قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة ..

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 04:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2009, 07:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة ..

    استجابة لرغبة الكثير من القراء والذين اتصلوا بى عبر الايميل هانذا اعيد اليهم مرة اخرى بوست الرد على الكاتب الاخوانى عبد الرحمن الزومة عن ما اسماه قبح العلمانية ..
    سوف يجد القارىء الرابط لاصل الموضوع ومن ثم نتواصل مع الكتاب والادباء والمهتمين من الباحثين والسياسيين ..
    انقر هنا


    ردا على عبد الرحمن الزومة ... قبح العلمانية ام شرور ا...خوان المسلمين ....؟


    واقرا هذا الموضوع المهم وهو موضوع يبحث فى اهم مبادىء الاخوان وتاريخهم تم نشره اليوم بصحيفة الاتحاد الظبيانية للكاتب خليل حيدر ..

    مؤسس "الإخوان" والإعجاب باليهود!
    خليل علي حيدر أخر تحديث: الأحد 15 فبراير 2009 الساعة 07:39PM بتوقت الإمارات


    في الثاني عشر من فبراير 2009، مرت الذكرى الستون لاغتيال حسن البنا، مؤسس "الإخوان المسلمين" في مصر، ومرشدهم حتى يوم إطلاق الرصاص عليه يوم 1949/2/12، بعد أقل من شهرين من اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي "1888-1948" على يد أحد أعضاء "الجهاز الخاص"، أو التنظيم السري، لجماعة "الإخوان".

    تولى النقراشي باشا عدة وزارات قبل توليه رئاسة الوزراء عام 1945 إثر مصرع أحمد ماهر. وكان "النقراشي" في نظر جهاز "الإخوان" الخاص "غبياً متغطرساً أحمق، أطلق عليه بعض إخواننا اسم أبو جهل". وظن النقراشي بعد حادثة اغتيال أحمد الخازندار و"حادث الجيب"، حيث تم ضبط الكثيرين من أعضاء الجهاز الخاص، أنه قبض على جميع قادة التنظيم، غير أنه كان مخطئاً. إذ تقول بعض التقديرات أن المنتمين لجهاز "الإخوان الخاص" عام 1948 كان أكثر من ألف عضو، إلى جانب 75 ألفاً في حركة الجوالة، بل قيل عشرة آلاف عضو في الجهاز.

    وقد أفلتت من البوليس السري مجموعة من أعضاء الجهاز السري، وعلى رأسهم مسؤول النظام الخاص عن مدينة القاهرة "سيد فايز"، الذي كوّن سرية من ستة أفراد لقتل "النقراشي"، وقد أفلح أحدهم، وهو "عبدالمجيد حسن"، في اغتيال رئيس الوزراء يوم 28 ديسمبر 1948، وهو يدخل مصعد وزارة الداخلية.

    وكسائر الحركات العقائدية والأحزاب والجماعات الدينية، لعب مؤسس الجماعة فيها دوراً محورياً، صعب على من جاء بعده، مثل حسن الهضيبي وعمر التلمساني ومصطفى مشهور ومحمد حامد أبو النصر أن يسدوا الفراغ القيادي الذي تركه المؤسس. أما الحركة نفسها فقد واصلت النمو والانتشار لأسباب عديدة.

    والمتداول من آثار المرشد اليوم على نطاق واسع، مجموعة رسائله وبعض مقالاته في مجلات "الإخوان"، ومجموعة الخطب التي كان يلقيها في دار "الإخوان" كل يوم ثلاثاء، حتى عرفت بحديث الثلاثاء. وقد قام أحد "الإخوان" وهو "أحمد عيسى عاشور" بتسجيل خطب المرشد كتابة، وأعدها للنشر عام 1985 في القاهرة بعنوان "حديث الثلاثاء للإمام حسن البنا". ولقد أثيرت الأسئلة على الدوام، حول أثر ظهور "الإخوان" في علاقة المسلمين في مختلف المجتمعات بغير المسلمين، وبخاصة المسيحيين واليهود. ونحن نعرف أن علاقة "الإخوان" في مصر كانت ولا تزال ربما جيدة ببعض الأقباط.

    ويروي البنا في مذكراته عن معايشة سكنية (ومن الطرائف أننا بعد أربعين يوماً من نزولنا إلى الإسماعيلية لم نسترح في الإقامة في البنسيونات، فعولنا على استئجار منزل خاص، فكانت المصادفة أن نجد دوراً أعلى في منزل، استؤجر دوره الأوسط مجتمعاً لمجموعة من المواطنين المسيحيين، اتخذوا منه نادياً وكنيسة، وكنا نحن بالدور الأعلى نقيم الصلاة، ونتخذ من هذا المسكن مصلى، فكأنما هذا المنزل يمثل الأديان الثلاثة. ولست أنسى "أم شالوم" سادنة الكنيسة - اليهودية - وهي تدعونا كل ليلة سبت لنضيء لها النور، ونساعدها في "توليع وابور الجاز" وكنا نداعبها بقولنا: إلى متى تستخدمون هذه الحيل التي لا تنطلي على الله؟ وإذا كان الله قد حرم عليكم النور والنار يوم السبت كما تدعون، فهل حرم عليكم الانتفاع، أو الرؤية؟ فتعتذر وتنتهي المناقشة بسلام).

    ولا يتسع المجال هنا لمناقشة دور حركة "الإخوان" في العقود الستة الماضية منذ اغتيال المرشد. غير أن ظهور هذه الجماعة في اعتقادي قد ترك في كل مجتمع عربي وإسلامي وأينما ظهر حزبياً، آثاراً دينية وسياسية وثقافية سيئة للغاية، أعاقت تطور هذه المجتمعات، وحولت مساراتها نحو طرق وعرة مغلقة. وفي مصر حيث ظهرت أول ما ظهرت عام 1928 تجلت آثارها السلبية في تعميق الفجوة بين المسلمين والمسيحيين وعرقلة دور المرأة سياسياً واجتماعياً، وإغراق الثقافة بالكتب والمفاهيم والقضايا المتعارضة بشدة مع تقدم وتحديث المجتمع. وحوادث "غزة" لا تزال ماثلة، وصراع "حماس"، "إخوان" فلسطين، مع اليهود لا يزال حدث الساعة، فإننا نود أن نخصص المقال، لبعض ما ورد في "أحاديث الثلاثاء" المشار إليها عن "اليهود"، والتي نقلها عضو الجماعة أحمد عيسى عاشور. وهذا موضوع أشرنا إليه قبل سنوات. ولكن لا بأس! ولقد هوجمنا مؤخراً من قبل إعلام "الإسلام السياسي" بسبب موقفنا المعارض لمغامرة "حماس" في غزة.

    والحقيقة أنه لم يجرؤ أحد منا، نحن المتهمين بكل ألوان التهم، من التخاذل إلى التبرير والنفاق، على أن يقول في مدح اليهود، واكتشاف نواحي العظمة والمجد في الشعب اليهودي، نصف ما قاله فيهم وهنا الغرابة الموثقة، حسن البنا، قبل نحو سبعين سنة، في خطبة له عام 1940!

    فقد وقف مرشد "الاخوان" آنذاك خطيباً بينهم في أمسية يوم الثلاثاء، وقال ما يلي بالنص:"لعل قائلاً يقول: لماذا كانت أكثر القصص التي عُني بها القرآن هي قصة بني إسرائيل؟ ولماذا أخذت الجزء الأوفى من قسم القصص في القرآن الكريم؟"

    ومثل هذا السؤال الذي يشير إليه "البنا" في محله تماماً. فالقرآن الكريم يذكر بني إسرائيل نحو أربعين مرة والنبي موسى أكثر من مائة وثلاثين مرة... الخ.

    الواقع يا أخي يقول الشهيد البنا "إن لهذا عدة أسباب: السبب الأول: هو كرم عنصر هذا الجنس، وفيض الروحانية القوية التي تركزت في نفسه، لأن هذا الجنس قد انحدر من أصول كريمة، ولهذا ورث حيوية عجيبة، وإن كان قد أساء إلى نفسه وإلى الناس بتوجيه هذه الحيوية فيما بعد إلى ما لا ينفع... انحدر هذا العنصر من يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، فورث الروحانية كابراً عن كابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف ابن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم".. أربعة جدود كل جد منهم رسول".

    الأمر الثاني يقول البنا: "إن هذا الجنس يمثل حيوية لم يظفر بها جنس كما ظفروا بها، وكما أن هذه الحيوية كانت مصدر تزكيتهم كانت أيضاً من مصدر غرورهم ونسيانهم المعنى الإنساني العام الوارد في قوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات 13).

    أما السبب الثالث، كما يقول مرشد "الإخوان" في خطبته، "فهو أنهم ورثة أقدم كتاب سماوي عرف الناس عنه شيئاً، وهو التوراة، وكانوا ألصق الناس بالأمة العربية في ذلك الوقت".

    ولكن أين استقر اليهود؟ وما علاقاتهم بفلسطين؟ ومتى كان ذلك بموجب تحليل البنا في حديثه لـ"الإخوان"؟ يقول البنا: "رسالة سيدنا موسى عليه السلام كانت في مصر، ونريد أن نتناول صلة رسالته بهذه الأمة" - أي الأمة المصرية!

    ثم يقول: "لقد وجد الإسرائيليون في مصر، وإنْ كان وطنهم الأصلي فلسطين، وكان أول من أقرهم يوسف عليه السلام (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا، وأتوني بأهلكم أجمعين)... إلى قوله تعالى (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) - يوسف 93-99.

    ثم يقول البنا: "وقد أقطعهم سيدنا يوسف عليه السلام الجهات الشرقية من أرض مصر، وكانت لا تزال أرضاً صحراوية وإنما أقطعهم إياها لأنهم آتون من البدو، ولأنه أراد ألا يمزج بينهم وبين المصريين الذين كانوا في ذلك الوقت على ديانة وثنية، ويعقوب والأسباط من أبناء يعقوب على التوحيد الخالص، فلم يشأ أن يكون هناك مثار للجدل الديني بينهم وبين المصريين".

    إشادة البنا إذاً باليهود، جاءت واضحة! فقد حاول أن يفسر سبب كثرة الأنبياء في بني إسرائيل، وأشار بالنص إلى "كرم عنصر هذا الجنس"، أي اليهود، و"فيض الروحانية القوية التي تركزت فيه"، وقال عن الجنس اليهودي إنه "قد انحدر من أصول كريمة، ولهذا ورث حيوية عجيبة"، وأضاف أنها "حيوية لم يظفر بها جنس كما ظفروا بها"! وأكد مرشد الإخوان كذلك أن بني إسرائيل "ورثة أقدم كتاب سماوي عرف الناس عنه شيئاً وهو التوراة، وأن اليهود "وطنهم الأصلي فلسطين"!؟

    هذه الآراء صدرت عام 1940 عن البنا، بحضور جمع وشهود من "الإخوان"، وقام أحدهم بتسجيلها بدقة في كتابه المشار إليه. وقد صرّح البنا بكل هذا دون ضغط أو إكراه من الحكومة المصرية ودون أي تدخل من الصهيونية والموساد، وقبل أن تبدأ مباحثات السلام العربية- الإسرائيلية وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وظهور السادات بوقت طويل!

    والآن، هل يجرؤ أحد من الإسلاميين أو الليبراليين أو "المتخاذلين"، على أن يتحدث عن اليهود وفلسطين بهذه الصراحة والوضوح.. دون أن يطير جلده؟ الأمر لكم!





    جميع الحقوق محفوظة © لجريدة الاتحاد


    جريدة الاتحاد
    الأحد 20 صفر 1430هـ - 15 فبراير 2009م
    www.alittihad.ae[/B]
                  

02-22-2009, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة .. (Re: الكيك)

    الإسلام السياسي"...مثاليات وتمنيات

    خليل علي حيدر



    النقطة الأساسية، التي لا يلتفت إليها دعاة الحكم الإسلامي، هي استحالة التفريق بين "النظام الإسلامي الشرعي" و حتمية هيمنة الأحزاب الإسلامية على مقدرات الدول ومؤسساتها.

    خليل على حيدر

    يرى البعض أننا لا نميل في فكرنا الحضاري وقرارنا السياسي- بغض النظر عن ماهية التوجه، ومهما طال بنا الوقت- إلى حسم الخيار واتخاذ القرار. ونظل سابحين في عالم المثال واللغة، والمصطلح والخيال، والتمنيات والأيام الخوالي، حتى نستيقظ إنْ استيقظنا ذات يوم!

    كثير من الباحثين والمفكرين في بلادنا، يلاحظ "د. محمد سليم العوا"، مغرمون بالثنائيات والمقابلة بين المتضادات أو المتناقضات. كلام الباحثين والمفكرين ومقالات الصحفيين، يضيف المفكر الإسلامي المعروف، يزخر بعناوين مثل "الأصالة والمعاصرة، التراث والتجديد، الاستقلال والتبعية، التغريب والأسلحة". وتراثنا القديم مليء بهذه الثنائيات أيضاً مثل "الجبر والاختيار، الاجتهاد والتقليد، السلفية والمذهبية، والتنزيه والتشبيه".

    فكأننا قوم مغرمون بأن نضع في كل موضوع عناوين، يقبل بعضنا واحداً منها ويرفض الآخر. الرفض مطلق ودائم، والقبول أبدي لا يتغير. فهل هذا ثبات أم جمود؟ وهل هو دليل عمق تفكير ونضج قرار، أم تراه دوراناً في حلقة مفرغة؟ "د. العوا" يقول" إن هذا التأرجح الفكري لا يمت إلى الإسلام بصلة. فالإسلام عارض هذه الثنائية منذ اليوم الأول، و"خط بالقلم الأحمر" على جميع الأعراف والعادات والتقاليد والنظم التي وجدت قبله. "فالإسلام ليس صاحب هذه الفكرة الثنائية التي ترفض واحداً وتقبل الآخر. الإسلام صاحب فكرة جامعة تنشد الحكمة أنى كان مصدرها".

    ويستشهد د. العوا بموقف للإمام أبي حنيفة، "لما حلت كارثة بيئية، فامتنع المطر وفسد الزرع، وأصبح الزراع في حالة سيئة، لا يجدون قوتاً للعام القادم، وسألوه عن هذه المسألة، تأمّل فيها ثم قال لهم: كان من جميل صنع الأكاسرة - ملوك فارس الذين كانوا مجوساً يعبدون النار - أنه إذا وقع قحط أو جاع الناس، عوّضوهم وأعطوهم البذور والثمار من خزائن كسرى".

    وهذا ما أفتى به الخليفة، وجعله يعطي الناس من بيت المال، لأن القحط والجوع، يقول د. العوا، "لا يمكن أن يرد فقط بالدعوات الصالحات والتمنيات الطيبة".

    كان د. العوا ضمن المتحدثين في "حوارات الفكر العربي المعاصر" بعمان - الأردن 1997-1998. وكان عنوان حديثه "الإسلام والديمقراطية".. وقد قلل العوا في بداية حديثه من أهمية السرد التاريخي لتطور الديمقراطية منذ أيام اليونان، لأنه "غير مفيد للمسلمين الذين يعانون في بلادهم كلها. وأكبر ما يعانونه افتقادهم حقهم في الشورى، التي هي موجودة في أصل تشريعهم، وفي الديمقراطية التي يتمتع بها الناس جميعاً، في كل الدنيا!".

    ويميز د. العوا بين اعتبار الإسلام مرجعية فكرية عقائدية دينية للدولة الديمقراطية المنشودة، واعتباره مرجعية حضارية، يقبلها المسلمون وغير المسلمين في المجتمعات العربية. ولكنه يشير إلى "وثيقة المدينة" و"العُهدة العمرية"، ولا يعالج المخاطر المعاصرة اليوم للإسلام السياسي على الأقليات وغير المسلمين.

    ولا ينظر إلى "التحول الإسلامي" في إطار الدولة الحديثة وصراع القوى فيها! ولقد رأينا بأعيننا وبشكل موثق ملحوظ، نماذج من هذه المخاطر والتعديات في لبنان ومصر والعراق والكويت والسودان وإيران وباكستان وإندونيسيا، وحتى في غزة بفلسطين تحت حكم "حماس"!

    وعن تأثير الإسلام ونفوذه في المسلمين يقول: "إن المؤمنين بهذا الإسلام يخضعون مختارين لأحكامه، ويلتزمون قيمة وينزلون عند أوامره ونواهيه، ويأتون واجباته طائعين، وينتهون عن منهياته غير خائفين. هذا واقع الكثرة العامة في هذه الأمة، ولا تغتروا بالأفراد القلائل أو الأعداد المحدودة التي نراها في المدن الكبرى مثل القاهرة ودمشق انظروا إلى ريفنا وصحارينا وقرانا حيث الكثرة الكاثرة من أهلنا، هؤلاء هم المسلمون كما يعرف الناس المسلمين منذ القدم وحتى الآن، لم يتغير في إسلامهم شيء، وهم لا يسمعون ولا يطيعون إلا لمن يقودهم بهذا الإسلام أو يبشرهم به أو يعلمهم إياه".

    ويقول د. العوا، "إن الإسلام لم يعامل غير المسلمين معاملة الدرجة الثانية". ويقول: "لقد ضمن الإسلام لهؤلاء المواطنين غير المسلمين حقوقهم كاملة في العبادة والعقيدة والتنظيم الاجتماعي للأسرة والعائلة، بل التنظيم الديني لمؤسستهم الدينية وفق عقائدهم ودون تدخل من أحد".

    وتطمينات د. العوا لا تخلو للأسف من المثاليات والتمنيات. فإذا كان المسلمون أباً عن جد، وهم مسلمون! يعانون تحت حكم جماعات الإسلام السياسي شيعة وسنة، فكيف بغير المسلمين؟!

    الدكتور العوا، يتصور أنه عندما يقام "النظام الإسلامي"، فإن الكلمة ستكون "للإسلام كما هو"، لا للإسلاميين كما تحتم مصالحهم السياسية، ومآل صراعاتهم وتوازن القوى بين جماعاتهم وأجنحتهم، ومتشدديهم ومعتدليهم! فهذا ما رأيناه في أفغانستان وإيران وباكستان والسودان ولبنان وفلسطين والصومال، وما نراه واضحاً في جماعات "الاخوان المسلمين" في مصر والأردن وسوريا والعراق والكويت والسعودية واليمن وشمال أفريقيا.

    النقطة الأساسية والمحورية، التي لا يلتفت إليها دعاة الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة، هي استحالة التفريق بين "النظام الإسلامي الشرعي" واحتمالات بل حتمية هيمنة الأحزاب الإسلامية ورجال الدين المنتفعين ودكتاتورية الجماعات الإسلامية على مقدرات الدول ومؤسساتها.

    كيف يمكن أن "تطبق الشريعة" في مصر وسوريا والأردن والكويت مثلاً، دون أن يهيمن "الاخوان" أو السلف أو "التحرير" أو "حزب الله"أو أي حزب إسلامي آخر، على إدارة الدولة والإعلام والتعليم والخدمات والثقافة والسياسة الخارجية، وتدريجياً المال والاقتصاد والاستخبارات لملاحقة المعارضة؟!

    هل ستفكر هذه الجماعات عندها بتطبيق "الإسلام الصحيح"، وبالتسامح والاعتدال والوسطية، وبالشورى والديمقراطية و"الإسلام الحضاري"، وباليهود في الأندلس والنصارى في دمشق وبغداد، أم أن ما ستكون له الأولوية هو تثبيت أركان حكمهم وتعزيز سلطتهم وترسيخ نفوذهم؟

    إن الأفغان والباكستانيين مثلاً من اتباع المذهب الحنفي، هل التفتت جماعة "طالبان" إلى وجوه التسامح في هذا المذهب، واعتماده على مدرسة الرأي، وتفقّد الإمام أبي حنيفة لجاره السكير الذي كان يزعجه، كما في القصة المعروفة؟

    ويغلب المذهب المالكي على أهل السودان وشمال أفريقيا، فهل أقيمت السياسة السودانية بعد انقلاب "الجنرال عمر البشير"، وإقامة النظام الإسلامي وسن الدستور الإسلامي، على السياسات التي يمكن أن تستنبط من عموم الإسلام وفقه الإمام مالك؟

    وأقيم في جمهورية إيران الإسلامية منذ عام 1979 نظام "الدولة الإسلامية"، فهل رجال الدين وفقهاء الشيعة ومراجعهم مجمعون على أنها تتبع في سياساتها، سُنن الإمام علي بن أبي طالب وفقه الإمام جعفر الصادق؟

    ولو كان شيعة العراق أو أهل السنة فيها انخدعوا بالشعارات الدينية والمذهبية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وصدقوا كل تلك الوعود والأقنعة التي استخدمها الإرهابيون باسم العدالة و"الشريعة" و"الخلافة" و"الإمامة" لغرقت البلاد في دماء أهل المذهبين، ومعهم النصارى والصابئة وغيرهم!

    إن للدين إذاً مبادئه ومعطياته، وللسياسة الدنيوية والصراعات الحزبية والاقتصادية والمصلحية ضروراتها! وهذا ما يعرفه كل مسلم عبر تاريخه، منذ انتقال أمر الحكم من الخلافة الراشدة إلى الدولة الأموية ثم العباسية فالعثمانية، حتى وقوعنا اليوم أسرى بيد أحزاب الإسلام السياسي؟! وغدا الإسلام نفسه، كما يفهمه د. العوا أو يتمناه غيره، أسير مطامح الأحزاب الإسلامية وتطلعات زعاماتها ومقالات صحفييها وكتابها ودعاتها.

    ويتحدث د. العوا بصدق وحرارة عن ملايين المسلمين في "الريف والصحارى والقرى"، وعن مدى تمسكهم بالعقيدة الإسلامية وأهداب الشريعة. وهذا حق، ولكن هل تلتفت الأحزاب الإسلامية إليها، بعد أن تقع مجتمعاتنا بين براثنها؟ هل يهم هذه "الأنظمة الإسلامية" حقاً إن أمسكت بالسلطة، أن تنتقل بالمجتمع الأفغاني أو السوداني أو الباكستاني أو الإيراني أو المصري، خلال عشر سنوات أو عشرين مثلاً، إلى مصاف أي دولة صناعية متقدمة، من دول العالم؟ هل لديها فعلاً سياسات اقتصادية تضاعف مستويات الدخل، وتفتح المجال للاستثمار، وتضع حداً للفقر والبطالة وتردى حالة الخدمات؟

    هل تريد أحزاب "الإخوان" والسلف والتحرير وجماعات السنة والشيعة، "إقامة دولة عصرية ثرية حديثة"، أم أنها تريد أكثر وأول ما تريد، إقامة "نظام إسلامي شرعي"، تلغي فيه كافة "القوانين الوضعية"، وتمحى في الدولة كل ترسبات "الغزو الثقافي" و"آثار الجاهلية الغربية" و"الطواغيت"!؟

    هذا "النظام الإسلامي" الذي يداعب خيال الإسلاميين منذ قرن أو نصف قرن، نظام لا يعترف بالواقع الدولي، ولا يكترث بمطالب ومصالح ملايين الفقراء في الريف والصحارى والقرى وحتى المدن الإسلامية.

    إنه جحيم آخر ستحترق فيه آمال وأحلام فقراء المسلمين، وتزداد بسببه مجتمعاتهم تعاسة، وتتراجع مستويات المعيشة في ديارهم، وبخاصة في القرى والأرياف والبوادي، لأن معظم الصراع سيدور في المدينة ونخبها.أما عن البطالة، والندم، وخيبة الأمل... فلا تسل!





    جميع الحقوق محفوظة © لجريدة الاتحاد


    جريدة الاتحاد
    الاحد 27 صفر 1430هـ - 22 فبراير 2009م
    www.alittihad.ae[/B]
                  

02-22-2009, 05:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة .. (Re: الكيك)

    الإخوان المسلمين يكذبون كما يتنفسون وحماس نموذج لهم


    قال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المصري إن الإخوان المسلمين' يكذبون كما يتنفسون، واذا حكموا سلخوا خصومهم وارتكبوا الجرائم وحما س نموذج لهم.
    وقال السعيد في مقابلة مطولة مع صحيفة السياسة الكويتية اليوم، إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر جماعة محظوظة لا محظورة ويحق لهم ما لا يحق لحزب كحزب شرعي في مصر لأنهم لا يشكلون خطرا على النظام ولهذا لا يحاربهم، ويمسك بالعصا من المنتصف، وذلك لأنهم لا يجدون مثقفا واحدا في حزبهم يملك الشجاعة لكي ينتقد هذه الجماعة المحظورة او حتى يمتلك المعرفة، حسب قوله.
    وقال ان جماعة الإخوان هذه الجماعة المحظوظة مستمرة في نهجها بين كونها جماعة دعوية وبين كونها حزبا سياسيا ولو أرادت أن تكون حزبا سياسيا ولو أرادت أن تكون حزبا سياسيا لفعلت منذ أيام مؤسسها حسن البنا.
    وأوضح أن القانون المصري يمنع قيام حزب على أساس ديني كما يمنع قيام حزب يكون مركزا أو فرعا لتنظيم دولي وهم يردون إن يحتفظوا بالتنظيم الدولي.
    وقال إن الإخوان ليس لديهم برنامج سياسي بل عندهم ما يسمى المنهاج، وحسن البنا هو من أعده في المؤتمر الخامس لهم لكي يعلن تأييده للملك فاروق، وقال السعيد إن هذا البرنامج والمنهاج كله من الإسلام وكل نقص من الإسلام ذاته، إذا أردنا أن ننتقد أي كائن كان حرفا من هذا المنهاج فانه ينتقد حرفا من الإسلام وإذا قال احد ينقص ما في هذا الموضوع او ذاك فان ذلك يعني اتهاما موجها للإسلام بالنقص، انهم يعتبرون أنفسهم صحيح الإسلام.
    وقال: انظر إلى حركة حماس الفلسطينية وفتش عن سبب عدم قبولها بالانتخابات التشريعية مرة أخرى ستجد انها ترفض لأنها تنبأت، فقد وصلت الى السلطة فلا يجب ان تسقطها انتخابات ولا زفت ولا عفريت ازرق لان في إسقاطها سقوط الإسلام فهكذا يفكرون.
    وقال السعيد إن الهزيمة الكبرى لفكر جماعة الإخوان المسلمين جاءت بالانقلاب الدموي الذي قامت به حماس فقد رأي الناس الإخوان عندما وصلوا إلى السلطة وشاهدوا كيف سلخوا خصومهم وقذفوا بشخص من الطبقة الثامنة عشرة وارتكبوا كل الجرائم التي يمكن أن ترتكب.
    واعتبر السعيد حماس امتدادا للإخوان المسلمين ووصف من ينفون هذه الحقيقة بأنهم يكذبون كما يتنفسون فالجميع يعرفون ذلك، والبعض استخدم حماس كجزء من الدفاع عن الإخوان المسلمين ورغبة في عدم تقديمهم للمحاكمة العسكرية، وقال لقد حدث ان احد قادة حماس البارزين زار مصر للمرة الأولى، وأعطيت له سيارة حكومية لاستخدامه فذهب على الفور بها لزيارة مكتب الإرشاد وذلك قبل أن يقابل المسؤولين المصرين الذي رفضوا مقابلته احتجاجا على مقابلته للاخون، ولكنهم اعتبروا التصرف 'قلة ذوق' اذ كيف له ان يقابل الاخوان قبل المسؤولين وقال السعيد إذا ففي ماذا نناقش؟ انهم جزء من التنظيم الدولي.
    وقال لقد سبق أن نشرت لائحة هذا التنظيم الدولي فمن ذا الذي يمكن ان يتجاسر وينفي وجوده ومن يتجاسر فهو كاذب.

    ايلاف
                  

02-24-2009, 05:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة .. (Re: الكيك)

    لإثنين 23 فبراير 2009م، 28 صفر 1430هـ العدد 5624


    السودان بين التعددية والتعدد

    د . حيدر ابراهيم علي

    يكاد الإنسان أن يجزم بأننا شعب -وبالذات نخبته وقياداته- غير جاد رغم التجهم والكآبة المنتشرة، وأننا نسيء تقدير الأمور كثيراً. وهذا ليس حكماً جائراً ومرسلاً ولكن من يتابع كيف نناقش ونعالج مشكلاتنا يتضح لنا ذلك الأمر جلياً. فنحن نتعامل مع أخطر الأمور بكثير من الثرثرة والضجيج. كذلك نخترع القضايا الانصرافية ومعدومة القيمة: اجتماعياً وثقافياً وسياسياً. وهل تكون اللامبالاة شجاعة وحكمة حين تقترب الكوارث منا ونحن في اللهو واللغو منصرفون؟ وأحياناً أجد بعض العذر في تراثنا: ألم يعقد أجدادنا سباقاً للحمير وانشغلوا به، بينما الكارثة تزحف عليهم؟ أظننا أبناء صدق لتاريخ من عدم الجدية. وقد ينبري من يقول إنه التوكل، ولكنه توكل دون أن نعقلها أو نعقل.
    يعيش السودانيون هذه الأيام تحديات عظيمة، كل واحدة منها في حجم الزلازل أو البركان، وإذا لم تكن الاستجابة على قدر التحدي. هناك قضايا المحكمة الجنائية الدولية والأزمة المالية في شكلها السوداني، وانجاز السلام في الجنوب ودارفور. وهذه ليست قضايا سياسية عادية، ولكنها قضايا مصيرية بلا مبالغة، تحدد مصير ووجود السودان هل سيكون أو لا يكون؟ على الأقل موحداً. وهي لذلك تكتسب بعداً قومياً يتجاوز حدود المعارضة والحكومة والكسب الحزبي. كما تتطلّب جدية عالية وقدرة على تحديد الأولويات في أجندتنا الوطنية والسياسية. ولكن وسط كل هذه الأجواء الخطرة، تجدنا مشغولين بزواج الإيثار أو المسيار وعيد الحب (فالنتاين) وتسجيل وارغو... إلخ. ويتقدّم الحديث عن تعدد الزوجات على مناقشة التعددية السياسية، وكأن هناك من يتمنى أن تحل التعددية في الزواج مكان التعددية السياسية، وبالتالي سوف تحل كل مشاكل الحكم والحب والمعاش والاقتصاد.
    كان أكثر ما أثار قلقي وخيبة أملي أن يكون على رأس المشاركين في هذه المجالات علماء أجلاء ندّخرهم لقضايا الوطن التي مرّ ذكرها وألا يتحدثوا ويفتوا إلا فيها. هل يرى علماؤنا وفقهاؤنا أن زواج المسيار أشد أهمية من خطر المحكمة الجنائية الدولية وتعثر الميزانية دون أن تكمل الشهرين، ومن استمرار الاقتتال في جبل مرة؟ وهذا يعيدنا إلى التساؤل حول جدوى وحكمة أن يؤسس الفقهاء ورجال الدين هيئة للعماء. وأعتقد أن قيام مثل هذه الهيئة يحمل من السلبيات أكثر مما يعطي إيجابيات. ولكنني أبدأ بسؤال أولي: هل لهيئات العلماء سابقة أصولية في التاريخ الإسلامي؟ هل عرف عهد الخلفاء الراشدين وحتى العصور الأموي والعباسي الأول والثاني والفاطمي والأيوبي والإخشيدي والطولوني... إلخ، مثل هذه الهيئات ولو بتسميات مختلفة؟ هل فكّر الأئمة -أصحاب المذاهب تكوين مثل هذه الكيانات؟ وهذا يقود إلى أهداف مثل هذه الهيئات، وهو الاجتهاد في المسائل المستحدثة -حسب ما هو معلن-. والمعروف أن الاجتهاد يبدأ فردياً ويقوم به فقيه عالم وكفء وعارف للحياة والناس، وفكرة الاجتهاد الجماعي حديثة تماماً. وهي لا تهدف إلى المؤسسية في الاجتهاد، ولكن غرضها مركزية الافتاء ثم احتكار فئة معينة للفتوى. ومن الملاحظ أن قيام مثل هذه الهيئات تزامن مع وجود نظم شمولية وطنية ونظم سلفية تحتاج لتوظيف الدين في تعزيز سلطتها. وفي الماضي كان الفقيه الواحد يساوي سلطة كاملة أو سلطانا، قول حسن ود حسونة للملك بادي: انا ملكك عرضوه عليَّ أنا أبيته. وكان الفقيه لوحده مدرسة كاملة للفقه والدين. إذ لم تكن الحكمة في الكثرة بل في المعرفة والبركة فقط.
    تساءلت هل هذا وقت نقاش زواج المسيار أو الإيثار؟ ما الذي استجد حتى يحتل هذا الزواج مكانة متقدّمة في النقاش ويتصدّر صفحات الجرائد ويتقدّم في المنتديات؟ هل اكتشف السودانيون فجأة أن المفقود في حياتهم البائسة هو زوجات أكثر بتسميات مغرية؟ هل حقق السودانيون احتياجاتهم الأساسية في التعليم والصحة والطعام والسكن والماء النظيف والطرق ولم يتبق لهم سوى الاستمتاع بالنساء وتبرع علماء فاضلون ليجدوا لهم المخارج والسبل لزوج أعلى من: ما ملكت يمينكم وأقل قليلاً من الزواج الشرعي السائد؟ ويسعى الفقهاء لتحويل رخصة تعدد الأزواج وفي حالات استثنائية مع شرط العدل الصعب إلى فرض أو سنة مؤكدة، مع أن هدف الرخصة أو الاباحة يقع في باب السعة للمسلمين وليس التضييق، فقط.
    هناك سؤال مهم هو لماذا تقدم موضوع تعدد الزوجات في الأجندة الدينية والاجتماعية السودانية خلال فترة حكم مشروع حضاري اسلامي؟ وقد تلازم مع التعدد ظواهر أخرى مثل زواج الفتيات صغار السن من رجال كبار السن -شيوخ وكهول-، وما يتبع ذلك من مشكلات وتعقيدات. كما تزايدت حالات الطلاق وتبدو المسألة وكأنها متناقضة مع دعوة التعدد. ولكن يمكن تفسير هذه الظواهر المتناقضة من خلال فهم ثقافة الإسلامويين التي تسعى إلى إيجاد معادلة تشمل التدين والترف وتتعايش مع الانحلال والانحراف طالما كان بعيداً عن حرمها. فالإسلامويون يريدون خلق عدو مثلما تفعل أميركا مع الشيوعية ثم الإسلام. فهم يريدون انحلالاً وانحرافاً يحاربونه لتبقى شعلة الحماس والتطرّف مشتعلة في قلوبهم وفي المجتمع. لذلك كثيراً ما يجعل بعض المتدينين في الانقاذ من قضايا جانبية وتافهة موضوعات في أجهزة الإعلام وفي المجالس التشريعية. ومن ناحية أخرى، يرى كثير من الإسلامويين أن المقصود بألا تنس نصيبك من الدنيا، هو النساء والمال. لذلك يحاولون الإكثار منهما، وكأنهم ينفّذون نصيحة ربانية.
    من الملاحظ أن التعدد في الزوجات اصبح -مع الانقاذ- ثقافة وطريقة حياة وسلوكا. فقد لاحظت تفاخر بعضهم ودعوتهم الصريحة للآخرين، بغض النظر عن اختلاف الظروف، إلى ممارسة تعدد الزوجات. ففي مقابلة صحفية طريفة ولكنها محزنة مع أحد المسؤولين يقوم بتمجيد التعدد دون تحفّظ ويحاول تجميل هذا الفعل، وقد صممت الصحيفة عناوين مثيرة للمقابلة، مثل (عندما كنت عازباً يثير إعجابي كل متزوّج من امرأة) و(ندمت جداً لأنني لم أتزوّج أربع نساء مبكراً) و(صدمة الزواج الثاني صعبة على الزوجة الأولى) ويقول عن زوجاته: (أكبرهن عمرها 36 عاماً وأصغرهن طالبة ثانوي ذات 17 عاماً) ويختم المقابلة (أتمنى أن يتحلى المجتمع بالفهم الصحيح ويجب التحفيز لكل مشاريع الزواج ويعتبر هذا عمل خير وأنا أرى أن مشاريع الزواج تجد القبول والنجاح وأنصح بالتعدد وعدم ظلم النساء) (صحيفة الحياة 9/9/2004).
    من الصعب في ثقافة الإنقاذ الإسلاموية النظر إلى المجتمع وظواهره بطريقة منهجية وعلمية. فالقضايا لديهم مجزأة ولا تحتاج إلى تسبيب وعقلانية. ففي الوقت الذي يروّجون فيه لتعدد الزوجات تطفح الصحف بإعلانات طلب الطلاق بسبب الاعثار أو الغيبة. هذا غير حالات الطلاق المتزايدة يومياً بسبب ضيق الحياة، والتي لا تصل المحاكم. وتدل ظاهرة الطلاق على الجزء المكمّل للنظرة الدونية للمرأة. وأوردت إحدى الصحف تغطية لظاهرة الطلاق والتي بلغت حالاتها (57.870) حالة خلال عام 2007، ولكن ما أثار انتباهي أكثر عنوان التقرير وهو: زوجة منتهية الصلاحية! (صحيفة الرأي العام 1/7/2008) لقد بلغ تشيؤ المرأة أي تحويلها إلى شيء درجة بعيدة في ثقافة الانقاذ. ففي مثل هذا العنوان انتزاع لأي إنسانية يمكن أن ننسبها إلى المرأة وتصبح في نظرهم مثل السيارات والثلاجات وكروت الشحن. وقد كان من المتوقع في مثل هذا الوضع المتدني ان يهب العلماء- الفقهاء إلى نصرة المرأة وإبراز قيم التكريم التي أكدها الإسلام تجاه المرأة والرجل. ولكن أكثرهم يظهر اهتمامه بالتعدد الزوجي أكثر من القيم الدينية الأخرى.
    تفتقد المرأة حسب رؤية الانقاذ وفقهاء هذا الزمان قيمتها الذاتية كإنسان وهي تعرف وتحدد بغيرها -أي الرجل. فهي اذا لم تتزوج تفقد قيمتها كشخص مستقل ومكتفي ذاتياً أي يمكن أن يحقق ذاته دون حاجة لآخر. فهي تعرف كزوجة أو أم فقط قبل أن تعرف كعالمة أو كاتبة أو ناشطة. لذلك انتشرت في ثقافة الانقاذ فوبيا عدم الزواج وما يتبع ذلك من مشكلات نفسية وعاطفية واجتماعية للمرأة المفردة. وتكمن المشكلة في استبطان المرأة لهذه الفكرة وأصبحت ترى نفسها من خلال هذا المنظور. وضمن هذا السياق كان بعض الصحافيين التعساء يهاجمون كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، حين تتشدد في مواقفها تجاه السودان، ويصفونها بأنها (عانس) وكأن هذا يلغي كل قدراتها وكفاءاتها الأخرى. ويحاول بعضهم (تخفيف دمه) ويعرض عليها الزواج. وفي هذه الأجواء أيضاً، عثرت على ورقة في مكتب حكومي متبادلة بين الفتيات ويتم تصويرها وتوزيعها، تشتمل على ما يسمى دعاء الزواج، تقول (اللهم إني أسألك يا الله أن ترزقني ابن الحلال اللهم يسّر لي أمر الزواج يا الله أرزقني زوجاً صالحاً يعبد الله ننجب أولاداً يعبدونك ويوحدوك)، تدعي بهذا الدعاء ربنا يرزقها بابن الحلال!
    أثار لديَّ نقاش الفقهاء لموضوع زواج المسيار والإيثار كثيراً من الأفكار والتي تعالج أدواء هذا المجتمع نتيجة ثقافة الانقاذ، وكنا نرجو من علمائنا الكثير لإخراج المسلمين من هذه المنخفضات الدينية الانصرافية إلى تجديد ديني يخاطب العقل ويهتم بقضايا النهضة والتنمية والانطلاق والتقدّم. ولا تعودوا بنا إلى علماء المماليك الذين ظنوا أن سفن نابليون البخارية تحارب بقراءة البخاري. هذا السودان المسكين يحتاج إلى مسيار في معيشته وفي مشاكله المتزايدة، أعملوا لتيسير حياة المواطنين وجعلها أكثر سعادة. وفي هذه الحالة يمكن قيام الهيئات لأن مبررها سيكون التعاون على البر والتقوى. وهنا عليكم أن تجتمعوا لنصيحة الحاكم لو كان جائراً ولردع الفاسد ومطالبته برد الأموال ولتذكير المسؤولين بواجباتهم نحو المواطنين. وحينئذ نقول لكم بملء الفم جزاكم الله خيراً، لأنكم تحوّلتم من فقهاء السلطان إلى فقهاء الإنسان. وهذا يعيدني إلى العنوان باعتبار أننا بحاجة إلى التعددية: السياسية والثقافية والدينية والإثنية. لأن في التعدد بعثاً للديمقراطية وتقوية لها. الأولوية والضرورة والحاجة الآن للتعددية، بينما التعدد شأن خاص تستوجبه ظروف غير عادية ولا يصح أن يشغلنا في مثل هذه الظروف الصعبة.

    مركز الدراسات السودانية

    الصحافة
                  

02-24-2009, 05:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبح العلمانية ...ام شرور الاخوان المسلمين ....؟ ردا على عبد الرحمن الزومة .. (Re: الكيك)

    لإثنين 23 فبراير 2009م، 28 صفر 1430هـ العدد 5624


    السودان بين التعددية والتعدد

    د . حيدر ابراهيم علي

    يكاد الإنسان أن يجزم بأننا شعب -وبالذات نخبته وقياداته- غير جاد رغم التجهم والكآبة المنتشرة، وأننا نسيء تقدير الأمور كثيراً. وهذا ليس حكماً جائراً ومرسلاً ولكن من يتابع كيف نناقش ونعالج مشكلاتنا يتضح لنا ذلك الأمر جلياً. فنحن نتعامل مع أخطر الأمور بكثير من الثرثرة والضجيج. كذلك نخترع القضايا الانصرافية ومعدومة القيمة: اجتماعياً وثقافياً وسياسياً. وهل تكون اللامبالاة شجاعة وحكمة حين تقترب الكوارث منا ونحن في اللهو واللغو منصرفون؟ وأحياناً أجد بعض العذر في تراثنا: ألم يعقد أجدادنا سباقاً للحمير وانشغلوا به، بينما الكارثة تزحف عليهم؟ أظننا أبناء صدق لتاريخ من عدم الجدية. وقد ينبري من يقول إنه التوكل، ولكنه توكل دون أن نعقلها أو نعقل.
    يعيش السودانيون هذه الأيام تحديات عظيمة، كل واحدة منها في حجم الزلازل أو البركان، وإذا لم تكن الاستجابة على قدر التحدي. هناك قضايا المحكمة الجنائية الدولية والأزمة المالية في شكلها السوداني، وانجاز السلام في الجنوب ودارفور. وهذه ليست قضايا سياسية عادية، ولكنها قضايا مصيرية بلا مبالغة، تحدد مصير ووجود السودان هل سيكون أو لا يكون؟ على الأقل موحداً. وهي لذلك تكتسب بعداً قومياً يتجاوز حدود المعارضة والحكومة والكسب الحزبي. كما تتطلّب جدية عالية وقدرة على تحديد الأولويات في أجندتنا الوطنية والسياسية. ولكن وسط كل هذه الأجواء الخطرة، تجدنا مشغولين بزواج الإيثار أو المسيار وعيد الحب (فالنتاين) وتسجيل وارغو... إلخ. ويتقدّم الحديث عن تعدد الزوجات على مناقشة التعددية السياسية، وكأن هناك من يتمنى أن تحل التعددية في الزواج مكان التعددية السياسية، وبالتالي سوف تحل كل مشاكل الحكم والحب والمعاش والاقتصاد.
    كان أكثر ما أثار قلقي وخيبة أملي أن يكون على رأس المشاركين في هذه المجالات علماء أجلاء ندّخرهم لقضايا الوطن التي مرّ ذكرها وألا يتحدثوا ويفتوا إلا فيها. هل يرى علماؤنا وفقهاؤنا أن زواج المسيار أشد أهمية من خطر المحكمة الجنائية الدولية وتعثر الميزانية دون أن تكمل الشهرين، ومن استمرار الاقتتال في جبل مرة؟ وهذا يعيدنا إلى التساؤل حول جدوى وحكمة أن يؤسس الفقهاء ورجال الدين هيئة للعماء. وأعتقد أن قيام مثل هذه الهيئة يحمل من السلبيات أكثر مما يعطي إيجابيات. ولكنني أبدأ بسؤال أولي: هل لهيئات العلماء سابقة أصولية في التاريخ الإسلامي؟ هل عرف عهد الخلفاء الراشدين وحتى العصور الأموي والعباسي الأول والثاني والفاطمي والأيوبي والإخشيدي والطولوني... إلخ، مثل هذه الهيئات ولو بتسميات مختلفة؟ هل فكّر الأئمة -أصحاب المذاهب تكوين مثل هذه الكيانات؟ وهذا يقود إلى أهداف مثل هذه الهيئات، وهو الاجتهاد في المسائل المستحدثة -حسب ما هو معلن-. والمعروف أن الاجتهاد يبدأ فردياً ويقوم به فقيه عالم وكفء وعارف للحياة والناس، وفكرة الاجتهاد الجماعي حديثة تماماً. وهي لا تهدف إلى المؤسسية في الاجتهاد، ولكن غرضها مركزية الافتاء ثم احتكار فئة معينة للفتوى. ومن الملاحظ أن قيام مثل هذه الهيئات تزامن مع وجود نظم شمولية وطنية ونظم سلفية تحتاج لتوظيف الدين في تعزيز سلطتها. وفي الماضي كان الفقيه الواحد يساوي سلطة كاملة أو سلطانا، قول حسن ود حسونة للملك بادي: انا ملكك عرضوه عليَّ أنا أبيته. وكان الفقيه لوحده مدرسة كاملة للفقه والدين. إذ لم تكن الحكمة في الكثرة بل في المعرفة والبركة فقط.
    تساءلت هل هذا وقت نقاش زواج المسيار أو الإيثار؟ ما الذي استجد حتى يحتل هذا الزواج مكانة متقدّمة في النقاش ويتصدّر صفحات الجرائد ويتقدّم في المنتديات؟ هل اكتشف السودانيون فجأة أن المفقود في حياتهم البائسة هو زوجات أكثر بتسميات مغرية؟ هل حقق السودانيون احتياجاتهم الأساسية في التعليم والصحة والطعام والسكن والماء النظيف والطرق ولم يتبق لهم سوى الاستمتاع بالنساء وتبرع علماء فاضلون ليجدوا لهم المخارج والسبل لزوج أعلى من: ما ملكت يمينكم وأقل قليلاً من الزواج الشرعي السائد؟ ويسعى الفقهاء لتحويل رخصة تعدد الأزواج وفي حالات استثنائية مع شرط العدل الصعب إلى فرض أو سنة مؤكدة، مع أن هدف الرخصة أو الاباحة يقع في باب السعة للمسلمين وليس التضييق، فقط.
    هناك سؤال مهم هو لماذا تقدم موضوع تعدد الزوجات في الأجندة الدينية والاجتماعية السودانية خلال فترة حكم مشروع حضاري اسلامي؟ وقد تلازم مع التعدد ظواهر أخرى مثل زواج الفتيات صغار السن من رجال كبار السن -شيوخ وكهول-، وما يتبع ذلك من مشكلات وتعقيدات. كما تزايدت حالات الطلاق وتبدو المسألة وكأنها متناقضة مع دعوة التعدد. ولكن يمكن تفسير هذه الظواهر المتناقضة من خلال فهم ثقافة الإسلامويين التي تسعى إلى إيجاد معادلة تشمل التدين والترف وتتعايش مع الانحلال والانحراف طالما كان بعيداً عن حرمها. فالإسلامويون يريدون خلق عدو مثلما تفعل أميركا مع الشيوعية ثم الإسلام. فهم يريدون انحلالاً وانحرافاً يحاربونه لتبقى شعلة الحماس والتطرّف مشتعلة في قلوبهم وفي المجتمع. لذلك كثيراً ما يجعل بعض المتدينين في الانقاذ من قضايا جانبية وتافهة موضوعات في أجهزة الإعلام وفي المجالس التشريعية. ومن ناحية أخرى، يرى كثير من الإسلامويين أن المقصود بألا تنس نصيبك من الدنيا، هو النساء والمال. لذلك يحاولون الإكثار منهما، وكأنهم ينفّذون نصيحة ربانية.
    من الملاحظ أن التعدد في الزوجات اصبح -مع الانقاذ- ثقافة وطريقة حياة وسلوكا. فقد لاحظت تفاخر بعضهم ودعوتهم الصريحة للآخرين، بغض النظر عن اختلاف الظروف، إلى ممارسة تعدد الزوجات. ففي مقابلة صحفية طريفة ولكنها محزنة مع أحد المسؤولين يقوم بتمجيد التعدد دون تحفّظ ويحاول تجميل هذا الفعل، وقد صممت الصحيفة عناوين مثيرة للمقابلة، مثل (عندما كنت عازباً يثير إعجابي كل متزوّج من امرأة) و(ندمت جداً لأنني لم أتزوّج أربع نساء مبكراً) و(صدمة الزواج الثاني صعبة على الزوجة الأولى) ويقول عن زوجاته: (أكبرهن عمرها 36 عاماً وأصغرهن طالبة ثانوي ذات 17 عاماً) ويختم المقابلة (أتمنى أن يتحلى المجتمع بالفهم الصحيح ويجب التحفيز لكل مشاريع الزواج ويعتبر هذا عمل خير وأنا أرى أن مشاريع الزواج تجد القبول والنجاح وأنصح بالتعدد وعدم ظلم النساء) (صحيفة الحياة 9/9/2004).
    من الصعب في ثقافة الإنقاذ الإسلاموية النظر إلى المجتمع وظواهره بطريقة منهجية وعلمية. فالقضايا لديهم مجزأة ولا تحتاج إلى تسبيب وعقلانية. ففي الوقت الذي يروّجون فيه لتعدد الزوجات تطفح الصحف بإعلانات طلب الطلاق بسبب الاعثار أو الغيبة. هذا غير حالات الطلاق المتزايدة يومياً بسبب ضيق الحياة، والتي لا تصل المحاكم. وتدل ظاهرة الطلاق على الجزء المكمّل للنظرة الدونية للمرأة. وأوردت إحدى الصحف تغطية لظاهرة الطلاق والتي بلغت حالاتها (57.870) حالة خلال عام 2007، ولكن ما أثار انتباهي أكثر عنوان التقرير وهو: زوجة منتهية الصلاحية! (صحيفة الرأي العام 1/7/2008) لقد بلغ تشيؤ المرأة أي تحويلها إلى شيء درجة بعيدة في ثقافة الانقاذ. ففي مثل هذا العنوان انتزاع لأي إنسانية يمكن أن ننسبها إلى المرأة وتصبح في نظرهم مثل السيارات والثلاجات وكروت الشحن. وقد كان من المتوقع في مثل هذا الوضع المتدني ان يهب العلماء- الفقهاء إلى نصرة المرأة وإبراز قيم التكريم التي أكدها الإسلام تجاه المرأة والرجل. ولكن أكثرهم يظهر اهتمامه بالتعدد الزوجي أكثر من القيم الدينية الأخرى.
    تفتقد المرأة حسب رؤية الانقاذ وفقهاء هذا الزمان قيمتها الذاتية كإنسان وهي تعرف وتحدد بغيرها -أي الرجل. فهي اذا لم تتزوج تفقد قيمتها كشخص مستقل ومكتفي ذاتياً أي يمكن أن يحقق ذاته دون حاجة لآخر. فهي تعرف كزوجة أو أم فقط قبل أن تعرف كعالمة أو كاتبة أو ناشطة. لذلك انتشرت في ثقافة الانقاذ فوبيا عدم الزواج وما يتبع ذلك من مشكلات نفسية وعاطفية واجتماعية للمرأة المفردة. وتكمن المشكلة في استبطان المرأة لهذه الفكرة وأصبحت ترى نفسها من خلال هذا المنظور. وضمن هذا السياق كان بعض الصحافيين التعساء يهاجمون كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، حين تتشدد في مواقفها تجاه السودان، ويصفونها بأنها (عانس) وكأن هذا يلغي كل قدراتها وكفاءاتها الأخرى. ويحاول بعضهم (تخفيف دمه) ويعرض عليها الزواج. وفي هذه الأجواء أيضاً، عثرت على ورقة في مكتب حكومي متبادلة بين الفتيات ويتم تصويرها وتوزيعها، تشتمل على ما يسمى دعاء الزواج، تقول (اللهم إني أسألك يا الله أن ترزقني ابن الحلال اللهم يسّر لي أمر الزواج يا الله أرزقني زوجاً صالحاً يعبد الله ننجب أولاداً يعبدونك ويوحدوك)، تدعي بهذا الدعاء ربنا يرزقها بابن الحلال!
    أثار لديَّ نقاش الفقهاء لموضوع زواج المسيار والإيثار كثيراً من الأفكار والتي تعالج أدواء هذا المجتمع نتيجة ثقافة الانقاذ، وكنا نرجو من علمائنا الكثير لإخراج المسلمين من هذه المنخفضات الدينية الانصرافية إلى تجديد ديني يخاطب العقل ويهتم بقضايا النهضة والتنمية والانطلاق والتقدّم. ولا تعودوا بنا إلى علماء المماليك الذين ظنوا أن سفن نابليون البخارية تحارب بقراءة البخاري. هذا السودان المسكين يحتاج إلى مسيار في معيشته وفي مشاكله المتزايدة، أعملوا لتيسير حياة المواطنين وجعلها أكثر سعادة. وفي هذه الحالة يمكن قيام الهيئات لأن مبررها سيكون التعاون على البر والتقوى. وهنا عليكم أن تجتمعوا لنصيحة الحاكم لو كان جائراً ولردع الفاسد ومطالبته برد الأموال ولتذكير المسؤولين بواجباتهم نحو المواطنين. وحينئذ نقول لكم بملء الفم جزاكم الله خيراً، لأنكم تحوّلتم من فقهاء السلطان إلى فقهاء الإنسان. وهذا يعيدني إلى العنوان باعتبار أننا بحاجة إلى التعددية: السياسية والثقافية والدينية والإثنية. لأن في التعدد بعثاً للديمقراطية وتقوية لها. الأولوية والضرورة والحاجة الآن للتعددية، بينما التعدد شأن خاص تستوجبه ظروف غير عادية ولا يصح أن يشغلنا في مثل هذه الظروف الصعبة.

    مركز الدراسات السودانية

    الصحافة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de