دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى
|
كم هذا اليوم حزين فى السودان واهله يودعون صحفيا شعبيا التصق طوال حياته بهموم الناس وقضاياهم منحازا اليهم دوما الى اخر يوم فى حياته .. ودع السودان اليوم الصحفى سيداحمد خليفة الى مثواه الاخير بعد حياة حافلة فى شان الحياة من اجل الناس وبالناس .. منذ ان غادر قريته الصغيرة فى شمال السودان ظل سيداحمد خليف يكد ويجتهد الى ان ساقه الزمان الى مهنة النكد التى احبها لانها تربطه بمن احب وهم الفقراء من شاكلته والتى تعانى مثله من هموم ومشاكل كان الجميع يعانى منها قبل وبعد الاستقلال ..
فى صحيفة الصحافة وتحت رعاية عبد الرحمن مختار كانت بداياته واشتهر فى اوساط القراء بعد تناوله لقضية سكان امتداد الصحافة التى اهتم بها وتابعها مع المواطنيين المستحقين وقتها واشعل الموقف بين الجهات المسؤولة والاهالى حتى اضطرت الحكومة الى تنفيذ الخطة باسرع ما يمكن وعلى اضواء الرتاين ليلا ونهارا وكان سيداحمد يتابع كصحفى ملتزم بقضايا الناس التوزيع الى ان شبت مدينة الصحافة واخذ كل مستحق قطعة الارض التى تخصه وتكريما له و لدور الصحافة والتزامها جانب الشعب اطلق الاهالى على المدينة اسم امتداد الصحافة وظل الاسم حتى اليوم يتذكره اهلها ولن ينسوا صاحب الفضل فيه الى الصحفى سيداحمد خليفة .. عقب الانتفاضة التى اطاحت بالرئيس نميرى ترشح فى دائرة الصحافة وجبرة عن حزب الامة بعد ان انضم اليه وهو بالسجن فى كوبر عندما التقى بالصادق المهدى هناك واعجب بافكاره وكانت معرفتى به الشخصية اثناء هذه الانتخابات اذ كنت اشرف على الاعلام لقوى الانتفاضة فى مواجهة مرشح الجبهة الاسلامية حسن الترابى .. ورغم تكتل القوى الحزبية مع مرشح الاتحادى الا ان سيداحمد كان الاوفر نشاطا وتحرك تحركا متواصلا لم يهدا له بال الا ان سقط مرشح الجبهة الاسلامية امام مرشح قوى الانتفاضة حسن شبو المرشح وقتها عن الحزب الاتحادى الديمقراطى و..وكان لسيداحمد فضيلة المجتهد الاول الذى لم يهدا له بال الى ان تحققت النتيجة وكان اكثرهم فرحا وهو ينادى بالمايكرفون فى الصحافة معلنا فوز شبو على حسن الترابى الى ان تجمهر حوله الناس وسارت تظاهرة فرح لم يشهد لها السودان مثيلا يتقدمها سيداحمد خليفة ومرشحى قوى الانتفاضة استطعنا نقلها عبر الاذاعات العالمية واهمها هيئة الاذاعة البريطانية ..
لن استطيع هنا حصر تاريخ نشاط فقيدنا ولكن سوف اجعل هذا البوست منبرا للذين يعرفونه وسوف اواصل معكم لسرد تاريخ زميل واستاذ لنا فى يومه الاخير .. رحمه الله
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
اول مرة اراه فيها كانت فى منزل ود الحسين الرجل المشهور فى مدينة جبرة رحمه الله عندما تمت دعوتى لحضور اجتماع المرشحين بدائرة الصحافة وجبرة الاجتماع كان للتنسيق بعد ان رشح حسن الترابى نفسه بالدائرة .. لالاجتماع ضم الاستاذ حسن شبو مرشح الحزب الاتحادى وسيداحمد خليفة مرشح عن حزب الامة وجعفر حسن عباس عن الحزب الشيوعى وبكرى خليل عن حزب البعث ..ادار الاجتماع الدكتور عمر نور الدائم .. رحمه الله ..
فى هذا الاجتماع تم طرح التنسيق بين قوى الانتفاضة لاسقاط مرشح الجبهة الاسلامية حسن الترابى ونسبة لعددية لجان الحزب الاتحادى الديمقراطى التى تفوق بها على حزب الامة وبقية الاحزاب تم التنسق على التنازل لمرشح الحزب الاتحادى وتوجيه الاصوات اليه اذ كانت مرحلة الانسحابات انتهت .. وبعد انتهاء الاجتماع كان الحديث منصبا عن الاعلام وتحدثنا انا وهو وتمت المعرفة لاول مرة عن الكيفية التى ينبغى ان نعكس بها هذا الحدث السياسى الكبير بمهنية واحترافية عالية وكان دائما يوصينى بان لا اركز على الاكاديمى وان اقترن بالشعبى فى امر التخطيط لكيفية الحملة الاعلامية بحكم تخصصى ونتنافش كثيرا فى هذا الشان ..
كان سيداحمد هو المتصدى لكل الازمات والقضايا اثناء فترة الانتخابات وواجهة قوة تنظيم الجبهة الاسلامية وتابعها لحظة بلحظة ولم يكن يهدا له بال وهو يتابع نشاط حسن الترابى وتنظيمه داخل مدينة الصحافة وجبرة .. وهنا احكى قصة حصلت له اذ جاءته معلومات ان حسن الترابى مجتمع مع شباب فى مربع 21 الصحافة الاجتماع كان سريا لان فترة الدعاية انتهت وعندما علم به ذهب لمكان الاجتماع وداهمه وذهب لحسن شبو لفتح بلاغ خرق قانون الانتخابات تردد شبو فما كان منه الا وذهب وفتح البلاغ كاحد المرشحين وتابع القضية بنفسه ..
نتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
Quote: كم هذا اليوم حزين فى السودان واهله يودعون صحفيا شعبيا التصق طوال حياته بهموم الناس وقضاياهم منحازا اليهم دوما الى اخر يوم فى حياته .. |
يا الله يا الله يا الله ...
إنا لله وإنا اليه راجعون ..
رحم الله المربي الفاضل سيداحمد الخليفة ..
صاحب الكلمة الرصينه الهادفه ..
اللهم تقبله عندك ضيف عزيز ..
البركة فيكم استاذ معالى وفي جميع افراد اسرته الكريمة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: عفاف الصادق بابكر)
|
لا حولا ولا قوة الا بالله (انا لله وانا اليه راجعون) فقد الوطن صاحب الوطن لقد كان للفقيد بصمة واضحة في دنيا الصحافة السودانية رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا العزاء لكل قبيلة الصحفيين في هذا الفقد الجلل ،
العزاء لاسرة الفقيد ونسال المولي ان يجيرهم في مصيبتهم ويبدلهم خيراً منها
صلاح غريبة والاسرة - الرياض / القاهرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
الصحافة" الثرى عند الساعة الواحدة والنصف ظهرا
السودانى
الاثنين, 21 يونيو 2010 07:02
غيب الموت مساء امس بالقاهرة الصحفي الكبير رئيس تحرير صحيفة "الوطن" الأستاذ "سيد أحمد خليفة" عن عمر يناهز الـ "70" عاما بعد حياة حافلة بالعمل الصحفي الذي امتد لنحو نصف قرن من الزمان وبعد صراع طويل مع المرض، ويعد الراحل من الجيل الثاني للصحافة السودانية، وصاحب الزاوية اليومية الشهيرة
(صباح الخير)، وهو من اهالي الدبيبه منطقة مروي وقد عمل بالسكة الحديد في بداية حياته ثم عمل صحفيا بجريدة "الصحافة" منذ وقت باكر من حياته ومن ثم عمل بصحيفة "المدينة" السعودية وصحيفة "الشرق الأوسط" وصحيفة "صوت الامة"، وهو مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "الوطن" اليومية، ويعد من الخبراء بمنطقة القرن الافريقي. وولد الراحل في العام 1940م وتربى وترعرع في حى السجانه حيث بيته الكبير وهو والد كل من يوسف وعادل وأمير، وشقيق أحمد محمد سيد أحمد ومساعد، وسيصل جثمان الفقيد بالطائرة المصرية عند الساعة الحادية عشر صباحا حيث يواري الثري بمقابر (الصحافة) عند الواحدة والنصف ظهرا، يذكر ان حي (الصحافة) سمي بذلك الاسم نسبة للقضية الكبيرة التي فجرها الراحل حول ازمة السكن وضرورة تنظيم وتخطيط الاحياء الشعبية، وكان ذلك في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، واستجاب النميري لما اثاره سيد أحمد خليفة، وسمي الحي بـ "الصحافة" لانه شيد عبر كتابات الراحل الصحفية. رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير واسرة صحيفة (السوداني) يحتسبون عند الله تعالى الهرم الصحافي الراحل الاستاذ سيد احمد خليفة ويسألون المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا، وان يلهم اهله وصحبه الصبر وحسن العزاء.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
عقب زياتى للسودان بعد غيبة دامت اكثر من عشر سنوات كتبت هنا فى بوست وهل استطيع شكركم ما يلى اقراه الى ان اعود الى سيرة الفقيد مرة اخرى
زرت صحيفة الوطن لعلى اجد الاخوان والزملاء القدامى وبدات بالعريس سيداحمد خليفة رئيس ر التحرير الذى عاد شابا بعد زواجه الاخير و كتب عنه كثيرا وما شاء الله وهو الان اكثر محافظة لنفسه و هو .كما هو . يعمل بكل طاقته ومتابع نشط للاخبار .. والوطن اول صحيفة عملت فيها بعد الانتفاضة وعودتنا من مصر .. وكتبت من قبل عن فترتى بالوطن وخروجى منها عقب حادثة عثمان خالد لاعتراضى على النشر وقتها وحماسى للمحافظة على الديموقراطية وابعاد الجوانب الشخصية بقدر الامكان عن العمل الصحفى ... عندما كتبت عن سيداحمد خليفة ابان وعكته فى لندن عقب قفل اهل الانقاذ للصحيفة .. لم اجد من اسرة التحرير القديمة غير محمد نعيم وهو رجل مجتهد علم نفسه ودرس الجامعة فى اخر العمر والان يحضر للماجستير . بدا معنا العمل فى الوطن وهو من اكتشف سرقة بدرالدين للكهرباء من المسجد ذهب وصور مسار السلك الى ان ادخله الى منزله .. قابلته بعد الانقلاب وكنت دائما اخوفه اقول له سوف يقيض عليك فى يوم من الايام وان ما ينفعك ان الجماعة ناكرين علاقتهم بالانقلاب لكن ليك يوم .. ولم التقيه منذ تلك الايام الى ان قابلته فى هذه الزيارة فقلت له ليك يوم وانفجر ضاحكا وهو الان عاد للوطن وفاءا لتلك الايام رغم ان الوطن ليست هى الوطن التى تحمسنا لها.. كان لابد لى وفاءا لعلاقتى الخاصة بمحمد طه محمد احمد ان ازور صحيفته الوقاق وهناك وجدت الاخ محمد سيداحمد المطيب الذى يتولى ادارة التحرير بعد ان غاب صاحبها .. كان معى فى هذه الزيارة الاخ والصديق محمد كدكى ..وهو متعاون معهم وخاصة فى المجال الرياضى والثقافة فهو مريخى مرضان كما نقول له ومرضان دى عندنا فى الشمالية نطلقها على الانسان المتعصب وفعلا هو مرضان ولى قصص كثيرة معه .. المهم ان الاخ المطيب وعدنى بان يمدنى بكل الشتائم التى نالها من اخوانه فى التنظيم عندما اختلف معهم لاضافتها لكتابى عن فتنة السلطة والجاه الهمز واللمز بين الاخوان .. وكيف ولماذا شهروا به فى ذلك الوقت ووقوف محمد طه معه فى تلك الايام رغم ان قولة الحق فى ذلك الوقت كانت تؤدى بالمعارض والذى يقولها الى باطن الارض ...اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
سيد احمد خليفة .. صحفي مثير للجدل !! ... بقلم: علي عثمان المبارك الأحد, 20 يونيو 2010 20:10
قبل أيام اطلعت على صحيفة (الوطن) السودانية ووجدت في الصفحة الأولى صورة الزميل الأخ سيداحمد خليفة رئيس تحرير الصحيفة وهو يتكئ على كتف ابنه الصحفي الشاب عادل لحضور القضية المرفوعة على ابنه الصحفي عادل من خصمه إمبراطور المستشفيات الخاصة في السودان د. مأمون حميدة. وحمدت للمحكمة التي قدرت هذا الوضع الصحي للأخ سيداحمد خليفة وقررت أن تعقد الجلسة في الدور الأرضي لمبنى المحاكم تقديراً لظروفه الصحية وصعوبة ارتقائه الدرج للوصول إلى مقر المحكمة في الطوابق العليا.
الاستاذ سيداحمد خليفة صحفي مثير للجدل .. خاض معارك صحفية كثيرة ونجح فيها لأنه كان يتعامل في عمله بصورة مهنية لا يجاريه فيها احد ولهذا لم تستطع اي جهة ان تكسب معه قضية أو معركة!! انحاز لقضايا ومشاكل الناس وتناول عدداً من قضايا الفساد وبعض القضايا الشائكة التي يعرفها الكثيرون مثل القصر العشوائي وغيرها من الموضوعات السياسية.
لا علاقة لي بالقضية المذكورة ولكن الحالة الصحية للزميل العزيز سيداحمد خليفة أثارت في نفسي كوامن ذكريات أعوام طويلة ووقفات عشتها معه أرى أن أشرك فيها الآخرين.
في أواخر عام 1979م كان لقائي الأول بالأستاذ سيداحمد خليفة في جدة بالسعودية وكنا مجموعة من ثلاثة صحفيين تعاقدت معهم صحيفة (المدينة) السعودية. بعد وصولنا إلى جدة كان في استقبالنا سيداحمد خليفة وهو الذي كان سابقاً لنا في الاغتراب. وللذكر كانت صحيفة ( المدينة) في ذلك الوقت - في عهد رئيس التحرير الأستاذ احمد محمود - هي فاكهة الصحافة السعودية ، وكانت من أكثر الصحف السعودية توزيعاً وانتشاراً. ولا أضيف شيئاً إذا قلت أن الصحفيين السودانيين كان لهم الدور المعلى في هذا الانجاز... كان القسم السياسي الدولي يضم مجموعة من أفضل الصحفيين .. أولهم الاستاذ إبراهيم أحمد إبراهيم الاستاذ الجامعي والصحفي المخضرم والذي أصبح الآن احد كبار القيادات في منظمة المؤتمر الاسلامي ، والصحفي محمد على محمد صالح مراسل الشرق الأوسط حالياً في واشنطن والصحفي عبدالباري عطوان ومن الاخوة التوانسة ثلاثة من الصحفيين والمترجمين هم سعد نايل الذي يعمل حالياً في مونت كارلو وجمال حاجي وجمال باشطبجي وأيضا صحفي مصري متخصص في اللغة (العبرية) - وهو أمر لم يكن موجوداً في كافة الصحف السعودية في حينها – بالإضافة إلى مجموعتنا الثلاثة الجدد عثمان عبدالله واحمد محمد الحسن وشخصي الضعيف ثم انضم بعدهما الأستاذان عثمان آدم ومعاوية حسن يسن وهما إعلاميان من الطراز الأول. واقول ان القسم السياسي كان من أكبر الاقسام الصحفية في الصحف الخليجية في تلك الفترة لضمه مجموعة كبيرة من الصحفيين يتعاملون مع اللغات العربية والانجليزية والفرنسية والعبرية. بالإضافة إلى ذلك ضمت الصحيفة عدداً كبيراً من السودانيين عملوا في القسم الفني والإخراج والتصميم وفي التصحيح وفي الطباعة وفي المطبعة وكافة الأقسام. و كانوا هم المحرك الفعلي للعملية الصحفية من بدايتها وحتى نهايتها ووصل توزيع الصحيفة إلى 100 الف نسخة في اليوم وكان ذلك اعجازا في تلك الايام.
الاستاذ سيداحمد خليفة كان هو عميد الصحفيين في الجريدة بحكم اقدميته وبحكم علاقاته وبحكم تعامله وأخلاقه الراقية. كان معنا في كل شيء موجها ومعينا ومساندا ونحن في أولى سنوات الغربة. احتفظ بعلاقات طيبة وجيدة مع عدد كبير من الإعلاميين السعوديين .. وكان مفتاحا لمساعدة كل من قصده. لم أره يرفض طلباً لأحد ، بل كان يتحرك ويتصل ويتولى أي مشكلة بنفسه ويسعى لحلها. عمل على توظيف أعداد كبيرة من الزملاء الذين جاءوا يبحثون عن عمل في الصحف السعودية بعد أن انطلق عقال الاغتراب في أواخر سنوات حكم نميري. وأكاد أجزم بأني لم أشاهده غاضباً مرة واحدة أو رافعاً صوته في مشكلة مع أحد طوال اكثر من ثلاثين عاما عشتها معه في زحام العمل الصحفي اليومي.
عملنا في صحيفة (المدينة) سوية وانتقلنا إلى الشركة السعودية للأبحاث والنشر سوية ، هو انتقل إلى جريدة الشرق الأوسط وانتقلت إلى جريدة (المسلمون) الدولية التابعة للشركة أيضا.
الكل يعرف نجاحاته في العمل الصحفي وان رؤساء التحرير في مطبوعات الشركة الـ 13 يطلبون منه الكتابة لمطبوعاتهم ابتداءً من الشرق الاوسط والمجلة وسيدتي والاقتصادية والصحيفة الانجليزية عرب نيوز لموضوعاته المثيرة ولمعرفته الدقيقة بمجريات الأحداث في القرن الأفريقي. وكان الشاهد أن زيادة التوزيع لهذه المطبوعات تحدث عندما يتم تناول قضايا القرن الأفريقي.. وكانت صحيفة ( المسلمون) تضاعف طباعة العدد الذي تكون فيه تحقيقات موسعة عن القرن الافريقي لوجود اعداد كبير من جاليات ( إثيوبيا – اريتريا – الصومال ) في دول الخليج.
كانت مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر الشرق الأوسط والمجلة والاقتصادية و الرياضية وسيدتي وغيرها تعج بالسودانيين ، و كان سيداحمد خليفة عميدنا ، نجتمع عنده في مكتبه أو منزله ليدير الحديث في كل القضايا ، فكان صديق الجميع وكان بيته هو مكان سمرنا ونقاشنا وسعينا لحل مشاكل بعضنا البعض. وعندما عاد الى السودان لم يترك عداوة مع أحد بل ترك افضل السيرة وافضل الذكريات.
أذكر في عام 1998م عندما فكرت في العودة النهائية للسودان وكان الكثيرون يريدون العودة ولكنهم مترددون في ذلك بعد أن طالت سنوات الغربة ، قرت الاستقالة فجأة من عملي في القسم الدولي لصحيفة (المسلمون ) وكانت مفاجأة لزملائي فكتب سيداحمد خليفة استراحة في جريدة الخرطوم في الصفحة الأخيرة يهنئني فيها على هذه الخطوة الشجاعة ويؤكد ان الوقت قد حان لعودة المغتربين. وفعلاً عدت ولكن بعد عامين حزمت امتعتي للغربة مجددأ بعد ان وجدت أن الناس تغيروا وان البيئة ما عادت هي البيئة وصعب على أن أتنازل عن قيم تعلمتها وتربيت عليها ففضلت العودة بصمت ( وهي تجربة ساكتبها في فرصة أخرى! ).
في تلك الفترة شاركت الأخ سيداحمد خليفة في الاهتمام بقضايا القرن الأفريقي و كان هو السباق في الاهتمام بتلك المنطقة..
كانت جريدة ( المسلمون ) أيضاً مهتمة بقضايا المنطقة ، وكنت في ترحال دائم إلى إثيوبيا وجيبوتي والصومال واريتريا لتغطيات ميدانية وكانت تجربة ثرة وذاخرة بأجمل الذكريات ووفرت لنا فرصة العمل الصحفي الميداني الممتع.
في عام 1991م كنت عائدا من جيبوتي بعد حضور مؤتمر للمصالحة الصومالية في العاصمة الجيبوتية ، وتلقيت توجيهاً من إدارة الجريدة للتوجه لإثيوبيا لإجراء حوار مع الرئيس ملس زيناوي الذي حقق انتصاراً في انتفاضته لإقصاء منقستو من الحكم ، وكانت ثورة التيجراي الإثيوبية في أيامها الأولى والصورة غير واضحة عن الحكم الجديد وعن مجريات الأحداث. وفي أديس أبابا التقيت بسيداحمد خليفة منتدباً من جريدة الشرق الأوسط لإجراء حوار مع رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي. وكانت صدفة عفوية ، وفعلا جرى التنسيق بيننا وبمساعدة من قيادات من قومية (العفر) تم اللقاء مع زيناوي الذي استمر من الرابعة والنصف عصرا ًالى الثامنة والنصف مساء في اطول لقاء صحفي مع الرئيس زيناوي وأول لقاء مع صحف عربية بعد انتصار ثورتهم كما أكد ذلك مدير مكتبه ... زيناوي كان كريما معنا فقد كان معجباً بالسودانيين كثيراً حيث عاش فترة في السودان أيام المعارضة ، وأيضاً للدور الذي لعبه السودان في مساعدته في تحقيق الانتصار.
لم ينجح مدير مكتبه تكلو في انهاء اللقاء ففي كل مرة كان زيناوي يصرفه فقد كان مرتاحا للقاء وتحدث عن كل القضايا وسألناه عن كل شىء..لقد اتبعنا اسلوبا جيداً في الحوار تبادلنا مع بعض طرح الأسئلة بصورة لا تدعه يتوقف وكلها في شكل اتهامات ، ولهذا كان حريصاً لتوضيح كل التفاصيل عن الحكم الجديد. مدير مكتبه فوجئ بالحوار المطول وسألنا ماذا فعلتم لزيناوي حتى يعطيكم كل هذا الوقت!! مدير مكتبه اصبح صديقاً عزيزا وساعدني في لقاء آخر مع زيناوي بعد ثلاث سنوات من هذا اللقاء. بعدها عرفت انه تولى منصب سفير اثيوبيا في مصر ولا ادري أين هو الآن.
وللذكرى فأن اثيوبيا في تلك الفترة حفظت للسودانيين جميلهم وكانوا الجالية الوحيدة من الجاليات الأخرى التي يسمح لهم بالتجول حتى في فترات الطوارئ ... وكانوا لا يفتشون السودانيين إطلاقا في حواجز التفتيش!
وأذكر في تلك الأيام كنت التقي فيها بالدبلوماسي المشهور عبدالمحمود عبد الحليم في زياراتي لأديس أبابا ، كان زميلاً في المرحلة الجامعية... كما كان مهتماً بقضايا القرن الأفريقي ومتابعاً لما أكتبه في جريدة (المسلمون) عن المنطقة. وأقول أن عبد المحمود دبلوماسي مهنى من طراز فريد - قد تختلف معه في الرؤى والمواقف - ولكنه اثبت نجاحا عندما كان ممثل السودان في اللجنة الدولية لمناهضة التفرقة العنصرية على ما اذكر ، ونجح دبلوماسياً في عاصمة أفريقيا اديس ابابا ولهذا ترقى السلم سريعاً ليصبح نجماً في الامم المتحدة في الدفاع عن الحكومة .
في عام 1991 م كنت مدعواً لحضور احتفالات عيد استقلال اريتريا ممثلاً للصحيفة وفاجأني الأخ سيداحمد بأن دعوة قد وصلته أيضاً من القنصلية الاريترية لحضور الاحتفال ممثلاً لجريدة الشرق الأوسط . المفاجأة أنني أعرف أن سيداحمد خليفة له تاريخ طويل مع الثورة الاريترية ومع مؤسس حركة التحرير الاريترية محمد عثمان سبي وان له خلافات واضحة مع حركة التحرير الشعبية الاريترية بقيادة اسياس افورقي. وهي خلافات وموقف عدائي لا يحتاج لشرح فقد كتب مقالات عديدة ينتقد فيها الحركة الثورية وهاجمها. ولهذا لم أكن مقتنعاً بهذه الدعوة ولكن اهتمام سيداحمد خليفة بتلبية الدعوة قد أشعرني بأنه يريد أن يفتح صفحة جديدة مع النظام الاريتري بعد نيل اريتريا الاستقلال ... ولكني كنت أكثر خوفاً عليه من هذه المغامرة. وفعلاً ذهب سيداحمد خليفة إلى أسمرة وتوجهت إليها في رحلة أخرى ... وبعد وصوله إلى العاصمة الاريترية أسمرا بساعات قليلة جاءه الأمر بالمغادرة فوراً ، وحمدت الله انه لم يحدث له شيء .. وتمخض الأمر فقط في إعادته من حيث أتي. وفعلا غادر في نفس اليوم!!
وشهدت مع بقية الإعلاميين حفل استقلال اريتريا ، الذي أقيم في شارع الحرية وهو حفل لن يتكرر في اريتريا مرة أخرى. يذكر أن اسمرا يقطعها شارع رئيسي هو شارع الحرية وفي نهايته استاد الكرة حيث اقيم الاحتفال الرسمي. وشهدت في تلك الليلة اهل اسمرا يخرجون جميعهم رجالا ونساء شيبا وشبابا أطفال وفتيات صغار . الكل خرج .. الفرحة كانت بادية على الوجوه ... رقص الشعب كما لم يرقص في حياته. ولحسن الحظ كان الفندق الذي نسكن فيه يوجد في الشارع الرئيسي وكنا نعايش هذا المشهد التاريخي .. بقي الجميع واقفا يرقص ويغني حتى طلعت الشمس وذهبنا لأخذ راحة .. وتركناهم وعدنا بعد الظهر ، ووجدناهم في حالتهم لم يتوقفوا عن الرقص والغناء. الشعب الاريتري شعب يملأ العين .. رقة في التعامل حب وود جميل .. ووفاء لاخوانهم السودانيين. ومن يزور اسمرا سيرى هذه الحقيقة ويلمسها في كل مكان ، وحتى إبان القطيعة بين البلدين ، و قد زرتها أيضا في تلك الفترة لم نلحظ أي تغيير في التعامل مع السودانيين.
إن تاريخ سيداحمد خليفة لا يحتاج منى لسرد أو تعليق فكل زملائه يعرفونه تماما ، ويعرفون ماذا قدم لهذه المهنة التي عاش لها ومن أجلها وسكب كل هذه السنوات من عمره.
إنني اتمنى أن يتم تكريم الاستاذ سيداحمد خليفة وهو الذي أمضى ما يزيد عن نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة وقاد معارك مختلفة وأثبت مهنيه في عمله داخل وخارج السودان .. ويكفي أنه قبل أكثر من 40 عاماً قاد معركة حي الصحافة مما دفع باهالي الصجافة ليطلقوا اسم جريدة الصحافة على الحي تقديرا لتلك الحملة ، وأنا أدعو الآن اهالي الصحافة الأوفياء أن يكرموا هذا الصحفي وعلى أقل تقدير ان يطلقوا اسمه على أحد شوارع هذا الحي تقديراً وعرفاناً على دوره في تلك الحملة.
وعلى اتحاد الصحفيين و الاخ محي الدين تيتاوي أن يفكروا في اقامة تكريم يليق بالدور الذي قام به الأخ سيداحمد خليفة طوال هذه السنوات. ولنتعود على تكريم الناس على عطائهم أحياء قبل أن تحين ساعة الرحيل التي ذاهبون إليها جميعاً.
إن قصص سيداحمد خليفة لا تنتهي .. وهي شواهد على دوره وقدراته المهنية والصحفية...
وأنا لا املك الا وان ادعو الله ان يسبغ عليه مزيداً من الصحة والعافية.
علي عثمان المبارك
صحفي - جدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
وداعا أبا عادل
محجوب عروة
الأعمدة - قولوا حسنا الثلاثاء, 22 يونيو 2010 08:34
الراحل سيد أحمد خليفة كان صحفياً غير عادي، كما كتبت عنه مجلة المجلة اللندنية عام 1993 (يتحاشى الصحافي العربي عادة مناطق الأحداث الساخنة مثل ساحات القتال ومناطق الاضطرابات التي كانت وقفاً على الصحفيين الغربيين ولكن زميلنا سيد أحمد خليفة شذ عن تلك القاعدة بتغطية أحداث منطقة القرن الإفريقي التي يدخل فيها الصومال في حرب أهلية وجيبوتي بأحداثها السياسية والحبشة بتطوراتها المتسارعة ولقد كانت تقاريره الصحفية المصورة في المجلة وشقيقتها الشرق الأوسط سبقاً عالمياً) أ.هـ لا شك أن هذه شهادة يجب أن يفخر بها أي صحفي سوداني فالحقيقة التي لاجدال فيها أن المرحوم سيد أحمد خليفة كان صحفياً عصامياً جريئاً ومتميزاً منذ أن دخل عالم الصحافة عبر جريدة (الصحافة) السودانية في أول الستينيات من القرن الماضي ولما يتجاوز عمره الثاني والعشرين عاماً، نحت صخور الصحافة بعقله وقلمه، كان جريئاً فوق العادة ومن ثماره الأولى فى التحقيقات الصحفية تسمية حي الصحافة الحالي لأنه كافح واجتهد لتخطيطها لصالح المواطنين. صحيح أن الفقيد الراحل سيد أحمد كبشر يخطئ ويصيب، كان مصادماً أغلب حياته الصحفية ومهادناً أحياناً، وهب حياته للصحافة حتى آخر رمق من حياته. يندفع كثيراً ويهدأ قليلاً حتى أصابه الإعياء وكاد أن يموت منذ سبع سنوات في لندن إثر نوبة صحية عنيفة فتعالج منها ويبدو أنها أثرت عليه مستقبلاً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمس الأول بالقاهرة، ولكنها إرادة الله. عرفته عن كثب منذ عام 1977 فى ليبيا حيث عمل فيها صحفياً، ورغم ما يظهر عليه من عنف صحفي أحياناً ولكنه يحمل قلباً طيباً وكرماً فياضاً، (هين تستخفه بسمة الطفل قوي يصارع الأجيالا) سياسيون كانوا أو غيرهم. نسأل الله إن يزد في إحسانه ويتجاوز عن سيئاته وأن يجزيه بأحسن ماعمل كما وعد فى كتابه للمؤمنين به إنه سميع مجيب الدعوات فقد كان إيمانه عميقاً بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ولا نزكي على الله أحداً ولكنا نشهد بذلك. أهداني الراحل المقيم كتابه الأخير أوراق شخصية (من جدة إلى كوبر) عام 2003، كتب في الإهداء الكلمات التالية: (الأخ الصديق محجوب عروة أحد أكبر خدام الصحافة والنشر هذه بعضاً من حكاياتىي وذكرياتى ممزوجة بالواقع والخيال والمعلومات عن القرن الإفريقي وما حوله). لاشك عندي أنها أوراق مفيدة تشبه في فكرتها ومنهجها وصراحتها كتابات الراحل المقيم بابكر بدري الذي يتحفنا هذه الأيام بمداخلات وتعليقات قيمة عنه الأستاذ علي ياسين الكنزي من سويسرا. غير أن أوراق المرحوم سيد أحمد هي عن خارج حدود السودان بعكس كتابات المرحوم البدري التي كانت تعكس الواقع السوداني. ألف الأستاذ سيد أحمد خليفة كتباً مفيدة منها (أريتريا جزائر الساحل الأفريقي) عام 1968، ثم (عارنا في أريتريا) 1975، (الحبشة جاء وقت التسويات) 1977، (جيبوتي وما حولها) 1976، (من جده إلى كوبر) 1987، (سقوط الترابي) 1986، (انهيار الصومال) 1993، كما نال جائزة عام 1993 من الشقيقين علي وعثمان حافظ مؤسسي جريدة الشرق الأوسط بالسعودية لتغطيته الشاملة والمميزة لأحداث الصومال وانهيار سلطة سياد بري. ألا رحم الله الفقيد الراحل وأدخله فسيح الجنان
-------------
في وداع الهرم.. التعابير بالدموع.... البلاد تشيع شيخ الصحافة السودانية "سيد أحمد خليفة" إلى مثواه الأخير
السودانى
الثلاثاء, 22 يونيو 2010 08:35 الخرطوم: عطاف محمد مختار
شيعت البلاد ظهر أمس فقيد وشيخ الصحافة السودانية سيد أحمد خليفة إلى مثواه الأخير بمقابر "الصحافة" في موكب مهيب تقدمه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وكل قبيلة الصحفيين ورؤساء التحرير والإعلاميين والإمام الصادق المهدي والوزراء والتنفيذيين بالدولة وقادة الجيش والشرطة وقادة الأحزاب السياسية والسفراء ورجالات الطرق الصوفية والرياضيين والفنانين والشعراء والأدباء والأطباء والمهندسين والمزارعين والتجار ورجال الأعمال، والمشهد المؤثر في التشييع كان بحضور المواطنين البسطاء الذين كان الراحل يقوم بقضاء حوائجهم، وكانوا يبكونه بكاءً حاراً ويعددون مآثره.
الفقيد الراحل كان هرم الصحافة في البلاد فهو من الرعيل الثاني في الصحافة وهو عصامي شق طريقه بنفسه وصنع مدرسته الصحفية المميزة الشيقة التي تجمع خليط من الجانب الاجتماعي والسياسي والعام في آن واحد في فترة امتدت لنصف قرن من الزمان، في مسيرة حافلة بالبذل والعطاء.. فالشيخ السبعيني كان شجاعاً ومصادما وجريئاً في كتاباته وآرائه، وعرف عنه أنه كان لا تلين له عزيمة ولا يعرف التقهقر أبداً في نصرة الحق، وزاويته اليومية الشهيرة (صباح الخير) لم تترك قضية تهم المواطن إلا وطرق بابها من أجل خدمة الوطن والمواطنين مهما علا شأن صاحب البوابة (الرئيس، الوزير، المدير والمسؤول).. فصاحب (الوطن) كان يحمل الوطن في حدقات عيونه.
اللهم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما, ياحنان يامنان يابديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم. اللهم ارحم (المتوفي سيد أحمد خليفة) رحمة واسعة وتغمده برحمتك, اللهم ارحمه تحت الأرض ويوم العرض عليك, اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك, اللهم انزل نوراً من نورك عليه, اللهم نور له قبره ووسع مدخله وأنس وحشته, اللهم وارحم غربته وشيبته, اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لاحفره من حفر النار, اللهم اغفر له وارحمه, واعف عنه واكرم نزله.
اللهم عافه واعف عنه, واكرم نزله ووسع مدخله, واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا, اللهم انه عبدك إن كان محسناً فزد في حسناته وأن كان مسيئاً فتجاوز اللهم عن سيئاته, اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها, ومحبوه وأحباؤه فيها إلى ظلمة القبر, كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به, اللهم يمن كتابه, وهون حسابه, ولين ترابه, والهمه حسن جوابه, وطيب ثراه واكرم مثواه وثبته واجعل الجنة مستقره ومأواه.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم تقبل سيد احمد خليفة برحمتك واجزل عليه من كرمك
كان شهابا متقدا في سماء الصحافة لايخبو ولا يذوي وكان قلمه صلبا لم تكسره حاجة شخصية رغم معركته الطويلة مع الفقر والحاجة
استضافته سجون الذين لم يستطيعوا كسر قلمه او تحويل مساره عن قضايا الناس فكان دائما ضيفا مختلفا علي حقه في الحرية
ذهب الي السعودية وغيرها فتابعناه مع الغير بشغف عشاق الكلمة السودانية المفخرة
وذهب امس الي مملكة الحق وندعو الله ان يجعله في زمرة الذين لم يلبسوا الحق بالباطل ولم يكتموا الحق وهم يعلمون.. ودفن جسده بالصحافة التي قاتل من اجلها بشراسة الفارس واسهم في قيام امتداداتها ..
اللهم الحقه بالصادقين والصديقين
وعزائي للصحافة السودانية وللقراء والمحبين ولاسرته وزملائه
عمر علي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: عمر علي حسن)
|
كلمات تتحدى الموت في وفاة سيداحمد خليفة !! ... بقلم: علي عثمان المبارك الثلاثاء, 22 يونيو 2010 07:24 يوم الخميس 5 رجب 1431هـ الموافق 17/6/2010م كنت في رحاب مكة الطاهرة أكرمنا الله بزيارة بيته المحرم .. وهناك التقيت بصديقي الأستاذ كمال الدين مصطفى الصحفي المخضرم ومدير التحرير في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ، وفجأة خطر في بالي أستاذنا الكبير سيداحمد خليفة – عليه رحمة الله – وأسررت لصديقي بأني اطلعت على صحيفة الوطن مؤخراً ورأيت صورة سيداحمد خليفة وهو يتكىء على كتف ابنه عادل في المحكمة كما ذكرت ذلك في مقال سابق وإنني اشعر بأن هناك ما يقلقني تجاه صحة أستاذنا الكبير ..فقد كان صديقاً عزيزاً لنا ، بل هو صديق للجميع بدون فرز. أخي كمال زاد من قلقي عندما قال لي إنه شاهد سيداحمد خليفة في آخر ندوة صحفية في قناة النيل الأزرق مع مجموعة من الإعلاميين وكان صوته متعباً ويتكلم بصعوبة.
عدت إلى جدة .. ويوم السبت 19/6/2010م بدأت في كتابة موضوع ( سيداحمد خليفة .. صحفي مثير للجدل ) استعيد فيه البعض القليل من ذكرياتي معه وهي عشرة أكثر من 30 عاماً ، وظهر الأحد 20/6/2010 أرسلت الموضوع لرئيس التحرير الأخ طارق الجزولي.
لم انتظر كثيراً ، فقد فاجأني صديقي كمال الدين مصطفى بعد ساعات من إرسال الموضوع وظهوره في موقع ( سودانايل ) باتصال هاتفي ، وقال لي سأطلعك على خبر مؤسف .. وقفزت إلى ذهني صورة سيداحمد خليفة فقد كان آخر حديث بيننا قد تناول صحة الفقيد.. اتصل بي صديقي ليبلغني أن هواجسنا كانت في محلها وأن القدر المحتوم قد أزف، وصدمت .. وحزنت أني لم أكتب هذه الكلمات منذ زمن طويل فهو أحرى بالتكريم قبل عقود من الزمن. وقع على خبر وفاة الأستاذ سيداحمد خليفة وقع الصاعقة وكنت أمني نفسي أن أهاتف استاذنا سيداحمد خليفة واطمئن على صحته فلم يمهلنا القدر و أن يكون آخر لقاء لي معه ، ذلك اللقاء الذي حدث قبل سنوات قليلة.
كتبت موضوعي السابق وكنت أتمنى أن أحضر حفل تكريمه الذي اقترحته وان اسرد في الحفل ذكريات جميلة عشتها معه خاصة في منطقة القرن الأفريقي.
أسأل الله أن يكون الراحل العزيز قد سجل ذكرياته فهي كنز كبير من المعلومات الميدانية واللقاءات مع الشخصيات المؤثرة في المنطقة قل أن تكون أتيحت لصحفي من قبل.
ألأخوة عادل و يوسف وأمير .. أحسن الله عزاءكم .. فهو فقيدنا قبل أن يكون فقيدكم وهو فقيد قبيلة الصحافة كلها.
أسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وان يجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا، وان يلهم أهله وصحبه الصبر وحسن العزاء.
ولا نقول إلا ما يرضي الرب .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
علي عثمان المبارك
صحفي – جدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
الحزب الاتحادى الديمقراطى ينعى فقيد الصحافة السودانية والعربية الاستاذ سيدأحمد خليفة الثلاثاء, 22 يونيو 2010 15:24 الحزب الاتحادى الديمقراطى ينعى فقيد الصحافة السودانية والعربية المغفور له الاستاذ سيدأحمد خليفة ينعى مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى وأعضاء الهيئة القيادية والمكتب السياسى وكافة جماهير الحزب إلى الشعب السودانى بعامة والى الاعلاميين والصحفيين بخاصة ببالغ الحزن والأسى رحيل الاستاذ الاعلامى الكبير سيدأحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة الوطن الذي وافته المنية أمس الاول .وفي بيان نعي صادر عن أمانة الاعلام ممهورا بتوقيع المتحدث الرسمى للحزب حاتم السر على ،أكد الحزب الاتحادى أن الفقيد كانت حياته سلسلة متصلة من العمل الجاد والالتزام بما يحقق أهداف الشعب السودانى وقد كان يرحمه الله منحازاً فى كتاباته وتحليلاته ومقالاته للبسطاء والفقراء من ابناء شعبنا وكان صوت من لا صوت له. إن الصحافة السودانية والعربية قد خسرت برحيل فقيدها المغفور له الاستاذ سيدأحمد خليفة رائداً من جيل الثوار الاوائل والمناضلين الذين نذروا حياتهم للدفاع عن قضية الشعب السودانى كما خسرت البلاد صوتاً شجاعاً وقلماً جريئاً وإعلامياً وطنياً عاش ومات مدافعاً عن الحق. هذا وقد أجرى رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى إتصالا هاتفياً لتعزية أسرة الفقيد نظراً لوجوده حالياً بولاية البحر الاحمر أعرب فيه عن أحر التعازى وصادق المواساة في هذا المصاب الجلل الذي ألم بأسرة الراحل وبالشعب السودانى قاطبة وبالساحة الاعلامية التي كان الفقيد من روادها التاريخيين . وتضرع مولانا الميرغنى إلى الله تعالى أن "يوفي للفقيد الكبير الجزاء على ما أسداه للوطن والمواطنين، من جليل الأعمال، ويسكنه فسيح الجنان، مشمولا بالمغفرة والرضوان" إنا لله وإنا إليه راجعون. حاتم السر على أمين الاعلام المتحدث الرسمى الحزب الاتحادى الديمقراطى الثلاثاء 22 يونيو 2010م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
حديث المدينة سيد أحمد خليفة.. عثمان ميرغنى
أخيراً.. استسلم الأستاذ سيد أحمد خليفة.. وضع القلم.. وسلّم الراية.. وودّع (الوطن) الصحيفة والبلد.. أحد رُوّاد الصحافة السودانية بكل يقينٍ، حَفَرَ مجده في صخور الصحافة بظفره.. شَقّ طريقه فيها من أدنى وظيفة إلى أنْ أصبح رئيساً للتحرير، ثُمّ ناشراً يمتلك صحيفة (الوطن). وكان من الصحفيين السودانيين القلائل الذين عملوا في الصحافة العربية (صحيفة المدينة في الشقيقة المملكة العربية السعودية، ثم صحيفة الشرق الأوسط في لندن).. لكنه كان الصحفي السوداني الوحيد – حسب معلوماتي – الذي عمل مراسلاً حربياً في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 -1988م)..
ثم خَاضَ في وحول الصومال فترة طويلة وأبدع في تغطية أخبار القرن الأفريقي لدرجة أن صُنف خبيراً في شؤون القرن الأفريقي، وكانت الإذاعات والفضائيات من مختلف أنحاء العالم تستضيفه لتحليل الأوضاع في القرن الأفريقي والصومال على وجه الخصوص.. وللأستاذ سيد أحمد خليفة قُدرة كبيرة على صناعة العلاقات العامة والخاصة.. فكان قريباً جداً من الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد برّي، بل كان مستشاره الخاص وأمين سره.. ومن أخطر الأعمال الصحفية التي قَامَ بها سيد أحمد خليفة، بعد انهيار حكم سياد برّي وهروبه واختفائه عن الأنظار في قلب الأحراش والأدغال..
استطاع سيد أحمد خليفة أن يحدد موقع اختفاء الرئيس في الغابات.. واستأجر سيد أحمد خليفة طائرة خاصة صغيرة طار بها من نيروبي وهبط في قلب الغابة في مجازفة عالية الخطورة، إذ كاد حرس الرئيس يطلقون النار على الطائرة لولا رؤية سيد أحمد خليفة يترجّل منها.. ولو كان للموت منطق أو سبب.. لكان سيد أحمد خليفة في أحضانه منذ عقود من الزمان، خلال عمله مُراسلاً حربياً وفي تغطياته للأوضاع في الصومال.. وله صورة تاريخية يحرص على وضعها في مكتبه.. يظهر فيها وهو يكتب تقريره الصحفي على ضوء شمعة، وهو مختفٍ داخل خندق.. صورة ولا أروع تبين إلى أيّ مدىً كان هذا الرجل صحفياً من أخمص قدميه إلى قمة شعره.. أذكر عندما كنتُ عضواً بـ (لجنة التدريب وتطوير المهنة) بمجلس الصحافة، إنني اقترحت على المجلس أن يقدم سيد أحمد خليفة في دورة تدريبية خاصة للصحفيين.. وقلت لهم: ليس مطلوباً منه سوى أن يجلس مع شباب الصحفيين ويحكي لهم، كيف كان يُمارس التغطية الصحفية من قلب الميدان العسكري، ومن أعماق الخنادق.. فمثل هذه الخبرة لا تتوافر في الكتب ولا في كليات الإعلام.. خبرة هي رحيق لا يمكن الحصول عليه إلاّ كما تحصل النحلة على عسلها من زهور الحديقة..
رحم الله أستاذنا سيد أحمد خليفة بقدر رحمة الله التي وسعت كل شئ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
يوم شكره
سيد أحمد خليفة..الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
بقلم: خالد فتحي
مايحسب لـ»سيد أحمد خليفة» صاحب «الوطن « الراحل حتى لو اختلف البعض في هذا أنه ظل راهبا بمحراب الصحافة متبتلا في بلاطها عاشقا غيورا عليها وعلى مستقبلها لاينقصه الوفاء لفكرتها ورمزيتها بالحياة. قليلا ما يمتهن غيرها فاذا ضيقت عليه فسحة الامل بالداخل خرج يبحث عنها بالمنفى. اشتهر»سيد احمد» بعدائه السافرلجماعات «الاسلام السياسي» التي تبدت على نحو واضح لاتخطئه العين اوان الفترة الديمقراطية التي اعقبت سقوط الرئيس «نميري» وشيعت «مايو» الى مزبلة التاريخ على حد التعبير الشهير آنذاك . حيث جعل الراحل من صحيفة «الوطن» التي انشأها في 1988م بعد تركه لـرئاسة تحرير صحيفة «صوت الأمة» سيفا مسلطا على رقاب الاسلاميين من رجال الجبهة الاسلامية احدى اكبر واجهات الاسلام السياسي حينذاك واحتفظت له ذاكرة القراء في تلك السنوات المفعمة بالإثارة حملات شعواء على الجبهة وقيادتها ولعل اشهرها كانت تتبعه لعثرات «الجبهجية» في توصيل احد قيادات «الجبهة» للكهرباء الى منزله من الجامع وقضية عثمان خالد مضوي ذائعة الصيت بيد أن قصة «القصرالعشوائي « التي سارت بذكرها الركبان والتي كان بطلها القيادي الاسلامي البارز علي الحاج الذي كان احد (مغاوير) جماعته وقتها قبل أن يشتكل عليهم الطريق ويتفرقوا ايدي سبأ بعد وثوبهم الى السلطة فجر الثلاثين من يونيو 1989م .
وهذا التاريخ بالذات «يوم له ايقاع» عند مجموع السودانيين وبينهم صاحب «الوطن» الراحل بالطبع وبالرغم ان حركة الدبابة كانت سببا مباشرا في مغادرته المعتقل الذي احتجز فيه اواخرالعهد الديمقراطي على خلفية مقابلة ساخنة مع الرئيس الراحل جعفر نميري نشرت منجمة على صفحات «الوطن» حشد الراحل داخله من الاثارة ماجعل البعض يتمنى لوعاد «نميري» مرة اخرى في حين رأى سادة الحكم يومها أن المقابلة فتحت اجواء يمكن ان تقود لوأد الديمقراطية الحديثة العهد. وندع الراحل يروي قصة اعتقاله في «مؤانسة» مع الزميل خليفة حسن بلة منذ سنوات قائلا (الغريبة يا خي إنو اعتقلوني في ايام الديمقراطية ناس مبارك الفاضل 11 يوم.. واعتقلني بالذات مبارك الفاضل و السبب؟ عملت حوار مع جعفر نميري في القاهرة شتم فيه مبارك الفاضل. ولانه مبارك كان وزير داخلية اعتقلني واعتبرني شريكا للزبير في المحاولة الانقلابية التي سبقت الانقاذ.( يعني داير تقول انو الديمقراطية أسوأ؟) توجد ديمقراطية تقول جيدة، لكن يوجد ديمقراطيون سيئون طلعت مع الانقلاب؟ اقصد مع ثورة الانقاذ؟ بعد 11 يوم من المعتقل جات الانقاذ وتناقش مجلس الثورة هل أبقى في السجن أم أخرج. وطرح الأمر للتصويت وفزت بالصوت الترجيحي للرئيس عمر البشير 8 اصوات مقابل 7 أصوات.
وقابلت موفد الحكومة لاطلاق سراحي يوسف عبد الفتاح وشكرته نيابة عن الحكومة. وقلت ليه أنا حزين أن يتم اعتقالى في نظام ديمقراطي ويطلق سراحي في نظام عسكري). وربما ترى انهم محقون في المقابلة التي كناها صاحب «الوطن» بحوار التسع ساعات وفيها انتفخت اوداج النميري وهويحدث الناس عن فشل من أتوا بعده في ادارة دفة الحكم وفي المقابلة حاول صاحب الاسئلة جاهدا ان يعود – كما ثبت في مقدمة حواره- لذوي ضحايا حركة يوليوالتصحيحية من قادة الحزب الشيوعي بما يشف الغليل عن مآلات ذويهم الراحلين اين قبروا؟ لكن النميري رفض بشدة وآثر الصمت الذي كان مستعصما به حتى عبر مثلهم حاجز البرزخ الى حيث الحياة الابدية. وربما تلك سمة اخرى تميز الانقلابات العسكرية فحتى اليوم يظل مدفن قتلى انقلاب رمضان سرا لا يستطيع فض مغاليقه احد.
لقد أمضى صاحب «الوطن» اياما طوال قيد حبسه فيما بعد وبالتحديد في 19 فبراير2008م سميضي مع يوم مماثل في حراسة التحقيق الجنائي بالخرطوم بحري مع رئيس تحرير»الأحداث» عادل الباز وفاءا لغضبة مضرية لرجل الشرطة القوي ومديرها العام ساعتئذ الفريق اول محجوب حسن سعد ، يفترشان البلاط، دون غطاء ولم يقدم لهما أحد طعاماً مما اضطرالاثنان لابتعاث أحد الحراس لشراء وجبة عشاء من مصاريفهم الخاصة،وذاع مشهد لخليفة يكنس الزنزانة قبل ان يتوسد ثني الساعد على ارضيتها العارية الصلبة. اما جريرة الاحتجاز فكانت عقابا على نشر خبر حول إحالة ضباط في الشرطة للتقاعد وترقية آخرين إلى رتب أعلى حمل أخطاء رفضتها الشرطة، واعتبرتها «أخبارا كاذبة». ولم تكن تلك المحنة الوحيدة لسيد احمد مع السلطة في بلاط «صاحبة الجلالة» وكما سلف فقد اسهمت ميكانيكية جنازيرالدبابات في انهاء اعتقاله لكنها صيرته بلا عمل بعد ان اوقفت صحيفته اسوة ببقية الصحف السيارة بقرار رسمي شأن كل الانقلابات العسكرية بتعطيل الصحف لحين اشعار آخر. لكن قصة اعتقاله الاغرب كانت في اقتياد عناصر الأمن له مع نائبه مصطفى ابو العزائم بعد نشر الصحيفة لخبر حول رصد رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين الموالي لنظام الحكم الحالي جائزة مالية على رأس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك الذي سيطرد قبل ساعات قليلة من بزوغ فجر عيد الفطر في اكتوبر2006م
أي منذ ثلاثة اربعة أيام تقريبا لانتقاده أداء الجيش على (مدونته ) على شبكة الإنترنت.. ورزئت صحيفته بايقاف طويل مرتين الاولى كانت في 1989م والثانية كانت في 2006م بعد خصومة مع جهاز الأمن قبل ان تعاود الصدور الذي امتد حتى رحيله وبينهما تجرعت احكاما ادارية وقضائية بتعليق الصدورالذي اعتبرته تلك الجهات «مخالفات نشر». وتمتد مسيرة الراحل في بلاط صاحبة الجلالة بدءا بصحيفة «الصحافة « وانتهاء بصحيفة «الوطن» التي انشأها في 1988م بعد تركه لـرئاسة تحريرصحيفة «صوت الامة» لسان حال حزب الامة بزعامة الصادق المهدي الذي عهد اليه في 1986م وبينها عمل بصحف مرموقة خارج البلاد منها «المدينة» السعودية قبل أن يتحول للانضمام لطاقم اللندنية الباذخة «الشرق الاوسط» وهناك اجرى سلسلة تحقيقات عن قضايا منطقة القرن الأفريقي التي تضم بلدان «اثيوبيا، ارتيريا، الصومال» بتناول الخبير ببواطن الامور هناك . ويشهد الجميع للراحل بصلات جيدة مع كل زعماء منطقة القرن الافريقي لاسيما الرئيس الاخير للصومال قبل تمزيقه محمد سياد بري .
بيدأن انضمامه لكوكبة «الصحافة» قصة . ففي مقابلة تلفزيونية في منتصف تسعينات القرن الماضي سرد صاحب «الصحافة» الراحل عبد الرحمن مختار كيف ولج خليفة الى هذا العالم المثير بأن شابا صغير دخل عليه مكتبه ذات يوم وطلب منه ان يعاونه على العمل وهذا الشاب هوالصحفي الكبير»سيداحمد خليفة» الذي بلغ درجة وفائه لاستاذه أنه لايدعوه الا بـ(ابوي) وايضا لا يدعو زوجته باسمها الا مسبوقا بـ(امي). لقد اقامت تحقيقات «ابن ديم القنا» الجريئة بـ(الصحافة) الدنيا ولم تقعقدها والتي وصلت مرتقى اطلاق اسم الصحيفة على الحي الشهير ايمانا بالدورالذي لعبته في تسليط الضوء عن مشاكله. ولإنسانيته شأن لا يمكن تجاوزه على الاطلاق فقد ظلت احدى ابرز ميزاته، فبحسب احد الصحافيات اللائي عملن معه اعواما طويلة فقد وصفت تعامله مع الجميع داخل الصحيفة بالأبوي ويتمتع باسلوب هادئ ويتحدث بهمس ولم يحدث ان سمعت صوته يعلو طيلة السنوات التي عملت فيها معه. وانا اعلم ان الراحل كان يكفل دون من او اذى الكثيرمن الاسرالسودانية ومن الجارة اثيوبيا. وتعامله الانساني لايقتصرعلى الصحافيين بصالة التحرير فقط بل يشمل كل العاملين والمترددين على الصحيفة .
وللراحل تعامل راقي معنا حتى في السلام والتحايا ولم يكن يمنع احدا من مغادرة الصحيفة اذا وجد الصحفي فرصة احسن، لكنه يدع الباب مفتوحا امام العودة مرة اخرى دون قيد اوشرط متى ما اردت ذلك . وكان يحرص على حضورمراسم كل مناسبات ابنائه لدرجة اذا فاتته مراسم عقد القران بداعي عمل الصحافة المرهق كان لايدع الفرصة تفوته اصلا في المشاركة في الزفاف. وهذه العجالة إنما هي غيض من فيض وبعض الشواهد على دوره وقدراته المهنية والصحفية وللراحل في خدمة هذا الشعب (عرق).
---------------------
يوم شكره
بلدوزر الصحافة السودانية.. من جدة وكوبر عبر القاهرة إلى المقبرة رقم (4018)
الخرطوم: بهرام عبد المنعم – عبير عبد الله
رحل وبشكل فُجائي ـ دون صراع مع المرض ـ المُخبر ومحقق القضايا والتجاوزات وكاشف «القصر العشوائي» القضية التى اهتزت لها المدينة التى لم تعتد الاهتزاز للنبأ.. رحل سيد أحمد الخليفة صاحب باب «صباح الخير» الشهير الذي سخّره لكل من أخفق في الشأن العام.. توقف قلب صاحب القلم النابض، ذلك القلب الكبير الذى طالما احتوى قضايا «الغبش والمهمشين» ذلك القلب رغم احتماله لهموم الناس إلا أنه لم يصمد أمام عُطب عضوي صغير أصابه، فكفّ فجأة عن الخفقان ليجف مداد قلمه بعد ان غيبه الموت أمس الأول بقاهرة المعز، . سيد أحمد خليفة «بلدوزر» الصحافة السودانية كما اعتاد أن يُسميه رفيق دربه رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» مصطفى أبو العزائم بكته أمس الخرطوم والسودان كافة وبكاه الـ»موجوعون والفتارى والغُبش» الذين تصدى لقضاياهم وتحمل غضبة المسؤولين جراء طرحها، إلا أنه كثيرا ما ركن واختار أن تلاحقه لعنة المسؤول ثمنا للفت النظر على قضايا الضعفاء والمظلومين.
الدفاع عن الحق:
أكد مدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم عثمان الحسين بأن سيد أحمد خليفة من قيادات العمل الصحفي في البلاد، وقال لـ»الأحداث» أمس إن الرجل كان حريصا على عكس الحقائق للمواطن وكان مدافعا عن الحق بقلمه. خسارة للوسط الصحفي: قال وزير الإعلام كمال عبيد لـ»الأحداث» أمس إن فقد سيد أحمد خليفة خسارة للوسط الإعلامي لتجربته المتميزة التي قاد بها صحيفة «الوطن»، موضحا أن تجربته تحتاج لدراسة من المتخصصين في المجال الإعلامي لمعرفة النجاحات التي تحققت في مجال عمله الصحفي إلى أن أسّس صحيفة «الوطن». مؤسس الجيل الثاني:
يقول رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات علي شمو إن الراحل سيد أحمد خليفة من الجيل الثاني في تاريخ الصحافة السودانية واعتبره من الأشخاص العصاميين، وكوّن «نفسه بنفسه» واطلع وعمل واجتهد حتى أصبح من الرموز الصحفية، وقال شمو لـ»الأحداث» أمس إن سيد أحمد خليفة كان وطنيا في طرحه لكافة القضايا بجانب اهتماماته بقضايا القرن الأفريقي في أثيوبيا وأرتريا والصومال واليمن، وأصبح مرجعا في تلك المنطقة. لافتا إلى أن كثيرا من الإذاعات الدولية كانت ترجع إليه في قضايا القرن الأفريقي، وعدّه فقدا كبيرا، لكنه استدرك وقال إن عزاءهم يكمن في أبنائه وعلى رأسهم عادل سيد أحمد نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن وتمنى أن يكون خير خلف لخير سلف. علم الصحافة: يقول أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني فتحي شيلا إن سيد أحمد خليفة علم من أعلام الصحافة السودانية، وقال لـ»الأحداث» أمس إن ارتباطهم بالرجل جاء من خلال وجوده في المملكة العربية السعودية، موضحا أن الرجل اشتهر بجرأته في تناول القضايا، مشيرا إلى أن فقده كبيرا، لكنه أكد أن عزاءهم في أن الرجل ترك جيلا من الصحافيين من تلاميذه في صحيفة الأيام والشرق الأوسط وصوت الأمة والوطن، موضحا أن ابنه عادل وبقية الشباب قادرون على متابعة المسيرة الصحفية. رائد صحافة المنوعات: يقول نقيب الصحافيين محي الدين تيتاوي إن سيد أحمد خليفة من أعمدة الصحافة السودانية التي عاصرت مراحل التطور منذ الجمع المُفرغ وحتى تكنولجيا الصحافة الحديثة، وقال تيتاوي لـ»الأحداث» أمس إن الراحل من مؤسسي صحافة المنوعات، وهو عمل في المجال الصحفي منذ الستينيات بجانب عمله في الصحافة العربية في الشرق الأوسط، موضحا أن الرجل بوفاته تفقد الصحافة السودانية واحدا من أعمدتها الحديثة. استجلاب المُدهشات: حرصت أشد الحرص على لقاء الصحفي الكبير وصاحب جريدة «ألوان» حسين خوجلي فقال: برحيل أخونا وأستاذنا سيد أحمد خليفة انطوت صفحة من الصفحات السودانية العريقة المليئة بالحب والمعلومات والإخلاص للمهنة.. ومثلما تعلّم الناس في مدارس الحياة والأكاديمية فإن سيد أحمد خليفة غير كل السودانيين تعلّم في مدرسة الصحافة وبدأها يافعا حتى أصبح رئيس تحرير، موضحا أن الراحل لم تفارقه الأضواء والضجيج الحقيقي منذ قضية حي الصحافة الذي سكنته الآلاف من الأسر المحدودة الدخل، لافتا إلى أن الرجل دافع أيضا عن الحريات وقدم الكثير من التضحيات ومورست ضده كافة أنواع الاضطهاد وسُجن في مرات عديدة وصودرت صحيفته لأكثر من مرة، لافتا إلى أن الراحل لم يعمل بغير الصحافة ولم يجرب التجارة أو غيرها. وأكد صاحب «ألوان» أن سيد أحمد خليفة كان قادرا على استجلاب «المدهشات» في الصحافة السودانية، موضحا أن مكتبه كان مفتوحا للناس «الغُبش» واعتبرها صفة لا يتحملها أهل «الصفوة» كثيرا، مؤكدا أن صحيفة «الوطن» في الأيام الأخيرة ظلت منبرا لأصحاب الأمراض، وأن الرجل كان في آخر أيامه صاحب صحافة الإنسان بالكلمة والعطاء.. بل هو على فراش المرض تحامل على نفسه وصوّرني وأجرى معي حوارا، وهذا إن دلّ إنما يدل على قدرته على ممارسة مهنته ودوره كصحفي في أصعب الأوقات.. وقال حسين خوجلي إنه بموت الرجل انطوت صفحة مليئة بالعطاء.. وأضاف: «سيد أحمد خليفة أعطانا شيئا لو علمه أهل السلطة لحاربونا عليه بالسيوف».
صحفي عُصامي:
ابتدر رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» مصطفى أبو العزائم حديثه بالرحمة والمغفرة على الراحل، واعتبره أبا وأخا وصديقا لكل الذين عملوا معه. وقال أبو العزائم لـ»الأحداث» أمس إن سيد أحمد خليفة كان من «الأفذاذ» الذين يكتشفون المواهب الصحفية رغم إمكانياته الهائلة وقدراته الفائقة، موضحا أن سيد أحمد رجل عُصامي ومن أفضل الصحافيين الذين تعاقبوا على الصحافة السودانية. دفقة أبوّة: يقول رئيس تحرير صحيفة «الأهرام اليوم» الهندي عز الدين إن سيد أحمد خليفة مدرسة صحفية متميزة، وظل لسنوات طويلة يقدم لونية خاصة في فن العمل الصحفي، وقال الهندي لـ»الأحداث» أمس إن الراحل عمل بنفسه محررا ومراسلا، وكان الصحفي السوداني والعربي الذي تخصص في القرن الأفريقي منذ مطلع الستينيات، فيما غادر السودان بعد استلام نميري للسلطة، موضحا أن الرحل ظلت له علاقات مميزة وخاصة مع رؤساء جبهات التحرير في أثيوبيا وأرتريا والنظام الحاكم في الصومال. ونوّه الهندي إلى أن سيد أحمد يمتاز بنهج إداري خاص فيه «دفقة» من الأبوة الحانية، وكان يعامل أبناءه وبناته في صحيفة «الوطن» بأسلوب خاص ومميز، وأن المحررين بالصحيفة يلتفون حوله كأب أكثر من رئيس تحرير، لافتا إلى أن الراحل كان شجاعا وجرئيا وقائدا لمعارك صحفية معروفة في الوسط الصحافي والسياسي والاجتماعي. سهل التعامل: يقول الامين العام لاتحاد الصحافيين السودانيين الفاتح السيد لـ»الأحداث» أمس إن رحيل سيد أحمد خليفة فقْد للصحافة والمجتمع السوداني باعتبار أن الرجل ظل لصيقا بحركة المجتمع وهمومه.. موضحا أن صحيفته الاجتماعية السياسية في ذات الوقت دليل على اهتمامه بقضايا الناس وضرورة معالجتها، موضحا أن الراحل من الرواد في مهنة الصحافة السودانية ولم يغادرها سواء بالداخل أو الخارج، وأسهم لأكثر من (40) عاما في مجال عمله. وقال السيد إن كل من عمل مع الراحل يدرك سهولة التعامل معه، موضحا أن الصحافيين الذين تعاقبوا على صحيفة الوطن لم يتقدموا بشكاوى إلى اتحاد الصحافيين بشأن مرتباتهم، موضحا أن عزاءهم في ابنه عادل سيد أحمد للنهوض بقضايا المواطن وتعزيز دور المجتمع كما كان يعمل والده. أخو أخوان: قال الكاتب الصحفي الشهير إبراهيم دقش إنه عرف الراحل في الفترة التي كان يعمل فيها سيد أحمد خليفة بمنطقة القرن الأفريقي في جيبوتي والصومال، موضحا أن اللافت للأنظار أن الراحل كان لصيقا بقضايا دول جيبوتي والصومال وأرتريا، موضحا أن الرجل معروف ومحل تقدير في تلك المنطقة، وقال دقش لـ»الأحداث» أمس إن الراحل على المستوى الشخصي كان «ونّاس» وأخو أخوان وكتاب مفتوح، وليس له سر في الصحافة السودانية. صحفي كادح: يقول رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» رحاب طه محمد أحمد إن ما يميز سيد أحمد خليفة عن بقية الصحافيين أنه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه وجريدته «الوطن» بالنفس الجماهيري، وقال لـ»الأحداث» أمس إن الراحل عاش بذات الكدح الذي تربى به، وقال: «عزاؤنا أن سيد أحمد خليفة ترك مؤسسة صحفية ونحن على ثقة بأن شبابها وأبناءها قادرون على السير بها في ذات الطريق الذي سلكه الراحل». صحفي فارس: يؤكد رئيس تحرير صحيفة الخرطوم الباقر أحمد عبد الله أنهم فقدوا صديقا عزيزا وفارسا شجاعا أدّى واجبه، وقال الباقر لـ»الأحداث» أمس إن الراحل رجل بسيط وانحاز للبسطاء من أهله وأضاف: «نعزي أنفسنا أولا في الفقد الجلل، ونثق تماما بأن أبناءه سيرفعون الراية لمواصلة المسيرة». كفى بالموت واعظاً: لمحتُ وزير العدل السابق عبد الباسط سبدرات وأردت أن استنطقه عن الراحل لكنه آثر الصمت، وأكد لـ»الأحداث» أمس بأنه غير راغب في الحديث، وأضاف:» كفى بالموت واعظا ولن أستطيع القول أكثر من ذلك». فقدان الحلم واللؤم: قال المحامي ذائع الصيت غازي سليمان لـ»الأحداث» أمس في نبرة طابعها الحزن إنهم فقدوا الشجاعة والكرم والرجولة واللؤم في آن واحد، موضحا أن سيد أحمد خليفة كان رجلا حليما مع الذين يستحقون حلمه وكريما مع الذين يحتاجون إلى كرمه وشجاعا في قول الحق ولئيما في مواجهة أعداء الشعب، لافتا إلى أن الراحل لم يكن متطرفا بل كانت له حساباته الدقيقة، ويختار شخصيا ميعاد معركته وأدواتها، موضحا أن الصحافة السودانية ابتُلت، في شخصه كثير من الجرأة واللؤم مجتمعين معا، لافتا إلى أن الراحل جريء في قول الحق ويتصف باللؤم في الدفاع عن الحق. مدرسة صحفية: يقول مستشار صحيفة «ألوان» عبد المحمود نور الدائم الكرنكي إن سيد أحمد خليفة مدرسة صحفية متميزة وقلم كبير يصعب تعويضه، وقال الكرنكي لـ»الأحداث» أمس إن الراحل يتمتع بخبرات كبيرة وقلم «سلس» بجانب تقديم خدماته للذين لا صوت لهم، مشيرا إلى أن سيد أحمد كان وطنيا من الطراز الأول، وعطوفا وكريما وبارا بأهله وجيرانه وكل المساكين. قريب من أهله: كشف رئيس مجلس إدارة صحيفة «الوفاق» والأستاذ بجامعة أفريقيا العالمية دكتور إبراهيم الخضر عن علاقة خاصة جمعته بالراحل سيد أحمد خليفة. وقال الخضر لـ»الأحداث» أمس إن الراحل كان قريبا جدا من أهله في «الدبيبة» في مروي، وكان يصلهم دائما ويتحسس همومهم، موضحا أن الراحل من أبناء محلية مروي المبرزين والعاملين على حلحلة قضايا أهلها، لافتا إلى أن الرجل طني غيور وصحفي حاذق .. رحمه الله رحمة واسعة. روحه شبابية: قال مدير الحسابات سابقا بصحيفة الوطن شكري مهدي عدوي لـ»الأحداث» أمس إن سيد أحمد خليفة رجل شهم وكريم، موضحا أن زمالته للراحل بالصحيفة علّمته الكثير، مشيرا إلى أن الراحل روحه شبابية «وزول حارة»، مؤكدا أن عزاءهم في أبنائه يوسف وعادل وأمير وزوجته الحاجة سكينة. حزن بنات «الوطن»: الأمر لا يحتاج إلى عناء للكشف عن مدى الحزن الذي اكتست به وجوه صحافيات جريدة «الوطن» وتلفحته مشاعرهن، ووسط محاولة فاشلة للسيطرة على الدموع أخبرتني رئيسة القسم الاقتصادي بالصحيفة الأستاذة راقية حسان أن الذي بداخلها لا تستطيع وصفه، وقالت «سيد أحمد ما كان رئيس تحرير سيد أحمد كان أبونا»، واعتبرته مدرسة متفردة فى الصحافة السودانية، وأكدت راقية لـ»الأحداث» أمس على أن سيد أحمد على الدوام هو نصير للمرأة وباحث عن حقها، وناهيا عن العنف ضدها، مؤكدة أن ذلك تؤكده ارتفاع نسبة البنات العاملات بالصحيفة أكثر من الأولاد.. إن كانت راقية عبرت عن حزنها بالدمع فالوجوم كان عنوانا لحزن ابنة «الوطن» ثريا التي قالت بشرود «أنا مِن جاني الخبر الساعة 11 بالليل وإلى تلك اللحظة ما نمت»، وقالت ثريا لـ»الأحداث» إن سيد أحمد عند سفره ترك لكل قسم ورقة ملصقة تحمل وداعه وسلامه وختمت ثريا حديثا بـ»إنا لله وإنا إليه راجعون». تقليل نسبة الأوكسجين: هذا ماكانت عليه صحافية «الوطن» رشأ محمد عثمان التي أكدت أن حزنها على سيد أحمد هيأ لها أن كل مكان تجلس فيه فى سرادق العزاء تتخيل فيه أن ضيق في التنفس يلاحقها لذا وجدتها تفترش «التراب» على أرض فناء منزل الفقيد.. وبلالة البشاري صاحبة صفحة الفنون المتفردة بجريدة «الوطن» حالها يغني عن سؤالها تبكي بحرقة في منزل رئيس تحريرها، وقالت بلالة بصوت «مبحوح» لـ»الأحداث» أمس نتيجة البكاء المتواصل أنها ورغم عن فترة عملها بالصحيفة التي امتدت لمدة عامين لا غير إلا أن سيد أحمد الخليفة بتعامله الذي يمتاز بالسماحة استطاع أن يستوطن في قلوب كل العاملين بصحيفته، وأكدت بلالة أنه يعاملهم بأبوية حيث يتفقد أحوالهم على الدوام، وأكدت بلالة أن موت سيد أحمد هو فاجعة حقيقية. مشاعر الحزن تسيطر على «مشاعر»: الصحافية بجريدة «سيد البلد» مشاعر عثمان والتي عملت بصحيفة الوطن حينا من الزمان مشاعر ما إن تحدثت معها عن الراحل ما كان منها إلا الدخول في نوبة من البكاء لتصارع دموعها وتقول إنه لم يكن أستاذا بل أب لنا جميعا، مضيفة أن سيد أحمد مدرسة صحفية قائمة بذاتها وانه صحافي لا يشق له غبار وقالت مشاعر «تعلمت على يديه الكثير من المهنية»، وقالت إن من الصعب أن يتكرر صحفي مثل سيد أحمد، ونقلت مشاعر أن سيد أحمد قبل سفره بيوم جاء إليها في صحيفة حبيب البلد لتوديعها الأمر الذي لم تنتبه إليه حينها ولم تستغربه، وظلت على اتصال به في الأردن إلا أنه وبعد رحيله تيقنت أنه جاء ليودعها الوداع الأخير، أعابت مشاعر عدم التوثيق لشخصية مثل سيد أحمد إلى أن رحل وقالت إن الراحل وأثنت مشاعر على «مانشيت» صحيفة «الأحداث» ليوم أمس وقالت إن الصحيفة عبرت تماما عندما جاءت بخط يقول الوطن يفقد صاحب «الوطن»، مؤكدة أن الوطن فعلا قد فقد شخصا مؤثرا.
الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
صباح الخير صباح الخير.. يا.. سيد أحمد خليفة.. كان بدري عليك!! كمال حسن بخيت
سيد أحمد خليفة.. أحد الرجال الأوفياء الذين عرفتهم في بلاط صاحبة الجلالة، وهو أحد المهنيين المتميزين الذين أعطوا مهنة الصحافة عمرهم. وأعطتهم الشهرة والنجومية والمال. سيد أحمد خليفة.. تشرد في كثير من البلدان حاملاً قلمه، ومهنيته. لم أر رجلاً متسامحاً مثل سيد أحمد خليفة.. ومعرفتي به بدأت منذ نهاية الستينات من القرن الماضي بواسطة صديقي صديق محيسي.. اللذين كانا يعملان في السودان الجديد ومعهما كمال الجزولي ويحيى العوض.. ثم انتقل الى الأيام هو وصديق، وذهب كمال الجزولي الى الاتحاد السوفيتي «كييف» حيث التقى هناك محمود درويش قيثارة النضال الوطني الفلسطيني.. أثناء اعتقالنا نحن مجموعة صحيفة الصحافة كان له موقف واضح وقوي. عندما قررت السفر الى الأردن لإجراء عملية في الشرايين اتصل بالمستشفى الذي أجرى له عملية قبل أكثر من عام واتفق مع الطبيب الجراح وقال لي اذهب فقد اتفقت معه الى أن يمنحك تخفيضاً قدره (50%)، واعتذرت له لأنني كنت مرتبطاً مع جراح آخر في مستشفى أخرى..وقال لي يجب أن يكون لي سهم واضح في تكاليف العلاج.. قلت له سبقك أخي وابن عمي أحد البلال الطيب.. وقال لي أرسل لي رقم هاتفك بالأردن.. وظل يهاتفني بشكل مستمر يطمئن على الصحة والأحوال. ولسيد أحمد خليفة، علاقات متميزة مع الثورة الأريترية في بداياتها، يتعامل معهم بمنتهى الرقة والاحترام ويتحدث معهم بنبرة هادئة للغاية، وتجده بينهم فيحسب الزائر لأول مرة أنه محرر معهم وليس صاحب الصحيفة ورئيس التحرير. سافرت معه كثيراً.. وإذا أردت أن تعرف معادن الرجال فالأسفار أفضل محك للمعرفة. كريم للغاية. ونبيل للغاية. ومحب للآخرين.. لماح وذكي. وله مواقف نبيلة مع كثير من الصحافيين. وسوف أذكر بعض هذه المواقف وهي.. عندما فصلت من صحيفة (الصحافة) في إشراقها الثاني بعد أن توقفت لمدة عشرين عاماً.. وبمؤامرة واضحة للغاية، اتصل بي سيد أحمد خليفة هذا الراحل المقيم وقال لي بالحرف الواحد: أنت من اليوم رئيساً لتحرير (الوطن) وسوف أترك لك هذا الموقع من اليوم وأنت مثل ابني عادل ويوسف.. وأنت ظُلمت.. وأنا متابع لأبعاد المؤامرة وحاولت إيقافها وفشلت. كان يتحدث بنبرة جادة للغاية وبصوت فيه كثير من الأسى والحزن.. وقال لي قضية الصحافة السودانية أن عدداً كبيراً من الناس الذين لا علاقة لهم بالعمل الصحفي سيطروا على الصحافة بحكم ما يملكون من أموال.. فقط أموال.. بلا فكر ولا ثقافة ولا تاريخ. شكرت الرجل على هذا الموقف النبيل والصادق. وكان أحد المهتمين جداً بحرية الصحافة وكان ضد أن تكون هناك رقابة.. وطلب بأن تكون الرقابة ذاتية ومسؤولاً عنها رؤساء التحرير، وتكون المحكمة هي الفيصل. وعمل سيد أحمد خليفة في ليبيا والسعودية.. وفي ليبيا كان يعمل في صحيفة (الفجر) التي كان يرأس تحريرها الأستاذ عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي السابق ومندوب ليبيا الآن في الأمم المتحدة.. وكان دينمو الصحيفة المهني الأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير (القدس العربي) اللندنية الآن وفي بداية السبعينات كنت في زيارة الى ليبيا وعرض عليّ شلقم العمل هناك ولكنني اعتذرت. عندما جاءت الإنتفاضة أسس سيد أحمد خليفة صحيفة (الوطن).. وأصبح قلمه مدفعاً يطلق الرصاص المسكوب على الفساد وخاض معارك عنيفة مع جهات عديدة كان يرى أن خطها معادي للوطن ولخطه المهني. وللفقيد العزيز والراحل المقيم جوانب إنسانية عميقة لا يعرفها إلا من احتك به. وتعرف ذلك من خلال تعامله مع المحررات والمحررين في صحيفة (الوطن) فهو يعاملهم كأبنائه تماماً.. حيث دعم وبقوة.. الفصيل العربي والإسلامي ممثلاًَ في الراحل عثمان صالح سبي.. وعبد الله إدريس نسأل الله له العافية. وكل الجيل الأول من قيادة الثورة الأريترية.. وكان صوتاً إعلامياً داوياً يناصر الثورة الوليدة.. وأصدر كتاباً شهيراً اختار له عنواناً جاذباً (عارنا في أريتريا) كشف فيه ممارسات النظام الإمبراطوري ضدشعبنا في أريتريا وقصور العرب والمسلمين عن مناصرة الشعب الأريتري.. حيث لم يكن يدعمه سوى البعث بجناحيه في العراق وسوريا. في العام 1982م التقيت الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري.. في حوار صحفي نشرته في مجلة (الوطن العربي) التي تصدر من باريس وبعد التحية والترحاب. كان سؤاله الأول هل تعرف سيد أحمد خليفة. قلت له نعم هذا أستاذنا.. قال لي يعمل معنا مستشاراً في وزارة الخارجية وظل يتحدث عن أخلاقه وإخلاصه لمدة خمس دقائق. هكذا كان الراحل المقيم سفيراً مشرفاً لبلادنا في خارج السودان.. تسنده مواقفه الوطنية والقومية المستندة الى إرث السودان. لم أتوقع يوماً أن اتصفح (الوطن) ولا أجد صورة (المعلم) ولا عموده الشهير صباح الخير يا.. والذي كان يعالج من خلاله كل القضايا التي يخشاها الناس وبجرأة غير عادية. كان عقلية صحفية جبارة. وكان إنساناً بحق. لقد كتبت عنه كثيراً قبل أن يرحل.. لذلك لاتأتي هذه الكلمات من باب المجاملة أو من باب أذكروا محاسن موتاكم.. نسأل الرحمة.. لأستاذنا وصديقنا (المعلم) سيد أحمد خليفة.. فهو بحق معلم في فنون العمل الصحفي.. وفي بناء العلاقات الإنسانية العميقة والراسخة. وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. وجعل البركة في يوسف وعادل وأخوانهما فد علم الرجل ورباهم أحسن تربية.. وشربوا منه مكارم الأخلاق واحترام الآخرين وسيظل مكانه شاغراً في الصحافة السودانية كما ظل مكان الشهيد محمد طه شاغراً حتى الآن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
كلمة الوطن ويبقى سيد أحمد خالداً
الموت سبيل الأولين والآخرين، وهو سنة الله الماضية، ولكن الخالدين لا يموتون. (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون) ونحسب أخانا وأستاذنا سيد أحمد خليفة الذي شيعته البلاد ظهر الأمس من الشهداء في سبيل الله. ولقد عاش أبو السيد حياته كلها لله والوطن. ولم يكن يخشي في الحق لومة لائم. وعندما كان يسأله الناس لماذا لا يخاف، كان يقول أنه كان نائماً عندما وزع الخوف علي العباد. وصحيفة (الوطن) التي قدمها لوطنه لتكون هادياً ورائداً لمسيرهم، هي بعض حصاد عطائه الذي امتد لأربعة قرون في بساط صاحبة الجلالة. وكان سيد أحمد مدرسة خاصة، افتتحها وحده وخط منهجها ورسم سبيلها وقاد مسارها. هي مدرسة صحافة الوطن والمواطن. ويكفي أن نشير إلي أن حي (الصحافة) المشهور في مدينة الخرطوم أطلق عليه هذا الاسم تقديراً وعرفاناً للمعركة التي قادها الراحل المقيم الأستاذ سيد أحمد خليفة في جريدة الصحافة من أجل مواطني هذا الحي الذين كانوا يجأرون بالشكوى دون أن يجدوا أذناً صاغية، حتى قاد أبو السيد معركتهم فتحقق لهم ما يرجون، وأكثر. ولقد ظل سيد أحمد ممسكاً بهذا النهج رغم مصاعبه ومتاعبه، ورغم أنه يصطدم دائماً بالحاكمين، لأن قضايا الوطن والمواطنين ظلت دوماً خارج اهتمامات المسؤولين إلا من رحم ربي. وكثيراً ما تصادم خطه مع مسارات حكومية في عهود مختلفة، وكان يبقي دوماً علي الخط يجيد ولا يحيد. ولن تحصي معاركه ضد حكومات وأنظمة وحاكمين من أجل الوطن والمواطن. و(الوطن) التي هي مولود سيد أحمد خليفة الخاتم، والتي رضعت منه عصارة تجارب السنين، كما رضعت المواقف والصمود، ستبقي بروح أبو السيد وبعزيمة أبنائه المتعددين، من بعد فضل الله الكريم قابضة علي جمر قضايا الوطن. وستبقي نبراساً ينير الطريق، ويهدي السالكين سبل الحق والسلام. وسنبقي رافعين لكل الرايات التي كان يرفعها سيد أحمد، ولن نترك له ظناً يخيب. ولقد أوصانا سيد أحمد وهو يغادرنا ــ ولم نكن نحسب أنه الوداع الأخير ــ أوصانا علي الوطن والمواطنين. وسنبقي علي (الوطن) لتكون لنا فخراً وعزاً، وتبقي صدقة جارية لفقيدنا العظيم الذي رواها من دمه قبل قلمه، فخلدت في الدنيا وصار بها في الآخرة من الخالدين.
----------------------
الوطن .. سيد خليفة .. !! بقلم :أحمد رمضان خليل « سيد خليفة « هو الإسم المحبب الذي كان يحلو لنا إبان تواجدنا سويا في جريدة المدينة المنورة أن ندعو به فقيدنا الرقم الصحفي الكبير .. كما يحلو أيضا للإخوة العرب وغيرهم ممن رافقونا للعمل بتلك الصحيفة الكبيرة بجدة .. سعوديين ومصريين وسوريين ويمنيين وتونسيين وفلسطينيين .. جملة من الجنسيات العربية والأجنبية جمعها بلاط صحيفة المدينة المنورة التي سبقنا الفقيد الراحل بالعمل بقسم الشؤون الخارجية به .. وحينما دخلنا أروقة « المدينة « متعاقدين للعمل بها وجدنا أنفسنا محاطين بكل معاني الإحترام والحب من قبل كل الجنسيات الأخرى .. فقد كان الراحل « يرحمه الله « بالتضامن مع بقية الأخوة السودانيين هناك قد قاموا بتأسيس سمعة طيبة واحتراما ومحبة عظيمة أحاطنا بها الكل بمجرد وصولنا لذلك المبنى الكائن بالكيلومتر ( 5 ) بطريق مكة المكرمة وعلى رأسهم الربان الفذ الأستاذ أحمد محمد محمود رئيس التحرير .. وبالطبع نتج ذلك الاستقبال بفعل الإنطباع الجميل الذي رسخه الأخوة السودانيين هناك – وعلى رأسهم فقيدنا الراحل – عن السودانيين وسجاياهم الكريمة والمقدرة الهائلة على كسب محبة من يتعامل معهم من كل الشعوب والجنسيات .. بعد دخولنا معمعة العمل الصحفي لم يكن من اليسير مقابلة سيد احمد خليفة وسط الزملاء داخل أروقة الجريدة بالأمر السهل.. فكلما سألت عنه أجابك أحد الأخوة السعوديين أو غيرهم : هذا الزول راح يغطي الحرب .. وقد تكون هذه الحرب هي « إيران والعراق « .. أو قد تكون القتال في أفغانستان إبان المحاولات العنيفة لإقتلاع النظام الشيوعي !! .. وربما تكون أيضا توجهه إلى أحدى الجبهات ونزوله إلى الخنادق بين المقاتلين في حرب أوغادين « الصومال – اثيوبيا « .. وفي هذه الأخيرة كان الراحل يروي لنا عند عودته إلى جدة كل مرة « سالما « كيف أنه هو نفسه لا يصدق أنه مايزال في عداد الأحياء من هول ما رآه هناك !! .. أما إذا وجد نفسه خالي الوفاض من أمثال ما ذكرت من جبهات خطرة .. فقد كان يحمل أقلامه وكاميرته وجهاز تسجيله ويسرع بالمرسيدس الخضراء نحو مطار جدة ويمتطي ظهر أول طائرة تقابله متجهة إلى القرن الأفريقي قاصدا القصر الرئاسي لأحد قيادات دول ذلك « القرن « الملتهب .. ولا يعود إلى دار الصحيفة في جدة إلا وفي جعبته ما لذ وطاب من خبطات صحفية ولقاءات ينفرد بإجرائها مع أولئك القادة الذين كان يروي لنا عن مدى الصداقة والعلائق القوية التي تربطه بهم .. وسرعانما تجد تلك الموضوعات الساخنة طريقها للنشر بالصفحة الأولى !! . وحتى بعد عودته « الأولى « الى السودان لإدارة مكتب صحيفة المدينة المنورة بالخرطوم .. كان مكتبه خلف سينما كلزيوم قبلة لنا وملتقى عند حضورنا الى السودان في الإجازات ولم يكن يبخل علينا بنصائحه مستغلا في ذلك فارق « بضع سنوات « تفصل أعمارنا .. كنا حينها نزوره في المستشفى العسكري وهو رهن الاعتقال !! .. بعد ذلك عاد الأستاذ سيد احمد للعمل في جريدة الشرق الأوسط في جدة .. فالتأم شملنا ثانية وأصبحت منازلنا أكثر قربا وجيرة في حي « مشرفة « الجميل .. وجمعنا صالون منزله مرات عديدة وكان يبدي سعادته الغامرة حينما أطرق باب شقته بصحبة الصديق فنان الكاريكتير هاشم كاروري .. وفتح لنا الباب بنفسه مرة مرددا الآية « وإذا بطشتم بطشتم جبارين « ! ! قال تعالى : « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية , فادخلي في عبادي وادخلي جنتي « : صدق الله العظيم لم أذكر في سطوري السابقة أن امتداد « الصحافة « ذلك الحي الخرطومي الضخم هو من بنات أفكار الراحل سيداحمد خليفة الذي كان ضمن أسرة تحرير جريدة « الصحافة « في أوائل ستينات القرن الماضي .. ترى هل درى الرجل في ذلك التاريخ الباكر من حياته أن مقابر الصحافة ستضم رفاته بعد حوالي نصف قرن من اقتراحه الصحفي ذلك بإنشاء امتداد سكني باسم « الصحافة « ؟! عزاؤنا بعد فقدك يا سيداحمد أننا سنتعلم منك كيف يكون صمود الأشجار وعنادها في وجه أعتى الرياح .. وأنك تركت خلفك أبناء من صلبك سيحملون راية « الوطن « و» الأسطورة « متزودين بما تركته فيهم من خبرة .. وعبرة . « إنا لله وإنا إليه راجعون «
-----------------------
إلى جنات الخلد ودالخليفة د. عبد المحسن بدوي محمد
الراحل المقيم الأستاذ سيد أحمد خليفة صحفي مهني من طراز نادر وفريد ، أحب الصحافة وأعطاها كل مالديه فأحبته مهنة المتاعب .. أول معرفتي به عندما كنت رئيساً لتحرير صحيفة (أخبار الساعة) التابعة لوزارة الداخلية دخلت عليه في مكتبه بالصحيفة ومعي عدد من إخوتي ضباط الإعلام بالإدارة العامة للإعلام برئاسة قوات الشرطة .. وعندما تحدثنا معه عن فكرة إنشاء الصحيفة قال لنا وبكل صراحة يا أبنائي نحن لسنا ضد هذا النوع من الصحف لكنّا ننادي بعدم إحتكار الصحافة لجهات معينة لأن ذلك يؤثر علي حرية الصحافة .. وقد إحترمنا كثيراً شجاعته إلا أن ذلك لم يمنعه فى التعاون التام معنا ..وقد أفادنا كثيراً بخبراته الصحفية المتنوعة وشارك معنا فى العديد من الملتقيات حول قضايا الجريمة وكان من أول الحضور فى منتدى الأربعاء والذى يقام بدار الشرطة برى ويشرفه السيد وزير الداخلية والسيد مدير عام قوات الشرطة وكافة قادة الشرطة.. وقد نبعت من هذا المنتدى فكرة إنشاء مركز الشريف زين العابدين الهندى التابع لجامعة الرباط الوطنى والذى يعتبر إضافة كبيرة للجامعة .. والفقيد معروف منذ زمن بعيد بأنه من أكثر الصحفيين إثارة للجدل وقد دخل بقلمه الشفيف والشجاع معارك كثيرة كسبها ببصيرته ونقاء سريرته ومحبتة لمهنته والتى كانت فعلاً مهنة للمتاعب ..وقد عمل لفترات طويلة خارج السودان ولكن كان ( الوطن ) الكبير في حدقات عيونه دائماً وهو يعمل بصحيفة المدينة السعودية والتي كانت من أكثر الصحف إنتشاراً .. وقد فتح بيته ومكتبه لمساعدة كل السودانيين بالغربة بمختلف أطيافهم السياسية ووظف علاقاته الحميمة مع الأخوة السعوديين في خدمة أهل بلده من كافة قطاعات المجتمع .. وتبنى الكثير من الصحفين الشباب وقدمهم للعمل بكافة المؤسسات الصحفية بالخارج ..و تخصص فقيد الصحافة السودانية فى شؤون دول القرن الأفريقي ، وكان يعرف جيداً بواطن الأمور السياسية في أثيوبيا وأرتريا والصومال وجيبوتى .. وإستضافته الكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام العالمية للحديث حول المشاكل السياسية بهذه البلدان والجميع يتذكر تلكم الصورة النادرة للفقيد وهو يكتب تحت ضوء (الفانوس) في الصومال ودوى الرصاص من فوقة..مما يمثل شجاعة قلما نجدها فى هذا الزمان.. وقد إنتدبته صحيفة الشرق الأوسط لإجراء حوار فوق العادة مع رئيس الوزراء الأثيوبي و إستمر اللقاء أكثر من خمسة ساعات متواصلة كأطول لقاء صحفي مع رئيس الوزراء الأثيوبى ملس زناوي وكأول لقاء معه مع صحيفة عربية ... و إستطاع فقيد الصحافة السودانية المرحوم سيد أحمد خليفة بخبرته الواسعة كشف الكثير من المعلومات الهامة والمثيرة والتي أشادت بها إدارة الصحيفة وكل العاملين بالمجتمع الصحفي في تلكم الفترة .. وللفقيد تجربة متراكمة في مجال العمل الصحفي إمتدت لأكثر من خمسين عام وهو من الذين ساهموا في إطلاق إسم ( الصحافة ) على حى الصحافة السكنى المشهور وقد قبر الفقيد فى مقابر هذا الحى الذى أحبه وفيه وضع جسده الطاهر ليكون بجوار من أحب يترحمون عليه فى كل صباح ومساء.. ألا رحم الله الفقيد الأستاذ سيد أحمد خليفه وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وألهمنا الله الصبر والسلوان وإلى جنات الخلد ود الخليفة.
-------------------
في الخالدين.. فارس القلم.. وعاشق الحقيقة بدموع: محمد محمد نور ورحل صاحب «الوطن».. عاشق الحقيقة. انسل في هدوء، مثل نسمة عليلة في زمهرير الصيف.. ارتحل ولم يلقِ تحية الوداع، فهو يعلم انه سيبقى بيننا يعيش كما كان، يتخلل مسامات حياتنا، يشكل وجداننا الذي برع في رسم خطوطه منذ البداية.. لن يذهب بعيداً، وكيف يفعل، ومفاتيح احلامنا بحوزته. كم انت جميل يا (سيد احمد) كم انت نبيل وبسيط ايضاً كنت، اعزل الا من قلم، نعم انت فارس امتشق القلم، ورشف من حب «الوطن» حتى الثمالة فما ارتوى. لن نشتكي عجز الكلمات، ونحل التعابير لنرسم لوحة الحزن البيضاء، وانت من علمت الكلمات تقبل طوعاً، لتفصح عن مواجعنا ومواطن الالم فينا.. انت ايها الجميل كيف طاوعتك نفسك بالرحيل ونحن مازلنا صغاراً نتعلم فن الحبو في بلاط جلالتك.. ايها الوراق الحصيف لن نقول اننا فقدنا هرماً او نجماً، او رقماً، فانت كنت بعض كبير من كل شيء جميل .. ما انبلك من انسان فسيح، وسع قلبك الموفور كل الناس، فاحبك كل الناس، لانك كنت تختط الصدق وتمكن الحق بلسانهم ونبضات قلوبهم. وهبت حياتك قاطبة لاجلهم، جلت احلامك وآلامك، وفقاً عليهم، تقاتل وتصالح نيابة عنهم. ما اروعك سيدي الاستاذ وانت تفني العمر كله بحثاً عن الحقيقة، تفتش عنها في كل مكان وزمان، تبذل مهرها كل راحتك، منتصباً في ساحاتها صلباً، جلداً، منافحاً دون وجل متسلحاً بالصدق والمثابرة، والتواضع.. كنت في كل مرة تقول لي انك رغم حساب السنوات في خدمة الصحافة، ومع كل ما وصلت اليه من تألق باذخ في صفحاتها من خلال صولاتك وجولاتك، ومخاطراتك، كنت تقول لي بكل صدق انك مازلت تلميذاً في بلاط صاحبة الجلالة.. ما اعظم تواضعك.. وانت بسيط في كل شئ رغم انك كبير في كل شئ.. الناس في حضرتك لا اختلاف بينهم كلهم اخوانك.. كلهم ابناؤك جميعهم من اقاربك وجيرانك واحبابك.. سيدي الاستاذ الصحافة بالنسبة لك كانت هواية امتهنتها من اجل الآخرين، ارهقت ذاتك في ميادينها لسعادة الكل.. لذلك تلقي يراعك حتى وانت في طريقك الى رحلتك الاخيرة.. صباحاتك كانت حاضرة في القلب قبل العين.. تناصح بالتي هي احسن، تفصح عنها يخشى الآخرون الإسرار به حتى لانفسهم، وتصدح بالحق وانت راضي الضمير مطمئن الفؤاد.. عليك سلام في دار الخلود مولاي الاستاذ وانت تخرج من ديارنا الموعودة بالفناء، ونحن نشهد لك بانك اديت الامانة حق قدرها، وبلغت حديث الصدق لمن اراد ان يلقى السمع وهو بصير.. ... الذين جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا لحظة وداعك المهيب، اتوا كباراً وصغاراً، يعزي كل منهم الآخر، ولايجدون في انفسهم حرجاً من الاجهاش بالبكاء، ولسان حال كل منهم يقول ان الدموع لاتكفي، ولا الاحزان توفي هول الفقد والمصاب. ونحن استاذي سنبقى ما حيينا على عهدك سائرين، في طريقك نلتمس الخطى، نتنسم رائحة كلماتك، ونسمع وقع حروفك على صفحات الدروب. سيدي انت لم ترحل، ولكن العناية ارادتك ان تكون في قربها، فانت خيار من خيار، فاذهب الى دار خير من دارك، واهل خير من اهلك الى حيث المليك المقتدر، واسبح في رحاب الجنة باذنه تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً. ولاحول ولاقوة الا بالله ----------------------
ورحـل سـيد العارفـين
لا أعرف من أين ابدأ لأنه من الصعب بمكان أن تكتب عن أستاذ بقامة الراحل المقيم سيد أحمد خليفة، فقد كانت الفاجعة مفاجئة بعد ان اطمئن كل المحررين بالصحيفة على سلامة الاستاذ، بعد ان عاد من الاردن للقاهرة في رحلة متابعة علاجية للعملية الجراحية التي خضع لها العام الماضي، فالانباء التي وصلتنا من هنالك كانت تشير الى تمتع رئيس التحرير بالصحة والعافية، بل اخبرني مدير التحرير الاستاذ عصام عباس ان الاستاذ روحه المعنوية عالية جداً بعد ان طمأنه الاطباء على صحته، ولكن كانت مشيئة الله هي الغالبة ولانقول الا ما يرضي الله «انا لله وانا اليه راجعون». ثلاثة أعوام قضيتها في صحيفة «الوطن» لم اسمع يوماً كلمة او توبيخاً من الاستاذ خارج نطاق العمل والتوجيه العادي، كان دولاب العمل عنده هو السهل الممتنع يلقي عليك المسؤولية كلها ويضع ثقته في كل المحررين وهو اسلوب اثبت نجاحه فاحبه الجميع. آخر مرة التقيت فيها الاستاذ كانت قبيل مقادرته الى الاردن دخلت عليه في مكتبه ووجدته منهمكاً في التحضير لصفحة الاخبار استقبلني كعادته مبتسماً قائلاً «الكرسي البي هناك للونسة والآخر للعمل، قلت له انني جئت مودعاً، سلم عليّ بحرارة لم اكن اتخيل ان تكون هذه هي المرة الاخيرة التي التقيه فيها، وانا خارج من باب مكتبه استوقفني وطلب مني ان ادعو له، فعلت امامه وانصرفت وهو يردد من خلفي شدو حيلكم. طبت حياً وميتاً استاذي سيد احمد خليفة الى جنات الخلد إن شاء الله. التوقيع/ الفاضل إبراهيم الوطن 23/6/2010
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
حيدر المكاشفى
حكاية أبو السيد مع العقيد
٭ اختلفنا أو اتفقنا معه حول أي قضية مما كان يثيره ويجادل فيه عبر صحيفته (الوطن) من لدن صدورها في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي والى آخر (صباح خير) كتبها الراحل سيد أحمد خليفة، إلا أننا نزعم أن لا أحد سيجادل في أنه كان وما زال حتى آخر رمق أحد (بلدوزرات) الصحافة السودانية منذ بواكير الستينيات حيث حفظت له هذه الصحيفة (الصحافة) أنه كان من أبرز وأنشط وأجرأ وأشجع محرريها ومن أكثرهم دأباً ومثابرة في الطرق على قضايا المواطنين وما يتصل بحياتهم اليومية واحتياجاتهم الأساسية وملاحقتها بالنشر المتوالي بلا يأس حتى تجد الاستجابة أو يجد هو طريقه للمحاكم بسببها،
كان دائم الاستعداد على (التعارك) الصحفي حول ما يراه حقاً ويعتقد أنه الصواب حتى تحسب أنه إن لم يجد (معركة) صنعها أو اختلقها، فهو صحافي جُبل على خوض المعارك الصحفية فخاض منها الكثير، أصاب فيها أم أخفق ليس ذلك هو المهم، المهم هو أنه لا يجد ذاته الصحفية في صحافة (الكسرة بالموية) التي ذمّها مؤسس هذه الصحيفة الاستاذ المرحوم عبد الرحمن مختار ، وقال عنها إنها ( لا بت###### يديك ولا بتغلّط عليك)، الصحافة التي تسير الى جنب الحائط وتؤثر السلامة لم تكن تناسب شخصيته المصادمة المقتحمة في المواضع والمواضيع التي تستحق الصدام والاقتحام، ثم عندما يكون الموضع والموضوع من النوع الذي يستدر العطف ويدر الدموع تجد شخصيته وقد استحالت بحسب الحالة مائة وثمانين درجة ليتحول من ذئب كاسر الى إنسان ودود مفعم بالانسانية وحب الخير يفتح قلبه وجيبه قبل صفحات صحيفته لكل صاحب حاجة ومحتاج، نصيراً للمظلومين ظهيراً للحق شجاعاً في كل الاحوال، ومما يروى عن شجاعته في قول الحق ولو على نفسه أنه عندما لجأ الى ليبيا في أوائل السبعينيات فاراً بمهنته مما رأى أنه ضيم وحيف وقع عليه وعلى البلد وتطفيف طال العمل الصحفي، كان أن وجد فرصة عمل كان في أشد الحاجة إليها بصحيفة البلاغ الليبية المستقلة،
ولكن لم يكد يستقر بها لسوء حظه حتى بدأت السلطات في تأميمها وتتبيعها للاتحاد الاشتراكي الليبي، وتم توزيع فورمات طلب الانضمام للاتحاد الاشتراكي الليبي على كل منسوبي الصحيفة لملئها توطئة لضمهم كأعضاء في الاتحاد، وهكذ وجد سيد أحمد خليفة نفسه في وضع لا يحسد عليه وكأنما الاتحاد الاشتراكي يقول له (وراك وراك والزمن طويل)، يفر من السودان بسببه وإذا به يلاحقه الى ليبيا ليخطف لقمة العيش من فمه مرة أخرى، ولكن رغم كل شيء أبت الشجاعة المكنونة في نفسه إلا أن تتطاول على كل ظرف وتطل بعنقها على كل مبرر حتى لو كان مما يجيزه (فقه التقية) الذي يكفل له حق المصانعة، ولكن سيد أحمد يجذب الفورم بقوة ويكتب عليه بوضوح (أنا لست اشتراكياً ولا عربياً ولا وحدوياً وبالتالي لست ليبياً)، يقول الراوي انه لما بلغ العقيد القذافي أمر ود خليفة، أمر له بترقية استثنائية وعلاوة إضافية مكافأة له على صدقه وشجاعته التي خانت الكثيرين....
٭ الحديث شجي والكلام ذو شجون ولن ينتهي، ولكن لابد لهذا (العمود) من نهاية نختم بها سيرة صحافي مثير للجدل ولجناها ولم نعرف كيف نخرج منها، ولكن حسبنا احتساباً لروحه أن نخلص الى شيئين، أولهما هو أن لراحلنا العزيز حقا على (حي الصحافة) المسمى على صحيفة الصحافة، لا شك أن قدامى أهل الحي يعرفون ويذكرون جيداً تفاصيل معركة تخطيط هذا الحي وتمليك قاطنيه القطع التي شيدوها حين كان (عشوائياً) لم تعترف به السلطات، حتى اصبح الآن من أشهر أحياء الخرطوم، فلا أقل من ان يرد أهل الحي بعض الفضل لصاحب فضل كبير عليه بعد أن استرد الله أمانته فيطلقون اسمه على أحد شوارعه الحية وما ذلك على الراحل بكثير، والثاني هو أن آخر صورة رأيتها للراحل كانت تلك التي ظهر فيها على الصحيفة وهو يتكيء على كتف إبنه وزميلنا عادل لحضور القضية المرفوعة ضدهما من مستشفى الزيتونة لصاحبه البروف مامون حميدة، وكان أن استجاب القاضي تقديراً لظروفه الصحية التي لم تكن تسعفه لصعود الدرج فعقد الجلسة بالدور الارضي، فهل يفعلها البروف مامون حميدة فيسارع للتنازل عن القضية وإنهائها بعد أن مضى سيد أحمد الى ربه الذي نسأله أن يكلأه برحمته ويزيد في حسناته ويتجاوز عن سيئاته إنه الرؤوف الرحيم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
تحول عزاء والدة سيداحمد لمنتدى سياسى الكل يتحدث فيه عن الخبر وتوابعه على الديموقراطية والصحافة الحرة واستطاعة سيداحمد الوقوف امام اعلام هادم لنظام ديموقراطى اقتلعه الشعب السودانى بثوريته المعهودة فيه الكل كان يتحدث حديث المشفق على ما ستؤول اليه الاحوال ..
بعد انتهاء ايام العزاء فوجئت بالاستاذ سيداحمد ياتى الى بالسوق العربى فى متجرى الخاص ويطلب منى العودة للعمل بالصحيفة ..شكرته على مشاعره واكبرت فيه المجىء والحضور والبحث عنى فقلت له انت الان فى معركة خاصة بينك وبين اعلام الجبهة الاسلامية وانت تعرف اننى اعمل متطوعا دون اجر حماية للصحافة الحرة ودعما لنظام ديموقراطى لا يزال يحبو وان اتجاهكم فى مقارعة اعلام الجبهة يصرفنا عن قضايا كثيرة ومهمة تطوعنا لحمايتها فانا وانت الان مختلفان لن امنعك لانك فى موقف المدافع وانت وحدك امام اعلام جائر ولكن ما اخشاه هو تاثير ذلك على نظامنا الذى ارتضيناه.. وانتهت العلاقة العملية الى هنا وظلت علاقتنا الاخوية دائمة الى وفاته يرحمه الله
بعد انقلاب الجبهة الاسلامية على السلطة عام 1989 توقع كل الناس القبض على سيداحمد خليفة والانتقام منه فورا .. ولكن سببا واحدا منع اهل الانقاذ من ذلك هو انهم كانوا ينكرون انهم جبهة اسلامية او لهم اى صلة بها لدواعى التمكين وكانوا يدللون على ذلك باعتقال الترابى وعدم القبض على سيداحمد خليفة .. وتجد البسطاء يقولون لك ... (ياخى الجماعة ديل ما عندهم اى علاقة بالجبهة.. طيب لو جبهة ما كانوا قبضوا على سيداحمد خليفة ؟ )
بعد الانقلاب بحوالى عشرة ايام قابلته بالصحافة فى عزاء جلست بالقرب منه قلت له بصوت هامس بلغة اهلنا البلدية انت لليلى ما قبضوك ؟ فقال لى والله لسع فقلت له النافعك الجماعة ناكرين لكن قبل ما يعترفوا شوفلك طريقة اتخارج ما اظنهم يتركوك فقال لى لكن كيف وكل الناس ممنوعة من السفر ..قلت له غايتو شوفلك طريقة .. وقد كان نتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
غفوة المحارب الكاتب/ فيصل محمد صالح Wednesday, 23 June 2010
مثل محارب روماني قديم، ترجل الفارس عن جواده وغفا، نزل سيد أحمد خليفة عن مقعده وتركه خاليا ومضى، استرد الخالق أمانته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هو من طينة الفرسان، لا يخشى المعارك ولا يهابها، ويبدو لي أنه لا يستطيع العيش بدونها، وربما كانت تلك من صفات جيله، هذا الجيل المكافح العنيد. كان سيد أحمد خليفة يفخر ببدايته في السكة الحديد، نفس المدرسة التي خرج منها الراحل محمد الحسن أحمد، وكانت ذكريات السكة حديد من حكاياته المحببات.
لم تتح لنا الظروف العمل مع سيد أحمد خليفة والتتلمذ عليه مباشرة، لكنا تتلمذنا على مدرسته من خلال القراءة والاطلاع، وكانت مغامراته مع الثورة الإريترية وأثيوبيا، ثم فتوحاته الصومالية مصدر دهشة وإعجاب لنا، فقد تجاوز فيها كل حدود الصحفي ليصبح مستشارا مقربا للرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري. وكانت أشهر صوره، تلك التي يحاور فيها سياد بري في مخبأه في ركن قصي من الصومال، وتلك التي يكتب فيها على ضوء الفانوس اليدوي، تكفي عنوانا عريضا لكفاحه الطويل في دنيا الصحافة.
ومن أسباب الإعجاب به تلك العصامية التي حفر بها اسمه في تاريخ الصحافة السودانية الشعبية وإيمانه بأن قضايا الناس الحياتية اليومية تستحق الاهتمام لحد أن تصنع مانشيت الصحيفة، وهو ما تتهيبه كثير من الصحف. ولم يكن يهاب من جعل انفجار ماسورة مجاري ضخمة خبرا رئيسيا له. فهو من جيل دفعه عشق مجنون للصحافة بلا تجربة وتاهيل سابقين، فانكب على عمله يتعلم منه، وإلى أساتذة كبار ينهل من خبرتهم، وحفر بأظافره على الصخر حتى نحت اسمه في سجل الخالدين. وكان منظره وهو جالس يكتب على الكمبيوتر عجيبا بالنسبة لسنه وجيله، لكنه روى أنه عندما كان في السعودية قررت الصحيفة التي يعمل بها التحول إلى الكمبيوتر، وأمهلت المحررين ثلاثة أشهر ليواكبوا التطور أو يغادروا، فاشترى جهاز كمبيوتر وانكب يعمل عليه في غرفته حتى أجاده.
وعلى قلة ما جلست إليه، فقد استمتعت بحكاويه، وهو حكاء لا يمل. روى مرة كيف ضاق بالرقابة وقرر قفل الصحيفة في لحظة واحدة. قال إنه في ذلك اليوم بلغ به الضيق منتهاه، فأمر محرر السهرة بأخذ خبر من مباريات كأس العالم التي كانت تجري وجعله الخبر الرئيسي للصحيفة، وكان الله يحب المحسنين. لكنه فوجئ باتصال من محرر السهرة يخطره باعتراض "الجماعة" على الخبر الرئيسي، فصرخ به "خبر كأس العالم؟ فاجاب المحرر : نعم، قالوا بأن هذا خبر انصرافي. وما كان من الأستاذ سيد أحمد إلا وأصدر أوامره "قفل الدكان وجيب المفاتيح" والدكان كان هو الصحيفة. واستمرت الوساطات والمكالمات طوال الليل حتى تم اقناعه بان هناك خطا قد حدث، فرضي وأصدر أوامره من جديد "يا ولد..افتح الدكان!"
رحمه الله وأحسن إليه، فقد أدى دوره وواجبه في الحياة..وأكثر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
الكيك سلام وتحية ورحم الله سيد احمد خليفة ,,
المقال المرفق لزميلنا محمد عوض من الوطن القطرية ..
سيد احمد خليفة .. اسم فى التأريخ الموت حقيقة الحياة وكما تبدأ الحياة بصرخة يبدأ الموت بشهقة والانتقال الى الزمن الابدى الذى لا نعرف ما هو وكيف هو ... ولكن تبقى فى الدنيا السيرة والذكرى وسيداحمد خليفة له فى الاثنتين .. فهو رجل خبر الدنيا وخبرته وسجل على ارض الحياة الاولى تاريخ حافل من البذل والعطاء متنقلا من منفى الى منفى حتى استقر به المقام فى ( الوطن) التى استمدت شموخها من( الوطن).. ولان الرجال مواقف فسيد احمد كان منهم ... ولان الرجال عزائم فقد كانت عزائمه عالية وجهده ومثابرته مثالا وكان عطاءه كذلك لذلك صنع تاريخ وسجل وجودا فاعلا فى عالم الصحافة محليا واقليميا فنسج اسما تحت ضوء( الفانوس) ومن وراء المتاريس وخلف القضبان زمنى معه مختلف وانا اتدحرج فى سلالم هذه المهنة اللعينة رعانى وعلمنى وامسك بيدى معه وعبره عرفت الصادق المهدى وصادقت المرحوم عمر نور الدائم وغيره وصادقت المرحوم عبدالرحمن مختار وسمعت حكاويه عن سيد احمد و(طمسة ) الشايقية وتفقهت فى اريتريا وتوغلت فى شعاب خركاتها المسلحة والسايحة وفى الصومال ومحمد زياد برى وجيبوتى وحسن جوليد وغيرها وغيرها مما وفره من مناخ وما اتاحه لى من فرص شكلت وجودى وحددت مسارى وعرفت مع من تتاخصم الصحافة ومع من تتزاوج هو مدرسة بحق عليك الرحمة يا سيد احمد .. ولزوجك وابناءك الصبر والسلوان ونسأل الله ان يحاسبك بقدر ما ما صنعت من بسمة بحكاويك التى لا تمل وحضورك الفكه محمد عوض الدوحة [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: عماد الشبلي)
|
شكرا عماد على ايرادك لمقال زميلنا محمد عوض اهل المهنة كلهم مفجوعون الان كل عام اصبحنا نفجع بزميل قبله كان حسن ساتى وسبقهم عبد القادر حافظ ورحمى سليمان وعمر عبد التام ومصطفى عالم وصلاح حمادة وعيرهم من اهل المهنة الاحباب والاخوان والزملاء.... ونحن فى الطريق رحمه الله على الجميع واصل معى كتابات الحزن
عن الوطن
كتابات ضد الحزن وداعاً رجل العطاء بقلم :عباس محمد البشير حميدان
ودّعت البلاد هذا الأسبوع الأستاذ الكبير الصحفي المخضرم المرحوم سيد أحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة الوطن ولئن سبقتني أقلام وألسُن في رثاء الفقيد وذكرى مآثره فلابد من كلمة وفاء لرجل العطاء. ولا نزكيه على الله ونحسب أنه قد وهب حياته وأفنى عمره للعمل على تحقيق أهدافه وإدراك مبتغاه. وقد شهد خصومه قبل مناصريه له بأنه كان جريئاً في فكره جريئاً في قلمه حكيماً في أسلوبه لا يمسح الجوخ إنْ مدح ولا يتشفى إن قدح كان يتناول الأمور التي تهم المواطن وتمس حياته وتؤرق مضجعه يشخص المشكلات ويحدد الداء ولا يكتفي بذلك بل ويوضح عند من يوجد الدواء. يهاجم الخطأ بشراسة ويمد أصبعه لأعيُن المخطئين حتى تحس أنه سيفقأها ومع ذلك يقابلهم بالحسنى في غير ضيق ويقبلهم في غير تنازل عن المبدأ فرأية الحق عنده مرفوعة حتى يقام. بكاه المجتمع بشرائحه المختلفة فما «فئة» من «فئات» الناس إلاّ وقد كتب لهم ودافع عنهم بكاه أصحاب المهن البسيطة الذين لا يؤبه لهم عند «علية» القوم ولا ينظر إليهم ولا يُحفل بهم يعرفونهم عند الواجبات والرسوم ويتنكرون لهم عند الحقوق. بكاه أصحاب «الترلات» و«عربات الكارو» و«العتالة» ومن هم في الخدمة وأرباب المعاشات الذين أكلوا لحماً ولفظوا عظماً فأصبحوا في«خبر كان» وهم على قيد الحياة. بكته ستات «الشاي» وصاحبات «الكِسرة» و«قشارات الفول المدمس» والأرامل وراعيات اليتامى ونزهاء السائلين. بكاه أصحاب «الأطراف الصناعية» ومرضى «الزمني» وزبائن الصيدليات المستدامين بل وحتى محترفي التسول. أما على المستوى السياسي والإجتماعي والمهني فمشهد «الفقد» واضح وأثر «الفُراق» لا يحتاج إلى شاهد. ٭ وصية: ٭ أوصي نفسي وإياك أيُها القارىء الكريم بالإعتبار فالموت خير واعظ. ٭ أوصي أبناءه من صلبه «يوسف ـ أمير ـ عادل» أن يقتفوا أثره ويحذوا حذوه وينهجوا نهجه. ٭ وأوصي تلاميذه في المهنة أن يحافظوا على شرف المهنة وأمانة الرسالة. ٭ وأوصي أبنائه وبناته في جريدة الوطن أن «يبقوا عشرة» على صحيفتهم وعلى علاقتهم بعضهم البعض وأن يحملوا رآية «الوطن» خفاقة في شتى أرجاء «الوطن» رحم الله الفقيد رحمة واسعة وجمعنا الله وإياه والمؤمنين في وارف جناته وظل رضوانه. محرر صحيفة دين ودنيا
-----------------------
اقلام.. ودموع ..وذكريات.. وبعض الوفاء
وآ مغصتي يا الرُكن ـ أبلغ عبارة سمعتها للتعبير عن الحُزن لوفاة نصير المظلومين سيد أحمد خليفة بقلم: سعيد دمباوي
قال تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ـ فمنهم من قضى نحبه ـ ومنهم من ينتظر ـ وما بدلوا تبديلاً) الأحزاب (32)
في الأيام الماضية إنتقل الأستاذ سيد أحمد الخليفة ـ أبو الأيتام في السودان والفقراء والمساكين والكادحين ونصير المظلومين عدو الظلم «الأول» ومدافع الجسور عن المظلومين وأصحاب الحاجات.. وكأن فؤاده كان فارغاً إلا من الدفاع عن الحق ورفض الظلم والظالمين.. وكم من أرملة جعله الله سبباً في إيجاد مسكن لها ولأطفالها ـ وكم من مريض فقير عاجز عن العلاج ـ جعله الله سبباً في حصوله على العلاج ـ وكم من مظلومين تظلمهم مؤسساتهم التي عملوا فيها ـ ######ّر صحيفته للدفاع عنهم وعن حقوقهم حتى نالوها ..الخ إنتقل الأخ سيد احمد الى رحمة مولاه تاركاً كل هذه الشرائح الفقيرة وأصبحوا كالأيتام الذين كان يدعوا لمساعدتهم وتقديم يد العون لهم. من الأمثال السودانية «الله لا جاب يوم شكرك» ومن كان مثل أستاذنا سيد احمد الخليفة ـ يتمنى كل سوداني أن لا يأتي «يوم شكره» ولكن لكل أجل كتاب فإن كانت الدنيا تدوم لأحد من البشر لكان صاحب الدعوة ـ وخاتم الأنبياء عليهم السلام والذي كان المسلمون في أمس الحاجة له في كل لحظة من لحظات حياته حتى أكمل الله هذا الدين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ـ كان هو أحق بالبقاء والخلود ـ ولكن هكذا سُنة الحياة «إنك ميت ـ وإنهم لميتون» «كل من عليها فان» وكلمة «كل» هذه من الفاظ العموم يدخل فيها جميع البشر ـ عليه فإننا إذا فقدنا شخصاً عزيزاً لدينا مثل أستاذنا سيد أحمد الخليفة يجب أن لا نقول إلا ما يرضي الله كما جاء في الصحيح «إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضى الله» هكذا يجب أن يكون المسلم يتسلم لإرادة الله.. لقد تحدث القائمون على أمر البلاد والعباد وتحدث زملاء المهنة وتحدث الأهل والأقارب ـ وتحدث القراء ـ وتحدث من كان يعمل ويسخر المرحوم صحيفته «الوطن» للدفاع عنهم ـ تحدثوا معبرين عن أخوانهم وقالوا عنه كلاماً كثيراً مدحاً وإطراء ولكني لم أسمع ولم أقرأ أبلغ من عبارات كانت ترددها إحدى السيدات من بنات عمومته وليست هناك عبارة كانت لها تأثيرها في قلبي وزادت من خوفي أكثر من تلك العبارة التي كانت ترددها تلك السيدة ـ ذات الشلوخ «الشايقية» وهي فاقدة لتوازنها ولا تكاد تقوي على المشي من شدة ما أصابها من الحزن ـ مما جعل بعض النساء يساعدونها على الوقوف والدخول إلى مكان تلقي العزاء.. وقد كنت في مكان العزاء ضمن بعض الأخوة الصحافيين الذين كانوا يمثلون صحيفة «القوات المسلحة» بقيادة المقدم د. أحمد صديق وبإعتباري أحد المتعاونين مع الصحيفة كنت مرافقاً لهم. لقد سمعت تلك السيدة وهي تردد عبارة «وامغصتي ـ يا الركن» ومن معاني المغص كما جاء في القاموس«مغص مغصاً» أصابه المغص وهو ممغوص ـ أمغصه ـ مغصاً ـ سبب له المغص «تمغص بطنه» أصابه المغص ـ أوجعه قلت وكما هو معروف أن «المبطون من الشهداء» مما يدل على أن معاناة المبطون يجعله ضمن الشهداء في الأجر ـ وقد جاء في معاني «المغص» أنه «وجع وتقطيع في الأمعاء» هذا ما جاء عن المغص ـ مما يدل على أن «المغصة» التي أُصيبت بها تلك السيدة تدل على أنها وصلت قمة التأثر والحزن من فقد المرحوم، وفي تلك العبارة «وآ مغصتي يا الركن» عبرت عن ما سبب لها الحُزن من مغص لفقد المرحوم بإعتباره كان رحم الله «رُكناً» وربما قصدت إنه كان ركناً في «الأُسرة» حسب معرفتها له وموقفه تجاه الأُسرة أي أنه كان «ركناً أساسياً للمظلومين والأيتام والفقراء والمساكين والكادحين ومدافعاً جسوراً عن العدالة ـ ألا رحم الله الأخ سيد أحمد خليفة رحمة واسعة ـ وأجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم جميع أهل السودان الصبر ـ وأن يوفق الإبن عادل سيد احمد للسير على نهج والده «وهذا الشبل من ذاك الأسد» وهذا ما كنا نلاحظه أثناء وجوده كنائب رئيس التحرير ـ كان همه هي الشرائح التي كان يهتم بهم المرحوم ـ وهكذا كان خط الصحيفة ـ كانت تعمل «للوطن» والمواطنين وسيظل هكذا ـ اللهم إنا نسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك ـ أو إستأثرت به في علم الغيب عندك أو علمته أحداً من عبيدك أن تجعل قبره روضة من رياض الجنة.. لقد كان رحمه الله يرفض الظلم أينما وجد ويدافع عن الحق حتى لو كان قائله من المختلفين معه في الرأي أو في الفكر ـ أو خصومة الذين كان سبب خصومتهم له هو دفاعه عن العدالة وعن المظلومين ورفضه للظلم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله هذا ما أوصانا به رسول الله «ص» أسوتنا وقدوتنا والله وحده المستعان والهادي إلى سواء السبيل.. ------------------------
كتابات ضد الحزن أبو السيد الوطن الأُمة بقلم: الطيب كنونة
في أحياء عريقة تكونت مثل الديوم الشرقية والسجانة والمايقوما ، حيث تصاهرت قبائل شتى وكونت عائلات شتى الشايقية، الدناقلة، الجوامعة، التعايشة، البديرية، البرتي، الجعليين، والفلاتة، قبائل سودانية عاشت ومازالت تعيش في وئام فهي يرمز للسودان الموحد العريق الأصيل أصالة أهله وفي منطقة المايقوما والسجانة والديوم الشرقية، حيث الإبداع والتلاقي الثقافي والإجتماعي في أحياء يمكن أن نطلق عليها شعبية حيث تجمع المنتديات والليالي الأدبية والسياسية والرياضية أهل تلك المنطقة في بوتقة واحدة جميلة وزاهية بإختلاف العادات والتقاليد والرؤى، حيث عاش «أبو السيد» وسط هذا الزخم الإبداعي بصحبة إسماعيل حسن ، محمد وردي، عربي الدشوني، عمر عبده، رمضان حسن، وساحة المايقوما الرياضية، ميدان العلمين، مقابر بلاع، مركز شباب السجانة، طاحونة محمد علي أبو راس، سوق السجانة الضيق وقهوة عم مبروك وسينما النيلين ونادي ديم التعايشة العريق، وحيث دور القرآن والخلاوي خلوة الفكي محمد أحمد ومحطة قدروه المشهورة، وجوار منزل «أبو السيد» مدرسة السجانة النموذجية ومؤسسها المربي الجليل أطال الله في عمره الأستاذ النور خضر النور حيث كنت وقتها طالباً في هذه المدرسة العريقة عراقة سكان هذه المنطقة حيث تعرفت على الأُستاذ «أبو السيد» إذ كنت وقتها أقوم بتوزيع مجلة الصبيان ردّ الله غربتها وأصبحت لاحقاً مراسلاً لها، كان يراقبني ويرعاني ولأول مرة في حياتي أشاهد تلك المجلة الأنيقة ذات الغلاف السميك والألوان المتجانسة «مجلة الدوحة» حيث أهداني أبو السيد نسخة منها وطلب مني للمداومة على قراءتها وحينها لم أعرف ماذا يريد مني هذا العملاق الشامخ ودائرة المعارف والعلوم الانسانية المتحركة وتوطدت تلك العلائق بيننا حيث صرت أشاهده من وقت لآخر مع شقيقي المرحوم المهندس الميكانيكي «محمد كنونة» والذي كان يقوم بإصلاح عربته حيث كان يناديني بود «زينب» إذ تربطه بوالدتي عليها رحمة الله علاقة جميلة فهي بمثابة والدته ايضاً تبادله الحب والإمتنان.. يسألني كثيراً عن مدى إطلاعي على الإصدارات الجديدة.. وأفترقنا حيث هاجر هو في بلاد الله الواسعة وظللت أتابع كتاباته ومساهماته ومغامراته الجريئة في الصحف الخارجية ولم تنقطع صلتي به وكلما يقابلني يبادرني بالسؤال. «ما بقيت كاتب كبير» وأذكر أن أول موضوع ليّ قام بتصحيحه ونشره في جريدة الأيام تلك المؤسسة العملاقة التي تربي في حضنها وتخرج فيها العديد من الكتاب والأدباء.. أيها الشامخ شموخ أهل البلد وشيخ العرب وإبن القبيلة الفارس ومهما اختلف الناس حول كتاباتك الجريئة المهمومة بقضايا الوطن فإنهم قد أحبوك وأحترموا فيك المبادرات البناءة في العديد من القضايا التي تهم الناس.. فصرت واحداً من لسان حال اهلنا لفقراء والمطوحنين وذوي الحاجات الخاصة الذين فتحت لهم قلبك وفكرك وبيتك وجريدتك «الوطن» حيث صارت وطناً بلا حدود.. وطناً يسع الجميع لكل اهل السودان ولن تموت كلماتك المضيئات في صباح الخير يا وطن والعديد من المقالات الإجتماعية والسياسية والأدبية فهي أفكار وآراء تمشي بين الناس،ستظل دوماً سراجاً منيراً وستظل الوطن أُم الجميع وبيت الفقراء والمحرومين لك الرحمة «ياود حسنة بت الشام» بقدر ما قدمت لهذا الوطن الجميل السودان.
----------------------- كتابات ضد الحزن الخطب جلل.. والمصاب عظيم بقلم : فيصل أحمد عبد الله
لما إحتضر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قال: هل رأيت خليلاً يقبض خليله؟ فأوحى الله إليه : هل رأيت خليلاً يكره لقاء خليله؟ قال: فأقبض روحي الساعة.. وقيل إذا قضى الله لرجل أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة فيسيره إليها وقال بعضهم: إذا ما حمام المرء كان ببلدة دعته إليها حاجة فيطير حكى أن شاباً تقياً من بني إسرائيل كان يجتمع مع سليمان عليه السّلام ويحضر مجالسه، فبينما هو عند سليمان في مجلسه إذ دخل ملك الموت عليه، فلما رآه الشاب صفر لونه وأرتعدت فرائضه وقال: يا نبي الله إني خفت من هذا الرجل فمر الريح أن تذهب بي إلى الهند، فأمر سليمان الريح فذهبت به، فما كان إلا قليل حتى دخل ملك الموت على سليمان وهو متعجب فقال له سليمان مم تتعجب؟ قال: أعجب أني أمرت بروح الذي عندك بالهند ودخلت عليك فوجدته عندك فصرت متعجباً ثم توجهت الى الهند فرأيته هناك وقبضت روحه فهذا عجبي.. وفي ذكل المعنى قال محمد بن الحسن: ومتعب الروح مرتاح إلى بلد والموت يطلبه في ذلك البلد وقيل إن الإنسان يحصل له عند الموت قوة حركة، نحو ما يحصل للسراج عند انطفائه من حركة سريعة وضياء ساطع، وتسميها الأطباء «النعشة الأخيرة» ونحن نسميها بالدارجة «الفَجَّة». قال سيدنا الحسن «رضي الله عنه» ما من يوم إلا وملك يتصفح وجوه الناس خمس مرات، فمن رآه على لهو أو لعب أو معصية أو ضاحكا حرّك رأسه وقال: مسكين هذا العبد غافل عما يراد به، ثم يقول: أعمل ما شئت، فإن فيك غمزة أقطع فيها وتينك. ولما إحتضر عبد الملك بن مروان قال لابنه الوليد: إذا أنا مت إياك أن تجلس وتعصر عينيك كالمرأة الوكعاء، لكن إئتزر وشمر وألبس جلد النمر، وضعني في حفرتي وخلني وشأني، وعليك وادع الناس الى بيعتك، فمن قال برأسه هكذا، فقل له بسيفك هكذا، ثم بعث إلى محمد وخالد إبني يزيد بن معاوية، فقال: هل عندكما ندامة في بيعة الوليد؟ فقالا لا نعرف أحداً أحق منه بالخلافة. فقال: أما أنكما لو قلتما غير هذا لضربت الذي فيه أعينكما ثم رفع كنار فراشه فإذا تحته سيف مسلول تحت يمينه، كل هذا وروحه تتردد في حنجرته، وهو يقول: الحمد لله الذي لا يبالي أصغيراً أخذ أم كبيراً، لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم بعد ساعة فدخل عليه الوليد ومعه بناته يبكون، فتمثل بقول الشاعر: ومستخبر عنّا يريد بنا الردى ومستخبرات والعيون سواكن اللهم أجعل الموت خير غائب ننتظره وأختم لنا بالخير وتغمدنا برحمتك إنك علىُّ قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم. أسوق هذه القصص والحكايات عن الموت مذكراً، وأسوق التاليات معزياً ومواسياً. قيل أن معاوية «رضي الله عنه» خرج يوماً ومعه عبد العزيز بن زرارة ال######ي وكان ذا منصب وشرف وعقل وأدب، فقال له معاوية: يا عبد العزيز أتاني نعي سيد شباب العرب، فقال له : إبني أو إبنك؟قال: لا، ابنك قال للموت تلد الوالدة، ومما قيل: أصبر لحكم من لا تجد معولاً إلا عليه ولا مفزعاً إلا إليه، وقال سويد السدوسي: فأوصيكما يا بني سدوسٍ كلاكما بتقوى الذي أعطاكما وبراكما بشكر إذا ما أحدث الله نعمة وصبر لأمر الله فيما إبتلاكما روى أن أبابكر «رضي الله تعالى عنه» كان إذا عزى مرزاً قال: ليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة، والموت أشد مما قبله، وأهون مما بعده، فأذكر مصيبتك برسول الله صلى الله عليه وسلم.. تهن عليك مصيبتك وعزى الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه صديقاً له فقال: إنا نعزيك لا أنا على ثقة من الحياة ولكن سنة الدين فما المعزي بباقٍ بعد ميتة ولا المعزّي ولو شاعا إلى حين فالمحن إن لم تعالج بالصبر كانت كالمنح إذا لم تقابل بالشكر فصبراً صبراً ففحول الرجال لا تستفزها الأيام بخطوبها كما أن متون الجبال لا تهزها العواصف بهبوبها.. فالخطب جلل والمصاب عظيم، فالبلاد قد فقدت أحد كبارها الذين نذروا حياتهم لخدمة العدل والعدالة بلا مزايدة او مكايدة ومناصرة الحق بإصرار يحسد عليه.. لم أشاهده غير مرتين في حياتي مرة عندما كنت مع أحد الذين تلمسوا الطريق إلى صحيفة الوطن وطلب مني أن أصحبه إلى «الأستاذ» وكان ذلك قبل سنوات خلت وجدناه منكباً على الورق وقد وضع عمامته جانباً فلم يحس بدخولنا إلا بعد أن لامسنا مكتب ورفعنا صوتنا بالسلام. فرد السلام بكامله ودعانا للجلوس لم يسألنا عن سبب الزيارة ولا عن كنهنا بكامله ودعانا للجلوس لم يسألنا عن سبب الزيارة ولا عن كنهنا لكنه وضع يديه على أطراف خديه ووضع القلم فوق الأوراق أمامه ووجه ناظريه نحونا وأرخى سمعه فأنطلق صاحبي «يرغي» ويتحدث في شتى القضايا والأستاذ يحدق فيه ولم تنبت له شفة وعندما بدأ صاحبي يقلل من شأن صحيفة بعينها ويعلي من شأن صحيفة «الوطن» رماه الأستاذ بنظرة حادة وأمسك بقلمه وانكب مواصلاً كتابته فوصلت الرسالة لصاحبي وأنسلّ خارجاً وتبعته.. وفي الطريق «وبخته» كثيراً وأفهمته أن الكبار لا تسرهم ذراية تلحق بمنافسيهم. أما المرة الثانية التي أشاهده فيها فقد جئت إلى الصحيفة أبحث عن مقال صدر منذ فترة .. فدخل «الأستاذ» رحمة الله ووجدني واقفاً أقلب في الأرشيف.. فسلم علىّ وخاطب أحد العاملين أمراً باجلاسي وتقديم الضيافة والمقال الذي أطلبه كل هذا وهو لا يعرفني.. ولكنني بالطبع أعرفه من خلال كتاباته وأنا أحبو على هذا الطريق.. وعرفته أكثر من خلال ما حكاه لي بعض أقاربه الذين يحبونه ويتعلقون به فهو يواصلهم في كل كبيرة وصغيرة يدعم مشاريعهم في كل المستويات معنوياً ومادياً .. وعرفته أكثر وأكثر من خلال صحيفة «الوطن» التي إختطت نهجاً صعباً بدعمها لهوية الوطن والزود عنه، وتخصيصها صفحة كاملة لعرض قضايا الضعفاء فبداخلها ومن حوله تجد أصحاب الحاجات والمرضى يأتون من كل فج طلباً للمساعدة «حتى أنك تحسبها أحد فروع ديوان الزكاة» تناولت الصحيفة بالجرأة كلها القضايا الإجتماعية وعملت على تأصيل تقاليدنا وعاداتنا السمحة وغير ذلك مما يهم الوطن والمواطن وكل هذا وفق خطوط واضحة.. الحق والعدل والحرية دون التعدي على الآخرين وللحقيقة «فللأستاذ» أسلوب يتفرد به وحده في الكتابة و«صباح الخير» أصبحت ماركة مسجلة بإسمه مدخل خير ووداد وسلام لقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة فكأنه بعنوانه هذا يخاطب الجهة التي يقصدها بقوله:«نحن نحبكم ولكن هذا لن يمنعنا من إحقاق الحق» تناول متأدب يجعل المذنب يرتعد خوفاً مع حبه الكامل لك ويجعل الأصدقاء وطلاب الحقيقة والعدل ينبضون بالأمل فالرجل عندما يطرق قضية لا يلمسها ويلفت النظر إليها فحسب ولكنه يظل يطرقها بإصرار وصبر يجاري فيه ولا يباري يتسلسل فيها صعوداً من أول درجات السلم حتى قيمة الهرم إلى أن تجد حظها من العدل. ألا رحم الله «الأستاذ» فقد كان نسيجاً وحده وعلم من أعلام الصحافة في بلادي ينبغي أن يقف على أسلوبه وطرحه وعناده وكفاحه كل دارس يرتقي سلم المجد إبتغاءً للحقيقة والزود عنها.. اللهم بارك له فيما أعطى ـ فقد أعطى بلا منّ ولا أذى وأجعل من ذريته خير خلف لخير سلف.
------------------------------ ثالثة الأثافي الأشجار تموت واقفة
د. عبد الماجد عبد القادر كُتب في: 2010-06-24 [email protected]
على الرغم من قصر المدة التي تعرفت فيها على الراحل الكاتب الكبير سيد أحمد خليفة إلاَّ أَن فترة الأربعة أعوام التي استضافني فيها كاتباً بصحيفة (الوطن) كانت كافية لأتعرف على نوع جديد من «الأشجار» التي أصلها ثابت وفرعها في السماء... وذلك هو وصف القرآن الكريم « للكلمة الطيبة بأنها ثابتة في الأرض وفروعها تنداح في سماء العلوم والمعرفة... وقد كان فعلاً المرحوم سيد أحمد شجرة ظليلة من الكلم الطيب ومن المودة الموصولة مع كل من يعمل معه ولكل من يعرفه... أتيته قبل أربعة أعوام حاملاً معي كلاماً كثيراً تأبى علي الكثيرون في نشره لأنه يؤثر على علاقاتهم «وتواصلهم» مع الجهات التي تمثل من وجهة نظرهم مورداً وعطاءً غير منقطع... والرجل بكل الجرأة «دق سدرو» ... وقال لي بالحرف الواحد «يا زول الرهيفة إن شاء الله تنقد» وكان ما كان من أمر استيعابي كاتباً في صحيفة (الوطن)... وسيد أحمد خليفة يرحمه الله تتمثل فيه «السودانوية» وتتبدى فيه عناصر «المواطنة» بكل أبعادها فهو رجل وحدوي كان يرى في تجزئة البلاد أمراً خطيراً وشراً ماحقاً ولعل في غيابه عن دار الدنيا وكأنه يسابق الزمن لكي لا يرى الإنفصال القادم بعد ستة أشهر... وعلى الرغم من إختلافنا في وجهات النظر حيث أننا نرى غير ما يراه ونعتقد بغير عقيدته في أمر الوحدة والإنفصال إلا أن ذلك لم يكن في يوم من الأيام سبباً في أن يحرمنا من التعبير عن وجهات نظرنا الموازية والمخالفة «والمكاجرة» لما يراه... فالمرحوم كان ديمقراطياً بطبعه وطابعه وكانت سعة الصدر عنده تكفي لإستيعاب وجهة النظر المقابلة... ثم أنني فيما علمت وقرأت أن الأستاذ المرحوم كان رجلاً عصامياً بدأ حياته عاملاً بسيطاً والتحق بعالم الصحافة بدءاً من أدنى درجات سلمها مترقياً في كل مراحل التطور في داخل البلاد وخارجها حتى تمكن من تأسيس «امبراطورية» صحفية اختار لها اسم «الوطن»... ولم يقف الأمر عند إرساء دعائم مؤسسة «الوطن» بل تعداه إلى تربية وإعداد مجموعة كبيرة من التلاميذ «والحيران» والدراويش الذين تخرجوا عليه في الإقليم الأفريقي والعربي وكان من بينهم أبناؤه الذين نأمل أن ينالوا شرف إستكمال البناء الذي أسسه المرحوم... والمرحوم سيد أحمد خليفة في اعتقادي كان يمثل موسوعة متعددة المعارف واسعة الإطلاع سواء كان ذلك في مجال الكتابة الأدبية أو النقد السياسي.... وعلى الرغم من أننا ندعي معرفة بعلوم الإقتصاد وسبر أغواره إلا أن الرجل في كل الأحوال كنا نجده سابقاً لنا ولغيرنا في إلقاء الضوء على القضايا الإقتصادية وتحليلها وتقديم المقترحات التي تقود إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذه القضايا على الرغم من تعقيداتها... ولعله من نافلة القول أن نقول إن المرحوم كان بوتقة للتفاعل مع القضايا الافريقية في أثيوبيا وأريتريا وجيبوتي والصومال وكل قضايا القرن الأفريقي الأمر الذي أعطاه تميزاً على الكثير من الكتَّاب الأفارقة وربما وضعه في صف حكماء أفريقيا ومفكريها... ومن المؤكد أن الرجل رحمه الله لم ينس أن يتفاعل مع قضايا المجتمع الفقير والذي كان دائماً يعتبر نفسه جزءاً منه مما جعل صحيفة (الوطن) تكاد أن تنفرد بخدمة قطاع الفقراء والمعوزين وذوي الحاجات والعاهات والمرضى والمساكين وأبناء السبيل... وعزاؤنا أن تلك الأعمال الجليلة ستكون فيها الموازين الثقيلة في كفة حسناته المتعددة.... وعوداً على بدء نقول إن المرحوم سيد أحمد خليفة كان شجرة أبت إلا أن تموت واقفة... وعزاؤنا المتصل لأفراد أسرته الصغيرة وأبنائه من زملائنا بالصحيفة فرداً فرداً وأسرته الوسطى في أرض الشمال وأسرته الكبيرة في طول البلاد وعرضها... ويقيني أن الغرس الذي وضع بذوره الأستاذ سيد أحمد لابدَّ أن يؤتي أكله مرتين وكل سنبلة من غرسة ستنتج سبعمائة ضعف... والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم... ورحم الله الفقيد رحمة واسعة والهم آله وذويه الصبر الجميل
صحيفة الوطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
سيد أحمد خليفة والذكرى الجميلة ... بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم الجمعة, 25 يونيو 2010 13:24 أعيد على القاريء كلمة نشرتها قبل سنوات احتفيت فيها بعبارات للمرحوم سيد احمد خليفة الذي رحل عن دنيانا إللا رب رحيم. واعتذر للإطالة فوق حجم العمود المقرر.
كنت قد كتبت قبل أيام أزكي مقالاً للأستاذ سيداحمد خليفة (الوطن 14-12-1988) نعي فيه والدته الحاجة حسنة بت نور الشام. وقد جذبني إليه حتي احتفظت به لنحو 15 عاماً لأنه يصور حياة إمراة من غمار الناس لم يشغلها الضٌر عن الاستمتاع بحياتها. فكلما بني زوجها بواحدة حتي بلغن الثلاثة عددا "خاوتهن" بت نور الشام وأفسدت عليه ضرب الواحدة بالأخري. وهذا ذكاء لم نتعود نسبته الي الأميين والأميات من "ناس زمان". فالحضارة وإزدهارها روضتنا علي أن الحياة تبدأ بعد التعليم والوظيفة والحمام والزول يكون بسّام. وقيمة كلمة سيد أحمد أنه نقل لنا من الباطن صورة لحيوات نساء سعدن حقاً بزمالة واحدتهن بالأخري في جمر الضر. وهذا حرية قالت الماركسية إنها أبداً بنت الضرورة. فالحرية ليست طلاقة مجنحة بل هي إدراك للضرورة. فمتي أدركت ظرف الضرورة الذي يحدق بك تفتقت حيلك وأتسع رميك.
توفت الحاجة بت الشام . وتهيبت الأسرة فتح دولابها لأخذ هدومها الي المساكين حول ضريح الميرغنية ببحري. وتطوعت الحاجة مريم بنت احمد ود طه ودقت صدرها "وقالت انا بطلع هدوم الحاجة عشان أشم ريحتها فيهن. وبكت مريم وبكينا جميعاً لأن دولاب الحاجة انفتح لأول مرة دون حضورها أو رضاها. ولأن المفتاح لم تفكه من سير محفظتها العتيقة التي لا زالت تختزن فيها التعريفة والقرش والفريني اب قرشين".
وفي المشهد شذوذ ما. فمريم التي هجمت علي هدوم بت الشام حين أحجم الآخرون هي ضرة بت الشام لخمسين عاماً. وقد تزوجها الحاج محمد ود خليفة طلباً للأولاد الذين تأخروا عن طريق بت الشام. وما أن جاءت الضرة حتي حملت بت الشام وولدت ثلاث بطون. وقال سيد أحمد: "وكنا نضاحك الحاجة بت الشام ونقول لها أن عرس مريم خوَّفك وولَّدك بسرعة. وكانت تنفعل وتقول "السجم أنا ولدني الله وسيدي الحسن وود جبريل".وكان ود جبريل فكياً مبروكاً وصف لها شراب الحلبة للحمل بالجني. ولم تفت حيلة ود خليفة علي المرأتين فتحابتا في الله. فكانت بت الشام تصف ضرتها مريم ب "الحبيبي" وهي أعلي مراحل الود عندها. ولا تخص بها إلا الأقربين مثل أخاها وإخواتها وذريتهم "الحبان ولاد الحبان". ولم تحضر مريم الحبيبي مرض بت الشام ولا موتها فتضاعفت حسرتها لأنها "لم تحضر ولم تودع ولم تطلب العفو". وكانوا يطمئنونها "بان الحاجة كانت تعفو عنها وعن غيرها من الناس صباح مساء وكانت تخص مريم "بعفو يكافيء ويجازي العشرة الطيبة".
ولم يكتف ود خليفة بضرة واحدة لبت الشام بل ثَلّث بالسيدة بت الجريف. وكانوا يداعبونها بأن ود خليفة كره تحالفكن أنت ومريم عليه فضربكن بأخت ثالثة. وكانت تقول: "السجم. نحن ما أتفقنا عليه. لكن كان هو شاكي فينا عشان من جات مريم ودخلت بيتي رحبت بيها وقلت ليها الجابك يجيب عقابك ويحفظ شبابك. ولكن أبوكم سر أساي . . . حسدنا في حبنا وولِفنا وقال الحريم الإتنين إتفقن علي وعشان كدي راح جاب التالته. ولكن وحاة أحمد إتمقلب برضو عشان التالته ذاتها بقت حبيبتنا وأختنا".
من أعنف من ظن أن حياة مثل بت الشام وعصبتها بلا معني او طائل السيدة آنا بيسلي التي عملت في سلك التعليم خلال الحكم الأنجليزي. وكتبت كتاباً عن تجربتها السودانية. وقد لاحظت الدكتورة ليدوين كابتيجن، التي درست التاريخ بجامعة الخرطوم في السبعينات والثمانينات ومن محبات نساء السودان البسيطات، أن بيسلي غليظة جداً في وصفها وتقديرها لحياة نسوان البيوت. فهي ما تكف تعبر عن شفقتها علي نمط حياتهن الكئيب الراتب وتصفهن بالكسل والبطء وتسبيب الكدر. وقالت ليدوين إنه لم يخطر لبيسلي أن للنساء الجاهلات حياة ممتعة وقيمة. وقالت إن جعلها التعليم شرطاً للسعادة الزوجية مقطوع من قماشة المهمة التمدينية الإستعمارية. وأن هذه العقيدة لم تترك لها أدني فسحة للتعاطف مع التقاليد الثقافية السودانية أو تذوقها.
وكل من عَرِف ليدوين الهولندية عرف أنها "الحبيبي" كما كان يمكن لبت لشام أن تهنأ بها وتسميها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
قضـية من القديم المتجدد صباح الـخير يا «عزرائيل»..!. 13 إشاعة وفاة في حياتي.. والبقية تأتي بإذن الله..
قضيت «يوم خميس» - نظرياً- مع الحور العين لمغالطة الشيخ التُرابي.. ومرة في «بحر الدميري» في بلدنا.. ولحقني جدي عبدالحميد لحاق بعيد ومرة في الخرطوم تحت عجلات القطر.. أو الترماي..! وبعدها وفيات قارية .. ودولية بين الأوجادين.. والهملايا..! سيد أحمد خليفة
إستناداً على مقولة ـ حبوباتنا.. وأُمهاتنا.. فإن الذي «يموت إشاعة ساكت عمره طويل». ولو كنت أنا أعرف عنوان ومكان.. وشروط جماعة « جينس».. بتاعين الأشياء القياسية العجيبة والغريبة ولا أقول ـ «الشاذة» تحسساً من الكلمة التي إرتبطت بأفعال وأقوال يقشعر لها البدن خجلاً مثل ـ زواج المثليين ـ الذي شرعت له بعض الدول الغربية ومنها أمريكا وأعطته المشروعية المخالفة لشرع وشريعة الكون وطبائعه الموروثة ناهيك عن ـ شرع الله ـ الذي لا يضع له بعض الغربيين وزناً حتى ساروا أبعد مما هو فيه نخشى أن يعاقب الله عباده بإستعجال «القيامة» التي ومن شدة إقترابها وظهور علاماتها قول شيخنا إمام مسجد كلية الطب بجامعة الخرطوم من أن ـ القيامة قامت بالفعل.. والناس ما جايبين خبر..!. في واحدة من المرات التي أُشيع فيها أنني فارقت الحياة، تم ضرب الفندق الذي كنتُ أُقيم فيه بمقديشو1993م. ولم يبقَ منه إلا «البد روم» وتداريت فيه مع الفانوس لأكتب وصيتي باعتباري لن أنجو من الموت وسط معارك مستمرة بين قوات الجنرال «عيديد» وأحزاب أخرى، تُعرف باسم أحزاب مؤتمر جيبوتي للمصالحة الصومالية. وأصل الحكاية ـ وهي واحدة من 13 حكاية إستشرت.. وانتشرت عن «وفاتي» وإنتقالي للرفيق الأعلى يوم الخميس أمس الأول.. وأنا أبدأ هنا وأشكر الذين أذاعوا.. وأشاعوا خبر وفاتي يوم الخميس يصبح على الجمعة لأن مثل هذا الموعد في الموت والرحيل للآخرة ـ خير وبركة ـ وهو مذكور ومشكور عند مشايخنا..!. وقد كان الوقت ـ مغرب ـ عندما هاتفني ولدي عادل الذي من عادته عندما يريد أن يخبرني بحاجة لا تبسطني أن ـ يلف ويدور ـ ثم يدع الخبر يتسلل كسموم الصيف الثقيل.. وليس كنسيم الصباح العليل.. إذا كان الخبر سىء بالطبع ـ أما إذا كان الخبر سار.. فإنه «يرميه بب» بإعتبار «هجمة الفرح» نادراً ما تحدث السكتات.. أو الوقعات..!. وبعد أخذ ورد.. وكلام عن خبر الشخص العاري كما ولدته أُمه، والذي نشرته الأسطورة في ذات يوم وفاتي المزعوم فجّر عادل السؤال الآتي.. أنت في زول إتصل بيك بخصوص خبر نشر بأحد مواقع «النت»؟! وطبيعي أجبت بلا.. لأنني نادر التعامل مع النت «ليس بعدم المعرفة.. أو ضعف النظر.. ولكن للمشغولية وكثرة المسؤولية.. إذ أن رئيس تحرير صحيفة هو رئيس حكومة كاملة إن كان يحترم مهنته وشعبه..!. وحكى لي عادل الحكاية بعد أن كان قد «هبش» حولي.. وسأل هنا.. وهناك..!. ذلك لأن عادل أضحى منذ سنوات ـ جمهورية مستقلة وسكن الإمتداد وترك السجانة ليس جفاءً ولا رغبةً في العزل والإعتزال العائلي.. ولكن لضيق السكن بعد أن كبر العيال.. وعيال العيال .. يعني «الأحفاد»..!. قال عادل بعد أن حام ولف ودور حول الموضوع.. أنا إتصل بي الصحفي الأستاذ ـ أنور التكينة.. وقال إنه قرأ في موقع ما بالإنترنت أنك وبعد عمر طويل.. إنتقلت للدار الآخرة أثر نوبة قلبية..!. وبينما حدد كاتب الخبر بالموقع مكان الإرتحال من الدُنيا الزحمة هذه فإنه لم يكمل بقية التفاصيل حول موقع العزاء.. ومواعيد الدفن.. ولكنه للإنصاف حدد أسباب الوفاة، وقال إنها أزمة قلبية ربما نسى أن يقول بإنها داهمتني بسبب الغضب والخجل نيابة عن أخوتنا ضيوف الدوحة عاصمة دولة قطر، والذين يمضون شهرهم الثاني كضيوف يدعون تمثيل دارفور وليس في السودان ناس ـ حساسين وخفاف في الضيافة والمضائف مثل أهلنا التجانية ـ أهل دارفور الذين هم أيضاً أنصار المهدي وأهل الخليفة عبدالله الذي حكم السودان 17 سنة دون أن يسأله أحد أو يقاتله بسبب اقتسام السلطة والثروة..!. المهم إطمأن ـ عادل ـ أنني أتحدث إليه من بيتنا في السجانة وليس من جنات عدن.. أو الدرك الأسفل من النار ـ حسب النصيب يعني ـ ولكن بعد عادل، دورت الإتصالات الهاتفية.. بل وأنا أخرج مرة.. مرة .. للشارع وأقيف قدام البيت لإستقبال المعزين وتطمينهم بأن ما زال في العمر بقية.. كنت الحظ هدنة.. وتهدئة السيارات العابرة أمام منزلنا والتي من الواضح أن أصحابها جاءوا للشمشمة ومعرفة أصل وفصل الحكاية لأن وفاة زول مثلنا في العمل العام ليست أمراً عادياً.. ولن تكون ـ حالة سرية ـ كنت أضاحك.. وأضحك مع المتصلين من المعزين من داخل الخرطوم.. ومن الولايات.. ومن خارج السودان.. وبعضهم كان يتحسس ولا يسأل عديل حتى إذا أردت إعادة توازن البعض من الذين تأثروا لمجرد الخبر أقول لهم.. أحييكم من الآخرة.. وأرجو ألا تزعجوني والدنيا خميس ـ والحور العين في إستقبالي، كما أنني أقوم بإعداد رسالة وخبر ـ للوطن ـ عن عدم صدقية شيخنا الدكتور الترابي فيما يتصل بنفيه لوجود الحور العين..!. وبعد أن تجاوز الليل نصفه.. وراقت الإتصالات.. وهدأت الحكايات.. وقام موقع الإنترنت ـ مقطوع الطاري بنفي الخبر مؤكداً أنني «حي أُرزق» بدأت وحتى آذان الفجر أجتر الذكريات والحكايات التي ترشحني لجائزة « جينس » المشهورة..!. ولقد وجدت المرة هذه هي الثالثة عشر التي أرحل فيها ـ إشاعة ـ إلى الرفيق الأعلى..!. كان أولها وأنا في البلد طفل دون التاسعة من العمر حيث جرى من جرى من طرف الجزيرة إلى حلتنا الفوق ليقول لأمي أن سيد أحمد قد غرق في «بحر الدميري»..!. وتقول الوالدة ـ يرحمها الله ـ في وصفها لذلك اليوم إنها قالت لناقل الخبر المفجع ـ كان حجاب أبوي عبد الحميد لحاق بعيد في رقبة سيدأحمد ما بتجيهو عوجة.. وكان قلع الحجاب مع الهدوم ونزل البحر «النيل عندنا في البلد إسمه البحر ـ ولكن أهل بورتسودان وسواكن لا يعاملوننا بالمثل ـ ولا يطلقون على البحر الأحمر ـ النيل ـ تقول الوالدة كان بلا حجاب الله يعوضني في سيد أحمد.. وكان لابس حجاب جدي عبد الحميد ما بتجيهو عوجة..!. ولأن الأمر كله كان إشاعة.. ومزحة طفولة.. فإنني وعندما دفرت باب حوش بيتنا.. وكان إسمه «الكبِد» شعر بي صاحبنا.. ونط الحيطة.. وجرى.. بينما تحسست أمي الحاجة حُسنة على صدري ولمست حجاب جدها عبد الحميد «لحاق بعيد» مرق الحديد رواب الموية في الزير..!. ٭ المرة الثانية كانت في الخرطوم.. وإشاعة موتي تحت عجلات الترماي..!. ٭ والثالثة عندما نمت وسقطت من القطر عندما كنت أتدرب كسواق قطر وردية..!. ٭ والمرة الرابعة كانت في كوستي عندما قفزت كسباح ماهر من ـ المركب إلى قلب النيل هناك فجرى من قال لأهلي وأقربائي في كوستي ـ وكنت ضيفاً عندهم أنني مت غرقاً.. وأن التماسيح لم تترك من «جتتي» غير الرأس القوي.. وبعدها بدأت حكايات الوفيات بالخارج..!. مرة في جدة وتحديداً في مستشفى سليمان ففيه الذي قابلت دكتوره مشياً على الأقدام شاكياً من «ضربة قلب» فإذا به يحولني على الإنعاش يتضح يومها ـ قبل نحو 25 سنة ـ أن المسألة مجرد ـ غازات ـ سببها إحتسائي لكميات من بيرة العبيكان وهي ـ حلال ـ وما فيها جنس حاجة حرام بدليل أنها تباع في البقالات ورغم أن البعض يجيدون تصنيعها آنذاك واليوم..!. وبعدها أنا مت في مقديشو بحادث مرور.. والخبر وصل الخرطوم كيف في ذلك الزمن الخالي من ـ الإنترنت.. والموبايل.. والفاكس.. وحتى التيلفون كان تطلبه اليوم تجيك المحادثة بعد يومين ثلاثة..!. ٭ ومرة أنا مت في الأوجادين إبان تغطيتي للحرب هناك.. ٭ ومرة في تغطيتي للحرب بين شمال وجنوب اليمن.. ٭ ومرة عند تغطيتي الصحفية للحرب العراقية الإيرانية 1979 ـ 1987م...!. ٭ ومرة في أفغانستان حيث أسقطني أحدهم من جبال الهملايا وأبلغ السفارة في باكستان..!. ٭ ومرة بسقوط طائرة بين العاصمة الصومالية ـ المنكوبة الآن.. والمدينة الصومالية الشمالية ـ «هرجيسا» ٭ ولقد كانت أبلغ وأخطر وفياتي في بريطانيا.. عندما أصابني ابو فرار إنجليزي.. وأدخلني الإنعاش لشهرين حيث كانت الإشاعة.. أو المعلومة التي وصلت الخرطوم يومذاك إشاعة إنجليزية غير قابلة للشك أو التشكيك..!. فقد إتصل أهلي بالدكتور الإنجليزي المعالج.. وسأله عن حالي فبكى الدكتور قبل أن يبكي قريبي كما قال..!. ذلك لأنه ـ والعهدة على قريبي ذاك.. كان وضعي حرج .. وحالتي ميئوس منها..!. ولكن الله قال للخواجة ـ كذباً كاذب..!. والمرة الأخيرة كانت عملية القلب المفتوح في الأردن.. ومن أطرف ذكريات ـ وفاتي المزعومة خلالها أن إمرأة جاءت بالشارع أمام منزلنا بالسجانة وهي مختلة العقل فطقت الزغاريد بلا سبب.. فإذا بعدد من النساء داخل بيتنا أو حوله يتجاوبن مع المجنونة ويطقن الزغاريد.. وهات يا مناحة وأوصاف لو كنت حياً لما سمعتها من بعض الباكيات..!. بل أن صديقي «عباس» وبلاش بقية الإسم قابلني بعد عودتي من مرضة «أبو فرار لندن» سألني إن كنت أنا سيد أحمد خليفة .. أم بعاتي.. وأترك لكم الإجابة بعد قراءة هذا الموضوع وعمرنا وعمركم طويل جميعاً بإذن الله.
-------------------------- كتابات ضد الحزن
وفاء بلا حدود.. وقمة في الكرم والجود..
سيد احمد خليفة.. في حضرة الغياب بقلم: منى بابكر
أحياناً ينهزم الانسان أمام الحدث الجلل ليصبح غير قادراً على التعبير تجاه مشاعر الحزن، بكل الأسى والحزن والحسرة فقدت الصحافة السودانية بل العالمية فارساً جريئاً وشجاعاً ألا وهو الأستاذ سيد احمد خليفة وسيظل اسم أبو السيد غالياً محفوراً في قلب كل معجب ومحب، ولسيد أحمد مكانة خاصة في قلوب الكل.. ها نحن اليوم نسأل عليك بدموع صادقة تجيش عما حولها، لكن هذه سنة الحياة تجمع لتفرق وتفرق لتجمع. الأستاذ سيد احمد خليفة من الصحافيين المبدعين إستطاع أن يرصد حركة البلد الإجتماعية والسياسية بأسلوب ساخر، رحل أبو السيد بعد أن مد قوس الصحافة الى أبعد مداه.. رحل أمير الصحافة بعد أن نثر كتاباته في فضاءات واسعة. أبو السيد أنصف الصحافة فأعطى مفردات معانيها التي خلقت لأجلها وأطلقها كعصافير خياله الجامع كتابات رمت الناس بالتفاؤل. في حضرة الزمن يكون الوقت.. يسرق منك اللحظات والدقائق دون أن تشعر إلا حين يأتي الرحيل هو الرحيل نعم انه رحيل فارس الصحافة وقائدها المغوار سيد أحمد خليفة الذي أفلت شمسه قبل أن تصل الى الشفق الأخير من الأفق. جاء رحيل أبو السيد مراً ممزوجاً بالعلقم كان مشوار حياته ملىء بالعطاء والإبداع كما يليق بقلمه الجرىء ضم جناحيه كعصفور وانحنى ليودع الحياة. رحل أبو السيد ومن حول صمته المسجي إشتعل الكلام مسربلاً بالفجيعة، ولكن من أي معجم سينهل المرء ليأتي بمرثية تليق بمقامه.. هو الذي أدى المهمة إلى حد الإكتمال. إشتد الحزن النبيل علينا وتبقى منارة النجوم يا أبو السيد. أبو السيد استطاع أن يعبر بكل شفافية عن كل الهموم والقضايا اللصيقة بوجدان الشعب السوداني ويعاني منها في حياته اليومية.. كان رحيل أبو السيد كالصاعقة وشكل لنا رحيله فاجعة حقيقية شعرنا تجاهها بالخسارة لأن أبو السيد صنع تاريخاً ونعيش على ما قدمه وتبقى الكلمات عاجزة عن التعبير عن مدى تأثيرنا وحزننا على رحيل أبو السيد الذي لم يبخل على قرائه بكلمة. أي شمس ستأتي وأنت ذاهب نحو صفحات تاريخك لتضع عليها بصمتك الأخيرة وحزننا الذي لا ينتهي أبداً. أبو السيد من الصحافيين الذين حفروا أسمائهم في سجل الصحافة السودانية عبر سنوات من العمل والإجتهاد والإبداع والمعايرة.. وكان مشوار حياته حافلاً وحاشداً بالإنجازات الباهرة والكتابات المدهشة منها أوراق شخصية، ومن جدة إلى كوبر وغيرها.. أبو السيد كان غراماً للمهنة وعشقاً للصحافة حتى الرمق الأخير.. ٭ مقطع أخير في غيابك أضنانا الألم وفقدنا لي الأيام مذاق اندس في قلبنا النغم وأتجلى في عيونا الفراق لك الرحمة والمغفرة ولذويك الصبر والسلوان
--------------------------
وداعاً يا صاحب القلم والفِكر
أكاد لا أًُصدق والعملاق كالجبل يتهدم يا ويح قلبي ويا ويح التراب ينهال ويردم بكيناك يا صاحب الفكر والرأي والكلم والقلم يا صاحب المروءة والشجاعة عند الله تكرم عرفناك وعرفنا الإنسانية في دماك يا مخضرم فقدناك كباراً وصغاراً والحزن يملأ القلوب وتنفصم نم قرير العين أبا يوسف يا صاحب الرأي والفهم يا أبا أمير وعادل عند الشدائد فارس يصطدم يا صاحب القلب الكبير رويداً والأمر يحتدم يا سليل النيل تفيض بالخير وبالنعيم تعمم يا بحراً فاض طولاً وعرضاً وبالخير تترنم كعازف الغيثار يشجي النفوس بالأمل والمغنم يا ويح قلبي على إنسان مع الحق ولا ظلم يا ويح قلبي من وحشة القبر لا أنيس يتكلم بكيناك بالدموع تعزف الآلام حزناً وأنا متألم من كل فج جاءوا لوداعك وكل القلوب حزينة تلتئم يا صاحب حب الصباح والنفحات يا كريم يا عظيم تكرم أصبحنا حيارى من فجعة الموت والكريم يرحم من بعدك وغياب الموت أصبحنا لا جبل ولا هرم رصيدنا في الدنيا ذكراك بها نحيا ونتنسم مما حيينا راضون وبحكم الله لا نكران ولا ندم وداعاً يا صاحب الفكر يا صاحب القلم المنقم وداعاً يا صاحب القلب الكبير والرأي والفهم وداعاً والأحزان تعمنا بني البكاء والدموع والألم وداعاً ما أشرق صبح وحلّ ليل بالظلام يضلم وداعاً وعلى مر السنون وقلوبنا بالحُزن تترنم وداعاً أخي وصديقي ولو كان الموت رجلاً لا أتضرم كلنا إليها ومن بعدك بقينا في الحياة والندم وسبحان الله الذي أحيا وأمات يا نبيل يا محترم دار الخلود رحبة بالرحمة ولا هم ولا غم ولا سقم
أحمد محمد علي «ود القش» -----------------------
الى جنات الـخلد صاحب الوطن والمواطن بقلم :اسماعيل بابكر محمد احمد
قـال تعالى :- « وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ « .. ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابا عادل لمحزنون .. .. إن لله ما أخذ وله ما أعطى .. وكل شيء عنده بأجل مُسمى .. .. اللهم اغفر له وارحمه .. وعافه واعف عنه .. وأكرم نزله .. .. ووسع مدخله .. واغسله بالماء والثلج والبرد .. .. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. .. وأبدله داراً خيراً من داره .. وأهلاً خيراً من أهله .. وزوجاً خيراً من زوجه .. وأدخله الجنة .. وأعذه من عذاب القبر .. .. اللهم آنس في القبر وحشته .. .. و ثبته عند السؤال .. .. اللهم باعد القبر عن جنباته .. .. واكفه فتنة القبر .. .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة .. ولا تجعله حفرة من حفر النار .. اللهم إن سيداحمد خليفة في ذمتك .. .. وحبل جوارك .. فقه من فتنة القبر وعذاب النار .. أنت الغفور الرحيم .. .. اللهم عبدك ابن عبدك ابن امتك إحتاج إلى رحمتك .. .. وأنت غني عن عذابه .. .. فإن كان محسناً فزده في حسناته .. .. وإن كان غير ذلك فتجاوز عنه .. .. اللهم وأرزقه لذة النظر إلى وجهك .. .. اللهم وفق ابنائه وابنه عادل...... ليخلفه.... فى مكانه .. .. وأصلح بطانته .. وأعز به دينك يا ذا الجلال والإكرام وتدثرت الحروف التقنية بثوب الحداد برحيل استاذ الاجيال صاحب الوطن والمواطن عشا الضيفان كيف لانبكى وانت الذى كفكفت دمعة المحزونين والثكالى والارامل والمحتاجين كيف لانبكى معهم وانت صاحب الوطن وصفحتها الانسانية الضخمة الذى بها شفى كل سقيم وشبع كل جائع ونجح كل تلميذ وطالب وبهذه الشريحة وباذن الله الجنة مثواك والفردوس مسكنك ابا عادل ......
انا لله وان اليه راجعون .
----------------------------- سيد أحمد خليفة .. الأصالة والإدارة بقلم: نبيل البلة
يصعب على المرء أن يكتب بتجرد عن قامة مثل سيد أحمد خليفة يتقبل الله قبولاً حسناً ولكن طالما الخطوة لابد منها سأكتب وأماني عريضة أن تفي سطوري المعدن الأصيل والرجل الحديدي والنفس الطيبة والعطر الندي الذي فاح بالنجاح طيلة مسيرته في دروب الصحافة من أجل الغلابة وأصحاب الحاجة، لقد إرتبط سيد أحمد بالوطن البلد والوطن الجريدة وكان درة مكنونة يضىء بريقها الطريق للكل فكان صاحب رسالة سامية وكان السلم الذي يتدرج به لإرتقاء العلم والمعرفة وكان شمعة تحترق من أجل السودان الواحد الموحد، وطيلة فترة إدارته لجريدة الوطن لم ولن تخيب الوطن ظنه وكانت دوماً من الصحف التي تصل الى القارىء بحلول مشاكلهم المستعصية، ولقد غرس سيد احمد بذور طيبة في الوطن السودان والوطن الجريدة وحصدت ثمار التفوق والنجاح. كافح من أجل الغلابة وأصحاب الحاجة، وقد كرم الله سيد احمد بحب الناس له وحبه لهم وبحق وحقيقة سيد احمد يستحق حب الناس لأنه ناصر المظلوم ووقف مع المعدم وفتح صفحات الوطن لعكس هموم وقضايا الغبش الذي لا يصل صوتهم الى الجهات المختصة، والحديث عن سيد احمد له شجون خاص، فسيد احمد لا يجامل في تراب الوطن الغالي ولا يخشى في الحق لومة لائم، كان عفيفاً والكل يستجيب له لسماحة خلقه وطيبة معشره وأُسلوبه الجميل وكان يحل كل المشاكل بقلمه ولا يفرق بين أحمد وحاج أحمد فكان له الدور البارز في حلول معظم القضايا بصباح الخير يا000 وإذا أراد المرء أن يعدد أعمال سيد احمد في هذا الوطن الغالي يحتاج الى كتاب متعدد الصفحات.. سيد أحمد خليفة لم يكن رئيس تحرير فقط بل كان دليلاً لكل حائر وكان أُعبد العابدين وأزهد الزاهدين وأصدق الواعدين وأبلغ المتحدثين وأبسط المتواضعين. نحن وأنتم علينا أن نرفع الأيادي للمولى عز وجل أن ينزل عليه رحمة من السماوات والأرض وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجعل البركة في ذريته وأن يلهم أهله وأبنائه الصبر في الفقد الجلل. حروف لابد أن أسطرها.. قد كتبت مقالاً وتم فيه فتح بلاغ في نيابة الصحافة فذهبت إليه في مكتبه قبل يومين من سفره لكي أتناقش معه في موضوع البلاغ فقلت أخبرني بمواعيد الجلسة فضحك عليه الرحمة !! ماذا تعمل بها المواعيد أنا المسؤول الأول عن أي حرف نزل على صفحات صحيفة الوطن!! أية شجاعة هذه الذي يمتلكها هذا الرجل والله لم يقل أنا ما مسؤول عن هذا المقال؟ والله لم يخبرني بمواعيد الجلسة حتى سافر فهل يوجد في هذا الزمن الصعيب رجل بمواصفات سيد احمد خليفة..؟
-----------------------------
رحل صاحب الوطن.. وترك وطناً مثخناً بالجراح بقلم : الطاهر اسحق الدومة
صاحب الوطن ذو القلب الكبير والعطاء الإعلامي والإنساني غير المحدود ـ الموهوب والمتلألأ دائماً في بلاط الصحافة كما في الكفر والوتر موهوبين ايضاً بصاحبة بلاط الصحافة أمثال الراحل المقيم ودمغها بتجارب كل عمره فكانت الوطن بمثابة الشهد والألق الجميل في فضاء الصحافة السودانية المستقلة بحق وحقيقة.. فكل عدد توجد بصمة جديدة في كيفية إثارة الخبر والتحوط من الرقابة خاصة وأن لا ظهر له مع النخبة الحاكمة اللهم إلا الشعب السوداني الذي وجد في وطنه الوطن الصحيفة المادة الدسمة التي تشبع رغباته. فمدرس الأُستاذ سيد احمد الراحل المقيم متفردة كبقية العقد الفريد من الوطنيين الشرفاء أصحاب الأقلام الوضيئة بعضهم غادر الفانية والبقية صامدون على مواقفهم لا يجاملون او يحاربون السلطان إلا بقدر ما أوفوا الوطن استحقاقاته. رحل صاحب الوطن الصحيفة وترك لنا وطناً مثخناً بالجراح مهدد بالضياع والتمزق فكان أن غاب شمسه ونحن في أشد الحاجة لأمثاله في الرأي السديد والمبتكر لتجاوز هذا الظرف الخطير ـ فسلاح الصحافة أحد أهم الأسلحة التي تبقت في أيدي السودانيين كي يكونوا موحدين بعد أن تبقت أشهر معدودة ويبقى الوطن موحداً أو منقسماً.. فقط كل الأمنيات أن لا تكون الأقدار أخذت سيد أحمد حتى لا يرى فيه وطنه والحلم والأمل الذي عاش من أجله وقد تبدد أمامه، نسأل الله أن يحفظ الوطن موحداً كما هي أمنيات الأحرار من أبناء الشعب السوداني لم تكن قامة الأستاذ الراحل المقيم فريدة إلا بقدر عطائه وقد كان ومازال يرى كثير من الأنصار وأعضاء حزب الأمة أن الأستاذ كان أحد أهم قيادات الإعلاميين خاصة في فترة الديمقراطية الثالثة.. فصمد الرجل صمود الأنصار الأوفياء لمبادئهم ولم يتخلَ عن دعم الأنصار حتى في سنين الإنقاذ فترك الباب مفتوحاً رغم قدرة الإنقاذ على الإستيلاء على كل شىء !! لكنه كان صامداً في خندق الديمقراطية قضى المؤتمر السادس لحزب الأمة عام 3002م كان سنداً وعضداً قوياً لنا ليس في التبشير بأدبيات الحزب عبر صحيفته بل مساهماته العملية آنذاك في إخراج تابلويد خاصة بالمؤتمر. وقد كان خير موجه لنا ولم يبخل لنا بأية نصيحة.. اما الأستاذ كشخص نبيل وانساني إستعمل صحيفته لدعم شريحة المحتاجين فتكفي نظرة لمقر الصحيفة التي دائماً ما تجدها مكدسة حتى ضاقت ساحتها بالتبرعات العينية التي يسلمها له أصحاب الأيادي البيضاء ثقة ومحبة في شخصه وطلباً للأجر من العلي القدير هكذا عرفناه وما يطمئن القلب أن له خلف لخير سلف الأُستاذ عادل أعانه الله سيراً درب والده مع أخوانه واخواته..
-------------------------- سيد احمد تاركاً خلفه سلسلة من المعانى والقيم بقلم : سوسن أحمد بابكر
فقدت الصحافة السودانية واحداً من أهم أعمدتها الاستاذ/ سيد أحمد خليفة ذو المسيرة الصحافية المميزة التى أكسبته موقعاً لالمعاً ورفيعاً مماجعله قامة إعلامية فى المجال الصحفى.فهو صحفياً محترفاً بكامل ادوات الاعتراف الشخصية والعملية تقودها شخصية بخلق رفيع وآدب راقى ولعل ما أكسبه تميزاً آخر سلوكه النبيل وأخلاقه الفاضلة وطيب معشره وجرئته الزايدة فى الدفاع عن الوطن الذى هو شريك فيه كما يشير دائماً فى كتابته إضافة لإهتمامه بقاضايا المواطنين وخاصة البسطاء منهم ،ونال بمقتضاه شهادة مستحقة طرزت بأحرف من نور شارك فى إهدائها له كل من عمل معه فى صحيفة الوطن أو المجال الصحفى بصورة عامة ،كل هولاء أجمعوا على سموا أخلاقه وتعامله مماجعله يجمع بين التميز والتفوق والاتصاف بالصفات الانسانية النبيله ، وهذا ما أكسبه مكانه رفيعه فى قلوب الذين التقوه فى المجال الصحفى والمناحى الحياتية المختلفة. أنه أحب الجميع فاحبوه ، ذلك الحب الذى عاش لأجله ، ولم يكن يسعى فى حياته الإ لإسعاد غيره. ولقد تجسد ذلك الحب أكثر عندما غادر الحياة مساء الاحد حيث أرتفعت الايدى تدعوا له بالرحمة والمغفرة ، وذهب آخرين للكتابة عن اخلاقه وطريقته فى الاداء الصحفى وتركيزه وميله للبسطاء ، وتناول قضياهم والحصيلة الثقافية التى كان يتمتع بها. فالاستاذ / سيداحمد عرف بكرمه وتواضعه فبابه مفتوح للجميع وتستطيع أن تقابله فى اى وقت دون موعد مسبق لانه سخر وقته وقلمه لخدمة الوطن والمواطن ، ومع ظروفه الصحيه لاكنك لاتشعر بأنه يعانى من شئ ، فهو دائم الابتسام ومحب للنقاش وكثير المعارف والمحبين فقد زرته فى مكتبه عندما كنت أمين للإعلام بأمانة الشباب بالمؤتمر الوطنى بخصوص تخفيض مديونية صحيفة الوطن طرفنا فقال لي أدفعوا البتقدرو عليه واعتبرو دى مساهمتنا معكم فى دفع العمل الشبابي كما قال لي اعتبرو الوطن دي صحيفتكم واذا عندكم اى مادة نحن مستعدون نفرد لكم مساحه مجانيه ..هذا هو سيداحمد خليفة رحل تاركاً خلفه سلسلة من المعانى والقيم للوطن والمواطن ..نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان. الوطن 26/6/2010
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
سيد احمد (شيخ القبيلة) الذي رحل
السوداني الكاتب السوداني السبت, 26 يونيو 2010 06:45
يبدو لى انه (شيخ قبيلة) في ثوب صحفي ففي مكتبه العامر يلتقى اصناف من البشر، ليسوا من خلفية واحدة لكنه بما يتمتع به من صبر واناة وذكاء وقاد كان يتعامل معهم جميعا بصورة مدهشة. رأيته يستقبل ضيوفه هاشا باشا ويودعهم عند الباب وضحكته المجلجلة لاتفارقه وقفشاته وتعليقاته الساخرة تكون دائما سيدة الموقف...
دائما مكتبه واسع مثل (ديوان اميري) يعج بالزوار والمظاليم وطالبي الحاجة الذين يرون فيه اخا كريما ومصادما جسورا لايخاف في الحق لومة لائم يسخر نفسه ويفتح صفحات صحيفته (الوطن) على مصراعيها لتكون تحت تصرف الجميع ما دام في ذلك ما يعود عليهم بالفائدة الكبيرة... كانت منضدته عامرة بالاوراق يكتب هنا ويعلق هنالك ويرد ويتحدث في التلفون الثابت والمحمول وقربه جهاز (الفاكس) الذي لايكف عن الضجيج وهو يتعامل مع كل هذه الاشياء ويتجاذب اطراف الحديث مع الحاضرين بصورة مدهشة تكشف عن عقلية مرتبة وملكة ادارية فذة تجعل صاحبها يمسك بكل خيوط الحديث وتشعباته دون ان تضيع منه كلمة او يفلت منه حرف...
يوم مواراته الثري كان السودان كله هنالك لم يتغب احد فالراحل المقيم نذر نفسه للوطن الصغير الصحيفة وللوطن الكبير السودان ودفع الثمن من صحته وراحته وهو يتقصي الاخبار من منطقة القرن الافريقي والتي لم يهدأ لهيبها حتى اليوم.. اذكر ان صحيفة (الوطن) اثارت موضوع الاخطاء المطبعية في كتب مقرر الـ(SPINE) بمرحلة الاساس خاصة كتاب (SPINE2 ) الذي حفل باخطاء كثيرة... عندما نشر هذا التحقيق ثارت ثائرة مدير المجلس القومي للمناهج والتخطيط التربوي ونفي نفيا قاطعا وجود مثل هذه الاخطاء وطالب عملا بحرية النشر ان ينشر نفيه في نفس المكان الذي نشر فيه الاتهام وقد كان...
جئت في اليوم التالي لمكتب الراحل المقيم الاستاذ سيد احمد خليفة ومعى مستند يثبت ان كتاب (SPINE2) به اخطاء كثيرة فما كان منه الا ان اتصل تلفونيا بمدير المجلس القومي للتخطيط التربوي وقال له: معك الآن المحرر الذي نشر التحقيق عن اخطاء الـ(SPINE) واعطاني التلفون لاكمل المحادثة.. هاج وماج السيد مدير المجلس القومي وصرخ في وجهي ولو كنت امامه لضربني بالجزمة... وقال وهو يرغى ويزبد (كيف تنشرون مثل هذا التحقيق دون الرجوع الينا لنعطيكم المعلومة الصحيحة وان كلامكم هذا فيه بلبلة للراي العام فرددت عليه بكل هدوء: يا حضرة المدير نحن لانعمل تحت ادارتك... نحن نعمل من اجل المواطن ونراقب ونتابع ما يهم المواطن وهذه الاخطاء تثبت لنا بالدليل انها موجودة ونحن في الحق لانخاف لومة لائم...).
كان المرحوم الاستاذ سيد احمد خليفة يتابع المكالمة باعجاب وكان يشير الى بيده بان اتحدث معه بقوة في هذا الشأن الذي يهم المواطنين جميعا... المهم انه في النهاية تراجع السيد مدير المجلس القومي وعزا الاسباب التي ادت للاخطاء الى حال المجلس القومي (التعبان) فهم من المدير والمختصين والعمال يعملون في مباني متهالكة ومرتبات ضعيفة وان حالهم يغني عن سؤالهم... قلت له نحن نقدر ذلك لكننا نقدر الوطن اكثر ولن نتهاون في خدمته...
عندما انتهت المكالمة وسلمت الاستاذ المرحوم سيد احمد خليفة التلفون قال لى وهو يضحك ضحكته المميزة (ما تجي تشتغل معانا).. ونحن نترحم على الاستاذ سيد احمد خليفة لاننسي ابوته الحانية لكل العاملين في (الوطن) فهو معهم في الافراح والاتراح... عزاؤنا الحار لاهله وعشيرته وبني وطنه ولابنه عادل واخوانه ونحن على ثقة في ان المبادئ التي خطها الراحل الكبير ستظل نبراسا ينير الطريق للعاملين (بالوطن) والتي ستسير ان شاء الله بنفس الخطى الثابتة في مد يد العون للمحتاج والمحافظة على وحدة وسيادة السودان...
حمد النيل فضل المولي قرشي اكاديمية المستقبل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
ومع ذلك
سيد أحمد خليفة: أهبش الجيب تعرف العيب
عبد الله على ابراهيم
لا أزعم قربي من المرحوم سيد أحمد خليفة. بل لربما التقيت به مرّات لا تُذكر. فحتى جريدة الصحافة التي عمل بها في الستينات قصدناها لأجل المرحوم مبارك الرفيع. وهو صحفي ماهر في استدراج الكتاب وتحريك غريزة التهاجي بينهم. يكفيه أن أثار سجال المرحومين صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطفي المكي الناري. ولربما لاحظ القاريء أن اسم المرحوم الأخير مفتوح الاحتمالات للكيد له في مناخ صراع الديكة الثقافي الذي ألهب ناره.
كنا نعرف عن سيد أحمد وعن مأثرته في تزيين عقد صنعة الجرائد بتسمية حي من أكبر أحياء العاصمة بـ»الصحافة». وهو شرف لم يحدث للمهنة لا قبلها ولا بعدها. وربما كانت ثقة الناس في «بتاعين الجرائد» التي انتزعها لنا سيد أحمد سبباً لنقف متأملين في رحيله مهنة كاسدة. فقد أهملت غمار الناس فاضربوا عنها. ولما عافت الجرائد الناس لم ترض عنها الحكومة مع ذلك.
مع ندرة احتكاكي بسيد أحمد إلا انني خرجت من كل منها بحكمة سلباً وإيجاباً. لقيته وجهاً لوجه بسجن كوبر بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971م. وكان سيد أحمد قد أيّد الانقلاب الذي لم يصمد. وضاق نار تلك المسارعة اعتقالا. وأذكر بالتحديد يوم تحلقنا حول مدير السجون في نحو منتصف أغسطس 1971م نناقشه في بؤس الطعام والمراقد (برش وبطانيتان) وحجب الكتب والمذياع عنا. ولم يسعد سيد أحمد بطبيعة مطالبنا التي اقتصرت على تحسين بيئة السجن. فصاح فينا: «وين إطلاق سراحنا. إيه مطالب التوطين الواقعين فيها دي؟». وأعجبتني صيغة «مطالب التوطين» مع اختلافي معه في أن لو كان ذلك أوانها.
لم يفت على ذاكري «مكر» سيد أحمد الصحافي أنه قاد واحدة من أقوى التحقيقات في خلق أعضاء الجبهة القومية الإسلامية في 1988م. وودت لو أن حيله في تحقيقه ذلك مما يدرس لطلاب الصحافة. وما أذكره لماماً منه أنه كانت له مصادر في الشرطة وغيرها لا تخر ماء. ووضع الجبهة الإسلامية في حرج شديد بالنظر إلى البون الشاسع الذي كشف عنه بين مزاعمها الأخلاقية التي زكت بها تديين الدولة وبين بؤس ممارسات أعضائها ممن زعموا أن مثالهم الخلق الصحابي. ما لاحظته على التحقيق الكاسح أنه لم يهتم بجانب التاريخ في تحريه للواقعة. فلو اهتمّ بالأمر لعرفنا أن الجبهجي المتهم بالشروع إياه بدأ حياته صحابي النخوة بل فقد وظيفته وهو يلاحق بعض أعضاء مجلس الفريق عبود لبعض زلاتهم الجنسية، بل وجرائمهم. وما زلنا صحافة لا سبيل لها لوضع المسألة في سياق تاريخي كاشف.
أما الموقف الذي استحق لفتة ثناء مني في صحافة الفقيد فهو كلمة له عن قدامى المحاربين. فقد كتب مرة عن زواره من قدامى المناضلين والنقابيين ممن نشأ معهم أو تعرف عليهم. وحالهم يغني عن سؤالهم في ظروفنا المعروفة. وكان يقوم بالواجب بالطبع. ولكنه أعجبني في أنه نقل سوء مآل هؤلاء الناس النادرين إلى عموده. وطلب منا جميعاً أن نعتني بهم حتى لا تكون عاقبتهم درساً منفراً لجيل اليوم من فداء الوطن. ولا أذكر إن طلب هو (أو طلبت أنا في تعليقي عليه) قيام صندوق لرعاية قدامى المحاربين. وتذكرت ذلك الذي بيني وبينه يوم دعوت من قريب إلى صندوق لدعم إضراب الأطباء وقد سلت الحكومة سوط التشريد. فقد سمعت كل حديث طيب عن الأطباء بخاصة في صحف المغتربين. ولم أسمع من دعا إلى فتح باب التبرع لهم. كان سيد أحمد شعبي الأرومة ويعرف «الصُرمَة
الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
الكبار يغادرون دون استئذان.. ورحل صاحب (الوطن).. الكبير..! حجم الخط: 2010/06/22 - 12:57
الهندى عز الدين
{ ويمضي، الكبار - دائماً - دون استئذان، ينسحبون عن دنيانا بهدوء.. يغادرونها بغتةً، في وقت تخالهم في أوج نشاطهم، وذروة نجاحاتهم، وموفور صحتهم.. هكذا رحل الزعيم «جمال عبد الناصر» عام 1970 فبكت المدائن العربية كما لم تبك من قبل، وانتحبت «القاهرة» شهوراً طويلة.. ومازالت تنتحب. { وهكذا رحل الشريف «حسين الهندي» زعيم المعارضة السودانية ضد نظام مايو، في غرفة بفندق الملك «مينوس» بالعاصمة اليونانية «أثينا»، بينما كان يستعد لمخاطبة مؤتمر لعضويّة الحزب الاتحادي الديمقراطي في أوربا عام 1982.
{ وبذات الهدوء رحل عنا أستاذنا الصحفي الكبير «حسن ساتي» عندما داهمته النوبة القلبية وهو على مكتبه بصحيفة «آخر لحظة» في نوفمبر عام 2008م.. عبَر كالنسمة إلى الدار الآخرة.. رغم أنه عبَر قبلها عمليات جراحية مميتة.. رحمه الله.. { وأمس الأول (الأحد) رحل عن دارنا الفانية أستاذ الأجيال.. صاحب (الوطن) «سيد أحمد خليفة» قبل أن يودعنا.. لم يمت أثناء العملية الجراحية لقلبه الكبير.. ولا بعدها بأيام.. بل تجاوز المحنة.. وعبر الأزمة.. وعاد لممارسة هوايته وحرفته (الصحافة) وكأنه ابن ثلاثين ربيعاً.. لا يكل.. ولا يمل.. { كان صبوراً.. وجسوراً.. عصامياً وكادحاً.. بنى نفسه بنفسه من محطة الصفر.. عاملاً في هيئة السكة الحديد.. إلى محطة قيادة الرأي العام.. صحفياً (دولياً) متخصصاً في قضايا القرن الأفريقي، وصديقاً لرؤساء الحكومات وزعماء حركات التحرير في أثيوبيا، إريتريا، الصومال وجيبوتي، ثم رئيساً للتحرير ومالكاً لصحيفة «الوطن» اليومية السياسية التي أسسها عام 1987، فأسّس لصحافة الناس.. الملتصقة بقضايا الغلابى.. وهموم الكادحين..
{ باغتني نبأ رحيله، فلم أكن أعرف أنه خارج السودان، فقد زرته قبل أسابيع بمكتبه لأشكره على موقفه الشجاع في مساندة «الأهرام اليوم» عقب صدور قرار إيقافها، ولأعبِّر عن تضامني مع حملته المضرية ضد تشكيل لجان المحاسبة والمساءلة والملاحقة للصحفيين وتكبيلهم وتقييدهم تحت مختلف اللافتات والواجهات بالقانون أو بالتحايل على القانون، وبالفعل قمنا بنشر إحدى مقالاته بعنوان (صباح الخير)، فتزيّنت بها صحيفتنا، وكان هدفنا وهدفه القضية، وليس الأشخاص.. وهكذا ينبغي أن نعالج قضايانا الكبرى. { كان في كامل نشاطه المعتاد، يقوم بإملاء مقاله اليومي لأحد تلاميذه المحرّرين، الذي ينخرط في الكتابة بينما الراحل يتلو عليه الكلمات بصوت هادئ.. ومفردات منسابة.. وفقرات مُرتّبة.. فتجاذبنا معه أطراف الحديث - الزميل الأستاذ محمد الفاتح وشخصي - وتركناه يواصل إكمال مقاله على طريقته الشهيرة المميزة..
{ في آخر لقاء جمعني به في احتفال مجلة (الخرطوم الجديدة)، أوصاني أستاذنا الراحل بأن ننسّق جهودنا جميعاً لصالح الحفاظ على وحدة السودان، وشنَّ الحملات على (الانفصاليين) الشماليين والجنوبيين.. وقال لي: (الجماعة ديل عاوزين يفرتقوا البلد.. لازم نتضامن كلنا عشان نحافظ على وحدة السودان)..
{ وهي وصية كل الحكماء.. وصية الكبار.. وأستاذنا «سيد أحمد» كان واحداً من كبار هذا البلد - اختلف البعض معه أو اتفقوا - فقد اختلف الناس من قبل على نبوّة سيدنا «محمد» صلى الله عليه وسلم.. فلماذا يتفقون على صاحب قلم شجاع.. سواء كان راحلنا الكبير أو غيره في مهنة المواجهة بالقلم.. والمدافعة بالحقيقة؟ { تشرّفتُ بالعمل مع الأستاذ «سيد أحمد» بصحيفة «الوطن» لنحو عام من الزمان، وكان اتفاقي معه محصوراً في كتابة العمود اليومي، لكنني ألفتُ العمل معه، وراق لي تعامله (الأبوي) مع العاملين معه، واهتمامه (الخاص) بي، فتجاوزت حدود الاتّفاق، فاخذت أمدّه بالأخبار، والحوارات، ومقالات أسبوعية، وكان يحتفي بها، فيجعل من عنوان مقالي عنواناً بالصفحة الأولى أكثر من مرة، في محاولة منه لكسر القالب التقليدي في الصحافة. { كان بسيطاً ومتبسّطاً، ودوداً وساخراً في (ونساته) الجانبية، وكان إداريّاً ناجحاً، يقف على التفاصيل بنفسه، ويهتم بالمؤسسيّة، فلا يتوقف العمل إذا مرض، أو سافر في إجازة قصيرة، أو طويلة، بل تنطلق عجلة التحرير دون تعقيدات أو تطويل.. وكان يوصي المحررين بالاهتمام بخبر الشارع العام.. حركة مواقف المواصلات.. وأسواق الخضار.. وشكاوى المواطن.. ويوصيهم بعدم الانخراط الممل في أزمات السياسة والسياسيين.. فكانت صحيفته مختلفة.. ومدرسته مميزة.. وطريقته جذابة.. { زرته في مكتبه بصحيفة (الشرق الأوسط) في مدينة «جدة» السعودية عام 1999.. المكتب كان صغيراً كنظام مكاتب الصحفيين بالصحف العالمية، لكن «سيد أحمد خليفة» كان كبيراً باسمه وشخصيته.. مثَّلنا فأحسن تمثيلنا بين الصحفيين العرب في جريدة العرب الدولية لسنوات طويلة، لم نسأل عنه هناك، إلاّ ووجدنا الجميع يشير إليه بالبنان.. سعوديين.. ولبنانيين.. ومصريين.. وغيرهم.. فظل رمزاً شامخاً للسودان في الإعلام العربي. { ثم عاد المحارب القديم إلى وطنه ليعيد (الوطن) فانطلقت تغزو الأسواق.. وتوقفت لاحقاً بأمر السلطات، فلم ييأس.. صبر وصابر.. فعادت.. وعاد هو يكتب للوطن الكبير.. إلى أن رحل عنا فجأة في «قاهرة المعز» تاركاً وصاياه.. وإرثه الصحفي والاجتماعي وداره المفتوحة للجميع.. وتاريخه الوطني التليد.. { ألا رحم الله أستاذنا «سيد أحمد خليفة».. رحمةً واسعة.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم آله.. وأبناءه (عادل، أمير ويوسف) وأحفاده.. وتلاميذه.. الصبر والسلوان.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: الكيك)
|
(كلام عابر) سيد أحمد خليفة لم تسعدني الأيام بلقائه وإن كنت أقرأ له كثيرا وأعجب بما أقرأ، وأعرفه قدره كقيمة صحفية كبيرة وشخصية عامة معروفة ، حتى كان التواصل عبر جريدة الخرطوم حينما كانت تصدر من القاهرة وكنت أشارك معه في الكتابة فيها في سنوات التسعين من القرن الميلادي الماضي، ومن خلال ذلك بدأ التواصل بيننا عبر الهاتف ، هو في جدة وأنا في الدمّام، واستمر ذلك التواصل الهاتفي بعد عودته للسودان، وكنت تواقا لزيارته عندما كنت في الخرطوم لآخر مرة قبل نحو أربع سنوات ولم يتم ذلك لظروف خارجة عن إرادتي ، ولكن استمر التواصل الهاتفي بعد ذلك وإن كنت وقد قصرت بعض الشيء في ذلك في الآونة الأخيرة، رغم أنه كان يعطيني الإحساس في كل مرة أحدثه، بما أوتي من ود وسهولة الوصول إلى القلوب، بأن ما بيننا أكبر من التواصل الهاتفي . كنت أتمنى أن يسعدني مقبل الأيام بالتواصل المباشر معه ولكنه سبقنا إلى رحاب الله ، وأستطيع أن أتصور الفقد الشخصي الكبير الذي يشكله رحيل الأستاذ سيد أحمد لكل من كان حظهم أفضل من حظي وكانوا أكثر التصاقا به وأكثر قربا منه. يمثل سيد أحمد خليفة امتدادا طبيعيا لجيل العصاميين في الصحافة السودانية ، محمد الخليفة طه الريفي وعبدالله رجب ومحمد أحمد السلمابي ، عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه. كان فيه لمحة من كل واحد منهم .. قرآنية أسلوب الريفي وصوفيته وروحه الساخرة ، وموسوعية عبدالله رجب وغزارة معارفه ، وانضباط وترتيب السلمابي وأضاف إلى كل ذلك تجربة ثرية ومؤثرة من العمل في الصحافة العربية العالمية ممثلة في صحيفة "الشرق الأوسط" ، كان أثناءها مرجعا عالميا في شئون القرن الأفريقي ، وفي نفس الوقت كان قلمه مصدر جذب للقراء في أي صحيفة يكتب فيها داخل أو خارج السودان. كان رقما كبيرا في الصحافة العربية و مدرسة صحفية قائمة بذاتها. كان الراحل العظيم يهوى المعارك الصعبة التي يتخذ فيها ، بلا شعارات أو أيديولوجيات، جانب الفقراء والبؤساء ، من منطلق التزام مهني عميق وقناعات أخلاقية ثابتة. وقد جر ذلك عليه متاعب لا حصر لها من قبل أصحاب النفوذ وأهل السلطة، ولكنه كان دائما، مهما تباينت الآراء حوله، صعبا على الهزيمة أو الانكسار أو السقوط. كشف الفساد الإداري الذي تمثله واقعة "القصر العشوائي" كشف مبكرا هلامية "سندس" وأباطرة العلاج وغيرهم في أيامنا هذه، ولكن قليلين من أبناء الأجيال الحديثة يعلمون أن أكبر معاركه الصحفية كانت في بدايات حياته المهنية قبل أكثر من أربعين عاما حينما تبنت جريدة الصحافة قضايا المواطنين الذي وزعت لهم أراض سكنية في الحي الذي أطلق سكانه عليه اسم الصحافة تكريما للصحيفة التي وقفت معهم ،أو حسب شهادة أستاذنا الطيب شبشة، كان هناك اتفاق مسبق بأن تتبنى صحيفة الصحافة قضية سكان الصحافة مقابل أن يطلق اسمها على الحي، وفي جميع الأحوال كان الأستاذ سيد أحمد وراء تلك الحملة الصحفية الشهيرة وأتوقع،أو أتمنى، ممن يعنيهم الأمر أن يطلقوا اسمه على أحد شوارع حي الصحافة تخليدا لذكراه وتقديرا لدوره في قيام حي الصحافة . كثيرة هي مآثر سيد أحمد خليفة التي يتحدث بها من عاصروه في جدة وكثيرة هي كذلك أياديه البيضاء على ناشئة الصحافيين داخل وخارج الحدود، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك كله في ميزان حسناته، فقد كان،وما زال، عظيما من عظماء أهل السودان. رحم الله الأستاذ سيد أحمد خليفة الرجل العملاق الجميل المترع بالسماحة والبساطة وحب البسطاء. (عبدالله علقم) [email protected] [/B صحيفة الأخبار]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ...سيداحمد خليفة ...صاحب الوطن ...الصحفى العصامى (Re: عبدالله علقم)
|
الموت الأخير لـ«سيد» الصحافي الكاتب : الصحفي السعودي محمد صادق دياب
Quote: سيد أحمد خليفة، صحافي من العيار الثقيل، يعشق صحافة المغامرة، والمخاطرة، تخصص في مرحلة من حياته في تغطية أخبار الحروب، وبصورة خاصة تلك التي اندلعت في القارة الأفريقية، والتي لم تكن تفرق بين الصحافي والمقاتل، فكان يحمل روحه على كفه، وهو يقف بين الجنود المدججين بالسلاح - على خطوط النار - مدججا بأوراقه وأقلامه، وكان قدره أن يعيش والموت يحاصره على كل الجبهات، على الرغم من أن شائعات موته ظلت تستبق قدومه في الكثير من المرات. |
هنــــــــــــــــــــــــــــــا
| |
|
|
|
|
|
|
|