فــــي اختطــــــــاف الكبــــــار..!! د. حيدر إبراهيم علي
تدور في الساحة السياسية السودانية هذه الأيام، نقاشات واحتجاجات ساخنة حول محاولة اختطاف الاطفال من تشاد. وهو عمل مشين يستحق الشجب والادانة، ولكنه في نفس الوقت يثير الشجون والاسئلة. فقد كان أول سؤال طاف في ذهني: لماذا خطف أطفال سودانيين بالذات؟ الاجابة سريعة ومباشرة، وهي المؤامرة واستهداف السودان والكيد الغربي. ولكن لماذا لم نسمع بمحاولة اختطاف اطفال كوبيين، بينما كوبا في صراع مع الامبريالية وتقع في فم الولايات المتحدة الاميركية عدوها الاكبر؟ الاجابة ببداهة، هي: كوبا دولة ذات سيادة وطنية كاملة وتحارب الامبريالية حقيقة بلا مناورات ولا مساومات، ولم تقدم أية تنازلات من أي نوع. لذلك، المشكلة ليست في محاولة اختطاف الاطفال في السودان، ولكن في اختطاف الكبار في صباح الجمعة 30 يونيو 1989م. لدي شعور غريب، وهو ان السودانيين منذ ذلك اليوم، وهم في طائرة مخطوفة، ولا يدري الخاطفون الى أين سيذهبون بها؟ وليست لديهم مطالب محددة او تتغير المطالب كل مرة. والمشكلة الآن، ان وقود الطائرة المخطوفة، يكاد ينفد هذه الايام: غداً أو بعد غدٍ. وسوف تسقط الطائرة المخطوفة في أية لحظة. وسنكون جميعاً ـ خاطفون ومخطوفون شهداء في أي وقت. وهذه الطائرة هي بوينج مليون ميل مربع و«35» مليون نسمة. وفي هذا المقال نتعامل مع وطن افتراضي داخل طائرة، او طائرة تضم وطنا. والمهم في الامر رمز الاختطاف! قرر المختطفون منذ بداية البداية، ان افضل طريقة للسيطرة وشل المقاومة، هي اللجوء الى الارهاب والتخويف والرعب، ولا بد أن يحمل ذلك قدراً كبيرا من الاذلال وكسر الشعور بالقيمة. وتفتقت اذهان القادمين من الدول الاسلامية العظمى، على بيوت الاشباح! وبدأ التنفيذ في حمامات الطائرة والجزء الخلفي المخصص لاعداد الطعام، على ان تنقل مستقبلا الى مباني City Bank وغيرها من الاماكن الغامضة. ومن الجدير بالذكر ان اغلب الذين يحتجون على خطف الاطفال لم يستنكروا حتى الآن، خطف الكبار وتعذيبهم. عادت ظاهرة التعذيب التي استهل بها الخاطفون عهدهم بداية التسعينات، ولكنها اخذت شكلا او اشكالا جديدة مبتكرة، فقد اكتسبوا خبرة طويلة تصاحبها قدرة هائلة على التجاهل والصهينة، مهما ارتفعت الاصوات وحمي النقد «أصخرة أنت، لا تحركك!» فقد قرر الخاطفون ان يكون التعذيب يوميا، وطالما قد فشل الخاطفون في توفير الطعام الكريم والعلاج والتعليم، فعلى الاقل توفير عذاب وتعذيب يومي لكل مواطن، وهذا اضعف الايمان. ويبدو ان الخاطفين قد لاحظوا بعض السمنة والامتلاء في اجسام المخطوفين، لذلك تقرر مساعدتهم في انقاص اوزانهم، بأن يفرض عليهم ـ نساءً واطفالا وشيوخا ـ المشي اليومي او السعي بين السكة الحديد او السوق العربي والاستاد الغربي او ميدان جاكسون، كل يوم عددا من الكيلومترات. ويبدأ السودانيون السعداء في الخرطوم يومهم بكرنفال الهرولة، واذا اردت الفرجة عليك بالذهاب الى منطقة السكة حديد في شارع القصر، قرب المستشفى وما حولها. ولا اظن ان حكومة تتفنن في تعذيب من يفترض أنهم مواطنون، وفي تزامن مع مناقشة الخطة الاستراتيجية القومية، ولا ادري من سيطبقها او تطبق عليهم، هذا الشعب المهرول؟ ام ان حكومتنا السنية تنوي تصنيع شعب في جياد، ويكون ذلك بدوره من انجازات الخطة: انتجنا «15» مليون مواطن (آلي) في اعمار مختلفة خلال ثلاث سنوات، وهذا وقت قياسي (51 البيان الرسمي). قرر الخاطفون منذ البداية استخدام التجويع والافقار لتركيع المخطوفين. وقد كان الفصل التعسفي حسب قانون الصالح العام!. فقد تم تشريد أعداد كبيرة مصدر دخلها الوحيد المرتبات، وعاشت اسر كريمة ظروفا صعبة. والآن حين لان قلب الخاطفين وقرروا ارجاع المفصولين، لم ينسوا شهوة الاذلال. اذ يتم ارجاع شخص فصل قبل حوالى «18» عاما وترقيته درجة واحدة. وفي هذه الحالة يكون مرؤوسا لشاب تم تصعيده سريعا دون خبرة واحيانا دون مؤهلات مقنعة. ومرة اخرى، يوضع المفصول ـ المخطوف تحت رحمة رئيس يجيد الاذلال داخل الطائرة المخطوفة.. اما الافقار والتجويع الآن، فيأخذ صورا عديدة من طرائق قطع الارزاق، فقد ضاعت على العشرات في منطقة السوق العربي وميدان «ابو جنزير» فرص كسب عيشهم بطريقة كريمة. وقد ينبري متحذلق ليقول بأن اغلب هذه النشاطات هامشية وغير منتجة. ولكن هل وجد هؤلاء فرصا للعمل في مصانع ومزارع الخطة الشاملة، وقرروا اختيار العمل الطائر تحت الشمس وقرب الزبالة؟! وتمت ازالة اكشاك كثيرة يعيش على دخلها كثير من الشباب تحت دعوى تجميل العاصمة. وعليكم بالاستمتاع بهذه الجميلة النظيفة التي تسمى الخرطوم او العاصمة المثلثة، التي تعاكسها اكياس البلاستيك لتخفي جمالها حسدا وغيرة. ومع اغلاق الاكشاك زاد بائعو الاسكراتش في الشوارع والصواني. ويتكتم الخاطفون على الكوارث والاوبئة، ولا ادري صدفة ام أن هناك تواطؤاً بين الخاطفين والكوارث، بقصد انقاص عدد المخطوفين (قد تقرأ المواطنين). فقد تساعد الحمى النزفية او الملاريا او غيرها في انقاص عدد الافواه المطالبة بالطعام مثلا (ومن لم يمت بالسيف مات بغيره!) اريد من يفسر لي لماذا لم تعلن وزارة الصحة عن انتشار الحمى النزفية؟ ولكن تذكرت كيف دلعت الوزارة، الكوليرا وسمتها «إسهالات مائية» وقد قُبلت هذه التسمية الرقيقة، ويموت الكثيرون في صمت. وهناك امراض تسمى مستوطنة، وهذا يعني انها اكتسبت حقوق المواطنة وبالتالي تعتبر مكافحتها انتهاكا لحقوق الانسان. اولها نفس حق العيش المتساوي معك باعتبارك مواطناً. وطافت فكرة في ذهن الخاطفين، وهي تسلية المخطوفين، لأن الوقت قد طال ويجب ألا يصابوا بالضجر الذي قد يتحول الى غضب ومقاومة. ولذلك تقرر عرض فيلم على شاشة الطائرة، على ألا يكون الفيلم عن اجواء الاختطاف التي يعيشها المختطفون. كانت قصة الفيلم تحكي ان جماعة اختطفت طائرة، ولسبب ما قررت ان تضم لها خاطفا آخر تسميه الشريك، على الاقل يتحمل معها نتائج الكارثة، ولكن لا يكون شريكا حقيقيا، أي لا يعلم اي شيء عن كيفية سير عملية الاختطاف، ولكن يظهر معهم في التلفزيون والاحتفالات والمناسبات وفي مناسبة احتفال سنوي بالمشاركة، وانفجر الشريك غير الخاطف غضبا، ونشر غسيل العلاقة بلا اخفاء او تردد. وغضب الشريك ـ الخاطف واسكته، لكي لا يكرر مثل هذه الحركات. ولكن استبق الشريك مناسبة سعيدة وفجر مفاجأة اخرى. وما يهمنا هنا ان الفيلم اصبح شيقا، واستطاع ان يشد المخطوفين، وظلوا ينتظرون المفاجآت. وفي مقطع من الفيلم، قرر الشريك غير الخاطف أن يقوم برحلة، وشاهدنا قبلها الشريكين في وصلة ابتسامات استمرت حتى سفر الشريك الاصغر. وأطلق من الخارج عاصفة من التصريحات ضد شريكه. ولكن كان لا بد للمخطوفين ان يزهجوا من الفيلم: فقد كانت تصريحات الخارج متناقضة مع حديث الداخل، واشتكى الشريك الاكبر من ان شريكه سافر على كيفه دون الرجوع اليه. وهناك طرح المخطوفون رغم ظروفهم عددا من الاسئلة، مثل: ü لماذا لم يصدر الشريك الاكبر في نفس اليوم الذي سافر فيه الشريك الاصغر، بيانا رئاسيا ليوضح للشعب المخطوف كيف تصرف شريكه؟ ولماذا انتظر حتى بادر الشريك الاصغر بالهجوم؟ ü لماذا لم يقل الشريك الاصغر حديثه للصحافيين في مطار الخرطوم قبل المغادرة؟ وفي هذه الحالة كان سوف يضيع على الخاطفين تهمة انه صوت سيده او his master's uoice، وتهمة ان الولايات المتحدة كانت وراء قرارات التجميد، والآن وراء اعلان نهاية الثقة. والآن الطائرة المخطوفة كاد ينفد وقودها، ولكن الأهم من ذلك أنه يوجد على متنها اكثر من خاطف. ويردد المختطفون الشهادة باستمرار داخل الطائرة المخطوفة، ويدعون فقط لحسن الخاتمة.
الصحافة 17/11/2007
11-19-2007, 04:16 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
كفى متاجرة بأطفال دارفور ماذا يضير سلخ الشاة بعد ذبحها؟! المتوكل محمد موسى [email protected] عجبت أيما عجب، للدموع الهطيلة التي ذرفها بعض المسؤولين في بعض وسائط الإعلام، وهم يتناولون تداعيات أقصوصة اختطاف أطفال دارفور في تشاد بواسطة منظمة قيل إنها فرنسية، كان هدفها تصدير هؤلاء الأطفال إلى أوربا بغرض الإستعباد والإسترقاق والأعمال القذرة حسب زعمهم.. لسنا هنا بصدد تناول الواقعة حسب الرؤية الرسمية السائدة الآن بكثافة، أو حتى التعرّض للرأي الفسيد لهذه الرواية، ولكننا نرغب في الإهتمام مليَّاً والتركيز في دموع التماسيح هذه التي ذرفها أصحابها، متسائلين في حيرة عن أسباب هذا الحنين الفيّاض الذي هبط فجأة على قلوب هؤلاء من دعاة الشفقة المفتعلة والمصنوعة والمطبوعة بختم المصالح والمنافع الشخصية ممن لا تعرف قلوبهم الشفقة والرحمة من الأصل والتي خُص بها أطفال دارفور.. ويكفينا للتدليل على ذلك سجلات وملفات حقوق الإنسان وأضابير المنظمات الإنسانية وكل المؤسسات ذات الصلة. إن أطفال دارفور الذين يتباكون عليهم اليوم لأن جهات غربية عندما رأت مآسيهم قررت أن تحتضنهم وتبحث لهم عن مأوى آمن ولقمة عيش بعد أن تم سلب الحياة الآمنة من مِهادهم، هم ذات أطفال دارفور الذين أُرتكبت بحقهم أبشع الجرائم في هذا العصر الحديث، جرائم يَندى لها الجبين خجلاً وعاراً، وهم ذات أطفال دارفور الذين أُغتصبت أمهاتهم وسُحل آباؤهم وحُرِّقت ديارهم، ولنسرد بعض المشاهد من الفظائع التي أُرتكبت بحق هؤلاء وحق ذويهم، ليُتركوا مشردين في الفيافي، يهيمون على وجوههم في الفلوات وأوطان الآخرين، هي مجرّد حيثيات متواضعة جداً في سلسلة الجرائم الفظيعة التي أُرتكبت في حق هؤلاء الأطفال وذويهم، والتي حاد المتعاطفون الجدد عن التعرّض لذكرها أعواماً طوالاً.. لنرى كم هو زائفٌ تعاطف هؤلاء، يحكي المشهد الأول أحد الناجين من محرقة إحدى القرى، لقد قال الراوي إن قوات الجنجويد أغارت على قريته الوادعة التي تقبع في أحضان وادٍ خصيب يتبع لأطراف منطقة جبل مرة الغربية الخضيرة.. وحسب روايته فإن المهاجمين قد اجتاحوا القرية ضحى يوم الإثنين من صيف عام 2004م لتُستباح تماماً ويهلع السكان فيفرون في جميع الإتجاهات بعد أن إشتعلت النيران في القطاطي، وكان الأطفال، ولصغر سنهم، يحاولون الهرب فلا يستطيعون النجاة فيمسك بهم الجناة ويقذفونهم في أتون نيران القطاطي المشتعلة وآخرون يُطاح بهم في الهواء ثم تتلقاهم الأيادي الآثمة بأسنة الرماح والحراب.. هل هناك ما هو أفظع من هذا؟ أم على قلوبٍ أقفالها؟! ومشهد ثانٍ، هذه المرة يحكيه أحد المهاجمين أنفسهم والذي أذهلته فداحة الجرم فقرر أن لا يشارك في أي هجومٍ للجنجويد مرةً أُخرى، وقد ندم على مشاركته لكوكبة الإثم هذه، بعد أن تم خداعه بحجة قتال المتمردين الذين يخدمون أجندة دول الغرب الطامعة في ثروات دارفور والسودان.. فقد حكى الرجل الذي كان ضمن القوة المهاجمة، أنه كان بصحبة أحد أفراد الجنجويد عندما دخل أحد المنازل ووجد إحدى النساء حديثة الولادة فقام بانتزاع طفلها الرضيع من أحضانها ورغم إلحاحه له بعدم إيذائه، إلا أن المهاجم قد رفض ليقذف بالرضيع في الفضاء ثم تلقاه بسونكي بندقيته ليخرج رفيقه المخدوع ذاهلاً وعند إنجلاء الغارة عقد العزم على ألا يشارك مرة أخرى في الخروج مع هؤلاء المارقين في غزواتهم الآثمة هذه. ومشهد ثالث، إمرأة حبلى تُحاول الفرار فيُقبض عليها ثم تثبت في جذع شجرة ويتم التسلي بجعل بطنها المنتفخة هدفاً للرماية والتسلية ليُسدد إلى بطنها الرصاص وهي مصلوبة على جذع الشجرة.. يمكننا أن نستمر في سرد مثل هذه الفظائع التي أُرتكبت في حق أهل دارفور، خاصة النساء والأطفال، الى ما لا نهاية.. فما بال القرى التي لم نأت على سرد نماذج من قصصها وهي بالآلاف؟ هذا غيض من فيض الإجرام الذي مُورس في أرض دارفور، إن الإعلام الرسمي لا يهمه في كثيرٍ أو قليل أن يُقتل أبناء دارفور وتُنتهك حرماتهم، ولكن يهمه الاتجار بمثل هذه الأحداث في صراعه مع الغرب من أجل توفيق أوضاعه المضطربة مع المجتمع الدولي وهذا لا يعني الناس في شيء إن كانوا يعلمون! نجزم أن ترحيل أطفال دارفور إلى فرنسا ليس مدعاة لكل هذا النواح فالأحرى التحري في الظروف والملابسات الي قذفت بهم إلى دول أخرى خارج وطنهم وهم أيفاعٌ بعد.. أليس من الأجدر البحث عن من كان وراء حدوث هذه الظروف الاستثنائية والكوارث والمآسي التي ألمّت بهؤلاء الأطفال وتقديمهم للعدالة؟ كل من علم حقيقة ما جرى في دارفور منذ إندلاع الأزمة يدرك تماماً أن فرنسا أو الغرب بصفة عامة أفضل لهؤلاء الأطفال البؤساء الذين تعرّضوا للموت والأهوال منذ قيام ثورة دارفور المسلحة وحتى تاريخ اليوم، أن تتبناهم الأسر الأوربية بدلاً من هذا الضياع والهلاك الذي يعيشونه. أما الحديث عن الإسترقاق والإستغلال السيء لهؤلاء، إن هُجروا إلى أوربا، فهو حديث يجافي المنطق والواقع المعاش اليوم في أوربا ويشوبه عاطفة كذوبة، فالآن هناك في الغرب، قوانين صارمة وحاسمة تحمي حقوق الإنسان وتمنع استغلاله، بل هناك قوانين سُنّت خصيصاً لحماية الضعفاء من بني الإنسان خاصة المرأة والطفل، ومحاولة البعض تشبيه حكاية أطفال دارفور في تشاد، بأحداث حملات الاسترقاق التي نُفّذت قبل عدة قرون وكان ضحيتها مئات الآلاف من الأفارقة فهي مقارنة لا تجد مسوَّغاً ليسندها، وهي مفارقة قد حدثت في غابر الأزمان حيث لم تكن هناك قوانين تحمي الإنسان من آثام الرق والعبودية، ورغم فظاعة الرق فالأميركان الزنوج اليوم أصبحوا لا يتذكرون كثيراً مما حاق بأجدادهم ولم نسمع اليوم أن أحد الزنوج الأميركان يفكر في العودة إلى موطنه الأصلي في أفريقيا لأنه يُساء تعاملهم اليوم في أميركا بل لديهم قول يؤكد رضاءهم بالعيش في الغرب حتى صار قولهم مثلاً، فهم يقولون (Thanks Heavens that my Grand Father Did not miss the ship) وهذا الكلام يعني أنه يحمد الله لأن جده لم يتخلّف عن ركوب الباخرة التي أقلت العبيد إلى أميركا، وهو مثلٌ ينم عن رضاء تام بأقدراهم اليوم.. إذاً، فإذا كان هناك ما يقلق هؤلاء الهتيّفة وسماسرة النواح عند الطلب، فليطمئنوا فليس هناك شيء مما يدَّعون سيحدث وعليهم بالسعي والمناداة بصدق من أجل تطبيق مبدأ القصاص فيمن كان وراء وجود أطفال دارفور في دولة تشاد، وقبل ذلك فيمن كان وراء إحراق ديارهم وقتل ذويهم وإجبار من بقي منهم على قيد الحياة، للهجرة إلى دول أخرى حتى وصلوا إلى إسرائيل، قبل الحديث عن إختطاف أطفال ظلوا يعيشون في أوضاع مأساوية منذ أكثر من أربع سنوات ولا أحد من هؤلاء قد انبس ببنت شفة.
الصحافة 18/11/2007
11-26-2007, 06:00 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
لم يهتز احد ولم تخرج مسيرات للتعاطف والمناصرة عندما اعلن سلطان داركبقا النازح في احدي معسكر اللجوء شرق تشاد وهو يستغيث ويصرخ انجدوا أطفالنا (الحقونا يا جماعة) ... لاربع سنوات ونحن هنا في هذا المعسكر والمعسكرات الاخرى شرق تشاد بلا مدارس .. الاف الاطفال في سن الدراسة بلا مدارس والمئات ظلوا في الصف الثامن لاربع سنوات في (مبيت دائم ) لأنه ليس هناك مدرسة ثانوية ينقلون لها !!.. لم يزرنا او يتعاطف معنا احد غير الخواجات ولم تتصل بنا الحكومة يوما ولا أي منظمة سودانية او القوى السياسية لاربع سنوات و حتى الآن ؟؟
لم يسمع صوت هذا الرجل احد ولا استغاثته الحرى لنجدة آلاف الاطفال في معسكرات اللجوء هناك ولكن عندما اعلنت تشاد عن ضبط منظمة فرنسية تتهيأ لنقل الاطفال من تشاد الى فرنسا ثارت الحكومة وغضبت وسالت دموعها وحق لها ذلك وبدأت حملة منسقة واسعة النطاق ضد المنظمة وفرنسا وصلت لوصف العملية بتجارة الرقيق وانتظمت في المقابل مظاهرات في العاصمة والولايات تندد بالعملية وذهب وفد سوداني خصيصا الى تشاد للحديث حول هذا الموضوع لكن ومع هذه الحملة الضارية والمنظمة لم يلتفت احد حتى اليوم الى اولائك الاطفال اللاجين في معسكرات شرق تشاد واوضاعهم المأساوية هناك ولم يزر الوفد السوداني (الحنيين ) تلك المعسكرات ويشاهد بأم عينه آلامهم ويستمع الى اقوالهم مما أثار ولا يزال يثير الكثير من التساؤلات والشكوك العميقة حول حقيقة هذه الحنية الزائدة والدموع الزارفة التى ظهرت فجأة على الحكومة ومناصريها نحو اطفال دارفور وهي صحت فجأة وبعد اربع سنوات لتتذكرهم وعندما تتزكرهم تتذكر فقط ذلك الجزء الذي تريد ان تري من خلاله الاشياء في سياق معركتها مع المجتمع الدولي وتنسى في المقابل الكل النازح في معسكرات النزوح واللجوء في الداخل وتشاد وما يواجهه اطفالهم اليوم من معاناه تفوق الاحتمال.
ومع ادانتنا التامة واستنكارنا الشديد لعملية ترحيل الاطفال في تشاد الى فرنسا لكننا في ذات الوقت يجب ان لا ننسى الحقائق والاسباب التي ادت الى ذلك وهو ان نظام الانقاذ المتباكي اليوم هو المتسبب والمسؤول الاول عن ذلك بشنه الحرب في دارفور بصورة افزعت العالم من هولها وما صحبها من فظائع وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان والقانون الانساني فكان نتاجها هذا الخراب والدمار الهائل من قتل واحراق للقري وتشريد للمدنيين واجبارهم على الهرب من ديارهم تحت وابل من النيران الى معسكرات النزوح واللجوء في دول الجوار اطفالا ونساء ورجالاً ( اكثر من 200 الف سوداني في تشاد وعشرة الآف في افريقا الوسطى واكثر من مليونين موزعين في 100 معسكر على طول وعرض دارفور اليوم ) الا يستحق هذا كله الادانة والاستنكار والمظاهرات والاعتصامات وطلب التقديم للمحاكمة حتى لاهاي ؟؟
الجريمة لم تبدأ في تشاد وانما بدأت من هنا .
اتجاهات ومواقف – الايام
11-26-2007, 08:54 AM
الكيك
الكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172
نبدأ بالمشاهد الثلاثة الواردة بصحيفة «الصحافة»، بتاريخ 18/11/2007م الموافق 8 من ذي القعدة 1428هـ، وتحديداً على الصفحة السابعة، كما نقلها إلينا الأستاذ المتوكل محمد موسى، وقد اختار العنوان التالي مدخلاً لمشاهده: (ماذا يضير سلخ الشاه بعد ذبحها؟).. * المشهد الأول: قرية تقع غرب «جبل مرة» -لم يحدد اسمها- تتعرّض القرية لهجوم كاسح ممّن سمّاهم -الجنجويد-، ويتم احراق القرية، محدداً التاريخ والوقت، بضحى يوم الإثنين من صيف عام 2004م. وتستباح القرية، ولا يجد أهلها بداً من الفرار، ويتم القبض على صغار القرية «الأطفال»، ويقذف بهم في أتون النيران المشتعلة، وآخرون منهم يطاح بهم في الهواء لتتلقاهم الأيدي بأسنة الحراب والرماح.. * المشهد الثاني: داخل قطيّة.. أم حديثة الولادة، يدخل عليها أحد المهاجمين، ينتزع من بين أحضانها رضيعها.. ولا يشفع لها عنده صرخاتها وتوسلاتها، فيرمي بالرضيع ليتلقاه بنصل سونكي بندقيته. * المشهد الثالث: يقبض على امرأة حامل «حبلى» تربط على شجرة ويطلق النار على بطنها.. هذه هي مشاهد -المتوكل محمد موسى- بنصها مصحوبة منا باختصار لا يغيّر وقائعها.. وبنهاية ثلاثة مشاهد.. تبدأ ثلاث رسائل: * الرسالة الأولى: سيدي رئيس الجمهورية.. قدرك جعلك علينا راعياً، وقدرك جعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحيط بك.. كلّكم راع، وكلّكم مسؤول عن رعيته.. فلا فكاك لراع ببادية أو حاضرة من هذا الإسار النبوي. سيدي الرئيس.. أنت حملتها، الأمانة بحقها.. فلك علينا حق، ولنا عليك حق.. والحقان متلازمان، ولا تقوم لأمة قائمة، أو يرتفع لها شأن بين الأمم، دونما تلازم الحقين، ونحن بايعناك، وبشهادتك سيدي الرئيس في محافل عديدة، أن شعبك ما بخل عليك بالأرواح والمهج، وأن شعبك قد صبر على شظف العيش.. رجاء غدٍ يعم فيه الخير دياره. أعطيناك حقك سيدي الرئيس- فلذات الأكباد، رخيصة في سبيل الأوطان قدمت إليك، فراحت غالية، شهداء في ساحات إعلاء رايات الله والوطن.. أما الصبر سيدي الرئيس، فقد ألفناه، وألفنا هو، حتى صرنا توائم لا غنى له عنا، ولا غنى لنا عنه.. سيدي الرئيس.. حقك أخذته غير منقوص، وشهادتك لهذا الشعب تكفي.. وشهادتك تاج على رأس هذه الأمة.. فماذا عن حقنا نحن؟.. شعبك.. جندك.. سندك.. وما نطلب عزاً أو رفاهية.. وما نطلب وثير فراش، أو ناعم عيش.. فوحدك تعلم أننا شعب يجوع في سبيل قيمه ومبادئه.. وسنيننا الماضيات تشهد لهذا الشعب.. ما نطلبه سيدي الرئيس، هو العدل، للأمة كلها، شرقاً وغرباً، شمالاً و... جنوباً «إلا من أبى» وأتعب ابن الخطاب رضي الله عنه من جاء بعده.. حين جلس يبكي، مخافة أن يسأله الله، عن عنز عثرت بشاطئ الفرات، لِمَ لَمْ تسو لها الطريق يا عمر.. شعبك شعب قارئ. وقد طالعتنا جريدة «الصحافة»، ذات يوم بالمشاهد السابقة، وكلنا سيدي الرئيس يؤمن بصدق محمد بن عبد الله، رسوله وصفيه.. وهو من قال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. والناس في الغرب، كما في سائر الأنحاء.. رباطهم الإسلام، ونبيّهم محمد.. وربهم من لا إلاه إلا هو.. إلى من نفزع سيدي الرئيس، إن أصابنا الهلع، أو لحق بنا الخوف.. وأنت ولي الأمر.. فإن خاف عمر على نفسه، عنزاً يسأله الله عنها.. فنحن نخاف عليك أن تكون مشاهد -المتوكل محمد موسى- حقيقة وما ظننت أن لك عذراً، في يوم لا يقبل الله فيه عذراً، نخاف أن يوردك الله موارد لا تطيقها ولا نحن لك نرضاها.. فأنت منا ونحن بك. لك جندك، لك سلاحك، نحن لك.. إن صحت قوموا قمنا.. ما تخلّف منا إلا متخاذل أو متقاعس.. تثبّت سيدي الرئيس.. فقد آلمتنا المشاهد السابقة.. فإن كانت حقيقة.. تمّت، ووقعت- فالله أكبر على كل ظالم.. ابتر سيدي الرئيس أيادي الجزارين الذين جعلوا بعضاً من شعبك خرافاً يذبحون. ولا خير فينا سيدي الرئيس إن لم نمحصك النصيحة.. وماذا ترجو من شعب، الرحمة بينهم معدومة؟ والنخوة ميتة، وبينهم لا مكان لمروءة.. ماذا ينفعك سيدي الرئيس إن سكتنا على هوان يلحق بأخوة لنا.. أهل قبلة.. وأهل قرآن.. وكلنا تابع لقاءك بقناة (الجزيرة).. وكلنا توقّف مفكّراً في عبارتك وأمنية تمنيتها، أن لو كنت رئيساً سابقاً للسودان.. والآن سيدي أمرك بيدنا لا بيدك.. ونحن نقول لك.. ليس الآن.. فنحن في عرض المحيط معك سيدي.. ويوم تصل سفينتنا إلى شواطئ الأمان عندها تمنى.. وسنشد على يديك قائلين: ودعناك الله.. ما قصَّرت. * الرسالة الثانية: أهلنا في دارفور.. ما بنا وبكم من إرادات الله.. ما لكم ولنا إلا أن نسأل الله أن يؤمّنكم من خوف، وينشر السكينة في دياركم، وها نحن جميعاً يبتلينا ربنا بشيء من الجوع والخوف... فتنة ألمّت بنا.. وضعاف نفوس بيننا وبينكم.. زادوا على النار الحطب.. وتؤمنون ونؤمن أن لله يوماً فيه يقتص من الشاة القرناء، للشاة العجماء.. لله يوم دينونة وحساب لكل ظالم. أقول لكم.. بل نقول لكم.. إن كانت مشاهد «المتوكل» صحيحة، فلا نامت أعين الجبناء، ولا نامت أي عين تخلد إلى الراحة، وأخوة لهم في الله، يفعل بهم ما ورد وذكر.. ولا أقول لكم.. عفا الله عما سلف.. بل تعالوا نجلس كأهل بيت واحد ونردد الصلاة على رسول الله.. ثم نجعل الإمر لله يفصل فيه.. وما من أمر مهما بلغ ببعيد عن حكم الله ورسوله. ويومها سيعلم الظالمون، أي منقلب ينقبلون.. الرسالة الثالثة: الابن -المتوكل محمد موسى- والأساتذة الكرام من بيدهم القلم، كتّاب أعمدة، ومقالات، وبينكم قامات لا يطالها قلمنا الضعيف.. مقال الأستاذ/المتوكل نشرتموه على الملأ، وما من خبر إلا ووسائل الإعلام في كل الدنيا متحفّزة لتناوله وبثه، أضافوا إليه، أو نشروه كما هو.. وما ظننتم أو ظننا أن ما نشرتموه عن فظائع ذكرها الأستاذ المتوكل تحتاج إلى إضافة، فيكفي أن تنشر كما جاءت حتى تكون شاهدة على أمّة بأسرها، صور تشهد بأن هولاكو التتري.. ما هو إلا حمل وديع.. وأن الصرب ما هم إلا دعاة رحمة ورفق.. على ما فعلوه.. اسألكم يا مَنْ تملأون صحافتنا وصحيفتنا بكل شاردة أو واردة.. مما نعبأ به وما لا به نعبأ.. حتى خصوماتكم وجدلكم العقيم فيما بينكم نشرتموه علينا مرفقين مقالاتكم بصوركم، فيا سعدنا بكم.. مقال الأستاذ المتوكل بتاريخ 18/11/2007م وقد مرّت أيام تلتها أيام، ونحن في كل يوم نشتري نفس الصحيفة، ونترقّب أن يهل علينا أحدكم بمقال مشفوع ومزيّن بصورة شخصه الكريم.. مقال يشفي صدور قوم مؤمنين، فيه يكشف لنا كاتبه حقيقة أمر هذه المشاهد التي أقلقت منامنا، ونزعت السكينة عن قلوبنا. لم يفتح الله على أحدكم -يا سادة الأقلام- رغم كثرة ما تكتبون، حتى اضطررتم قارئاً أن ينوب عنكم.. أم أن أحباركم صارت مياه لا تُرى؟! بدوي عبد الغفار معلم بالمعاش
الصحافة 26/11/2007
11-26-2007, 10:12 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
قرية تقع غرب «جبل مرة» -لم يحدد اسمها- تتعرّض القرية لهجوم كاسح ممّن سمّاهم -الجنجويد-، ويتم احراق القرية، محدداً التاريخ والوقت، بضحى يوم الإثنين من صيف عام 2004م. وتستباح القرية، ولا يجد أهلها بداً من الفرار، ويتم القبض على صغار القرية «الأطفال»، ويقذف بهم في أتون النيران المشتعلة، وآخرون منهم يطاح بهم في الهواء لتتلقاهم الأيدي بأسنة الحراب والرماح..
اين ذهب المشروع الحضارى؟
11-26-2007, 10:36 AM
فدوى الشريف
فدوى الشريف
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 5390
الشكر للاخوات سلمى الشيخ وفدوى على المرور ... واقول للاخت فدوى ان الاهتمام بالاطفال ياتى عن صدق لا عن استغلال خطا كيان او جهة ما وهذا ما اقصده بعيدا عن الرياء واللف والدوران الذى نراه من الاخوان المسلمين الان فى شان قضية اطفال دارفور الضائعين على الحدود ولم يسال عنهم احد الى ان وقعوا فى قبضة امثال هؤلاء الذين استغلوا اكبر خطا فى التاريخ ارتكبه نظام و مسلجين ضد شعبهم ..مع تحياتى لك ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة