هتلر بمحاكمته واعدامه في لحظات وهكذا مات المشير (عامر) منتحرا او منحورا بعد طول صحبة وعظيم الخدمات.
    ولكن لماذا يحب احدنا ان يحاط بالمتملقين الذين يركعون له ويسجدون ويسعون له ويحفدون؟ ولماذا كل هذا العناء لشق هذا الطريق بين صراع (التراتبية) وكسب العداوات بدون توقف؟ وما هو الشيء المغري الذي يدعو الى اعتلاء القمة؟ ما هي هذه الحلاوة التي لا يقاوم اغراؤها؟ للاجابة على هذا السؤال دخل على الخط علماء البيولوجيا ليخلصوا بنتيجة سيئة عن طبيعة الانسان: (انه يولد ليس بعطش الى القوة بل بميل الى سوء استخدام السلطة) اي ان السلطة تفسد الانسان مهما كان ودان وهذا يعطي الاشارة الحمراء لمن يتفاءل بالقدرة الاخلاقية عند بعض الافراد الذين يصلون الى المسؤولية انهم نزيهون وبالتالي سوف تنصلح الامور مع قدومهم بضربة ساحر حتى لو كان في بلد وصل العفن فيه الى قمم الغمام بما يذكر بهلوسة مدمني المخدرات ويفوتهم ان الوسط عندما يمرض فلن يرفعه صلاح صالح او استقامة عادل، فالجراثيم عندما تضرب لا تقتل بفوعتها بقدر انهيار الجهاز المناعي.
    وفي تاريخنا نموذج مزلزل عندما تم اغتيال اعدل الناس الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وسقوط تفاحة الحكم في يد البيت الاموي الذين كانوا الد اعداء الاسلام في رواية عن سخرية التاريخ. وهكذا نكسنا على رؤوسنا ورجعنا الى القبلية وحكمنا السيف وتشكل الوسط المريض الذي تسبح فيه الجراثيم الامراضية. وبدأت نسخة اموية مزورة عن الاسلام في الانتشار.
    يقول (بروس شارلتون) الباحث في علوم التطور من جامعة (نيو كاستل) ان طبيعة البشر تحمل الميل للمغالبة والقهر. اما الانثروبولوجي (كريستوفر بوم) من جامعة (جنوب كاليفورنيا) فيعزي هذا الى اننا (ما زلنا نحمل هذا التنافس العدواني من اسلافنا). وفي عالم البيولوجيا يمكن التمييز بين ثلاثة انواع من الجماعات: قرود الريزوس والشمبانزي والمجتمع الانساني. ان مجتمع قرود الريزوس تعيش في تراتبية خاصة حيث يسيطر الذكر الاقوى في حين ان مجتمعات الشمبانزي تطور عندها نظام اجتماعي معقد في آلية متبادلة من الانضباط، والرئيس الذي له حظوظ البقاء هو من يخدم مصالح الجماعة اكثر فتعترف له الجماعة وتنقاد.
    ويفترض (فرانس دي فال) ان هناك ما يشبه العقد الاجتماعي البدائي في جماعة الشمبانزي. اما في بني البشر فتمضي السيطرة الاجتماعية الى ابعد، وفي النسيج المتضافر المعقد في علاقات القوة في المجتمعات الديموقراطية الحديثة لا يمكن لاحد ان يعلو الى مستوى القوة غير المحدودة وغير المنضبطة، وهكذا فان النظام هو الذي يفرز الاقوياء والضعفاء ويسلب الملك من الجبارين ويمنحه للذين استضعفوا في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين. وهذا خاضع لسنة الله في خلقه فيؤتي الملك من يشاء. ولقد استطاع الغرب فك هذا اللغز المحير في تبادل السلطة السلمي ونجح في ازالة الوثنية السياسية والمشكلة في العالم العربي هي في (نظام الفكر) الذي يقتل (التفكير) ويمنع (حرية التعبير) ويؤسس للغدر ويرى ان (الاكراه) و(القوة) هما الوسيلة الوحيدة لمسك رقاب الناس او الاطاحة بالانظمة الاستبدادية، ويشيد صروحا من الاستبداد العقلي والمذهبي الذي يقود الى الاستبداد السياسي آليا. مما يفتح عيوننا على حقيقة كريهة ان جميع الفرقاء يرضعون من نفس ثقافة الاكراه.
    وهكذا ففي المدارس وفي بلدين اسلاميين يتم الصراع السياسي على جسد المرأة فمنهم من ينزع حجابها (بالقوة) ومنهم من يفرض حجابها (بالقوة) وبعيدا عن مماحكات الجدل ودخولا الى الآلية السيكولوجية فان كلا الفريقين ينطلق من مبدأ (الاكراه) باغتيال حرية الارادة في اختيارها على نحو واعي، وفرض النظام بالقوة اكثر من الاقناع. وجرت العادة ان كل شي تم فرضه بالاجبار فقد جاذبيته مهما كان في عيون اصحابه براقا جميلا وفي النهاية تنقلب الامور فينشط المنعكس المضاد. هكذا انقلبت الرهبانية في اوروبا الى اباحية، وفي كل مجتمع متشدد تنمو تيارات الهرطقة تحت الارض سرا وحيث الكبت الجنسي تتولد كل صور الهلوسة والانحرافات الجنسية المثلية، وكل نظام يقوم في حراسة الارهاب يحمل دليل فشله. اما في المجتمعات الديموقراطية فلا توجد كائنات احادية مسيطرة او مسيطر عليه. بل كل واحد وفي نفس الوقت هو مركب من (مسيطر ومسيطر عليه) من رأس الهرم الى القاعدة.
    ورئيس شركة عملاقة في اوروبا يحذر من ارتكاس اصغر مواطن، والسلاح الفعال في هذا هو النقد العلني. اما المجتمعات الخرساء فتمنح الصوت لفم واحد فلا يتكلم الا فرد واحد متعال وفي المجتمعات النابضة بالحياة يمكنها تحطيم الاصنام السياسية بكل بساطة وبوسائل سليمة من تجاهل الاوامر والتصويت ضد القرارات وعدم التعاون.
    ان الذكاء الاجتماعي عند البشر كبير بما فيه الكفاية بحيث ان كل وسائل السيطرة والقمع يمكن مكافحتها دوما بفعالية مما يعطي الامل في التقدم دوما والتخلص من مرض الطغيان. ان الطغاة اضعف مما نتصور ولكن السؤال هو في اكتشاف المضاد الحيوي الفعال ضد هذا المرض وحتى يحين وقت مجيء المكتشف العظيم تبقى الشعوب ترزح في العذاب المهين
                  

03-09-2009, 05:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    من قصص الطغاة


    بتصرف

    كاليجولا


    كاليجولا هو الامبراطور الروماني الذي يعد من أشهر طغاة التاريخ الإنساني المعروف بجشعه، وله صلة قرابة من ناحية الأم كما يروي ول ديورانت في قصة الحضارة للامبراطور الأشهر نيرون الذي احرق روما.
    اسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) وتولى حكم روما منذ العام 37 الى 41 ميلادي وقد ولد كاليجولا في (انتيوم) وتربي ونشأ في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر إعدادا له للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم ‘’كاليجولا’’ وهو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره، وظل يحمل الاسم حتى مصرعه.
    ويجمع علماء النفس والمؤرخون بتفسير سلوكه المستبد بأنه ناتج عن طفولة قاسية بجانب اضطراب نفسي يشخص بجنون العظمة، فقد كان يتلاعب بمشاعر حاشيته أصحاب العقول الصغيرة الذين افسدوه وجعلوه يتمادي في ظلمه وقسوته بصمتهم وجبنهم وهتافهم له في كل ما يقوم به خوفا من بطشه وطمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له.
    وقد كان يرى انه طالما اعترف بسرقته فهذا من المباح اذ أجبر كل أشراف روما وأفراد الامبراطورية الاثرياء على حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بأن تؤول املاكهم الى خزانة روما بعد وفاتهم، وبالطبع خزائن ‘’كاليجولا’’ اذ انه كان يعتبر نفسه روما، فكان كلما احتاج الى المال لجأ إلى القضاء على من يملك أكثر حتى ينال ارثه سريعا دون الحاجة لانتظار الأمر الإلهي!
    واندفع الجشع بعد ذلك به الى أن فرض الضرائب على كل شيء وعلى كل الإجراءات القضائية حتى الحمالين فرض عليهم ضريبة 12% من أجورهم، والأغرب من ذلك أنه فرض حتى على العاهرات ضربية تعادل مقدار ما تناله الواحدة منهم في كل لقاء تستمر حتى بعد توبتهن.
    وكان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا ‘’أما أنا فاسرق بصراحة’’ وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار الذين يسرقون في وضح النهار.
    ومن المضحكات المبكيات في سيرة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته، وأن كل أمور الحياة بيديه ورأى ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات والاوبئة وهكذا لن تذكره الاجيال القادمة فأحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف ايضا بمكرمة منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون في الجوع وهو يغلق مخازن الغلال في حين كانت زوجته ترتدي أثواباً لا يقل ثمن الثوب الواحد عن 200000 دولار إضافة، إلى عقد اللؤلؤ الذي كان يبلغ ثمنه 000,500,3 دولار.
    حتى جاءت لحظة النهاية عندما قام باستحقار أعضاء مجلس الشيوخ ومعاملتهم معاملة الحيوانات، وهم الذين كانوا يساعدونه يوما ما لمصالحهم الشخصية فهم أول من انقلب عليه عند المساس بمصالحهم وكانت النهاية بالإساءة الى ضابط حرسه الذي ثار وصرخ في كاليجولا والأعضاء وأعلن الثار لشرفه وصاح في أعضاء المجلس ‘’ إلى متى يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا. ‘’وصرخ’’ يا أشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان’’ فقامت المعركة وتجمع الأعضاء وأعوان كاليجولا الغاضبين عليه فقتلوه
                  

03-09-2009, 05:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    ذلك ما كنت عنه تحيد يا مولاي! ... بقلم: فتحي الضّـو
    الأحد, 08 مارس 2009 20:42

    الناس فى شنو ...والحسانية فى شنو ؟

    [email protected]

    إنني أُعلن في هذا اليوم ”الأغر“ عن مدى إخلاصي وتقديري وولائي لمَثل شعبي طالما ردده الناس كثيراً، وذلك بعد أن شعرت بأهميته في حياتنا وبالأخص في العقدين المنصرمين، أما أنت يا عزيزي القارىء فإن كنت من المغرمين برصد امثالنا الشعبية تلك من زاوية أيُهم أكثر ذيوعاً وانتشاراً وأيُهم أوقع أثراً وأعمق تطبيقاً في حياتنا اليومية، فإنك لن تجد أفضل نموذجاً من المثل القائل «الناس في شنو والحسانية في شنو!» والحقيقة إنني شأني شأن بعض عباد الرحمن السودانيين أستخدمه مراراً وتكراراً ولكني لم استوقف نفسي مرة في خلفيته التي جعلت منه مثلاً يُعطِّر حياة الناس بالعِظات والعبر. وكنت قد بذلت جهداً مُكثفاً بين أصدقائي الذين توسمت فيهم العلم والدراية بأمثالنا الشعبية بغية استنباط حقيقته، ورغم أن الحصاد كان وفيراً إلا أن الروايات تضاربت كثيراً وتراوحت علواً وهبوطاً، وهو شيء طبيعي بخاصة أن التجارب أثبتت أن الاجماع أمر دونه خرط القتاد في أي شأن يهم أهل السودان، وتلك ظاهرة صحية لعل مردها في احدى جزئياتها الكثيره إلى حياة البداوة والتنوع الثقافي الكثيف، والذي أتفق العُقلاء على أنه يُفترض أن يثرى حياة الناس ويكون مصدر تعايش لا تناحر بينهم، وتلك هي الحقيقة التي ينبغي على الجُهلاء ادراكها، إذ أن الذين تجاهلوها - سهواً أو عمداً - إكتشفوا أنهم سبحوا ضد التيار وأهدروا زمناً ثميناً وجهداً عظيماً فيما لا طائل يُجنى من وراءه!
    إتفقت الروايات أن أصحاب المَثل هم أهلنا الحسانية الذين يقطنون النيل الأبيض حتى تخوم كردفان، وقيل إنهم فرع من قبيلة الكواهلة التي ينتهي نسبها إلى الزبير بن العوام إلى جانب الحسنات والعبابدة وآخرين، وقد قرأت لأحدهم في موقع اسفيري بما لا أجد له سنداً مرجعياً قوله انهم بطون وأفخاذ منهم: المغاوير والغلاماب والغشوشاب والنمراب والشانخاب والحمالاب والدبلاب والحمراب والقياداب والحفيناب والعوضاب والمصيلحاب والشقيلاب والكسيباب والكيقوناب والغروجواراب والعطالاب وأبوكفير وجرينا وأمرية وهلمُ جراً، لكن بروفسير عون الشريف قاسم في موسوعة القبائل والأنساب ذكر أن أصلهم ”فونجاوي“ أي أنهم ينتسبون لقبيلة الفونج التي يتخلط فيها الدم الزنجي والحبشي، بالرغم من أن ذلك ليس شأننا الآن إلا انه كان ضروي لتوضيح أن المنطقة أصلاً كانت منطقة هجرات مختلفة وهي الحقيقة التي تقودك إلى طبيعة المَثل!
    فهناك من نسبه إلى المك نمر برواية قيل فيها أنه توجس خِيفة من سماعه جلبة وضوضاء أثناء مروره بأرضهم في طريقه إلى الحبشة بعد حملة جيش الدفتردار الانتقامية لمقتل اسماعيل باشا، فقيل له إنهم جماعة من الحسانية مشغولين بقنص أرنب كانوا يطاردونها على مقربة من مخبئه فصدرت عنه تلك العبارة. وهناك من نسبه إلى الخليفة عبد الله التعايشي الذي سألهم نُصرته لمواجهة جيش كتشنر، فتحججوا بدعوى أنهم مشغولين بسباق للحمير دأبوا على إقامته سنوياً، ومن قائل إنهم سألوه تأجيل دعوته ريثما تنتهي المناسبة، ورواية أخرى تشير إلى أنهم طلبوا يوماً غير اليوم الذي يصادف المناسبة، وثمة قائل أيضاً إنهم دعوه لترك مهامه ”الجهادية“ وحضور الاحتفال! وفي التقدير أي كانت الحقيقة، فقد كان ذاك هو رد فعله الذي جرى مثلاً بين الناس، وهو ما أعجبني بصفة خاصة بغض النظر عن تعدد رواياته، فهم في نظري قوم تلهَّوا بالدنيا وهي محمدة لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقها عبثاً وإنما للتمرغ في نعيمها والاغتراف من معينها، فالسعادة لا تأتي للمرء بمحض ارادتها فهو من يصنعُها وفق مرئياته ليستمتع بها على هواه، فما ضَّر الحسانية آنذاك إن زهدوا في المتاعب والفتن وأقبلوا على الدنيا إمتثالاً لأمر خالقهم الذي حثنا على عدم إكراه خلقه على فعل لا يرغبونه!
    وللذين لا يعرفون جغرافية هذا البلد الأمين فثمة جبل شمال غرب مدينة شندي يطلق عليه اسم جبل الحسانية ولربما أن المقيمين حوله فرع من ذات القبيلة، ومن طرائف ما قرأت لكاتب هاوٍ يعمل في منظمة مختصة بشئون الزراعة ويصف رحلة إلى ذلك الجبل بعد أن ابلغتهم منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بهجوم سيشنه جيش عرمرم من الجراد والعناكب من ثغرة استراتيجية ناحية الجبل، فحمل الخبراء معدات الرصد وأسلحة الدمار الشامل وأقاموا معسكرهم بالقرب من الأهالي توخياً ليوم المنازلة الكبرى. لكن بقاؤهم طال واستطال بحسب روايته ولم يأت الغزاة! وخلاله اصبحوا فريسة للثعابين والعقارب التي تعُج بها المنطقة فما كان منهم إلا أن حملوا أمتعتهم وعادوا أدراجهم بخفي حنين معلنين فشل نبوءة المنظمة الدولية! وفي خبر طريف آخر قرأت في احدي الصحف السعودية قبل فترة ما لفت إنتباهي ورسخ في ذهني عن قبيلة في المملكة بنفس الاسم ويسكنون في منطقة تقع في الطريق بين مدينتي جدة وجيزان، وفيه وجَّهوا رسالة لسلطات بلدية ”الليث“...الغريب فيها أنهم لا يشكون شظف العيش ولا نكد الدنيا وإنما ضيق مقابرهم بموتاهم، وقالوا إنها أصبحت صعِيداً جرزاً أي نهباً للسيول والرمال المتحركة والحيوانات الضالة...والحقيقة عجبت لقوم أدبروا عن الدنيا زُهداً وأقبلوا على الآخرة حباً بعكس حسانيتنا!
    ولكن لا تحسبن يا صاحٍ إننا إستأثرنا بالحسانية وحدنا عمن سوانا، فقد أبحرت في الكمبيوتر أو الحاسوب كما يقولون، ودخلت (قوقل) بسلام آمنين...فقادني إلى مغارات ومتاهات ودهاليز...وجدت فيها قوماً حسانيين آخرين، قالت عنهم الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) أنهم يعيشون في صحاري جنوب المغرب وجنوب غرب الجزائر وشمال مالي وموريتانيا (الساقية الحمراء ووادي الذهب) وينتمون إلى قبائل بني حسان ولهم لهجة بدوية خاصة بهم وهي مشتقة من اللغة العربية، بل يعتبرون الأفصح بين قبائل تلك المنطقة نسبة للعزلة التي ضربوها حول أنفسهم، كما أن لهم تراث ثقافي غاية في الثراء والجمال. ولم أدر إلا وقد وجدت نفسي واهباً ساعات طوال لتلك القبيلة في محاولة للتعرف على نمط حياتهم بخاصة في فنون الشعر والقصص والموسيقى، وبهرني أن لديهم نوع من الشعر لا تتداوله إلا النساء فقط ويسمى بـ (التِبراع) وفيه يتغزَّلن بالرجال بعيداً عن أنظارهم، بل ويضربن سياجاً من السرية حول جلساتهن الخاصة تلك، فيتحسَّرن على صدود الحبيب ويتأسَّفن على جفاه وعدم اكتراثه، وقد يكون الرجل الممدوح محبوباً أو زوجاً أو أخاً أو صديقاً أو أي رجل تشعر المرأة بأنه حرّك فيها غريزة من غرائزها الساكنة، وذكر الموقع أن هذا النوع من الشعر عمّ الحضر والبوادي في موريتانيا، الأمر الذي كان له أثراً كبيراً في التحولات المجتمعية نحو المرأة أو حتى على صعيد العلاقة بينها والرجل!
    ما أن فرغت من تلك السياحة التي إستهلكت فيها وقتاً كبيراً حتى وجدت نفسي أسير نوبة تأنيب ضميري بالغة التأثير، إذ كيف أنشغل بمسألة انصرافية كهذه في يوم أرعدت فيه حناجر البعض واستل آخرون سيوفهم من أغمادهم وتباروا في التعبير عن مكنون غضب أصاب الأمة في هَرمها، لكنني سرعان ما تجاوزت أزمة تأنيب الضمير تلك بالتأكيد على أنني سبق وأن قررت سلفاً وبمحض إرادتي أن أكون حليفاً مخلصاً للمثل الشعبي الذي تصدر هذا المقال، وذلك يترتب عليه بالطبع أن اصنع لنفسي عالماً خاصاً بها سواء كان قنص أرنب او سباق حمير أو أحصنة، طالما أن الآخر يصنع لنفسه عدواً ينفث فيه غضبه ولا أحد يسأله عمن هو ولا لماذا؟ وعليه قررت المضى قدماً فيما عزمت عليه، فدفنت نفسي بين دفتي كتاب كنت قد بدأته منذ فترة عن حياة الخلفاء الراشدين، ومن المفارقات الغريبة أن الفصل الذي توقفت فيه كانت يتحدث عن الخاتمة التي إنتهي إليها الأربعة الكرام حيث أن ثلاثة منهم راحوا مغدورين وجميعهم تدعو خواتيم حياتهم للتأمل والتفكر والتدبر في أمر الدنيا والآخرة، ليس من باب الادبار والاقبال الذي ذكرنا، وإنما من زاوية دعوة ذوي الألباب للعظة والاعتبار فيما بين الدارين!
    عندما شعر سيدنا أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين رضى الله عنه بدنو أجله تلى الآية الكريمة التي تجسد عظمة المشهد «وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد» ثم قال لابنته عائشة «انظروا ثوبيَّ هذين، فأغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أولى بالجديد من الميت» ثم أغمض عينيه وصعدت روحه إلى بارئها. وحول خاتمة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي إنقض عليه أبو لؤلؤة المجوسي أثناء صلاة الفجر وطعنه طعنة قاتله رغم عدله الذي اشتهر به وحدا به أن ينام قرير العين تحت ظل شجرة. جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله (ص) حين خذله الناس وقُتلت شهيداً ولم يختلف عليك اثنان، وتوفى رسول الله (ص) وهو عنك راضٍ. فقال له: أعد مقالتك فأعاد عليه، فقال: المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لأفتديت به من هول المطلع. وقال عبد الله بن عمر: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال: ضع رأسي على الأرض، فقلت: ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي؟! فقال: لا أم لك، ضعه على الأرض، فقال عبد الله: فوضعته على الأرض، فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عزَّ وجل.
    أما سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضى الله عنه، قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إني أستعيذك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي. وأخيراً كان مشهد سيدنا على بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين بالنسبة للسنة وأول الائمة لدي الشيعة، فقد قال لحاضريه وهو يحتضر من أثر الطعنة التي وجهها له عبد الرحمن بن ملجم: ما فُعل بضاربي؟ قالوا له أخذناه، فقال: أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي، فإن شعت رأيت فيه رأيي وإن أنا مت فأضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها!
    بينما أنا في غمرة وقائع الآخرة التي تقشعر لها الأبدان في سيرة الصحابة الكرام، إذا بصديق عزيز ينعش ذاكرتي ويرجعني إلى عالم الدنيا الذي كدت ان ازهد فيه، فبعث إلىَّ بالقصيدة العصماء والتي سبق وان القاها الشاعر الفحل نزار قباني في مهرجان المربد الخامس عام 1985 ويومذاك إرتجفت أوصال وزير الاعلام لطيف نصيف جاسم الذي إعتقد أن نزار سيحذو حذو شعراء السلاطين الذين دأبوا على المدح فإذا بها يأتي بالنقيض، والقصيدة كما في كل شعر نزار تُجسد الأوضاع العربية بشكل عام، إلا أن قارئها أو سامعها لا يلبث أن يعتقد في أنها موجه له شخصياً، ولهذا لا غروَّ أن ثارت ثائرة لطيف نصيف وضرب حولها حصاراً حتى لا تجد طريقها نحو الصحف العراقية، في حين أنه لم يكن ثمة ما يعترض سبيلها نحو بقاع العالم المختلفة، وقد إبتدرها بقوله:
    مُواطنون دونما وطن/ مُطاردون كالعصافير على خرائط الزمن/ مُسافرون دون أوراق..وموتى دونما كفن/ نحن بغايا العصر/ كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن/ نحن جواري القصر/ يرسلوننا من حجرة لحجرة/ من قبضة لقبضة/ من مالك لمالك/ ومن وثن إلى وثن/ نركض كالكلاب كل ليلة/ من عدن إلى طنجة/ نبحث عن قبيلة تقبلنا/ نبحث عن ستارة تسترنا/ وعن سكن.../ وحولنا أولادنا/ احدودبت ظهورهم وشاخوا/ وهم يفتشون في المعاجم القديمة/ عن جنة نظيرة/ عن كذبة كبيرة...كبيرة/ تُدعى الوطن. وهكذا تمضى القصيدة الرائعة والمعبرة إلى أن يختمها بقوله: مُسافرون نحن في سفينة الأحزان/ قائدنا مُرتزق/ وشيخنا قرصان/ مُكُومون داخل الأقفاص كالجرذان/ لا مرفأ يقبلنا/ لا حانة تقبلنا/ كل الجوازات التي نحملها/ أصدرها الشيطان/ كل الكتابات التي نكتبها/ لا تعجب السلطان! ثم يقول: ويا وطني كل العصافير لها منازل/ إلا العصافير التي تحترف الحرية/ فهي تموت خارج الأوطان!
    كانت تلك القصيدة هى آخر عهد نزار ببغداد ولم يطل من العراق شيئاً سوى بلقيس نخلته الفرعاء التي رحلت مغدورة، ومضى علينا حين من الدهر رأينا فيه صدام وصحبه وقد أنفض عنهم أصحاب القصائد المُدبجة والمزيفة، ونأى عنهم النشامي الذين كانوا يُخِرجونهم عنوةً وإقتدارا في مظاهرات مُمسرحة، وإنزوى هُتاف الروح والدم في غياهب العدم، ذلك إنه عندما إعتازهما فعلاً الرئيس القائد كانا قد تبخرا في الفضاء الواسع وذهبا مثل ما ذهب هو مع الريح. أما نزار فقد رحل في هدوء بعد أن أدى رسالته في الحياة على الوجه الأكمل...والتي كان فحواها بإختصار إن الحرية ضرورة حياتيه كما الماء والهواء، والحياة نفسها لا تستقيم مع البغضاء والشحناء والكراهية، ولا تستوى على إشعال المكائد والمصائب والفتن، ولا تنسجم مع التهديد والترهيب والترعيب، فالعاقل من يتنسمها حباً ويتنفسها وئاماً ويشعها نوراً على نفسه وغيره!
    والآن ماذا ترى أيها القارىء المِفضال هل رأيت إنساناً مخلصاً في هذا اليوم ”الأغر“ للمثل الشعبي الدارج أكثر من العبد الفقير إلى ربه كاتب هذا المقال، فإن قلت نعم كما أتوقع من العصبة ذوي البأس، فاسألك بربك عالم السرائر ألا تجد حرجاً في نفسك من أن تقول لمخاطبك بملء فيك وبلغة فصيحة: أيها الناس «أنتم في ماذا وهذا في ماذا؟» أو بلسان سوداني مبين «الناس في شنو وده في شنو؟» فلا تحسبن أن قولك يُرهقني...إذ لن تضيرني اللغة شيئاً طالما أن اوصالي بخير!!
    حظرت الرقابة الأمنية هذا المقال الذي كان يفترض أن ينشر اليوم الأحد 8/3/2009 في صحيفة (الأحداث) السودانية

    (عدل بواسطة الكيك on 03-09-2009, 05:53 AM)

                  

03-09-2009, 10:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    ومن التراث نستلهم ونعتبر من بعض ما كان يقوم به الحجاج بن يوسف الثقفى
    اقرهنا

    طغيان الحجّاج

    كان الحجاج بن يوسف الثقفي[10] من الطغاة الذين استولوا على الحكم الإسلامي فإنه، الذي يعتبر واحد من أشهر طغاة التاريخ كان والياً لبني أمية الذين حكموا البلاد بالظلم والجور والاستبداد، عُرف الحجاج بأسلوبه البشع في تعذيب السجناء؛ حيث ذكر في كتب السيرة والتاريخ أنه كان قد صنع سجناً مكشوفاً يضم بداخله ما لا يقلّ عن مائة ألف سجين من الرجال والنساء بصورة مختلطة، يلاقون أشدَّ وأقسى الظروف المناخية كالحرِّ والبرد، ويعانون من صنوف التعذيب الجسدي والنفسي.

    وفي التاريخ: أنه قد أحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه، فوجد مائة وعشرين ألفاً، مات وفي حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفاً مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد[11].

    وكان الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان يؤيِّد كل أعمال الحجاج، ويُمدّه بما يحتاج إليه؛ وكيف لا، وهو القائل حينما استلم مقاليد الخلافة: والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه[12].

    وهو الذي حين أفضى الأمر إليه، وكان المصحف في حجره فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك[13]، وليس هذا فحسب، بل إنه عندما حضرته الوفاة جعل يوصي ابنه الوليد بالحجاج خيراً، رغم علمه بوحشيته وولعه بالدماء، فيقول لابنه: وانظر الحجاج فأكرمه، فإنه هو الذي وطَّأ لكم المنابر، وهو سيفك، يا وليد، ويدك على من ناواك، فلا تسمعنَّ فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك، وادع الناس إذا متُّ إلى البيعة؛ فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا[14].

    ثم يعلِّق السيوطي فيقول: لو لم يكن من مساويء عبد الملك إلاّ الحجّاج، وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة، يهينهم ويُذِلُّهم قتلاً وضرباً وشتماً وحبساً، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين مالا يحصى، فضلاً عن غيرهم، وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختماً، يريد بذلك ذُلّهم فلا رحمه الله ولا عفا عنه[15].

    وقيل للشعبي: أكان الحجاج مؤمناً؟

    قال: نعم بالطاغوت!

    وكان الشعبي يقول: لو جاءت كل أُمة بخبيثها وفاسقها وجئنا بالحجاج وحده لزدنا عليهم[16]. ومما ينقل أن الحجاج كان في صغره لا يقبل الثدي، وأعياهم أمره، فيقال: إن الشيطان تصوّر له في صورة الحرث بن كلدة حكيم العرب، فسألهم عن ذلك، فأخبره مخبر من أهله، فقال لهم: إذبحوا له تيساً وألعقوه من دمه، وأولغوه فيه، ثم اطلوا به وجهه، ففعلوا ذلك، فقبل الثدي؛ فلأجل ذلك كان لا يصبر على سفك الدماء، وكان يخبر عن نفسه أن أكبر لذَّاته سفك الدماء، وارتكاب أمور لا يقدر غيره عليها[17].

    ومن ذلك ما روي: أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه! فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه.

    فبعث في طلبه، فأتي به، فقال له: أنت قنبر؟

    قال: نعم.

    قال: أبو همدان؟

    قال: نعم.

    قال: مولى علي بن أبي طالب؟

    قال: الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي.

    قال: ابرأ من دينه؟

    قال: فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه.

    قال: إني قاتلك، فاختر أي قتلة أحب إليك؟

    قال: قد صيرت ذلك إليك.

    قال: ولم؟

    قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) أن ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق.

    قال: فأمر به فذبح[18].
    اواصل
                  

03-09-2009, 12:01 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    الكيك اخــوى

    بالله عليك معقول ما يكون معاهم بوش الابن وبوش الاب الذين اعترفو بانهم غزو العراق وقتلو الملايين

    وفقا لمعلومات كاذبة ..


    انقل وقل رائك عشان نقول ليـــك لا تصبح بوق لوزارة الخارجية الامريكية .
                  

03-09-2009, 06:45 PM

منتصر ابراهيم الزين
<aمنتصر ابراهيم الزين
تاريخ التسجيل: 11-21-2005
مجموع المشاركات: 334

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: بدر الدين اسحاق احمد)


    الكيك احتراماتى
    جميل أن نقرا كتابة ذات قيمة ولااضيف
    Quote: وهكذا ففي المدارس وفي بلدين اسلاميين يتم الصراع السياسي على جسد المرأة فمنهم من ينزع حجابها (بالقوة) ومنهم من يفرض حجابها (بالقوة) وبعيدا عن مماحكات الجدل ودخولا الى الآلية السيكولوجية فان كلا الفريقين ينطلق من مبدأ (الاكراه) باغتيال حرية الارادة في اختيارها على نحو واعي،
    اكثر مااستوقفنى وهومدعاة للتفكير والمقاربة فى الكثير من المواقف التى لاتتباين كثيرا فقط الاختلاف فى المقابلة .
    اماباقى المقالات فقد افادتنى قراة العبودية الختارة وهومقال عميق عن الصوُر التى عرضتها فشكرا ليك يارجل ,هذا اجمل ماقرأت بعيدا عن التاثر بسطوة الخضوع .
                  

03-10-2009, 03:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: منتصر ابراهيم الزين)

    الاخوان
    بدر الدين
    ولسحق
    اشكركما وكل منكما ابدى رايه بمستوى ما ارمى اليه
    اشكركما نتواصل
    ولن نترك للطغاة راحة البال
                  

03-10-2009, 05:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    وفي ما يلي اوضاع الاكثر شهرة من الطغاة كما نقلت ذلك فرانس برس:

    -- توفوا وهم في الحكم:

    - ادولف هتلر الفهرر الذي مات انتحارا في ملجأه المحصن في 30 نيسان/ابريل 1945 بعيد دخول الجيش الاحمر السوفياتي الى برلين.

    - جوزف ستالين سيد الكرملين لاكثر من ثلاثين عاما والمسؤول السوفياتي الاول مات في 5 اذار/مارس 1953 اثر نزيف في المخ.

    - انطونيو دي اوليفيرا سالازار توفي في 27 تموز/يوليو 1970 بعد تعرضه لجلطة دماغية في 1968 بعد ان حكم البرتغال طيلة 36 عاما.

    - فرنسوا دوفالييه رئيس هايتي من 1957 الى 1964 قبل ان يعين "رئيسا مدى الحياة" توفي في 21 نيسان/ابريل 1971 وخلفه ابنه جان كلود.

    - فرنسيسكو فرانكو رئيس الدولة الاسبانية توفي في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1975 عن 83 عاما من العمر بعد نزاع دام 35 يوما اثر مشكلات في القلب.

    - ماو تسي تونغ مؤسس وقائد جمهورية الصين الشعبية طوال 27 عاما توفي في بكين في 9 ايلول/سبتمبر 1976 عن 82 عاما.

    - انور خوجا الدكتاتور الالباني الذي حكم خلال 40 عاما وتوفي في 11 نيسان/ابريل 1985 اثر نوبة قلبية.

    - كيم ايل سونغ "الرئيس الابدي" لكوريا الشمالية توفي في تموز/يوليو 1994 بعد اصابته بجلطة دماغية. وقد خلفه نجله كيم جونغ ايل.

    -- توفوا في المنفى

    - عيدي امين دادا الدكتاتور الاوغندي السابق (1971-1979) توفي في 16 اب/اغسطس 2003 في السعودية حيث كان يقيم في المنفى منذ اكثر من عشرين سنة بدون ان يحاكم للفظائع التي ارتكبت في عهده.

    - موبوتو سيسي سيكو الرئيس الزائيري السابق توفي بمرض السرطان في 7 ايلول/سبتمبر 1997 في مستشفى في الرباط بعد بضعة اشهر من منفاه وحل مكانه لوران ديزيريه كابيلا.

    - الفريدو ستروسنر دكتاتور الباراغوي السابق الذي اقصي عن الحكم في 1989 وتوفي في 16 اب/اغسطس 2006 عن 93 عاما في برازيليا حيث لجأ هربا من القضاء في بلاده.

    - بول بوت زعيم نظام الخمير الحمر الدموي (1975-1979) توفي بسبب الشيخوخة في 16 نيسان/ابريل 1998 في الادغال الكمبودية فيما كان يعيش منفيا في بلاده.

    -- اعدموا

    - بنيتو موسوليني الذي حكم ايطاليا من 1922 الى 1943 فر الى سويسرا بعد الهزيمة الالمانية وتعرف اليه انصار ايطاليون وقتلوه رميا بالرصاص في 28 نيسان/ابريل 1945.

    - نيكولاو تشاوشيسكو الذي حكم رومانيا طيلة 24 عاما اعدم مع زوجته ايلينا بعد بضعة ايام من الاطاحة به في كانون الاول/ديسمبر 1989 اثر محاكمة سريعة.

    -- محكومون او ملاحقون من قبل القضاء:

    -اوغوستو بينوشيه الدكتاتور العسكري التشيلي السابق توفي في 10 كانون الاول/ديسمبر الماضي عن 91 عاما. وقد ترك الحكم في 1990 والقي القبض عليه في لندن في 1998 بطلب من قاض اسباني. ثم افرج عنه لاسباب صحية في اذار/مار س 2000. واوقف مجددا وفرضت عليه الاقامة الجبرية في تشيلي مرات عدة اعتبارا من 2004 لكنه مات قبل ان يحاكم.

    - سلوبودان ميلوشيفيتش الرئيس اليوغوسلافي السابق الذي اتهمته محكمة الجزاء الدولية بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة. وقد توفي في 11 اذار/مارس 2006 في سجنه في لاهاي قبل نهاية محاكمته.

    - منغستو هايلي ميريام. القضاء الاثيوبي سيصدر حكمه على الدكتاتور السابق الذي يحاكم غيابيا بتهمة ارتكاب الابادة بين العامين 1977 و1978. ويعيش منغستو هايلي مريام في المنفى في زيمبابوي منذ العام 1991.

    - تشارلز تايلور الرئيس السابق لليبيريا اتهمته المحكمة الخاصة بسيراليون بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. وقد نقل الى لاهاي ومن المفترض ان تبدأ محاكمته في العام 2007.

    - حسين حبري الرئيس التشادي السابق اطيح في 1990 ولجأ الى السنغال. وهو ملاحق في بلجيكا بناء على شكوى تقدم بها ضحايا من اصل تشادي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب واعمال تعذيب .

    - جان بيدل بوكاسا الرئيس مدى الحياة ثم الامبراطور في افريقيا الوسطى. وقد اطيح في 1979. وبعد اربع سنوات امضاها في المنفى في ساحل العاج ثم ثلاث سنوات في فرنسا عاد الى بانغي في 1986 وحكم عليه بالاعدام ثم شمله عفو وافرج عنه في ايلول/سبتمبر 1993. وتوفي في 1996.

    - خورخي رافاييل فيديلا الدكتاتور الارجنتيني السابق. حرمه القضاء الارجنتيني في ايلول/سبتمبر من الحصانة مما فتح الطريق مجددا امام ملاحقته قضائيا. حكم عليه بالسجن المؤبد في 1985 لارتكاب جرائم وعمليات خطف وتعذيب ثم اعفي عنه في العام 1990.

    - مانويل نورييغا حاكم بنما السابق الذي اعتقله الاميركيون في 1989 وحكموا عليه بالسجن 40 سنة بتهمة تهريب المخدرات وهو ينفذ عقوبة السجن في احد سجون فلوريدا.
                  

03-10-2009, 10:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    وهؤلاء سكارى وما هم بسكارى
    لا يفرقون بين العدل والظلم او يساووون بينهما

    اقرا هنا


    هيئة علماء السودان: باب الجهاد فتح واسرائيل وأمريكا ظلَمةٌ
    08/03/2009
    نقابة المحامين: لا مجلس الأمن ولا الجنائية يستطيعان توقيف البشير

    الخرطوم: حسن حميده

    دعت هيئة علماء السودان إلى جهاد أعداء الاسلام والوطن وإتهمت سفارة أمريكا وعملاء إسرائيل بدعم حركة العدل والمساواة المعارضة. ودعا د.سعد أحمد سعد ـ ممثل هيئة علماء السودان خلال مخاطبته المسيرة الجماهيرية التي خرجت من المساجد عقب صلاة الجمعة وطافت شوارع الخرطوم وتوقفت عند المسجد الكبير ـ إلى تقليص السفارات بالسودان وقال والله أني أرى أن عددها في السودان أكثر مما ينبغي .

    وأضاف ومن بينها ما ليس له وظيفة ولا عمل وزاد هؤلاء لا يعرفون الحياء، وأردف من أين لخليل بهذا الرتل الضخم من السيارات والمدافع وأجاب أنه من هؤلاء الظلمة - اسرائيل وأمريكا - وما وصلوا لخليل إلا عبر هذه السفارات.

    وقال سعد إن باب الجهاد قد فتح «فرددت جموع المتظاهرين « جاهزين جاهزين لحماية الدين - شعارنا جهاد نصر شهادة بالروح بالدم نفيدك يا البشير»، وواصل: وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن باب الجهاد لن يغلق إلى يوم القيامة وهتف المتظاهرون مرة أخرى «لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان» واستطرد وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم «الجهاد ماض منذ بعثت إلى أن يرث الله الأرض وما عليها..».

    وطالب ممثل الهيئة السلطات بتقليص أعداد المنظمات الأجنبية الضارة بالسودان. وفي السياق سخر الأستاذ فتحي خليل - نقيب المحامين السودانيين من تصريحات أوكامبو التي دعا فيها للتعاون لإلقاء القبض على المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إذا خرج من السودان . وقال خليل مخاطباً المسيرة إن أوكامبو وضع آخر مسمار في نعش المحكمة الجنائية الدولية وأن قراره لا يعدو كونه حبراً على ورق بدليل عدم تطبيق القرار الصادر ضد الوزير أحمد هارون ومواطنه علي كوشيب قبل عامين.

    وإتهم خليل أوكامبو بعدم الفهم القانوني وقال إن الرئيس البشير عندما يستغل طائرة أو باخرة سودانياً لخارج السودان فان الباخرة والطائرة تعتبر أرضاً سودانية بموجب القانون ، وأضاف أنه لا الجنائية ولا مجلس الأمن يستطيعان توقيف البشير لأنه رئيس الشعب السوداني الذي لا يقبل الذل ولا المهانة.

    وفي السياق قال محمد عبد الله الأردب - عضو البرلمان إمام وخطيب مسجد أرباب العقائد - أن قرار الجنائية أهدى السودان فرصة رفع الله بها ذكره في العالم وأضاف أن السودان سيظل متمرداً ضد الصلف الصهيوني واعداء المسلمين.

    اخر لحظة
                  

03-10-2009, 03:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    استخدم نظام صدام حسين كافة انواع البطش والتنكيل ضد شعبه فى مراحل مختلفة وعندما تكالبت عليه دول الاستكبار بحث عن الجبهة الداخلية او عن شعبه الذى كان ينكل به ...ولم يجد غير المنتفعين والمنافقين الذين كانوا يهتفون له بالروح بالدم نفديك يا صدام ...وعندها حانت ساعة الجد كان هؤلاء اول من هرب او اختفى او ساعد دول الاستكبار ودلهم على الحفرة العجيبة حيث وجد الطاغية مختفيا هناك وهو اشبه بالفار الذى يعيش دوما فارا من الاضواء بعد ان ملا الارض ضجيجا وصخبا ودما ونفاقا وكذبا عبر عشرات السنيين ...
    نتواصل
                  

03-11-2009, 05:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)



    هل يتخلص الطغاة من العدالة بالموت ؟
    التاريخ: Tuesday, March 28
    اسم الصفحة: مجتمع مدني


    زهير كاظم عبود*
    *قاضٍ وكاتب عراقي مقيم بالسويد
    ثمة علاقة وطيدة بين طغاة العالم، فقد كانت أواصر العلاقة بين الطاغية اليوغسلافي وبين صدام وطيدة ووثيقة، هناك من يجد ان محاربة المسلمين قاسمهما المشترك، ويؤيد هذا الاتجاه العلاقة التسليحية بين قوات العميل لحد ( جيش لبنان الجنوبي )




    وبين سلطة صدام حيث كان يمدها بالمال والسلاح باستمرار من أجل قتال المسلمين في لبنان. هناك من يجد خيوطاً مشتركة بين كل طغاة الارض، فعزلتهما الدولية والشعبية تفرض عليهما الالتقاء في العديد من المواقف . والتنسيق السياسي بين الطاغية الصربي والعراقي واضح.
    ولايجد الطغاة أنفسهم مخطئين بحق الأنسانية أو بحق شعوبهم، فالوهم يتلبسهم من انهم قدر الأمة، وان مجرد وجودهم في السلطة دليل على رقي البلد وتطوره بالرغم من كل الخراب الذي تعيشه، فقد تمكن ميلوسيفيتش تدمير البناء اليوغسلافي في سلسلة من الحروب الدموية، ودمر صدام العراق في سلسلة من الحروب والهزائم المتلاحقة، ومن الغريب أن ينطلق كلاهما في الدفاع عن نفسه مذكراً الشعب بالمنجزات العظيمة الوهمية التي بناها كلاهما أثناء توليه السلطة، وبأعتقاد أي منهما ان الضحايا والقتلة ما هم الا وقود الحياة والتطور الطبيعي للبلاد مهما بلغ حجم الضحايا.
    وكلا من الطاغية الصربي والعراقي كان حزبياً ضمن حزب سياسي قبل أن ينفرد في حكم البلاد، وكلاهما يستغل الفراغ القيادي ليصير القائد الوحد والقائد الضرورة والصعود الى قمة السلطة مسخراً كل أمكانيات البلاد في سبيل توطيد دعائم الحكم. في العام 78 كان ميلوسيفتش نائبا للرئيس أيفان بعد وفاة الرئيس اليوغسلافي (جوزيف بروز تيتو)، وحضر الى أقليم كوسوفو المضطرب، فأستغل الفرصة ليصبح زعيماً للأقلية الصربية، وفي العام 78 استطاع النائب صدام أزاحة البكر لينصب نفسه قائداًَ للضرورة وحاكماً أوحد في العراق، بينما تأخر زميله ميلوسيفتش الذي أزاح رئيسه في نهاية العام 78 ليصبح رئيساً لصربيا، وخلال فترة حكمه تم إلغاء الحكم الذاتي لإقليمي كوسوفو وفويفودينا أمام تنامي المد القومي الصربي.
    واعتبر ميلوسيفيتش أنه يبني صربيا الكبرى على أنقاض يوغسلافيا، فإذا به يتحول الى وحش كاد يفترس صربيا ذاتها.
    في عام 1991 عندما أعلنت سلوفانيا وكرواتيا انفصالهما عن يوغسلافيا شن الجيش اليوغسلافي الذي يسيطر عليها الصرب الهجوم، وأخذت المدن الكرواتية تسقط بيد الميليشيا الصربية المدعومة من الجيش مع بروز نزعة التطهير العرقي وارتكاب افضع الجرائم الأنسانية بأوامر مباشرة من الطاغية ميلوسيفيتش. وبعدها حاصر الجيش عاصمة البوسنة والهرسك ساراييفو ومدنا أخرى واستمر الحصار أكثر من ثلاثة أعوام ومع فظائع الحرب، حيث أرغم آلالاف على ترك منازلهم، بينما كان مصير آخرين أكثر سوءا تجسد في دفن الناس وهم احياء أو احراقهم قبل الأعدام وهو ماتماثل العمل به في العراق أيام حكم الطاغية الدكتاتور العراقي صدام .
    وقد حضر الطاغية الصربي بنفسه عمليات التصفيات والاعدام الجماعية لألاف المسلمين حيث كان يستمتع كما كان الطاغية العراقي يســتمتع بموت العراقيين.
    ومع ثلاث حروب خاضها وخسرها بدأ ميلوسيفيتش يخطط لحرب رابعة من أجل كوسوفو، في حين خسر الطاغية العراقي ثلاث حروب مع أصراره على أن يلج الحرب الرابعة. خلال سنوات حكم الطاغية ميلو سيفيتش والطاغية صدام ساءت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للحياة في بلديهما، وبالرغم من فشل أداء سلطاتهما والتراجع المرير لجميع مناحي الحياة، فقد بدا أنهما يتباهيان بما أنجزاه من تحطيم حقيقي لكل معاني الحياة في البلدين. كانت مسؤولية بلغراد واضحة وبات سلوبودان ميلوسيفيتش أول رئيس دولة يدان بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبدأت قبضته على السلطة تتراخى. فخلال انتخابات الرئاسة في أيلول عام ألفين ورغم حرمان المعارضة من اسماع صوتها عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة تعرض ميلوسيفيتش لهزيمة جلية على يد مرشح المعارضة فويسلاف كوستونيتشا، وتتويجا لمظاهرات واسعة النطاق وإضراب عام استولى أنصار المعارضة على مبنى البرلمان في بلغراد وعلى مبنى التلفزيون الحكومي.
    وهرب ميلوسيفيتش وزوجته. فيم هرب الطاغية العراقي بعد ان مكن زوجته وأولاده من الهروب، وانتهى بذلك ثلاثة عشر عاما خلال اثنتي عشرة ساعة حبست الأنفاس وبعد ستة أشهر ألقي القبض على ميلوسيفيتش وأرسل إلى محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
    وأختفى الطاغية العراقي في جحور وحفر أعدها لمثل هذا الموقف وتدرب عليها، وتم القبض عليه مجحوراً ليقدم الى المحكمة الجنائية العراقية المختصة ولم يزل يسلك الدرب الذي سلكه الطاغية ميلو سيفيتش.وبدأت محاكمة ميلوشيفيتش على جرائم الإنسانية في أوائل عام ألفين واثنين، في حين بدأت محاكمة صدام عن التهمة نفسها وعن قضية واحـــدة ( جريمة الدجيل ) في العام 2005 ، كانت جهة الإدعاء في كلا المحكمتين قد قدمت للمحكمة أدلتها، ولكن موت ميلو سيفيتش يوقف الاجراءات القانونية وينهي المحاكمة قبل أن ينال عقابه أو يتم تجريمه في محاكمة طويلة، بينما لم تزل المحكمة العراقية تتخطى نصف المراحل المطلوبة قانوناً في المحاكمة لاصدار قرار التجريم أو البراءة لصدام.


    عن صحيفة الصباح
                  

03-12-2009, 09:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)


    Published on AL Quds (http://web.alquds.com)
    اعتقال مجرم الحرب الصربي رادوفان كراديتش

    Publication_date:
    الاثنين يوليو 21 2008

    بلغراد -"القدس"-

    اعلنت الرئاسة الصربية عن اعتقال زعيم الحرب الصربي السابق رادوفان كراديتش المطلوب بتهمة اقتراف جرائم حرب والتصفية العرقية اثناء الحرب الاهلية. وقالت الرئاسة ان كراديتش احيل على محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي بموجب قانون يخص التعاون مع المحكمة.وجاء في بيان عن الرئيس الصربي بوريس تادتش ان "رجالا من قوات الأمن الصربية حددت مكان كراديتش المسؤول عن قتل آلاف المسلمين واعتقلته." واضاف البيان ان كراديتش احيل على قاضي تحقيق محكمة جرائم الحرب في بلغراد، كما ينص على ذلك قانون الاتفاق مع المحكمة الدولية من اجل يوغوسلافيا سابقا. يذكر ان كراديتش، الذي كان يتزعم صرب البوسنة اثناء الحرب التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995، مطلوب من قبل المحكمة بتهمة اقتراف جرائم حرب والابادة الجماعية.

    ونفى الزعيم الصربي السابق التهم الموجهة اليه عام 1995، ورفض الاعتراف بشرعية المحكمة الدولية.

    يشار الى ان كراديتش والزعيم العسكري لصرب البوسنة ابان فترة الحرب راتكو ملاديتش قد تمكنا من التملص من قبضة العدالة لاكثر من 11 عاما.

    ودأب جنود حلف شمال الاطلسي وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الاوروبي على مداهمة منازل الاسرة الواقعة في بلدة باليه قرب العاصمة سراييفو، الا انهم لم يوفقوا في القاء القبض على رادوفان كراديتش المختفي منذ 1996.

    وتتهم لاهاي القوات التابعة لرادوفان كراديتش بقتل عشرات الآلاف من بينهم 7500 مسلم على الاقل في بلدة سربرنيتسا وحدها في شهر تموز من عام 1995، وذلك في نطاق حملة تهدف الى "ترهيب وتخويف الجاليتين المسلمة والكرواتية في البوسنة."

    كما توجه الى رادوفان كراديتش تهم اخرى تتعلق بالحرب منها قصف سراييفو بالمدفعية.

    سراييفو تحتفل

    وبعد اعلان نبأ اعتقال كراديتش تجمع الناس في شوارع سراييفو اثناء الليل للاحتفال بالقبض على المجرم الصربي المتهم بالابادة الجماعية ومقتل حوالي 11 ألفا من اهلهم اثناء حصار لمدينتهم استمر 43 شهرا.

    وقال فاضل بيكو من سكان سراييفو "هذا افضل شيء يمكن ان يحدث.. انكم ترون الناس يحتفلون في كل مكان... لقد اتصلت بجميع افراد عائلتي وأيقظتهم."

    وتدفقت السيارات في الشوارع وهي تطلق أبواقها .

    البيت الابيض يهنىء

    وهنأ البيت الابيض الحكومة الصربية باعتقال كراديتش، معتبرا ان هذا الاعتقال يشكل "تحية" لضحايا الفظائع التي ارتكبت في هذا البلد.

    وقال البيت الابيض في بيان "نهنىء الحكومة الصربية ونشكر من ساهموا في انجاح هذه العملية على احترافهم وشجاعتهم".

    واضاف البيان ان "لحظة الاعتقال التي تأتي بعد ايام من احياء ذكرى مقتل اكثر من سبعة الاف بوسني في سربرنيتسا ملائمة جدا، وليس من تحية (يمكن توجيهها) لضحايا فظائع اي حرب سوى باحالة منفذي تلك الفظائع امام العدالة".

    وساركوزي ايضا

    و في باريس تلقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برضى كبير خبر اعتقال رادوفان كراديتش.

    وقال بيان للرئاسة الفرنسية ان "هذا الاعتقال المنتظر منذ وقت طويل، يظهر بوضوح تصميم الحكومة الجديدة في بلغراد على تحقيق التقارب مع الاتحاد الاوروبي، وذلك عبر المساهمة في السلام والاستقرار في البلقان".

    المفوض الاوروبي يشيد

    و قد أشاد اولي ريهن المفوض الاوروبي المكلف بشؤون توسيع الاتحاد الاوروبي بالقبض على المجرم رادوفان كراديتش قائلا انه تطور مهم جدا لجهود صربيا للانضمام الى الاتحاد.

    وقال "بالتأكيد هذه علامة فارقة في تعاون صربيا مع المحكمة الجنائية الدولية بشان يوغوسلافيا السابقة. انه يبرهن على تصميم الحكومة الجديدة على تحقيق التعاون الكامل مع المحكمة."

    وقال ريهن "انها خطوة مهمة جدا للتطلعات الاوروبية لصربيا" مشيرا الى انه سيناقش الخطوات التالية في الروابط مع بلجراد اثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الثلاثاء ومع وزير الخارجية الصربي الزائر.

    ترحيب الناتو

    وقد رحب حلف شمال الاطلسي باعتقال كراديتش، حيث قال متحدث باسمه انه بالفعل خبر سار، وهو ما كان المجتمع الدولي يأمل به."

    وكراديتش من مواليد احدى قرى الجبل الاسود، ويعتبره الكرواتيون والمسلمون في البوسنة وحشا في حين يظل في رأي العديد من الصرب بطل حرب مزق البوسنة اثر اعلان استقلالها العام 1992.

    وكانت وزارة الخارجية الاميركية وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل اي معلومة تقود الى اعتقاله.

    ولا تزال محكمة الجزاء الدولية تطارد فارين صربيين هما راتكو ملاديتش والزعيم السابق للصرب في كرواتيا غوران هادجيتش.

    الحقوق محفوظة للقدس المحدودة © 2008
                  

03-13-2009, 05:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)


    الإجرام السياسي


    الإجرام السياسي



    الإجرام على العموم هو ارتكاب أفعال يحرِّمها التشريع الجنائي تحريماً صريحاً، ويحدد أركانها ويضع لها عقوبات محددة. أما الإجرام السياسي criminalité politique فهو إجرام ينتهك مرتكبه التشريع الجنائي، إلا أنه يتميز من الإجرام العادي بطبيعته الخاصة، وبنظرة المجتمع المتسامحة إلى مرتكبه. وهو إجراء قديم جداً في تاريخ البشرية، لكنّ الجديد فيه هو تسميته أولاً، وتطور معاملة مرتكبه إلى اللين ثانياً.

    ففي القديم كان المجرم السياسي يعدّ عدو المجتمع وكان يعاقب معاقبة في منتهى القسوة، لأنه كان يعمل على تغيير نظام المجتمع وتبديل قواعده السياسية أو الاجتماعية.

    ولما كان الرئيس أو الملك في المجتمعات القديمة هو رأس الدولة وممثلها، فقد كان المجرم السياسي عدواً شخصياً له ولدولته.

    وكان من عادة الملوك أن يعقدوا فيما بينهم معاهدات من أجل تسليم المجرم السياسي، الذي يلجأ إلى أراضيهم، إلى دولته التي فر من ضغطها وظلمها، لتنكل به، كما يحلو لها، وبذلك كانت تسد في وجه أعداء الداخل أبواب كل أمل في النجاة، ليكونوا عبرة لسواهم.

    وقد ازدهر في تلك الحقب مفهوم «الجلالة البشرية» في مقابله مفهوم «الجلالة الإلهية» للتخلص من الأشخاص الخطرين على النظام السياسي، واستصفاء أموالهم ومعاقبتهم بوحشية، والتنكيل بأسرهم وجماعتهم.

    وقد عرّفت الشريعة الإسلامية الإجرام السياسي باسم البغي والمجرمين السياسيين باسم البغاة. وكانت أول شريعة تضع قواعد واضحة لمعاملة هؤلاء معاملة حسنة. فهم، في نظرها، مجتهدون يثورون على الإمام الظالم لخلعه، وتخليص الناس من آثامه وقد قال فيهم الفقيه شمس الدين بن شهاب، في مؤلفه «نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج»: «إنه لا يرى في تعبير البغي ما يشين أصحابه» ويشترط أن يكون لهم تأويل سائغ يخرجون به على الإمام، وأن يكون لهم منعة وحوزة. وتتمثل معاملتهم الحسنة في أنهم إذا انكسروا في حرب لا يقاتل مدبرهم (أي أنهم يستفيدون من حق الملجأ) ولا جريحهم، ولا من ألقى سلاحه ولا يقتل أسيرهم، وإذا انتهت الثورة أعيدت إليهم أموالهم وأسلحتهم وخيلهم.

    أما في ممالك أوربة في العهد الوسيط فقد أدى نمو الأساليب العنيفة فيها إلى تحرك أصحاب الضمائر الخيرة في مصلحة المجرمين السياسيين، وطالبوا بمعاملة هؤلاء معاملة إنسانية، لأنهم ينطلقون من أفكار ودوافع شريفة تختلف عن دوافع القتلة والمزورين واللصوص ومنتهكي الأعراض وأفكارهم.

    وكان أول بوادر التحول القرار الذي اتخذه مجلس النواب الفرنسي عام 1789 بعد الإطاحة بالنظام الملكي، والذي منح حق الملجأ السياسي لكل من يدخل البلاد هرباً من تعسف حكام بلاده. وحين وصل لويس فيليب إلى السلطة، أكد نظامه عام 1830 أن بلاده لن تبعد أي مجرم سياسي دخلها لاجئاً وهي لن تطلب استرداد أي مجرم فرنسي غادر بلاده لدافع سياسي. وفي عام 1832 أصبح للإجرام السياسي مفهوم قانوني واضح، لأنه أصبح يعاقب بعقوبات سياسية خاصة، تختلف عن العقوبات العادية. وفي عام 1848 ألغيت عقوبة الإعدام عن الجرائم السياسية، وأصبح المجرمون السياسيون يعاملون في السجون معاملة خاصة كريمة. وقد نهجت هذا النهج دول كثيرة من دول أوربة وأمريكة الجنوبية، ورسخ في التعامل الدولي مبدأ رفض تسليم المجرم السياسي إلى دولته.

    ولكن الشارع العثماني لم يفسح صدره لهذه الإصلاحات فظل يعامل المجرم السياسي على أنه عدو نظامه اللدود وبقي القانون الجزائي العثماني مطبقاً في سورية. وبعد أن استقلت سورية، وجلت القوات الأجنبية عنها عام 1946 صدر قانون جديد للعقوبات عام 1949، تبنى ما تحقق من إصلاحات في نطاق الإجرام السياسي، وتأكد هذا الاتجاه في دستوري 1950و1973.

    وقد اعترفت شرعة الأمم المتحدة بحق كل إنسان في الحصول على «ملجأ يقيه من الاضطهاد»، ولكن لا يجوز منح هذا الملجأ إذا كان هذا الإنسان مرتكباً جرماً عادياً، كما تنص المادة 14 من ميثاق الأمم المتحدة.

    كذلك قبلت الدول العربية مبدأ حق الملجأ، إذا كان الفاعل مرتكباً جريمة سياسية، كما جاء في المادة 4 من اتفاقية 14/9/1952 الملغاة، والمادة 17ج من اتفاقية الرياض المعقودة بتاريخ 16/4/1983، الأمر الذي يعني أن الإجرام السياسي أصبح منظماً تنظيماً قانونياً، في معاهدات دولية، حتى في البلاد العربية التي لم تتبن في تشريعها الداخلي هذا النوع من الإجرام، على أن تقرر كل دولة بحسب رأيها، فيما إذا كانت الجريمة سياسية أم لا.

    ويتصف قانون العقوبات السوري بتعريفه الإجرام السياسي وتحديد أركانه، والنص على التسامح في معاقبته. ومن ميزات هذا القانون، أنه جمع النظريتين السائدتين في الفقه وهما النظرية الشخصية التي تنظر إلى الدافع، والنظرية الموضوعية التي تنظر إلى الحق المعتدى عليه، وعلى هذا الأساس، تقسم الجرائم السياسية إلى ثلاث طوائف، هي الآتية:

    الجرائم السياسية المحضة: وهي جرائم تهدف إلى الإضرار بالمصلحة العامة للدولة، ولا تضر الأفراد إلا ضرراً غير مباشر، ويظهر فيها التقاء النظريتين الشخصية والموضوعية، لأنها تشتمل على زمرتين أساسيتين: الزمرة الأولى هي الجرائم التي يكون الدافع الذي دفع بالمجرم إلى ارتكابها دافعاً سياسياًَ، والدافع باعث نفسي يتحرك في نفس الفاعل، وليس من شأنه أن يلغي الجريمة، وإنما يمكن أن يكون مسوغاً لتخفيف العقوبة إذا كان نبيلاً. والقاضي هو الذي يستخلص الدافع السياسي من الوقائع، ليعطي الجريمة وصفها السياسي، أو يرفضه. أما الزمرة الثانية فهي الجرائم الواقعة على الحقوق السياسية العامة والفردية «ما لم يكن الفاعل قد انقاد لدافع أناني دنيء» .

    ويدخل في مفهوم هذه الطائفة من الجرائم، على سبيل المثال الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي، واغتصاب سلطة سياسية أو مدنية، والفتنة، والجرائم التي تنال من الوحدة الوطنية، والنيل من مكانة الدولة المالية لغايات سياسية، والجرائم الموجهة ضد سلامة الانتخابات العامة.

    الجرائم المركبة: الجريمة المركبة هي جريمة واحدة، من حيث ركُنها المادي، غير أنها تضرب في آن واحد مصلحتين: مصلحة عامة تتمثل في النظام السياسي، ومصلحة خاصة، هي حق واحد أو أكثر من الأفراد. والمثل عليها اغتيال مسؤول كبير في الدولة. فالدافع إلى الجريمة سياسي، لا ريب فيه، ولكنّ ضحيتها المباشرة فرد من الناس، له حق مقدس في الحياة وفي سلامة جسمه. وبسبب الأذى الذي لحق بحياة مواطن إنسان، عُدَّت هذه الجرائم عادية.

    الجرائم المتلازمة: وهي جرائم عادية تتلازم مع جريمة سياسية. ومثلها أن يستغل شخص مناسبة مظاهرة سياسية قامت لتحقيق هدف سياسي، فيكسر أحد مخازن الأسلحة، ويستلب ما فيه من سلاح ليقدمه إلى المتظاهرين.

    وقد حرص الشارع السوري على أن يعدّ طوائف الجرائم الثلاث، المحضة والمركبة والمتلازمة، جرائم سياسية من حيث المبدأ. إلا أنه ينزع الصفة السياسية عن أية جريمة منها إذا كانت خطيرة من «حيث الأخلاق والحق العام» وقد أعطى أمثلة عن هذه الجرائم، ومنها القتل والجرح الجسيم، والاعتداء على الأملاك إحراقاً أو نسفاً أو إغراقاً، والسرقات الجسيمة ولاسيما ما ارتكب منها بالسلاح أو العنف: فهذه الجرائم، وإن كانت سياسية من جهة الدافع إليها، تفقد هذا الطابع بسبب الوسائل الفظيعة التي لجأ إليها الفاعل، ولذلك تعدّ جرائم عادية، وتعاقب بهذا الوصف.

    ولكن إذا ارتكبت الجرائم المركبة والمتلازمة في حرب أهلية أو عصيان فإنها تعدّ جرائم سياسية، بشرط ألا تخالف عادات الحرب المقبولة دولياً، وألا تكون من الأعمال الوحشية. وإذا ثبتت للجريمة صفتها السياسية، استفاد المجرم من معاملة حسنة. فهو لا يعاقب بالإعدام، ولا بالأشغال الشاقة المؤبدة، لأن عقوبته تكون الاعتقال المؤبد (وهو أرحم من الأشغال الشاقة المؤبدة)، أو الاعتقال المؤقت أو الإقامة الجبرية أو الإبعاد أو التجريد المدني، ويستفيد من تسهيلات كثيرة في أثناء إقامته بالسجن، كالسماح له بإحضار طعامه من خارج السجن، وتزويده بالجرائد والمجلات ولا يوضع في زنزانة، ولا يلبس لباس السجناء، ولا يكلف العمل، ويستقبل زواره وفق نظام ميسر. وهذه المعاملة المتسامحة تنبع من تقاليد متحررة.



    عبد الوهاب حومد

    (عدل بواسطة الكيك on 03-13-2009, 05:46 PM)

                  

03-16-2009, 10:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    وعودة للوراء قليلا وللذكرى ولعل الذكرى تنفع اعيد مقالا الحاج وراق عند صدور القرار 1593 القرار العجيب والغريب والمريب ..
    ماذا قال الحاج وراق
    اقرا

    الجزء الاول من مقال
    4/7/2007
    الصحافة :

    لا حل سوى تسليمهما

    الحاج وراق

    بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي 1593 بتاريخ 31 مارس 2005م، والذي أحال جرائم الحرب في دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية، قدم يوم الثلاثاء الماضي المدعي العام ـ أوكامبو ـ صحيفة وقائعه، والتي تدعوه للاعتقاد بأن احمد هارون ـ وزير الدولة للداخلية السابق ووزير الدولة للشؤون الانسانية الحالي، وعلي كوشيب ـ احد قادة ميليشيا الجنجويد ـ يتحملان المسؤولية عن جرائم ارتكبت في دارفور.
    * بدأ المدعي العام تحقيقاته في 1 يونيو 2005م ، واستمرت لحوالي عشرين شهراً، ومن خلال 70 مهمة في 17 دولة جمع افادات ضحايا وشهود عيان، أخذ منها (100) افادة رسمية، كما استند على افادات اشخاص ملمين بأدوار المسؤولين في الحكومة السودانية والمسؤولين في ميليشيا الجنجويد. وأطلع على الوثائق التي قدمتها الحكومة السودانية، وعلى تقرير لجنة التحقيق الوطنية السودانية التي شكلتها الحكومة في يناير 2005م، وعلى تقرير لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة بموجب قرار مجلس الامن 1564، اضافة الى وثائق وتقارير وافادات المنظمات الدولية والوطنية غير الحكومية.
    * وعلى أساس كل ذلك، قدم الادعاء قضيته، والتي تتأسس على الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة لمكافحة التمرد في دارفور (...تميز الصراع المسلح في دارفور في ان اغلب وفيات المدنيين في الاقليم وقعت أثناء هجمات شنتها ميليشيا الجنجويد، اما بشكل انفرادي أو بالاشتراك مع القوات المسلحة السودانية، على المدن والقرى، وكانت معظم الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة السودانية أو ميليشيا الجنجويد في دارفور، موجهة الى المناطق التي كانت تسكنها بشكل اساسي قبائل الفور والمساليت والزغاوة.
    وكانت القوات المسلحة السودانية والميليشيات ـ الجنجويد لا تستهدف أي حضور للمتمردين في هذه القرى المعنية، بل كانت تهاجم هذه القرى استنادا على المنطق القائل بأن عشرات الآلاف من المدنيين المقيمين في هذه القرى وما جاورها من مناصري قوات التمرد، وقد اصبحت هذه الاستراتيجية مبررا للقتل الجماعي، والاعدامات المتسرعة، والاغتصاب الجماعي بحق سكان مدنيين عرفوا بأنهم لم يكونوا طرفاً في أي صراع مسلح، ودعا تطبيق الاستراتيجية ايضا الى التهجير القسري لقرى ومجتمعات بأكملها وتم تنفيذ ذلك)!!
    * ويرى المدعي العام بأن مسؤولية احمد هارون الشخصية في ذلك تنبع من انه بعد الهجوم على مطار الفاشر في ابريل 2003م، وتصعيد العمليات الحكومية في مواجهة التمرد، قد تم تعيينه كوزير دولة بوزارة الداخلية، وكلف بإدارة مكتب دارفور الامني، فكانت لجان الامن المحلية والولائية ـ والمؤلفة من ممثلين لكل من الجيش والشرطة واجهزة الامن ـ مسؤولة امامه، لاسيما في المسائل المتعلقة بتجنيد وتمويل وتسليح ميليشيا الجنجويد.
    وكان من أبرز المهام التنسيقية التي اوكلت الى أحمد هارون ـ بصفته مسؤولا عن مكتب امن دارفور ـ الادارة والمشاركة الشخصية في تجنيد وتسليح ميليشيا الجنجويد ، وقد ذكر شهود بأنهم شاهدوه يجتمع مع قادة الجنجويد، بمن فيهم علي كوشيب، او يخاطبهم في اجتماع عام.
    وبحسب افادات توفرت للمدعي العام، ذكر احمد هارون انه بصفته مسؤولا عن مكتب دارفور الامني قد منح كل (السلطات والصلاحيات بقتل اي شخص أو العفو عنه من اجل السلم والامن في دارفور)!
    * وكان أحمد هارون ـ بحسب ما جاء في طلب الادعاء ـ يوفر الأموال لميليشيا الجنجويد من ميزانية مفتوحة لا تخضع للتدقيق العام.
    وتشير ادلة الى انه كان يذهب كل ثلاثة أشهر الى مكجر في طائرة من الخرطوم ليدفع لميليشيا الجنجويد ـ والتي كان يدفع لها نقدا ـ وقد شوهد يسافر ومعه صناديق جيدة الحراسة.
    * وفي أغسطس 2003م، ألقى أحمد هارون، بحسب الادعاء، خطابا بحضور قادة الجيش والشرطة ووالي غرب دارفور وقادة ميليشيا الجنجويد، بمن فيهم كوشيب، ذكر فيه بما ان ابناء الفور قد اصبحوا متمردين فإن (كل الفور) قد صاروا (غنيمة حرب)! ومع مغادرة احمد هارون، بدأ افراد ميليشيا الجنجويد الذين استمعوا للخطاب، عملية نهب وسلب ومهاجمة المدن والقرى الواقعة بين بنديسي ومكجر، وكان حين يشتكي الضحايا يقال لهم بأن (ميليشيات الجنجويد يمكنها أن تفعل ما تشاء لأنها كانت تتصرف بناءً على تعليمات وزير الدولة)!
    * أما علي كوشيب، فبحسب الادعاء، قد قاد الهجمات، كما انه قام بتعبئة وتجنيد وتسليح وتوفير الامدادات للجنجويد تحت امرته. وقد ذكر أحد الشهود بأنه شاهد علي كوشيب يطلق النار على امرأة بينما كانت تحمل طفلها!
    وأثناء الهجوم على بنديسي في أغسطس 2003، كان علي كوشيب حاضراً في زي عسكري يصدر التعليمات لميليشيا الجنجويد، وقامت القوات المهاجمة بنهب وحرق المساكن والممتلكات والمتاجر، واستغرق الهجوم نحو خمسة أيام، تم خلالها تدمير معظم المدينة وموت أكثر من (100) شخص من بينهم 30 طفلاً!
    * وفي ديسمبر 2003، في أرولا، عاين علي كوشيب مجموعة من النساء، قبل أن يقوم رجال تحت امرته باغتصابهن، وذكرت شاهدة بأنها وأخريات ربطن على الأشجار مع ابعاد الرجلين عن بعضهما البعض واغتصبن مراراً وتكراراً!
    * وفي مارس 2004 شارك علي كوشيب شخصياً في اعدام ما لا يقل عن 32 رجلاً من مكجر! وتشير أدلة المدعى العام بأن علي كوشيب كان يقف بجوار مدخل السجن بقرب أولئك الرجال وهم يخرجون في صف ليتم نقلهم بعربات لاندكروزر. وقد غادرت العربات ومعها علي كوشيب راكباً احداها، وبعد خمس عشرة دقيقة تقريباً، سُمعت أصوات طلقات نارية وعثر في اليوم التالي على 32 جثة!
    * ومن الوقائع الجنائية المتعلقة بأحمد هارون وعلي كوشيب التعذيب - فقد وصفت شاهدة ما رأته في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر 2003، في سجن مدينة مكجر، عندما قامت بزيارة عمها المسجون، فقد رأت حوالي ستين رجلاً مقيدين بطرق مختلفة، وكان عمها معلقاً في الهواء وذراعاه مربوطتين على لوحة خشبية في السقف، ومشدودتين بعيداً عن بعضهما البعض، كما كانت رجلاه مربوطتين ومشدودتين بعيداً عن بعضهما البعض، وبينهما موقد مشتعل، وكانت آثار الجلد بادية على أجسام كل الرجال، وكانت ملابسهم ممزقة وملطخة بالدماء، وكان أحد الرجال قد ضرب بوحشية ونزعت عنوة أظافر يديه وقدميه!!
    * وبناءً على 5 زيارات للسودان، آخرها في يناير 2007، لجمع معلومات عن الاجراءات القضائية الوطنية من الدوائر ذات الصلة، اضافة إلى القضاء والشرطة، توصل الادعاء إلى أن التحقيقات التي تجريها السلطات السودانية لا تغطي الاشخاص أو الأفعال موضوع الادعاء، ورغم انه تم القبض على كوشيب في نوفمبر 2006 واخضع لتحقيق جنائي، إلا ان التحقيق لا يغطي نفس الأحداث، ولا يغطي سوى قدر يسير جداً من الأفعال!!
    وغداً أواصل بإذنه تعالى.
    ----------------------
    نقلا عن صحيفة الصحافة اليوم 5 مارس 2007

    لا حل سوى تسليمهما 2
    الحاج وراق


    * قبل أن أناقش بصورة مفصلة غداً بإذنه تعالى، أطروحتي بأن الأزمة الحالية لا يمكن حلها إلا بتسليم المتهمين (أحمد هارون وعلي كوشيب) إلى المحكمة الجنائية الدولية، أعرض للقراء أزمة شبيهة وإلى ماذا انتهت، وأعني أزمة لوكربي.
    * في 21 ديسمبر 1988 تم تفجير طائرة أمريكية تابعة لخطوط (بان أميركان) في رحلتها رقم 103 فوق قرية لوكربي في اسكتلندا (ببريطانيا)، مما أودى بحياة جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 259 شخصاً من جنسيات مختلفة، اضافة إلى 11 شخصاً على الأرض، أي أن مجموع الضحايا 270 شخصا.
    * بعد تحقيقات معقدة، تم فيها اعادة تركيب كل حطام الطائرة، وجد المحققون أثراً يقود إلى المخابرات الليبية، فأصدر قاضي التحقيق في اسكتلندا في 13 نوفمبر 1991 أمراً بالقبض على عبد الباسط علي محمد المقراحي (48 عاماً)، وعلى الأمين خليفة فحيمة (44 عاماً) بتهم القتل والتآمر وانتهاك قانون الطيران المدني لعام 1982. وفي الولايات المتحدة الامريكية أصدرت هيئة المحلفين صحيفة اتهام للاثنين في نفس اليوم.
    * في 14 نوفمبر أُرسلت صورة من الاتهام البريطاني إلى الحكومة الليبية مع ارفاق قائمة مفصلة بالحقائق المدعي بها، ومن ضمنها تورط المخابرات الليبية في ارتكاب الجريمة، اضافة إلى طلب تسليم المتهمين من أجل محاكمتهما في اسكتلندا.
    * في 17 نوفمبر 91 أصدرت البعثة الليبية الدائمة في الأمم المتحدة بياناً نفت فيه تورط ليبيا في الجريمة، فصدر اعلان مشترك انجلو أميركي يطالب ليبيا بتسليم المتهمين ويحملها المسؤولية عن أعمال موظفيها الرسميين ويلح على ضرورة السماح بالوصول إلى كل الشهود والوثائق والأدلة المادية بالاضافة إلى دفع تعويضات عادلة.
    * في 5 ديسمبر 91 أصدرت الحكومة الفرنسية اعلاناً آخر أشارت فيه إلى أن تحقيقا قضائيا في تفجير طائرة فرنسية
    DC10 تابعة لشركة طيران UTA، فوق صحراء النيجر، والذي راح
    ضحيته 170 شخصاً، خلال رحلتها رقم (772)، أثبت التحقيق تورط عدد من الليبيين، ولذا طلبت من الحكومة الليبية أن تقدم كل الأدلة المادية وتسهل الوصول إلى الوثائق وتستجيب لطلب تسليم المتهمين الصادر من المحكمة.
    * في 2 يناير 1992 طلبت أمريكا وبريطانيا وفرنسا من أعضاء مجلس الأمن الدولي اصدار قرار ضد ليبيا يطالبها بالامتثال لطلباتهم.
    * في 21 يناير 92 أصدر مجلس الأمن قراره رقم (731) بالاجماع، وينص على ابداء مخاوفه من الأعمال الارهابية التي تتورط فيها الدول ويشير إلى تورط مسؤولين ليبيين حكوميين في تلك الأعمال، ويأسف لفشل ليبيا في الرد بطريقة فعالة على الطلبات في هذا الشأن.
    * في 3 مارس 92 سافر الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا وأشار في تقريره المقدم بعدها الى مجلس الأمن بأن ليبيا لم تظهر أىة رغبة في التعاون.
    * في مارس نفسه تقدمت ليبيا بطلب الى محكمة العدل الدولية لتحديد الاختصاص القضائي حول من يحق له محاكمة المتهمين الليبيين. رفضت المحكمة طلب ليبيا على أساس أن قرار مجلس الأمن يسمو فوق التزامات الدول وفقاً لاتفاقية مونتريال.
    * في 31 مارس أصدر مجلس الأمن قراره رقم (748) بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 أعضاء عن التصويت، وقرر وجوب امتثال ليبيا لطلبات الدول الثلاث وبطريقة فعالة، وفرض عليها عقوبات شملت حظر الطيران منها وإليها، ومنع تصدير الأسلحة، وتقليص العلاقات التجارية والدبلوماسي، وطالبها بتخفيض حجم بعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
    * أصرت ليبيا على موقفها وقالت بأنها لن تستجيب للضغوط والتهديدات!.
    * في 11 نوفمبر أصدر مجلس الأمن قراره رقم 883 الذي يشدد العقوبات لتشمل تجميداً جزئياً للأموال العامة الليبية وحظراً على معدات صناعة النفط.
    * خلال الأعوام من 1993 الى 2000م ظلت ليبيا على موقفها الرافض لتسليم المتهمين لمحاكمتهما خارج ليبيا، وتضامنت معها في موقفها منظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية والجامعة العربية!
    * في 16 ديسمبر 1998م، قبل المؤتمر الشعبي العام في ليبيا محاكمة المقراحي وفحيمة في هولندا أمام محكمة اسكتلندية وبالقانون الاسكتلندي.
    * في 6 أبريل 1999م وصل المقراحي وفحيمة إلى هولندا وتم احتجازهما من قبل السلطات.
    * في 8 أبريل أصدر رئيس مجلس الا من بياناً يؤكد وصول المشتبه بهما الى هولندا، ويشير الى رضا السلطات الفرنسية عن وفاء ليبيا بمتطلبات قرار مجلس الامن رقم 1192، الصادر في اغسطس 1998م بشأن تفجير الطائرة الفرنسية، بعد وساطة جنوب افريقيا والمملكة العربية السعودية، وتضمن البيان تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا بموجب قراري المجلس 747 و 883 وتنفيذاً للقرار 1192، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي أعلنا الاستمرار في العقوبات.
    * في 31 يناير 2001م ادانت المحكمة المقراحي بالسجن مدى الحياة، وبرأت ساحة فحيمة وأمرت بإطلاق سراحه. ونص الحكم على ان ليبيا مسؤولة مسؤولية كاملة عن الهجوم على الطائرة، ويجب عليها دفع تعويضات للضحايا.
    * في 31 اكتوبر 2002م، اعلن عن صيغة التعويضات المقترحة لضحايا طائرة لوكربي، فتدفع الحكومة الليبية 7.2 مليار دولار لاقاربهم، بواقع 10 مليون دولار عن كل ضحية، ويتم سدادها علي 3 دفعات علي ان يودع المبلغ في حساب خاص.
    * في 29 أبريل 2003م أعلنت ليبيا تحملها المسؤولية المدنية عن أعمال موظفيها في قضية لوكربي وفق القانون الدولي المدني، وحسب الاتفاق الذي تم في العاصمة البريطانية بين المسؤولين الليبيين والأميركيين والبريطانيين.
    * في 15 أغسطس 2003م أعلنت ليبيا في رسالة الى مجلس الأمن وقّع عليها سفيرها أحمد عون، أنها تتحمل المسؤولية المدنية عن تفجير الرحلة رقم 103 لشركة بان أميركان فوق مدينة لوكربي.
    * في 16 أغسطس أعلنت الولايات المتحدة عدم ممانعتها في رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عن ليبيا لكن العقوبات الاميركية على ليبيا ستستمر.(المعلومات مأخوذة عن الجزيرة نت وموقع هيئة الإذاعة البريطانية).
    وفعلاً التزمت ليبيا بدفع التعويضات، وتم رفع العقوبات الدولية، مع استمرار العقوبات الأميركية!.
    * إذن فقد استجابت الحكومة الليبية لكل مطلوبات قرارات مجلس الأمن الدولي، امتثلت بعد إعلاناتها المتكررة وعلى رؤوس الاشهاد أنها لن تستجيب أبداً للضغوط! بل وكان يحلو لقادتها ترداد (طظ في أميركا)! ولكن القيادة الليبية على كل، أحسنت قراءة توازن القوى الدولي، خصوصاً المتغيرات الدولية ما بعد نهاية الحرب الباردة وبروز الآحادية القطبية، فأكتشفت بأن السبيل الوحيد لرفع العقوبات عن شعبها الاستجابة للقرارات الدولية ـ صحيح أنها بددت أكثر من أحد عشر عاماً في ذلك، ولكن أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً!!
                  

03-17-2009, 07:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    اهم انجاز لمصطفى عثمان سجله له التاريخ تمرير القرار 1593 الذى ادخل الرئيس ونظام الانقاذ بل السودان كله فى مازق محكمة الجنايات الدولية واعتقد انه انجاز ما بعده انجاز ...والدليل هنا ...




    لقرار (1593) 2005

    الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته 5158 المعقودة في 31 آذار/مارس 2005

    إن مجلس الأمن،

    إذ يحيط علما بتقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في دارفور (S/2005/60)،

    وإذ يشير إلى المادة 16 من نظام روما الأساسي التي تقضي بأنه لا يجوز للمحكمة الجنائية الدولية البدء أو المضي في تحقيق أو مقاضاة لمدة اثني عشر شهرا بعد أن يتقدم مجلس الأمن بطلب بهذا المعنى،

    وإذ يشير أيضا إلى المادتين 75 و 79 من نظام روما الأساسي وإذ يشجع الدول على الإسهام في الصندوق الاستئماني للمحكمة الجنائية الدولية المخصص للضحايا،

    وإذ يحيط علما بوجود الاتفاقات المشار إليها في المادة 98-2 من نظام روما الأساسي،

    وإذ يقرر أن الحالة في السودان لا تزال تشكِّل تهديدا للسلام والأمن الدوليين،

    وإذ يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،

    1 - يقرر إحالة الوضع القائم في دارفور منذ 1 تموز/يوليه 2002 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية؛

    2 - يقرر أن تتعاون حكومة السودان وجميع أطراف الصراع الأخرى في دارفور تعاونا كاملا مع المحكمة والمدعي العام وأن تقدم إليهما كل ما يلزم من مساعدة، عملا بهذا القرار، وإذ يدرك أن الدول غير الأطراف في نظام روما الأساسي لا يقع عليها أي التزام بموجب النظام الأساسي، يحث جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى المعنية على أن تتعاون تعاونا كاملا؛

    3 - يدعو المحكمة والاتحاد الأفريقي إلى مناقشة الترتيبات العملية التي ستيسر عمل المدعي العام والمحكمة، بما في ذلك إمكانية إجراء مداولات في المنطقة، من شأنها أن تسهم في الجهود الإقليمية المبذولة لمكافحة الإفلات من العقاب؛

    4 - يشجع أيضا المحكمة على أن تقوم، حسب الاقتضاء ووفقا لنظام روما الأساسي، بدعم التعاون الدولي بجهود داخلية لتعزيز سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان ومكافحة الإفلات من العقاب في دارفور؛

    5 - يشدد أيضا على ضرورة العمل على التئام الجروح والمصالحة ويشجع في هذا الصدد على إنشاء مؤسسات تشمل جميع قطاعات المجتمع السوداني، من قبيل لجان تقصي الحقائق و/أو المصالحة، وذلك لتدعيم الإجراءات القضائية وبالتالي تعزيز الجهود المبذولة لاستعادة السلام الدائم، بمساعدة ما يلزم من دعم الاتحاد الأفريقي والدعم الدولي؛

    6 - يقرر إخضاع مواطني أي دولة من الدول المساهمة من خارج السودان لا تكون طرفا في نظام روما الأساسي، أو مسؤوليها أو أفرادها الحاليين أو السابقين، للولاية الحصرية لتلك الدولة المساهمة عن كل ما يدعى ارتكابه أو الامتناع عن ارتكابه من أعمال نتيجة للعمليات التي أنشأها أو أذن بها المجلس أو الاتحاد الأفريقي، أو فيما يتصل بهذه العمليات، ما لم تتنازل تلك الدولة المساهمة عن هذه الولاية الحصرية تنازلا واضحا؛

    7 - يسلم بأنه لا يجوز أن تتحمل الأمم المتحدة أية نفقات متكبدة فيما يتصل بالإحالة، بما فيها النفقات المتعلقة بالتحقيقات أو الملاحقات القضائية فيما يتصل بتلك الإحالة، وأن تتحمل تلك التكاليف الأطراف في نظام روما الأساسي والدول التي ترغب في الإسهام فيها طواعية؛

    8 - يدعو المدعي العام إلى الإدلاء ببيان أمام المجلس في غضون ثلاثة أشهر من تاريخ اتخاذ هذا القرار ومرة كل ستة أشهر بعد ذلك عن الإجراءات المتخذة عملا بهذا القرار؛

    9 - يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره
                  

03-17-2009, 09:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    روزنامة كمال الجزولى

    اجراس الحرية 16/3/2009



    الثلاثاء

    لئن لم يكن من غير المتوقع، لعدَّة أسباب، صدور قرار الدائرة التمهيديَّة للجنائيَّة الدوليَّة بتوقيف رئيس الجمهوريَّة؛ ولئن لم يكن من غير المستغرب، من زاوية النظر القانونيَّة البحتة، ألا يشمل القرار "الإبادة الجماعيَّة"، بخلاف ما طلب المدَّعي العام الدولي (راجع رزنامة 1/9/08)؛ فإن الزلزال الذي ما زال يحدثه هذا القرار، منذ نهار الرابع من مارس الجاري، لم يكن، بدوره، مستغرباً أو غير متوقع، كونه من طبيعته في سياقه المنطقي. مع ذلك فإن الأذن المدققة لا بُدَّ أن تلتقط رنيناً قد يبدو، للوهلة الأولى، خافتاً، وسط كلِّ هذا الدويِّ متمايح الأصداء، وطنياً وإقليمياً ودولياً، لكنه، في حقيقته، هائل جدَّاً، من جهة المفارقة النوعيَّة التي يمثلها. ففي مؤتمره الصحفي، بُعيد ساعات من إعلان القرار، أبدى علي عثمان طه، نائب الرئيس، (ترحيبه) بالمبادرة الأفريقيَّة بابتعاث ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، إلى السودان ".. للتوفيق بين العدالة والمصالحات والسلام" (الصحافة، 5/3/09)؛ أو، كما في صياغة خبريَّة أخرى، ".. للتوفيق بين العدالة والمصالحات ذات المنهج الأساسي الخالي من الأجندة لتكون حزمة للحلِّ، وستتمُّ متابعة ذلك مع الاتحاد الأفريقي في الأيام المقبلة" (الرأي العام، 5/3/09). أغلب الصحف فات عليها، للأسف، مجرَّد إيراد هذه الجزئيَّة من المؤتمر الصحفي، دَعْ إبرازها كعنوان رئيس، رغم أنها كانت جديرة بذلك من كلِّ بُد! ولنكون أكثر دقة فإن هذه (المبادرة الأفريقيَّة)، في حدِّ ذاتها، قد لا تكون (خبراً) جديداً تماماً، بقدر جدَّة (الإفصاح) عنها سودانياً، وبمثل هذا الوضوح، لأوَّل مرَّة، و(الترحيب) بها بهذه الصورة غير المسبوقة من قمَّة هرم السلطة السياسيَّة في البلاد. فحتى القلة من صحفنا التي نشرت، قبل أسابيع، خبر اعتزام وفد ثابو مبيكي زيارة السودان، اكتفت بمحض الإشارة إلى أن غرض الزيارة هو "تقييم القضاء في بلادنا" (!) دون أن تكلف نفسها بخدمة الخبر، ولو بسؤال وزير العدل على خلفيَّة ما سبق أن قطع به، هو ووكيله، من أن الحكومة لن تسمح بذلك لأيَّة جهة أجنبيَّة (الأحداث ـ الرأي العام، 3/8/08). والعجيب أن الاستفسار الصحفي الوحيد، في هذا الشأن، وُجِّه، لا لمسئولي وزارة العدل، بل للنائب البرلماني صالح محمود (الميدان، 17/2/09). صحيح أن أكثر المصادر التي درجت صحافتنا المحليَّة على النقل منها كانت قد عرضت، بأكثر الصياغات إبهاماً، لقرار الاتحاد الأفريقي عند صدوره، أوَّل أمره، قبل نحو من شهرين! فقد أبرز بعضها إشارة رمضان العمامرة، رئيس مجلس السلم والأمن بالاتحاد، إلى أن مهمَّة لجنة ثابو مبيكي هي "الوصول إلى الحقيقة" (موقع إسلام أونلاين، 2/2/09). وأورد بعضها الآخر تأكيدات جان بينغ، رئيس مفوضية الإتحاد، بأن الأفارقة يعتبرون الحلَّ في توليهم بأنفسهم محاكمة المتهمين داخل القارَّة ".. ولذا قررنا تشكيل لجنة رفيعة المستوى قد يقودها ثابو مبيكي لمساعدتنا على ذلك" (ميدل إيست أونلاين، 7/2/09). أما البي بي سي فقد عادت، بعد صدور قرار الدائرة التمهيديَّة للجنائيَّة بيومين، للتذكير بقرار الاتحاد الأفريقي، واصفة مهمة ثابو مبيكي، مرَّة، بأنها ".. رئاسة لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بإقليم دارفور"؛ ومرَّة أخرى، بالاستناد إلى نكوسازانا دلاميني زوما، وزير خارجية جنوب أفريقيا، بأنها ".. وساطة بين الجنائيَّة الدوليَّة وبين السلطات السودانيَّة!" (بي بي سي، 6/3/09). لكننا، رغم كلِّ تلك الارتباكات، لا نجد ما يكفي من العذر لصحافتنا المحليَّة في عدم متابعتها بنفسها لهذا الخبر ذي الأهميَّة الاستثنائيَّة، خاصَّة وأن مصادر أخرى أبرزته بوضوح أكثر، قبل نحو ستة أسابيع، حيث أوردت، مثلاً، إحدى كبريات الوكالات العالميَّة تصريحاً لجان بينغ بأن الاتحاد طلب إلى مبيكي رئاسة لجنة ".. للتوفيق بين الحاجة الي المحاسبة بشأن دارفور وبين المعارضة لملاحقة الرئيس السوداني قضائياً .. بين مكافحة الإفلات من العقوبة وبين التعامل في نفس الوقت مع المصالحة والعفو" (رويترز، 30/1/09). ومع أن هذا الوضوح حول اتجاه الاتحاد الأفريقي صوب خيار (الحقيقة والإنصاف والمصالحة)، أو ما يُعرف، أفريقياً وعالميا،ً بـ (العدالة الانتقاليَّة)، كان كافياً لإثارة اهتمام صحافتنا، إلا أنها، ولسبب غير معلوم، واصلت، إما النأي بنفسها عن الموضوع أصلاً، أو الركون، في أفضل الأحوال، إلى صياغات ضبابيَّة، حيث أورد بعضها قبل أيام، مثلاً، أن أكوي بونا ملوال، نائب مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقي، (كشف!) عن اعتزام لجنة ثابو مبيكي المجئ إلى السودان، قبل أواخر الشهر الجاري، لـ "مقابلة المسئولين وزيارة دارفور!" (الصحافة، 6/3/09). كما أشار بعضها إلى أن مهمَّة الوفد الأفريقي قائمة في تقصي أوضاع القضاء السوداني، وإمكانيَّة محاكمة المتهمين أمام هجين محاكم سودانيَّة ـ أفريقيَّة (السوداني، 12/3/09). وللإنصاف، فإن صحيفة واحدة انتبهت لأكثر اتجاهات الخبر رجحاناً، وإن كان مؤخَّراً جدَّاً، فسارعت لتوطين مصدر آخر له في الداخل، وإن فضَّل حجب اسمه، وأسندت إليه، باستفاضة نسبيَّة، أن ثابو مبيكي سيزور السودان خلال الأيام القادمة ".. لإجراء مشاورات حول المهمَّة التي أوكلها له الإتحاد الأفريقي بتشكيل لجنة عالية المستوى للمصالحة و جبر الضرر"، وأن اللجنة ستتكوَّن من 7 ـ 10 خبراء أفارقة، وأن من بين المرشحين لعضويَّتها عمارة عيسى، وزير خارجية ساحل العاج السابق، وأحمد ماهر، وزير خارجية مصر السابق، فضلاً عن مستشار سابق للرئيس النيجري أوباسانجو، وسيدة من نيجيريا، وأخرى من مالاوي من الحائزات على جائزة نوبل (الأخبار، 11/3/09). كما أوردت تأكيدات محي الدين سالم، سفير السودان لدى أديس أبابا، بأن اللجنة ستعطي خبراتها وتجاربها، حيث قامت بأدوار شبيهة في كل من رواندا وجنوب أفريقيا وليبيريا والكونغو، وأن جان بينغ يجري اتصالاته، حالياً، بهدف تحرُّك اللجنة بأسرع ما يمكن (المصدر). الشاهد أن نائب رئيس الجمهوريَّة لم يكتف بمجرَّد (الترحيب) بهذه (المبادرة الأفريقيَّة) الجديدة والسديدة، بل عاد، لدى مخاطبته مجلس الوزراء في 5/3/09، غداة صدور قرار الدائرة التمهيديَّة، ليشدِّد على ".. مبدأ تطبيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب، وأنه لا كبير على المحاسبة القانونيَّة" (الأحداث، 6/3/09). هذا التشديد يعيد إلى الأذهان تصريحات الرجل الإيجابيَّة التي سبق أن أدلى بها أمام المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده بأوسلو، فى أبريل 2005م، مع الفقيد د. جون قرنق، رئيس الحركة الشعبية السابق، وهيلدا جونسون، وزيرة التنمية الدوليَّة النرويجيَّة، حيث "تعهَّد بمحاكمة كلِّ من انتهك حقوق الانسان فى دارفور"، مؤكداً: ".. أن العدالة يجب أن تفعَّل لمنع الافلات من العقاب .. وسيقدَّم للمحاكمة أىُّ متهم تتوفر بيِّنات فى مواجهته بارتكاب جرائم ضد الإنسانيَّة"، ومقدِّماً توضيحات معقولة تقرن بين (السلام) و(العدالة) في موقف الحكومة التي أكد أنها تدرس قرار مجلس الأمن 1593 ".. بالطريقة التى تحقق جوهره .. فإذا كان يهدف إلى تحقيق السلام وحماية المدنيين والحل السياسى ومعاقبة منتهكى حقوق الانسان فنحن معه" (الصحافة، 12/4/2005م). الواضح، إذن، أن عين الحكومة نفسها لم تكن كليلة، منذ ذلك الوقت الباكر، عن استحالة فصل (العدالة) عن (السلام) في قضيَّة دارفور. وبصرف النظر عمَّا أهدر من طاقات غالية ووقت ثمين دون إنجاز شئ يذكر على هذا الصعيد، فقد عاد وزير العدل الحالي ليعلن أن الحكومة ".. ستتصدَّى لنفس القضايا المنظورة أمام الجنائيَّة الدوليَّة" (الأحداث، 25/7/08)، كما عضَّد ذلك تصريح د. مصطفى عثمان، مستشار رئيس الجمهوريَّة، بأن محاكمات دارفور "لن تستثني أحداً، سواء كان رئيساً أو وزيراً أو خفيراً" (أجراس الحريَّة، 18/8/08). وقد اعتبرنا ذلك، في حينه، انتباهة لا غنى عنها باتجاه (السلام) و(التحوُّل الديموقراطي)، كهدفين استراتيجيين لـ (اتفاقيَّة السلام) و(الدستور الانتقالي)، خلال الفترة (الانتقاليَّة) الممتدَّة حتى العام 2011م. فلئن كان تصريف (العدالة)، فى الظروف العاديَّة، من وظائف الدولة الأساسيَّة، فإنه، في ظروف (الانتقال)، سواء راديكالياً أم إصلاحياً، من أوضاع شموليَّة إلى أوضاع ديموقراطيَّة، أو من نزاع داخلي مسلح إلى (سلام) و(مصالحة) وطنيَّة شاملة، يتقدَّم، بالأحرى، ليمثل الأهميَّة الأكثر إلحاحاً لإزالة الظلامات، وتضميد الجراح، وإماطة الأذى عن مسار (الانتقال) المنشود (رزنامة 22/9/08). غير أننا استدركنا على أن تصريف هذه (العدالة الانتقاليَّة)، داخلياً، بـ (السبل التقليديَّة) عبر النيابات والمحاكم وما إلى ذلك، يصطدم بعوائق شتى أوضحناها أكثر من مرَّة. وخلصنا إلى أنه لا يبدو ثمَّة مناص من طرق (السبل غير التقليديَّة) لـ (العدالة الانتقاليَّة)، كآليَّة لتفريغ (الاحتقان) وإزالة (الغبن) وإبراء (الجراح)؛ وكمفهوم حديث يقرن، حسب خبرات أكثر من أربعين بلداً، أدناها إلينا جنوب أفريقيا (1994م) والمغرب (2004م)، بين مفهومي (العدالة) و(الانتقال)؛ ويشتغل، حصرياً، في البلدان التي تروم استدبار أوضاع (الشموليَّة) و(التعانف الحربي)، بترسيخ (السلام) المستدام، وإنجاز (التحوُّل الديموقراطي)، وترميم شروخات (الجبهة الداخليَّة)، وتحقيق (المصالحة الوطنيَّة) الشاملة، و(إعادة البناء) من فوق تاريخ مثقل بتركة انقسام اجتماعي عميق. لكن، ولأن (المصالحة) المنشودة هنا ليست (إجرائيَّة) مع النظام، بل (مفهوميَّة) مع (الذاكرة الوطنيَّة) في المقام الأوَّل، فإن إدراك مفهوم هذا الضرب من (العدالة الانتقاليَّة) لا يكون بغير إدراك شبكة من المفاهيم والمصطلحات الفرعيَّة التي يتضمَّنها، مثل (هيئات الحقيقة والإنصاف والمصالحة)، و(إعادة تأهيل الضحايا)، و(الإصلاح القانوني والقضائي والسياسي) الشامل، بما في ذلك (إعادة صياغة) مؤسَّسات الدولة كافة، المدنيَّة والنظاميَّة. ولن يعوزنا، بهذا الاتجاه، السند الدستوري الذي يمكن أن يوفره التفسير حسن النيَّة للمادة/21 من الدستور الانتقالي، رغم ورودها بعبارات فضفاضة ضمن المواد (الموجِّهة) لا (الملزمة)، حيث تنصُّ على أن "تبتدر الدولة عمليَّة شاملة للمصالحة الوطنيَّة وتضميد الجراح من أجل تحقيق التوافق الوطنى والتعايش السلمى بين جميع السودانيين". المهم أن (المبادرة الأفريقيَّة) وترحيب الحكومة بها، مؤخَّراً، على لسان نائب رئيس الجمهوريَّة، يصبَّان في ذات هذا الاتجاه الهادف لتطبيق شكل غير تقليدي من (العدالة الانتقاليَّة) في السودان. ضف إلى ذلك أن أغلب القوى السياسيَّة أبدت استعدادها، على نحو أو آخر، لتبنِّي هذا الخيار. فالحركة الشعبيَّة عبَّرت، في أكثر من مناسبة، عن ترحيبها به، بل وذهبت، على لسان منصور خالد، أحد أبرز قياداتها، إلى أنه ظلَّ خيارها المفضَّل منذ أيام التفاوض في نيفاشا (رزنامة 14/4/08). وعبَّر الصادق المهدي، أيضاً، في العديد من مقالاته، كما وفي محاضرته الشهيرة بنادي التنس، عن رؤية حزب الأمَّة لجدوى هذا الخيار (أجراس الحريَّة، 25/8/08). كما عاد عبد المحمود أبو، الأمين العام لهيئة شئون الأنصار، للتأكيد، في خطبة صلاة الجمعة 6/3/09 بجامع الإمام عبد الرحمن المهدي بأم درمان، على أهميَّة ".. إنصاف المظلومين، ومعاقبة الجُناة، وتعويض المتضرِّرين فردياً وجماعياً، وتكوين (لجان الحقيقة والمصالحة) للتعافي والتصافي وجبر الضرر" (الصحافة، 7/3/09). أما الحزب الشيوعي فقد أفرد لـ (العدالة الانتقاليَّة) فصلاً كاملاً ضمن برنامجه المُجاز في مؤتمره الخامس (24 ـ 26/2/09)؛ وعَمَدَ محمد ابراهيم نقد، السكرتير السياسي للحزب، إلى التشديد عليها في كلمته الرسميَّة أمام الجلسة الافتتاحيَّة للمؤتمر، قبل أن يعود، مؤخَّراً، ربما تعقيباً على كلمة علي عثمان، لإبراز ضرورتها الاستثنائيَّة في هذا الوقت بالذات، كأداة لا غنى عنها لما أسماه "استعادة كلِّ ملفات السودان من الخارج"، وذلك من خلال مطالبته الحكومة "بتكثيف الحوار مع الحركات المسلحة والقوى السياسيَّة، والاستفادة من زيارة ثابو مبيكي لتفعيل مقترح (العدالة الانتقاليَّة) لإزالة الاحتقانات وإبراء الجراح"، معتبراً الزيارة فرصة للاستهداء بتجربة جنوب أفريقيا في هذا المجال (الرأي العام، 7/3/09)، كما اقترح الحزب (العدالة الانتقاليَّة)، في بيان خاص بتاريخ 7/3/09، كشكل وطني ملائم للحل (الميدان، 10/3/09). وإلى ذلك فإن المدقق في مختلف التعبيرات التي ما تنفكُّ تصدر، عموماً، عن حركات دارفور، وعن مختلف الأحزاب السياسيَّة ومنظمات المجتمع المدني، ولعلَّ آخرها ما صدر باسم (مبادرة الفرصة الأخيرة)، سرعان ما سيكشف عن أن هذه القوى ليست بعيدة، هي الأخرى، عن خيار (العدالة الانتقاليَّة). وإذن فها دوننا مسألة يمكننا، ربَّما لأوَّل مرَّة، بلورة اتفاق عام حولها عبر مؤتمر جامع، بصرف النظر عن المواقف المتباينة من المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، فهلا تبصَّرنا ما نحن فاعلون، ولو في ساعتنا الخامسة والعشرين هذه؟!

    كمال الجزولى
                  

03-26-2009, 04:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    اعتقد ان احد اسباب فشل الدبلوماسية السودانية هو المستوى الضحل لبعض الذين اوكلت لهم ملفات اكبر من مستوى قدراتهم الاحترافية ..
    وكان مندوب السودان وهو عسكرى سابق ووزير الخارجية والمستشار طبيب اسنان احد اهم عوامل الضعف اضافة لافراغ الخارجية من الدبلوماسيين المحترفين والاعتماد على الانتهازيين احد العوامل الرئيسية فى الفشل وتمرير القرار العجيب بكل هذه السهولة والتى تستحق المساءلة والمحاسبة ..
    الا ان اهل الانقاذ لا يملكون اى الية للمحاسبة والمراقبة وهذه من اسباب الفشل المتاصلة لديهم
                  

03-26-2009, 06:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لافاقة اهل الانقاذ من سكرة القرار/ بهدوء ودون انفعال ..هذا التقرير كان مقدمة لادانة النظ (Re: الكيك)

    ---------------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de