|
محجوب محمد صالح ...ماذا تعنى القوات الدولية امام عقلية خلق الفتن ؟
|
لعدد رقم: السبت 8839 2007-06-23 أصوات واصداء وزير الخارجية ... والقوات الأممية
محجوب محمد صالح كُتب في: 2007-06-23 [email protected] الايام
دافع وزير الخارجية الدكتور لام أكول عن قرار الحكومة بقبول القوات الهجين في دارفور في البرلمان ولا غرابة في ذلك فهو وزير في الحكومة ومسئول عن القرار وقد أشار في خطابه الى المخاطر التي تحيط بالسودان ولا خلاف معه في ذلك فكلنا يستشعر الخطر ويكاد يلمسه بيده ولكن السؤال الذي لم يجب عليه الوزير هو : هل القوة العسكرية ستحل أزمة دارفور ؟ وما هو السبب الذي يجعل القضية يستعصى حلها على أهل السودان وحدهم ؟ وما هو دور الحكومة في وصولنا الى هذه المرحلة التي تقتضي وجوداً أجنبياً عسكرياً مكثفاً في البلاد هجيناً كان أم غير هجين ؟ نحن ندعي ان الحكومة هي المسئولة عن بلوغ الأزمة هذه المرحلة لأنها سعت لتفكيك الجبهة الداخلية وإنفردت بالسلطة وهمشت الآخرين – فعلت ذلك يوم ان كان كل الأمر بيدها وفعلته بعد ان أصبح لها شريك إستراتيجي هو الحركة الشعبية التي ينتمي اليها وزير الخارجية ، ومادام هذا النهج مستمراً فأن الأزمة ستظل قائمة جاءت القوات الهجين أو جاءت القوات الأممية . اليوم – أكثر من أى وقت مضى – تصبح قضية (الداخل) أكثر الحاحاً واجدر بإهتمامنا من أى وقت مضى لأننا إقتربنا من موعد الإنتخابات التعددية الأولى التي تجري في السودان منذ قرابة ربع القرن من الزمان والتي يتوقع منها أن جرت في جو حر محايد ان يتولى السلطة سلمياً من يحوز على ثقة الناخبين ويعمل على توحيد الجبهة الداخلية معترفاً بالمساواة الكاملة لأهل السودان في المسئولية وحقهم الراسخ في المشاركة في صنع القرار وإنتقالهم من مربع (الرعية) الى مربع (المواطنة) وهذا هو الوضع الذي يسهم في حل مشاكل أهل السودان عبر الحوار مساوياً بين أعراقهم وجهاتهم وعقائدهم ومعتقداتهم. ولكن هل في الأفق ما ينبئ بأن هذا سيتحقق ؟ لكي يتحقق هذا لابد من ان تتهيأ له الأجواء وتتهيأ له البيئة القانونية وتتغير الممارسات الشمولية ولكننا لا نرى كل ذلك على الأرض . ولسنا وحدنا الذين لا يرون أى تقدم على هذا الطريق فالبرلمان عبر لجنة التشريع والعدل كان حادا في نقده للتباطوء في إصلاح البيئة القانونية وفي مطالبته بالإسراع في إصلاحها – وكل يوم يمر يذكرنا بأننا ما زلنا (رعايا) لا حقوق لنا !! خذ مثلاً أقليماً مسالماً مثل الإقليم الشمالي ما عرف أهله بالعنف لماذا ندفعهم إليه دفعاً ؟ لماذا نصر على ان نفرض عليهم رؤى أحادية ؟ لماذا لا نستمع إليهم ونحترم خياراتهم وندير معهم حواراً حول مخاوفهم وشكواهم للوصول معهم الى رؤية مشتركة – المناصير وقضيتهم التي تعقدت بلا سبب تقف شاهداً على ذلك فيوم ان لجأت الدولة الى إستبيان علمي أجراه جهاز من أجهزتها على أسس علمية إتضح ان كل ما كان يقال عن خياراتهم وكل ما كان يخطط لفرضه عليهم أمر أبعد ما يكون عن رغباتهم الحقيقية التي عبر عنها سبعون في المائة منهم في ذلك الإستبيان ، وأنظر ماذا يحدث في سد كجبار وأنظر ماذا حدث للصحفيين الذين ذهبوا لتغطية الحدث ! من له مصلحة في ان يدفع الأمور في هذا الطريق الشائك ؟ من يريد للشمال ان يمشي على طريق دارفور ؟ القضية ليست قضية (قوات أجنبية) – هجينا كانت او غير هجين إنما القضية قضية وضع داخلي ادمن الشمولية وفرض الرأى الواحد ورفض مبدأ المشاركة في صنع القرار – والحركة الشعبية التي دخلت الحلبة مؤخراً والوزير جزء منها تعرف ذلك تمام المعرفة من واقع مشاركتها وهذا هو النهج الذي لابد من تغييره اذا اردنا حلاً لمشاكلنا بعيداً عن التدخل الأجنبي – يومها لن نحتاج لوزير الداخلية للدفاع عن وجود قوات أجنبية في السودان لأن السودان أصلاً لن يحتاج لها !!
|
|
|
|
|
|
|
|
القوات التابعة للأمم المتحدة تستطيع أن توقف الحكومة من ممارساتها التي ترقى إلى الإبادة!!! (Re: الكيك)
|
سلامات يا الكيك وشكرا لك على نقل ما كتبه أستاذنا محجوب محمد صالح في عموده أصوات وأصداء..
يقول الأستاذ محجوب:
Quote: نحن ندعي ان الحكومة هي المسئولة عن بلوغ الأزمة هذه المرحلة لأنها سعت لتفكيك الجبهة الداخلية وإنفردت بالسلطة وهمشت الآخرين – فعلت ذلك يوم ان كان كل الأمر بيدها وفعلته بعد ان أصبح لها شريك إستراتيجي هو الحركة الشعبية التي ينتمي اليها وزير الخارجية ، ومادام هذا النهج مستمراً فأن الأزمة ستظل قائمة جاءت القوات الهجين أو جاءت القوات الأممية . |
في تقديري أن الحركة الشعبية شعرت منذ زمن طويل بأن الحزب الشريك، حزب المؤتمر، يعمل على تهميشها، ويتباطأ في تنفيذ إتفاقية السلام الشامل ودستور الفترة الانتقالية، ولذلك كان موقفها في تأييد دخول القوات الدولية واضح منذ بداية الحديث عنه.. في ذلك الوقت كان يظهر أن وزير الخارجية السيد لام أكول يتبنى ويدافع عن موقف حزب المؤتمر وما يقوله الرئيس البشير من رفض دخول أي قوات تلبس طاقية الأمم المتحدة.. وأخيرا وافق الرئيس على ذلك مضطرا، ومعه كان لا بد لوزير الخارجية من تبني الموقف الجديد.. لذلك لا أرى معنى أن يوجه الأستاذ محجوب خطابه في هذا العمود إلى وزير الخارجية قائلا "ولكن السؤال الذي لم يجب عليه الوزير هو : هل القوة العسكرية ستحل أزمة دارفور ؟".. وكان الأجدر توجيهه لرئيس الجمهورية الذي كان يعارض ذلك التدخل والآن وافق عليه، ولا عبرة بمسألة هجين وغير ذلك طالما أن السيطرة على القوات تعود إلى الأمم المتحدة.. في تقديري أن القوة العسكرية تحت قيادة الأمم المتحدة تستطيع أن تمنع الحكومة من مواصلة ارتكاب الفظائع بواسطة طيرانها وكذلك بواسطة الجنجويد، ومن هنا تجيء أهميتها وليس أنها ستحل أزمة دارفور.. والحكومة عندما عارضت ذلك ووصفته زورا بالإحتلال الأجنبي كانت تعرف هذه الحقيقة جيدا.. فالطريق نحو حل الأزمة لا بد أن يسبقه إيقاف ممارسات الحكومة الهمجية، ليس في دارفور وحدها بل في كل السودان.. في نفس الوقت فإن عملية تحجيم الحكومة وحملها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن مثل القرار 1590 و 1593 سوف يعطلها عن المقدرة على تهميش الآخرين خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.. السؤال هو: هل تستفيد المعارضة السودانية من هذا الدعم الدولي وتبني عليه أم لا؟؟
وشكرا..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|