منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 08:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2004, 09:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى..



    الاحد29نوفمبر2004

    امين التوم .. رجل لا أعُزي فيه بل فيه أُعَزى

    بقلم: د. منصور خالد

    عندما نعى لي الأستاذ إدريس حسن أول من أمس نبأ رحيل الأستاذ الجليل أمين التوم قلت لنفسي هذا رجل لا أُعَزي فيه بل فيه أُعَزى. كان أمين أباً حانياً، وأخاً كريماً، ومرشداً لا يضل من تقفى أثره، كما كان جاراً يُجير ولا يُجار عليه. وعلى امتداد عمره تأزر أمين السماحة ولم يعرف عنه الاجتراء على قبيح. بفضل هذه الوشائج وتقديراً لفضائله وفواضله نمت بيني وبين شيخنا الجليل علائق وارفة، واستكن في نفسي حب له عميق. وبسبب من كل هذا، انحفرت في الوجدان وقائع يصعب أن تنمحي. وإن كان أغلب الناس لا يعرفون غير أمين التوم الذي ظنوا أن السياسة قد ملكت عليه أقطار نفسه، إلا أنني عرفت أميناً آخر إستهواه المسرح والأدب والفن وهي أمور كنت اتجادل معه فيها كثيراً وتعلمت منه غير قليل. فقبل ولوجه ميدان السياسة كان أمين ناشطاً مرموقاً في المنتديات الثقافية في الثغر، الاسم الذي كان أهل زمانه يطلقونه على مدينة بورت سودان. وكان من بين صحابه في تلك المنتديات الراحلون مبارك زروق وحامد حمداي وعبد العزيز الكابلي، والد الفنان عبد الكريم. ومن رَحِم تلك المنتديات خرج امين على الناس برواية ''أم دورين''، والتي كانت إضافة للأدب المسرحي السوداني الذي افترعه الشيخ إبراهيم العبادي بروايته المك نمر (أخرجها الشيخ بابكر بدري عام 1927)، وتبعه فيه خالد عبد الرحمن أبو الروس برواية خراب ''سوبا'' (أخرجت في نادي الزهرة بأم درمان)، فسيد عبد العزيز في ''صور الغرام'' (الرواية التي قدمت للمجتمع الفنان زنقار في نادي التاج الرياضي)، ثم قصة أحمد إبراهيم فلاح ''فرسان الغرام'' (قدمت للمرة الاولى في نادي توتي). ومن المؤسي أن الانهماك في السياسة الوطنية أقعد الراحل عن مواصلة نشاطه الأدبي، وكان في ذلك إفقار للأدب.

    وحين دلف أمين التوم الى ميدان السياسة لم يهرول فيه إلى غير غاية كما فعل آخرون، بل أستانى عن الزحام عند الحوض الروى مع قلة من صحبه الأقربين. من بين هؤلاء عبقري الروح زين العابدين حسين شريف الذي لم أعلم برحيله إلا في اللحظة التي جلست أسجل فيها هذه الخطرات. الرجلان نأيا عن السياسة بعد أن أضحت حشواً ليس فيه ''سوى الهذيان من حشد الخطيب''، وقبل أن يصبح الوطن فريسة تنتهشها الذئاب الاسبارطية. ولربما كان هناك سبب آخر لنأي الرجلين بنفسيهما عن مأدبة اللئام هذه، ذلك السبب هو الكرامة. الكرامة عند البعض هي أغلى ما يملكون، إلا أنها عند أمين وزين كانت هي كل ما يملكان. لا أغالى إن قلت أن أمين التوم أيضاً، من بين كل أبناء جيله من السياسيين، كان نموذجاً متفرداً في الامانة الفكرية والشجاعة الأدبية. فمن بين كل السير الذاتية التي قرأت في ربع القرن الأخير كان كتاب أمين التوم ''ذكريات ومواقف في طريق الحركة الوطنية السودانية، دار جامعة الخرطوم للنشر ''1987 أقرب محاولة للنقد الذاتي الصادق. وقد سعدت كثيراً بقراءة ذلك الكتاب الذي اهداه إلى مشكوراً في هجرتي الاولى بلندن. ولكي لا أظلم الناس أقول أن تلك الأمانة لمستها مؤخراً في مذكرات أحمد محمد يس (العام 2001)، والتي بعث بها إلى مشكوراً هو الآخر وهو يصدرها ـ أبقاه الله ـ بقلم غير مرتعش: ''إلى أخ كريم وإبن اخ كريم''. وعلى أي، فالذي يقرأ مذكرات أمين التوم يلمس فيها، أول ما يلمس، كيف أن الراحل لم يذهب الى ما ذهب إليه البعض في تنزيه أنفسهم عن كل خطيئة، والحاق المسئولية كلها عن أخطائهم، بل خطاياهم، بالآخرين. وإن كان من الصعب على كتاب السير الذاتية النأي بأنفسهم عن الشخصانية إلا أن أمين التوم حاول، وأفلح، في أن لا يجعل من نفسه أو مجموعته السياسية سرة الكون، أو أن يلغي جهود زملائه المعارضين في الحركة الوطنية، أو يلتمس الاعذار لبعض الأخطاء الجسيمة التي لحقت بالديمقراطية مثل حل الحزب الشيوعي. رحم الله أبا مهدي وأبا زينب فبرحيلهما أُدرج في الكفن إثنان من آخر العادلين.



                  

11-28-2004, 10:16 PM

Mohamed A. Salih

تاريخ التسجيل: 03-23-2005
مجموع المشاركات: 83

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    حديث لا يخلو من الهمز واللمز ـ كالعادة
    الا رحم الله العم امين التوم واسكنه فسيح جناته
                  

11-29-2004, 00:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    شكرا يا الكيك.. لا يعرف الفضل لأولي الفضل إلا ذوو الفضل.. ورحم الله الراحلين رحمة واسعة.. والتحية للدكتور منصور خالد
                  

11-29-2004, 04:27 AM

خالد
<aخالد
تاريخ التسجيل: 02-02-2003
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: حديث لا يخلو من الهمز واللمز ـ كالعادة



    Mohamed A. Salih

    وضح ؟؟؟؟؟؟
                  

11-29-2004, 05:33 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    التحيات الطيّبات ،،

    شكرا " الكيك " علي إطلاعنا علي هذا الرثاء النبيل ..

    الرحمة والمغفرة للفقيد " أمين التوم " وتقبّله الله قبولا حسنا والهم ذويه
    وكل معارفه ، حسن الصبر والثواب ..

    وللّه درّه هذا الكاتب النحرير : الدكتور منصور خالد .. الذي له الشـّرد
    السائرات لا يختصصن من الأرض دارا ، فهنّ متي ما خرجن من مقوله ،
    علون الجبال وخضن البحارا .. متـّعه الله بالصحّة والعافية ، فانظر إليه كيف يرتّب
    بين مشهورات المؤبّن ، التي يعرفها عنه :-

    Quote: كان أمين أباً حانياً، وأخاً كريماً، ومرشداً لا يضل من تقفى أثره، كما كان جاراً يُجير ولا يُجار عليه. وعلى امتداد عمره تأزر أمين السماحة ولم يعرف عنه الاجتراء على قبيح


    ليخلص بحصافة إلي " غير معروفات " من لطائف وفضائل المؤبّن :

    Quote: وإن كان أغلب الناس لا يعرفون غير أمين التوم الذي ظنوا أن السياسة قد ملكت عليه أقطار نفسه، إلا أنني عرفت أميناً آخر إستهواه المسرح والأدب والفن وهي أمور كنت اتجادل معه فيها كثيراً وتعلمت منه غير قليل


    ثم انظر إلي " المنصور " وقد أفادنا بما كان يسود أندية القوم من مسرح وإخراج في "الزهرة" و" التاج " و" توتي " ..

    هل يمكننا أن نقول : أنّّ سودان الخمسينيات والستينيات متسامحا ، طامحا ، متفائلا وسودان الثمانينيات ومابعدها ، غير متسامح أبدا ، آيــســا متشائما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  

11-29-2004, 06:07 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    رحم الله السيد امين التوم. منصور خالد كاتب لا يعصيه بنان. اللغة لديه، والمعانى خوادم ذلول. والابانة من مهاراته، هذا الدكتور الاصلع.
    ولقد وجدت فى الانترنيت تعريفآ بالسيد امين التوم، كتبه عون الشريف قاسم، المؤرخ المعروف، اسمحوا لى ان انقله لكم هنا..
    ـــــــــــــــــ

    أمين التوم

    اشتهر امين التوم ساتي حمد ، ولد والده التوم ساتي حمد في أمنتقو بدنقلا حوالي عام الف وثمانمائة وثلاثة وثمانون ميلادي وتوفي عام الف وتسعمائة وستة وخمسون , عمل والده بخدمة البريد المسافر على القطارات والبواخر النهرية وتزوج الحرم محمد ابن عوف من بنات عمومته بام درمان وانجب امين التوم عام الف وتسعمائة واربعة عشر في بيت المال ورجع الى أمنتقو وعمل مزارعا لمدة اربع سنوات ، وبعدها عاد امين ووالدته الى توتي عام الف وتسعمائة واثنان وعشرون ميلادي حيث اقاما مع جدتهما التي هاجرت الى توتي في التركية وقرأ امين القران بمسيد الشيخ ود مضوي والتحق بمدرسة توتي الاولية ثم مدرسة امدرمان الاميرية مطلع عام الف وتسعمائة وسبعة وعشرون ميلادي , وكان والده قد سافر لمصر ليعمل في ترام القاهرة وعاد ليعمل مفتشا في خدمة ترام الخرطوم وانتقلوا في ذات العام من توتي الى بيت المال والتحق بكلية غوردون عام الف وتسعمائة وواحد وثلاثون ميلادي وتخرج منها وعمل بالجمارك ثم استقال لينخرط في العمل الوطني مع الحركة الاستقلالية وقد تزوج من خديجة عبدالعزيز الدباغ ، ووالده من أمنتقو اما والدتها فحفيدة الامير حاج صالح اورباوي وجدها الدباغ من اشراف جزيرة لبب موطن الامام المهدي . وله من الابناء الدكتور مهدي خريج اداب جامعة الخرطوم وتخصص في الجغرافيا من جامعة درم وحصل على الدكتوراه من شفيلد وعمل محاضراً بجامعة الخرطوم ومديراً لجامعة امدرمان الاسلامية ثم هاجر الى الخليج , ومن ابنائه الدكتور عبدالله اخصائي الباطنية وعبدالرحمن مهندس الطباعة وعمر المحامي والدكتور ابوبكر طبيب الاسنان وعزة وام زين وسعاد وقد كتب امين التوم روايته التاريخية المسيرة وهو من رواد الحركة الوطنية الاستقلالية وقد اشتهر بأدائه البرلماني وبلاغته واحتل عدة مناصب سياسية بعداستقالته وكان وزيرا لشؤون مجلس الوزراء في حكومة عبدالله خليل ووزيراً للدفاع عام خمسة وستون ميلاد ورقيبا عام للجمعية التأسيسية وقد اصدر عام سبعة وثمانون ذكرياته عن الحركة الوطنية في كتاب.


    المصدر : موسوعة الانساب والقبائل
    المؤلف : البروفيسور عون الشريف القاسم
    الجزء : الاول
    الصفحة : 170

    مشاركة من الأخ / ياسر سعيد

    (عدل بواسطة Adil Osman on 11-29-2004, 06:10 AM)

                  

11-29-2004, 08:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: Adil Osman)



    الثلاثاء30نوفمبر2004

    مات الرجل الامين..

    بقلم: إسماعيل العتباني

    مات امين التوم، وحق لي ان اقول مات الرجل الامين، فقد كان الفقيد طيب الله ثراه اميناً في كل مرفق من مرافق الحياة، كان اميناً في كلية غردون واحترمه الجميع طلاباً واساتذة، وكان اميناً في الحي الذي قضى فيه شبابه الباكر ــ حي بيت المال الذي كانت ترفرف فيه اعلام الختمية ــ واصبح جزءاً منهم رغم اختلاف الآباء في الولاء للطائفة، وعندما انتقل والده الى ود نوباوي الحي الذي ترفرف عليه اعلام الانصار انتقل معه، ولم يشعر انه في حي غريب، واندمج مع شباب الحي الجديد كما اندمج في سابقه، واصبح حبيباً للجميع، وهكذا شعاره اميناً وصديقاً للجميع.

    وقويت معه صلاتنا نحن شباب ابو روف الذي يجاور بيت المال واستمر الترابط حتى تخرجنا في كلية غردون فبدأت صلات الفكر الاصيل، وقبل ان ننتقل الى مراحل العمل الاخرى، نتساءل عن جذور هذا الفتى الامين الذي يصادق الجميع، هل بذوره في دنقلا أم ام درمان أم مدني الجميلة؟ وننتقل الى مدني لانها البقعة الطاهرة التي لم تدنسها الخلافات الطائفية والتي يجلس على عرشها نقد الله الكبير وبجانبه الشيخ الجليل ابو عيسى، يجلسا يوماً في خيمة الانصار ويوماً في خيمة الختمية يحف بهما شباب الطائفتين وكأنهما في جنة الوفاق في الوقت الذي كان تتقاتل فيه الطائفتان في ام درمان حاملين سلاحاً من نار .. وصديقنا الامين كان نموذجاً من هذا الصنف الفريد ولذلك يرجح ان تكون مدني السعيدة موطن جدوده.

    تخرج فقيدنا العزيز من كلية غردون وعادة ذلك الجيل الانخراط في الخدمة المدنية وكان تخرجه في الوقت الذي سطع فيه نجم مؤتمر الخريجين العام فانتظم فيه، ونقل بعدها الى بورتسودان وهناك اشرف على لجنة المؤتمر الفرعية وكان نعم المعين الى فوراوي واحمد خير اللذين توليا الاشراف على لجان المؤتمر الفرعية .. تلك اللجان التي كان لها تأثير كبير في تثبيت كبير على وجود المؤتمر .. والحجة القوية امام خصومه الذين ينكرون عليه انه يعبر عن آمال السودانيين وطموحاتهم .. كان امين السند القوي لرفاقه احمد وفوراوي، واستقر المؤتمر في شرق السودان كما استقر فيه في عواصم السودان الاخرى.

    وعندما نشأت الاحزاب عام 1943م بعد ان قدم المؤتمر رسالته وقدم مذكرته التاريخية ووضع في اعناق السودانيين الواجب المقدس في تحقيق مصير السودان.

    قامت الاحزاب وطبيعياً ان يشترك فيها شاب متطلع كامين التوم، وكان موضعه الطبيعي حزب الامة لان الامة كانوا فيه، لم يفضله كحزب طائفي أو حزب لفئة خاصة بل دخله كوسيلة لتقرير المصير واستقلال السودان وهنا تجلت عبقرية امين كان مركزاً للتعاون مع الآخرين وكان صمام أمان داخل الحزب، واكبرته هذه الصفات في نظر اقطاب الحزب، واحتل مكاناً مرموقاً في الحزب وتولى مسؤوليات جسام فيه، واحياناً كانت تقود بعض افراد الحزب مسؤوليات جسام وكان يساق فيها بعض افراد الحزب للمحاكمة، ومن بينهم امين .. وهنا تتجلي شجاعة امين التي يزينها الحياء، لا يرفض المثول مع المتهمين وهو البرئ الذي لا يدين بالعنف .. وكانت تنقذه كلمة واحدة انه لم يسهم في العنف لكنه كان يفضل الموت مع الجماعة وفيه الحياة.

    استمر امين في كفاحه مع حزب الامة ولم ينس ولم يتنكر لاصدقائه القدامى في الكلية وفي الحي وفي الاحزاب الاخرى، وكان صمام امان للجميع.

    اشتغل بالصحافة كهاوي ولم يشترك فيها كمهنة، كان يقرأ في مطلع حياته وفي كلية غردون مجلة الرسالة وتأثر باسلوبها الرائع الجميل القوي وظهر ذلك في مطبوعاته القيمة التي تصور ادوار حياته المختلفة.

    جمعتني الجيرة الطيبة مع احد ابنائه فكان صورة من الاب الرحيم وعندما نعاه الناعي ترحمت عليه وقلت لم يمت من ترك عمراً واخوته، رحمك الله يا امين وانت مع الشهداء والصديقين باذن الله.



                  

11-30-2004, 03:40 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    إدريس حسن..الرأي العام 26 نوفمبر

    كان يأتي خفافاً عند الملمات و...«يعف عند المغنم»

    أمين التوم..من ذا يعيرني عينيه ابكيك بها.. ارأيت عيناً للبكاء تعار؟!

    بقلم: رئيس التحرير

    ودعت البلاد أمس الأول المغفور له باذن الله السيد أمين التوم ساتي حمد أحد رواد النهضة الوطنية في بلادنا والذي ظل يمثل رمزاً مضيئاً وشامخاً للذين أبلوا بلاءً حسناً من اجل رفعة الوطن وشموخه منذ فجر الحركة الوطنية الباكر وحتى اللحظات الاخيرة التي كان فيها قلبه ينبض بالحياة متعلقاً بحب الوطن. فأمين التوم هو واحد من جيل القيادات الذين كانوا يأتون خفافاً عند الملمات وينأون عند المغنم..

    الرجل من مواليد ام درمان في 12 مارس 1914م. وكان حظه ذلك الزمان ان يدرس مرحلة دراسته الابتدائية في جزيرة توتي. ثم التحق بعد ذلك بكلية غردون في عام 1931م «تخصص محاسبة» واصبح بعد ذلك موظفاً بمصلحة الجمارك. وهذا طريق سلكه الكثير من رجال السياسة في بلادنا وهو طريق العمل في دواوين الحكومة. لكن ذلك العمل مكن امين التوم من ان يجوب انحاء متفرقة من السودان. فبدأ من جوبا الى الخرطوم والى حلفا، اي من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال. وهذا اعطاه فكرة واسعة عن الناس وتطلعاتهم وآمالهم وغضبهم وسخطهم آنذاك على المستعمر وسياساته. وهو ما جعله منشغلاً بهاجس الوطن فاستجاب لنداء ذلك الهاجس، فكان اول ما فعله هو الاستقالة من الوظيفة كي يتفرغ للعمل الوطني، بالرغم من ان الوظيفة كانت في ذلك الوقت عزيزة ونادرة للمنخرطين فيها. فهي تعطي الشخص ابهة واحتراماً. لكن أمين التوم وجيله آثروا ان يغيروا ذلك الواقع بان يكون قيمة الانسان ما يحققه لوطنه وليس بواسطة ما يحصل عليه من امتيازات الوظيفة.

    نضال المشهود

    غادر الوظيفة طوعاً واختياراً في عام 1946م لينضم الى مجموعة من شباب حزب الأمة، الجناح السياسي لطائفة الانصار بحكم انتماء عائلته الى تلك الطائفة. ولما كان حزب الامة يطالب باستقلال السودان كان أمين التوم احد الذين بذلوا جهدهم ووظفوا طاقاتهم لتحقيق تلك الغاية بعد استعمار دام لاكثر من نصف قرن وقد كان خروجه من الوظيفة مدخلاً الى العمل الوطني الحزبي، مارسه بتجرد وتفان واقدام، فأهله ذلك النضال المشهود الى ان يتقلد الكثير من المسؤوليات الكبيرة في حزبه رغم صغر سنه حيث اصبح مساعداً للأمين العام لحزب الأمة آنذاك، وهو المغفور له السيد عبدالله خليل، الأمين العام التاريخي للحزب. وبعد رحيله اختير المغفور له السيد عبدالله نقدالله أميناً عاماً للحزب وصار أمين نائباً له. لكن هذا ليس هو المهم في حياته السياسية انما المهم هو ان التصاقه بالناس جعله مؤيداً قوياً وعنصراً فاعلاً في اطار تنظيم مؤتمر الخريجين منذ بداية ظهوره في الاربعينات، حيث شارك مع الرواد الاوائل في العمل الوطني عبر هذا المنبر المهم الذي شكل نقطة تحول في مسار النضال الوطني في السودان في تلك الرحلة، حيث ان المغفور له شارك في الكثير من النشاطات السياسية آنذاك عبر منبر مؤتمر الخريجين، خاصة حينما تولى سكرتاريته في بورتسودان..

    وكان نهج رؤيته الوطنية تجاه قضايا السودان واضحاً امام الجميع اذ وقف مصادماً قوياً ومناضلاً جسوراً بقلمه وفكره مدافعاً ومسانداً للقوى المنادية باستقلال السودان وقد نشرت له صحف النيل والأمة وهي الصحف الاستقلالية آنذاك.. الكثير من المقالات. ولكن حينما احس بان مقالاته تلك تخل بتوازنات ما وسط الحزب لم يتردد في ان يصدر صحيفة اسبوعية باسم «الصيحة» وهي صيحة كانت بحق لها استجابة قوية في وجدان المجتمع السوداني وقد اسهم بجهد مقدر في بلورة فكرة «الاستقلال» في اوساط الكثير من المواطنين الذين كان اغلبهم وقتها ينحازون عاطفياً الى مطلب الوحدة مع مصر. وهكذا تحقق للبلاد استقلالها في أول يناير 1956م الذي كان حلماً بعيد المنال.

    عنت وملاحقة

    أمين التوم خلال رحلته هذه في نضاله الوطني، تعرض كثيراً الى صنوف العنت والملاحقة، اذ تربص به الاستعمار حتى وقع في شباك الاعتقالات عدة مرات كضريبة اداها بصبر وشجاعة وجلد وهو يخوض معارك الحرية والديمقراطية، سعياً لتحقيق هدف الاستقلال ولما لاحت بشائره، كان ذلك معناه ايذاناً بتأجيج المعارك بصورة مختلفة حيث كانت البلاد منقسمة الى فريقين ويخشى ابناؤها التشتت.

    وكانت أشهر المواقف التي تعرض لها أمين هي احداث زيارة الرئيس المصرى الراحل محمد نجيب الى السودان، ودوره فيها، والتي حكم عليه خلالها بالسجن المؤبد. ثم تم الافراج عنه ومعه زملاؤه ومن بينهم عوض ساتي وصديق فرح وكان قد حكم عليهما بالاعدام. وكان الزعيم الراحل اسماعيل الازهرى قد اتخذ موقفاً نبيلاً وقتها بقوله «لا نريد ان يبدأ السودانيون استقلالهم بالدم». وتلك قد اتاحت لمن افرج عنهم اداء ادوارهم الوطنية بعد ذلك بكفاءة واقتدار.

    وعقب الاستقلال واصل أمين التوم مع زملائه نضاله الوطني من داخل المؤسسة الحزبية ومن داخل البرلمان بعد ان اصبح نائباً فيه عن دائرة دنقلا الجنوبية لدورتين وتجددت الثقة فيه حينما عين وزيراً كأول وزير لشؤون مجلس الوزراء، واوكلت له آنذاك مهمة كبيرة تتمثل في انه صار حلقة الوصل مع الولايات المتحدة في المعونات التي تقدمها، والتي قبلها حزب الأمة آنذاك ورفضها شريكه الحزب الوطني الاتحادي بعد لقاء السيدين الشهير. وقد كانت هذه المسألة هي السبب المباشر في انقلاب 17 نوفمبر 1958م حيث كلف السيد عبدالله خليل سكرتير عام حزب الأمة آنذاك الجيش بأن يستولى على السلطة.

    امين في الرجاف

    بهذه المناسبة اتذكر انني حصلت مع السيد عبدالله خليل على سبق صحفي مهم للغاية في مسيرتي الصحفية، عندما ذهبت الى أمين التوم حينما كنت أعمل في صحيفة «الاخبار» الاسبوعية وحملت اليه صحيفة «الاخبار» المصرية التي كانت تحمل تصريحاً للشيخ علي عبدالرحمن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس حزب الشعب الديمقراطي الموالي «لمصر عبدالناصر» المناهض لكل المخططات الامريكية في المنطقة. ومن منزله تحركنا لمقابلة رئيس الوزراء لبعض الوقت. وحمل لي امين التوم تصريحاً من رئيس الوزراء وكان بخطه، كرد على تصريح نائب رئيس الوزراء وكان رئيس الوزراء قد قال ان الايام المقبلة ستشهد تغييراً جذرياً في الاوضاع. وكانت تلك اشارة بحدوث انقلاب. لكن صدرت الصحيفة يوم الاثنين «17 نوفمبر 1958م» والاذاعة تردد المارشات العسكرية بعد وقوع الانقلاب.

    وبعد ذلك غابت الديمقراطية وتولى قادة الانقلاب السلطة ولكن أمين التوم وزملاءه لم يغيبوا عن ساحة العمل الوطني اذ كونوا الجبهة الوطنية المتحدة التي ضمت كل قيادات الأحزاب المناهضة للانقلاب منذ اللحظة الأولى لان قائد الانقلاب صرح بأن «الجفوة المفتعلة مع مصر انتهت للأبد»..

    وتواصل نضال امين التوم ورفاقه رغم ان السلطات آنذاك نفته ومعه كوكبة من القيادات الى جبل الرجاف بجوبا وضمن هؤلاء السيدين الازهرى وعبدالله خليل نفسه. وكان امين التوم بينهم وتكللت جهودهم بحدوث ثورة اكتوبر 1964م الشعبية التي ساندها الجيش. وعاد أمين التوم مجدداً الى العمل السياسي ودخل الى البرلمان وتولى منصب الرقيب وعمل بفاعلية على ترسيخ التقاليد البرلمانية.

    الراحل وصحن فول

    في نطاق نشاطه الحزبي تولى منصب الرئيس بالانابة للمجلس الاستشارى لحزب الأمة الى ان جاءت انتخابات 1968م التي لم يشارك فيها، ولم يتول حينئذ اي منصب وتفرغ للعمل الحزبي وتولى منصب الأمين العام بالانابة للحزب الذي كان يتولي قيادة الأمانة الأمير عبدالله عبدالرحمن نقدالله واستمر في نشاطه ذاك الى ان حدث انقلاب مايو 1969م وكان امين التوم من اوائل الشخصيات التي شملها الاعتقال رغم انه لم يكن له خصوم ولم يكن متطرفاً في خصومته، الا ان الشيوعيين رغم ذلك قذفوا به الى سجن كوبر. وحدث لي ان التقيته في السجن الذي سبقني اليه، اذ اعتقلت يوم 28 مايو 1969م واتذكر حينها انه كانت هنالك داخل سجن كوبر «الكرنتينة أ» وقد دخلت ليلاً وفي صبيحة اليوم التالي كانت هنالك مجموعة من المعتقلين السياسيين واحضروا لنا الافطار وكان عبارة عن «صحن فول» فجلس المعتقلون لتناول الافطار على الأرض. وكان امين التوم قريباً من الباب حينما دخل مدير السجون آنذاك على حماد المكي وقد هاله المنظر حينما رأى مجموعة من زعامات السودان وهم على ذلك الوضع اللا انسانى وقد بكى الرجل وأمر في الحال ان يتم تغيير ذلك الوضع. وبالفعل تمت معالجته ولكن امين التوم ورفاقه الذين لم تنصفهم الحكومات الوطنية هم رجال التضحيات ابتداء من بداية الحركة الوطنية وهم من الشخصيات التي فضلت العمل الوطني على الوظيفة امثال خضر حمد وحماد توفيق والزعيم عثمان المشلي الذي ارسل استقالته الى السكرتير الادارى قائلاً له: «انني افضل العمل الوطني على العمل الادارى فأرجو ان تقبلوا استقالتي الى يوم الدين». وقد تم الضغط على حماد توفيق ليتنازل طوعاً عن استقالته لكنه آثر الاستمرار على موقفه.

    لقد شهد جيل أمين التوم معاناة شديدة، لكنهم حققوا لنا انجاز الاستقلال الذي اخطأت الأجيال اللاحقة في تقديرهم وفرطت فيما انجزوه للأجيال برغم ان بعض ابناء ذلك الجيل لم يحسنوا تسليم الرسالة بالشكل المطلوب للجيل الذي تلاهم لكننا رغم ذلك نقول بان الحكومات المتعاقبة لم تنصف هذه الشخصيات الوطنية الا بعد رحيلها الا ان امين التوم حصل على تكريم كبير من حزبه الذي جعله رئيساً فخرياً للحزب في عام 1971م وتسابقت المؤسسات في تكريمه ومنحته جامعة الخرطوم درجة الدكتوراة الفخرية في القانون كما منح ايضاً الدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية من جامعة الزعيم الازهرى. وحاز ايضاً على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية في احتفالات اليوبيل الذهبي للامانة العامة لمجلس الوزراء في عام 2003م لكن أهم تكريم لأمين التوم هو الحب والتقدير والاحترام الذي كان يجده من أبناء شعبه، والذي تجسد عبر الموكب المهيب الذي سار خلفه وهو يحمل الى مثواه الأخير. رحم الله أمين التوم رحمة واسعة وأجزل عليه عفوه وجعل الجنة مستقراً له مع الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.

    دمعة اخيرة

    بعد ان شيعت الراحل الى حيث العزيز المقتدر، تذكرت بحضرة أولادي، آخر عبارات الراحل التي قالها لي:

    ــ يا إدريس ما تنقطع منّنا.

    فوعدته بأن اعود اليه مرة اخرى، لكنه استدرك في تهكم:

    ــ وين.. يمكن ما تلقاني تاني..!

    ها أنا ذا افتقدك الآن يا أمين، افتقدك وابكيك بعينيّ اللتين لا تكفيان بكاءك، فمن ياترى سيعيرني عينيه ابكيك بهما؟!
                  

11-30-2004, 03:41 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد يكتب عن الراحل .....امين التوم ساتى.. (Re: الكيك)

    مكرر

    (عدل بواسطة haleem on 11-30-2004, 04:34 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de