دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ...
|
غاب عن دنيانا مساء امس العالم الاقتصادى والسياسى المحنك الدكتور فاروق كدودة احد ابرز الاقتصاديين فى السودان وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى .. الذى افتقدته المنابر الاعلامية التى اعتادت ان تراه فى بداية كل عام جديد.. اذ ارتبط اسمه بميزانية السودان السنوية التى اعتاد ان يشارك برايه وعلمه الغزير فى مناقشتها ونقدها النقد العلمى المتخصص البعيد عن كل هوى وانانية ضيقة .. كان همه السودان والعدالة والنزاهة والعدل زالمساواة وهى الصفات والاشواق التى ينادى بها الانبياء وجاؤوا من اجلها وطالوا البشرية ان تسود بينهم لان الانسان بطبعه ميال الى عطم النفس الامارة بالسوء فى كثير من الاحيان .. وفاروق كدودة مدرسة الصراحة والوضوح لا يخفى اى شىء حتى حياته الخاصة فهو كتاب مفتوح للعامة الخاصة والاعداء يقول رايه بصراحة ودغرى فى كل شىء استمدها من فكره ومن بيئته النقية من الرياء والنفاق وحب الذات .. نذر نفسه لخدمه اهله ووطنه وتلاميذه وحزبه بهذه الصفات التى احترمه بها كل من عرفه حتى اعدائه يعترفون له بحسن الخلق والصفات النبيلة التى قلما توجد فى كثير من الناس فى هذا الزمان .. لم اتشرف بمعرفته عن قرب عندما كنت فى السودان وكانت معرفتى به عامة نبحث عنه عند اول سنة ليتحدث لنا عن الميزانية وقبل اربعة اعوام جاءنا فى ابوظبى وعرفته عن قرب وكانت البداية فى النادى السودانى اتانا زائرا وجلس بيننا يتحدث ونحن نستمع اليه وتحسرت على اننى لم اعرفه عن قرب طيلة تلك السنوات من عمرى انه عالم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى فى مجاله الاقتصادى وتخصصه ونشاطه السياسى ايضا .. تحدث معى عن ثورة المعلومات وقال لى انتم الان فى نعمة فى بلد يوفر لكم كل ما تريدونه منها ونحن فى السودان وقتها لا نزال نستجدى اهل الحكم ليوفروا لنا ابسط انواع المعلومات فى مجالنا الاقتصادى ويرفضون ... واتفقنا على ان ارسل له كل ما هو مفيد من مطبوعات ودوريات فى مجال تخصصه الاقتصادى واكثر ما اعجبه النهضة الاقتصادية لدولة الامارات العربية والتى تحدث فيها كثيرا واستطاع بحديثه الصريح عمل مقارنة ومحاكمة زمنية وتاريخية سريعة بينها والسودان وعزا كل ذلك لسوء الادارة والسياسات العقيمة المتخلفة فى بلادنا التى لا تهتم بالعلم واهميته وفنون الادارة الحديثة ووضع الرجل المناسب فى موقعه .. بالامس اخبرنى دكتور فتحى خليل وهو من اقاربه برحيله ونحن نعزى الاستاذ عمر صديق المحامى فى فقيد السودان شقيقه عابدين وطلب منى الكتابة عنه وانزال كافة اعماله ومقابلاته الصحفية التى اجريت معه فى بوست تخليدا لذكراه .. ولابد لى هنا من مناشدة كل من بعرف او يملك اى معلومة متوفرة او اى من اعماله ..ان ينزلها فى هذا البوست .. رحم الله الاستاذ فاروق كدودة ابن السودان البار بحق وحقيقة رجل ذهب الى ربه لا يملك الا يدا بيضاء وشجاعة ادبية ورايا سديدا وسمعة حسنة وتاريخا ناصعا .. انا لله وانا اليه راجعون صدق الله العظيم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
ربما نعقد مؤتمرنا العام الخامس الشهر القادم أو الذي يليه هذه هي قصة العثور على نقد وامن الحزب سوف لن يدع حكاية الوشاية تمر لو كانت الأجهزة الأمنية تعرف مكانه منذ سنوات ما تركته يهنأ في مخبئه قلنا لهم اذا مفوضية الدستور خلاص أعطونا أغلبية في لجنة حقوق الإنسان
لماذا اعتمدمتوني وابتعثتوني لأحضر الدكتوراه على نفقة الشعب السوداني إذا؟ نعم لبيت دعوة جهاز الأمن ولماذا زراني المراقب الدولي لانتخابات رئاسة الجمهورية الجزائري الجنسية تلك السيدة عضو الحزب الشيوعي هاتفتني باكية قالوا نقد توفى هذا الصباح الشعب السوداني يستعد ليقدم للعالم تجربة جديدة مثل أكتوبر 64 وابريل 85 الحكومة والحركة يخططان للانفراد بمستقبل السودان السياسي ولذا قلنا نعم لاتفاق السلام ولكن لدينا تحفظات عندما اعتذر عن هذا الحوار متعللا بأنه يحزم حقائبه ليرحل من مسكنه الحالي قلت له أريد ان أفوز بشرف إجراء آخر مقابلة معكم في هذا المنزل وبالفعل بدأنا و 80% من أثاث منزله حملته السيارات لا ادري إلى أين الا ان ذلك لم يمنع من ان نجد المساحة والمقعد الذي نجلس عليه وبأريحية سودانية بدانا الحوار مع البروفيسور فاروق كدودة القيادي الشيوعي البارز والخبير الاقتصادي المرموق وعلى الرغم ان أحداث العثور على سكرتير الحزب نقد كانت تملا الأفق الا ان حوارنا مع البروف جاء شاملا لمعظم أحداث الساحة السياسية وبصراحته المعهودة أطلق البروف الكثير من الهواء الساخن من جوفه وتقلب الحوار في أكثر من منحى وموضوع استطعنا خلاله تلمس آراء واتجاهات الشيوعيين تجاه أكثر الأحداث سخونة هذه الأيام وجاءت إجاباته ودودة وأكثر سخونة سخونة لم يطفئها اختيار حرمه المصون الدكتورة أسماء السني رئيسا للاتحاد الدولي لأمراض الرئة كأول امراة تحوز هذا المنصب في العالم وكأول شخص من دول العالم النامي وفي هذا مفخرة لكل السودانيين فاروق كدودة نقدمه هكذا ودون تطويل او تنميق فماذا قلنا وبماذا أجاب........ بلاش لجنة الدستور أدونا غيرها في حوار مع السيد بكري عديل قال القوى غير المتمثلة في لجنة الدستور سوف لن تلتزم بقراراته لأنها لم تشارك في صنعها وانها سوف لن تسكت على هذا الوضع طويلا ما تعليقكم؟ حقيقة لم اسمع بهذا الكلام وعلى اية حال الأخ بكري هو احد قادة حزب كبير ومشهود له بالاجتهاد لكن الحركة السياسية عموما عندما ترفض المشاركة في لجنة الدستور لانها لا تريد ان تلعب دورا هامشيا لكننا طرحنا بدائل نحن نطالب بان تكون مشاركتنا فاعلة في كل المفوضيات الأخرى وقلنا في مفوضية الدستور خلاص حصل ما حصل لكن هناك مفوضية حقوق الانسان نحن اقترحنا ان تنشأ مفوضية لحقوق الانسان وان تكون للمعارضة أغلبية لسبب بسيط من الذي ينتهك حقوق الإنسان طبعا من بيده المال والسلاح ولذلك يجب ان تنشا مفوضية جديدة لانه في السودان قضية حقوق الانسان من القضايا التي يتناولها المجتمع الدولي قبل ايام تابعنا المناقشات التي حدثت في جنيف في لجنة حقوق الانسان والسودان متهم بانه دولة ليست بها حماية لحقوق الانسان وهناك انتهاكات تنشأ مفوضية لحماية هذه الحقوق تكون للمعارضة 51 % اغلبية على اية حال المعارضة تريد ان تساهم وتريد ان تدخل التجربة السياسية السودانية و في هذه الأيام الشعب السوداني يعيش هدوء ما قبل العاصفة وهدوء عابر وهو مقبل على تجربة إضافية للتجارب التي قدمها لشعوب العالم في أكتوبر 64 وفي ابريل 85 كانت حركات فريدة حركة جماهير لا تحمل السلاح ونحن مقدمون على تجربة جديدة ثالثة نثري بها الفكر السياسي في العالم لكن هذه الأشياء لا يمكن التخطيط لها إنما تنبع تلقائيا من الشارع. قنا لدينا تحفظات هل تريد ان تقول ان الشعب السوداني مقبل على تجربة تطيح باتفاق السلام الذي لم يطبق بعد؟ لا هذه الاتفاقات رحبت بها كل القوى السياسية ولكن كل من رحب قال في النهاية و لدينا تحفظات السلام عندما قال الناس لكن هذه هي تأكيد لما قال به المجتمع الدولي الذين اخرجوا هذه الاتفاقيات من شركاء الإيقاد إلى أخره لكن ان يحوز على رضا غالب شعب السودان وغالب الشعب لا يمكن ان يعطي موافقته الا بمناقشة هذه الاتفاقات ولذلك قلنا يا حكومة مؤتمر وطني تحلى بالحكمة وادعى لمؤتمر دستوري الى مؤتمر جامع مؤتمر أي حاجة أنا قابلت رئيس لجنة قسمة الثروة وهذه المفاوضات واحترمه جدا لكنه ليس اقتصاديا وقلت انا بروفيسور في الاقتصاد وأنت أساسا أستاذ لغة إنجليزية كيف تقصيني من الموضوع الصحيح انك تصيغ الكلام الذي أقوله أنا وزملائي من أساتذة الاقتصاد بكليات الاقتصاد بالجامعات السودانية يجب أن نعطى الفرصة لنسمع ونقول رأينا للحكومة ونريد أن نمارس حقنا الطبيعي طيب علمتمونا لماذا وابتعثتمونا للتعليم بالخارج على نفقة الدولة من اجل أن يأتي اليوم الذي يستفيد به الشعب بالعلم الذي تعلمته وينطبق ذلك على كل التخصصات من أطباء ومهندسين وقانونيين وزراعيين حتى ياتوا لنا ببدائل زراعية بدل هذه الاستراتيجية الزراعية التي أورثت الناس المجاعات ناس الحكومة يسمونها طبعا فجوة غذائية وهكذا.... المراقب الجزائري ولكن سيد كدودة انتم متهمون بوضع الشروط التي تعرقل أي جهود للاستفادة من خبراتكم؟ ابدا .. لكن القبضة الأمنية هي التي تحول دون ذلك خذ مثلا حينما زارني ممثل الأمم المتحدة الذي راقب انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة في نفس هذا المنزل وجلس في نفس مكانك وعلى ما اذكر كان جزائري الجنسية جاء لتسجيل اسمي في قائمة من يضمنهم في تقريره .. ونحن في هذا المنزل خمسة اشخاص باللجنة الانتخابية معليش ثلاثة قد لا تسمع بهم لكن الم تسمع بسيدة تدير مشروع ناجح في وزارة الصحة مسئولة عن محاربة مرض قاتل في السودان وهو الدرن وهي زوجتي الدكتورة أسماء السني مدير فرع الدرن القومي كم بروفيسور في السودان أليس انا واحد منهم قلنا له يا أخي هذه انتخابات نتائجها معروفة ولذلك لم يطرق بابي أي شخص من القائمين على هذه الانتخابات احكي ولا أخشى أي شيء واكتب انو في ولد أسمو فاروق كدودة قال كده قطعا هذه الانتخابات وهو وعدني بتضمين رائي في التقرير الذي يعده ولا ادري هل نشره ام لا... لذلك أقول كل ما يفعله النظام هو محاولة للتجميل شيئ قبيح الشمولية والديكتاتورية والإسلام نفسه مبني على فكرة الشورى والإخاء ان تعطي لجارك حقه وتنظر ان يعطيك حقك ولكن جيراني في جهاز الامن لم يعطوني حقي وبالعكس يتبارون في كيفية سلبي هذا الحق. لبيت الدعوة لكن هؤلاء الجيران قاموا بدعوتك لحضور الحفل الذي اقاموه على شرف وفد الحركة الزائر للخرطوم؟ على أية حال أنا لا اخلط بين الأشياء بقدر الامكان. يخلق من الشبه بصراحة يا دكتور جهاز الأمن قتل فيكم الفرحة بظهور نقد للعلن وبطوله بقائه مختبئا طيلة السنوات الماضية دون ان تنجح السلطات الأمنية في معرفة مكانه؟ كان خلال الثلاثة عشر سنة الماضية البحث جاري عن محمد إبراهيم نقد على قدم وساق وان عرفت أجهزة الأمن مكان سكنه لاعتقلته منذ زمن طويل والدليل على ذلك إنهم على ما اعتقد أهم اعتقلوا شخصين يشبهاه حتى لم تسعفهم حملهم لبطاقاتهم الشخصية التي تحمل هويتهما ولا علاقة لهما بنقد وطلعت إشاعات وراءها الأمن ان نقد شوهد يزرع في كسلا وإرتريا إلى ان صولوا ان محمد إبراهيم نقد قد مات وفعلا حدثت محادثة تلفونية لسيدة عضو في الحزب الشيوعي تهتم بأمر الأستاذ نقد استقبلت محادثة تلفونية ونقل لها شخص بنبرات حزينة ان نقد قد توفى هذا الصباح فاتصلت بي هذه السيدة تستجلي الأمر فقلت لها انا لم يتصل بي شخص ونقد كأي كائن حي معرض للموت ليس في هذا غرابة لكن غالبا يا سيدتي هذه من عبقريات الأمن السوداني وإنهم يتخيلونك تسارعين للبس ثوبك وتذهبي إلى حيث مكان نقد ويعتقلونك ونقد ويمكن لا ترجعان ...نقد له أسرته وعماته وخالاته فإذا مات فمعروف كيف يتعامل السودانيون مع موتاهم وفعلا هدأت اتصل بي عدد من الصحفيين يستجلون الخبر فلا يمكن ان نقول ان مكانه كان معروفا والذي حدث ان رجال الامن شكوا في مكان وجوده لانه في الفترة الأخيرة كان يتهيأ للخروج وبالتالي مقابلاته وتحركاته كانت اكبر مما كانت وكان يرفع قرار مركز الحزب له بالخروج لكن ترك له أمر التوقيت والإخراج طبعا حلقة صغيرة (نحن برضو عندنا امن لكن ما عندنا زنزانات ولا سلاح) جاءت قوة كبيرة مدججة بالسلاح أغلقوا الشوارع التي يقع بها المنزل حيث يشتبه ان نقد يتواجد فيه وخرج كالعادة أهل الحي يستجلون الأمر وخرج لهم محمد إبراهيم نقد وقال لهم انا محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي كما تعلمون انا لست متخفيا وبعد ساعة جاء رئيس جهاز الأمن ونائبه وقالوا ما نشر صحيح جاءوا للاطمئنان على صحته ومرة واحدة يستطلعوا رائه في قرار مجلس الأمن الأخير فقال لهم اما السؤال الأول أشكركم كما ترون صحتي الحمدلله اما السؤال الثاني انتم تريدون مني ان أدين فلن تجدوا هذه الإدانة مني هذا قرار كبير سوف يخضع للدراسة في أجهزة الحزب وعندئذ ستعلمون رأينا و هو الآن يمارس حياته العادية استقبالا لزواره الكثيرين من أصدقائه وأهله ورفقاه. ظهور السكرتير سيؤثر وهل ظهوره للعلن بداية لتدشين مرحلة جديدة لنشاط الحزب؟ ايوة... ما في شك في ان وجود سكرتير الحزب في العلن يسرع العديد من الملفات التي لم يبت فيها لا سيما وان السنوات الماضية شهدت أحداثا ومتغيرات كثيرة. اختفى ليتحرر وما حقيقة ما نشر عن ان السلطات أحبطت محاولة لتهريب نقد لخارج البلاد ..اسمرا بالتحديد؟ نقد أصلا لم يختبئ لأنه خايف من الاعتقال حتى يلجأ الى دولة أخرى هو اختفى لكي يفلت من المراقبة اللصيقة المضنية أي لكي يستعيد حريته في الحركة ولذلك أصلا لم تكن هناك فكرة لتهريبه إلى إرتريا او إلى أي مكان آخر. سنعقد مؤتمرنا الخامس قريبا البيت الداخلي لحزبكم وانعقاد مؤتمر الحزب وإعادة الهيكلة هل تتوقعونها قريبا؟ المؤتمر الخامس اكتملت الاستعدادات له من دراسات خاصة و هذا المؤتمر ياتي بعد فترة طويلة جدا من المؤتمر الرابع وحدثت خلال هذه الفترة متغيرات كثيرة جدا جدا في كل الجبهات ولذلك لم يكن من السهل الاستعداد له والآن اكتملت الاستعدادات نريد فقط تهيئة الأحوال وتأمينها فلا يمكن لحزب يعقد مؤتمرا في العلن وهناك احتمال ان يهاجم هذا المؤتمر من قبل الشرطة او الأمن لكن هذا لا يعني ان ننتظر حتى يعيد السودان ديمقراطيته فهناك وسائل أخرى سوف نلجا لها عندما نتأكد ان هناك خطورة لهذا المؤتمر سيكون هناك حضور دولي وإقليمي ونتمنى من الصحافة والإعلام الحضور وربما يعقد المؤتمر هذا الشهر لأننا نحتاجه بشدة. وشاية تحدثت عن وشاية قادت للكشف عن مخبأ نقد هل عرفتم مصدرها؟ امن الحزب سوف يدرس احتمال وجود وشاية به وليس هناك من يقطع بذلك ولكن قرائن الأحوال تشير الى ان هناك بلاغ ولكن البلاغ ليس شرطا ان يكون من قام به عضو بالحزب الشيوعي فالحزب كان مؤمن نقد خلال السنوات الطويلة الماضية ويتعامل معه عبر أجهزة الحزب ولكن كما قلت في الفترة الأخيرة أرخى بعض الإجراءات الأمنية المحيطة به استعدادا لخروجه للعلن . فقد يكون الرجل رجل امن او مواطن عادي تعرف عليه اذا كان رجل امن طبعا يطمح في شريط جديد واذا كان مواطن عادي يطمح في جائزة وفي كلتا الحالتين الظروف تقرر مثل هذه الأشياء هنالك من وشى ليس بأصدقائه فقط هناك من تجسس على أشقائه أيام يوليو 1971 أيام نميري وأيام الإنقاذ حتى في البيوت أصبح هناك جزء من الحذر يتخذه كثيرون حتى اقرب الاقربين لهم لان اسم الدين وحاجات كثيرة تغيرت أشياء كثيرة فالسودان لم يعد سودان الرجالة والشهامة والكرم وعلى كل حال هذه الحكومة تجيد فن الاختراقات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: Ahmed Abdallah)
|
ونستى مع فاروق كدودة
ونسة مع شيوعى واضح جدا
د. فاروق كدودة : ايوه أنا شيوعى وعندى عمارتين شنو المشكلة ؟ الترابى مكار ونقد مفروض يتنحى والصادق المهدى ما بنفع رئيس جمهورية تانى !! توقفت بنا عربة الصحافة امام بيت فخم وجدناه ينتظرنا فى مدخل الشارع يرتدى جلابية بيضاء وينتعل سفنجة وفى يده بقية سجارة رماها ومد يده بالمصافحة وابتسامة مريحة كذلك .. دخلنا فاذا البيت الفخم قصر يجمع الى الفخامة اناقة ... سألنا هو : انا قلت ليكم عازمكم شنو ؟ فأجابت صباح: شاى وذهب لأحضاره وهمست لى صباح : حيعملوا براهو .. كانت صباح قد امدتنى بكثير من المعلومات حول ضيفى وساهمت كثيرا هى فى ان تكون هذه الونسة امامكم الآن ..تحدثنا قبل ان ادير جهاز التسجيل عن الجو وانفلونزا الطيور وبدأت معه بسؤال بايخ: *الحقيقة وانا جاى وفى ذهنى انك احد منسوبى الحزب الشيوعى وواحد من قياداته ودة حزب المفروض انه مهتم بالفقراء فاذا بى امام قصر وانت شغال فى مؤسسة تعليمية الطالب فيها بيقرأ بالملايين وانت بتصرف برضو ملايين ... مش لى حق اشعر بتناقض فى حالتك دى؟ 0( بعد لحظات صمت):انا عمرى ستين سنة وانا ما داير اقول انو انا زول ذكى وكدة لكن لا ينقصنى التفكير السوى ولازم اكون اختزنت تجربة وشوية معارف وعلاقات تخلينى احلحل مشاكل اساسية ومشكلة السكن (الضل) مشكل اساسى .. وفى الحقيقة دة ما البيت الوحيد عندى عمارة صغيرة فى العمارات
* عملتها كيف ؟؟؟ 0 مشيت لى صاحبى مهندس قلت ليهو داير اعمل لى عمارة وانا ما عندى قروش قول لى بتكلفنى كم لغاية ما تدينى المفتاح قال 13 مليون جنيه ونص فى الوقت داك * الوقت داك كان سنة كم؟ * 0أظن سنة 92 .. * * أها ؟ * 0عندى صديقى فى بنك قلت ليهو انا داير 13 مليون ونص * *براك كدة ؟ * 0 اصلو انا عندى صديقى مليونير الله يرحمه هسة .. قال لى ياخى شيل من البنك انا القدامك دة مديون للبنك سبعمية مليون شفتنى هسة مهموم او ما قادر انوم لا ما فى مشكلة اتوكل وشيل ولو ما قدرت تدفع ابقى انا مديون للبنك سبعمية وتلاطاشر مليون جنيه * *يعنى بسط ليك المسألة تماما ؟ * 0لا وكمان ممكن يتحمل ديونى ( يضحك) فعلا يازول اخدت البتاعة دى وعملت العمارة الصغيرة وبى كدة وفرنا قروش ايجار عيادة الدكتورة زوجتى ورجعت ال13 مليون وغيرها وساعدتنا فى بناء البيت القلت عليه قصر دة وبالمناسبة هو ما مكلف * *وانقطعت عن البنوك بعد التجربة دى ؟؟ * لا بالعكس لأنو بقت عندى تجربة وطالما دفعت الملايين ديك قلت خلاص ندور فى الموضوع دة وفعلا مشيت لى بنك تانى قلت ليهم أدونى مائة مليون ... * *وأدوك طوالى ؟ * 0شوف البنوك عندها مشكلة فى تصريف سلعتها البتبيعها وهى القروش ودى سلعة راكدة وبى نسبة ربح 1% * * وشلت المية ؟ * 0 وما وقفت خشيت فى ميات لدرجة انى الآن ما عارف شلت كم مائة مليون * *وما عليك مشاكل ؟ * 0 لا يعنى امكن الآن مديون أقل من خمسين مليون وما عندى قلق .. تعرف الجماعة ديل بسمونى الزبون الجيد لأنى بسدد طوالى وهم قصدهم انى الزبون الجبان لأنو الجماعة الما بسددوا ديل ما بخافوا * *لكن ما عندك مشاكل ؟ * 0 ابدا اصلو انا عندى بنتين فقط * *ممكن نعرفهم ؟ * 0 الكبيرة غادة دكتورة فى هندسة الكمبيوتر والتانية ساندرا فى خامسة طب مشهورة كدة * * ما عندهن علاقة بالحزب الشيوعى * 0 لا * *ما حاولت تجندهن ويبقن شيوعيات ؟ * 0 والله انا اتحت الجو عندى مكتبة فوق ممكن تشوفوها فيها كل الدراسات الاسلامية والشيوعية والروائية وكل الأنواع * *لو واحدة منهن بقت كوزة ؟ * 0طبعا هذا لا يسعدنى لكن بخليها * * ويسعدك انها تكون شيوعية بعد عمرك الطويل فى هذا الحزب ؟ * 0 (صمت لحظة وشرب قليلا من الماء)والله يسعدنى انها تبقى شيوعية حديثة انحنا شيوعيين قدام و * *قصدك ناس القوى الحديثة ؟ * 0 لا اقصد شيوعية حديثة يعنى ما متزمتة * * وكم نسبة ديل فى الحزب عندكم ؟ * 0 والله الشباب وقت شفتهم فى الندوات لقيت نسبتهم كبيرة * * وهل افكارهم مختلفة ولابرضو زيكم ؟ * لا ما اظنهم مخرفين زينا ... مثلا ابن اخى متدين جدا وبزورنى دائما ويبدو انو كان فى سؤال شاغلو كتير .. ومرة اتشجع وسألنى * * السؤال شنو ؟ * 0 قال لى يا عمو انت ما بتصلى مالك ؟ * *سؤال واضح هل كانت الاجابة صعبة ؟ * 0 لا ما صعبة ولا حاجة قلت ليهو انت وقت عييت منو الجاك ووداك المستشفى من اعمامك الكتار ومين الراح بورسودان وجاب ابوك للعلاج هنا ومين البقيف مع اهلك اذا دايرين تبرع او مدرسة او جامع قال لى بجوك انت قلت ليهو حصل انا كذبت او قطعت ليك فى زول اذن لغاية هسة انا الاسلام عندى هذا النوع من السلوك * * كيف يعنى ؟ * 0 يعنى رضا الوالدين والأهل والاقرباء وعدم ايذاء الآخرين وربنا يقدرنى على الطقوس الباقية * *تقصد الصلاة والصوم والحج والزكاة وال * 0 ايوة والولد ارتاح جدا انو عمو ما بنكر الاساسيات لكن زى كتيرين جدا من المسلمين هنا وفى العالم الاسلامى مابقوم بكل الشعائر * * معليش يادكتور اننا نتدخل فى موضوع بينك وبين ربك لكن انت الشجحعتنا؟ * 0(يهز رأسه موافقا ) * *انت مقتنع تماما انك مقصر كمسلم فى الصلاة والصوم وكدة ؟ * 0 بما انو البلد فيها شريعة فأنا ما حأقدر أرد على سؤالك التجريمى دة والأيام دى فى اتهامات زندقة وغيرها وخلينا نكتفى بالقول ربنا يقدرنى على بقية الشعائر * * ممكن تساهم فى بناء مسجد ؟ * 0 لو كان دة الخيار الوحيد * * ما فاهم ؟ * 0 يعنى لو قدموا لى لدعم جامع ومدرسة حأدعم المدرسة أصلو الجوامع كتيرة * * ...................؟ * 0 تعرف للأسف بعض الناس الببنوا المساجد دى بعملوها علشان يتحصلوا على تسهيلات فى مواد البناء وانا بعرف واحد بنا مسجد هنا فى ........... الحقيقة عمل أوضة صغيرة مصلى وفوقها طوابق شقق سكنية ودى ما نية صادقة للمسجد الناس دايرين يبنوا بيوت ساكت * * طالما نحنا فى محطة البيوت خلينا نسألك هل ابدا حسيت بحرج وانت معارض وساكن فى ذات الوقت فى بيت حكومة ؟ * 0 الناس ما بعرفوا انو البيت الكنت فيه فى حى المطار هو لزوجتى دكتورة اسماء السنى اخصائية الأمراض الصدرية والقرار انها مفروض تكون فى منطقة قريب من مستشفى الشعب عشان تنقذ من يعانى ...وهو الحقيقة ما بيت فاروق كدودة انما انا قاعد معاها * * لكن ما عندك مشكلة تسكن فى بيت حكومة ؟؟ * 0 أقاطعها يعنى ؟ ليه ياخى ما الحكومة ممكن تشيل منى ضرائب وهى تدينى مرتب * * انا سمعت انو البيت زاتو كان جنب مكاتب جهاز الأمن ؟ * 0 الحقيقة نحنا كنا ساكنين قبلهم بعد 89 هم اللى جو سكنوا جنبنا * * عندك علاقات واسعة جدا ويبدو لى عبارة اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية تنطبق عليك ؟ * 0 ايوة انا لاتفسد علاقتى مع اللى عندهم رأى من الذين اختلف معهم وطبعا فى كتير من البختلف معهم ما عندهم رأى * * مثلا ؟ * 0 ممكن تفسد علاقتى مع رجل امن مثلا لكن ما تفسد علاقتى مع دكتور الترابى مثلا ممكن ازوره ويزورنى * * وعمليا عملت دى ؟ * 0 ايوة وعزمته هنا فى بيتى دة وجانى وقعد فى حتتك دى * * ونستك معاه كانت فى السياسة بس ؟ * 0 لا انا عزمته بمناسبة افتتاح هذا البيت وعزمت معاه نقد والصادق المهدى و * * نقد ما اعترض على الترابى ؟ * 0ما كان مبسوط * * ما صرح ليك بى ضيقو من عزومتك للترابى ؟ * ايوة صرح لكن هو عرف انو الناس التانيين عارفين انو هو جاى.. يعنى مشت كدة * * اتقابلوا عادى واتونسوا عادى ؟ * 0 ايوة طبعا لو انت فى حفل عام زى دة عادى جدا تفقد كرسيك لو قمت منه وصادف انو الترابى ونقد الاتنين فقدوا كراسيهم فأضطروا قعدوا فى السلم برة وقعدوا جنب بعض وفى صحفى نوبى صورهم جنب بعض وللأسف ما رسل لى الصور وما ظهرت * * لكن لا الترابى لا الصادق ما سألوك عن المدعوين ؟ * 0 لا انا قلت ليهم عندى مناسبة افتتاح بيت وعازم خواجات وهو فى الحقيقة انا داير اورى الخواجات وبالذات السفراء انو دة السودان * * شنو البعجبك فى نقد ؟ * 0 صبرو وذكاءه * * والما بعجبك فيه ؟ * 0( صمت وتفكير )مرات يضيق بالآخر الذى لا يستوعب الأفكار بسرعة .... ما هو مرات فى ناس بتحتاج انك تشرح ليهم النكته ونقد ناس زى ديل ما بستحملهم * * قلت بعجبك صبرو ... هل هو صبر على الحزب أم على ناس الحزب أم الظروف ؟ * 0 والله طبعا هو صبر على الحزب 16 سنة تحت الأرض وفى المدة دى قطعا ظهرت ليهو مشاكل عائلية مثلا وفاة أخته وكان نصف الحضور أمن قايلنو حيجى ونحنا شايفنهم * * كنتوا بتلاقووهو تحت الأرض ؟ * 0 ايوة عادى * * ومالذى يعجبك فى الترابى ؟ * 0 الترابى ذكى وقارئ لكنه اعتقد مكار نقد ذكى لكنه ما مكار * * كيف مكار ؟ * 0 الترابى فى سبيل مصلحة حزبه مستعد يقتل * * مكر الترابى دة هو الخلى حزبو الآن أغلبية و يحكم كل هذه السنوات ؟ * 0 الترابى ما اغلبية انا زاتى كنت بتخيلو كدة لكن انتخابات الجامعات وضحت انو ما اغلبية ولا حاجة * * يا دكتور الآن كذا جامعة اتحاد طلابها فى يد الاسلاميين ؟ * 0 ديل ناس المؤتمر الوطنى * * انا بقصد ليك الاسلاميين عامة ؟ * لا كان كدة معليش لكن انا بتكلم عن الترابى فى الشعبى وأظنه الآن براجع فى حساباتو تعرف انو الجماعة ديل صاغو سياسة جديدة للتعليم العالى مثلا ان يعطو 7% لأبناء الشهداء والمقاتلين وكدة ومن الباب دة يدخل ابناء الحركة الاسلامية ودة بخليهم اغلبية * * معقولة يا دكتور ال7% دى تدى الأغلبية للحركة الاسلامية قصاد ال93% الباقية ؟ * 0 المنافسات فى كليات كتيرة فى درجة واحدة ... تحت مسميات كتيرة وظفوها لصالح ناسهم.. مثلا صندوق دعم الطلاب وانا كلفت طلبتى يعملوا بحوث عنه وقالوا انو بدعم الطلبة الاسلاميين بس * * انت يا دكتور بتعتمد على بحوث الطلبة ؟ * 0 دى احصاءات عملوها واثبتوها * * طيب معناها اكتر من60% من طلبة السودان كيزان لأنى اطلعت على احصاءات تبين عدد الطلبة البدعمهم الصندوق * 0 التخريب اللى حصل يحتاج لمراجعة كبيرة وانا دعوت لهذا كثيرا وبالمناسبة دة بنعكس على الخريجين.. انحناوقت اتخرجنا احسن من حملة دكتوراه الآن * * خلينى أحول ليك الاتهام بما انك استاذ جامعى مش ممكن تكونوا انتو كأساتذة سبب فى التدهور دة مقارنة بأساتذة زمان ؟ * 0 الاساتذة برضو تعبانين ويقال فى بعض الآحصاءات انه 73% من حملة الشهادات العليا خارج البلاد وحل محلهم مئات الخريجين بماجستير من جامعة امدرمان الاسلامية وماليزيا والهند وغيرها * * ايجابيات الانقاذ شنو ؟ * 0 طبعا نحنا ناس احياء وحتى المجنون عندو حاجات كويسة بعملها ..اول حاجة انو الشعب السودانى بقى بميز بين الناس كويس والايجابية التانية تضاءلت نسبة مستقبل الحركة الاسلامية وانا افتكر لوقامت انتخابات الحركة الاسلامية فرصها حتكون ضئيلة جدا * * اقاطعك واذكرك اننا بنتكلم الآن عن الايجابيات * 0 ايوة ما دى من الايجابيات الدين وزجه فى الدولة مشكلة الدين سلوكيات والدولة قهر * * الدولة قهر حتى ولو كان الحاكم الحزب الشيوعى ؟ * 0 ايوة نعم الحزب الشيوعى وقت حكم روسيا كفر عدد كبير جدا من الروس بهذا الحكم لأنه بقى حزب واحد قاهر ولذلك اعتقد انو الحزب الشيوعى السودانى بعد مؤتمره الخامس حيكون واضح انو لن يسعى للسلطة بفرده انا بتصور كدة او دة رأى حيكون كدة لو حضرت المؤتمر * * نحنا ما زلنا فى محطة الترابى ... الآن افكاره وآراءه الجريئة عاملة ليهو مشاكل كيف تقرأ هذه الآراء ؟ * 0 طبعا هو يريد ان يتميز يعنى دلوقت الحركة الفكرية فى السودان راكدة فالترابى ما عندو طريقة غير انو يخالف بعض المسلمات او ما كانت مسلمات لكنه بما انو رجل ذكى يعرف انو قضايا ذى امامة المرأة وزواج المرأة المسلمة من غير المسلمين قضايا ساخنة وحيلقى آيات يبرر بيها افكاره وفى هذا الركود لازم يقول حاجة عشان يتميز * * ممكن تقيف ضد الحملة الضدو يعنى ضد الدايرين يكفروه ويتهموه بالزندقة ؟ * 0 لا شأن لى بها دة خلاف عائلى * * نأتى للصادق المهدى ... مشكلته شنو سيد صادق ؟ * 0 ( صمت ثم ضحكة خفيفة) دة سؤال مشكلة ... الصادق ايضا مشغول بالتحديث وهو عارف انه لا يمكن ان يحكم حزبه بالطريقة الحديثة لأنه حزب تقليدى لازم يكون فيه امام وكدة يعنى .. وانا شايف انه الصادق ارهق نفسو فى الفترة الأخيرة بطرح نفسو كمفكر اسلامى بينما هوة قائد سياسى وهنا يصطدم بالسياسة والدين ائمة الانصار مختلفين من عبدالرحمن المهدى لغاية الصادق لذلك ربط العمل السياسى بالعمل الدينى فيه مخاطر كبيرة لذلك الصادق الآن مضطرب والا كيف تفسر لى رحلته مؤخرا الى مالى ليصلى صلاة المولد استجابة لدعوة القذافى ونحنا عارفين ليس هناك صلاة مولد مشيتو لمالى عرضتو لاساءات حكى عنها هو فى ندوته الاخيرة * * يصلح يحكم السودان تانى ؟ * 0 السودان يحتاج الى حكم بطريقة جديدة والصادق المهدى زعيم حزب تقليدى وممعن فى التقليدية والسودان يحتاج الى عقلية جديدة وهو ليس من الطبقات او الفئات الاجتماعية المطروحة لحكم السودان الجديد * * من ترشحه ليحكم السودان الجديد هذا ؟ * 0 يضحك) دة السبب الخلى جعفر نميرى16 سنة رغم انو جعفر نميرى هو بنصفه انو سفاح وغيرها الا انه الحكم الشمولى بطرح طوالى سؤال ماهو البديل ولذلك الآن يقولون من هو البديل للبشير رغم انه المقابر مليئة بأناس كانوا يظنوا انهم لا يمكن الاستغناء عنهم لذلك دة سؤال بعطل الحركة البديل يأتى نتيجة حراك سياسى الظروف بتطرح الناس المناسبين * * انت قادر تحكم السودان ؟ * 0 جدا وافتكر انو ما اتيحت لى فرصة اعمل حاجات كتيرة لكن ممكن احكم السودان * * رغم انك الآن فى حزبك برة اللجنة المركزية ؟ * 0 الاحزاب ما كدة بالذات الحزب الشيوعى آآآآآآ يعنى امكن انا ما عايز لجنة مركزية * * عرضوا عليك ورفضت ؟ * ايوة امكن ياخى انا ماعايز * * ما لو انت عندك ثقة فى انك تحكم بلد من باب اولى تكون عندك رغبة تحكم حزبك ؟ * انا بحكم حزبى او بساهم فى حكم حزبى وانتو عارفين كصحفيين انى واحد من البشكلوا الراى العام * *انت شيوعى متمرد حتى على الحزب ؟ * 0( يتناول كوب الماء مرة أخرى وانتهز الفرصة واصب لنفسى كوب شاى تانى )ما متمرد بالمعنى دة لكن انا مؤمن انو حواء والدة ومافى شخص واحد هو البفكر وخلاص والحزب والحركة بتمشى بمجموع الأفكار وانو على الناس يعبروا عن افكارهم متى ما اتيح ليهم وبالكيفية التى تتاح لهم انا ما باخد اذن عشان اصرح وما جانى اعتراض على تصريحاتى دى حتى الآن * * ومافى شيوعى شكك فى علاقتك مع صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات ؟ * 0 لا مافى زول قال كدة لكن صلاح قوش من رجال الأمن المقتدرين ... ناس الأمن يجب ان تكون عندهم القدرة انهم يكونوا ظريفين ... فى المرات القليلة القابلتو فيها كان صلاح رجل ظريف * * لكن قالوا علاقتك بيهو حميمة لدرجة انك اتوسطت لزميلك عشان يتعالج برة ؟ * 0 ايوة هذا هو الظرف الأنا بقصدو وانت قاصد علاج زميلنا محمد محجوب قلت لصلاح بالتلفون ياصلاح محمد محجوب مندوب الحزب الشيوعى فى سكرتارية التجمع أطرش ومعظم الاجتماعات فى السجانة وعشان اعضاء التجمع فى الاجتماع يسمعوه الكلام بكوركو وبى كدة ممكن يا صلاح تسمع تفاصيل الاجتماع وانت فى مكتيك ياخى رغم دة خلى الراجل دة يسافر للعلاج فى لندن * * ووافق ؟ * 0 قال لى بضمانتك وانو ما يحضر اى ندوة فى لندن قلت ليه بضمانتى وفعلا سافر ودي الظرافة والجانب الانسانى * *البشير ماقابلتو ؟ * 0 لا الا فى اجتماعات عامة ورسل معاى رسالة لنقد بالمكرفون فى بيت الضيافة وقلت ليه تصل * * وصلتها لنقد ؟ * 0 نقد بكون سمعها لكن انا ما وصلتها * * عملت قبل كدة تصريح انو الفوق للستين يتنحى عن العمل العام ؟ * ايوة انا قلت يتنحوا عن القيادة ويكونوا مرجعية فى مجلس شورى لكن القيادة لا مفروض يتيحوا الفرصة للشباب * * التصريح دة لو كنت رئيس جمهورية بتطلعوا ؟ * 0 لا رئيس الجمهورية ممكن يكون تخطى الستين وممكن يكون فى الثمانين * * لو قام مؤتمر الحزب تطالب بتبديل نقد ؟ * 0 وتبديل آخرين وامكن دة راى نقد زاتو * * الآخرين هم الحريصين على وجود نقد فى هذا المنصب ؟ * 0 ما دى مشكلة الأحزاب الشيوعية فى المناطق المتخلفة تلقى الر جل الاول من المهد الى اللحد بريجنيف كان شبه ميت وكيم ايل سونغ لكن فى اوربا الغربية لدورتين فقط ويتنحى وهو فى الستين * *اى الاحزاب العندو مستقبل فى السودان؟ * 0 الحزب الشيوعى * * رغم انو الآن صوتو خافت ؟ * صوتو خافت لانو ما عندوش مكرفون * *الحركة الشعبية ؟ * رغم ترحيب الناس بيها فى بداية وصولها لكن حصل تراجع عنها والليلة فى الجرايد قالوا حينزلوا الانتخابات مع المؤتمر الوطنى ومن الممكن تكتسح الانتخابات ودة يبقى خذلان للشعب السودانى * *حتى لو جو بالاغلبية ؟ * 0 بالاغلبية والقروش والتزوير من الممكن ان تتحول الحركة لحزب سياسى كاسح رغم وفاة قرنق لأنه الأحزاب السودانية دى ما ملهمة * * بما فيها الشيوعى ؟ * 0 بما فيها الشيوعى والا قولى يا ابنى بالله كيف تتوسط امريكا الآن بين الحركات المسلحة فى دارفور من اجل اصلاح العلاقة بيناتهم حتى هذه المسألةالأحزاب ما قادرة تعملها دى انا بعتبرها فضيحة .. وعدم كفاءة وعدم جدارة للقوى السياسية * * تنتقد الأحزاب بشدة ؟ * 0 ياخى القوى المعارضة دى كلها تقول الحل هو المؤتمر الجامع حل لكل المشاكل .. طيب لماذا لا تعقد هذه الأحزاب المؤتمر الجامع دة ... ضرورى اذن من الحكومة ؟ وانعقد كتير آخر مرة قبل كم اسبوع فى تنزانيا وغيره وتقررت فى المؤتمرات اشياء كتيرة المهم ليس من المستحيل عقد هذا المؤتمر هنا وخلو الحكومة توقفه * * المشكلة فى الأحزاب وليس الحكومة هنا؟ * نعم الحركة السياسية فقيرة هنا فى افقار فكرى وثقافى وكله * *خلينا نجى لفاروق كدودة شخصيا ... انت حلفاوى الجنسية والميلاد؟ * 0 ايوة انا اتولدت فى عبرى قبل ستين سنة * * مراحلك الدراسية ؟ * مرحلة الأساس فى عبرى والوسطى فى حلفا القديمة والثانوى فى الأبيض خور طقت ثم جامعة الخرطوم ثم موسكو * * قريت اقتصاد ؟ * لا فى جامعة الخرطوم قريت قانون * * ومن وين ليك الاقتصاد ؟ * 0 اصلو انا اترفدت فى جامعة الخرطوم من سنة تانية لأنى كنت رئيس اتحاد طلاب الوقت داك وكنت مشاغب * *سنة كم ؟ * 61و62 م * *ومنها لموسكو ؟ * ايوة بس بعد اختفاء بسيط لأن قرارفصلى من الجامعة كان مقرون باعتقالى فاختفيت * *منو الجندك للحزب الشيوعى ؟ * 0 تتصور مافى زول جندنى انا جيت لقيت نفسى فى المرحلة الثانوية معترض على نظام ادارة الداخلية والأكل وجدت نفسى مع مؤتمر الطلاب ورابطة الطلبة الشيوعيين * *زوجتك برضو من حلفا ؟ * لا زوجتى اسماء السنى من الخندق وامها من الحلنقة ودة خليط عجيب * * بتاكل قراصة ؟ * دة بيت ما فيهو قراصة ولا لقيمات دة بيت بتاع مارتديلا وحاجات زى دى * * واهلك ما بحسو بالغربة معاك هنا ؟ * 0 وقت يجو هنا نتيجة للغة نعم لكنهم ما بأملوا اننا نعمل ليهم قراصة * * بتحب وردى أكيد ؟ * 0 اكيد وعلى المستوى الشخصى صاحبى واحبه كفنان بالذات فى الغنا بالرطانة ووردى دة كشخص كدة راجل والله * * غيرو بتسمع منو ؟ * 0 كابلى وفيروز وبالذات فى اذاعة لندن بالليل فيروز بتخليك حاجة تانية * * بتقرأ كل الصحف السودانية ؟ * 0 والله استطيع ان اتحمل من 6 الى 8 صحف يوميا * *بمن تبدأ ؟ * بقرأ أعمدة زى أصداء محجوب محمد صالح ووراق كتير لكن عثمان ميرغنى شايفو خفت شوية انا ما عارفو مالو * *بمناسبة وراق حزنت وقت انشق مع الخاتم عدلان منكم ؟ * 0 والله حزنت لوراق وما للخاتم * * ليه لم تحزن على الخاتم ؟ * 0 لأنى كنت عارف طموحاته كنت عارف انو كذب على الحزب وقت قال ماشى لزوجته فى بريطانيا الخاتم الله يرحمه عندو طموحات شخصية وعشان كدة اختلف هو ووراق وانا أكن لوراق احترام كبير حتى الان رغم اختلافى معه * *نختتم بسؤال عن مؤتمركم الذى طال انتظاره ؟ * والله صحى طول جدا وانا افتكر قيادة الحزب تلام على هذا التأخير وانا كنت اعتقد ان المؤتمر يجب ان يقوم بأى شكل والحزب لا تنقصه الأفكار ونحنا ناس شطار * *ما دام انتو شطار شنو المانعكم تعقدوا مؤتمركم ؟ * 0 يمكن لأنه مناط به مهام كبيرة جدا نتيجة للأحداث الحصلت فى العالم وفى السودان وامكن الاعداد ليه بحتاج لقدرات وافكار اكتر * * ما قدر شطارتكم الكنت بتحكى عنها الآن؟ * 0نعم بشطارتنا ونحن لها لكن امكن بنحتاج لمال .. انت عارف حكاية انو الحزب دة بقولوا عنو اكبر حزب شيوعى فى العالم التالت وفى افريقيا وفى العالم العربى * *ودى ما حقيقة ؟ * 0 ايوة دة اعلام ساكت دة حزب عادى جدا وانا بفتكر انو دى حركة من الجهات البتحرض علينا المخابرات الأمريكية والبريطانية وتقول ليهم خلو بالكم دة حزب خطير * * تقييمك انت للحزب ؟ * 0 حزب سودانى عادى وحزب صغير كمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
وداعاً فاروق كدودة
بحزن وأسى عميقين ينعي فرع الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا الرفيق البروفسور فاروق محمد كدودة الذى غيبه الموت عنا يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ديسمبر بعد صراع مرير مع المرض فى مستشفيات بريطانيا.
لقد كان الرفيق كدودة معلماً نبيلاً ومناضلاً فذاً وقائداً فريداً ورفيقاً مخلصاً لقضية الشعب والوطن التى بذل من أجلها جل وقته وطاقته. تعرض للمطاردة والسجن والتشريد طوال عهود الدكتاتورية القاهرة فلم تلن قناته او تهن عزيمته وظل شامخاً ووفياً للشعب حتى اللحظات الاخيرة من حياته.
صادق العزاء لزوجته د. أسماء السني وبنتيه غادة وساندرا، ولجميع افراد أسرته، و لزملائه وطلابه واصدقائه ولجميع القوى السياسية السودانية. ونعاهدهم على السير فى درب القضية التى حمل رايتها الرفيق المناضل كدودة بلا هوادة، راية النضال من اجل السلام والديمقراطية والتقدم.
--------------------------------------------------------------------------------
ستقام الصلاة على روح الفقيد يوم الجمعة 28 ديسمبر الساعة الثانية بعد الظهر فى مسجد لندن الكبير
The London Central Mosque,146 Park Road, London, NW8 7RG - Nearest tube station Baker Street
____________________
وسيتم تقبل العزاء من الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساء الجمعة 28 ديسمبر بلندن (فى مكان سيحدد فى اعلان لاحق)
للاتصال:
صلاح حسن: تلفون 07985212448
محمد عثمان عبد الحميد: 07931530291
http://midan.net/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
لجنة المقاومة خرجت على المركزية الديمقراطية التي تتباكى عليها
وجهت ما يسمى بـ «اللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي» تحت عنوان «اوقفوا مهزلة تصفية الحزب الشيوعي» من خلال بيان اصدرته أخيراً، نداءً الى من وصفتهم بأعضاء الحزب والديمقراطيين وجماهير العاملين والشرفاء ورفقاء الشهيد عبد الخالق محجوب وأبنائه المناضلين لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي وتفكيكه بدعوى التجديد- الذي اتهمت قيادة الحزب الحالية بالسعي اليه.. وبينما اعتبر الحاج وراق عضو سكرتارية اللجنة المركزية «السابق» بالحزب الشيوعي ان البيان يعد تدشيناً عملياً لنشوء مركز قيادي موازٍ ومعارض لقيادة الحزب القائمة حالياً، وسلم بان وجود مركزين يشكل علامة فارقة لواقع الانقسام بالحزب الشيوعي، نفى فاروق كدودة القيادي الناشط بالحزب اية صلة لعضوية حزبه بالبيان، واكد انه بيان مدسوس ويأتي في سياق حملة معادية للحزب الشيوعي..
مزيداً من التفاصيل في حوار «الصحافة» مع د. فاروق كدودة. الدعوة لتجديد الإشتراكية قديمة ولن أرفض إذا دعا أحد لإسقاط الماركسية
إتجاه تصفوي:
* د. كدودة .. خلال الأيام الماضية اصدرت ما يسمى بـ «اللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي بياناً تحت عنوان «اوقفوا مهزلة تصفية الحزب الشيوعي» كالت فيه جملة من الاتهامات لقيادة الحزب الشيوعي على رأسها السعي لتصفية الحزب وتفكيكه بدعاوى التجديد ما رأيك في ذلك البيان ولماذا لم تقم قيادة الحزب الشيوعي بتوضيح رأيها حول ذلك البيان؟
- في الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي وجدت بمنزلي مظروفاً به بيان من مجموعة اطلقت على نفسها لجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعي.. قرأت البيان فعرفت ان به نداء لأعضاء الحزب والمتعاطفين معه للعمل على مقاومة اتجاه تصفية الحزب الذي تقوده قيادة الحزب نفسها، واميل الى اعتقاد راسخ بان هذا البيان صادر من جهة معادية للحزب الشيوعي. وقد وصفه الناطق الرسمي للحزب بانه بيان مدسوس ويعزز هذا التفسير ان قضية المركزية الديمقراطية التي تشكل جوهر البيان ليست اهم قضية تواجه الحزب الشيوعي الآن، واتجاه تغيير اسم الحزب ليس هو القضية المركزية في مسار تجديد الحزب.. الامر كله يتعلق بتجديد الحزب عموماً وتجديد برامجه ورؤاه في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم والسودان، هذه هي القضية ولذلك فان من اصدروا البيان الذي تسألين عنه غير متابعين لما يجرى داخل الحزب الشيوعي وهذا ما يجعلني اقول بانهم مجموعة من خارج الحزب وليسو اعضاء فيه.
- قطع حديثه وراح يقلب في اوراق كثيرة موضوعة أمامه حتى عثر على ورقة طالعها في اهتمام وقال:
صياغة البيان نفسها لا تشبه لغة الشيوعيين والبيان ذاته خروج على المركزية الديمقراطية التي يتباكون عليها ويتهموننا بالخروج عنها.. داخل الحزب متاح الحديث عن الإبقاء على مبدأ المركزية الديمقراطية او تطويرها او إلغائها لذلك ليس هناك مبررات لأن يتخذ بعض أعضاء الحزب الشيوعي هذا الاسلوب نحن نرحب بآراء كل الناس شيوعيين او غير شيوعيين لاعتقادنا بان الحزب الشيوعي ليس ملكاً للشيوعيين فقط، انما ملك للشعب السوداني باثره وقد أسهم عدد مقدر من غير أعضاء الحزب في مناقشة برنامجه الجديد ولوائحه الجديدة وكانت لهم آراء مقدرة انعكست في الوثائق الجديدة، واتفق معك في ان قيادة الحزب حتى الآن لم تصدر رأياً حول هذا البيان لكن ليس استهانة به، فالبيان قد يكون حلقة في سلسلة من الخطوات قد تقع واتصور ان بياناً ضافياً سيصدر حول مجمل الظروف التي تواجه الحزب الشيوعي.
جبهة تقدمية ديمقراطية: * تواترت الأنباء عن اجتماعات عقدها قادة سابقون بالحزب الشيوعي لإنشاء كيان يساري عريض يتجاوز الحزب الشيوعي السوداني، واطلق أخيراً رئيس تحرير احدى الصحف دعوة لتكوين حزب الوسط ايده فيها البعض.. ما رأيك د. كدودة في كل هذه التحركات وهل ثمة علاقة بينها والبيان المقصود؟
- "يرد بسرعة": البيان صدر في وقت يبرر ظهور حملة ضد الحزب الشيوعي ولدينا علم بوجود محاولات واجتماعات عديدة لانشاء تنظيم يضم اليسار لم يدع لها الحزب الشيوعي.. وخرجت في نفس اليوم اشاعة عن وفاة سكرتير عام الحزب الشيوعي وحصلت ايضاً دعوة من رئيس تحرير صحيفة «الرأي العام» لتكوين حزب الوسط ايده فيها د. اسماعيل الحاج موسى وعتباني.. وفي هذا الوقت صدر البيان ويجب ان نفهم الحديث في اطار هذه الظروف.. فالحزب الشيوعي كان وما زال في مقدمة الداعين لتوحيد القوى الديمقراطية ولم يدع الحزب انه هو اليسار ودائماً ما أكد على انه ليس الا فصيلاً من فصائل اليسار. وكان برنامج الحزب على الدوام هو الدعوة لاقامة جبهة لكل القوى التقدمية والديمقراطية في البلاد لكن وفي كثير من الأحيان تأتي تحت هذه الدعوة عناصر بهدف استغلال اوضاع معينة لإيذاء الحزب الشيوعي.. الداعون الآن لهذا التجمع او ذاك يعلمون تماماًَ هذه الحقيقة لذلك كان حرياً بهم ان يستفيدوا من تجربة الحزب الطويلة ودعوته للمشاركة لانه سباق في هذا الاتجاه.. وهو ايضاً من اكثر قوى اليسار تنظيماً وليست هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن مثل هذه الدعوات ونخشى ان يكون مصيرها كسابقاتها.. نحن حريصون على وحدة هذه القوى ونتمنى لهم التوفيق شريطة ان تكون البداية والنوايا سليمة.. واذا كانت هذه الدعوة موجهة لتجميع القوى الحديثة والديمقراطية من اجل حشد الطاقات لاستعادة الديمقراطية وبسط الحريات وابتكار سياسات بديلة للسياسات التي افقرت الناس فسأكون اول المتحمسين لها، واذا قدمت لي الدعوة قد اكون من المشاركين فيها ولذلك من السابق لاوانه إبداء رأي قاطع حول هذه التحركات الجديدة حتى نرى البرامج والاتجاهات العملية لاصحابها لكن شرط نجاح هذه الدعوة هو الا يكون هناك إقصاء متعمد او غير متعمد لاي فيصل من فصائل اليسار لانه في هذه الحالة ستكون البداية غير موفقة لأنها ستؤدي الى انقسام هذه القوى.
بعاتي يحوم في السماء: * الحاج وراق عضو سكرتارية اللجنة المركزية «السابق» بالحزب الشيوعي وزعيم حركة «حق» كتب عن بيان لجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعي، وقال ان الدلالة الأساسية لهذا البيان انه دشن عملياً نشوء مركز قيادي موازٍ ومعارض لقيادة الحزب القائمة حالياً وان وجود مركزين قياديين يشكل علامة فارقة لواقع انقسام في الحزب الشيوعي؟
ـ نعم.. من بين الذين تصدوا للنظر في أمر البيان رقم «1» الأخ الحاج وراق بمقالته "بعاتي" يحوم في سماء السودان.. و"البعاتي" كما نعلم يأتي بعد الموت فيبدو من عنوان المقال ان وراق يفترض ان هذه الدعوة قام بها أعضاء في الحزب الشيوعي بقوله ان قيادة بديلة قد نشأت او في طور التكوين وايضاً يعتمد على افتراض لا اتفق معه فيه وهو ان "بعاتي" يحوم في سماء السودان بعد موت الحزب الشيوعي وقد يكون الاشتراكية ذاتها كفكر.. واشكره على هذا الاجتهاد لكنني اطلب منه ان يعيد قراءة البيان المقصود فقد تساعده تجربته في الحزب الشيوعي لإكتشاف ان لغة البيان ليست هي اللغة التي يعرفها والطريقة التي أعلن بها البيان موقفه ليست طريقة اعضاء الحزب الشيوعي لذلك قد يتفق معي وراق ان هذا البيان هو "البعاتي" الذي يأتي بعد موت الإدعاء بان الفكر الاشتراكي قد انتهى الى غير رجعة وان الاحزاب الاشتراكية والشيوعية لا مستقبل لها، والواقع ان الدعوات المحلية والعالمية بانسحاب الفكر الاشتراكي من معترك الصراع العالمي الفكري الذي نشط بعد انهيار اوربا الشرقية "النظم الاشتراكية" هو الذي تراجع الآن وقد يكون مقدماً على الموت بدليل بقاء الحزب الشيوعي السوداني بعد كل ما تعرض له واستعادة حيوية الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في اوربا وفي الاتحاد السوفيتي نفسه، لذلك الدعوة لكل القوى الاشتراكية للمساعدة في تجديد الفكر الاشتراكي كفكر وممارسة والأخ وراق له من القدرات ما يمكنه من المساهمة في ذلك.
فكر اشتراكي: * لجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعي اشارت في بيانها للائحة الحزب البديلة ووصفتها بانها اكثر تخلفاً من دستور «الاتحاد الاشتراكي» ونددت بمهاجمتها للمركزية الديمقراطية وبدوري اشير لدعوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في مقترح دستورها الجديد لتجديد الفكر الاشتراكي ترى ما هي دواعى تجديد الفكر الاشتراكي؟
- الدعوة لتجديد الفكر الاشتراكي ليست دعوة جديدة كما يبدو.. فمنذ الستينات خاصة بعد ان ظهر ما يسمى بالشيوعية الاوربية خاصة في اسبانيا انتشرت الدعوة لتجديد الفكر الاشتراكي.. بمعنى ان الاشتراكية ليست من تأليف كارل ماركس او انجلز أو لينين إنما هي نتاج لصراع افكار منذ عهد التنوير في اوربا.. وكان هذا برنامج كلاسيكي الاشتراكية لمواجهة ما كان مطروحاًً في اوربا عقب الثورة الصناعية.. كون ان الماركسية اصبحت هي التيار الغالب بين المناهضين للرأسمالية أو الصناعية في القرن الثامن عشر لا ينفي وجود تيارات مناهضة وناقدة للمجتمع الجديد الرأسمالي.. الفرق بين هذه المدارس والمدرسة الماركسية الإشتراكية هو ان الماركسية طرحت نفسها بشكل راديكالي اكثر من غيرها من المدارس وجذبت طلائع الطبقة العاملة في اوربا لأنها كانت تدعو لإجتثاث علاقات الإستغلال والإضطهاد الطبقي ولذلك بدا وكأن الإشتراكية هي الماركسية ودمغت المدارس الأخرى بأنها إصلاحية تنشد تحسين وضع الجماهير لكن مع الإحتفاظ بالطبيعة الإستغلالية للنظام الرأسمالي وكان الطريق الوحيد بالنسبة للماركسيين هو الثورة وتدمير النظام الرأسمالي..
وفي اوروبا ظهرت تيارات سميت عموماً بالإشتراكية الديمقراطية خاصة في الدول الأسكندنافية، ورغم ان هذه المجتمعات ذات طابع رأسمالي الا انها اخذت من الإشتراكية الكثير.. إذاً عندما نتحدث الآن عن الماركسية بوصفها فكر الحركة الإشتراكية العالمية وايدلوجيتها نريد ان نعيد الإعتبار للمدارس الإشتراكية الأخرى .. يعني مثلاً عندما نقول إننا في السودان نريد نهجاً اشتراكياً لا نعني الماركسية فقط انما ايضاً بعض تقاليد الشعب السوداني في العمل التكافلي كالنفير والصناديق الإجتماعية و... و... وهي ان لم تتخذ اسم الإشتراكية لكنها تعني عملاً اشتراكياً بظروف السودان .. وعلى المستوى العالمي فالحديث عن الماركسية لم يعد يعني فكر ماركس وانجلز ولينين فقط انما يعني الأفكار الإشتراكية كلها.. فأصبحت الماركسية إذاً احدى الروافد الأساسية التي تنهل منها الحركة الشيوعية ولن ارفض اذا دعا أحد لإسقاط الماركسية بهذا المعنى من الفكر الإشتراكي بإعتبار ان الماركسية لم تعد هي التي تشكل منظومة الأفكار الإشتراكية ونستعيض عن ذلك بالفكر الإشتراكي عموماً ولأن الماركسية دون غيرها من المدارس هي التي طورت منهجاً علمياً في التحليل دون سائر المدارس الإشتراكية التي استحقت بها تسمية الإشتراكية العلمية.. لا بأس من القول بان الماركسية هي منهج وليست برنامجاً سياسياً او اقتصادياً وهذا ما نعنيه من ان الماركسية لم تعد هي الإشتراكية
http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147488479
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
حق للسودانيين أن يسألوا ويتساءلوا أين تذهب عائدات البترول ؟؟
وقال البروفيسور فاروق كدودة في مؤتمر صحفي عقده الحزب الشيوعي بمركزه العام:
في وقت تزداد فيه أزمات بلادنا وتتنوع، وأصبح غالب أهل السودان في المدينة والريف يعانون من الفقر المدقع وأصبح أقصى ما يتمناه أطفال السودان أن يبقوا علي قيد الحياة، وبعد أن أصبح السودان بنداً دائماً على جدول أعمال مجلس الأمن. وتتعرض الآلاف من البيوت المزارع للدمار من جراء السيول والأمطار حتى في العاصمة ، فاجأ السيد وزير المالية بتاريخ 17/8/2006م المستهلك السوداني بزيادات في أسعار السكر والبنزين والجازولين لإنقاذ موازنة الدولة للعام الحالي من الانهيار ذلك لأن الايرادات التي بنيت عليها لم تتحقق! فقد تأخر ضخ البترول في مربعي 7.3 والذي كان مقدراً لهما انتاج حوالي 200 ألف برميل في اليوم مما نتج عنه عجز بلغ 450 مليار دينار وقد برر السيد وزير المالية الزيادات التي طرأت على تلك السلع برفع 50% من الدعم الذي كانت تتحمله الخزينة العامة حيث أن سعر البرميل في مطلع العام الحالي بلغ 64 دولارا وأن المصافي المحلية تتسلم خام البترول بسعر 34 دولار أي بفارق 30 دولاراً للبرميل الواحد والذي يشكل الدعم . وبناء على هذه التبريرات الحكومية ارتفع سعرجالون البنزين من 5.500 إلى 6.500 بزيادة قدرها 18.2% وسعر جالون الجازولين من 3.500 إلى 4.500 بواقع 28.6% وارتفع سعر جوال السكر زنة 50 كليو جرام بمبلغ خمسة آلاف جنيه . في البدء نقول إننا نرفض هذه الزيادات لأنها تزيد من معاناة المواطنين وسوف تكون كارثة على الزراعة والصناعة والنقل وترفع معدلات التضخم والمستوى العام للأسعار والفقر وندعوالشعب وأحزابه ومنظماته لمقاومتها واسقاطها . تأخر دخول انتاج البترول في مربعات 3، 7 بأعالي النيل لم يكن بسبب مشاكل فنية كما حاول الوزير تصويره إن ما جري ويجري في حقول البترول الأخرى هو نتيجة طبيعة الاخفاق الذي يلازم إدارة البترول في بلادنا والذي يستعيض عن تكرير البترول في مناطق انتاجه وتصدير فوائض المشتقات البترولية وفق حراك وتنمية اقتصادية واجتماعية في مناطق الانتاج بالتصدير لفائدة المستثمرين الأجانب بغض النظر نوعية الخام وكلفة نقله وتكاليف بناء خطوط الأنابيب من مناطق الانتاج وحتي موانئ التصدير في الشرق. إضافة لقلة خبرات الشركات العاملة في مجال خدمات البترول . أما فيما يتعلق بالدعم الضمني والبالغ 30 دولاراً هي الفرق بين السعر العالمي لمطلع العام الحالي وهو 64 دولاراً والسعر الذي تبيع به الحكومة للمصافي و 34 دولار ،فالأرقام المتوفرة تكذب ذلك والتي تقول بأن الحكومة تبيع البرميل الواحد المكرر بواقع 81.9 دولار وهذا يوفق أي سعر عالمي للبترول بل إنها تصدر فوائض الانتاج من البنزين والنافتا والغاز إلى دول آسيا بمبالغ طائلة فإلى لغة الأرقام . - البرميل الواحد من النفط الخام يساوي 209 لتر أي 44 جالون عند تكريره ينتج الآتي : بنزين بنسبة 36% وهذا يعادل 15.8 جالون وهذا يعادل «قبل الزيادة» 86.900 جنيه «15.8* 5.500» { جازولين بنسبة 40% ما يعادل 17.6 جالون وهذا يعادل 61.600 «17.6* 3.500» { غاز طائرات بنسبة 4% ما يعادل 1.7 جالون أي ما يعادل 5.950 جنيه «1007* 3.500» { بوتجاز بنسبة 9% أي ما يعادل 19 كيلو بمبلغ 8 آلاف جنيه { فيرنس بنسبة 11% أي ما يعادل 4.8 جالون بسعر يبلغ 10.256 بهذا يصبح العائد من البرميل الواحد المكرر بالجنيهات يعادل 182.706 جنيه ما يعادل 81.9 دولار «بسعر الدولة في الموازنة 2230 جيه» { إذن الحديث عن دعم البترول المحلي أكذوبة تريد وزارة المالية أن تبرر بها الزيادات . { إن اشكالية الموازنةالعامة وكل برامج الحكومة الاقتصادية في الانفاق العام والانفاق على الأمن والدفاع والتسليح وأجهزة الحكومة ومنظماتها . والتي لا تبني أكثر من 5.4% من الانفاق على التنمية . { الثابت أن عائدات البترول المصدر بلغت العام 2004«3.1» مليار دولار ولكنها ظهرت في الموازنة على أساس 1.8 مليار اضافة إلى عائدات الاستهلاك المحلي البالغة ثلاثة مليارات دولار سنوياً وبلغت عائدات البترول عام 2005م مبلغ 4.2 ولكنها ظهرت في الموازنة على أساس 2.3 فأين ذهب الفرق البالغ 1.9 مليار دولار اضافة لعائدات الاستهلاك المحلي البالغة 3 مليار دولار سنوياً . إذن حق للسودانيين أن يسألوا ويتساءلوا أين تذهب عائدات البترول ؟؟
http://www.akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=article&sid=3645
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
غياب الشفافية
اكد الخبير الاقتصادي د. فاروق كدودة فى حديث لـ(السودانى) ان الخصخصة لها معايير متفق عليها عالمياً، من بينها الشفافية بالاعلان عن الشركة المراد خصخصتها عن طرق عطاءات مفتوحة وعروض ومنافسة ولكن ما يحدث الآن هو خلاف ذلك حيث يتم الاعلان عن المؤسسات التي تمت خصخصتها بعد الفراغ من ذلك تماماً، كما ان هنالك تناقضاً واضحاً في سياسة الحكومة، ففي الوقت الذي تتجه فيه الى خصخصة بعض المؤسسات الحكومية نجدها تعمل يومياً على انشاء شركات حكومية والتي بلغ عددها الآن قرابة الـ(708) شركات وهي لا تخضع للمراقبة والمراجعة ولا للإجراءات المحاسبية مما يجعل الظروف مهيأة تماماً للفساد، وتقرير المراجع العام يؤكد ذلك.
وقال كدودة ان الحديث حول خصخصة الخطوط الجوية السودانية يدور منذ سنوات ما بين النفي والتأكيد وقد كان في سيطرة مجموعة عارف الكويتية عليها بامتلاك 70% من أسهمها (مفاجأة لنا جميعاً) لأن القائمين على أمر الخطوط كانوا يتحدثون حتى وقت قريب عن شراء واستئجار طائرات جديدة وعموماً فإن من يمتلك 70% من أسهم أي مؤسسة يمتلك قرارها، وقال كدودة ان الخطوة ان صحت فذلك يعني الاستمرار في سياسة التخبط بدعوى التحرير الاقتصادي، متوقعاً ان يكون هنالك رد فعل سالب من قبل العاملين بالشركة باعتبارهم أول المتأثرين بهذه العملية.
http://www.sudanjem.info/index.php?do=article&id=1723
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
حول دور النفط في الأزمة السياسية بين الحكومة والحركة
(السوداني) استطلعت عدداً من الخبراء الاقتصاديين حول ما إذا كان النفط سبباً وراء تجميد نشاط الحركة.
د. فاروق كدودة قال إن هذه المشكلة نتجت عن خلل هيكلي في اتفاق نيفاشا حيث أن الحركة قبلت بشروط المؤتمر الوطني فيما يلي قسمة السلطة والثروة ذلك بمعزل عن شركائها لمدة (18) عاماً في التجمع الوطني الديموقراطي ويعتبر ذلك أول شرخ في الحركة (تخليهم عن حلفائهم قبل نيفاشا) ونتج عن ذلك كله قبول الحركة بالشراكة في السلطة بدور الشريك الأصغر وقد استولى المؤتمر الوطني على النصيب الأكبر وصارت له الأغلبية الميكانيكية في كل القرارات وقد بح صوت المعارضة وهي تنادي منذ سنوات بألا تكون الاتفاقية صفقة بين جهتين وأن تكون ملكاً للشعب ، والشعب كفيل بسد النقائص التي ينفذ منها الخلاف وقد حدث ما توقعته المعارضة ، وفي اعتقادي أن النفط هو جزء من أسباب الخلاف بين الشريكين فأبيي مثلاً تجلس على بحيرة نفط ولذلك كان الخلاف كله ينصب حول أبيي وليس دينكا نقوك أو مساليت ، وحول مستقبل أبيي كمنطقة غنية بالنفط ويقال أن بها (20%) من نفط الجنوب وهذه نسبة كبيرة ويقال أن نفط الجنوب في طريقه إلى النضوب قريباً ولذلك فإن الأنظار ستتجه إلى مناطق الاحتياطي الجديدة ، وثانياً فإن الاتفاقات المتعددة مع شركات التنقيب السرية وللحركة الشعبية الحق في الاطلاع عليها وليس مراجعتها أو تعديلها وفيما يلي من اتفاقات الاغلبية الميكانيكية (المؤتمر الوطني) فهو لديه القدرة على تمريرها ولذلك فالشراكة غير عادلة لأن المؤتمر الوطني يستولى على النصيب الأكبر من عائدات البترول السوداني وهو ووزارة الطاقة يضربان سياجاً قوياً من السرية حول البترول ، ولذلك كان هذا التحول في الاقتصاد والذي أحدثه النفط كان يجب أن يصحبه تحولاً ديمقراطياً وشراكة حقيقية لكل القوى السياسية وليس ديكتانورية ثنائية.
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147522327
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: Mohamed Omer)
|
الحزب الشيوعي السوداني مستقل رغم ايمانه بالايدولوجية العالمية لا علاقة لنا بالحزب الشـيوعي الاسرائيلي .. إسألوا من يطلقون الاشاعات
* * لا ادري بدايةً لهذا الموضوع الذي اردت التحدُّث فيه عن الشيوعية العالمية التي هي عبارة عن شعارات تُرفع لشعوب ليس لها علاقة بهذا النهج، فالشيوعية التي عاشها السوفيت والالمان تختلف عن الشيوعية التي تعايشها المجتمعات المحافظة فلا يمكن أن تتجزأ الافكار الشيوعية التي اتت الى البلاد العربية لذلك كانت فاشلة لأنها لا تشبه شعوب هذه المنطقة لأن الافكار التجريبية التي تدعو اليها الشيوعية العالمية لا يمكن تنفيذها على مواطن يبحث عن لقمة العيش ولا تعني له السياسة شيء بل أنه يبحث عن اشياء وحتى الذين يدَّعون الشيوعية تجدها مسألة شخصية واحياناً ما تكون الافكار التي يأتوا بها مرفوضة لذلك من اراد التشبُّه بهم عليه أن يقيم معهم.. ماذا اضافت لنا الشيوعية ؟.. وهل وقف الشيوعيون مع العالم الثالث لتنميته اقتصادياً وزراعياً وغيره ؟.. حتى الدول العربية التي لها علاقة بالدول الشيوعية هل استفادت من هذه التجربة ؟.. لا اعتقد لأن الاتحاد السوفيتي الذي انتهى بالحرب الباردة لم يكن قوياً ليصمد امام الرأسمالية الامريكية التي سيطرت على العالم واصبح الشيوعيون تابعين لسياسة البيت الابيض اذاً هي مزايدات سياسية، انتصر من خلالها اليمين المتطرِّف الذي يحكم العالم والشيوعية التي انتهت بحرب اقتصادية انتهت بموجبها احلام الشيوعيين ..عموماً هذا حوار مع القيادى البارز في الحزب الشيوعي السوداني فاروق كدودة حاولنا من خلاله تسليط الضوء على القضايا المعقدة في هذا الملف..!
حوار : لولا نوح
* ما هي طبيعة العلاقة التي كانت او ما زالت تربط الحزب الشـــــــيوعي الســـــــوداني بالحركة الشيوعية العالمية ؟... * * اولاً لابد من تثبيت أن هذا اللقاء اتكلَّم فيه بصفة شخصية ولا ادَّعي معرفة ما تم في الماضي، ولكن الحزب الشيوعي السوداني كما كل فصائل الحركة الشيوعية العالمية هو حزب اممي تربطه بالحركة الشيوعية العالمية وحركات التحرر الوطني في العالم مبادئ عامة واهدافاً سياسية نلخصها في مناهضة النظام الرأسمالي والذي يبنى على استغلال الانسان لاخيه الانسان، وهذه العناصر متواجدة في كل الدول بما فيها اسرائيل وجنوب افريقيا إبَّان سيادة الرجل الابيض، هـــــــناك شعارات الحزب او الحركة الشـــــــيوعية العالمية «يا عمال العالم اتَّحــــدوا»..
* ما نوع العلاقة التي تربط اســــــــــرائيل بالحركة الشــــــــيوعية العـالمية ؟.. * * الحزب الشيوعي الاسرائيلي بالطبع ملتزم باهداف الحكومة الشيوعية العالمية، فقيادات الاحزاب الشيوعية يهود مسلمين ومسيحيين، الشـــــــيوعيون الاسرائيليون قاوموا وما زالوا يقاومون الصهيونية العالمية وهي ايدولوجيات الحركات اليهودية العنصرية ولذلك لا غرابة في أن تكون بين فصائل الحركة الشيوعية العالمية ومنها السودانية بالحزب الشيوعي الاسرائيلي، ولكن رأيي الشخصي فيما نُشِر مؤخراً عن العلاقة بين الحزبين قُصِد بها النيل من الحزب الشيوعي السوداني وحتى المعلومات التي نُشِـــــرت ..
* مقاطعة .. عفواً د. فاروق ولكن الموضوع الذي نُشِر تحدَّث عن الشـــــيوعية في العــــــالم العربي عـــامة ؟... * * حتى المعلومات التي نُشِرت واضح فيها عدم الدقة قد يكون هناك تضارب في الحديث .. علاقة الحزب الشيوعي بالمانيا الشرقية والحزب الشيوعي الســـــــــوداني باسرائيل فيه تداخل مما يجعل من هذا الحديث وثيقة تنقصها العلمية ولذلك حتى الآن لم يحدث رد فعل من قيادة الحزب الشـــيوعي الســــــوداني ...
* من الذي قتل هنري كوريل ذلك اليهودي الشـــــــيوعي الـــذي عاش بمـــصر؟.. * * بخصوص حديثك عن هنري كوريل هو اليهودي الشيوعي ذلك الرجل الثري، فقد انفق وقته وماله لمســـــــاعدة الحركة الاشـــــتراكية العربية ربما اكثر من أي عربي آخر، وقد أُغتِيل في فرنسا فيما اعتقد نتيجة لعدم رضاء اسرائيل والموســــــــــــــاد عنه، فقد كان من اكثر المناهضين للصهيونية بجانب قناعته بالفكر الاشتـــــــراكي العلمي والمتعاونون لم يشـــــعروا يوما ما بأنه يهـــــودي ..
* ماذا عن العناصر التي بعثتم بها الى دول شــــــــــيوعية وتمـ تدريبـــــها هنـــــاك ؟.. * * يقال إن الحزب الشيوعي ارسل بعض الشباب للتدريب في المانيا والاتحاد السوفيتي سابقاً كما يقال ايضاً إن الحركة الشعبية ارسلت شباب وشابات الى كوبا والحكومة السودانية ارسلت او استعانت ببريطانيا وامريكا في تدريب جيوشـــــــــها وعناصر استخباراتها، بل جلبت خــــبراء من تلك الدول للاشراف على تدريب هذه العناصر في الداخل ..
* هل قام الحزب الشـــــــــــــيوعي السوداني بتدريب عناصره بالمانيا الشرقية والاتحاد الســــــوفيتي ؟.. * * الحزب الشيوعي يقود صراعاً مع النظم العسكرية والشمولية التي تعاقبت على الســــــــــودان والحركة الشيوعية حركة عالمية وهذا معلن، اذاً لماذا يُعاب عليه اذا اســـــــتعان بتلك الدول، فأنا مثلاً درست في جامعة موسكو حتى الدكتوراة، اذاً تدرَّبتُ علمياً في مؤسسة تابعة للاتحاد السوفيتي وآخرون استفادوا ايضا من الاستخبارات العسكرية لتلك الدول هذا من باب التعظظاون الاممي.
* مقاطعة .. هل هذا الامــــــر قاصراً على الشـــــــــيوعيين فقـــط ؟.. * * لا .. بالطبع على ايام نميري كان كل الاحزاب السودانية يتم تدريبها في ليبيا واثيوبيا، اذاً لا ارى في المساعدات التي كانت تقدمها الدول الاشتراكية خروجاً عن المألوف.. استطيع الجزم بأن الذين تدرَّبوا في الاتحاد الســـــــــــوفيتي لم يكونوا عملاء له، بل منهم من عارض الاتحاد السوفيتي وسياسته في السودان على ايام المرحوم الفريق ابراهيم عبود وايام نميري وقد خرج الكثيرون عن الحزب إبَّان الانقسام الذي جرى في 1970 ولم يقل احد بأنه أُوفِد الى روسيا ليعمل كعميل لأن الحزب الشيوعي السوداني سمته الاساسية الاحتفاظ بشخصيته المستقلة.. مثلاً الحزب كان يقاوم نظام عبود في الوقت الذي كان لنظام عبود علاقة حميمة خاصة في المجال الاقتصادي مع روسيا وعندما حدث انقسام في مطلع السبعينيات كان الحزب الشيوعي الروسي مختلفاً علناً مع قيادات الحزب الشيوعي السوداني، فقد كانوا ملتزمين بتحليل عفا عليه الزمن أي نظام نميري وأن رجال نميري هم الديمقراطيين الثوريين، ولكن الحزب الشــــــيوعي قدَّم شهداء لمقاومة نظام نميري، اذاً هذه وغيرها من المواقف الســـــــــياسية والاجتهادات النظرية للحزب تؤكد طبيعة أن الحزب الشيوعي السوداني حزب رغم أنه فصـــــيل من فصائل الحركة الشيوعية العالمية الا أنه حزب مســـــتقل وهذا احد اسباب الاحترام الذي يحظـــى به في العالم ..
* مقاطعة .. مِمَنْ يحظى بهذا الاحترام - من الاحزاب الاخرى الشيوعية مثلاً ؟.. * * ليس بالضرورة الشيوعية، هنالك احزاباً اخرى لنا بها علاقة جيدة، وايضاً لنا علاقات جيدة مع اشخــــــــاص ينتمون الى احزاب غير صديقة ..
* ولكن .. يظل الحزب الشـــــــــــــيوعي د. فاروق فاقــــــــداً الهوية ؟.. * * هذا الحديث ليس صحيحــــــاً بدليل أنك اتيت لتجري مقابلة معنا...
* لماذا يتعامل الحزب الشيوعي السوداني مع الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا؟.. * * الحركات الشيوعية هي حركات اممية مع أن النظام في جنوب افريقيا كان يضـــــــطهد الافارقة كما يضطهد اليهود الفلســـــطينيين، فالنظامين جوهرهما واحد لذلك اعتقــــد أن هذا الحديث الهدف منه استقلال المواطنين السودانيين للنيـــــــل من الحــــزب الشـــيوعي .
* هل لكم علاقة باسرائيل ؟.. * * ليس للحزب الشيوعي علاقة باسرائيل، واسرائيل وضعت امكانياتها الاستخبارية تحت خدمة الدول العربية لمحاربة الحركات الشيوعية، والحكومات العربية هي المعنية بهذا النظام ...
* هل يحتفظ الشيوعيين باسرارهم ام أنها متاحة لكل من (هبَّ ودبَّ) ؟.. * * كما لكل الاحزاب الاخرى اسرار ايضا له اسرار، مثلا مالية الحزب، عضوية الحزب، وحتى اســــــــماء اعضاء الحزب مختلفة من الاسماء التي يتعامل بها اشخاص في مكان العمل، وكذلك الحزب مستعداً في أي وقت للدفاع عن نفسه، مثلاً إبَّان حملة القواء في منتصف الســـــتينيات عندما اهدرت الرجعية السودانية دماء الشيوعيون وطردت نوابه من البرلمان.. الحزب الشيوعي كأي كائن حي يجب أن يحتاط لكل المخاطر، ولذلك لابد من وجود جهاز سري .. هذه هي طبيعة الصراع في بلد لم تكتمل فيه المسئوليات والتقاليد الديمقراطية، كل حزب له اسرار استمراره في العمل الســــــــياسي على قدرته وحماية نفسه من الاعداء. * اين يقف الحزب الشيوعي السوداني الآن ؟.. * * الحزب الشيوعي الســــــوداني خارج من ظروف سرية مطلقة ويستعد للعمل العلني في ظروف التحوُّل الديمقراطي ويناضل من اجل تحقيق ما جاء في اتفاقية السلام عن التحوُّل الديمقراطي وصيانة حقوق الانسان واجتثاث مظـــــاهر وســــــلبيات الحكم الشمولي وعلى مستوى الحزب ما زال العمل جارياً لعقد مؤتمره الخـــــامس ..
* عفواً د. فاروق ماذا ينتظر الشـــــيوعيين من مؤتمرهـــــم الخامس ؟.. * * سوف تُحدد مفاهيم الحـــــــزب وقيادته للعمل في ظروف جديدة وفي هذا يتعاون مع القوى الســــياسية الاخرى وخاصة مع اصدقائه وكل من يحترم الحزب الشــــيوعي الســـــوداني .
المصدر - صحيفة الوطن-http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=821[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
جرد حساب عملى لثورة أكتوبر
د.فاروق كدودة القيادي بالحزب الشيوعي السوداني قال لـ(السوداني) انه كان من المفترض على القوي السياسية والشعبية التى فجرت ثورة اكتوبر ان تجلس وتستعرض هذه التجربة حيث هناك اتفاق بانها حركة عضوية ليس وراءها قيادة منظمة الا بعد ظهور مآلات سقوط نظام عبود لذلك كان يستوجب على هذه القوة ان تتابع تطورات الاحداث لحظة بلحظة وتسيطر على مجرياتها لكن لم يحدث ذلك لذا كانت النتيجة ظهور قوي غريبة عن اكتوبر ملأت هذا الفراغ. ثانيا: نفس اخطاء اكتوبر ظهرت فى ابريل وسارت الاحداث بعفوية بقوة دفع الشارع وكان من الممكن ان تتخذ قوي اكتوبر وابريل للتواضع على وضع برنامج ومنهج موحد لجعل هذه الثورات فعلا ثورات شعبية لذلك توقفت الثورتان فى منتصف الطريق قبل ان تقوما بمهامهما والان البلاد تمر بوضع شبيه, ازمة فى جنوب السودان وغربه وتحاول قوى التغيير(احزاب المعارضة) ومنظمات المجتمع المدني ان تستبق الاحداث وتقدم للشعب السوداني برنامجاً واضحاً لمقابلة ما يمكن ان تفضي اليه الاحداث الجارية الان وبالتالي يجب علينا ان لانخضع للعفوية وارادة القوى الحاكمة من السودان.
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147522458
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: Mohamed Omer)
|
في ندوة التحولات السياسية في ظل الدستور الانتقالي.. د.كدودة: الحكومة ستواجه معارضة متحولة من (سلّم .. تسلم إلى 14% شوية!!)
متابعة/ محمد محمد عثمان أقام الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم ندوة (التحولات السياسية في ظل الدستور الانتقالي) مساء الثلاثاء الماضي، بقاعة الشارقة بالخرطوم وبحضور كثيف غلبت عليه فئةا لطلاب، الذين انتظروا لاكثر من ساعة بعد الزمن المحدد لبداية الندوة، والتي تحدث فيها د. فاروق كدودة ممثلا للحزب الشيوعي ونجيب الخير عبدالوهاب وزير الدولة بالخارجية وممثلا لحزب الامة الفدرالي ود. مجذوب الخليفة ممثلا للمؤتمر الوطني، الصحافة شهدت الندوة، وخرجت بالحصيلة التالية: ابتدر الحديث د. فاروق كدودة الذي قال انه اشترط على منظمي الندوة ان يتحدث عن احداث الجامعة الاهلية، قبل ان يتحدث بصفته كواحد من هيئة التدريس بالجامعة، فوافقوا على ذلك الشرط، مؤكدا ان افراد من تنظيم الحزب الحاكم اعتدوا على الجامعة، ودمروا بها 9 معامل في عدة كليات بالجامعة، واختطفوا استاذا بها، واوسعوه ضربا، وحلقوا رأسه وحاجبيه والقوه في مكان نائي!! واضاف ان الجامعة اغلقت بقرار وزاري من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والذي اتهمه كدوده بالتواطؤ مع مرتكبي هذه الاحداث، لجهة انه لم يستجب لنداءات المتكررة منذ 3 أسابيع ولم يستجب لها، وواصل كدوده حديثه، بالرغم من الاستهجان والاحتجاج الذي صدر من بعض الحضور على هذا الحديث، بالتأكيد على الإبتعاد من مثل هذا السلوك. يقصد احداث العنف - في الفترة القادمة، لانه سيهدد السودان في ظل الدستور الانتقالي. واشار الى ان الجميع فرحون باتفاق السلام، وما تلاه من اجازة الدستور.. وشكل الحكم خلال مرحلة الانتقال، مشددا على ضرورة ضمان استمرار السودان اكثر توحدا خلال هذه الفترة، واوضح كدودة ان مآخذ القوى السياسية على هذه الاتفاقية معروفة والمتمثلة في عدم وجود اجماع وطني عليه، لاسباب ليس لها علاقة مباشرة بالسلام في السودان. وابان ان الدستور به نقائص، وبه ايجابيات كثيره جدا مشيرا الى انه يريد ان ينظر الى الجانب الملئ من الكوب وليس الفارغ منه مثل احداث التحول الديمقراطي، وضمان حقوق الانسان، والحكم الراشد، الذي يبني السودان وسيساعده في الاندماج في المجتمع الدولي، واعاد كدودة التأكيد مرة اخرى على انهم سيركزون على الجوانب الايجابية في الدستور على الدوام، وعلى رأسها تلك الاجراءات التي تساعد على الوحدة.وعلى هذا الاهتمام بالوحدة لكون انقسام الجنوب يعني فعليا انقسام باقي ولايات السودان في دارفور والشرق واقصى الشمال (دولة النوبة). واعتبر ان جوهر الصراع القادم سيكون في مدى جدية الحكومة والحركة الشعبية في انزال روح ونصوص الاتفاق الى الواقع مع ضرورة توفير معينات للقوى المعارضة لكي تكون معارضة راشده، مشيرا الى ان هذا الاتفاق يوفر فرصة ذهبية للاجماع الوطني الذي افتقدته القوى السياسية طوال الستة عشرعاما الماضية. وقال إن الفترة المقبلة يجب ان تتركز في تنزيل اهداف الاتفاق الى الواقع، دون سواه من القضايا، (مادايرين اشتراكية ولا شيوعية في البلد!). واكد كدودة ان الثقة عملية لا يمكن ان تتولد بقرار جمهوري بين الحكومة والحركة الشعبية، مشيرا الى وجود مهددات حقيقية يمكن ان تنسف هذه الثقة، وبالتالي الاتفاق نفسه، وضرب مثلا بالتناقض الفكري الموجود بين الشريكين (الحكومة والحركة الشعبية) والذي اذا لم يحدث تجانس بينهما فانه قد يفتح الباب واسعا امام القوى الاجنبية لاحداث استقطاب حاد لطرفي الصراع خاصة فيما يتعلق بالنفط في جنوب السودان، واشار الى وجود شركة شيفرون الامريكية بالجنوب مع وجود شركات آسيوية تعمل في نفس القطاع واردف بالقول ان الشريكين يقفان في ارض رمليه متحركة. بوجود خلافات داخلية بينهما، واضاف ان هذا الوضع سيقود الى اهتمامين، الاول هو الفشل والذي سيقود السودان الى وضعية اكبر من الوصاية الدولية التي يعيشها الآن، وبالتالي تلتقي الحركة السياسية كلها الى مربع جديد وهو مربع يسقط الاستعمار! اما الاحتمال الثاني، وهو النجاح والذي بدوره يحتاج الى مجهودات كبيرة لضمان الوحدة. وقال د. كدودة انه يتفق مع رأى قاله د. حسن مكي ببروز قيادات سياسية جديدة في الساحة السودانية، مضيفا ان - اي كدودة - انه ميّال الى ترجيح هذا الاحتمال وعندما قال: (يئسنا من الوجوه القديمة) علت ضحكات وعبارات مندهشة من بعض الحضور. واكد ان التحولات التي يفرزها الدستور الانتقالي هو وجود حكومة تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي في وجود معارضة ليس من اجندتها اسقاط الخرطوم! وتساءل (شفتوا معارضة ذي دي في الدنيا؟!) مشيرا الى ان الحكومة تواجه معارضة تحولت من مرحلة (سلم.. تسلم. الى مرحلة قول 14% شوية!) وقال كدودة في نهاية كلمته انه سيكون سعيدا لو ان طالبا من طلاب المؤتمر الوطني الموجودين في القاعة يقوم بادانة احداث الجامعة الاهلية ويعلن تضامنه مع طلاب الجامعة! http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147498070&bk=1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: Aymen Tabir)
|
نسال له الرحمة والمغفرة وانا لله وانا اليه راجعون
انه لفقد كبير والصحف السودانية نعت ونقلت الخبر عبر صفحاتها الاولى صباح اليوم واليكم بعض منها صحيفة السوداني بروفيسور فاروق كدودة في ذمة الله الخرطوم: السوداني غيب الموت نهار أمس بالعاصمة البريطانية رئيس اللجنة الاقتصادية للحزب الشيوعي السوداني والخبير الاقتصادي بروفيسور فاروق كدودة الذي توفي في احد مستشفيات لندن صباح امس. وعلمت (السوداني) أن جثمان الفقيد من المتوقع وصوله فور انتهاء زوجته د. اسماء السني وابنتيه غادة وساندرا اللائي رافقنه في زيارته للندن من الاجراءات مع السلطات البريطانية المختصة. وولد كدودة بمنطقة عبري جنوب وادي حلفا القديمة ودرس المرحلة الاولية متنقلاً ما بين عبري ودلقو والمرحلة الوسطى في حلفا الأهلية والثانوي بخور طقت. وتخصص في الاقتصاد الدولي من جامعة موسكو بعد فصله من كلية القانون بجامعة الخرطوم بسبب رئاسته لاتحاد طلاب الجامعة. وعمل بوزارة التخطيط وفصل منها عقب انقلاب المرحوم هاشم العطا في يوليو 1971م، كما عمل بجامعة جوبا. وساهم كدودة في تأسيس جامعة أمدرمان الاهلية واصبح منسقاً لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية ومن ثم عميداً لها لعشر سنوات واستقال من عمادة الكلية وظل استاذاً بالكلية حتى وفاته. وانضم كدودة للحزب الشيوعي بمدرسة خور طقت الثانوية وتدرج فيه حتى اصبح رئيساً للجنة الاقتصادية للحزب حتى وافته المنية أمس، كما تم اعتقاله مرات عديدة، ولديه العديد من الاسهامات والآراء الاقتصادية في مختلف القضايا. يذكر أن للفقيد شقيقاً واحداً على قيد الحياة هو مبارك، بالاضافة لشقيقاته (فاطمة-زهراء) وتوفي خمسة من اشقائه قبله وهم (عبدالرحيم- محمد نور- التجاني- امير – الهادي). رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير واعضاء هيئة التحرير والعاملون بـ(السوداني) يشاطرون اسرته واعضاء حزبه الاحزان في فقدهم الجلل ويسألون الله له المغفرة والرحمة وأن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: عاطف عمر)
|
ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين ربنا يرحمه ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: عاطف عمر)
|
رحل الرجل القامه المعطون بحب الشعب الفائض بساطة وتواضع ما اجمله وما اجمل خلقه رجلا سمحا جم التواضع غزير العلم صديق لبناته ولبنات اخواته سندا للمرأه نموذج للقيادي الشعب رغم انتمائه للارستقاطية بلادنا لاحقا ظل بروفيسر فاروق نموذج لانب الريف السوداني الذي خلط ريفيته بتعلميه فزادته تواضع وادب. له الرحمه و المغفره بقدر ما احب شعبنا وبلادنا. ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم وانا لله وانا اليه لراجعون.
شكرا اخي الكيك لمشروع التوثيق وصاد التعازي لكل تلاميه وزملائه واقرابه وعلموم اهله السكوت و لاحول ولاقوة الا بالله العي العظيم فقد عظيم للحزب الشيوعي وللسودان المنكوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
فاروق كدوده الذي لم يعد متألقاً د. عبد السلام نور الدين [email protected] اذا كان ابراهيم زكريا اول مسئول تنظيمي للحزب الشيوعي السوداني لا يتكلم الا نادرا ولدى الضرورة والتجاني الطيب بابكر لا يبتسم او يضحك الا اذا كانت ثمة بواعث حزبية او قومية تدعوه الى ذلك ويوسف حسين الرجل الذي لا يندهش, يرمزون الى وجه اليسار الصارم او هكذا قد استقرت قسماتهم الخارجية في الانطباع السائد فقد كان عبده دهب ومحمد صالح ابراهيم وعثمان امان وعبدالله عبيد(فبل ان يجلس على الراس المدبب لخازوق 25مايو 1969)وفاروق كدودة يجسدون بتالق وجه اليسار الشارق والساخر والضاحك ابداً حتى اذا كان كل ما يحيط بهم مضجراً وبذيئاً وقاتلاً للابتسام ومعادياً للفرح.
تنطلق السخريات من اعماق فاروق كدودة عفو وجدانه العامر بالموج الضاحك والعابث ولا يبذل جهداً ما لمغالبتها او مصانعتها او ان يحد من سرعتها في كل الانجاهات ولا يهمه بعد اذن نتائجها التي قد يتحول الى احد ضحاياها – ويبدو ان تلك السخريات التي قد تتقلب في مجرى دورانها الى عبث محض قد اعانته على الصمود والتواصل مع الاطراف المعنية –الزوج – الاصدقاء-الاقارب- زملاء الدرب السياسي والخصوم الالداء وقد تثنى لفاروق كدودة بفل ذلك ان يحافظ حتى وفاته في الرابعة ظهراً من يوم الثلاثاء 25ديسمبر 2007 على وسامته العقلية وثرائه الوجداني واناقته الجسدية.
صحيح لا يغمر الضحك السودانيين الا غفلة واذا استقرقوا حتى يستلقوا على ظهورهم واغرورقت عيونهم دموعاً من الضحك غشيهم طائف من الخوف والندم وتشاءموا شيئاً ما من حدوث ما قد لا يحمد عقباه فيستغفرون, ويعد فاروق من عقد فريد في السودان يضم الطبيب عوض دكام والفنان عبد العزيز محمد داؤود والافندي محمد جاد كريم جحا والكاتب علي المك اذ تأتى لهم ان ينتزعوا حرياتهم الشخصية من مجنمع تقليدي متجهم وبسخرياتهم وطرائفهم وضحكاتهم,تفرد فاروق من دونهم بان جعل من نكاته وهزلياته وطرائفه ورواياته التي ليس لها سند امتداداً لمواقفه السياسية والفكرية لمقاومة الاستبداد والنفاق الاجتماعى والازدواجية ولمقاومة التعاسة وكأبة السجون والقبح في مجرى الحياة اليومية.
ورغم امتلاك فاروق كدودة لاسلحة الدمار الشامل على طريقته الخاصه-النكات والسخريات-والطرائف البديعة التي يبتكرها ويصوقها بموهبه فذة ليبهج بها اصدقائه وليحاصر عبرها خصومه فقد تعرض للنكسات والهزائم.
فقد هزمته ما اطلق عليها آنئذن عصابة 17 نوفمبر 1958 -1964 فقد فصلته من جامعة الخرطوم والقت به في غياهب السجون وشردته وهزمته مايو 69 –ابريل 1985 واذاقته الويلات وثم هزمته دولة الانقاذ واخيراً وأخراً فقد هزمه الموت الذي لم يترك له حتى سانحة ان يطلق عليه أخر قذائفه.
وكفى فاروق كدودة شجاعةً أن تعد هزائمه
رحم الله فاروق كدودة رحمة واسعة والعزاء لاسرته واصدقائه وزملائه ووطنه
دكتور عبد السلام نور الدين
ليدز المملكة المتحدة
في التعبير عن الاحزان
د. فاروق كدودة رجل بحجم نفسه حسين محي الدين عثمان - أمريكا [email protected] يا حزنا حارق كصيف أغسطس في قلب الرمضاء
يا ألقا يجتاح أبواب القلب الموصدة في وجهة الريح الهوجاء
يحمل في حناياة دفاتر و أوراقا صفراء
جاء الحزن و الليلة كانت ظلماء
وضوء خافت من أنجم حمراء
وتوارت في الافق البعيد تلك الانجم الزرقاء
والأحزان و آة من الأحزان تأتي .....
بلا استئذان ........
بلا استلطاف....
بلا استحياء ....
يا حزنا نثر الحزن علي القلب .. علي النفس بلا استرضاء
ذكرنا أن هناك وجها آخر للفرح يأتي لكل ...
الأعمار..
والسحنات ...
والطبقات .... دون رياء
يا حزنا صادق شعبا و أقام في كل الأرجاء
وأزاح البسمة من الطرقات ... من الاسواق ومن كل الانحاء
يا حزب أبدي حزنك كم في الاحزان من أدواء
أفصح عن فقدك ...
عبر عن ألمك ...
أسنن قلمك ....
و أكتب عن شهدائك فردا فردا دون قرار او اجراء
شق علينا نبأ نعي الأنسان الجميل د. فاروق كدودة مفجرا بذلك أحزانا .. نعم أحزانا و ليس حزنا واحدا . من أى جهة تنعية و من اى وجة ترثية انها احزان تفطر القلب . جاورته في السكن عندما كان يسكن في عمارة طلب( بحري) و كنا أكثر قربا ابان انتخابات دوائر الخريجين عندما كنت مندوبا في مركز بلدية بحري و جلسات التقييم لليوم حتي ما بعد منتصف الليالي. آخر لقاء كان في القاهرة في تكملة اجراتة للسفر الي لندن عام 99 . رحم الله د. فاروق رحمة واسعة و الصبر الجميل لزوجتة الدكتورة اسماء و ابنتية غادة و ساندراء و العزاء موصول للعم محمد عبد المجيد و الخالة فاطمة والصديقات ايناس , أماني , أميرة و اميمية و اخوانهم أنس و أنمار وأحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
ارسل الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع
وداعا د. كدوده د. حسن بشير محمد نور الخرطوم الناس يولدون و يموتون كل يوم ، تلك طبيعة الكون و لكن هنالك أشخاص يسجل مولدهم تأريخا و موتهم فجيعة ، و من أولئك الناس فارق. كان فاروق بسيطا و عميقا في نفس الوقت.بسيطا بمعني طبيعته السمحة و انفتاحه علي الناس و طبعه الخلوق المرح المحبب مما اهله ان يكون محبوبا في اي وسط يحل فيه و ان يكون مقبولا من العدو و الصليح . جعله ذلك انسان واسع المعارف و ذو صلات مفيدة في مختلف أوساط الطيف السياسي و الثقافي و الاجتماعي. كان فاروق عميقا في معارفه و في حدثه الفطري و صواب قراءته للأحداث و مقدرته علي وضع رؤية لها خاصة به. اقتنع فاروق في وقت مبكر بالفكر الاشتراكي الماركسي و التزم به و كان وفيا مخلصا شجاعا في انتمائه لم يتزعزع و لم يتراجع و لم تثنيه الصعاب ، و لكنه كان معتلا في انتمائه بلا مهاترات او عداوات شخصية و دون فجور في الخصومة و انما كان حاسما قاطعا في آرائه غير مساوما و لا متنازلا عن ما يؤمن به. كان لفاروق حضورا مميزا في الوسط الأكاديمي من خلال عمله في جامعتي جوبا و الأهلية و كان من الرواد المؤسسين لجامعة امدرمان الأهلية مع نيازك علمية مضيئة مثل الأساتذة الإجلاء محمد عمر بشير و عبد الرحمن ابوزيد عليهم الرحمة و غيرهما من نيازك ، فكان له التقدير من زملائه و الجميل من طلابه.كان فاروق حاضرا و مثابرا في الوسط الاقتصادي لم يغب عن حدث و لم يغيب رأيه عن محفل عام في إطار القبول السياسي و الاجتماعي لم يثنيه المرض او الملاحقات او المضايقات عن المشاركة و إبداء الرأي ، لم يتزرع بالخلاف السياسي و الفكري لينغلق او ينزوي عن ساحة الحوار و الجدل و النضال لذلك وجد الاحترام و القبول من الجميع فكانوا يتسابقون للفوز بمشاركته لإضفاء نوع من الحيوية و الالق علي محفلهم. سجل فاروق حضورا سياسيا مميزا عبر عضويته في الحزب الشيوعي فعمل في مختلف ميادين السياسة داخليا و خارجيا و مرشحا في انتخابات عام 86 في دوائر الخريجين حاصدا ما لا يستهان من اصوات ، و لم يغب عن المعترك السياسي في مختلف الحقب كما لم يغب عن السجون و المعتقلات السياسية.لم يغب فاروق عن المشاركات الاجتماعية و ربما كان من القلائل في قبيلة اليسار المشهود لهم بالحضور و المشاركة الواسعة في مجال التخصص و السياسة و الاجتماع ، فكان حاضرا في المناسبات الاجتماعية علي المستوي الشعبي و الرسمي و وسط أهله النوبيين و وسط طلابه فنال الحب و التقدير من الجميع. اما مساهماته في عمل الخير فهي غير منظورة الا للأقربين و نترك حسابها لعالم الغيب ، فلتكن في ميزان حسناته. اللهم ارحم فاروق بقدر إخلاصه و التزامه و سماحته و بقدر اتساع ابتسامته و رحابة روحه و عمق إيمانه و اتساع ما وهبته من قدرات و مواهب و مناقب ، اللهم وسع قبره و ارحمه و انزله بين الشهداء و الصديقين و حسن اولئك رفيقا . و التعزية لأسرته و لرفيقة دربه الدكتورة البارعة أسماء إسماعيل السني و لبنتيه د.غاده و د. ساندرا و لأهله و أصدقائه و زملائه و طلابه و كل من عرف فاروق و من ناضل من اجله علي مختلف الأصعدة و الانتماءات و علي مختلف دروب الحياة الفانية. ارقد بسلام فاروق فأنت في قلب كل من عرفك بحق و لا يمكن للكلمات ان تفيك حقك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
فاروق كدودة... وآلام كل العصور حلمى شعراوى [email protected] كان وقتاً وجواً متميزاً ذلك الذى قضيته قرب فاروق كدودة فى جامعة جوبا عام 1981، كان كلانا يعيش نفياً اختيارياً، إجبارياً، سواء من اعتقالات السادات فى القاهرة أو من ضغط بوليس نميرى فى الخرطوم! كان وجوده بجانبى يبعث على السكينة والاطمئنان، أتابع أنا أخبار مصر، ويحلل هو فى صعوبات استقرار السودان عبر اتفاقية أديس أبابا. لكن التوتر كان بادياً على الساحة الجنوبية، و"الأولاد" الجنوبيين فى الجامعة يتصرفون كمن يعد نفسه لأمر جلل.. وهو ما حدث!
كان فاروق كدودة دائم التذكر لتحليلات جوزيف جرنق عن "أزمة المثقفين الجنوبيين تجاه المسألة الجنوبية، ويترحم عليه، فوعدته بترجمته، وهو فى نظره الخسارة الكبيرة للحزب الشيوعى فى هذه المنطقة الحية من جسد الشعب السودانى وعلى مستوى الوطن كله. وظل فاروق كدودة، يقضى معنا الأمسيات الطويلة، يناوش الأساتذة "المصاروة" والهنادوة والإنجليز بلطف لا يخفى، ويندهش لكل هؤلاء الأجانب فى منظمات خيرية وخدمية بجنوب السودان، ويقرن تعليمه لعلم الاقتصاد بتحليله للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد التى يحمل همومها..
كان يبدو مرهقاً بالهموم منذ ذلك الحين، لأنه كان يعرف دوره الكبير فى المحافظة على كيان الحزب الشيوعى كقوة ممانعة وبناء، فأوضاع السودان –كما قال لى منذ أقل من عام فى القاهرة –لا ترحم، أو قل لم ترحمه شخصياً منذ أوائل السبعينيات.
لم يكن مرض فاروق كدودة مفاجأة لأحد، فكل هذه الآلام فى السجون والاختفاء والملاحقة، وإعادة بناء حزب ذى تاريخ مثل الحزب الشيوعى السودانى كفيلة أن تهد الجبال، فما بالك بجسم نحيل مثل جسد فاروق كدودة. وكان بهذا الجسد النحيل مصمماً على أن يسجل نفسه بين بطولات حمل الأثقال! أثقال الوطن وآلامه التى لا ترحم!... جلسنا طويلاً فى بيته عند زيارتى له بعد سنوات بالخرطوم عقب توقيع اتفاقية ماشاكوس، وأطلعنى على ملفات ودراسات للجان وطنية هو عضواً ومنسق فيها حول جوانب الاتفاق... تهد الجبال بدورها... وضحكنا حين تساءلت عن أبطال حمل الأثقال فى الخرطوم الذين سيقرأون آلاف الصفحات هذه ويضعونها موضع الالتزام! لكن فاروق كان واثقاً تماماً مما يفعل! وحين جاء للقاهرة فى ندوة عربية أوربية نظمها مركزنا، كان يعانى المرض الحاد شديد القسوة، لكن تعبيره عن آلامه من ارتباك الدور "الأوربى" فى مشاكل السودان، وسوء إدارة نظمنا نفسها لهذا الدور إنما تشكل عبئاً جديداً على الموقف كما تشكله على معنوياتنا جميعاً.. وضاعف كل ذلك من آلامه هو نفسه..
عانى فاروق كدودة فى كل أزمنة الاستقلال فى السودان، وظل محتفظاً دائماً بابتسامته.. كما ظل شيوعياً جميلاً تحب أن تلقاه دائماً.. ولكنه رحل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
البروفسير كَدُودة .. جَمَعتنا العَولمة!
حامد حجر - بيروت
التقيت المرحوم فاروق كُدودة في أمسية خرطومية ثقافية ، في ندوة إستضافها جريدة ( الرأي الآخر ) الغراء ومع التنسيق مع منظمة ( أيبر ) المهتمة بالقضايا الإقتصادية والإنماء ، بعد أن قدمت للندوة صاحبة الدار الأستاذة آمال عباس التي كانت في أيامها الأولي في هذا الموقع بعد الأستاذ كمال حسن بخيت الذي أنتقل بدوره إلي ريادة جريدة ( الصحافة ) الغراء .
كان موضوع الندوة بالطبع إقتصادي ، مع هبوب رياح ( العـَوّلمة ) في العام ثمانٍ وتسعين وتسعمائة وألف ، كان الأسـتاذ ( كُدودة ) كعادته متواضعاً جلس كبقية الحضور علي أقرب كرسي وجده أمامه ، فجاورني في المقعد ، بعد أن القي التحية ، فرددت علي تحيته مقدماً لقب ( الأستاذ ) ، وسرت وقائع الندوة التي كانت قد شدت الحضور بمقارباته الطازجة من قبيل ميثاق منظمة التجارة الدولية ، ومدي إستعداد السودان كقطر نامي للولوج والتكيف مع المتغيرات في الوقت الذي يحافظ فيه علي مصالح البلاد .
في مبني الجريدة شرقي ( الكلوزيوم ) في وسط الخرطوم ، علق المرحوم البروفسير فاروق كدودة ، في مداخلة مقتضبة ، بموقف واضح لا تتخبي بين ثنايا الأرقام الإقتصادية ، وإنما جاءت تحليلاته كإنزار مبكر لحكومتنا ( الإنقاذ ) من أن تواكب هذا الدفق بتوسيع أوعية الديمقراطية والشفافية والحكم الرشيد ، حتي تستفيد البلاد من التغييرات الجديدة ، بدلاً من الركون إلي لعن إجراءات الشحن والفحص ، أو قواعد المنشأ ، أو تلك التي تتعلق بالجوانب المتصلة بحقوق الملكية الفكرية .
هذه الأفكار قد أثار دهشتي شخصياً ، وهي ترد من قائد ( شيوعي ) كنت أتوقع منه حسب ( إستيريوتايب ) أن لا يوافق البته ، متمترساً بقيد أيديولوجي ، لن تغيره الأيام ، فيما ذهبت إليه من ظن ، لكن ظل الأستاذ البروفسير ( كدُودة ) من خلال الندوة بأنه ملتزم بأعمال العقل في صيرورة ، لإدارة الندرة ، في دنيا الإقتصاد المُعّـوَلم .
ألا رحم الله المرحوم ( كدودة ) فقد كان مناضلاً ورمزاً من رموز الوعي الأنتلجنسي السوداني ، و برحيله تخبُو شمَعة ، كانت تنير الديجور الإقتصادي لبلادنا ، من زاويته هو ولو من نافلة ( الرأي الآخر ) ، فقد جمعتنا العوَلمة وفرقتنا الرحيل .
فللمرحوم الرحمه ولآله ورفاقه الصبرَ والسـَلوان
حامد حجر ـ بيروت 28/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 766 2008-01-01
وَدَاعاً.. يَا حَبيبْ!..إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام
كمال الجزولي
"قَدَرُ الثَّوريِّ العَوْدَةُ للتُّرْبةْ، إنْ شلَّتْ سَاقَيْهِ الذَّبْحَةُ.. أَوْ شَقَّتْ قَلْبَهْ"! ـ جيلي عبد الرحمن ـ ***
مستشفى (هارلي ستريت) بلندن الرابعة والنصف من بعد ظهر 25 ديسمبر 2007م كان العالم مستغرقاً، ما يزال، في مباهج ذكرى ميلاد السيِّد المسيح، عندما زلزلت الأرض، بغتة، زلزالها، وأرعدت السماء، وانشق الفضاء، وفوق الرءوس غيَّمت سحابة هائلة الرَّوع، عميقة الدكنة، مضت تجرجر أذيال خطبها المدجَّج بالصقيع، تنوء به على سودان المساكين، فلكأن الذي فيه لا يكفيه، وعلى سودان النوبة بالأخص، ذلك المحتشد غرقاً في أقاصي الشمال، أو المغروس في قلب الطين والرمل والصخر ينتظر مواسم الاغراق بين كلَّ سَدِّ وسَدْ، ببلداته وقراه وجباله وجزائره ومساجده ومعابده وأهراماته، من عبري إلى دلقو إلى كرمة إلى دال إلى صلب إلى كجبار إلى فريق إلى سبو إلى جدي إلى صواردة إلى صاي إلى كبرنارتي إلى مشكيلة إلى نوري إلى بدين إلى دفوي إلى كوكا إلى عمارة إلى عموم مراتع (النوب) التي بقيت تضوع، جنوبيِّ وادي حلفا، بعبق التاريخ التليد وبخور الحضارة الباذخة. زلزلت الأرض، وانشقَّ الفضاء، وغيَّمت سحابة، وأعولت، من كلِّ فجٍّ، ريح صرصر تعصف بجذوع النخل على الضفتين، تستصرخ الخوص والجريد والعراجين والسبائط المتعانقة، أنْ تيبَّسي، وأحني منك شوامخ الهامات، واشرَقي بالنواح، الليلة، ما شاء لك الله أن تشرَقي، فالفتى الذهبيُّ، سليل (أرض الذهب) العريقة منذ سبعة وعشرين قرناً، نصير البسطاء، وفاضح سارقي ماء الحياة من عيونهم، وشارح أسباب عذاباتهم وآلامهم، ومُسَلسِل أرقام ما سُلب منهم وما حُرموا منه، ومحرِّضهم على النهوض من كلِّ بُدٍّ، تمرُّداً على الواقع المزري، وثورة على الأوضاع البالية، وتغييراً لما بالنفس بالنفس، محمد فاروق ولد مولانا محمد محمد كدودة قد.. مات!
عبري أغسطس 1939م (كدود)، بضم الكاف، كلمة فرعونيَّة قديمة في معني (صغير)، وتصغيرها (كدودة)، أي (صغيرون) أو نحو ذلك، وهو اسم العائلة التي كانت تضمُّ، إلى جانب والده القاضي الشرعي وشيخ الطريقة التيجانيَّة في المنطقة، ووالدته سكينة بنت طه شريف، أشقاءه وشقيقاته المولودين قبله وبعده محمد عبد الرحيم (الشاعر) وفاطمة قاشو ومحمد مبارك ومحمد التجاني ومحمد نور ومحمد الهادي وفاطمة (سكينة) وفاطمة (زهرة) ومحمد أمير، وموقع محمد فاروق وسط بينهم حيث أطلق صرخة ميلاده الاولى في أغسطس 1939م. كان الوالد يترحَّل بأسرته، وفق مقتضيات عمله، في شتى أنحاء السودان، قبل أن يستقر، نسبياً، في أو حوالي 1946م، بين محكمتي عبري ودلقو المحس. وكان على فاروق الذي بلغ، وقتها، سن الذهاب إلى المدرسة، أن يتنقل أيضاً لتلقي دراسته الأوليَّة بين البلدتين. أما المرحلة الوسطى فقد قضاها بمدرسة حلفا الأهلية، وأما المرحلة الثانويَّة فقد درسها، ضمن أول دفعة من أبناء الحلفاويين، بمدرسة خورطقت. منذ عامه الدراسي الأوَّل في خورطقت، وإلى جانب تفوُّقه الاكاديمي، ونشاطه الرياضي، كرة السلة بالأخص، وخفة ظله التي أكسبته صداقات واسعة، وجعلت أفئدة من الطلاب تهوي إليه، إلتحق فاروق بـ (رابطة الطلبة الشيوعيين) و(مؤتمر الطلاب) الذي تحوَّل، في وقت لاحق، إلى (الجبهة الديمقراطيَّة)، كما نشط في (اتحاد الطلبة). وعن سلاسة خياره السياسي ذاك أفاد فاروق بأنه لا يذكر أن ثمَّة شخصاً بعينه (جنَّده)، و.. ـ "أنا أصلاً جيت جاهز من الوسطى.. طبعاً مش جاهز فكرياً لكن كان لدىَّ وقتها رأي واضح في الاستعمار"! وهناك بدأ مرانه الأوَّلي على التمرُّد، القيمة التي وَسَمَت حياته كلها في ما بعد، بالتصدِّي لبعض قضايا مجتمعه المدرسي الصغير، كتنظيم وقيادة أشكال بسيطة من الاحتجاج على رداءة الطعام، مثلاً، وما شاكلها من صنوف التعبيرات البدائيَّة ضدَّ إدارة المدرسة والداخليَّة. وكان ذلك، في حقيقته، انعكاساً باكراً لما ظلَّ يتحلى به، طوال عمره القادم، من إباء، وكبرياء، وعزَّة نفس، وروح وثابة رافضة بصرامة، وبالمطلق، لأيِّ شكل من اشكال الظلم أو القهر، مثلما شكل إشارات باكرة أيضاً لصلابة تكوينه الفطري، وفرادة شخصيَّته القياديَّة التي تبلورت وتجلت، في مقبل الايام، كأبهى ما يكون التبلور والتجلي. لكلِّ ذلك سرعان ما بدأ فاروق يسدِّد، باكراً، فواتير خياراته السياسيَّة تلك، حيث ظلَّ يتلقى الانذار تلو الانذار بالفصل من الدراسة، لولا أن والده، بشخصيَّته الوطنيَّة المتحرِّرة الكارهة لنظار المدارس الممالئين للانجليز، ظلَّ يشدُّ مِن أزره، ويقوِّي مِن ظهره، ويعينه على اجتياز تلك المصاعب. وذات واحد من تلك الانذارات كتب إليه يشجعه: "ألم اقل لك إن كل النظار جواسيس وعملاء للإنجليز؟! إفعل ما تشاء يا بني، فقط إياك والتجسس والكذب"!
جامعة الخرطوم 1958 ـ 1961م إلتحق فاروق، أوَّل أمر دراسته الجامعيَّة عام 1958م، بكلية القانون بجامعة الخرطوم. وما أن انقضى عامه الدراسي الأوَّل حتى انتخب عضواً بلجنة الاتحاد الذي كان قائماً على التمثيل النسبي. ثمَّ ما لبث أن صار رئيساً له وهو، بعد، في عامه الدراسي الثالث. لكن، رغم اندياح دائرة النفوذ الواسع لـ (الجبهة الديمقراطيَّة) وقتها، مِمَّا يسَّر اكتساحها لانتخابات الاتحاد، ورغم صلابة خصائص فاروق الشخصيَّة التي يستحيل أن تقبل القسمة على اثنين في ما يتصل بما يعتقد ويؤمن به من مبادئ، إلا أنه نشأت بينه وبين الكثيرين مِن ممثلي التيارات والمجموعات السياسيَّة الاخرى، بالاخص (الاخوان المسلمين)، علائق احترام متبادل، بل إلفة ومودَّة ظلت قائمة، في المستوى الانساني، حتى وفاته. خلال سنوات عمله في اتحاد طلاب الجامعة ارتبط فاروق أيضاً بالعمل في اتحاد الطلاب العالمي (IUS)، علاوة على العمل مع العديد من اتحادات الطلاب العرب والافارقة والآسيويين واللاتينيين وغيرهم، فأزهرت في وعيه خبرات ثريَّة بأحوال الشعوب، وتطلعات شبابها، والعوائق الموضوعيَّة والذاتيَّة التي تحول دون تطوُّرها، ومشكلات المجابهة مع الاشكال المختلفة للاستعمار الحديث، كما فتح معارفه على آفاق مستقبليَّة أوسع في ما يتصل بقيم التضامن، والمآلات النهائيَّة لنضالات بلدان التحرُّر الوطني، والحراكات الاجتماعيَّة في مختلف قارات العالم. أكمل الفقيد السنة الثالثة بكلية القانون بنجاح، ولكن بصعوبة. فقد تكرَّر اعتقاله، مرَّة بسبب نشاطه في الاتحاد، ومرَّة بسبب مشاركته في قيادة مقاومة النوبيين للتهجير، وما إلى ذلك من اسباب. لم تكن تلك الاعتقالات لتطول كثيراً. سوى أن القرار الذي أصدرته، عام 1961م، وزارة داخليَّة نظام عبود، قضى، هذه المرَّة، بفصله نهائياً من الجامعة، واعتقاله لمدة أكدت كلُّ المعلومات أنها ستطول، مِمَّا اضطره لمغادرة الجامعة، وهو على أعتاب السنة الرابعة، والاختفاء زهاء العامين، بناء على قرار من الحزب الشيوعي. وعن تلك الواقعة روى الأستاذ محمد الوديع السنوسي، نائب المدير الحالي لجامعة أم درمان الاهليَّة، أن دفعتهم، حين التحقت بجامعة الخرطوم، أوَّل أمرها عام 1961م، إستقبلهم همس الطلاب في مختلف أبهائها وعرصاتها بأن رئيس الاتحاد مختف، وأنه سيغادر لإكمال دراسته بموسكو!
تحت الأرض 1961 ـ 1963م ألحق فاروق، فور هجره الجامعة، بمخبأ لمتفرغي الحزب بأحد أحياء أم درمان، ريثما يتمُّ تدبير سفره. ولأن كلاً ميسَّرٌ لما خلق له، فقد كانت تلك تجربته الاولى والاخيرة في العمل (كأفندي مضاد) بمصطلح عبد الله علي ابراهيم! قضى فاروق تلك الفترة مع عدد من قيادات الحزب المختفين آنذاك، كالمرحوم عمر مصطفى المكي والمرحوم قاسم امين ومحمد ابراهيم نقد وغيرهم. عن تجربة فاروق تلك روى الاستاذ نقد، ضمن حديثه عن طرائف حياة المناضلين المختفين الذين ينبغي أن تتوفر فيهم بعض المهارات، كفنِّ الطبخ مثلاً، كيف أنه، عندما جئ به إليهم لم يكن يحسن حتى صنع الشاي! ولما أتى عليه الدور، مرَّة، لإعداد الطعام، وضع (حَلة السليقة) على النار، وانصرف لمطالعة إحدى المجلات، حتى احترقت (الحَلة)! وأما فاروق نفسه فقد روي عن تلك التجربة، بشفافيَّته المعهودة، قائلاً: "كنت شاباً كثير التمرُّد على نظام الإختفاء! ذاك عالم لا أفهم فيه، وغير مستعد للإلتزام بضوابطه! وأذكر أن جاراً لنا جاء، يوماً، ودق الباب، ففتحت له، بكلِّ تلقائيَّة، ورحَّبت به، ودعوته للدخول.. كمان! كان الموجودون غيري، ساعتها، عمر مصطفى وعلي عمر، فانزعجا! قال لنا: أنا محتار فيكم، إنتو منو؟! فازداد انزعاج الجماعة! فما كان مني إلا أن تصدَّيت لتحمُّل المسئوليَّة كاملة، وحتى النهاية، عمَّا ارتكبت من خطأ جسيم، فأشرت لعمر مصطفى، وقلت: هذا طالب دكتوراة، ثم أشرت إلى علي عمر، وكان شكلو مش ولا بُد، فقلت: وهذا كمساري! أما أنا فطالب بجامعة القاهرة.. عندها شرب جارنا كوز الموية الذي قدَّمته له، واستأذن وخرج، فتنفسنا الصعداء، وأنا أولهم! غير أني تلقيت، في ما بعد، (علقة لائحيَّة) لن أنساها ما حييت"!
موسكو 1964 ـ 1969م قبيل ثورة اكتوبر عام 1964م تسلل فاروق، خلسة، إلى الاتحاد السوفيتي. كان يمنِّي النفس بأن يدرس الإقتصاد، ويتخصَّص في الاقتصاد الدولي، بجامعة موسكو، وأن يتمكن، في ذات الوقت، من اكمال دراسة القانون، كي يتخصَّص في القانون الدولي، بجامعة كيمبردج. ولعل مِمَّا شجعه على التفكير في ذلك أن صديقه المرحوم سعيد محمد احمد المهدي، الذي صار، لاحقاً، عميد كليَّة القانون بجامعة الخرطوم، كان موجوداً، وقتها، بكيمبردج. فأجرى اتصالاته بإدارتها لإرسال الإمتحانات الثمانية المتبقية لفاروق عبر الملحقيَّة الثقافيَّة البريطانيَّة بموسكو، إلا أن تلك الإدارة ما لبثت أن تراجعت عن وعدها الكتابي له وللمرحوم سعيد دون إبداء أيِّ أسباب! وقد ظلَّ الفقيد يشكُّ، حتى أخريات أيامه، في أن ذلك لا بُدَّ قد وقع بفعل فاعل! لكنه، بالنتيجة، صرف النظر عن القانون، إلى حين، وواصل دراسته للاقتصاد. وفد فاروق إلى موسكو ناضجاً بخبرة ثلاث سنوات من الدراسة والنشاط السياسي والنقابي بجامعة الخرطوم، فضلاً عمَّا يربو على السنتين من العمل السِّري. ولذا كان من الطبيعي أن يتبوَّأ مكانة متقدِّمة في قيادة فرع الحزب والجبهة الديمقراطية واتحاد الطلاب هناك، مثلما كان طبيعياً أيضاً أن ينعكس ذلك النضج في الآراء والافكار التي عمل على نشرها وسط الطلاب، كشعار (أولويَّة التفوُّق الاكاديمي) و(الجيِّد أكاديمياً هو الجيد سياسياً) وما إلى ذلك، في معنى ضرورة تقديم التحصيل على الأنشطة الاخرى في سلم الاولويات، بما في ذلك النشاط السياسي نفسه! لكن الكثير من الطلاب الأصغر سناً وتجربة كانوا، كالعادة للأسف، يعتبرون ذلك محض (كلام عواجيز)! وفي الواقع فقد كانت تلك هي وصايا الحزب ونصائحه التي دأب قادته، كعبد الخالق وسعاد ابراهيم احمد وغيرهما، على إزجائها للطلبة بشكل مستمر.
مايو ـ يوليو وموسكو الأخرى 1969 ـ 1979م في موسكو تزوَّج فاروق من زميلته ورفيقة عمره د. أسماء السني. وما أن تخرَّج ونال درجة الماجستير في الاقتصاد، حتى قفل عائداً إلى السودان قبيل انقلاب مايو عام 1969م. وترتيباً على قرار كانت أصدرته حكومة الديموقراطيَّة الثانية، عقب ثورة اكتوبر 1964م، بالسماح لأي طالب جرى فصله من أية مرحلة دراسيَّة بالعودة لمواصلة دراسته، سعى فاروق للاستفادة مِمَّا اعتبره حقاً مستحقاً له في العودة لإكمال السنة الرابعة بكليَّة القانون بجامعة الخرطوم. لكنَّ مسعاه اصطدم برفض د. زكي مصطفى، عميد الكليَّة وقتها، لعودته هو بالذات! حاول، بإزاء ذلك، إكمال تلك السنة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، لكن خاب مسعاه هنا أيضاً! فاكتفى، في النهاية، بشهادة الإقتصاد، والتحق بالعمل في وزارة التخطيط. عندما وقع انقلاب النميري في مايو 1969م كان فاروق نقابياً ناشطاً باتحاد الجامعيين والمهنيين. وكان النظام الذي اجترحه الانقلابيون متسقاً مع نموذج الانظمة التي راجت في كثير من البلدان النامية خلال حقبة ما بعد الحرب الثانية، والتي شهدت ازدهار حركة التحرُّر الوطني العالميَّة. وكان (التصدى لمهام التغيير) هو شعار تلك الانظمة بقيادة عدد من زعمائها الذين أطلقت عليهم تسمية (الديموقراطيين الثوريين)، أمثال عبد الناصر في مصر، وسوكارنو في أندونيسيا، ونكروما في غانا، وسيكوتوري في غينيا، وغيرهم. ومع تقدير الحزب الايجابي، عموماً، لكثير من الخطط والبرامج التي أعلنها انقلاب مايو، إلا أنه رفض التسليم بقيادة البرجوازيَّة الصغيرة التي كان يمثلها الانقلابيون لمهام التغيير، ومن ثمَّ تذويب نفسه والانخراط في مؤسَّسات ذلك النظام، متمسِّكاً باستقلاله في التعبير عن مصالح الطبقة العاملة وفقراء الريف، مِمَّا أرهص، ومنذ الوهلة الأولى، بنذر الصدام المحتوم، لا محالة، بين الجانبين. تلازم، مع أحداث مايو المتسارعة خلال أيامها الاولى، وقوع أشهر وأخطر انقسام في تاريخ الحزب عام 1970م. كان فاروق قد شهد، قبل ذلك بسنوات طوال، انقسام المرحوم يوسف عبد المجيد عام 1963م، بعناوين صينيَّة تتمحور حول الدعوة إلى (القيادة الثوريَّة). وكان قد اتخذ موقفه الفكري والسياسي الرافض له من بعيد لبعيد، دون أن يتجشَّم كثير معاناة نفسيَّة في المستوى الانساني الشخصي كما حدث في انقسام 1970م، جرَّاء الاضطرار لخوض جدل طويل لا يكاد ينتهي، ولا يخلو، في غالبه، من الحدَّة، مع رفاق نضال الامس، وفيهم أصدقاء أحبَّاء، وقد باتوا ينادون، مدجَّجين بالسلطة وبنظريَّة (الرفاق السوفييت!)، بأن يقبل الشيوعيون بحلِّ حزبهم، وبالانخراط في مؤسَّسات مايو السياسيَّة، وأجهزتها الامنيَّة، وبأن يسلموا ذقونهم ويسلسوا قيادهم لـ (ديموقراطييها الثوريين)! وكان نجاح بعض الاجراءات في بعض البلدان التي تسنَّم (الديموقراطيون الثوريون) قيادها، كتأميم صناعة النفط في إيران مصدق، وتأميم قناة السويس والاصلاحات الاقتصاديَّة في مصر عبد الناصر، على سبيل المثال، هي مِمَّا أغوى السوفييت بأن يروا إمكانيَّة التغيير الاشتراكي تحت قيادة هذه الشريحة التي عدُّوا انقلابيي السودان ضمنها، ولمسوا وجهاً للشبه بينها وبين حركة (الديموقراطيين الثوريين) في روسيا ما قبل ثورة 1917م، دونما أدنى مراعاة لفارق العصر والظرفين الوطني والعالمي! كان انقسام 1970م، مقارنة بانقسام 1963م، أكثر وسعاً وعمقاً، إذ شارك فيه قادة تاريخيون بلغ عددهم زهاء نصف عضويَّة اللجنة المركزيَّة وحدها! ورغم أن الكثير من الانقساميين الذين ربطتهم بفاروق علاقات صداقة استهدفوا اجتذابه إلى صفوفهم، وعملوا لتحقيق ذلك ما وسعتهم الحيلة، إلا أن جهودهم مُنيت، في النهاية، بالفشل الذريع، فقد ظلَّ قابضاً على جمر مبادئه، دون أن يفرِّط ولو في أقل القليل من مواقفه العمليَّة. لذا، ما أن وقعت الحركة التصحيحيَّة التي قادها الشهيد هاشم العطا في 19 يوليو 1971م، حتى أيَّدها فاروق من خلال نشاطه الحزبي والنقابي. وما أن انهزمت في يومها الثالث، حتى سارع وزير التخطيط آنذاك، محمد عبد الحليم، لإصدار قرار ملهوج بفصل فاروق، كما جرى اعتقاله ضمن آلاف الشيوعيين والنقابيين وناشطي المنظمات الجماهيريَّة، حيث قضى الفترة حتى يونيو 1973م ما بين سجن كوبر بالخرطوم بحري وسجن شالا بدارفور. قرار الفصل كان ملهوجاً لأن وزير التخطيط اتخذه بتاريخ 26 يوليو ليسري مفعوله بأثر رجعي إعتباراً من 19 يوليو! وكانت تلك اللهوجة هي حُجَّة طعن فاروق الرئيسة ضد القرار بعد خروجه من المعتقل. وهو الطعن الذي تابعه كلِّ المفصولين سياسياً، آنذاك، باهتمام شديد، باعتباره اختباراً test case أعدوا عُدَّتهم للتحرُّك في ضوء ما سيتمخض عنه من قرار كان متوقعاً بكلِّ المعايير القانونيَّة! لكن ثلاثة من القضاة الذين أوكل اليهم نظر ذلك الطعن تم نقلهم قبل إصدار الحكم! ثمَّ إن قراراً صدر عام 1975م باعتقال فاروق استتبع صدور قرار من الحزب بمغادرته البلاد، ثانية، فتسلل خلسة، هذه المرَّة أيضاً، إلى موسكو. هناك انهمك فاروق في التحضير للدكتوراة، مستأنفاً، إلى ذلك، قيادته القديمة للنشاط الفكري والسياسي بين الطلاب السودانيين حول قضايا بلادنا التي كانت قد أضحت أكثر تعقيداً وصعوبة. لكنه واصل أيضاً، وبطريقته الفذة، مدَّ جسور العلائق الانسانيَّة حتى مع خصومه السياسيين! ومن عجب أن تلك الطاقة الانسانيَّة الراقية بالذات كانت كثيراً ما تضلل ليس فقط بعض مَن لم يخبروا جيِّداً معدنه الصافي المتفرِّد مِن أولئك الخصوم، بل وحتى بعض أصدقائه السياسيين! فليس نادراً ما أثارت دهشة وحيرة البعض مِن الاصدقاء، مِمَّن يحسبون السياسة شجاراً لا ينقطع (!) مثلما ليس نادراً ما أغوت البعض الآخر مِن الخصوم، مِمَّن أساءوا فهمها ولم يقدِّروها حقَّ قدرها، بتوهُّم إمكانيَّة استمالته، أو، على الاقل، تليين مواقفه الفكريَّة أو السياسيَّة، ولكن.. هيهات! وكان فاروق دائماً ما يواجه هؤلاء وأولائك بسلاحه المجرَّب، شديد المضاء، والذي ظلَّ يتمنطق به طوال عمره: التفكه والسخرية! وقد حدث أن وقع أحد مسئولي الامن بالسفارة بموسكو، آنذاك، ضحيَّة مثل هذا الوهم، حيث عدَّ تلك الطيبة ولين العُشرة رزقاً ساقه الله إليه (!) في وقت كان دارج الفولكلور الطلابي يعتبر أوهى تقارب مع تلك السفارة، أو أيٍّ مِن عناصرها، ضرباً مِن المحظورات التي لا تبيحها أيَّة ضرورات! هكذا انفتحت شهيَّة ذلك المسئول عن آخرها، وحسب أن بإمكانه أن يقع على صيد وافر من المعلومات عن طريق تلك العلاقة، فراح يلفُّ ويدور حول (صيده) المرتجى، ظاناً أن الفقيد غير منتبهٍ إليه، حتى فوجئ به يقطع الطريق، ذات مساء، أمام مناوراته تلك، بأسلوبه الفريد الذي يمتزج فيه الحسم والوضوح باللطف وخفة الروح المعهودتين، قائلاً له وهو يضحك: ـ "ياخ إنت بدل ما تلف وتدوِّر حاصل فارغ كده.. حاول اشتريني.. يمكن اوافق"! لحظتها، فقط، أدرك المسئول، ربَّما بعد فوات الاوان، مع أيِّ صنف نادر من المناضلين كان يتعامل! لم يكن التفكه والسخرية وحدهما هما عُدَّة فاروق في مجابهة الصعاب والعوائق، بل الصبر أيضاً. ولم أرَ، طوال صداقتي مع فاروق، مَن هو أكثر صبراً منه! وقد عبَّر هو بنفسه عن ذلك لشاويش السجن الذي قال له، لمَّا لمس منه إلحاحاً في طلب شئ ما: ـ "يا دكتور خلي عندك صَبُر يا خي"! فما كان مِن فاروق إلا أن ردَّ عليه ضاحكاً: ـ "شفت ليك زول عايز يبني الاشتراكيَّة في البلد دي.. وما عندو صَبُر"؟!
جامعتا جوبا وأم درمان الاهليَّة 1979 ـ 2007م عام 1979م غادر فاروق موسكو، بعد أن حصل على درجة الدكتوراة من جامعتها، ليلحق بزوجته د. أسماء السني بكارديف ببريطانيا، ومن هناك عاد للبلاد، حيث عمل، في البداية، أستاذاً بجامعة جوبا، ثم صار، في ما بعد، عميداً لكليَّة الاقتصاد بها. كانت الحركة الاسلاميَّة قد أبرمت، وقتها، للتو، صلحها مع النميري، وشرعت في إنفاذ مخططها للتغلغل والسيطرة على كلِّ مرافق الدولة، بما في ذلك مؤسَّسات التعليم العالي تحت شعار (أسلمة مناهج الجامعات)، مِمَّا كان يقتضي (أسلمة الأساتذة) ابتداءً! في ذلك السياق بعث مدير الجامعة، ذات يوم، إلى فاروق بمذكرة صغيرة، مع شاب عرَّفه بنفسه قائلاً إنه طالب ماجستير بجامعة الملك عبد العزيز. وعندما فضَّ فاروق مذكرة المدير وجده يوصي فيها بتعيين ذلك الشاب، على الفور، ليقوم بتدريس مادة (المحاسبة الإسلاميَّة)، على حدِّ تعبير المذكرة! لكن ما حدث (على الفور) فعلياً هو أن حِسَّ السخرية قد غلب على فاروق في تلك اللحظة، فعلق قائلاً بتلقائيَّته المشهودة: "محاسبة إسلاميَّة كيف؟! بالسبحة يعني"؟! ما أن بلغت العبارة أسماع المدير، حتى جعل التخلص من فاروق شغله الشاغل، ولكن.. لا بُدَّ له من سبب! ثمَّ ما لبثت عبقريَّته أن تفتقت عن قرار بعزله، معلناً أنه إنما رأى في المنام أنه يعزله! فحرَّكنا، المرحوم عبد الله صالح المحامي وشخصي، إجراءات قانونيَّة ضدَّ ذلك القرار انتهت بإلغائه، وإعادة فاروق إلى موقعه، لولا أنه، وبعد وقت قصير من عودته، تقدم باستقالته ليخوض معركة انتخابات الخريجين عام 1986م. ثمَّ لم يجد في نفسه حماساً، بعد خسارته في تلك الانتخابات، للاستفادة من حقه في العودة مرَّة أخرى إلى العمل مع نفس المدير. غير أنه، وكعادته الاثيرة، لم يفوِّت فرصة تغليف ذلك بطبقة من السخرية الكثيفة، و.. ـ "المرَّة دي شاف في المنام إنو يفصلني.. أفرض المرة الجاية شاف إنو يضبحني.. أعمل إيه؟! الله الغني يا شيخ"! ما أن علم الراحلان محمد عمر بشير وعبد الرحمن ابو زيد بخبر استقالة فاروق، وكانا مدركان لقدراته الاكاديميَّة الكبيرة، حتى سارعا إلى ضمِّه لجهود استكمال تأسيس جامعة أم درمان الأهليَّة، فأصبح منسقاً لكلية الإقتصاد والعلوم الإدارية، ثمَّ عميدها لعشر سنوات، استقال بعدها من العمادة ليصبح، حتى وفاته، بروفيسيراً للاقتصاد بلا أعباء إداريَّة. وعلى كثافة ما شهدت تلك الفترة، التي لمع فيها نجمه كأشدِّ ما يكون اللمعان، من احداث جسام أهمها وقوع انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م وما تبعه من قمع غير مسبوق كان نصيب الفقيد منه وافراً، وعلى جديَّة المهدِّدات التي صادفته خلال مسيرته العامرة بالتضحية عبر كلِّ حقب الشموليات المتطاولة، دون أن تتفضل عليه الحكومة برخصة سلاح شخصيٍّ للدفاع عن نفسه، وأقرب ذلك إعلان جماعة من المهووسين إهدار دمه قبل عامين، ضمن قائمة ضمَّت مفكرين وكتاب ومثقفين آخرين مقابل عشرة آلاف دولار، فقط، للرأس (!) إلا أنه ظلَّ يواجه تلك المهدِّدات أجمعها بالمزيد من السخرية التي تطمئن المشفقين، وأرتال من الصلابة التي تفتُّ في عضد المجرمين، ومواصلة إراحة أعصابه بالأغنيات النوبيَّة وبصداح ردي وحنان النيل! هكذا ظلَّ فاروق دائماً، علاوة على علمه الغزير، وعطائه الاكاديمي الثر، نموذجاً ساطعاً للنضال الذي لا يفتر، والعطاء الذي لا ينضب، ولطف المعاملة ورقتها، وحلاوة المعشر وطيبته، ونبل التعاطف الانساني في أرفع أشكاله، ولين التواضع الجمِّ في أبهى صوره، مثلما بقي، إلى ذلك كله، (نصباً تذكاريٌّاً) ضخماً للتلقائيَّة الشعبيَّة، وسرعة البديهة المثقفة، وطلاقة الروح الحُرَّة، وخفة الظلِّ النوبيَّة المشهودة!
مطار الخرطوم ومقابر فاروق فجر وصباح الأحد 30 ديسمبر 2007م رحمة الله عليك يا فاروق. سافرت للعلاج من مرض اليرقان الخبيث الذي التقطته، ساعة نحس، بسجن شالا عام 1990م، وظلَّ ينهش كبدك الحرَّى لسنوات طوال، لكنك تعود إلينا الآن في صندوق. لكن.. "مَا المَنايا؟! إنَّها أقدارُنا/ وامتِدادُ البَحر أحضانُ السَّواحِلْ"! رحمة الله عليك، وأنت الذي طويت قلبك على زوجك وبنتيك اللاتي أحببتهن حباً ملأ عليك حياتك، ومع ذلك لكم تمنيت أن لو كان لك ابن وأنت ترِّدد: ""الموت ما بعيد، سواء جاء طبيعياً أو بفعل فاعل! لكن أكثر ما يقلقني المشاكل التي يمكن ان تواجههنَّ عقب موتي في ظروف عدم وجود رجل في البيت"! ولطالما عبَّرت عن حزنك إزاء مشهد الغرباء يفتشون داخل غرفهن عندما يأتون لاعتقالك، وإزاء قلقهن عليك عندما تضطرُّك ظروفك المعقدة خارج المنزل بينما التهديد بالقتل يلاحقك! طِبْ مرقداً، يا صديقي، فهنَّ في حدقات عيون الشعب أجمعه، وهذه أمَّة ديدنها الوفاء. ........................... ........................... اللهم إن الموت حق، بل هو الحقيقة الكبرى في هذه الحياة، وهذا فاروق أمسى في رحابك. اللهم أنت الغنى الحميد لا تكلف نفساً إلا وسعها، فاغفر له بأضعاف أضعاف ما جعلته به سبباً للاستنارة والتفتح في هذا البلد. اللهم إنه كان صبوراً، وأنت تحب الصابرين، وأميناً، وأنت لا تحب الخوَّانين، وحفياً بخلقك، ورسولك القائل إن الدِّين المعاملة، وشجاعاً جهوراً بكلمة الحق في وجوه الطواغيت، وخاتم أنبيائك من علمنا أن أفضل الإيمان كلمة حق في حضرة سلطان جائر. اللهم إن خير بريَّتك من أنبأنا بأن خيرنا خيرنا لأهله، وإنا لنشهد بأن فاروق كان خيرنا في بذل ما وهبته من عافية وعمر وعلم لأهله ولأمته. اللهم حاشا أن نزكي فاروق عليك، فلا نقول إلا ما يرضيك "وما تدري نفس بأيِّ أرض تموت"، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". اللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنا أجره، وافسح له فى قبره، وأجعله في أوَّل منازل الجنة. اللهم اكرم نزله، ووسِّع مدخله، وآنس وحشته، وسلِّ وحدته، واجعل سيِّئاته حسناتٍ، وانقله من ظلمة اللحد الى مراتع النور. ووداعاً.. وداعاً، طبتَ حياً وميِّتاً، يا حبيب، و.. إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام!
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان يفقد .... العالم الاقتصادى والسياسى الكبير ... فاروق كدودة ... (Re: الكيك)
|
كدودة، يا من أعجزت الناي/ إني أعجز عن كلمة
جعفر عباس
يا فاروق كان بدري عليك/ ما زلنا جميعا نشتاق ليك/ كان بدري عليك، مشوارنا طويل/ وما قادرين نجتاز أول ميل/ برحيلك.. لا شوفة تبِل الشوق/ لا ضحكة طروبة تهدهد روح وترَوي عروق/ يا ود يا كدودة يا مسونكيل/ يا ليل يا بلد يا صاي يا نيل/... الله براه يعلم، أنا كم بعزك كم/.. كنت البشوش كنت السمح/ وبعدك خشومنا ملح، ملح/.... بس عزاي/ والفقد ما فقدي براي/ لما اتذكر بسالتك/ وكيف صمدت وأنت بتقدم رسالتك/.. وياما ياما شردوك وبهدلوك، وفي المنافي كان في كوبر كان في شالا جرجروك، وانت ياكا الشامخ الباسم دوام/ صوفي واقع في دباديب الغرام/ حب صافي للوطن/ رغم كل ما مر بيهو من محن/.. تلقى قدامك محمد صالح عمر/ الحبيب الفاره البدر الضكر/ تلقى ود حمد الله متوشح رصاصات البسالة/ الطرزت صدره على عهد النذالة/.. وأدي السلام ملايين للراجل الأسد/ فارس المتاهة محمد النور ود سعد/.. وأقري السلام لحسن حسين /وما تنسى ود الزين/ الما وقف بين، بين/ وما قال -وحاتك- طق/ لما الرصاص بقبق. وددت لو اكتب عن فاروق كدودة باللغة النوبية، لأفضفض عن حزني ب--يو يوني-- و--وي بيا--، كان بالنسبة لأبناء جيلنا أسطورة، له مهارات في التخفي من الشرطة السرية مسطورة، كان من الغريب ان نعجب بشيوعي، رغم ما عرفناه عن عشيرته من كلام بطال كله سمعي، وعندما التقيت به لأول مرة، جلست أمامه متقرفصا كهرة: هذا هو كدودة راس الهوس، الذي دوخ حكومة عبود والعسس، ثم اكتشفت انه شخص --عادي--، يتكلم مثلنا نحن خريجي طقت وحنتوب والوادي، لا يجيب سيرة الديالكتيك، ولا الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك، له ترسانة من الملح والطرف، وتستمع اليه لساعات دون ان يرمش لك طرف.. لا تحس معه بالملل، لأن لسانه الحلو ينقط عسل، جالسته عشرات المرات، كانت كلها هترشة ونكات.. هترشة بمعنى الكلام الخفيف سهل الهضم، الخالي من نبش سير الآخرين والشتم والذم.. لم يكن ميالا الى تحويل الونسة الى حصص سياسية، ولا الى الكلام الدراب الذي تتميز به الماركسية.. ولكنه كان ماركسيا على السكين، لا يهادن في أمرها ولا يستكين، ولكنه كان يعرف ان لكل مقام مقال، وأن المناسبات الاجتماعية ليست مجالا ل--النضال--.. وكان أكاديميا جهبذا، واقتصاديا مفكرا فذا، ولكنك تجالسه وتحسب انه تربال، ينقصه فقط العراقي والسروال.. ابن بلد شهم وبسيط، ويرطن المحسية بلسان سليط.. كنا نلتقي في بحري في بيت أخيه جمال، ونتكلم عن كل شيء بصوت عال: عن حكم جعفر نميري، ووفاة ستونة زوجة خيري، ونأكل القراصة بالتركين، ونسأل الله أن نطلع منها «سالمين» قلت له ذات مرة، ونحن نأكل الكسرة المُرة، وكان وقتها خالي شغل، زاده أحيانا رغيفة وبصل: ما بلاش شيوعية ووجع راس، فاتهمني بأنني وسواس خناس، ثم أضاف ضاحكا: ده حزب محس ودناقلة، والتزامنا بيهو ما مجرد نافلة.. ضحكنا وتفاكرنا في تحويل الحزب الى النوبيين: نقد ده من عند مين؟ وعبده دهب، الراجل الذي للحزب عمره وهب؟ وبنت احمد ابراهيم، ..سعاد، التي بسبب السياسة جافتها العافية والرقاد؟.. والجزولي سعيد،.. الدنقلاوي الذي تحول الى هدندوي صنديد؟.. ومحمد صالح ابراهيم، الشهم النبيل الهميم،.. ثم قال: الكلام ده يبقى بيني وبينك، لأن الرفاق لو سمعوه حيطلعوا عيني وعينك. يشهد الله كم أحببتك يا فاروق، كشخص وفي، صدوق خلوق، ليكتب غيري عن نضالك، أما أنا فيكفيني استرجاع ما تمتعت به لبعض الوقت من طيب خصالك، أنت في معظم سيرتك جزء من مسيرة بلد، كنت له نعم الحبيب والولد، وهناك أجيال قادمة كدودة، هي بوليصة تأميننننا للطهارة والجودة، وكدودة كلمة نوبية تعني --الصغير--، الذي يتحول يوما ما الى ذي شأن كبير، فلتمارس أمنا الثكلى بكائي وبكاءك، مرة أخرى بكائي وبكاءك ريثما يولد أبناء القرون المقبلة، وستكون حاضرا مع --أسماء-- لتقوم بدور الداية/الق
الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
|