|
مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ...
|
انتقل الى الرفيق الاعلى بالامس االسيد احمد على الميرغنى رئيس مجلس الدولة السابق والنائب الاول لرئيس الحزب الاتحادى الديموقراطى بعد حياة حافلة وعمر مديد من النشاط والافعال الخيرة فى الشان الاجتماعى والاقتصادى والسياسى .. والسيد احمد الميرغنى لايعرف عنه الكثير ان لم تكن بالقرب منه او ذى صلة جميمة اوعمل ..فالفقيد عرف بالعزوف عن الاضواء والمظاهر والجاه الفاضى الذى يسعى اليه الكثير ممن لا يملك فيها شيئا رغم انه ابن الاسرة الكبيرة المعروفة فى تاريخ السودان .. كثيرون فى السودان يعلمون ان السيد احمد الميرغنى كان رجل الاقتصاد فى الحزب الاتحادى بحكم دراسته وتخصصه ولكنه فاجا الجميع بقبوله لرئاسة مجلس الدولة عقب انتخابات عام 1986 طارحا نفسه كرجل للوفاق الوطنى متنسما خطى والده السيد على الميرغنى ..وطوال فترة رئاسته كان مثالا للاتزان فى الراى والقول والمعاملة بروح وطنية وخلق كريم رغم الاساليب الصبيانية لاعلام الاخوان المسلمين وقتها ومحاولة ارهابه باطلاق النار على داره وهو الذى لم يقل فى حياته كلمة جارحة لاحد الى ان انتقل بالامس .. كان رجلا خلوقا مهذبا ينتقى كلماته انتقاءا وبرددها كلمة كلمة بطريقة محسوبة ودقيقة كانت كلماته عن الوفاق والقومية والطرح القومى والحل السلمى لقضايا الوطن هى كلماته التى يواجهك بها قبل ان تتحدث معه فى اى شىء .. اذكر عندما جاءنا الى ابوظبى وفى اول لقاء تعارف بينى وبينه وبحضور الاخ عثمان سكندو صديقه العزيز قال لى .. انا ادعو للوفاق والطرح القومى لحلول الوطن ولا احبذ الحرب والقتل والدماء لاننى كنت رجل الدولة الاول وبهذا الفهم ادعوكم لاتباع هذا النهج وقفل امامى اى مشروع للنقاش عن ما يدور وقتها فى وطننا وحدوده بين الحكومة الانقاذية والمعارضة .. وعلمت من الاخ عثمان ان هذا ديدنه مع كل من يحلم بالنقاش معه فى الشان السياسى والسودانى على وجه الخصوص .. كنت احس بانه مؤدب اكثر لدرجة المبالغة وخاصة فى تحديد الخطوط والفواصل بينه والسيد محمد عثمان شقيقه الاكبر فيقول ان السياسة والحزب هما عند السيد محمد عثمان اما انا فرجل وفاق بين الجميع .. فى زيارته قبل لاخيرة لابوظبى كان معه الاخ العزيز احمد السنجك الذى كان يعمل مديرا لمكتبه وبعد السلام والتحيات ابتدر احمد السنجك الحديث قائلا ..تعرف يا مولانا ان معالى دا دفعتى فى الجامعة فرد بسرعة وهو مبتسم وكان دائما يداعب اخونا احمد فقال دائما يا احمد تحاول تثيت انك صعير والشيب الذى يغطى راسك تحاول ان تخفيه باثبات انك صغير .. فدخلت فى المداعبة بان اثيت لهم صدقه وانه فى الدفعة التى خلفى فى الجامعة فقال مولانا والله تحاول تجامله لكن هو عجوز عحوز .. وهكذا كان ظريفا ورجل مرح يحب الحديث الطيب ويسال عن كل صغيرة وكبيرة بروح النكتة والضحك والبعد بقدر الامكان عن النكد والقصص المرعبة والنقاش الحاد .. مهما قلت وكتبت عن السيد احمد الميرغنى وحياته الهادئة المستقرة وعلاقته بالاخرين فلن اوفيه حقه وجدته فى احد الجلسات مع زميل من دفعته فى مدرسة كسلا الابتدائية فكان يساله عن الدفعة واحدا واحدا اين هو وماذا يعمل وكم له من الابناء وعن حالته الصحية وكنت اسمع مع كل سؤال قصة او نكتة يحكيها عن زملاء دراسته ودفعته .. بعد عودته للسودان كان اول ما قاله وظل يردد لا للحرب نعم للسلام لا للقتال وازهاق الارواح والدماء كلنا ابناء وطن واحد.. رحم الله السيد احمد الميرغنى ملك الاخلاق الحميدة والسيرة الحسنة ..والعزاء لكافة ابناء الشعب السودان ولاصدقائه المقربين ..الاخ احمد السنجك والاخ عثمان سكندو وكل الاخوان وانا لله وانا اليه راجعون
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: jini)
|
حافــظ على حيادية وقوميــة المنصــب, وعــاش كريمــاً شهــمــاً رعى كل المشاكل القوميــة من فيضانات وكوارث واهتمامات وطنيـة بتجــرد ونزاهــة,
لم ينشغـل أو يقحم نفسـه بالخلافات السياسية بين الأحزاب ...
ظــل يقيـم في منزلـه الخاص طــوال فترة حكمــه, واحتمـل كل مماحكات الصحافـة وهجــوم كوادر الأحزاب على شخصــه (دون أي وجه حق) دون كلل ولا مــلل ولا غضـــب ولا عقاب ينزلـه على سياسي أو على صحيفـة أو على صحافي,
الآن فقـط يعرف السودانيين قدره ومكانتــه
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: أحمد الشايقي)
|
Quote: حافــظ على حيادية وقوميــة المنصــب, وعــاش كريمــاً شهــمــاً رعى كل المشاكل القوميــة من فيضانات وكوارث واهتمامات وطنيـة بتجــرد ونزاهــة,
لم ينشغـل أو يقحم نفسـه بالخلافات السياسية بين الأحزاب ...
ظــل يقيـم في منزلـه الخاص طــوال فترة حكمــه, واحتمـل كل مماحكات الصحافـة وهجــوم كوادر الأحزاب على شخصــه (دون أي وجه حق) دون كلل ولا مــلل ولا غضـــب ولا عقاب ينزلـه على سياسي أو على صحيفـة أو على صحافي,
الآن فقـط يعرف السودانيين قدره ومكانتــه |
نسأل الله له الجنة والنعيم المقيم فيها ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: jini)
|
العدد رقم: 1069 2008-11-04
قولوا حسناً مات الرجل الطيب سمح الخصال
محجوب عروة كُتب في: 2008-11-04
كان التأثير واضحاً على كل من عرف السيد أحمد علي الميرغني عندما سمع بنبأ وفاته المفاجئ.. فالفقيد لم يكن زعيماً عادياً.. عرفته لأول مرة عام 1965م عقب اعتقال عمي اللواء محمد أحمد عروة بعد أحداث أكتوبر.. كان يصر على لقاء أسرتنا بمنزلنا بالصافية وكان له يوم محدد كل شهر.. يأتي إلينا مجتمعين رجالاً ونساءً وشباباً وصبية يجلس معنا في ذلك اليوم الساعات الطوال يتعرّف فيها على أحوال أسرتنا ويرفع من معنوياتنا مما كان له أعظم الأثر في أسرتنا الممتدة.. الفقيد العزيز أحمد الميرغني امتدت سجاياه ودماثة أخلاقه لكل أهل السودان لذا أحبه الجميع.. كان دوماً داعية للتصالح والوفاق الوطني رغم أنه فقد السلطة بإنقلاب عسكري، لم يمارس الحقد ولا العنف بل تعامل بكل السماحة وطيبة النفس حتى مع منافسيه وحتى مع أولئك الذين ظلوا يمارسون ضده (قتل الشخصية) معنوياً سواءً في الصحف خلال فترة الديمقراطية الثالثة عقب الانتفاضة أو بعدها.. ولم لا أليس هو سليل مؤسسي الطريقة الختمية السيد محمد عثمان الختم الذي جاء من مكة داعية للدين الحنيف كي يشيع التسامح والحب في الله وكريم السجايا ومكارم الأخلاق، ألم يقل رسولنا الكريم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). نعم، إنها ذات الأخلاق الحميدة التي ورثها أبناء وأحفاد السيد الختم فأشاعوا السماحة في المعاملة والتجاوز وكريم الخصال.. ولذلك لم يكن غريباً على فقيدنا الراحل أن يتصف بكل تلك الصفات فتصبح الحِكمةُ (هي البوصلة التي توجه عمله العام والخاص.. لم يرفع سلاحاً ليحارب أو يعارض به ولم يرفع قلماً ليرد الصاع صاعين بل صبر وغفر فذلك شيمة أهل العزم وأهل الورع والتقوى (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور).. فالانتقام ليس من صفات أهل الله.. إن لله عباداً اختصهم بحسن الخلق، وهو الذي جعل الله من اتصف به أكثرهم استحقاقاً لنيل الرحمة والمغفرة.. جاء في الحديث القدسي (إن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك بالله والإضرار بالناس).. وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون)، ونحن لا نزكي على الله أحداً ولكن نشهد للفقيد الراحل أحمد الميرغني بحسن الخلق والتواضع الجم والإلفة، اللهم أغفر له وأرحمه وأجعل الجنة مثواه وقبره روضة من رياض الجنة يا كريم
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
نسأل الله يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويسكنه الجنة مع الأبرار في أعلى عليين مع جده النبي وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...
صادق تعازينا لمولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني ولكل السادة المراغنة آل البيت عليهم السلام وخلفاء الميرغني وعموم أبناء الطريقة الختمية وأعضاء الحزب الإتحادي الديمقراطي وكل الأمة الإسلامية وخصوصاً أحباب الفقيد الاخ احمد السنجك والاخ عثمان سكندو ولك عزيزي معالي صادق التعازي...
وإنا لله وإنا إليه راجعون...
أبو الحُسين...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
الاخ الكيك تحياتي
رحم الله أحمد الميرغني وغفر له وأدخلة فسيح جناتة مع الصديقين والشهداء
ووسع له في قبرة وجعلة الله روضاً من رياض الجنة
صادق العزاء لأسرتة الكبيرة والصغيرة في إطار البيت والحزب وكافة أبناء الختمية والسودان
إنا لله وإنا الية راجعون
وقد هاتفت الأخ بابكر قدور المحامي مساء أمس ووجدت الغصة تملأ حلقة وشق علية رحيل الرمز
وعزاءنا بأمر الله
بحيراوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
الموت يغيب السيد أحمد الميرغني الخرطوم: ضياء الدين عباس
غيب الموت مساء أمس بالاسكندرية السيد أحمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي رئيس مجلس رأس الدولة السابق، ونقل الجثمان إلى القاهرة في انتظار وصول السيد محمد عثمان الميرغني من المدينة المنورة تمهيداً لنقل الجثمان إلى السودان ليوارى الثرى بضريح السادة الميرغنية. ومن جانبه أدى الرئيس عمر البشير واجب العزاء للسيد محمد عثمان الميرغني عبر الهاتف بعد أن حضر الى مسجد السيد على ببحري لتعزية قيادات الطريقة الختمية والحزب الإتحادي بجانب حضور على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية والفريق عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع والزبير أحمد حسن وزير الطاقة والتعدين وقيادات القوى السياسية وزعامات الطرق الصوفية. وتوقع الخليفة عبد المجيد عبدالرحيم أن يأتي الميرغني مع الجثمان أو أحد أبنائه وقال: ( أملنا في أن يأتي الميرغني). ومن المتوقع أن يصل جثمان الراحل اليوم ليشيع إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالخرطوم بحري. فيما احتسبت رئاسة الجمهورية عند الله تعالى الفقيد وعددت مآثره وعطاءه الوطني ومواقفه السياسية الداعمة للوحدة والسلام وتحقيق الوفاق الوطني، بجانب دوره الطليعي في المجالات الدينية واسهاماته المتعددة في المجالات الاجتماعية المختلفة.
أحمد الميرغني .. سيرة ذاتية الفقيد أحمد الميرغني من مواليد العام 1941م وهو الشقيق الأصغر لمولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ونائبه الأول ونائب مرشد الطريقة الختمية ورئيس مجلس الإدارة للبنك الإسلامي السوداني. درس في مدارس الأشراف والتحق بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة ونال منها درجة البكالريوس في الأقتصاد وعمل مع والده السيد علي الميرغني في الدائرة المالية. وكان مختصاً في العلوم السياسية والإقتصادية كان أحد الأعضاء الثمانية للمكتب السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي بقيادة الزعيم إسماعيل الأزهري بعد إندماج حزبي الشعب الديمقراطي والوطني الإتحادي ترأس الفقيد في الديمقراطية الثالثة منصب رأس الدولة. وحينما إنسحب الحزب الإتحادي من حكومة الإئتلاف كان له موقف مغاير ونصح حزبه بأن هذا الأمر قد يؤدي الى تمزيق البلاد. ويعتبره الكثيرون حلقة الوصل بين الختمية والإتحاديين. الفقيد تقيم أسرته الصغيرة بالإسكندرية وهو متزوج من السيدة هيام الميرغني وهي مصرية الجنسية إنجب منها ولداً وبنتين أطلق على ولده إسم علي وهو الآن يدرس بجامعة الإسكندرية والبنتان أحداهما متزوجة والثانية مخطوبة لعبدالله المحجوب بن الميرغني. قال عنه العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي ( هذا الرجل أحد حكماء العالم العربي). إتفق الجميع على أنه رجل بلا خصوم.
الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: badr alkalika)
|
العدد رقم: 1068 2008-11-03
حديث المدينة سياسي ..لم تتلطخ يداه بالدماء..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2008-11-03 [email protected]
عندما عاد مولانا السيد أحمد الميرغني إلى وطنه .. من مهجره السياسي قبل عدة سنوات .. كتبتُ هنا في حديث المدينة وقلتُ أنه (السياسي الوحيد الذي لم تتلطخ يده بدماء شعب السودان..) فليس في تاريخه ألغام ولا قنابل .. لم يقتل ولم يفجر في خصومة.. عارض بكل نظافة يد وضمير.. وعاد الى وطنه بنفس نظافة الضمير.. ليس له عداوات في أي من أركان المسرح السياسي السوداني .. ولا يحفظ له التاريخ مطلقاً .. أنه شتم أو استخدم لفظاً جارحاً حتى ولو ضد خصومه السياسيين.. حتى في أعتى زمان الفضوى عندما اشتطت الصحافة السودانية – في العهد الحزبي الثالث- وطفقت تبيع لقرائها ثقافة الشتائم.. وطاله رزاز تلك الصفحات.. لم يتجاوز حدود احترامه لنفسه.. فظل مترفعاً عن الخوض في أوحال السقوط.. قابلته مرة واحدة في حياتي .. في مكتبه في جنينة مولانا السيد علي الميرغني.. رتب اللقاء استاذنا البروفسير عبدالله الكاروري.. أحد وجهاء الحزب الاتحادي الديموقراطي.. صورته من قرب تزيد بهاء صورته عن بعد.. زعيم منفتح العقل والضمير.. له رأي واضح في الحالة السودانية .. ولا يعاني من أي حالة انفصام شخصية.. بين ما يعتقده في نفسه ويقوله.. وما يفعله .. وعندما اشتد زحام الخصومة السياسية في عز هجير الاحتراب السوداني في التسعينات من القرن الماضي.. نجح مولانا أحمد الميرغني .. في ضبط المعادلة التي تحفظ له رأيه في كل الأوضاع السائدة.. وبين ان يكون جزءاً من صراع بلا هوية ولا هدف الا الكرسي.. فظل مستعصماً بمهجره السياسي بكل نبل.. و عندما لاحت فرصة التعافي والعودة للوطن لم ينتظر.. سارع بالعودة .. ومارس مواطنيته بكل وقار.. يلتقي بأحبابه ومريديه.. و قيادات حزبه الاتحادي.. ويباشر أعماله الاقتصادية ..بلا حراسات أو قيود.. فهو رجل بلا أعداء.. في زمن العداوة فيه كشرب الماء.. وفي هدوء رحل .. في لحظات وطنه في امس الحاجة لمثل نقائه وهدوئه ووقار ممارسته السياسية.. ورغم أنه لم يكن كثير الاطلالة اعلامياً ..وربما كثير من الشعب السوداني لم يعهد رؤيته في وسائط الاعلام الا لماماً.. لكن الذين يعرفونه عن قرب يدركون انفتاح عقله وتفكيره.. وله أراء كثيرة في مجمل ما يرى على الساحة السياسية .. قد ُتدهش من يسمعونها لأول مرة.. لأنه كان حرٌ في تفكيره غير مكبل بأي قيود سياسيه الا الوطن و قناعته الراسخة ان لا شيء يحل معضلات الوطن أكثر من الانتماء اليه بكل اخلاص مهما كانت الروابط الحزبية قوية و سحّابة.. رحم الله مولانا السيد أحمد الميرغني.. وتقبله في أعلى الجنان..
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: badr alkalika)
|
Quote: نسأل الله يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويسكنه الجنة مع الأبرار في أعلى عليين مع جده النبي وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين... |
خالص التعازى للسادة المراغنة وعموم الاخوة بطائفة الختمية من مريدى
ومحبى المغفور له بأذن الله السيد \ رئيس مجلس رأس الدولة السابق
احمد الميرغنى .
له الرحمة والمغفرة من عند عزيز مقتدر ، فالرجل لم لم يرتكب اى من الجرائم ضد
شعبه وابناء وطنه.
رحمه الله رحمو واسعة وانزله مع الصدقيين والشهداء .
خالص التعزى لاخونا ابو الحسين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: عبد الواحد أبراهيم)
|
ِأبوظبي : ياسر عبد الحي بسم الله الرحمن الرحيم
(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون )) ( صدق الله العظيم)
يتقدم أبناء الطريقة الختمية وأعضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي بدولة الامارات العربية المتحدة الى سيادة مولانا الحسيب النسيب السيد/ محمد عثمان الميرغني مرشد الطريقة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي بأحر التعازي والمواساة في فقيد الأمة السودانية والعربية والإسلامية سيادة مولانا الحسيب النسيب السيد/ أحمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة بالسودان ونائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي إنتقل الى رحمة مولاه مساء الاحد 4 ذو القعدة 1429هـ الموافق 2/11/2008 .
كما يتقدمون بخالص العزاء الى السادة المراغنة وعموم آل البيت الكرام وخلفاء الطريقة الختمية ومريديها وجميع رجالات الطرق الصوفية بالسودان . سائلين المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمنا وآله الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا اليه راجعون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
Quote: والسيد احمد الميرغنى لايعرف عنه الكثير ان لم تكن بالقرب منه او ذى صلة جميمة اوعمل ..فالفقيد عرف بالعزوف عن الاضواء والمظاهر والجاه الفاضى الذى يسعى اليه الكثير ممن لا يملك فيها شيئا رغم انه ابن الاسرة الكبيرة المعروفة فى تاريخ السودان |
Quote: وهكذا كان ظريفا ورجل مرح يحب الحديث الطيب ويسال عن كل صغيرة وكبيرة بروح النكتة والضحك والبعد بقدر الامكان عن النكد والقصص المرعبة والنقاش الحاد .. مهما قلت وكتبت عن السيد احمد الميرغنى وحياته الهادئة المستقرة وعلاقته بالاخرين فلن اوفيه حقه وجدته فى احد الجلسات مع زميل من دفعته فى مدرسة كسلا الابتدائية فكان يساله عن الدفعة واحدا واحدا اين هو وماذا يعمل وكم له من الابناء وعن حالته الصحية وكنت اسمع مع كل سؤال قصة او نكتة يحكيها عن زملاء دراسته ودفعته .. بعد عودته للسودان كان اول ما قاله وظل يردد لا للحرب نعم للسلام لا للقتال وازهاق الارواح والدماء كلنا ابناء وطن واحد.. رحم الله السيد احمد الميرغنى ملك الاخلاق الحميدة والسيرة الحسنة ..والعزاء لكافة ابناء الشعب السودان ولاصدقائه المقربين ..الاخ احمد السنجك والاخ عثمان سكندو وكل الاخوان وانا لله وانا اليه راجعون |
والله الذى لا اله الاهو العلى العظيم ، انى لا اشهد انه كذلك واكثر مااجمله قلبه الكبير واحساسه بالاخرين ماانقى نفسه المرحة البشوشة مااكرم خلقه ، الخلوق راقى التعامل عفيف اللسان رفيع الخلق والادب ، ماانبله عالى الثقافة جم التواضع ، فى احدى زيارته للخليفة ابى الف رحمه ونور عليهما كانت معى صديقتى هاله جابر ( لبنانيه الاصل ) الصحفيه بالصن داى تايمز تعامل معها ببساطة طبيعية وكانه يعرفها منذ زمن بعيد، وعندماعرفت من هو قالت لى ليت من يحكموننا يتعلمون منه ان الانسان قيمته فى انسانيته وان التواضع هو صفه الانسان القوى القدوة ... رحمه الله بقدر حب الناس له وجعله من اهل اليمين وادخله فى زمرة الصالحين وجعله من اهل جنات النعيم انه كريم مجيب تعازينا لمولانا الميرغنى ولطائفة الختميه ولااعضاء الحزب الاتحادى الديمقراطى وللامة السودانية وانا لله وانا ايه راجعون ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: ماجدة عوض خوجلى)
|
اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار . اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله . اللـهـم اجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً. اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته . اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب . اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته. اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين . اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار . اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة . اللـهـم اعذه من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها . اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة الفبر وعذاب النار , وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم. اللـهـم انه عبدك وابن عبدك خرج من الدنيا وسعته ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر وماهو لاقته . اللـهـم انه كان يشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم به. اللهم ثبته عند السؤال اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه . اللـهـم اّته برحمتك ورضاك وقه فتنه القبر وعذابه و أّته برحمتك الامن من عذابك حتي تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين . اللـهـم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود . اللـهـم إحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم" اللـهـم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت علي الصراط اقدامه واسكنه في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم) . اللـهـم اّمنه من فزع يوم القيامة ومن هول يوم القيامة وأجعل نفسه أّمنة مطمئنة ولقنه حجته . اللـهـم اجعله في بطن القبر مطمئن وعند قيام الاشهاد أمن وبجود رضوانك واثق وإلي أعلي درجاتك سابق . اللـهـم اجعل عن يمينه نوراً حتي تبعثه اّمنً مطمئن في نور من نورك . اللـهـم انظر اليه نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه ابداً اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يارحمن وارحم يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم . اللـهـم اعفو عنه فإنك القائل "ويعفو عن كثير" اللـهـم انه جاء ببابك وأناخ بجنابك فَجْد عليه بعفوك وإكرامك وجود إحسانك . اللـهـم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه . اللـهـم احشره مع المتقين إلي الرحمن وفداً . اللـهـم احشره مع اصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين . اللـهـم بشره بقولك "كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الايام الخالية" . اللـهـم اجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض . اللـهـم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه انه اّمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" اللـهـم شفع فيه نبينا ومصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ابداُُ . اللـهـم اجعله في جنة الخلد التي وعد المتقون كانت جزاءً ومصيراُ لهم ما يشاءون وكان علي ربك وعداُ ومسئولاً . اللـهـم إنه صبر علي البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون اجورهم بغير حساب فإنك القائل " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " اللـهـم انه كان مصلي لك ,فثبنه علي الصراط يوم تزل الاقدام . اللـهـم انه كان صائم لك , فأدخله الجنة من باب الريان. اللـهـم انه كان لكتابك تالي وسامع فشفع فيه القراّن وارحمه من النيران ,واجعله يارحمن يرتقي في الجنة إلي اّخر اّية قرأها أو سمعها وأخر حرف تلاه اللـهـم ارزقه بكل حرف في القراّن حلاوة , وبكل كلمة كرامة وبكل اّية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جْزءٍ جَزاءً . اللـهـم ارحمه فانه كان مسلم واغفر له فانه كان مؤمنً. وادخله الجنه فانه كان بنبيك مصدقً وسامحه فانه كان لكتابك مرتل. اللـهـم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذَكّرنَا وأنثانا . اللـهـم من أحييته منا فأحيه علي الاسلام ومن توفيته منا فتوفه علي الايمان . اللـهـم لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده . اللـهـم ارحمنا اذا اتانا اليقين ,وعرق منا الجبين ,كشر الانين والحنين اللـهـم ارحمنا اذا يئس منا الطبيب ,وبكي علينا الحبيب وتخلي عنا القريب والغريب وارتفع النشيج والنحيب . اللـهـم ارحمنا اذا اشتدت الكربات وتوالت الحسرات واطبقت الروعات وفاضت العبرات , وتكشفت العورات وتعطلت القوي والقدرات . اللـهـم ارحمنا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وتأكدت فجيعة الفراق للأهل والفراق وقد حَمً القضاء فليس من واق اللـهـم ارحمنا اذا حملنا علي الاعناق ألي ربك يومئذ المساق وداعا ابديا للدور الاسواق والاقلام والاوراق الي من تذل له الجباه والاعناق . اللـهـم ارحمنا اذا ورينا التراب وغلقت القبور والابواب وانقض الاهل والاحباب فإذا الوحشة والوحدة وهول الحساب . اللـهـم ارحمنا اذا فارقنا النعيم وانقطع النسيم وقيل ماغرك بربك الكريم اللـهـم ارحمنا اذا أقمنا للسؤال وخاننا المقال ولم ينفع جاه ولامال ولا عيال وقد حال الحال وليس الا فضل الكبير المتعال . اللـهـم ارحمنا اذا نَسي اسمنا ودَرس رسمنا وأحاط بنا قسمنا ووسعنا . اللـهـم ارحما اذا اَهملنا فلم يزرنا زائر ولم يذكرنا ذاكر ومالنا من قوة ولا ناصر فلا امل الا في القاهر القادر الغافر يامن اذا وعد وفي , واذا توعد عفا , وشفع يارب فينا حبيبنا المصطفي واجعلنا ممن صفا ووفا وبالله إكتفي يا ارحم الراحمين ياحي يا قيوم يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام . اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار. اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين . اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك. اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد. اللـهـم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: فيصل محمد خليل)
|
كان رحمه الله مثالا لدماثة الخلق وحب الوطن وحريصا على وحدته ..
طوال فترة توليه مجلس رأس الدولة لم يستخدم أى من ممتلكات القصر من سيارات أوغيرها
كل التبرعات التى كان يعلنها للمناطق التى كان يزورها كانت من حر ماله .
رجل بهذه الشهامة وبهذه الاخلاق الحميدة هو بلا شك رجل بقامة الوطن .
ألا رحم الله أحمد الميرغنى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: ناجى أحمد البشير)
|
صحيفة أجراس الحرية http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=125 -------------------------------------------------------------------------------- الكاتب : admino || بتاريخ : الإثنين 03-11-2008 عنوان النص : أحمد الميرغني.. الغياب الحضور : رحيل رأس الدولة في آخر الديمقراطيات فجعت الأمة السودانية أمس برحيل رأس الدولة في آخر الديمقراطيات السيد أحمد الميرغني النائب الأول لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد وعكة صحية لم تمهله طويلا، وقد عرف عن الفقيد طوال حياته حسن الخلق وطيب المعشر.. وأفنى حياته الحافلة في خدمة الوطن بمسؤلية وحب، وكانت له اسهامات مقدرة ومتعددة فى المجالات الاجتماعية والدينية. وقد عاد السيد أحمد الميرغني للسودان في الخميس الثامن من نوفمبر 2001 بعد (12) عاماً قضاهاً في منفاه الاختياري بمصر التي فاضت بها أمس روحه الكريمة في مدينة الإسكندرية، وصعدت إلى جنات الخلد، وقد كان بصحبته عند عودته قيادات رفيعة من الحزب الاتحادي ابرزهم فتحي شيلا، وأحمد السيد، وإبراهيم العبيد والحاج المنوفلي، وكان الراحل قد ذهب مؤخراً إلى المانيا مستشفياً قبل أن يغادرها إلى القاهرة ليطلع السيد محمد عثمان الميرغني على مستجدات الحزب الاتحادي، وفرص لم الشمل الاتحادي. وتلقى شقيق الراحل مولانا محمد عثمان الميرغنى نبأ الوفاة بالمدينة المنورة التى ينتظر أن يغادرها اليوم إلى القاهرة للتقرير بشأن مكان دفن الرفاة الطاهر، الذي رجح مقربون أن يدفن بجوار قبر والده السيد علي الميرغني بمسجده، وربما يرافق الجثمان إلى الخرطوم السيد محمد عثمان الميرغني أو يدفع بأحد أبنائه. والراحل الذي ولد بالخرطوم بحري في1941م وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة اكسفورد البريطانية الشهيرة تقلد منصب رأس الدولة في الديمقراطية الثالثة (6 مايو 1986ـ 30 يونيو1989) قبل أن يطيح انقلاب الإنقاذ بالديمقراطية، وظل الفقيد أحمد الميرغني حتى آخر أيام حياته العامرة مهموماً ومشغولاً بتحقيق تسوية سلمية لأزمات السودان وساعياً في ذلك بالحسنى والحكمة، وليس بأدل على ذلك من اختياره بالإجماع عضواً في الهيئة الرئاسية لملتقى أهل السودان. وتتقدم صحيفة (أجراس الحرية) بأصدق التعازي للأمة السودانية وأسرة الفقد الجلل، سائلة الله له الرحمة والقبول. إلى ذلك نعت الحركة الشعبية على لسان أمينها العام باقان أموم الراحل السيد أحمد الميرغنى عضو التجمع الوطني الديمقراطي، وامتدحت الحركة نضالات الراحل واسهاماته في العمل الوطني، في وقت توافد فيه مئات المعزين فور سماع النبأ الحزين إلى مسجد السيد علي الميرغني ببحري، حيث فتحت القاعة الهاشمية لتلقى العزاء، وكان في استقبال المعزين قيادات الحزب الاتحادي وخلفاء الطريقة الختمية، وفي مقدمتهم الخليفة عبد المجيد عبد الرحيم فيما هاتف رئيس الجمهورية ونائبه علي عثمان و وزير الدفاع السيد محمد عثمان الميرغني معزين، وتوافد عدد من قيادات الأحزاب، بينما احتسبت رئاسة الجمهورية الراحل وترحمت عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
الميرغني يصل غداً برفقة جثمان شقيقه الكاتب/ الخرطوم: الفاتح عبدالله Tuesday, 04 November 2008 يصل البلاد في العاشرة من صباح الغد جثمان مرشد الطريقة الختمية ونائب رئيس الحزب الاتحادي السيد احمد الميرغني من مدينة الإسكندرية ليوارى الثرى بمسجد السيد علي الميرغني ببحري.
ويرافق الجثمان شقيق الفقيد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعيم التجمع الوطني الديمقراطي مولانا محمد عثمان الميرغني الذي غاب عن البلاد قرابة العشرين عاما قضاها بين السعودية ومصر وأسمرا. وشهدت أمس قاعة ابوجلابية بالخرطوم بحري اجتماعات مكثفة لقيادات من الحزب الاتحادي والطريقة الختمية لترتيبات مراسم لاستقبال الجثمان والميرغني ووضع الإجراءات اللازمة وتم تقسيم العمل للجان بهدف الإسراع في انجاز بعض التكاليف المتعلقة بالمناسبة. وستبدأ مراسم التشيع من جنينة السيد علي الميرغني بالخرطوم لتقام الصلاة على الفقيد التي سيؤم المصلين فيها مولانا محمد عثمان الميرغني بمسجد والده ببحري.
واستقبلت أمس جماهير الحزب ومريدو الطريقة الختمية نبأ عودة الميرغني بفرحة كبيرة وكانت تتحدث في القاعة الهاشمية بمسجد السيد علي ان عودة الميرغني تأتي في ظروف أحوج ما تكون البلاد إليه لتجاوز كل القضايا التي تحاصر البلاد. وقدمت أمس القيادات السياسية بالبلاد ورجال الطرق الصوفية ورموز المجتمع المدني تعازيها يتقدمهم الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم ونائبه ياسر عرمان والامين العام لحركة تحرير السودان علي حسين دوسة، قدمت التعازي لقيادات الحزب في فقيد البلاد.
وقال رئيس لجنة عودة زعيم الحزب الاتحادي طه علي البشير في تصريحات صحفية أمس ان جثمان الفقيد سيصل في العاشرة من صباح غد الأربعاء ويرافقه مولانا محمد عثمان الميرغني وان الحزب والطريقة يعملان على وضع الترتيبات التي تواكب عودة الميرغني مع الجثمان، مشيرا إلى ان الحزب سيصدر برنامجا مفصلا بخصوص مراسم التشييع. الاخبار ش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار . اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله . اللـهـم اجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً. اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته . اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب . اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته. اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين . اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار . اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة . اللـهـم اعذه من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها . اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة الفبر وعذاب النار , وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم. اللـهـم انه عبدك وابن عبدك خرج من الدنيا وسعته ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر وماهو لاقته . اللـهـم انه كان يشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم به. اللهم ثبته عند السؤال اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه . اللـهـم اّته برحمتك ورضاك وقه فتنه القبر وعذابه و أّته برحمتك الامن من عذابك حتي تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين . اللـهـم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود . اللـهـم إحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم" اللـهـم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت علي الصراط اقدامه واسكنه في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم) . اللـهـم اّمنه من فزع يوم القيامة ومن هول يوم القيامة وأجعل نفسه أّمنة مطمئنة ولقنه حجته . اللـهـم اجعله في بطن القبر مطمئن وعند قيام الاشهاد أمن وبجود رضوانك واثق وإلي أعلي درجاتك سابق . اللـهـم اجعل عن يمينه نوراً حتي تبعثه اّمنً مطمئن في نور من نورك . اللـهـم انظر اليه نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه ابداً اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يارحمن وارحم يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم . اللـهـم اعفو عنه فإنك القائل "ويعفو عن كثير" اللـهـم انه جاء ببابك وأناخ بجنابك فَجْد عليه بعفوك وإكرامك وجود إحسانك . اللـهـم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه . اللـهـم احشره مع المتقين إلي الرحمن وفداً . اللـهـم احشره مع اصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين . اللـهـم بشره بقولك "كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الايام الخالية" . اللـهـم اجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض . اللـهـم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه انه اّمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" اللـهـم شفع فيه نبينا ومصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ابداُُ . اللـهـم اجعله في جنة الخلد التي وعد المتقون كانت جزاءً ومصيراُ لهم ما يشاءون وكان علي ربك وعداُ ومسئولاً . اللـهـم إنه صبر علي البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون اجورهم بغير حساب فإنك القائل " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " اللـهـم انه كان مصلي لك ,فثبنه علي الصراط يوم تزل الاقدام . اللـهـم انه كان صائم لك , فأدخله الجنة من باب الريان. اللـهـم انه كان لكتابك تالي وسامع فشفع فيه القراّن وارحمه من النيران ,واجعله يارحمن يرتقي في الجنة إلي اّخر اّية قرأها أو سمعها وأخر حرف تلاه اللـهـم ارزقه بكل حرف في القراّن حلاوة , وبكل كلمة كرامة وبكل اّية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جْزءٍ جَزاءً . اللـهـم ارحمه فانه كان مسلم واغفر له فانه كان مؤمنً. وادخله الجنه فانه كان بنبيك مصدقً وسامحه فانه كان لكتابك مرتل. اللـهـم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذَكّرنَا وأنثانا . اللـهـم من أحييته منا فأحيه علي الاسلام ومن توفيته منا فتوفه علي الايمان . اللـهـم لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده . اللـهـم ارحمنا اذا اتانا اليقين ,وعرق منا الجبين ,كشر الانين والحنين اللـهـم ارحمنا اذا يئس منا الطبيب ,وبكي علينا الحبيب وتخلي عنا القريب والغريب وارتفع النشيج والنحيب . اللـهـم ارحمنا اذا اشتدت الكربات وتوالت الحسرات واطبقت الروعات وفاضت العبرات , وتكشفت العورات وتعطلت القوي والقدرات . اللـهـم ارحمنا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وتأكدت فجيعة الفراق للأهل والفراق وقد حَمً القضاء فليس من واق اللـهـم ارحمنا اذا حملنا علي الاعناق ألي ربك يومئذ المساق وداعا ابديا للدور الاسواق والاقلام والاوراق الي من تذل له الجباه والاعناق . اللـهـم ارحمنا اذا ورينا التراب وغلقت القبور والابواب وانقض الاهل والاحباب فإذا الوحشة والوحدة وهول الحساب . اللـهـم ارحمنا اذا فارقنا النعيم وانقطع النسيم وقيل ماغرك بربك الكريم اللـهـم ارحمنا اذا أقمنا للسؤال وخاننا المقال ولم ينفع جاه ولامال ولا عيال وقد حال الحال وليس الا فضل الكبير المتعال . اللـهـم ارحمنا اذا نَسي اسمنا ودَرس رسمنا وأحاط بنا قسمنا ووسعنا . اللـهـم ارحما اذا اَهملنا فلم يزرنا زائر ولم يذكرنا ذاكر ومالنا من قوة ولا ناصر فلا امل الا في القاهر القادر الغافر يامن اذا وعد وفي , واذا توعد عفا , وشفع يارب فينا حبيبنا المصطفي واجعلنا ممن صفا ووفا وبالله إكتفي يا ارحم الراحمين ياحي يا قيوم يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام . اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار. اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين . اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك. اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد. اللـهـم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
توفي أحــد أهــم رمــوز الالتزام الوطني والديمقراطي
فهــو آخــر رئيـس سـوداني في فترة الديمقراطيـة الأخيــرة تصــعــد بصــورة شــرعيـة
كما أن السيد الميرغني هــو أحـد أهـم الاقتصاديين السودانيين ومن العاملين النافعين في القطاع الخاص وهــو من المؤسسين لعدد من الشركات السودانية والبنــوك الهادفــة.
وقـد احتفظ السيد الميرغني بحيادية منصـب مجلس السيادة في نظام برلماني ينبغي أن يوفـر كامل الحرية للبرلمان وللسـلطـة التنفيذيـة (مجلس الوزراء ورئيسـه) في إدارة شئون البــلاد , (تماماً مثـل ملكة بريطانيا - يســود ولا يحكــم ) وقد أدى ســوء فهـــم الكثيرين لهــذه الحكمـة الدسـتوريـة إلى الكثيـر من التجـريـح والهجمات الصحفيـة الاستفزازيـة والتي قابلهـا السيد الميرغني بحلــم كبيــر ومشــهــود....
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: أحمد الشايقي)
|
صلاح الباشا :الخرطوم بحري - حلة خوجلي أصدرت اللجنة العليا المكونة من قيادات الحزب الإتحادي وهيئة الختمية لتشييع جثمان فقيد الوطن والعروبة والإسلام السيد أحمد بن السيد علي الميرغني - رئيس مجلس رأس الدولة السابق والنائب الأول لرئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي.. أصدرت بياناً صحفيا حددن فيه برنامج التشييع علي الوجه التالي : * وصول مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مرافقاً لجثمان شقيقه فقيد البلاد السيد أحمد الميرغني. * تحدد ناريخ الوصول من القاهرة بطائرة خاصة يوم الأربعاء في تمام العاشرة صباحاًإلي مطار الخرطوم الدولي. * ينقل الجثمان إلي جنينة مولانا السيد علي الميرغني بشارع النيل بالخرطوم. * يكون سير موكب التشييع الجماهيري في ذات مسار تشييع والده السيد علي الميرغني عطر الله ثراه متجهاً إلي كوبري أم درمان القديم.. ماراً بشارع الموردة ثم عن طريق بوابة عبدالقيوم وحتي ميدان بيت الزعيم الأزهري .. ثم يتجه الموكب شرقاً بشارع الأزهري عابراً كوبري شمبات إلي الخرطوم بحري حتي بيت الراحل السيد أحمد بحي الميرغنية بشارع الميرغني ( شارع شمبات سابقاً) .. ثم يتواصل التشييع من داره وحتي مسجد السيد علي الميرغني بحلة خوجلي. * يتم دفن الجثمان مع والده السيد علي الميرغني - طيب الله ثراهما - داخل الضريح بالمسجد قبل صلاة العصر . * تجري الترتيبات لإقامة حفل تأبين قومي خطابي عقب مراسم الدفن حتي يتمكن المشيعون من العودة إلي ولاياتهم القريبة والبعيدة . * تم التنسيق مع كافة أجهزة الدولة لتسهيل كافة الخدمات الأمنية والمرورية والإعلامية. هذا ولاتزال الخرطوم بحري تستقبل آلاف المعزين من كافة ولايات السودان ومن كافة أرباب الطرق الصوفية .. وقد شهدت باحة المسجد والقاعة الهاشمية وفود المعزين منذ مساء الأحد من كافة قيادات السياسة والمجتمع والدولة .. وقد نصيت سرادق العزء في كل المساحات بحوش السمجد .. كا تم إنجاز ترتيبات الضيافة للوجبات الثلاثة لآلاف المعزين من العاصمة والولايات بإنضباط عالي بذل فيه جهداً كبيراً . سنوافيكم بالمستجدات أولاً بأول بحول الله . نسأل الله تعالي أن يتغمد فقيد الوطن والشعب السيد أحمد الميرغني بوافر رحمته وأن يجعل الجنة مثواه.. فقد كان عفيف اليد واللسان ومتصالحاً مع نفسه ومع شعبه وداعياً إلي لم شمل أهل السودان تحت أحلك الظروف إستقطاباً. * إعلام الحزب الإتحادي الديمقراطي - الخرطوم بحري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
رحيل.... السياسي النبيل الكاتب/ محمدلطيف Tuesday, 04 November 2008 كشأن الكرام... رحل فى هدوء... السيد أحمد بن السيد علي الميرغنى... رحيل لا يشبه إلا هدوءه الذى عرف سمته الناس... فالراحل كان سياسيا... ولكنه مارس السياسة بأخلاق النبلاء...
فكان طبيعيا أن لا يكون له خصوم... فالرجل ورغم الموقع الخطير الذى يشغله بل والمكانة الرفيعة التى يتمتع بها ظل متمسكا بزهد النساك وتواضع المتصوفة... فصنع من نفسه طينة متفردة بين الساسة... هل تعرفون سياسيا ليست له معاركه الخاصة؟ إنه الراحل أحمد الميرغنى... فالسياسة عنده لم تكن قط معركة يومية عليه أن يخوض أتونها لإثبات وجوده... كما يعتقد بعض ساسة هذا الزمان..!
مرة... والرجل يشغل منصب رئيس مجلس رأس الدولة سأله أحد الصحفيين فى ذلك الوقت وبصيغة بدا جليا التعمد فى أن تكون مستفزة (كيف تسمحون للصادق المهدى أن يتلاعب بحزبكم ويفرض عليكم شخصا ليس منكم؟) اعتقد الحاضرون أن الميرغنى سيصفع الصحفى إن لم يكن بيده فبلسانه.. ولكن المفاجأة كانت فى إجابة الراحل الذى قال بهدوء (يا ابنى أنا فى منصب قومى لا أود الخوض فى الخلافات الحزبية... ومع ذلك انصحك بالاتصال بالحزب الاتحادى وهو قادر على الدفاع عن نفسه) ولكن إجابة السيد أحمد الميرغنى لم تنته بعد... فقد أردف قائلا وهو يبتسم (من قال لك إن الصادق أتانا بشخص ليس منا؟ ألم تلاحظ أن اسمه ميرغنى؟) كانت إجابة ذكية ولا شك... فقد كان موضوع الساحة السياسية والصحفية يومها ترشيح الأستاذ ميرغنى النصرى لعضوية مجلس رأس الدولة..!
إذن.. كان الراحل أحمد الميرغنى سياسيا... ولكن من طينة أخرى.. السلام الذى ظل يدعو له لم يكن مجرد شعار يستخدمه لأغراض سياسية بل طبقه فى حياته.. فعاش فى هدوء ورحل فى هدوء... كان آخر عهدى بالراحل المقيم فى حضرة مسئول دستورى كبير... ولكن حين الحديث كان من الصعب إدراك من المعارض ومن الحاكم... ببساطة لأن أحمد الميرغنى كان يعلى قضايا الوطن الكبرى والقيم العليا فلم يكن من سبيل للاختلاف. --------------------------------------------------------------------- أحمد الميرغني الكاتب/ محمد عبدالسيد Tuesday, 04 November 2008 أحمد الميرغني.. صبر الصوفي وتسامح العارفين فقدت البلاد بانتقال السيد أحمد الميرغني إلى رحاب الله سياسياً من طراز فريد.. ولكن تبقى خسارة عشائر الحزب الاتحادي ومرشد الختمية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني هي الأكبر والأفدح,
كان الراحل الذي تولى منصب رأس الدولة ممثلاً للحزب الاتحادي 85-89 نادر الظهور إعلامياً قبل وأثناء وبعد توليه منصبه الدستوري, حريصاً على انتقاء كلماته, يختار جملاً مقتضبة ويرفض بأدب شديد أن يجره صحافي أو موقف سياسي لاتخاذ موقف حاد.
ظل الراحل يقوم تكليفاً أو مبادرة بدور الأب الأكبر لكل اتحادي. وكان مرجعاً لهم جميعاً, سما فوق الخلافات الداخلية وتحول إلى مركز جمع ووحدة.
ولعل منظر الباكين من الاتحاديين بكل فصائلهم حتى المنتسبين منهم للمؤتمر الوطني مساء الاثنين يدل بشكل كافٍ على مكانة الراحل.
فتح الراحل نيابة عن أخيه صدره لكل السهام المصوبة للحزب وتغاضى بصبر عن كل الاساءات التي وجهت للأسرة (الميرغنية) جراء انغماس كبارها في العمل السياسي.
وكعادة السودانيين مع قاداتهم لا يشعرون بأهميتهم وأدوارهم التي يقومون بها لوجه الله والوطن إلا بعد فراقهم الأبدي. لم يكن السيد أحمد راغباً في تولي أية مهام تنفيذية بعد انتفاضة ابريل ولكنه كجندي ملتزم قبل تكليف شقيقه أولاً والحزب ثانياً بتولي مهام الرجل الأول في الدولة تفادياً لاشكاليات داخلية في الحزب وحفاظاً على مهابة المرشد دستورياً.. وانتاب الخوف الكثيرين خاصة وأنه جاء بعد أهم دكتاتور سوداني (المشير جعفر نميري) الذي كانت آثاره ما تزال باقية في الحياة السياسية.. وكان عليه أن يزامل أو يرأس دستورياً السيد الصادق المهدي بكل شهرته الداخلية والخارجية ومحط أنظار كل الإعلاميين.
وخيب الراحل ظن أعداء الديمقراطية الذين عقدوا مقارنات ظالمة وغير موضوعية بينه وبين نميري.
وصمد أحمد الميرغني خلال فترة رئاسته الدستورية للدولة أمام كل محاولات الصغار من الحزبين الكبيرين (الأمة والاتحادي) لينحاز للخيارات والمواقف الحزبية الضيقة ولكنه تسامى وتجاوز وعبر كل العراقيل باقتدار. ربما لم يشعر بهذا النجاح الكثيرون لأن النظام الدستوري القائم كان يفرض على مجلس رأس الدولة أن يملك ولا يحكم وأن يكون رئيس المجلس رئيساً لأنداد.
أفشل أحمد الميرغني بشهادتي كصحافي (اتهم بموالاته شخصياً رغم أنه لم تكن هناك سابق معرفة ولا علاقة عقدية) كل محاولات إحراجه وإخراجه عن رزانته.
لاحقاً عندما وقع انقلاب 89 فضل الراحل النأي بنفسه عن كل الخطط التي رمت لإسقاط حكومة الجبهة الإسلامية ليس خوفاً ولكن على طريقة حكمة الدينكا (ستكون هناك يوماً حاجة ماسة لاي شجرة في الغابة).
وبالفعل فإن الراحل عاد إلى البلاد في وقت مهم وسد فراغاً نجم عن غياب المرشد رئيس الحزب عن البلاد. عاد ليدير أمور الحزب وأمور أسرتيه, الكبيرة (الختمية والاتحاديين) واللصيقة (آل الميرغني). ونجح أيضاً باقتدار في امتصاص كل الاحتقانات الحزبية والأسرية.
لقد وضع رحيل السيد أحمد الحزب الاتحادي وكل قياداته العليا وفي مقدمتهم مولانا محمد عثمان الميرغني في مفترق طرق.. فصمام الأمان في رحاب الله تاركاً فراغاً عريضاً.
وأضحى أمام قيادات الحزب طريقان لا ثالث لهما, أولاً: أن يعود السيد محمد عثمان الميرغني إلى البلاد اليوم وليس غداً لإعادة لمّ شمل شتات الاتحاديين المتصارعين على اللا شيء فالحزب في حاجة إلى كبير يضع كل متطاول في حجمه الطبيعي. ومخطئ من يظن أن تشتت الاتحاديين (الطبقة الوسطى وسكان مدن الشمال) في مصلحة أي تنظيم. فما زال الآلاف من السودانيين يفضلون في العمل السياسي تجنب المجموعات الأيديولوجية.
ثانياً: أن يتخلف السيد عن العودة وعندها سينقسم المنقسم وتتشظى الشظايا, وهو وضع في النهاية مضرّ بالسودان الوطن الذي ظل الميرغني حريصاً على أمنه واستقراره وسلامته.
رحم الله الحسيب النسيب أحمد الميرغني وأسكنه فسيح جناته بقدر ما عمل في صمت من أجل وطنه.. ورحم الله نديده وساعده الأيمن الذي عمل في الظل معه السيد محمد عثمان ابن الخليفة أحمد عبدالله.
---------------------------------------------------------------------
البلاد تودع رئيس مجلس رأس الدولة السابق الكاتب/ الخرطوم:الفاتح عبدالله ـ شوقي عبد العظيم Monday, 03 November 2008 غيب الموت أمس رئيس مجلس رأس الدولة السابق ومرشد الطريقة الختمية ونائب رئيس الحزب الاتحادي احمد الميرغني الذي انتقل لجوار ربه اثر ازمة قلبية بمدينة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية
فيما تغادر طائرة خاصة اليوم لنقل جثمانه إلي البلاد حيث يتم تشييعه بمسجد السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري غدا ووصل القاهرة في وقت متأخر من مساء أمس السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وشقيق الراحل.وقد تقاطرت جموع المعزين من كل الاطياف السياسية ورموز المجتمع الى القاعة الهاشمية بمسجد السيد علي ببحري بعد صلاة العشاء.
وكان في مقدمة المعزين الرئيس عمر البشير وقيادات الدولة والمؤتمر الوطني.
واجرى البشير اتصالا هاتفيا وهو داخل القاعة الهاشمية بشقيق الراحل السيد محمد عثمان معزيا في الفقيد وكان كل الحضور يعزي بعضه البعض وقد امتلات ساحة المسجد بالمعزين الذين كان باديا علي معظمهم انهم جاءوا علي عجل.
وعندما جلس الرئيس في القاعة جلس إلي جانبه عدد من خلفاء الطريقة الختمية، وانخرط اعضاء حاليون وسابقون في الحزب في بكاء مرير ولم يتمالكوا انفسهم منهم فتح الرحمن شيلا وهشام البرير وجلال الدقير وكان من بين القيادات الاتحادية البارزة الحاج مضوي الذي جاء متكئا علي احد ابنائه علي الرغم من انه لم يعد يظهر في كثير من المناسبات لعامل السن.
وتحدثت قيادات اتحادية للاخبار معلية من دوره الوفاقي في الحياة السياسية السودانية وداخل الحزب الاتحادي.
وقال نائب رئيس الحزب الاتحادي علي محمود حسنين وعلي ملامحه مظاهر الحزن ان الفقيد كان عملاقا وبرحيله ترك فراغا كبيرا في الحزب والبلاد التي احبها وكان من المهمومين بحل المشاكل وكان دائما يدعو إلي وحدة الصف، وأضاف حسنين ان الراحل كان اخا للجميع وكان ويملك قلبا نقيا ولا يعرف التآمر.
وزير الصناعة د.جلال الدقير قال ان قلب الراحل كان مسكونا بحب الوطن ولم يدخل فيه التعصب لحزب أو لطائفة ودائما ما كان يدعو إلي وحدة الصف ولم يكن له عدو.
وقال امين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني د.مندور المهدي ان البلاد فقدت بفقده اهم اعمدة الوفاق الوطني وان الساحة السياسية سيحدث بها فراغ كبير وذلك لان الراحل كان من اوائل الذين دعوا إلي ضرورة الوفاق والاجماع الوطني حتي تعبر البلاد إلي بر الأمان وكان له دور كبير في تطور العلاقة بين المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الديمقراطي ودائما ما كان يبادر بفعل الخير.
الخليفة عبد المجيد عبد الرحمن حبست دموعه كلماته ان الراحل من اهم القيادات السياسية بالبلاد وان الطريقة الختمية كانت تنهل منه الكثير.
القيادي السابق بالحزب الاتحادي الديمقراطي والذي انضم إلي المؤتمر الوطني الوطني فتحي شيلا قال ان البلاد عامة فقدت رجلا حكيما ومرجعية في كل القضايا مشيرا إلي اهتمام الفقيد بضرورة توحيد الحزب والعمل علي جمع الصف الوطني لنجاوز مشاكل البلاد .
طه علي البشير كان يتلقي التعازي والدموع علي عينيه قال بصوت حزين ان الموت حق ورحيل السيد احمد الميرغني كارثة حلت علي البلاد وانه رحل ونحن احوج ما نكون اليه.
القيادي بالحزب الاتحادي حسن هلال قال ان الفقيد كان محبا للخير للجميع وصادقا لحب البلاد وشعبها وكان من دعاة السلام ولا ننسي كلماته الحكيمة نعم للسلام.
أحداث 11 سبتمبر عجلت بعودة الفقيد إلى الخرطوم
عاد الفقيد الراحل الفقيد الراحل إلى البلاد بعد نفي اختياري دام 12 سنة. واستقبل لحظة وصوله مطار الخرطوم في التاسع من نوفمبر 2001م، بحفاوة بالغة واستقبال كبير، يرافقه عدد من قيادات الحزب البارزة.
وقال أحمد الميرغني في تصريحات له عقب وصوله إن تأجيل عودته إلى الخرطوم عدة مرات منذ أكثر من عامين كان لأسباب خاصة به، ولكنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م في أمريكا اتخذ قرارا حاسما بضرورة العودة، خصوصا أن الأحداث انعكست بشكل مباشر على دول العالم ودول العالم الثالث بصفة خاصة ولذلك رأى بالضرورة العودة للعمل مع الجميع للحفاظ على وحدة السودان ودرء المخاطر عنه. وقال الميرغني: (إن هناك من يدعي أنني لست معارضا، ولكن في الحقيقة أنا معارض ولولا ذلك لما بقيت 12 عاما خارج الوطن. ولكن أنا لي طريقتي في المعارضة بحكم وضعي كرئيس سابق لمجلس رأس الدولة وحريص على وقف العنف ونبذ الخلاف والوصول إلى الديمقراطية).
وشدد أحمد الميرغني على انه ليست له علاقة بالتجمع الوطني الديمقراطي وليس عضوا فيه.
ورحب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، بقرار احمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة السابق بالعودة إلى السودان بعد أن قضى 12 عاما في المنفى الاختياري بالقاهرة.
من جهتهم، بدأ أعضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي يشغل احمد الميرغني منصب نائب رئيسه، حملة إعلامية لحث المواطنين على استقباله استقبالا شعبيا. واقتصرت الحملة على
إعلان تم تكراره في هذه الصحف صورة لوالده السيد علي الميرغني وعلى يسارها صورة نجله الأكبر السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع، وعلى يمينها صورة السيد أحمد الميرغني، والإعلان صادر عن هيئة الطريقة الختمية ويحمل شعارات تقول نعم للديمقراطية نعم للاستقرار إلى جانب نداء إلى (أخوتنا في الطريق والدين والوطن)، لاستقبال الرئيس السابق.
ويشير الإعلان إلى أن عودته للبلاد جاءت نتيجة (دعاء ومناشدة على منابر المساجد والوسائط المشابهة، وبلغ الأمر بأهل الحل والعقد منا أن سافروا إلى حيث يقيم حاثين على العودة ملحين في الطلب وشاءت أقدار الله أن تتلاقى دعوات الداعين وأصوات المناشدين وثمرات سعي الساعين في هذه الأيام).
وحثت اللجنة العليا للاستقبال كل جماهير الحزب اتحاديين وختمية وكل قوى الوسط لتجاوز القيود البيروقراطية والحساسية الأمنية حتى يصبح الاستقبال مهرجانا شعبيا.
وأصدر الراحل أحمد الميرغني من جانبه بيانا وزع على الصحف بالخرطوم أكد فيه التزامه بنبذ العنف والاحتراب الذي لا يقود إلا للدمار والتفريط.
وقال (إنني لا ادعي أنني أحمل مشروعا بعينه أو اتفاقا يمكن أن ننسب إليه حلولا حتى ابذل لكم الوعود أو اقطع العهود).
وأعلن تأييده للمبادرة المشتركة باعتبارها (حظيت برضى الجميع، وان التعددية الديمقراطية التي لم يعد هناك خلاف على تعزيزها ببلادنا تحتاج إلى الكثير من الجهد).
الطريقة الختمية
الختمية طريقة صوفية، تلتقي مع الطرق الصوفية الأخرى في كثير من المعتقدات. ويحدد مؤسس الطريقة السيد محمد عثمان الميرغني المصادر التي استمد منها أصول طريقته قائلاً: اعلم أن طريقتنا هذه مجتمعة من خمسة حروف نقشها (نقش جم) تنقش من الفؤاد التصوف جم، فالنون نقشبندية، والقاف قادرية، والشين شاذلية، والجيم جنيدية، والميم ميرغنية، وهي محتوية على أسرار هذه الطرق الخمس وبعض أواردها.
الختمية طريقة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم. وتبنت الطريقة فكرة وحدة الوجود التي نادى بها من قبل محيي الدين بن عربي وتلامذته.
وقالت بفكرة النور المحمدي والحقيقة المحمدية، وعبرت عن ذلك نظما ونثرا، وبسطوها لأتباعهم في مدائحهم ومناجاتهم وأذكارهم وأورادهم. واستخدمت مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية.
كما يهتم الختمية بإقامة احتفالات معينة وإحياء مناسبات خاصة: كإحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم والاحتفال بمولد ووفاة مشايخ الطريقة، وإقامة ما يعرف لديهم بليالي الذكر أو الحولية، ويمارسون في كل ذلك طقوسا، خاصة في الزي، والذكر والإنشاد.
بدأت الطريقة من مكة والطائف، وأرست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية، كما عبرت إلى السودان ومصر. وتتركز قوة الطريقة من حيث الأتباع والنفوذ الآن، في السودان، لاسيما في شمال السودان وشرقه وأطراف إريتريا المتاخمة للسودان ومصر.
أبرز الشخصيات
مؤسس الطريقة هو السيد محمد عثمان بن محمد أبو بكر بن عبد الله الميرغني المحجوب ويلقب (بالختم) إشارة إلى أنه خاتم الأولياء، ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية، كما تسمى الطريقة أيضا الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبد الله الميرغني المحجوب.
ولد السيد محمد عثمان الميرغني (الختم) بمكة عام 1208هـ/1833م، وتلقى العلوم الشرعية على يد علمائها، وغلب عليه الاهتمام بالتصوف شأن أفراد أسرته جميعا، فانخرط في عدة طرق: القادرية، الجنيدية، النقشبندية، الشاذلية، وطريقة جده الميرغنية، كما تتلمذ على الشيخ أحمد بن إدريس وأخذ تعاليم الطريقة الإدريسية ومن هذه الطرق جميعاً استمد تعاليم طريقته الختمية.
أوفده شيخه السيد أحمد بن إدريس لنشر الطريقة الإدريسية الشاذلية في السودان، وقد لاقى نجاحا في شمال السودان وشرقه.
ألَّف عدة كتب في التفسير والتوحيد وعدة دواوين شعرية يغلب عليها جميعا الطابع الصوفي في لغتها ومضمونها.
ومن أهم هذه الكتب: تاج التفاسير، النفحات المكِّية واللمحات الحقِّية في شرح أساس الطريقة الختمية، النور البراق في مدح النبي المصداق، ديوان النفحات المدنية في المدائح المصطفوية، ديوان مجمع الغرائب والمفرقات من لطائف الخرافات الذاهبات، مجموعة فتح الرسول، مولد النبي المسمى بالأسرار الربانية.
السيد الحسن
ولد السيد الحسن بن محمد عثمان (الختم) في مدينة بارا بغرب السودان عام 1235هـ/1816م من امرأة تزوجها والده بتلك المدينة خلال رحلته إلى السودان التي أشرنا لها من قبل، التحق بوالده في مكة وتلقى تعليمه بها. بعث به والده إلى السودان لنشر الطريقة الختمية. لقي الحسن نجاحا كبيرا في دعوته لاسيما في شمال السودان وشرقه. أصبح الحسن شيخ الطريقة في السودان وأسَّس قرية الختمية بالقرب من مدينة كسلا في شرق السودان، كمركز للطائفة، وأصبح له مكانة كبيرة في تلك الأنحاء فاقت مكانة والده مؤسس الطريقة، وظل الحسن شيخا للطريقة حتى وفاته عام 1286هـ/1899م.
السيد محمد عثمان
أصبح محمد عثمان تاج السر بن الحسن بن محمد عثمان (الختم) شيخ الطريقة بعد وفاة والده. وخلال فترة توليه زعامة الطريقة ظهرت الحركة المهدية في السودان، هاجر إلى مصر حيث ظل بها حتى وفاته عام 1303هـ/1886م.
السيد علي الميرغني
ولد السيد علي الميرغني بن محمد عثمان تاج السر 1880 ـ 1968م بجزيرة مسّاوي مركز مروي بشمالي السودان عام 1880م. انتقل مع والده إلى مدينة كسلا، وحينما هاجر والده إلى مصر، تركه والده مع عمه تاج السر الحسن في سواكن. ثم لحق بأبيه وبقي في مصر، ثم عاد زعيما لعموم الطريقة الختمية في السودان.
السيد محمد عثمان
ولد السيد محمد عثمان بن علي الميرغني في الخرطوم بحري عام 1936م. وتولى زعامة الطريقة بعد وفاة والده عام 1968م، وهو الزعيم الحالي للحتمية. وخلافا لوالده، انخرط السيد محمد عثمان في العمل السياسي، مستندا إلى ولاء أتباعه وأصبح مرشدا للطريقة وزعيما للحزب الاتحادي الديمقراطي.
السيد أحمد الميرغني
ولد السيد أحمد بن علي الميرغني ولد في الخرطوم بحري عام1941. وحصل على بكالوريوس اقتصاد جامعة أكسفورد لندن. وتولى نائب مرشد الطريقة الختمية ونائب زعيم الحزب الاتحاد الديمقراطي، ورئيس مجلس رأس الدولة خلال الفترة من أبريل 186 إلى يونيو 1989م. الاخبار -----------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
صحفية الراي العام
الملك.. الرحيل المر
كمال حسن بخيت [email protected]
ورحل الملك.. نعم كان يناديه مولانا السيد علي الميرغني منذ صغره بـ (الملك).. وبالفعل تحققت نبوءة السيد علي (رحمة الله عليه) وأصبح الراحل السيد أحمد علي الميرغني رأساً لدولة السودان. لقد عرف مولانا الراحل المقيم أحمد علي الميرغني بالحكمة.. وبعفة اللسان وبنبرته الهادئة، وكان يتميز بطمأنينة مدهشة وبحب متدفق للوطن.
لم يكن الرجل خلافياً.. بل كان وفاقياً.. يحب كل الناس. وكان رجلاً بلا أعداء.. وهي حالة نادرة وسط السياسيين ليس في السودان وحده بل في كل أنحاء العالم. أحمد الميرغني رجل نسيج وحده.. لم ينم وهناك غاضب منه.. كان يحب الصمت، أو قل التأمل.. ولايتحدث إلا فيما يعنيه. الصمت كان عنده الحكمة. كان حلالاً للعقد وسط حزبه الاتحادي الديمقراطي.. وكان واسطة العقد.. الكل يتفق حوله.. يختلفون مع السيد محمد عثمان.. ولكن يتفقون مع السيد أحمد. رجل بسيط بساطة أهل السودان الطيبين. لقد فقد السودان رجلاً حكيماً.. يؤمن إيماناً عميقاً بوحدة السودان. وسعى بكل ما يملك من جهد من أجل أن يكون السودان واحداً ومتوحداً. أحمد الميرغني كان أمة في حزب.. لم يكن راغباً في البقاء خارج السودان.. وعندما أتيحت أول فرصة له عاد الى وطنه وعمل على لم شمل حزبه. كانت مواقفه واضحة.. وقد تختلف مع آراء المتشددين من حزبه. وأحمد الميرغني للذين لايعرفونه.. درس الاقتصاد.. وأصبح أحد علمائه، وترأس مجلس إدارة البنك الإسلامي السوداني والكثير من المؤسسات الاقتصادية. كان دقيقاً في رسم الخطط الاقتصادية وعبقرياً في الحسابات وتدقيقها. لم يكن متعجلاً في اتخاذ المواقف والقرارات، كان يتعامل -وفي أصعب الظروف- بصبر وجلد وحكمة. أحمد الميرغني سياسي متفرد.. وكان ينتظره دور كبير ومهم في توحيد حزبه.. وفي التحول الديمقراطي في المرحلة الجديدة التي يتطلع لها السودان. أحمد الميرغني.. كان أحد صمامات الأمان في بلادنا.. وأهم داعية للسلام والديمقراطية. وأحمد الميرغني لا يعرف الكلمة النابية.. وعندما يغضب يصمت.. فهو أحد الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. قبل سنوات كان يخابرني، عندما كنت في (الصحافة) وفي (الأضواء).. كان سعيداً بعلاقتي بالسيد محمد عثمان وبه شخصياً.. اعتذر لي كثيراً عن الحديث للصحف وقال إنه يعمل في صمت.. وهو تارك الحديث في الصحف لآخرين في الحزب، لأنه بعد أن يتحدث مولانا السيد محمد عثمان يجب أن أتوقف عن الحديث. رجل صاحب ذهن مرتب.. ويوزن كلماته بميزان الذهب.. لذلك لم تصدر عنه أية كلمة جارحة لأحد.. ولا يعرف التغريد خارج سرب حزبه... إنه نموذج نادر لايتكرر. نسأل الله له الرحمة والمغفرة بأكثر مما قدم لشعبه وللختمية..و لأهله.. والعزاء موصول للسيد محمد عثمان الميرغني وأولاده ولكل المراغنة ولكل رجال الطريقة الختمية ولقاعدة الحزب الاتحادي الديمقراطي العريضة.. وكذلك موصول لأخي وصديقي الدكتور الباقر أحمد عبد الله الذي أعرف معزة الرجل عنده.. ومرارة الفراق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
لثلاثاء 4 نوفمبر 2008م، 6 ذو القعدة 1429هـ العدد 5520 الميرغني .. يعود عبر بوابة الأحزان ..! تقرير : عباس محمد إبراهيم من ذات النقطة التى خرج بها زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني الى خارج البلاد قبل عشرين عاما ستأتي عودته صباح الغد، لكن شتان مابين الخروج والاوبة فقد عبرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ مغادرة السيد سليل الدوحة الشريفة الخرطوم وقتها وحيدا وقدومه صباح الغد وبجانبه اخيه الوحيد ليس كفا بكف لكنه داخل نعش وصندوق ليحمل على اعناق الرجال ، ولما كانت عودة الرجل اشبه بالاسطورة التي لايستطيع احد أن يجزم متى تأتي، حتى أن كبارالاتحاديين عندما اعيتهم الحيلة في تحديد موعد لها اكتفوا بترديد مقولة « لا احد يدري موعد عودة السيد الا السيد نفسه ». والغريب أن الاقدار رسمت سيناريو ضرب بقوة وهزم بلارحمة كل التوقعات وجميع التكهنات التى كانت تنسج حول موعد الحسيب النسيب، ناسفا مجموعة من السيناريوهات التى عكفت لجان حزبه على اعدادها قبل العودة والتى انحصرت فى خيارين «ان يعود عبر المطار ام عبر البوابة الشرقية للبلاد ليطوف على مريديه وجماهير الحزب الاتحادي» على طول الطريق الممتد الى عاصمة البلاد، والهدف من كل هذه الفرضيات هو البحث عن استقبال يليق بمقام مرشد الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الا ان الاقدار تجمعت دون ان تقلل من الحشد الذى كانت ترنو اليه اللجان الاتحادية بعد ان جمعتهم سحابة الحزن التى ضربت قلوبهم برحيل رئيس مجلس رأس الدولة السابق أحمد الميرغني لتخرج قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي من مآزق كثيرا ما ارهقت اعصاب المريدين والمتحلقين حول الحزب حتى يجدوا لها التبريرات حول عودة زعيمهم التاريخى بعد عقدين من الزمان قضاهما مناكفا نظام الحكم بالبلاد . وهاهى ارادة الكون ترسم سيناريو لم يجل بخاطر احد من العالمين لتكون عودة مولانا الوشيكة حسبما اعلن بيان للمكتب السياسي للحزب ، وسيجوب الموكب مدن الخرطوم الثلاث وبجانبه نعش اخيه مسجيا بذات الطريقة التى شيع بها جثمان والده السيد علي فى العام 1968م . وقال الميرغني فى تصريح حول عودته المفاجئة « انا سأحضر لأعزي واتلقى العزاء» لكن حائط السرية والاثارة لم ينته عند الحد فقد رشحت معلومات تقول ان عودة الميرغني لن تستغرق سوى ثلاثة ايام لاغير قبل عودته غافلا الى الخارج الا ان ماتحصلت عليه من معلومات حول عودة مولانا من نافذين بالحزب الاتحادي تفيد ان العودة هى الرسمية لمولانا وبعدها سيتفرغ لادارة شؤون حزبه من الداخل الشئ الذى سيحدث مجموعة من التحولات فى الساحة الاتحادية بمختلف فصائلها التى اعلنت 7 منها وحدتها ليلة 21 من اكتوبر طاردة كل اشكال التمزق والتشرذم تنشد الوحدة الكبري مع فصيل المرجعيات بقيادة مرشد الختمية، وفى تلك الليلة التى شهدتها دار الزعيم الازهرى وبعد ان فرق الجميع من التوقيع على ميثاق الوحدة قال احد القيادات التى وقعت على الميثاق «كنا نأمل ان يدخل علينا مولانا محمد عثمان حتى تكتمل الوحدة » الان الميرغني قادم الى الخرطوم بعد ان ساعدته الاقدار فاتحة له باب عودة طالما استعصى على حزبه ايجاد المفتاح والمبررات المقنعة لولوجه وان وقفت على جانبيه الدموع والاحزان فهو المعبر الوحيد الذى سيغنيه عن اجابات كثيرة دونت طوال العشرين عاما التى خلت وسيكون مدخلا لحل الكثير من الامور العالقة فى هذه الاثناء ، وهو الشئ الذى تعلمه جيدا قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي لذا التقطت القفاز سريعا واعلنت عن عودة السيد الى البلاد مغلقة بذلك هاجسا ظل يرهق كاهلها طوال الاعوام التى اعقبت التوقيع على اتفاق القاهرة والذى دخل بموجبه التجمع الديمقراطي الذى يقف على رأسه مولانا محمد عثمان الميرغني تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية والبرلمان السودانى الا ان الجميع كان ينتظر عودة السيد منذ ذلك الحين دون ان تتم ، لتأتى هذه المرة دون سابق انذار وبطريقة نجح فيها من قاموا باتخاذ قرارها لانها اخرجتهم من امور كثيرة جلها يتعلق بالشأن السياسى الذى اعفاهم عنها رحيل الرجل الثانى بالحزب السيد أحمد الميرغني ، وهب الجميع فى القيام بتجهيز لعودة مولانا فالاستعدادات التى تجرى «بدار ابو جلابية» ببحرى تشعرك ان الكل هنا يعمل فى سباق مع الزمن داخل تلك الدار التى ضرب عليها الزمن واصبحت تحتاج الى الكثير من الترميمات حتى تقف على استقبال الزعيم العائد ، تجولت بين مداخلها التى تقل فيها اثار الاقدام مما يوضح ان عملية فتحها وتجهيزها جاءت بقرار متعجل بعد وفاة السيد أحمد ، الا ان استعدادات عودة الميرغني ذات التاريخ المجهول قبل رحيل شقيقه كانت حاضرة بالجانب الجنوبى من الدار الكبيرة حيث تقف فى باحتها 4 عربات جديدة 2 منها «GMC» مصفحة حسب المعلومات التى استقيناها من احد اعضاء اللجنة المكونة لعودة الميرغني واخرى تايوتا كامرى زرقاء اللون تقف بجوارها فلوكسواجن باللون الذهبى غطتهم الاتربة ، وبالجانب الشمالى توجد حركة دائبة فهناك عمال يعملون فى همة بينهم الحدادون والنجارون وغيرهم ، مما جعلنى انظر الى الساعة التى تجاوزت الرابعة بـ47 دقيقة الشئ الذى يشير الى ان هؤلاء جميعهم يعملون من اجل انجاز مهمة سقفها الزمنى بدأ فى العد التنازلى فالمسافة التى تبقت لهم اقل من 48 ساعة وهناك اخرون بالخارج يلتفون حول الدار يقومون بحمل الانقاض من امامها على ظهر الشاحنات . وبالجانب الاخر من طريق الاسفلت على بعد مسافة قصيرة بمسجد السيد علي احتشدت جموع غفيرة من المعزين والمريدين واختلطت رايات الطرق الصوفية داخل المسجد فالانصار يحملون اعلامهم جنبا الى جنب مع اعلام الختمية والعركيون والسمانية ومشاهد الترميم التى كانت هناك لم تختف هنا فالعمال تلمحهم يقومون بتركيب مجموعة من المكيفات الجديدة والكل متحفز لما سيحمله صباح الغد . عندها عادت بي الذاكرة الى ليلة وحدة الفصائل الاتحادية وحضرت تلك الكلمات التى رددها نائب رئيس الحزب الاتحادي على محمود حسنين عبر الهاتف من القاهرة عندما دعا كل المتحدين للعمل من اجل انجاز ماتبقى مباركا خطوتهم التى قاموا بها بصوت يخفى تفاؤلا سيأتى به مستقبل الايام عندما قال اعملوا وكونوا اللجان الانتخابية وجهزوا انفسكم ، حينها اوردت ان ماتم من وحدة فى انتظار زعيم الختمية الذى سيأتى صباح الغد ، فهل سيعود الحزب الاتحادي قديما متجددا كما قال السمانى الوسيلة فى ليلة الوحدة فى ذكرى ثورة اكتوبر التى مرت منذ ايام ، ام انا بحر الاتحاديين لن تهدأ امواجه رغم امطار الاحزان . الصحافة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
اخبار اليوم تعيد نشر اخر حوار صحفي اجرته مع مولانا الراحل احمد الميرغني فى 12/5/ بتاريخ 6-11-1429 هـ الموضوع: الحوارات اخبار اليوم تحاصر السيد احمد الميرغني علي ضفاف النيل { لم اكن الطالب الوحيد في مدرسة الاشراف { لهذه الاسباب لم تحمل زوجتي لقب السيدة الاولي { انا خريج جامعة لندن وزاملت محمد هاشم عوض { تحالفنا مع المؤتمر الوطني وارد ولكن لن اقبل منصب نائب رئيس الجمهورية { ادعو لمحاكمة داخلية بحضور مراقبين اجانب لكل من اقترف ذنبا في دارفور { صنعنا الاستقلال ولن نسمح باستعمار السودان مجددا { البشير حبوب والطيب صالح صديقي {نعم هادنت الانقاذ وهذه وهذه مبرراتي { نحن نسل البيت النبوي واملاكنا بمكة المكرمة { جدي لم ياتي علي راس جيوش الفتح { لست تاجرا انا رجل اعمال انطلق من خلفية اكاديمية اجرى الحوار : عبد الباقي الظافر – عبد الرازق الحارث بدأت اتصالاتنا منذ وقت رئيس التحرير يشجعني يقول موعده تماماً خلعنا ال الازهري كما يعت {ماذا تقول السيرة الذاتية لمولانا احمد الميرغني؟ ابتدر حديثه قائلاً السيرة الذاتية «ما عندكم» موجودة كانت في القصر الجمهوري وفي وزارة الاعلام وكانت عندكم { اين كان الميلاد ؟ الميلاد في حلة حمد.. ثم «ضحك قليلا» وتساءل هل انتم تريدون لقاء سياسي ام لقاء اجتماعي { حقيقة نحن نريد لقاء «عام» بهدف التوثيق لسيادتكم باعتبارك رمز من الرموز الوطنية؟ { ماذا تتذكر من ايام الطفولة؟
انا لست كبير في السن كما تتخيل وبعدين الخرطوم هي الخرطوم تقريباً وطبعا الآن العمران زاد وانتشر ورقعتها زادت ولكن ملامح الخرطوم كما هي تقريباً { مدارس الاشراف ما قصتها؟ يا استاذ«دي» كانت مدارس انشأها السيد علي الميرغني وكان يصرف عليها من جيبه الخاص لوجه الله الكريم وفيها كتاب وابتدائي وثانوي كانت مجاناً { هل كان فيها طلاب غيركم ؟ طبعا مدرسة كاملة «انا زول واحد» مدرسة كاملة { طيب ايام الشباب نتخيل السيد احمد في العشرينات ماذا كنت تعمل؟ في العشرينات انا كنت في لندن في جامعة لندن وبعدين تخرجت بنجاح وكنت اعيش الحياة العادية { من هم زملاء الدراسة بجامعة لندن؟ كان في زملاء يدرسون دراسات فوق الجامعية امثال البروفيسور محمد هاشم عوض وكذلك القاضي عبد الرحمن الضرير وفي بعض المهندسين من الاشغال عثمان الطيب كان يدرس هندسة، وكان في طالب من اخوانا الاقباط من امدرمان يدرس هناك ايضا { اول محطة سافرت لها في حياتك ؟ مصر ذهبت للعلاج وكان عمري 11 عاما { انت من اسرة تقليدية ومحافظة جداً لا تطلون على الاعلام إلا بمقدار.. ما هو السبب ؟ اصلا نحن لا نطل على الاعلام إلا بمقدار انا كنت رئيس الدولة وكان الاعلام «عندي» في القصر الجمهوري بعشرات المحطات { اعني الآن يا مولانا ؟؟ الآن اذا في حاجة انا ما بفتكر «انو الواحد» يمشي يتكلم في الاعلام يومياً اعتقد ان الواحد يتكلم اذا في مناسبة «ما في» مناسبة ما في داعي يهوس رأس الناس ويهوس رأسه ـ ضحك قليلاً واردف قائلاً ـ هذه هي الفكرة وليست تقليدا عندنا { يعني الظهور عند الضرورة ؟ طبعا «مافي لزوم» الواحد كل يوم في الجرائد { يا سيد احمد لماذا تجاوزت بنات الوطن وتزوجت من مصر الشقيقة ؟ نعم تزوجت من مصر «ربنا اراد كدا؟!» ضحك مولانا السيد احمد وضحك جميع الحضور { حدثنا عن الاسرة.. من هم ابناؤك ؟ لدي ولدين توفوا «رحمهم الله» ولدي علي المرغني سميته علي والدي يقرأ في جامعة الاسكندرية الآن ،عندي ثلاثة بنات فاطمة ونفيسة ومريم خلصوا الجامعة في الاسكندرية { بعض الناس شككوا في نسب الاسرة الكريمة وقالوا انتم لستم سلالة البيت النبوي بل جئتم من باكستان ؟!! باستغراب ـ باكستان ـ اول مرة اسمع هذا الكلام عندك الكتاب الذي يحوي نسب الاسرة ، عندك نسب الاسرة الى السيدة فاطمة الزهراء ونسبنا الى الرسول صلى الله عليه وسلم مذكور ومثبت تاريخياً عبر شجرة الكتاب نفسه موجود { ـ مداخلة من الخليفة حسن بكري رئيس الدائرة القانونية لبيت الميرغني حيث اشار الى ان النسب معلق في ضريح السيد علي الميرغني بحلة حمد في بحري { سلالة اهل البيت النبوي غير السودان اين توجد ؟ هم كثر ... الاسرة المالكة في المغرب والاسرة المالكة في الاردن وفي مصر وفي المملكة العربية السعودية ومنتشرين في كل البقاع { اعرف ان عندكم املاك حول الحرم ما هو سرها ؟ سرها انشأها اجدادنا «طبعا» { اجدادكم الذين ذهبوا لتلقي العلم ؟ لا.. هم مولودين هناك.. نحن اساساً اسرة من اشراف مكة المكرمة نحن جئنا السودان اساساً قبل مائتين سنة { سيد احمد انت تاجر تدير من الباطن مؤسسة مصرفية هي البنك الاسلامي السوداني الي اي حد ذلك صحيح ؟ انا «رجل اعمال» ما تاجر انا مش تاجر بمعنى تاجر.. التاجر الذي يبيع السكر والشاي ـ ضحك قليلا ثم اسهب شارحا حول هذه النقطة ـ وبعدين انا رئيس مجلس ادارة البنك الاسلامي السوداني وانا الذي أسست البنك الاسلامي في السودان { هل انت رجل اعمال مستند على خلفيتك الاكاديمية ؟ نعم خليفتي الاكاديمية خلفية اقتصادية ودرست الاقتصاد قبل ذلك والرسول عليه الصلاة والسلام يعمل بالتجارة { لم تتدرج داخل التنظيم الاتحادي بل قفزت الى الصدارة كونك ابن علي الميرغني رد بسرعة ـ ابدا اطلاقا السيد حمد كان رئيس في الحزب كما قال الزعيم اسماعيل الازهري وقال ان هذه هي الهيئة التي تقود الحزب مش انا قفزت بل تدرجت في الحزب { البعض يرى فيك كثير من البرجوازية تهتم بالسياحة والصيد والرحلات يعني «ما غلبان» وما بتحس بشعور الغلابة ؟ غلبان يعني اشحد «بالشوارع ولا شنو» وضحك الجميع { هل انت عندك هذه الاهتمامات ؟ اولاً انا بحب السياحة.. الصيد دا كان زمان بحب الصيد وبقى «غالي» لما كان الخرطوش الواحد بـ 3 قروش كنت بحب الصيد ولما بقى بعشرة قروش «خليتو» بعدين الرحلات اذا كان في عمل وليس هواية انا ما عندي هواية رحلات { من هم اصدقاء السيد احمد الميرغني ؟ ـ كتار ـ الشعب السوداني كلوا ما اقل من كده { هل للسيد احمد اي اهتمامات ادبية واذا وجدت لمن تقرأ ؟ عندي اهتمامات ادبية واقرأ شعر واشياء مختلفة ولكن الايام الاخيرة دي المشاكل العامة جعلتني ما اقدر { تسمع الفن السوداني ؟ نعم اسمع كل الفنانين السودانيين ولكن احب احمد المصطفى وسيد خليفة { اي فريق رياضي تشجع ؟ كلهم بحبهم ـ وضحك قليلا ثم قال ـ عملنا ليهم تهنئة بفوزهم الاخير وعندما «جونا» في القصر زمان تبرعت لهم { من يحدد قرار عودة السيد محمد عثمان الميرغني ؟ رد بسرعة ـ السيد محمد عثمان الميرغني هو الذي يحدد موعد عودته { هل تتوقع العودة قريبا ؟ ان شاء الله نأمل { امس التقى الرئيس البشير بالسيد محمد عثمان الميرغني وقبل ذلك التقى السيد احمد الميرغني بالمشير سوار الذهب انتم الآن ترفضون وضع يدكم في تحالف المعارضة الجديد المكون من حزب الامة وحزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي هل تتوقعون تحالفا مع الحزب الحاكم ؟ انت سيادتك بتفترض اشياء لم نقلها انت افترضت اننا بنرفض التوقيع في حين نحن اذا لم نوقع لا يعني اننا نرفض ومن المحتمل ان نأتلف مع الحزب الحاكم طبعا { احتمال وارد ؟ رد بسرعة ـ وارد كل شئ وارد في الدنيا «مش كده» { رغم ان بعض المراقبين رؤيتهم انكم والحزب الحاكم تنافسوا في منطقة نفوذ واحد باعتبار ان منطقة نفوذكم هي منطقة نفوذ الحزب الحاكم في الشمالية ، الاوسط ، نهر النيل في الشرق ؟ رد قائلا: هذه مدعاة لان تكون في مودة.... { مداخلة ـ رغم انكم تتنافسون على بضاعة واحدة ؟ رد قائلا: هذا معناه ان نكون على ود «مش كده» وننسق مع بعض ما شرط نتنافس { الحركة الشعبية تخلت عنكم كحلفاء تاريخيين ووضعت يدها في يد المؤتمر الوطني هل اغضبكم ذلك ؟ الحركة الشعبية ما تخلت عنا اطلاقا { الآن هي في الحكم وانتم للمعارضة ؟ ما لو لو في الحكم «هسع» التجمع ما في الحكم ، هل تخلى عنا ، نحن لسنا ضد الحكم { وقعت اتفاق نيفاشا بمفردها ؟ التجمع وقع برضو الحركة الشعبية صلتها معانا «كويسة» وجميلة جدا نحن مع المؤتمر الوطني صلتنا طيبة ، ومع حزب الامة صلتنا طيبة ومع الحزب الشيوعي { هل نحلم بلقاء سيدين من جديد كأمتداد للقاء التاريخي السابق ؟ يوم السبت الماضي كنا قاعدين انا والسيد الصادق { يعني الجلوس كتحالف بينكم ؟ ردبصورة مقضبة «غايتو» كل شئ وارد ـ ثم ضحك قليلا . { مواقف السيد احمد النضالية ضد الانقاذ ضعيفة خاصة ان الانقاذ انقلبت عليك وانت رئيس دولة لماذا؟ هذا سؤال وجيه وانا كنت أمل ان تسالني سؤالا مثل هذ ويحصل الحصل الان دا، فائدتنا { البعض يقول إنكم تمارسون استراتيجية ذكية مع الإنقاذ، شقيقك السيد محمد عثمان الميرغني يصارع وأنت تصالح لتحافظوا علي ممتلكاتكم؟{ رد قائلا : ممتلكاتنا وينا ...! هي كلها صادروها ما رجعوها رد بسرعة : لا لم تعد كل الممتلكات المصادرة أم بعضها عاد؟ بعضها عاد وبعضها ما عاد، وهذا هو المستشار القانوني بتاعنا ... وأشار للخليفة حسن بكري الذي كان يجلس بالقرب منه. { شعار وحدة وادي النيل أصبح شعارا باليا لا احد يرفعه حتى في مصر الشقيقة، هل مع ذلك ظل موجودا في أدبيات الحزب الاتحادي الديمقراطي؟ { ليس موجودا العالم ما شرط ان تكون دولة واحدة ويكون في نوع من الاتحاد { هل تحلم بدولة واحدة ؟ { مش دولة وا ويا حبذا لو الوحدة جمعت الشارع العربي كله. التاريخ وبعض المؤرخين يقولون إن جدكم الأكبر جاء مع قوات الاحتلال الثنائي؟ رد بسرعة : ما صحيح اطلاقا يظن بعض المؤرخين أن الاستعمار البريطاني هو الذي صنع السيدين علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي وأمدهما بالجاه والمال حتى يحفظوا توازن المال والسياسة؟ هذا كلام غير صحيح هل صنعتهم ظروف طبيعية؟ نعم صنعتهم ظروف الدعوة الإسلامية والدعوة الوطنية من جانب آخر بعض الساسة في السودان يؤمنون بالتعددية الزوجية هل يفكر السيد احمد في ذلك ؟ رد بسرعة : لا لا .. ثم ضحك الجميع ما هي الملابسات التي جعلتك رأسا للدولة بالسودان ولماذا أنت بالتحديد؟ انا كنت من المقربين للرئيس الأزهري وكنت قريبا معه اذا لم يكن يوميا فيوما بعد يوم في القصر الجمهوري وعرفت فن الحكم، فعندما جاءت الانتفاضة كان الرئيس الازهري انتقل للرفيق الاعلى، الاخوان البرلمانيون والقيادات أمثال الدكتور احمد السيد حمد وأمثال اخوانا الاخرين رأوا ذلك . بإجماع الاتحاديين؟ نعم بإجماع الاتحاديين ونواب البرلمان خرج حزبك من الائتلاف وبقيت في القصر مستعصما بالكرسي الوثير؟ لست مستعصما بالكرسي الوثير، منصب رأس الدولة هو رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش، ما ممكن اترك الجيش من غير قائد، الكرسي الوثير ده - ضحك قليلا ثم استطرد قائلا - الكرسي الوثير دا انا قعدت فيه لانني اعرف انهم سيعودون ثاني ويتصالحوا وحتى لا اعرض البلد لهزة ما عشان الكرسي وثير يعني علي غرار الكرسي هل عرض عليك أهل الإنقاذ أي منصب في حكومتهم؟ { أبدا ولكن بيني وبينهم إخاء ومودة { ممكن تقبل بمقعد النائب الثاني في القصر الجمهوري؟ { رد قائلا : ما بقبل طبعا أنا كنت رئيس جمهورية ( براي اجي ابقي نائب) وانا كلمت الاستاذ احمد البلال قبل كدا كتب كلام بالشكل ده، ضربت له تلفون وقلت له يا احمد البلال انت كنت بتجيني في القصر الجمهوري تاخذ مني تصريحات باعتبار انا (رئيس) كيف تقول انا ابقي حاجة تانية، اصلوا منصب واحد يا اقعد في البيت . { الحزب الاتحادي الديمقراطي مفكك، الاستاذ علي محمود يعزف لحاله، الاستاذ سيد احمد الحسين له مواقف معلنة، مولانا الميرغني يرفض العودة ما هو دورك الآن؟ { رد قائلا : اولا انا صلتي بكل الاتحاديين جيدة، انا بختلف معك في ان الحزب الاتحادي الديمقراطي مفكك، خلافات الاتحاديين ليست خلافات مبدئية ، ما علي مبادئ .. دي اختلافات في أشياء إدارية وممكن بين يوم وليلة يلتئم الصف الاتحادي. { الحزب الاتحادي الديمقراطي هو حزب الوسط في السودان ما هو موقفكم من الشريعة الإسلامية في السودان ؟ { صحيح ان الحزب الاتحادي الديمقراطي هو حزب الوسط وموقفنا من الشريعة الاسلامية هو نحن ناس مسلمين اغلبية اهل السودان مسلمين طبعا ما برفضوا الشريعة الاسلامية. { هل حزبكم يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية؟ { رد بسرعة : طبعا لكن بتدرج وبدراسة وبدراية وبمراعاة ظروف الاخرين لان السودان بلد متعدد الاعراق متعدد الديانات { وافقتم في اتفاق عام 1988م علي تجميد الحدود ؟ { هي كانت مجمدة نفسها، وافقنا ( اااي) لكن هي نفسها كانت مجمدة ما معمول بها { إذا كانت مجمدة فلماذا نص الاتفاق علي تجميدها ؟ الاتفاق كان كده كانت مجمدة لكن دي ما معناها الغاؤها، التجميد غير الإلغاء هل كنت تتوقع نتائج ايجابية لذلك الاتفاق؟ نعم لو كان ذلك الاتفاق نجح كانت النتيجة بتاعتو كويسة خالص، لو كان الناس مشوا علي ذلك الاتفاق كانت النتيجة كويسة هل جاء انقلاب الانقاذ ليقطع الطريق امام ذلك الاتفاق التاريخي ؟ - يا اخي ناس الانقاذ ديل ناس اخوانا وكده، انا ما داير اسمي انقلاب وكده اعمل حساسيات، انا بعمل علي ما يجمع ... وبرضو ناس الانقاذ ناسنا وكده وانا لا اريد ان استخدم الفاظ حادة بدأ الحزب الاتحادي الذيمقراطي برعاية السيد علي الميرغني ورئاسة قادة من خارج البيت مثل اسماعيل الأزهري، الآن الحزب تحت سيطرتكم تماما مولانا رئيسا وأنت نائبا له هل ذلك سباحة عكس التيار؟ ابدا انا انتخبوني ومولانا انتخبوه جئنا بالانتخاب وأنا شخصيا أكلمك بصدق هذا تكليف، الانتخابات نفسها تكليف، الانسان عليه مسؤوليات ممكن الواحد اذا انصرف الي شؤونه الخاصة يلقي افضل ولكن هذا واجب وطني الواحد يعمل ايه يعني دارفور تحترق، القوى الوطنية تؤيد التدخل الأممي لحماية المدنيين، الحزب الاتحادي يرفض ذلك ماذا يري السيد احمد؟ انا اري انه لا للقوات الاجنبية، لماذا؟ لاننا نري ان السيد علي الميرغني والرئيس اسماعيل الازهري ورفقاءه شيخ علي عبد الرحمن ونحن معهم ـ نحنا الجبنا الاستقلال، الاستقلال يضيع ونحن أحياء! فلذلك القوات الأجنبية استعمار جديد. لكن المواطن يدفع الثمن غاليا ؟ من المفترض ان اتفاقية ابوجا هذه تدعم وتسلح القوات الافريقية والمفترص نحن كلنا نضع ايدينا في يد بعض حتي نحفظ المواطن، الحكومة تتعاون معنا واذا في قوات تجي من مصر او السعودية او ليبيا (حبابا) هؤلاء اخوانا عرب هل لكم اي مبادرة في المسألة الدارفورية ؟ نعم لدينا عمل كبير وصلات مع اهل دارفور حتي نهدئ الوضع ، نحن ما نائمين في العسل كما يقولون هل تتفق معي ان الانقاذ قدمت تنمية ونماء أكثر من حكمكم في الديمقراطية الثالثة ؟ عايزني أسئ للانقاذ. لا لا واستطرد السيد احمد الميرغني قائلا : عايزني اسئ للانقاذ وانا ما بعملها. وضحك وضحك الحضور. شوف ليك سؤال ثاني، ثم استطرد : ايامي انا شوف الرغيفة بكم وهسع الرغيفة بكم، هذا مثال الجيش تآمر علي الجبهة الاسلامية بموجب مذكرة الجيش في فبراير 1989م أنت القائد الاعلى للجيش ماذا فعلتم ؟ قادة الجيش رفعوا المذكرة لإخطاري بها والمذكرة كانت موجهة للسلطة التنفيذية مش السلطة السيادية، الجيش لم يكن يريد عمل انقلاب، المذكرة ما قالت انها تريد عمل انقلاب لكنها تدخلت في شؤون الحكم؟ قالت رأيها والحاجات هذه تحصل في بلاد متطورة، الجيش يكون له راي في شئ، الان في تركيا الجيش له راي هل هو أمر محمود؟ غلط ما محمود لكن ما مسئ خالص يمكن معالجته كرئيس ما هو دورك؟ انتهينا من الموضوع، المذكرة ثبتناها وصحننا الأوضاع لم تعاقبوا هؤلاء الضباط ؟ الأمور لم تصل لدرجة المعاقبة، ما زول حمل السلاح لتغيير السلطة زول قال لك رأيي كده يا اخي تقول له اعاقبك. ثم ضحك هل تفكر في اعتزال السياسة ليه لأي سبب؟ عندما اعجز ربنا يحيينا الجيل الثالث من ابناء بيت الميرغني ما ظهر في السوق السياسي بصورة فاعلة ماذا هنالك .. لم نرهم في الاتحادات الطلابية او مثل ابناء الصادق المهدي يلعبون دورا سياسيا؟ انا عندي ولد صغير في السنة الثانية جامعة وعندما ياتي هنا يدخل في الاتحادات والاعمال الشبابية الان داخل في الاتحادات الطلابية بالنسبة لهيئة شباب الختمية وشباب الحزب الاتحادي الديمقراطي وكان معهم في حفل قبل ايام اولاد السيد محمد عثمان لم يؤهلهم ليلعبوا دورا سياسيا ؟ اسال السيد محمد عثمان المرأة الاتحادية ليس لها دور سياسي فعندما كنت رئيسا لم تحمل حرمكم لقب السيدة الاولى ولم تطل عبر المنابر العامة ؟ طبعا انا عندي اراء شوية مختلفة انا بفتكر ان المراة عندها مهام معينة، جمعيات خيرية، جمعيات لكن يعني اجيبها معاي كده هل أنت ضد الظهور الواضح ؟ لا انا لست ضد الظهور الواضح افتكر عندهم مهام معينة يعملوها ما في كل شئ يعني هذا بالنسبة لرأيي الشخصي ما هو دور المرأة الاتحادية ومهامها الآن؟ دورها لها مكانتها وهي في المكتب السياسي وهي تأخذ دورها كاملا حزبكم لم يتآمر علي الديمقراطية مثل حزب الأمة والجبهة الإسلامية وان كنتم قمتم بدعم غير مباشر لانقلاب شنان ؟ رد قائلا : شنان عمل انقلاب نعم رد السيد احمد باستغراب : متين ؟ ضد حكومة عبود، انقلاب شنان المشهور الذي اخرجوا بموجبه اللواء احمد عبد الهادي من المجلس العسكري إنت عندك افكار مشوشة شوية كده، اولا انا لا اتذكر انقلاب شنان لانني كنت صغيرا ولكن ما سمعته عنه انه في مشاكل بينه وبين احمد عبد الوهاب مداخلة : لان احمد عبد الوهاب انصاري ؟ رد بسرعة لا لا مشاكل ثانية، هو كان مع شنان محي الدين وتنافسوا علي من يخلف عبود ما هو موقفك من تدخل الجيش في السياسة ؟ الجيش دوره حماية الوطن ودرء المخاطر عنه ويجب الا يزج به في السياسة ، انا شخصيا موقفي ما بفتكر ان الجيش يتدخل في السياسة، له الاحترام والتقدير توفر لتدريباته للدفاع عن الوطن إنت مراقب حصيف، البعض يرى أن الإنقاذ أفضل النظم العسكرية في السودان من مايو وحكم عبود ؟ لا تعليق رايك بإيجاز في مجموعة من الشخصيات نبدأهم بالشيخ حسن الترابي؟ الشيخ حسن الترابي رجل مفكر له الاحترام والتقدير ورجل اخونا وعمل معانا عندما كنت رئيس للدولة وهو كان النائب العام ورجل مرجعية في القانون المشير البشير المشير البشير رجل أكن له الاحترام والتقدير رجل أخونا ورجل حبّوب ود بلد جعفر نميري : رجل اخونا ، ربنا يديه الصحة والعافية الطيب صالح الطيب ده صديقي جون قرنق لم التق به كثيرا هو شخصية فريدة من نوعها كوّن الحركة وكان عنده كنترول عليها لكن انا لم التق به كثيرا مرة جاء زارني في الاسكندرية وشرب الشاي معاي لما كنت في المنفي الاختياري وثاني قابلته عندما اصبح نائبا اول لرئيس الجمهورية وجاءنا في منزل السيد محمد عثمان بالقاهرة وهو رجل كويس كلمة اخيرة نحن نسعي لوحدة السودان وان تضع الحرب أوزارها في دارفور ونحن في السودان نعيش في حب ووئام وسلام وما مهم من يحكم السودان الناس يكونوا سعداء مستقرين ناس يطعموا ويتعالجوا واولادهم يتعلموا تعليم كويس، علاقاتنا بالدول الخارجية سواء أن كانت عربية أو أوربية أو أمريكية وبالذات الولايات المتحدة هي القطب الأول في العالم ونحن علاقتنا بها يجب أن تكون جيدة حتى نجد مساعدات عسكرية ومساعدات في التكنلوجيا وكده. انت علاقتك طيبة مع الخارج، هل يمكن أن تساهم في هذه الخطوة؟ { جدا، ممكن بس نحاول نهدئ الأحوال في دارفور ونصلح الأمور، أما مسالة القوات الأممية مش تحدي للمجتمع الدولي او تحدي للولايات المتحدة الأمريكية ابدا نحن عندنا حساسية شديدة من ناحية الاستقلال، الاستقلال لن نفرط فيه، جابوه ابائنا ونحن معهم، فمن الصعوبة بمكان ان نتهاون في هذه النقطة، الحاجة الثانية انت ما سألتني واذا بقولها لك نحن مسالة سوداني (يكرّوه زي الخروف) ليحاكموه برّه دي لا ... سوداني ابن ادم سواء كان اتحادي او حزب امة او مؤتمر وطني او حركة شعبية او شيوعي او بعثي هو سوداني يجب ان تكون له قدسية واحترام اذا في محاكمة يجب ان يحاكم في بلده { انت بالكامل ضد محاكمة السودانيين بالخارج ؟ { نعم قلت هذا الكلام مرارا وتكرارا وقلت هذا الكلام في رحلة للاقليم الشمالي قبل ثلاث سنوات في ليالي سياسية ولقاءات بوضوح والي الان مصر عليه، نحن لم نقل شخص ارتكب جريمة لا يحول للقضاء ويحاكم ما نقول ( يحموا المجرمين ) { لكن العالم يعتقد أن القضاء والقانون لم يستطع أن يحاكم هؤلاء داخليا لذلك يريدون محاكمتهم في الخارج ؟ المحكمة الجنائية الدولية مع احترامي لها واحترامي للولايات المتحدة الأمريكية ومع احترامي لبريطانيا واحترامي للعالم الخارجي المحكمة الجنائية الدولية تجيب مناديب هنا { يعني تعقد محكمة بوجود أجنبي داخل السودان مالو، بصفة مراقبين حتي لا نهين كرامة السودان. أنت تثق في أن القضاء السوداني يستطيع الان التحقيق في اي جريمة ؟ أنا رايي خليهو اذا كانت الجهات الدولية لا تثق فيه وتدعمه بناس منها الناس بختلفوا، اذا كان المحكمة الدولية ما عندها ثقة في القضاء السوداني ولو تعقد المحكمة وتجيب مناديب يعني شكل محكمة مختلطة ؟ لا مناديب مراقبين يشوفوا الحالة تمشي كيف بعد كده لكل مقام مقال ، لكن طوالي زول سوداني يحاكم بالخارج لا، لانني اعتقد ان السوداني لا بد ان تكون له عزة في ختام هذا اللقاء نشكر السيد أحمد على سعة صدره وصبره اللامحدود ونأمل أن نعود مجددا لنوثق سيرتك الطبية شكرا (اخبار اليوم) وتشرفوا في أي وقت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
التاريخ: الأربعاء 5 نوفمبر 2008م، 7 ذو القعدة 1429هـ التحليل السياسي مواقف ووقائع: سيادة أحمد الميرغني.. حكيم السودان محمد سعيد محمد الحسن العلاقة التاريخية التي تربطنا بالسادة المراغنة على المستويين الديني والوطني توجتها صلات حميمة ووشائج محبة ومودة صافية واخوة وصداقة لذلك فإن الرحيل المفاجئ لمولانا السيد أحمد الميرغني لطمني بموجة كاسحة من الحزن والأسى لإعتبارات يصعب حصرها، كان السيد أحمد الميرغني يتميز بحسن المعشر والخلق الرفيع والأدب والرصانة والاحترام، ولا يعرف لسانه سوى القول الحسن، وقد حدثني العم الاستاذ حسن نجيلة الذي كان مقرباً من سيادة مولانا علي الميرغني إلى جانب كونه معلماً في المرحلة المبكرة للسيدين محمد عثمان واحمد الميرغني.. إن والدهما السيد على الميرغني أحسن تربيتهما»، اعداداً وتوجيهاً وسلوكاً وتعاملاً على المستويات كافة، وكأنما كان يعلم ما ينتظرهما من مهام ومسؤوليات جسام ومواقف وتحولات كبيرة. ومهمة. ودفع بهما مبكراً جداً في اتجاه كل ما يخدم الوطن وأهله، وجاء أول تكليف لهما في اعقاب نجاح ثورة «32» يوليو 2591م، في مصر ليقدما التهنئة والتمنيات الطيبة للواء محمد نجيب وللبكباشى جمال عبد الناصر ومجلس ثورة 32 يوليو 2591م، وكان لهذه المبادرة والتهنئة من السيد محمد عثمان وأحمد الميرغني أعظم الأثر لدى الشعب المصري، الذي اعتبرها فألاً حسناً لنجاح الثورة واستمرارها، وعندما وقّعت اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان بين الحكومتين المصرية والبريطانية في 21 فبراير 3591م بالقاهرة، وأجريت أول انتخابات عامة، فإن سيادة مولانا على الميرغني أمسك بخيوط المعركة الانتخابية وادارها بحنكة واقتدار، وكان يكلف كلاً من نجليه السيدين محمد عثمان وأحمد وهما دون العشرين بكثير لينوبا عنه في نقل الرسائل والاتصالات غير المعلنة في العاصمة أو الاقاليم لتحقيق ما هو مطلوب، وقد اكتسح الحزب الوطني الاتحادي برئاسة السيد اسماعيل الازهري الانتخابات بالحصول على الأغلبية البرلمانية بفضل الادارة الذكية والحكمة لهذه الانتخابات من جانب مولانا السيد علي الميرغني التي أُجريت تحت اشراف لجنة دولية، ولكن بوجود الادارة البريطانية الحاكمة التي لم تخف تعاطفها ومساندتها للحزب المناويء للتيار الوطني الاتحادي. على أن اهم تكليف فه من جانب والده سيادة مولانا علي الميرغني جاء في أعقاب هزيمة 5 يونيو 7691م، حيث احتلت القوات الاسرائيلية سيناء والقنال، والاراضي السورية، والاردنية الى جانب فلسطين بأكملها، واستقر رأي الخرطوم على ضرورة عقد قمة للملوك والرؤساء العرب لمواجهة الموقف الخطير والتصدي له للحيلولة دون حدوث تصدعات ناجمة عن الهزيمة الفادحة وتعزيز ارادة الصمود لاسترداد الاراضي العربية، وعندما عرف مولانا السيد علي الميرغني أن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود اعتذر عن الاشتراك في قمة الخرطوم مستنداً على حيثيات قوية تحول دون حضوره ومنها خلافه مع الرئىس جمال عبد الناصر والحرب الدائرة في اليمن، فإنه كلف السيد احمد الميرغني ليتوجه على الفور برسالة منه إلى جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز تتمنى عليه الحضور والمشاركة «لأن في ذلك نصرة ومنفعة وصلاحاً للعرب والمسلمين»، وما كاد الملك فيصل يطالع الرسالة ثم يستمع إلى فحواها وتفاصيل أخرى من السيد أحمد الميرغني، حتى كان رده: «بأن هذه الرغبة المخلصة لن ترد وانه سيحضر للخرطوم ويشارك في اجتماعات القمة ولن يغادر حتى يتحقق ما هو مطلوب» وقد كان. وبعد انتقال سيادة مولانا السيد علي الميرغني إلى الرفيق الأعلى في فبراير 8691م، ثم وفاة الرئىس اسماعيل الازهري في اغسطس 9691م في مستشفى الخرطوم امسك السيد محمد عثمان الميرغني بزمام الأمور بالكامل كمرشد للطريقة الختمية الصوفية ورعاية رئاسة الحركة الوطنية الاتحادية، وكان السيد أحمد ساعده الأيمن في كثيرٍ من المهام والواجبات، ليس بحسبانه الشقيق والشريك وانما لكونه ايضاً لصيقاً بالأحداث والتطورات والخلفيات ذات الصلة بالعمل الوطني والقومي على حد سواء. وبعد الانتفاضة الشعبية في ابريل 5891م التي أزاحت النظام المايوي وبعد الانتخابات العامة التي أُجريت في ابريل 6891م وانتخابه من داخل البرلمان كرئيس لمجلس السيادة جاء قوله: إن مسؤوليته ان يعمل ويخدم كل أهل السودان، وان يخدم ايضاً بصبر وقناعة لجمع صفوفهم وتوحيد كلمتهم للمحافظة على وحدة الوطن من جهة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين من جهة أخرى. وعندما قاد وفد السودان للمشاركة في قمة الملوك والرؤساء العرب في بغداد تجلت حكمته وحنكته السياسية في تصويب مداولات القمة. فقد احتدم النقاش الحاد في إحدى الجلسات المغلقة بين الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس العراق صدام حسين وأوشكت القمة على الاقتراب من حافة الفشل والانهيار، فتدخل بقوله للزعيم القذافي: «انك بالقطع لا تقصد ما قلته، فرد بنعم ثم التفت للرئيس صدام حسين، وانت يا سيادة الرئيس صاحب الدعوة للقمة في بغداد لا ترغب في إفشال هذا اللقاء..؟ فرد صدام: نعم، وطوى الخلاف الملتهب، وواصلت القمة اجتماعاتها وأصدرت توصياتها بضرورة دعم التضامن العربي ومساندي القضية الفلسطينية وقيام دولتها الحرة. ومما أكد عليه رئيس وفد السودان السيد أحمد الميرغني في هذه القمة العربية ببغداد «إن السودان بتوجهه العربي الاسلامي الافريقي مرتبط وملتزم بالقرارات وتنفيذها منذ قمة الخرطوم 7691م ولن يتراجع او يتقاعس وانه يطلب من الدول العربية، والرؤساء والملوك العرب الوقوف إلى جانب السودان لوقف الحرب وإحلال السلام في الجنوب، ومحذراً إلى ان استمرار الحرب او تجزئة السودان يمثل تهديداً مباشراً لكل العرب». ودون استطراد لمواقف ووقائع كثيرة، إلا ان أشدها وضوحاً ومباشرة في السنوات الأخيرة رفضه التام للعنف والتنابذ والخلاف والتوتر والمواجهة وتمسكه بالحوار والتفاهم والتآخي وهو صاحب العبارة الشهيرة: «لا لنقطة دم سودانية» ودعوته ومثابرته على تحقيق الوفاق الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية باعتبارها القادرة على صد المخاطر والمهددات كافة وحرصه على المشاركة والمساهمة والمبادرة في كل ما يحقق هذه الغاية. لقد كان السيد أحمد يمثل في شخصيته ومعاملاته ومواقفه، الارث السوداني والانساني الرفيع النبيل، ويتصف بالحكمة والحنكة التي يحتاجها الوطن وأهله في هذه الظروف الدقيقة، وسيظل النموذج السوداني الباهر في البذل الوطني والإسهام الايجابي، وسيبقى الوطن قوياً وشامخاً ومتحداً بإذن الله لأن رموزه المخلصة قدمت إليه القدوة في القول والعمل والموقف. إن فقدك لجلل وعظيم ولكن نمتثل لإرادة المولى سبحانه وتعالى فبيده مقاليد كل شئ وإليه المصير، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
التاريخ: الأربعاء 5 نوفمبر 2008م، 7 ذو القعدة 1429هـ ياربي بهم وبآلهم عجِّل بالنصر وبالفرج ورحل مولانا/ أحمد الميرغني في عام احزان الاتحاديين علي ابراهيم مع إشتداد وطأة الحرب العالمية الثانية وتحديداً في أغسطس 1941م رُزق السيد/ على الميرغني بابنه الثاني الذكر السيد/ أحمد، كان التوقيت غريباً فروميل يدق ابواب القاهرة والطليان ينسحبون من الحبشة والجيش الالماني يحتل فرنسا وطلائعه تغزو روسيا واليابانيون يضربون ميناء بيرل هاربر في غرب الولايات المتحدة، في مثل هذه الاجواء الملتهبة يحتفى اهل الطريقة الختمية وقتها ايما إحتفاء بميلاد السيد أحمد الميرغني وسر ذلك ان السيد علي الميرغني تأخر في انجاب ابنائه ولم يقدر الله له الذرية إلا على كبر، فكبرى بناته السيدة نفيسة ولدت منتصف العشرينيات ومولوده الثاني السيد محمد عثمان الميرغني ولد في العام 1936م «نفس العام الذي ولد فيه السيد الصادق المهدي وصدام حسين». ويتذكر أهل عطبرة الكبار كيف احتفت المدينة بذلك الحدث وكيف نصب الخليفة شيخ الريح السرادق ورفع بيارق الختمية في الميدان المواجه لمنزله وكيف وبمشاركة رفيقه العمدة سرور السافلاوي وزُعت الحلوى وذبحت الذبائح، وبرغم ان السيدين الميرغني الكبير والصغير درسا بمدرسة الاشراف والتي يوحى أسمها بأنها كانت لعلية القوم إلا ان العكس كان صحيحاً، فالمدرسة ضمت ابناء الختمية في كل انحاء السودان وأسهمت في مساعدة عدد كبير من ابناء الختمية في التعليم والمعرفة، وكأنما السيد علي الميرغني اراد لابنائه النشأة في أجواء الطريقة الختمية فأوعز للخلفاء بإرسال ابنائهم للدراسة مع ابنائه وبذا يتحقق مبدأ التلاقح والتواصل. وقد مكنته دراسته بمدرسة الاشراف من الالتحاق أواخر الخمسينيات بجامعة اكسفورد قسم العلوم السياسية وعند قدومه اوائل الستينيات انشغل السيد أحمد الميرغني مع والده السيد علي في ترتيب الشئون الادارية والمالية بدائرة الميرغني. ويُحفظ للسيد أحمد الميرغني دوره في تطوير العمل الاقتصادي لدائرة الميرغني فتفرغ اغلب وقته للنشاطين التجاري والاقتصادي وتمكن من تعزيز الوضع الاقتصادي للدائرة وكان ملماً بكل تفاصيل النشاط الاقتصادي من بساتين الشمال الى شركاتهم في الخرطوم وتوج ذلك النشاط بانشاء البنك الاسلامي اوائل الثمانينيات. وبعد اكتوبر 64 بدأ ظهوره السياسي حيث اختاره والده عضواً بالمكتب السياسي للحزب عقب الاندماج مع الحزب الوطني الاتحادي وارسله للملك فيصل لاقناعه بالمشاركة في قمة الخرطوم 1967م . فبراير 1968 - ايام الاحزان فُجع السودان في العشرين من فبراير 1968م بوفاة السيد علي الميرغني وكان السودان احوج ما يكون اليه في تلك الايام فقد توفى بعد حوالي ست أشهر من نجاح القمة العربية بالخرطوم، التي لولاها لما حققت الأمة العربية انتصار اكتوبر 1973م ولولا تلك القمة لما استطاع جمال عبد الناصر المهزوم من ان يعيد الثقة الى نفسه. وبعد وفاة السيد علي الميرغني بعام جاءت ما يو الحمراء فصادرت ممتلكات المراغنة كلها ومات في السجن الزعيم الازهري وحُبس كل المكتب السياسي للحزب الاتحادي وشوهت سمعة بعضهم من الوزراء وهرب آخرون الى الحبشة والجزيرة ابا وسالت الدماء أنهاراً في الجزيرة ابا وود نوباوي وسالت الدماء مجدداً في احداث يوليو 1971م، وطوال تلك الفترة واجه السيدان محمد عثمان الميرغني واحمد الميرغني الاحداث بثبات وصلابة رغم حداثة عهدهما بالسياسة وصغر سنيهما ويذكر انه عندما زار جمال عبد الناصر السودان في العام 1970م مشاركاً في احتفالات مايو انه طلب مقابلة السيد محمد عثمان للتحية ولكن السيد محمد عثمان عندما علم بذلك اختفى من منزله كي لا يقابله ويتحاشاه وذلك لان في النفوس غصة من عبد الناصر الذي دعم مايو عند قيامها. عبد الناصر الذي لم يقدر وقفة اهل الاحزاب السودانيين معه في هزيمة 1967م ليجئ ويدعم مايو الحمراء التي كان اول اعمالها مقتل من رفع علم السودان في السجن واعتقال المحجوب والذي تم في داره الصلح الشهير مع الملك فيصل لذا تحاشى الميرغني الكبير لقائه ولك بأدب رفيع علَّ في ذلك ما يبعث برسالة لعبد الناصر والغريب ان الرئيس عبد الناصر توفى بعد ذلك بأشهر قليلة. ولكي لا ننسى فضل عبد الناصر على الختمية نذكر ان القصر الذي توفي فيه السيد احمد الميرغني هو هدية من الرئيس عبد الناصر وهو الذي اطلق اسم الميرغني على احدى المناطق بمصر الجديدة. ولم تتوقف احزان المراغنة تلك الايام عند الاحداث السياسية ولكن حتى على المستوى الخاص فقد السيدان والدتهما الشريفة فاطمة اوائل السبعينيات ليجئ فقدها ويزيد من حالة الحزن الذي اجتاحهما تلك الايام فعلى المستوى السياسي تم تصنيفهما على انهما طائفيين ورجعيين وعلى المستوى الاقتصادي تمت مصادرة كل ممتلكاتهما وعلى المستوى الخاص فقدان الاب والام والاصدقاء والاحباب. ديسمبر 1977م زواج السيد أحمد الميرغني.. الفرح القادم يذكر سكان مدينة الخرطوم بحري تلك الايام من شهر ديسمبر 1977م التي احتفلت فيها الطريقة الختمية بزواج مولانا السيد احمد الميرغني فقد احتشد الآلاف من جميع انحاء السودان بمسجد مولانا السيد علي الميرغني ببحري وجاء زواجه ليؤرخ لنهاية مرحلة الحصار وبداية الفرج، فقد جاء في نهاية عام المصالحة من نميري ليؤرخ لنهاية الحزن المتصل بعد وفاة السيد علي الميرغني فبراير 1968م. وفي الليلة الاخيرة من العام 1977م اقيم حفل مرطبات فخم في حديقة منزله بالميرغنية دعى له الرئيس نميري وجاء برفقة الوزير عز الدين السيد وقرر في تلك الامسية ارجاع جميع ممتلكاتهم التي صودرت عام 1969م فكانت اجمل هدية من الرئيس نميري في فرح الختمية بتلك البادرة الكريمة وزاد عليها النميري بتعيين احمد الميرغني عضواً بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ضمن ترتيبات المصالحة وعين احمد السيد احمد وزير مواصلات. الغريب ان تلك الليلة شهدت وفاة امير الكويت (الصباح) فأمر السيد احمد الميرغني بالغاء مظاهر الاحتفال والاكتفاء بتوزيع المرطبات مشاركة للكويت احزانهم. الصعود في عالم السياسة مايو 1986م بمجي العام 1986م وتحديداً في شهر مايو تم اختيار السيد احمد الميرغني ليكون رئيساً لمجلس السيادة لاول حكومة منتخبة بعد الانتفاضة ورغم ان انتخابه صاحبه جدل بين عدد من نواب الحزب ليلة اختياره على اعتبار ان البعض كان يفضل ان ينأى المراغنة عن الحكم تأسياً بسيرة والدهما السيد علي الميرغني. إلا ان اداء السيد احمد الميرغني كان عظيماً ومتساوياً وحكيماً وقد نأي بنفسه من تجاذبات السياسة وسعى جاهداً للوفاق ولم الشمل وتجاوز كل الهجوم الذي شنته عليه احزاب المعارضة وقتها وتغاضى عن السخرية التي اتصفت بها بعض الصحف بل تجاوز محاولة اغتياله في يناير 1989م عندما اطلق البعض زخات من رصاص قبالة منزله بالخرطوم بحري في محاولة لتخويفه من دعم اتفاقية السلام نوفمبر 1988م بل وصلت روحه الطيبة المتسامحة الى درجة ان يرفض طوال فترة حكمه التوقيع على اوراق المحكومين بالاعدام وهو اجراء روتيني يتم بعد المحاكمات العادلة ليكون رئيس الجمهورية آخر من يوقع في اوراقهم، ونتيجة لذلك تكدست اعدادهم عامي (86 -87) الى ان جاء السيد ميرغني النصري عضو مجلس السيادة وينوب عنه في التوقيع على تلك الاوراق. فأي روح طيبة تلك التي ترفض ان يكون حتى شاهداً على حالة اعدام انسان وان كان مذنباً. وعند قيام الانقاذ كان سيادته خارج السودان وبقى طوال حكم الانقاذ الاول ملتزماً بخلق رفيع ولم يسمع منه اساءة لاحد رغم ما اصابه من مصادرات إلا ان قُدر له العودة في العام 2000م، والعالمون ببواطن الامور يعرفون اصراره على العودة رغم تحفظ السيد محمد عثمان الميرغني فهو صاحب مبادرات كبيرة وان بدا للناس التزامه بتعليمات شقيقه وذلك من ادب التصوف . 2 نوفمبر يوم الحزن العربي يجئ موت السيد أحمد الميرغني ورحيله في نهاية العام والذي شهد من قبله وفاة السيد محمد الحسن عبد الله يس ووفاة د. مامون سنادة ووفاة الشرتاي ابو منصور في دارفور وكلهم من اقطاب الاتحاديين ويجئ موته والحزب يشهد تشرذمات وانشقاقات ليزيد من مرارة الاحزان والغريب ان تاريخ موته يصادف تاريخ موت الشيخ زايد والرئيس ياسر عرفات، وكأنما كتب لهذا اليوم ان يكون يوم الحزن العربي يموت فيه عظماؤنا . اللهم أرحم السيد احمد الميرغني بقدر ما قدم لشعبه وأهله. وإنا لله وإنا إليه راجعون الراى العام
---------------------------------------------------------------------
مولانا السيد أحمد الميرغني.. صفعة الحزن الثالثة حسن ساتى 04/11/2008 أقطع الحديث عن سيناريوهات الإنتخابات الأميركية ، وسنلاحقها بدءا من اليوم لحزن ضخم يسد كل الأفق السوداني بالرحيل المفاجئ لمولانا وحكيم أهل السودان السيد أحمد السيد علي الميرغني ، وتجدوني أعني كل ضخامة التفاصيل التي يحملها وصف ( حكيم أهل السودان ). وتلك هي مكانة الحكمة وقد أكدها جل وعلا .. يقول تعالى : يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب .. [البقرة . وتلك هي مكانتها وقد أكدها سيد المرسلين في رواية لأبي هريرة والترمذي ، يقول : الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها .
حين شق الخبر على هذا الشعب مساء أول أمس ، كنت أتذكر منذ الصباح وأنا أؤدي أورادي الثاني من نوفمبر ، وهو يوم لا يغيب عن ذاكرتي كل عام لسببين . الأول أنه يصادف ذكرى وعد وزير الخارجية البريطاني بلفور ووعده المشئوم في الثاني من نوفمبر عام 1917 ، ومن أسف أصبح يتوارى شيئا فشيئا عن ذاكرة العرب والمسلمين والأجيال السابقة واللاحقة ، وقد حمل شرطين هما ( إقامة وطن قومي للشعب اليهودي ( وقد حدث للأسف ) والثاني عدم الحاق ضرر بالحقوق المدنية والدينية بالطوائف غير اليهودية المقيمة بفلسطين ( وهو ما لم يحدث ) . أما السبب الثاني فطارئ ، وهو يوم رحيل حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان في الثاني من نوفمبر عام 2004 ، وغياب الشيخ زايد لمن لا يعلم جرح سيبقى مفتوحا ، وقد أسرد بعض الذكريات والأسرار في الأيام القادمة . فرغت من أورادي ، متسربلا بحزن يغشاني في هذا اليوم منذ عدة أعوام . فمع تداعيات وعد بلفور دخلت كل المنطقة في متاهات كثيرة لم يؤرخ حكماء لها لنعرف إخفاقاتنا مع التاريخ ، ودخلنا في أربعة حروب ، مع رحيل حكيم العرب الشيخ زايد إفتقد العرب والمسلمون حكمة هي ضالتهم وقد كان الملاذ والعقل الراجح في أحرج الظروف واللحظات . وجئت للصحيفة لأفي بتكليفات مهنية تلاحق ما يدور في أميركا ، ففرغت منها سعيدا بعد عودة من مقابلة مع قناة الجزيرة ، ولأبشر رئيس التحرير أخي مصطفى بفراغي من مهامي ، فأخذني لمكتبه وما هي إلا دقائق حتى نعى الناعي حكيم أهل السودان بلا جدال ، مولانا الحكيم الزاهد الورع السيد أحمد السيد علي الميرغني ، وكانت الحالة الصحية أصلا تشكي ضغوطات كثيرة ، فاستجبت لمتطلباتها ، ومن منزلي وجدت فضائية شعب السودان المختطفة تسجل نقاطا ذهبية لصالحها متفوقة على سائر قنواتنا التي لم يهز لها الحدث الزلزال جفنا ، فأفردت إرسالا حيا إفتقد فقط صورا له وهو يرأس مجلس رأس الدولة في ديموقراطية متعثرة حاول جهده لملمة اشلائها ولكنها سقطت .
لمن لا يعلم ، تربطني بالسيد أحمد مودة غالية ، وعلى زهدهفي اللقاءات الصحفية والسياسية ، وافق لي في عام 2000 تقريبا ومن لندن بلقاء في شقته بمنطقة إدجوار روود ، وبدأ الحديث بأنه قد تلقى تأييدا من مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للقبول بالحديث لي، وبدا لي متمعنا في توصيل رسالة أخرى لي في قوله : السيد محمد عثمان أبونا وأخونا .
وفي ذلك اللقاء الذي نشرته بصحيفة الشرق الأوسط ، ورفض موقعها الإليكتروني أمس الاثنين أن يقدم لي النص ولا أدري لماذا ، كنت أمام سياسي وصوفي وعالم و ( رجل بلد ) من طراز خاص . وفي اللقاء نبذ العنف دون أن يهاجم التجمع ، وأعلى من قيم السلام وأهميته دون أن يمر بإقتلاع النظام . أما الوجه الصوفي فقد تجلى لي في إجابته على سؤالي عن تفريطهم ، ولحد مشاركته شخصيا في ذلك التفريط ، فلم يوافق وأرجع كل الأمر الى تدابير السماء وقال لي إمعانا في ذلك : هل تأمن يا أخي حسن أن لا تخسف السماء بهذه الشقة ونحن بها بعد دقائق ؟ قلت لا .. ومضى يتحدث عن تدابير السماء . ومن عجب أني قد وجدت ذات الرسالة من مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بعد لقاء في روضة المصطفى الشريفة بالمدينة نقلنا لمنزله فيها ، وتحدثنا عن تأجيل زيارته لأميركا فقال : تدابير السماء مع العباد يا أخي لا تسير ( بالمسطرة والقلم ) ، وإلا لكان كل الناس قد تساووا في نيل المقاصد .
حزني ممتد ، وتعازيّ تمتد لكل الشعب السوداني ولأهلي في الإتحادي الديموقراطي ولأهلي بطائفة الختمية، أصحاب ( صلوا على قمر الصفا المصطفى .. صلوا علي آله والصحب أهل الوفا ) على فقد جلل كان هو الوفاء عينه لوطن وشعب ، ويا لهذه الأحزان التي تسد أمامك الأفق وتنتزع منك إنتزاعا شهية الكتابة ، وطبت حيا وميتا مولانا السيد أحمد والله يعلم أننا كنا ندخرك للكثير ، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله .. « إنا لله وإنا اليه راجعون» اخر لحظة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
التاريخ : الخميس ,06/11/2008
-------------------------------------------------------------------------------- عودة الميرغني إلى السودان بعد 19 عاماً في المنفى
وسط إجراءات أمنية مشددة، عاد الى السودان أمس محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد غيبة طولية قاربت العشرين عاما، برفقة جثمان شقيقه احمد الميرغني الذي توفي في مصر الأحد، وكان في استقباله بمطار الخرطوم نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه.
وحظي تشييع احمد الميرغني بمراسم رسمية حافلة، وعزفت الموسيقا العسكرية باعتباره رأس الدولة وقائد القوات المسلحة السابق إبان الديمقراطية الثالثة في عام 1985. ووصل الجثمان في طائرة خاصة، وتوجه محمد عثمان الميرغني فور وصوله الى جنينة السيد علي بالخرطوم لتلقي العزاء ومن ثم حمل الجثمان سيراً على الإقدام من الجنينة الى مسجد السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري حيث وري الثرى بجوار والده هناك. ووضعت شرطة ولاية الخرطوم خطة أمنية قضت باغلاق بعض الطرق أمام حركة السير لتسهيل انسياب موكب الجثمان ومنعاً لحدوث أي تدافع أو اختناقات مرورية. وقال الدكتور الباقر احمد القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي إن الحزب سيرفع مراسم المأتم عقب صلاة المغرب غدا الجمعة.
وتقرر أن يتلقى محمد عثمان الميرغني العزاء اليوم الخميس من الرئيس عمر البشير ونوابه ومساعديه ومستشاريه. الخليج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
دعوة من الرحمة على روحه الطاهرة: رحل الحفيد المفيد الخليفة!
صديق حماد الأنصاري... الصحافة ـ الخميس 6 نوفمبر 2008م
مدخل:
قال النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله مع التسليم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» صدق رسول الله. ? رحم الله مولانا ورأس دولتنا السيد أحمد بن السيد علي الميرغني
لم أجد مدخلاً وأنا اتداعى، على المحمود تيمنا بأحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم في السماء والارض غير هذا الحديث الشريف.. لذلك الرجل الشريف وحقاً لا تعرف معادن (الناس) الا بخواتيمها، ونحن نشهد له بحسنها، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. بل ذاك هو الوصف الحقيقي تفسيراً وتوضيحاً (لوعي) ذلك الرجل النبيل، والذي آثر ان يطبق ذاك المعنى واقعاً وعملاً لا قولا.. فللأمانة والتاريخ.. (أحمد علي الميرغني) هو الحفيد المفيد.. بل هو من شال هذا (الاسم) ارثاً ودعوة.. فحينما يتحدث البعض عن السياسة بأنها فن الممكن بالنسبة لهذا الحسيب النسيب (هي فن التواضع) ـ وقبول الآخر بعلاته واشهاداً آخر واحقاقاً للحق .لم تطاوعني الكلمات على الكتابة وأنا أكتب في هذا المقال الا وطاوعتني وأنا اكتب عن شيخ العرب المرحوم عمر محمد نور الدائم وتجد النفس قدراً من البراح، وهي تحدث الآخر في هذا الانسان الطيب والبريء كأحباب الجنة في صدقهم، بالانحياز دائما وابداً لاحترام الانسان من حيث هو انسان.. وأعني وبالضرورة الانسان السوداني.. حتى وهو على رأس سيادة الدولة السودانية.. فهو قد اخذ شهادة غير مجروحة، من قبل علم من اعلام المجتمع ـ اللواءعبد الحي محجوب ذاك الرائع الفنان وهو قد كان (ياوره) وعلى رأس رجاله في رئاسة الجمهورية ابان النظام الديمقراطي في السودان، فقد عبر وبكل الصدق عن سماحة وبساطة هذا الراحل المقيم، والذي لم يزده ذاك المنصب وقتها الا تواضعا، وحقيقة كما قال المثل السوداني (المليان ما بجلفق).
فها هو بكل الهدوء المعهود فيه يرحل، كالطيف ويعبر الى عالم الخلود كالنسيم، من غير ما ضوضاء او وجل، بل لم يسمع عنه علة قد اصابت جسده (الطاهر)، حتى من أفواه اهل بيته الاقربين . ? تلك هي السماحة، التي تخشى حتى ان تجرح اذن الانسان بالسمع ولكن من يعرف (السيد أحمد الميرغني)، لا يندهش.. حتى وهو يودع هذه الدنيا الفانية التي دخل عليها ضيفا خفيف الظل ورحل عنها وهو أخف ظلا. الطيف الطائف: يا لهف نفسي على رحيل الحكماء، والأسى اشده على سدنة (ساس يسوس) فقد ترجل كل الكلام من على ظهر الجياد (إلا القليل).. فقد اضحت السياسة (حجاب ظالم) لاشراقات الكثيرين من عظماء السودان بل قد اضاعت جهدا وطنيا كبيرا، بغشاوتها، والتي حالت دون اظهار المواقف الوطنية (للبعض).. السيد احمد الميرغني هو النموذج الامثل بقوالبها الظالمة، والتي قسرا قد ادخلت (نفحات صلاحه) في جحور الظلم وبين غياهب الجب (الكيدي).. واللعنة على من كان السبب فكم من يوسف (صديق) قد القى به ظلما، من غيرما (جنية)، الا تحت مظنة (اللا وعي).. والسؤال مردود اين الوعي؟! في اليمين ام في اليسار ام في الوسط؟! ? وأي وعي ذاك الذي ينشد الأذى ويلفظ الحرية؟! ? وأي وعي ذاك الذي يحارب التكافل و(التكية) كنموذج؟! (والتكية لمن لا يعرفها هي التكابة التي تشعل نار (الفرقان) وتملي القداح التي تقتل «الأود») وتشبع الفقير، ثم تروي عطش الظامئ، الى روح اليقين وتملأ بطن المسكين. قال عنه أهلنا الطيبون في السودان، أن هذا الراحل المقيم، هو احد الفرسان الذين رهنوا حياتهم خدمة (للطائفية) المفترى عليها، والتي كان من ربان (ساسها وأساسها)، بل هو من شاد ريعها، بالتبتل فتوى سلامة الناس في السودان.
? ها هو يرحل ولا يعرف بابا للخروج من الدنيا الا من باب السلام. ? فقد ولد وهو يحمل (اسمه) المحمود في السماء والارض.. وعاش وهو صنو لكل دعاة المحبة والوئام، ولسان حاله يقول: (المجد لله في الأعالي وبالناس المسرة وعلى الأرض السلام). فهو كالمسيح في السماحة ان دعا الى التغيير.. (يمناً ويساراً) لا فرق عنده ـ اذا حققت العقائدية (حرية الشعب) فذاك هو المطلوب.. لذا لم يعرف له (تشدد او تعصب)، وحتى وهو على قمة المنصب السيادي، ولم تراوضه النفس الامارة بالسوء الى التعامل بردود الافعال كما يعمل اكثر السياسيين. ? رحم الله مولانا السيد أحمد بن السيد علي الميرغني، وانزل على قبره الطاهر (الاستجابة للدعاء) بقدر الأكف التي رفعت الى المولى عز وجل من (المريدين) او (الاحباب).. ولنردد كما أعتاد على القول السادة الخلفاء.
(ألحق نفسك يا مسكين الختمية سياسة ودين) (ألحق نفسك أوعى تروح الختمية سفينة نوح)
الوداع للختم:ـ هذه هي شعارات غالبية أهلنا في السودان القديم (المستهدف اليوم) والمفترى عليه بخطاب الحداثة والتجديد بالاقصاء. فدلوني على من رفع العلم اقول لكم ـ الزعيم اسماعيل الأزهري. وقولوا لي من الذي خاطب الأمم المتحدة (السيف المسلط علينا اليوم) نيابة عن سكان العالم الثالث؟! أقول لكم الزعيم محمد أحمد المحجوب.. فلله دركم من زعماء (طوائف) وانتلجينسيا سياسية، عرفت للكبار مقاماً دون من ينشدون القمة، وهم في حقيقة الأمر في سفح الجبل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
تشييع أحمد الميرغني في موكب مهيب إلى مثواه الأخير البشير وطه وقيادات الأحزاب على رأس مستقبلي زعيم الاتحاديين الخرطوم: احمد فضل ـ الصحافة 6 نوفمبر 2008م
شيع مئات الآلاف، جثمان نائب رئيس الحزب الاتحادي، احمد الميرغني، رئيس مجلس رأس الدولة السابق، الذي وصل نعشه برفقة زعيم الاتحاديين، محمد عثمان الميرغني، مرشد الطريقة الختمية، مطار الخرطوم عند الساعة الثانية وست وعشرين دقيقة من نهار أمس، على متن طائرة البوينج 737 التابعة لشركة «صن اير».
وبوصول رئيس التجمع الوطني محمد عثمان الميرغني يكون الرجل قد انهى 18 عاما قضاها في المنفى ، حيث تباينت مشاعر المستقبلين امس بين الحزن والفرح. وضم ضريح السيد علي بالخرطوم بحري، جسد الراحل عند الساعة التاسعة وست واربعين دقيقة من ليلة امس، بحضور الرئيس عمر البشير والميرغني ، وسط تراتيل لراتب الختمية المشهور، في اجواء حزينة وتدافع كبير من المشيعين.
وحمل 8 من لواءات الجيش يمثلون وحداته، تابوت الراحل في مراسم عسكرية، وسار الميرغني ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه خلف الجثمان، الذي وضع على منضدتين الأولى أمام الحرس الجمهوري والثانية بين الدستوريين والقيادات السياسية ورجال الطرق الصوفية، في مشهد اختلطت فيه مشاعر الحزن والفرح في آن واحد.
وشهدت جنينة السيد علي بشارع النيل في الخرطوم، التي ضمت جثمان الراحل لأكثر من ساعة، منذ ساعات الصباح تدافعا غير مسبوق من مريدي الختمية وانصار الاتحادي، ليخرج الموكب الحزين بعدها سادا شارع الجامعة وحتى جسر المك نمر، حيث كان في انتظاره قبالة مدينة بحرى حشود اخرى من الحركة الشعبية، حملت اعلامها واعلام الحزب الاتحادي المميزة ذات الألوان الثلاثة، الازرق والأخضر والأصفر. وقدر مقرر لجنة الاعلام بالحزب الاتحادي الوليد بكري، موكب التشيع بأنه مليوني، واكد ان الحشد يعد استفتاءا لشعبية الحزب والطريقة الختمية.
وفى دار ابو جلابية شمالي مدينة بحري، كان في انتظار الموكب حشد آخر استقبل الجثمان بهتاف هستيري، ليخرج التابوت في رحلته الأخيرة في مسيرة ضخمة الى الضريح بجامع السيد علي، حيث ضاق المسجد والطرقات التي حوله بالمريدين ورجال الطرق الصوفية وانصار الحزب الذين توشحوا بالاسى قبل الاعلام واللافتات.
وقال نجل الميرغني، جعفر الصادق في تصريح مقتضب للصحافيين بالمطار، ان عودة زعيم الاتحاديين جاءت في ظل ظرف طارئ ليؤدي واجب العزاء في شقيقه الميرغني الصغير، وزاد «جاء الوالد ليعزى في عمنا ويعزي أهل السودان فيه».
كما تلا جعفر الصادق خطابا لوالده وصف فيه الفقد بالكبير والمصاب الجلل، لجهة ان الراحل لم يكن حزبا او طريقة بل كان أمة يلجأ له في كل الملمات، وتوجه الميرغني بالشكر للرئيس البشير ونائبه طه وقيادة الدولة والاحزاب والطرق الصوفية والعشائر.
وهرعت قيادات الأحزاب السياسية الى مطار الخرطوم لاستقبال «المرغنيين»، بينما آثر أكثرهم التوجه الى الجنينة وجامع السيد علي، مثل الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي الذي وصل مساءً الى المسجد قبل ان يغادره الى دار ابوجلابية لالقاء النظرة الأخيرة على فقيد البلاد، وايضا وفد من قيادات الحركة على رأسهم مالك عقار وباقان اموم وياسر عرمان واخرون رصدتهم «الصحافة» في المسجد والجنينة حيث استقبلتهم جماهير الاتحادي هاتفة «مرحب مرحب بالحلفاء».
وعلمت «الصحافة» ان ثلاثة سرادق للعزاء ستنصب اليوم بباحة مسجد اليسد علي، الأول ، غربي المسجد يستقبل فيه الميرغني كبار المعزين، بجانب القاعة الهاشمية والصيوان المنصوب في واجهة الجامع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: نصر الدين عثمان)
|
العدد رقم: 1071 2008-11-06
الخرطوم تبكي .. رحيل أحمد (المَلِك) وعودة (مولانا) ...
مشاهد رصدها: ماهر أبوجوخ- مقداد خالد – صلاح الطيب رغم صعوبة تقدير رقم دقيق بعدد المشاركين فقد اتفق الجميع على أن عدد المشاركين بالتشييع تجاوز الـ(2) مليون واوضح مسؤل لجنة الإعلام وليد البكري لـ(السوداني) أن تقديراتهم تشير أن اجمالي المشاركين بالخرطوم وبحري يربو عن الـ(5) مليون شخص. عند الساعة الرابعة وخمس دقائق عصراً خرج الميرغني من القاعة وحينما اطل على المحتشدين تبين للذين شاهدوه لاخر مرة قبل ما يقارب العقدين أن تعاقب تلك السنوات لم تبدل هيبته ولم تغير وقاره (فهو نفسه بذات الهيبة والوقار رغم تعاقب السنوات الطويلة). مزيج من المشاعر والاحاسيس المتباينة تعتري المتابع للمشهد بفناء مطار الخرطوم صباح الامس وبجنينة السيد علي بشارع النيل نهاراً وبمسجد السيد علي بالخرطوم بحري مساءً، حينما تتمعن في وجوه الحضور من الرجال والنساء الكهول والشباب والاطفال من منسوبي الحزب الاتحادي الديمقراطي ومريدي الطريقة الختمية .. لقد تلاشت المسافة الفاصلة بين (عسر) فقدان النائب الاول لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ونائب مرشد الطريقة الختمية ورأس مجلس الدولة السابق احمد الميرغني الذي وافته المنية يوم الاحد الماضي بالاسكندرية –الذي كان يلقبه والده السيد الاكبر مولانا علي الميرغني بـ(الملك) - وبين (يسر) عودة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مرشد الطريقة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني بعد غياب طويل عن أعين مريديه ومحبيه واتباعه منذ مغادرته للبلاد (مضطراً) في عام 1990م بعد مغادرته للمعتقل السياسي. وفور إعلان هبوط الطائرة المصرية الخاصة التي تقل الميرغني والجثمان المسجى وعدد من معاونيه في الساعة الثانية من نهار امس بمطار الخرطوم وصل لمقر الجنينة نهاراً ومسجد والده ليلاً، انهمرت دموع غزيرة (لا ارادية) من عدد كبير من الحاضرين رجالاً ونساءاً قد تكون دموع حزن لفراق السيد احمد أو دموع الفرح والشوق للقيا المرشد الذي طال غيابه، وقد يكون لكلا الامرين، واقر لنا رئيس لجنة حشد الجماهير مبارك محمد سعيد بتباين مشاعره وتجاذبها بين الحزن لرحيل السيد احمد والفرح بعودة (السيد). آمال معلقة اثر نبأ قرب وصول الميرغني بالفناء الخارجي للمطار أو بالجنينة أو بالمسجد، كان وقعه على الحاضرين من مريديه ومنسوبي الحزب الاتحادي حالة من الارتياح والراحة وقناعتهم بقرب "حل معضلاتهم ومعضلات البلاد بعد وصوله" .. أنهم اشبه بمن غاب والده عنه لسنوات عديدة لاقى فيها من الضنك والعنت والمشقة وبعودة (الوالد) فإن المأسي ستحل محلها السعة واليسر، فهم يعلقون عليه آمالاً كبيرة لانقاذهم من اوضاعهم الراهنة، وانما لاخراج البلاد بأسرها من محنتها ومأساتها. اولئك الحاضرين اعطوا رسالة واضحة انهم رغم تقلب السنوات الطويلة والظروف العصيبة التي مرت عليهم، لا زالوا متمسكين بالامل بإمكانية حدوث (معجزة ما) تخرجهم من النفق .. وفي فناء المطار حينما سألنا الشيخ السبعيني الذي جاء لفناء المطار متوكئاً على ابنه ابدينا دهشتنا من طول صبر وانتظار البعض الطويل تحت هجير الشمس، وقيام بعض المريدين بالعرضة (حفاة الاقدام) منتصف النهار بشارع الاسفلت وبحثا عن حافزهم لذلك فكانوا يرددون (بأنهم مؤمنين الآن قبل أي وقت ماضى أن مقدم الميرغني سيعود بالخير للطريقة والحزب والوطن بأسره .. وانهم صبروا طويلاً وتحملوا كثيراً ولن يضيرهم لو زادوا الاحتمال والصبر قليلاً لحضور مقدم الغائب الذي طال انتظاره لما يقارب العقدين من الزمان). هتّاف (القلوب) المشهد على طول شارع النيل الذي اغلق امام حركة المرور في حوالي الساعة (2) ظهراً الساكن من حركة العربات والمائجة بأمواج البشر الممتدين على طول الطريق نحو جنينة السيد علي حيث سيحط جثمان الراحل وسيمتع الحضور انظارهم برؤية مرشدهم ورئيسهم (على الطبيعة هذه المرة) بمشاهد الالاف الذين تناثروا على جانبي الطريق وقدرنا عدد المتواجدين داخل الجنينة وحولها حتى الساعة (3) ظهراً بما يقارب المليون شخص، وحينما لمح الحضور سيارة مولانا الميرغني وهي تدلف للمكان لم يتمالك البعض نفسه فاجهش بالبكاء والنواح وفي لحظات ردد المكان اصداء هتاف حشد مليوني يردد بصوت قوي وموحد (بالروح بالدم نفديك يا عثمان). وحضر الميرغني في موكب مكون من خمس سيارات سوداء تحمل شعار رئاسة الجمهورية تتقدمها سيارة لشرطة المرور، ورغم أن السيارة التي يستقلها طوقت بحوالي ثلاث دوائر داخلية ووسطى وخارجية فقد اضطر للانتظار لقرابة العشرين دقيقة قبل أن يتمكن من دخول القاعة بعد تجاوزه بصعوبة للجموع البشرية التي ارادت تحيته، ومنذ خروجه من السيارة في حوالي الساعة (3:20) عصراً وحتى دخوله للقاعة فقد تخللت الاجواء شعارات وهتافات (عاش ابوهاشم عاش ابوهاشم)، (مرحب مرحب يا عثمان) و(لا سودان بلا عثمان ولا سلام بلا عثمان). وفي حوالي الساعة الرابعة وخمس دقائق عصراً خرج من القاعة وحينما اطل على المحتشدين تبين للذين قدر لهم أن يشاهدوه قبل خروجه من السودان قبل اعوام عديدة أن تعاقب السنوات لم تبدل هيبته ولم تغير وقاره (هو نفسه بذات الهيبة والوقار رغم تعاقب السنوات الطويلة) .. خرج للمحتشدين يرتدي جلباب ابيض وعباءة رمادية .. صمت الجميع برهة رفع يداه للسماء قرأ الفاتحة، ارتفعت اكف الحاضرين معه، اشار بعدها للحاضرين بانه سيؤدي صلاة العصر ووجه الحضور بالمغادرة لبحري، اعقبها خروج جزء من الحاضرين يتقدمهم جثمان الراحل احمد الميرغني. إلا أن بعض الحاضرين اصروا على الانتظار من اجل الحصول على نظرة ثالثة تروي ظمأ السنوات الطويلة وهو ما تحقق لهم عند مغادرة مولانا في حوالي الساعة (7:13) مساءاً قاصداً مكان التشييع بمسجد والده بالخرطوم بحري. شعارات مسيسة من ابرز الملاحظات أن مريدي الطريقة الختمية (سيسوا) عدد من اهازيجهم الدينية التي رددت بمطار الخرطوم لكن ابرزها (يا عثمان) التي تذكر بين كل جزئية وقالوا فيهايا علي الهمة يا كاشف الغمة سوقنا وودينا تنجدنا وتخلصنا يلا ودينا لدولة حرية دولة ديمقراطية لا ارهابية ولا شمولية) و(لا حرية بلا ختمية)، بالاضافة للشعارات المعروفة (لا سودان بلا عثمان .. لا سلام بلا عثمان) وغيرها. حضور سياسي بالاضافة لشعارات واعلام الحزب الاتحادي الديمقراطي والطريقة الختمية والطرق الصوفية فقد شوهدت اعلام لحزب الامة القومي والحركة الشعبية لتحرير السودان ولافتات لمؤتمر البحا، ومن بين ابرز المشاهد اعلام ولافتات واعضاء الحركة الشعبية الذين تواجدوا بصورة ملفتة للنظر في الجزء الشمالي من جسر المك نمر ببحري وتمازجت شعاراتهم (سلفا كير للتغيير) مع (عاش ابوهاشم) و(مرحب مرحب يا عثمان). ورصدت (السوداني) من وسط الزحام عددا من ممثلي القوى السياسية من بينهم السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد ومساعد رئيس التجمع للشؤون القانونية فاروق ابوعيسى ورئيس الدائرة السياسية بالتحالف السوداني عصام ميرغني طه (ابوغسان) والقياديين بحزب البعث السوداني يحى الحسين ومحمد وداعة، كما شوهد الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم ضمن الحاضرين. ما لله (اتصل) وما لغيره (انقطع) وقال ممثل طلاب الختمية سيد أحمد عثمان لـ(السوداني) تعليقاً على الحشود الجماهيرية الضخمة التي شاركت في الاستقبال والتشييع (أن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره وانقطع) مبيناً أن علاقة المريدين بالسادة المراغنة هي علاقة دائمة وليست لاجل غرض زائل، رغبة لا رهبة لانهم يستحقون ذلك –أي السادة المراغنة- وهو لديهم سالف ولديهم دين علينا"، أما ممثل رابطة الطلاب الاتحاديين عمر منير فاعتبر أن الحشود الضخمة "تمثل استفتاءً من الشعب السوداني وتعكس تطلعه للحرية والديمقراطية". تقديرات مليوينة ورغم صعوبة تقدير رقم دقيق بعدد المشاركين فقد اتفق الجميع على أن عدد المشاركين بالتشيع تجاوز الـ(2) مليون وذكر مسؤول لجنة الإعلام وليد البكري لـ(السوداني) أن تقديراتهم تشير أن مجمل عدد المشاركين في الاستقبال والتشييع بكل من الخرطوم وبحري يربو عن الـ(5) مليون شخص، لكنه اشار لاحتجاز السيارات الناقلة لاعداد كبيرة من المشاركين شمال وجنوب الخرطوم قادمة من الشمالية والجزيرة، وقال عضو سكرتارية التجمع بالداخل وعضو الكتلة البرلمانية والقيادي بحزب البعث السوداني لـ(السوداني) أن السلطات منعت عددا من ممثلي القوى السياسية من الدخول للقاعة، لكنه اقر بأنه (شخصياً) لم يمنع لعدم ذهابه للمطار:لكن عددا من القيادات السياسية ابلغتني بمنعها من الدخول للقاعة" طبقاً لما ذكره وداعة، لكن آخرين برروا هذا هذا الحادث في حالة وقوعه بسبب عدم وجود ديباجة دخول "وليس لأي أمر أخر". زحمة منظمة واستهل عبد العظيم عثمان الذي يقطن بالحلفايا حديثه لـ(السوداني) بالترحم على الفقيد ووصفه بأنه (رجل سلام ورحل منا بسلام واوى الناس بسلام وحتى في وفاته جمعهم بوئام وسلام) مشيراً لاكتظاظ بحري بحشد كبير من الحاضرين واستدل بذلك بأن المشوار لجامع السيد علي راجلاً تضاعف زمنه، أما احمد عثمان الميرغني الذي التقيانه بجنينة السيد علي فوصف الازدحام الناشئ من الحشود البشرية المتدافعة بأنه (زحمة منظمة ليس فيها هرجلة انها منظمة إلهياً) مبيناً أن اعداد هذه الحشود لم تتكرر إلا قبل (41) عاماً حينما زار الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الخرطوم في قمة اللاءات الثلاث وأضاف:"اقول لك هذه معجزة حقيقية .. فبعد عودة السيد فإن هناك خير كثير سيأتي للسودان". أما احمد الحاج من ود العباس بولاية سنار فتقدم بأحر التعازي للشعب السوداني في وفاة السيد احمد الميرغني مشيراً لحضور حوالي (4) حافلات من منطقتهم فيما حالت الظروف دون وصول البقية وقال بشكل واثق:"انا اقدر الحاضرين والمشاركين في الاستقبال والتشييع بـ(7) مليون شخص". حالة واحدة التنسيق الجيد مابين الاجهزة الشرطية والامنية لم يكن هو الوحيد فعربة الاسعاف المركزي التي تربض خارج الاسوار محتسبة لاي طارئ كانت ملمح اخر من اشكال التنظيم. ورغم حالة الزحام الشديدة والتدافع فقد استقبلت وحدة الاسعاف التي غطت عملية الاستقبال والتشييع طبقاً للقيادي بالطريقة الختمية الدكتور محمد صديق حالة واحدة لمريض (بالازمة) تم اسعافه، كما تلاحظ وجود سيارتان لوزارة الثقافة والاعلام خاصتان بالمخاطبة الجماهيرية تردد آيات الذكر الحكيم والهتافات والاهازيج والتوجيهات وعلمنا ان وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم ساهم في الترتيبات الخاصة بهاتين العربتين. ارباك (الصحفيين) توقع معظم الصحفيين أن تتم اجراءات تنظيم دخولهم لصالة الوصول بمطار الخرطوم مثلما حدث عند عودة عدد من القيادات السياسية منذ عام 2000م والتي كان أخرها عودة وفد مقدمة مولانا الميرغني برئاسة نجله جعفر الصادق، لكنهم تفاجؤا بعد وصولهم لمطار الخرطوم صباح الامس أن الدخول محصور على حملة الديباجات، ورغم أن مصور (السوداني) تمكن من نيل بطاقة التغطية والدخول للقاعة، إلا أن محرر الصحيفة فشل في ذلك وظل قابعاً خارجها (وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم) حيث اتاح لنا ذلك فرصة رصد العديد من المشاهد، ورغم قيام اللجنة المكلفة بترتيب دخول الإعلاميين في انقاذ رئيس تحرير صحيفة (الرائد) الاستاذ عبد المحمود الكرنكي من التواجد خارج صالة الوصول لعدم حمله ديباجة بعد توفير دياجة له من الشخص المسؤول، لكن الامر المؤسف عدم السماح لاستاذ بقامة محمد سعيد محمد الحسن بالدخول للقاعة رغم تاريخه الصحفي الطويل. مشاهد عابرة * التنسيق بين شباب الختمية والطلاب الاتحاديين ابان بوضوح ان الشباب يمكنهم التسامي على الخلافات والتباينات التي صدعت وحدة الحركة الاتحادية. * رجل طاعن في السن يقوده ابناه أصر على الدخول لمقابلة مولانا الميرغني، وكانت لفتة بارعة نالت الثناء حينما تم السماح له بمقابلة الميرغني. * رغم تدافع الحشود إلا أن الشرطة تعاملت مع التدافع الجماهيري داخل جنينة السيد علي بحكمة ومهنية وضبط للنفس. * اضطر المنظمون لتعديل جانب من التشييع بحمل الجثمان على الاكتاف نسبة للكثافة الجماهيرية حيث تقرر نقله بعربة الاسعاف وهو الامر الذي اغضب الشباب الذين اكملوا استعدادهم للقيام بهذه المهمة، لكن ربما وضح أن تقديرات اللجنة المنظمة كانت الاقرب للصواب بدلالة الصعوبات التي اعترت ادخال الجثمان لمسجد السيد علي جراء الحشود البشرية الضخمة.
hgs,]hkn
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
التاريخ: الخميس 6 نوفمبر 2008م، 8 ذو القعدة 1429هـ صباح الخير البلاد تشيّعه في موكب مهيب..ورحل السيد أحمد مرتاح الضمير كمال حسن بخيت [email protected] في موكب حزين.. شيعت البلاد عصر أمس أحد أبنائها البررة، حيث خرج الشعب السوداني عن بكرة أبيه.. لوداع الحسيب النسيب مولانا أحمد علي الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة السابق، وسليل الأسرة الهاشمية.. الذي غيبه الموت المفاجيء في الاسكندرية أخيراً. ومنذ إعلان النبأ.. استقبل مسجد مولانا السيد علي الميرغني موجات من البشر من قطاعات الشعب السوداني كافة.. خاصة ان الراحل العظيم لم يكن ملكاً لحزبه ولا للطريقة الختمية وحدهما.. فقد أحب الشعب السوداني الرجل.. لدماثة خلقه ولبساطته وزهده.. ولأنه ابن السيد علي الميرغني «رحمهما الله» ضربت إجراءات أمنية مشددة على مطار الخرطوم وعلى الشوارع التي يسير فيها موكب التشييع الذي لم نر مثل هذه الموجات البشرية إلا في تشييع جثمان والده مولانا السيد علي الميرغني.. الذي اتخذ موكب تشييعه في العام 1968م نفس الطريق الذي سار عليه موكب مولانا السيد أحمد. قيادة الدولة.. وقادة الأحزاب السياسية ورجال الطرق الصوفية جميعاً كانوا في التشييع الذي أكد قومية الرجل.. ومكانته في قلوب أبناء الشعب السوداني. إن تلك الموجات البشرية التي قدم بعضها من أقاصي السودان.. من شماله، وشرقه، ووسطه بجانب أهل الخرطوم كانت حزينة لرحيل السيد أحمد.. وفرحة بعودة ورؤية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي طال غيابه عن السودان، وكل الجماهير كانت في شوق شديد لرؤيته ولعودته، كان رحيل السيد أحمد مفاجئاً للجميع، خاصة أعضاء حزبه ومريدي الطريقة الختمية. والرحيل المفاجيء.. والمر.. للسيد احمد أصاب الكثيرين بالحزن الشديد وبالإحباط رغم إيمانهم بأن الموت حق. رحل السيد أحمد.. ومولانا محمد عثمان كان قد عقد العزم على العودة الشهر المقبل، ولكن هي إرادة الله. ورحل السيد احمد وحزبه يتهيأ لمرحلة جديدة في العمل السياسي.. يتهيأ للإنتخابات وللمساهمة في حلحلة الكثير من المشاكل التي تحاصر البلاد. كان رحيله مراً.. وكان رحيله حزيناً وترك رحيله.. في القلوب حسرة وفي العيون دمعة.. نسأل الله له الرحمة بأكثر مما قدم لشعبه ولأمته ولأسرته. وكنا نريد للسيد محمد عثمان الميرغني الزعيم التاريخي.. لمعظم أهل السودان ان يعود الى وطنه عودة عادية وطبيعية.. تستقبله جماهير الختمية وجماهير الاتحادي الديمقراطي.. ومحبوه الكثر من عموم أهل السودان. لكن شاءت الأقدار ان تكون عودته ليس كما خُطط لها، جاءت عودته سابقة لموعد عودته التي حددها بنفسه. وقد شيعت جماهير شعبنا فقيد الوطن والوطنية السيد أحمد الميرغني.. الساعد الأيمن والعون للسيد محمد عثمان الميرغني.. الذي كان يمثل رأس الحكمة، تشييعاً يليق بمكانة الرجل الروحية والسياسية. فقد اتسم الراحل بالأخلاق الحميدة.. وبالحكمة. وبالتوازن في مواقفه، وبانحيازه للوطن ولوحدته ولقضايا الوطن كافة. أحمد الميرغني فقد كبير للوطن ولحزبه وللحريات وللتحول الديمقراطي وللعمل السياسي بشكل عام. أحمد الميرغني رحل في وقت، الحزب محتاج إليه أكثر من أي وقت مضى. والراحل أحمد الميرغني كان أكثر نواب الرئيس التزاماً بخط الحزب.. لم يغرد خارج السرب يوماً واحداً.. وهو أحد الذين يؤمنون بمقولة: إن كان الكلام من فضة.. فالسكوت من ذهب. لقد كان صمت أحمد الميرغني من ذهب لأنه لا يتحدث إلا فيما يفيد.. ولا يتحدث إلا إذا تطلب الأمر الحديث.. وليت كل قيادات الأحزاب السياسية يتبعون هذه الفضيلة.. فضيلة الحديث.. في المفيد وبجمل مفيدة. كان يخاطبني بالهاتف.. كلما ذهب إليه صديقي الدكتور الباقر أحمد عبد الله.. وهو أحد قادة الاتحادي الديمقراطي المقربين جداً للسيد أحمد كما هو مقرب للسيد محمد عثمان، كان لا يكثر من الحديث في الهاتف..كان يضبط كلماته بشكل لافت للنظر.. ولا يتحدث إلا في المفيد.. وفي الموضوع الذي أراد أن يتحدث فيه. فقد الوطن رجلاً متميزاً يصعب أن يتكرر. لقد كان موقعه خالياً في اجتماعات مبادرة أهل السودان.. لأن حكمته كانت مطلوبة في المبادرة ولعلاقاته الطيبة مع الجميع كانت تحتاجها المبادرة.. وعندما دخلت القاعة (الجلسة الأولى) لم أجده في المنصة ولكنني وجدت شيخنا حسن أبوسبيب الذي جاء ممثلاً لمولانا محمد عثمان وللسيد أحمد وسألت عنه.. وعرفت أنه بالإسكندرية واعتذر اعتذاراً رقيقاً. أسأل الله مرة أخرى أن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.. إنا لله وإنا إليه راجعون. الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
أضواء كاشفة
علي هامش الأحزان الإتحادية الممزوجة بالفرح ... قال الشعب كلمته صلاح الباشا [email protected] إن القلم ليعجز عن الكتابة تحت ظل هذه الظروف المكتنزة بالحزن النبيل .. وإن الكتابة تستعصي علينا برغم سهولة أمر الكتابة تحت أحلك الظروف . فمادعانا إلي مقاومة الأسي والبحث عن سبيل ذهني للكتابة صباح اليوم هو ذلك الإنفعال الجماهيري الذي عمّ الوطن كله حين نعي الناعي رحيل أعز الرجال إلي قلوبنا ألا وهو الحبيب النسيب السيد أحمد الميرغني وقد تبارت صحافتنا وتنافست ونجحت جميعها وبتقدير إمتياز في الوفاء لهذا الراحل الضخم عقب رحيله .. فمآثره عديدة وروحه طاهرة .. وقلبه كان كبيراً علي الدوام.
وحين أتي خبر مرافقة الحبيب النسيب سيادة مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي ومرشد الطريقة الختمية ذات الأهداف والمرامي الخيرة ، حين أطل هذا الخبر علي مسامعنا ونحن جلوس بالقاعة الهاشمية في ذلك الليل الحزين من يوم الأحد الماضي .. كان وقعه قد أحدث دوياً هائلاً .. ذلك أنه كان قراراً صائباً بعد أن كنا نحبس أنفاسنا خيفة ألا تتحق أمنية أهل السودان في العودة الميمونة .. فجاءت مصيبة الشعب والحزب والطريقة في الحزن النبيل في فقدنا .. وحقا أن المصائب تجمعنَ المصابينا .. وقد جمع الله شعبنا بالميرغني بعد أن ظن ألا تلاقيا إلا خارج الوطن .
وفي الواقع .. هناك حسابات عديدة ربما كانت تباعد في ألا يعود السيد الميرغني إلي شعبه الذي ظل يتحرق شوقاً للقائه .. فهو الذي حمل الهم الوطني لمايقارب العقدين من الزمان .. فلم يتنازل قيد أنملة عن الأجندة الوطنية وعن عودة الحق الديمقراطي الذي يتكيئ علي الحريات كاملة الدسم وعلي تحقيق المساوة في كل شيء.
وإننا لنعجب حقاً من الذين ظلوا يكتبون من وقت لآخر في حق السيد الميرغني دون إستصحاب أية معلومات عما كان يجري ما بين السلطة وسيادته .. وبالتالي ظلت بعض الأقلام تكرر الكتابة في أن أمر عودة الميرغني مرهونة بتحقيق مطلوبات شخصية ... فتأمل !!
فقد حدثني البارحة بعد مواراتنا لجثمان فقيد شعب السودان ونحن جلوس في باحة مسجد مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم وقد أرخي ليل الأحزان سدوله .. وقد كنا نتناقش في أمر الكتابة السالبة من بعض كتاب الأعمدة الذين تنقصهم المعلومة وظلوا أحياناً يكتبون في بعض القضايا وبكامل الإستعلاء الممزوج بالأوهام والأخلام النرجسية لتنوير المجتمع دون بذل الجهد الإستوثاقي الذي يتطلب الوقوف علي حقائق الأشياء حيث لا تتوفر المعلومات عنها أحياناً أو كلياً .. غير أن التمسك والإلتزام بالكتابة اليومية الراتبة مع ضغوط الوقت تجعل الكاتب يستسهل أمر توجيه النقد وبخدر لذيذ يظل يكتب حتي يحدث فرقعة يظنها تقوي من مردود قلمه .. فإذا بها تباعد بينه وبين القاريء المتميز الذي يفهم في السياسة أكثر منا نحن أصحاب الأقلام الراتبة في الصحف .. فيحدث النفور وتصبح النتائج تعبر عن إستخفاف القاريء بما يكتبه الصحافي الراتب.
أقول ... حدثني أحد الأصدقاء القدامي وهو زميل قديم لنا .. ثم تفرقت بيننا سبل الحياة ولا نتقابل إلا لماماً .. وقد جمعنا هذا الحزن النبيل أول أمس الأربعاء في ذلك المكان .. وهو مقرب جداً من بعض الإلمام بعلاقات السيد الميرغني المتمددة مع العديد من قادة المنطقة العربية .. وقد كان الميرغني وقتها في زيارة إلي دولة خليجية عالية المقام وتحب جداً أهل السودان بعمق لاتخطئه العين ، فكان الزمان هو العام 1991م ، وموقف بلادنا الرسمي آنذاك لم يكن في جانب الدولة المحتلة ( الكويت ) حسب ظروف تلك الأيام العربية العصيبة .. وحينذاك قررت العديد من دول المنطقة أهمية التخلص العاجل من العمالة السودانية المتواجدة بها.. فسأل زعيم تلك الدولة السيد الميرغني إن كان في حاجة عاجلة لدعهم يخفف عنه مصادرة أملاك ورثة السيد علي وأعمال الأسرة الميرغنية بالسودان إبان سنوات الإنقاذ الشرسة ضد خصومها السياسيين . تصوروا ماذا كان رد السيد الميرغني ؟ قال لذلك الزعيم الشيخ : والله إن كنت أنا مهموماً علي أمر المصادرة لما خرجت من بلدي .. ولكن طلبي الوحيد والذي أرغب في الإستجابة العاجلة له هو عدم قطع أرزاق أبنائنا من أهل السودان الذين يعملون في دولتكم وعدم محاسبتهم بما جري من موقف رسمي للسلطة في تلك الأيام . فتمت الإستجابة الفورية وتوقف قطع الأرزاق والتي حتماً كانت وتظل تتنزل خيرا وبركة من مجاميع المغتربين لأهلهم المحتاجين داخل الوطن .. وهنا لم يميز السيد الميرغني في طلبه الإستثناء لفئة الإتحاديين أو أبناء الطريقة الختمية .. بل قال أهل السودان.. لذلك أرجو الإنتباه لتحاشي الكتابة بلامعلومات.. ولكن لايكتب البعض عن لماذا أصلاً تتم مصادرة أملاك الخصوم في السياسة ؟ ماهي القاعدة الفقهية التي تبرر ذلك أصلاً .. فقد ظلوا يكتبون علي الدوام .. لكن لم يكتب أحدهم بشجاعة يسجلها لهم شعب السودان دفاعاً عن حقوق الذي صودرت بيوتاتهم وتشردت عائلاتنهم في العراء وهم خارج الوطن يناضلون ... فتأمل !!!!!!!!!
إما إن عدنا لما ظل يجري من تدفقات بشرية من كافة أنحاء البلاد صوب حلة خوجلي بالخرطوم بحري فإن القلم ليعجز عن الوصف .. ونحن الذين كنا نرابض في العمل باللجان مع أشقائنا في الحزب والطريقة لترتيب أمر هذا التدفق قد أصابنا العجز كثيراً في ضبط الأمور .. غير أن الجماهير القادمة من خارج العاصمة كانت هي تتوقع هذا الأمر وتجد لنا الأعذار لأنها تتمتع بحس عالٍ من تقدير للظرف وللكثافة القادمة ولتأخير الخدمات أحياناً برغم توافرها للجميع بالمسجد وبالجنينة منذ زمن مبكر بعد إعلان الخبر الحزين جماهيرياً حيث كانت اللجان تلبحث وتخطط وتتناقش وترتفع الأصوات أحياناً قرابة الفجر يومياً ليخرج الجميع أشقاء بعد الإجتماعات
والله .. والله علي ما أقول شهيد.. لم أر تجرداً في حياتي ونكران للذات مثلما كان يجري من تجرد من كافة أعضاء لجان الأسرة الإتحادية والختمية التي تحملت عبء إدارة هذا الأمر منذ اليوم الأول وحتي تاريخ اليوم .. وقد كان معظم أصحاب المسؤولية لاينامون أكثر من ثلاث ساعات في اليوم الواحد إلي أن ظهر الوهن والضعف الجسدي علي معظمنا أحايين كثيرة .. غير أن الله سبحانه وتعالي كان يمنحنا طاقة قصوي للعطاء بعد كنا نحسب بأننا سنتوقف ونعجز عن العمل .. غير أن توزيع المهام بين اللجان ظل هو المرتكز الأساس لأعمالنا خلال الأيام الماضية.
فقد يكون هنالك بعض الإخفاق في أشياء وأشياء .. غير أن ضغط الزمن وضيق الوقت وكثافة تدفقات الأمواج الشبرية من العاصمة والولايات خلال الأيام الماضية لابد من أن يجعل أعمالنا يشوبها بعض الهنات .. ولكن ماباليد حيلة .. فأحياناً كنا نتقبل إنـتقادات الجمهور .. وأحايين أخري كنا نقابل الإنفعالات بدم بارد .. بل وفي أوقات كثيرة كنا نطلب من الضيوف مساعدتنا والشد من أزرنا .. فيحدث ذلك وبأسرع ما يمكن .. نعم إنه لتجرد إتحادي عجيب دون الإنتظار للمقابل مثلما يجري في العديد من مواقع بلادنا .
ونحن حين نتحدث اليوم بعد أن خفت ضغوط العمل تماماً .. لابد من الإشادة بقيادات الشرطة وفي مقدمتهم السيد مدير شرطة ولاية الخرطوم ومعاونيه من شتي الأٌقسام الأمنية والمرورية لما بذلوه من جهد ظل التخطيط يجري له بواسطتهم لمدة أربعة أيام بلياليها .. فيجب ألا نبخس الناس أشيائهم .. وحقا أثبتت الشرطة بأنها في خدمة الشعب .. ذلك الشعار السوداني الذي ظلت تحمله الشرطة منذ زمان قديم .. وقد كنت أري بنفسي معاناة رجال الشرطة بمختلف الرتب مع إنفعالات جمهور المشيعين والحماس الذي كان يقود أحياناً إلي تفلتات الجمهور في ذلك اليوم العصيب طوال الأربعاء الماضية ... والحمد لله علي كل حال .
أما عن الإخفاق الذي لازم الإستقبال الرسمي والإتحادي والختمي بالصالة الرئاسية بالمطار.. فإن عدم التنسيق المتتابع بين لجاننا وبين لجان السلطة ذات الشأن كان هو النقطة السوداء الوحيدة في الأمر والتي حرمت العديد من الممثلين المختارين لدخول الصالة بالمطار برغم أن الفرصة قد أتيحت لعدد تسعين شخصاً بدلاً عن الخمسة عشر حسب التنسيق الأول والذي واجاهته قيادات الحزب برفض بائن كاد أن يلغي الإستقبال بالكامل .. فإرتفع العدد إلي دخول تسعين شخصية .. وفي هذه الجزئية لم يكن الإعداد الفني للقوائم جاهزاً .. وبالتالي لم تستجب السلطات المختصة بالصالة لدخول ممثلي الحزب والطريقة الختمية والطرق الأخري بالدخول .. غير أنه كان من الممكن تجاوز الأمر في لحظات وإستجلاب أي حافلة من داخل المطار لتوصيل قيادات الإتحادي من البوابة إلي الصالة حسب العدد المتفق عليه .. الشيء الذي أحدث مردوداً ظلت إنعكاساته متمددة طوال يوم الأربعاء الماضية .. لذلك كان من الواجب أن يكون هنالك إبداعاً إدارياً سريعاً بالصالة يعمل علي حل مثل هذه الأمور الطارئة دون مغالاة في تنفيذ الأوامر من الجانبين ودون الحاجة إلي خلق بؤر توتر تظل آثارها تنتقل من جيل إلي جيل ... ولا أزيد.
ولكن ... مايؤكد علي أن جماهير الحزب الإتحادي عامة وأرباب الطريقة الختمية خاصة قد تمددت أعدادهم وسط الأجيال الشبابية الحالية بعد أن ظل البعض يصرح بأن التلاشيء لهذا الحزب العريق قد أطبق علي خناقه .. قد أثبتت تجربة الأيام الأربعة الماضية أن شعب السودان في معظمه ظل متمسكاً بالقيادة التاريخية لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني لمجمل الحركة الوطنية في بلادنا .. وفي قلبها الحزب الإتحادي الديمقراطي .. وقد ظل الزعيم يحمل هموم الوطن في حدقات عيونه حتي يحدث الإستقرار والنماء من أجل هذا الشعب الجميل النبيل .
رحم الله رجل المهام الصعبة والذي يؤديها بكل صمت وحكمة مولانا السيد أحمد الميرغني والذي تعانق روحه الآن وهو في مرقده بجوار والده الحبيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني ( حكيم السودان ) طيب الله ثراهما .
وأن يجعل الله تعالي البركة في سيادة مولانا محمد عثمان الميرغني لتحقيق آمال هذه الأمة التي كانت هتافاتها بالأمس القريب تردد شعارات الفرح العديدة بقدومه وتضع الآمال في أن تتواصل جهوده لتجنيب بلادنا مما يجري لها .
وحقا من خلال الأحزان الممزوجة بالفرح قال الشعب كلمته ونقلتها الفضائيات إلي كل الدنيا .. وهذا وحده يكفي وإلي اللقاء ،،،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
التاريخ: السبت 8 نوفمبر 2008م، 10 ذو القعدة 1429هـ خاطب مراسم انتهاء العزاء في وفاة السيد احمد الميرغني: يجب توحد القوى السياسية لدرء التدخلات الخارجية..لا أرفض عودة أية مجموعة خرجت من الحزب الاتحادي الخرطوم: ضياء الدين عباس: عمار آدم دعا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي قيادات القوى السياسية لتوحيد الكلمة والمحافظة على وحدة السودان وقال يجب أن نقف صفاً واحداً لدرء المخاطر والتدخلات الأجنبية عن البلاد. وأضاف لدى مخاطبته جماهير الحزب الإتحادي في مراسم انتهاء عزاء الراحل السيد أحمد الميرغني أمس: (نحن نسعى لدرء المخاطر عن الوطن وإن أهل السودان يمكن أن يختلفوا ولكن أن تتسبب هذه الخلافات في الإضرار بالوطن فلا) وأشار الميرغني الى أن هنالك مشاكل يجب التصدي لها وقال أنا ظللت منذ مايو الماضي في تجوال بين أقطار الجوار العربية والأفريقية للإسهام في حل قضايا السودان. وقال نحن سعينا لوقف الإقتتال في كل نواحي السودان ولن نتوقف الى أن تستقيم الامور. وجدد الميرغنى الدعوة لتوحد القوى السياسية وقال متسائلاً (لماذا الفرقة) وتابع: إن كانت لتطلعات شخصية (فأنا ماداير حاجة لاوظيفة ولا منزلة) لأنني أطمع في أن أنال أجري من الله مرتين. وأضاف: نحن نريد الوفاق الوطني الشامل وإن أهل السودان باختلاف إنتماءاتهم يجب أن يتوحدوا رغم إختلاف الأصول والأعراق والديانات أخوة وطنية شاملة.وأبدى الميرغني ترحيبه بأي جهود صادقة تبذل لجمع صف السودانيين - على حد قوله. ودعا الميرغني الإتحاديين للم الشمل وقال إن توحد الحزب حدث منذ العام 1967م أمام السيد علي والزعيم الازهري ويجب الآن لم الشمل. وقال (أنا لاأرفض أحداً ولا في نفسي شئ ابداً) وأية مجموعة أو قيادات بعدت عن الحزب لا نرفضهم أما موقعهم داخل الحزب (دي ماشغلتي) فهذا شأنهم مع إخوانهم. وأضاف هنالك من خرج من الحزب ودخل في أحزاب أخرى وعاد الينا ثانية ورحبنا به. وتابع: أنا حملت راية الحزب في تشييع رئيسه السابق وقلت هذه الراية لن تنخفض أبداً وترتبت على ذلك مساءلات ومصادرات وصبرنا عليها. وسرد الميرغني دوره في قضايا البلاد وأشار الى انه تدخل في الخلاف بين الخرطوم وأسمرا وفي إتفاق الشرق حتى تم التوقيع على الإتفاق. وأوضح جهوده وقيادات حزبه في قضية دارفور. وشارك في مراسم انتهاء العزاء في السيد احمد د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ود. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي ووفد من الحركة الشعبية بقيادة ياسر عرمان بجانب علي بن حسن الحمادي السفير القطري بالخرطوم الذي اتى حاملاً رسالة تعزية من قبل امير قطر. وفي السياق قدم جعفر الميرغني انابة عن والده رسالة شكر لكل من ساهم في تقديم واجب العزاء في فقيد البلاد في مقدمتهم الرئيس عمر البشير ونائباه سلفاكير وعلي عثمان بجانب مساعدي الرئيس ومستشاريه ورئيس المجلس الوطني ورؤساء القوى السياسية والولاة ورجال الطرق الصوفية ورجال الدين المسيحي والقوات النظامية بجانب رؤساء وحكومات الدول.
------------------------------------------------------------------------------
فقيد البلاد.. رحيل ومقدم بقلم: د. عصام يوسف بدري
فجعت الأمة برحيل السيد أحمد الميرغني احد الركائز القومية والرموز الوطنية للبلاد شهد له الجميع بوطنيته وعفة لسانه ولم يتأخر لحظة عن نداء وطن وواجب مرحلة. الموت استدعاء ملزم ورحلة لا سبيل لتخلف عنها لا تستثني احداً في ترتيب زمني دقيق وتاريخ لا يخطيء تقديماً أو تأخيراً يأخذ في حلوله الاصاغر والاكابر. الموت محطة مراجعة وتقديم وموقف عظة وعبرة وكفى بالموت واعظاً فالسلوك الانساني والمواقف المختلفة التي تصدر عن الانسان لن تمر مرور الكرام ويطويها النسيان بل محفوظة مصونة عند رقيب وعتيد يشهد عليها معارف من هو على آلة حدباء محمول. ألسنة الخلق اقلام الحق وجبت وجبت. مستريح أو مستراح منه حتى الشجر والحجر يستريح من الكافر بينما يستريح المؤمن عند موته يستسرع حملة نعشه قدموني قدموني لما يرى من كرامة موعودة ونعيم منتظر. ومن داخل فاجعة رحيل السيد أحمد الميرغني تتفتق من داخله فرحة وصول السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي طالت غربته وشغر فارغاً مقعده ومجلسه وهي عودة كان الجميع يتمناها في غير هذا الوقت وغير هذا الموقف. السودان بحاجة لكل جهد وطني مخلص ولكل رمز وطني غيور يدفع المسيرة ويصوب المسار والبلاد بحاجة الى كل عاقل رزين متأنٍ حصيف ولطالما افتقد منبر الحكمة وجود الزعيم الميرغني في السودان بين أهله وعشيرته وأبناء وطنه وكم سيكون العطاء ثراً والتواصل سريعاً نافذاً والتفاعل لا يستلزم وفوداً وترحالاً حال وجود السيد الميرغني وبقائه في السودان. مضى السيد أحمد الميرغني وعاد السيد محمد عثمان الميرغني في تزامن اختلطت فيهما وبهما المشاعر وسيخفف كثيراً من وقع المصاب عودة الميرغني النهائية يملأ فراغ الرحيل ويعوض غياب السنين ويجدد ما بلي ويرمم ما تصدع من جدر الحزب ويجمع شمل ما تشتت. مضى السيد أحمد الميرغني ومضى قبله من مضى وسيلحق بهم كل من يستكمل مكتوباته في الازل. فلنقدم ما ينفعنا عند اللقاء ولنخلف ذكرى عطرة تستنزل دعاء رحمة ومغفرة فهلا اجمع شمل اهل البلاد تنادياً الى كلمة سواء وتعاطياً سياسياً معافيً يدرك عاقبة الممارسة وينأي عن الكيد السياسي ويتقى الله في المسؤولية والمنصب يدرك انها غداً مساءلة ومحاسبة فلا يذهب فريق السلطة بمعايير الصدق وموازين الحق ولا يمنع تأخر مقعد المعارض من إقرار بحق وتسليم بعدل. العزاء موصول لآل الميرغني وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة وللشعب السوداني عامة الذي توحده المصائب وتجمعه المهددات ويتجلى معدنه اصيلاً براقاً متميزاً. لقد اعلنت كينيا يوم فوز باراك اوباما عيداً وطنياً وخرج الافارقة في أكثر من دولة ومدينة يرقصون فرحاً بفوز حفيدهم برئاسة اعظم دولة.. وكم كان موفقاً لو ألغيت جلسة المجلس الوطني يوم وصول الجثمان والتشييع للمشاركة في تلك المراسم تكريماً لرئيس سابق بدلاً من إلغائها لعدم اكتمال النصاب رغم التخريج اللبق الذي دفع به نائب رئيس المجلس الوطني اتيم قرنق.
الراى لعام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
صباح الخير أبو هاشم و(نظرة) للوفاق الوطني الشامل الرأي العام ـ 9 نوفمبر 2008م كمال حسن بخيت
جدد مولانا الميرغني مواقفه الوطنية تجاه العديد من قضايا الوطن.. ومن القوى المتربصة به. وقد أكد أبو هاشم رفضه التام للخلافات الضارة بالوطن.. وأكد أنه لا يطمح في وظيفة، كما دعا إلى توحيد القوى السياسية لدرء التدخلات الخارجية. وهذا ما كنا نتوقعه من أبو هاشم، الذي عرف بمواقفه الوطنية. وبزهده عن السلطة ومشاكلها. أبو هاشم رقم سياسي لا يمكن تجاوزه وشريك مهم في قضايا الوطن.. ومن يتحالف معه يشكل ترياقاً منيعاً يحمي الوطن من كل المصائب ومن كل المؤامرات. نحن نريد من أبو هاشم العودة سريعاً.. للمساهمة الفاعلة والجادة في حلحلة قضايا الوطن ولتوحيد حزبه.. حزب الحركة الوطنية.. وبالرغم من أنه أكد وبالصوت العالي أن وحدة الوطن أهم من وحدة الحزب.. لكنني أقول إن وحدة الحزب جزء مهم من وحدة الوطن. إن الوطن محتاج اليوم قبل أي وقت مضى لتضامن قياداته السياسية، هذا التضامن إذا حدث فإنه يحمي الوطن من التشرذم ومن التشتت ويحقق التنمية للبلاد والعباد.. ويحقق التحول الديمقراطي الذي ينادي به الجميع ولكنهم لم يتقدموا خطوة واحدة لتحقيقه. إن التحول الديمقراطي وإطلاق الحريات العامة بشكل كامل لن يتحقق إلا إذا توافق أهل السودان وتوحدوا.. على حماية وطنهم من الطامعين فيه وفي ثرواته. إن الوفاق الوطني وجمع الصف الذي نادى به أبو هاشم أمس الأول.. وظل ينادي به منذ فترة طويلة هو حجر الزاوية في تحقيق السلام والوحدة.. وفي تحقيق مطالب كل جماهير الشعب السوداني في هذه المرحلة. إن بلادنا موعودة بطفرة تنموية هائلة.. لذلك يعمل أعداء الوطن لتعطيلها.. لأنها إذا تحققت فسوف ينطلق السودان الى الأمام بسرعة هائلة. إن شعار السودان سلة غذاء العالم سيتحقق قريباً بعد أن تنادى الأشقاء العرب دولاً ومستثمرين للاستثمار في السودان لزراعة آلاف الأفدنة قمحاً وعداً وتمني، ولذلك تتآمر القوى المعادية للسودان وأهله وتضيق الخناق على بلادنا وتنسج المؤامرات ضدها. وحدة القوى السياسية في بلادنا هي صمام الأمان الذي يجب أن نعمل جميعاً من أجله.. والمطلوب الاتفاق حتى لو كان على الحد الأدنى من الثوابت.. حتى نغلق الثغرات كافة أمام القوى المعادية لبلادنا. إن أجمل وفاء لمولانا السيد أحمد الميرغني.. وهو الآن بين يدي مليك مقتدر ان نعمل على تحقيق ما كان يسعى له.. وهو الوفاق الوطني، أن نعمل فوراً على تحقيقه.. وبلا شروط مسبقة.. فقط المطلوب تحقيقه حتى لو اقتضى الأمر تقديم تنازلات من الأطراف كافة. إن الوفاق هو حلم الراحل الملك أحمد الميرغني وان واجب الوفاء له ولجهوده السياسية ان نحقق له حلمه التاريخي، وأن نوقف الحرب في دارفور حتى لا تراق أية قطرة دم سودانية، وهذا ما كان ينادي به طوال حياته. ويجب ألا يعود مولانا مرة اخرى الى خارج السودان إلا بعد أن يثبت «أوتاد» خيمة الوفاق الوطني مع القوى السياسية كافة في بلادنا، وهو قادر على ذلك، لأن الوفاق الوطني هو الذي يحمي السودان من التشرذم ومن الصوملة ومن التفتت ومن الهيمنة الأجنبية. إن الوفاق الوطني الشامل هو الذي يحقق السلام الشامل في دارفور وفي كل أقاليم السودان المستهدف من الأجنبي، لذلك نأمل ان يفعلها مولانا مع بقية القوى السياسية السودانية بمختلف اتجاهاتها ورؤاها الفكرية والسياسية، ولتساعده هذه القوى في تحقيق هذا الحلم الكبير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: أبو الحسين)
|
الأحد 9 نوفمبر 2008م، 11 ذو القعدة 1429هـ العدد 5525 غداً الوطن في أحزان المراغنة عبدالله ادم خاطر صدر عن الأمة السودانية حكم رضا في رئيس مجلس الدولة السابق أحمد الميرغني لحظة وفاته بعيداً عن الوطن. لقد كان الراحل الميرغني رجل دولة ورجل اقتصاد ورجل دين وصاحب علاقات وطيدة مع الصفوة من الناس في الداخل والخارج، ولكن كل تلك المزايا تراجعت امام حقيقة انه كان رجلا نبيلا محبا للسلام في اهله ووطنه، ولم يعرف عنه تناقض ما بين ذاته والقيم الرفيعة التي شكلت الوجدان السوداني في العموم وقد شهد له بذلك الكثيرون بعد سماع نبأ وفاته وفي مختلف المستويات، فيما اكدت الجماهير السودانية على ايثاره للسلام العادل في تدافعها بالملايين على ساحة واسعة امتدت من مطار الخرطوم الى مثواه الاخير في جامع الختمية بمدينة الخرطوم بحري. ان النبل الذي تمتع به الراحل سمة ظلت محط تقدير السودانيين بكل تنوعهم الإثني والثقافي والانساني. من ناحية اخرى فإن الوقت الاستثنائى الذي رحل فيه الميرغني زاد من مسئولية الاحباء من قادة الرأى العام المستنير والزعماء من الوطنيين الذين طالما ظلوا يحلمون بفرص المشاركة في استعادة الوطن السوداني لمبادرة الايجاب في ذاته ومحيطيه الاقليمي والدولي، تماماً كما كان موقف طارق بن زياد التاريخي ان كان العدو امامه وان البحر كان من خلفه فلم يكن يملك الا ان يمضي قدما، وكذلك نحن اليوم لا نملك كسودانيين اتفقنا سياسيا وتواضعنا دستورياً، ان نتجاوز الماضي بمركزيته ومظالمه وسطوته واستعلائه وثقافة الكراهية فيه، الى حلم بمستقبل لا يكاد تتبين ملامحه بدقة، ولكننا ايضاً لا نملك الا ان نمضي قدما ولا يسعنا في هذا الدرب الشاق الا النبل الذي كان احمد الميرغني رمزاً له، وداعياً إليه بالموقف السياسي المعتدل والكلمة التي تقر بها عين سامعيها. ان الاعتدال السياسي سمح للمراغنة في تاريخهم السوداني ان يلعبوا ادوارا متعاظمة في وحدة السودان، نجدهم الاكبر الذي انتمى للسودان قبل اكثر من قرنين من الزمان ربط ما بين مداخل وجوده في الشرق (كسلا) وتداعيات تبشيره الديني في الغرب (بارا) بالمصاهرة والزواج، وبالتربية الروحية التي تعزز للناس طيب معايشهم بالتجارة والتواصل الانساني، على الرغم مما يعرف عن تأثير الراحل علي الميرغني في تيارات السياسة البريطانية في السودان بوسائل مختلفة الا انه في المستوى السياسي كان يدرك ان دوره يجب ان يبقى عالم بناء وتواصل ما بين السودانيين وجيرانهم الاقليميين في القرن الافريقي ومصر خاصة بعوامل الدين والتجارة والتواصل الانساني، على تلك الخلفية اعتذر الميرغني عن قبول مساندته ملكا للسودان اسوة بملوك الاردن والعراق بعد الحرب العالمية الاولى مكافأة لدور الاشراف والزعماء العرب في وقوفهم الاستراتيجي مع الحلفاء في مواجهة ألمانيا وحليفاتها خاصة الامبراطورية العثمانية التي عملت على اخضاع الشعوب العربية تحت سيطرتها السياسية بشعار الدولة الاسلامية ليس ذلك فحسب بل ظهر الميرغني ضمن رعاة الحركة الوطنية دينيا حتى شبت عن الطوق، وأسست لمعركة التحرير على قاعدة الوحدة، وظل مستمرا في نهجه ذلك الى ان ودعه الشعب السوداني عند وفاته بموكب مهيب الى مثواه الاخير، حافظاً له دوره التاريخي في الحركة الوطنية من منصة الطائفة الختمية. ان ما قام به الآباء المؤسسون للختمية في السودان من جلائل الاعمال المجتمعية والدينية مهد الطريق الى ان ينتهي ابناؤهم المحدثون الى الميدان السياسي بكل تقلباته وتطوراته، ولعله من هذا المنطلق قبل الاخوان محمد عثمان واحمد تحدى المرحلة، واقتربا اكثر للقيادة السياسية بروح النبل الديني والتاريخي الذي ورثاه، اذ فيما طور السيد محمد عثمان خطاً سياسيا وفيما بعد عسكريا في مقاومة الانقلابات العسكرية والحكم الشمولي، اخذ الراحل احمد دور الممثل لقوة تياره السياسي في الدولة والمطور له من خلال العمل الاستثماري التجاري، هكذا استجاب للدعوة التي وجهها النظام المايوي في سياق المصالحة الوطنية 1976م وقبل بعضوية المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي يومئذ، وبعد نجاح الشعب في انتفاضة 1985م تطورت مساهمته ليصبح رئيسا لمجلس الدولة، ايضاً وبعد انهيار جدار الثقة بين الغرب والعالم العربي بأحداث الحادي عشر من سبتمبر انطلق من تلك الوقائع في التأسيس للعودة للوطن للمشاركة في بناء روح التراضي ولم الشمل وتضميد الجراح وقد تمت عودته المحمودة بعد اتفاق القاهرة، فيما كان مضطلعاً بتلك المسؤولية بروح الوطنية الدينية، لم تكن السبل ماضية في ذات الطريق الذي أراده وطمح فيه، فجاءت وفاته مدخلاً انسانياً جمع قادة الرأي العام السوداني وما تزال في نفوسهم بقايا نزاعات وجراحات وآلام وأحزان كانت تحتاج لوقت طويل لتسويتها، وتجاوز آثارها. على أن الاسئلة التي طرحها رحيل الرئيس أحمد الميرغني فهي كثيرة. على صعيد الوطن كيف نسرع الخطى في تجاوز ضيق المركزية الى رحاب الفيدرالية الدستورية والتحول الديمقراطي بما يجعل الجميع شركاء في الحقوق ويجعلهم مضطلعون على ذات القاعدة بالواجبات؟ في هذا لا يملك الشعب السوداني إلا أن يمضي في سبيل النجاح، تكريماً لنبل الراحل المقيم. أما على الصعيد الختمي فالسؤال الأكثر أهمية: أي طريق سيختار السادة المراغنة في دعم وتعزيز اللامركزية المنتجة؟ لا اجابة بالتحديد على هذا السؤال متداول اليوم. ولكن تعود بي الذاكرة إلى أواخر السبعينات من القرن الماضي، وكنت قد زرت جدي لأمي الخليفة محمود أحمد خليل، وهو من بين أربعة خلفاء للختمية في دارفور إذ أنه الخليفة في كبكابية، وأحمد بيضة في سرف عمرة، ومحمود أبوزيد في زالنجي، والخليفة محمد نور في الفاشر. جلست إليه استمع منه للتاريخ والمستقبل معاً، وعندما وصلنا محطة الختمية، ذكر لي أنه أخذ الطريقة من الخليفة محمد نور في العام 1935 وفيما بعد تعددت زياراته للميرغني، ويومئذ كانت كبكابية ما تزال هي الحامية العسكرية للحدود قبل أن تنتقل إلى الجنينة (أرامتا) بعد استكمال اتفاقية الحدود الغربية بين بريطانيا وفرنسا. في ذلك الوقت اختلطت التأثيرات الاجتماعية والتجارية والدينية الختمية في المجتمع التجاري بكبكابية والذي جمع أناساً من مختلف أنحاء السودان. من ناحيته فقد رشحته قدراته وعلاقاته المحلية وحفظه للقرآن الكريم، وامكانيات أسرته التجارية أن يقبل قيادة تيار الحداثة في المنطقة ويطورها إلى تيار سياسي عندما تجذرت الحركة السياسية الوطنية في السودان واتجهت إلى بناء رأي عام سوداني مشترك في مواجهة الاستعمار، وبذلك أصبح اول رئيس للحزب الوطني الاتحادي في المنطقة بقيادة الزعيم الراحل اسماعيل الازهري. سألته بعفوية ان لماذا قبل ان يكون اتحادياً؟ كان رده جاهزا اذ قال (اخوانا الجونا في البداية، قالوا لينا نطرد الاستعمار والكفر ونبني دولة الاسلام ، قبلنا ولكن...). في واقع الامر من ثنايا افادات المسنين المعاصرين للحركة الوطنية ادركت المجتمعات الريفية ان ثمة فجوة بين المثال الذي بُشروا به، والواقع التطبيقي للسياسة السودانية، خاصة انه لم تكن هناك جهود كافية لتجسير العلاقات الطبيعية بين المنتمين الى الحزب الواحد او الطائفة الواحدة، فحدث التراجع عن الاطروحات الاولى. اما بالنسبة للخليفة محمود لم يستقل عن رئاسة الحزب وحسب بل طلب مني ان اكتب فيما بعد رسالة الى السيد محمد عثمان يطلب فيها منه التنحي عن العمل السياسي والتزام سجادة الطريقة، بالفعل تخلى الخليفة محمود عن العمل السياسي تماماً، وظل يقيم كخليفة الحولية السنوية على النهج العثماني الى ان توفاه الله تعالى، فيما ترك سؤالا في اذهاننا : ما النهج الذي سيختاره المراغنة لمستقبل مشاركاتهم في بناء الوطن؟. بتقديري الشخصي انه آن للمراغنة ان يساهموا بتلاحم اكبر مع الجماهير السودانية في صنع المستقبل الذي صاروا اليوم جزء منه من خلال قيادة محمد عثمان للتجمع الوطني الديمقراطي الذي جمع ضمير الوعي السوداني المعاصر، لقد عبر التجمع عن تيار وطني عميق جمع كل القوى الاقليمية السودانية بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكل قوى اليسار التاريخي بما في ذلك الحزب الشيوعي السوداني، والاتجاهات العروبية القومية بما في ذلك البعث والناصريين وقوى تيار الاستقلال بما في ذلك حزب الامة والاتحادي الديمقراطي، ان ما طرحه التجمع الوطني الديمقراطي في اسمرا 1995م في مؤتمر القضايا المصيرية هو الذي اسس للاتفاقيات التي قادت الى السلام مع المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ، وكذلك مهد الطريق لانجاز الدستور الانتقالي . بالفعل لقد طرح رحيل الرئيس أحمد الميرغني سؤالاً مستقبلياً بنبل الى اين سيتجه المراغنة؟ هل يستمروا في شراكة قيادة اجندة الوطن الجديدة بنبل ، أم يعودوا الى السجادة الختمية بنبلهم الموروث ايضاً؟ الصحافة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
أحمد الميرغني الكاتب/ د. أماني الطويل Sunday, 09 November 2008 فارس يترجل.. وحزب يتبدل
لم أتعود أن أنعي زعماء سياسيين ولا أن أكتب مرثيات في مناسبات الغياب لهؤلاء الطائفه من الناس, لأنني أعلم تماما أن لهم دائما من المريدين في أحزابهم ومن التابعين لرؤيتهم السياسية من ينبري لأن يعدد المآثر بالحق أحيانا وبالباطل أحيان
أخرى, كما أن هذا النوع من الكتابة يسهل معه, خاصة في السودان, أن يتم تصنيف الكاتب من ألوان الطيف السياسي السوداني الذي لا يعطي, غالبا, وزنا كبيرا لفكرة الكاتب المستقل عن الاستقطابات السياسية الزلقة في السودان, ويتم الإصرار على التصنيف مرة مع الحكومة ضد المعارضة أو العكس, ويمكن أيضا أن يتم هذا التصنيف داخل الحزب السياسي الواحد بين الانشقاقات أو التيارات فيه. هذا الاختيار من جانبي وجدت أنه يجب أن أفارقه مع رحيل السيد الرئيس أحمد الميرغني القطب الاتحادي والرمز القومي المنير في وادي النيل وذلك لعدد من الأسباب والدلالات الرمزية التي نرى أنه من المطلوب توطينها في تربتنا السياسية في الوطن العربي والتي تعاني أمراضا ومشاكل لا حصر لها تقف عائقا حقيقيا أمام عملية التطور السياسي والتحول الديمقراطي.
وأول الدلالات الرمزية في شخصية السيد الراحل هو القدرة على الفصل بين ما هو حزبي وما هو قومي, ففي غالب دولنا رئيس الحزب هو رئيس الدولة والفصل بين مصالح الحزب ومصالح مؤسسات الدولة ومستقبل نظامها السياسي فكرة تبدو غائبة في وادي النيل خاصة. عشرات الكتاب أفردوا فصولا في الملمح القومي في شخصية الفقيد الراحل ولعل ما أورده الزميل محمد لطيف في هذا السياق في حادثة تعيين ميرغني نصري والجدل السياسي الذي دار حول هذا التعيين بسبب انتماء الرجل لحزب الأمة وقول السيد أحمد لسائله حول الواقعة اذهب للحزب الاتحادي واضعا الخطوط الواضحة بين انتمائه الحزبي وموقعه الرئاسي. هذا الأداء السياسي الرفيع كان له عظيم الأثر في رأب كثير من التصدعات والشقوق في أوساط التجمع الديمقراطي قبل عقد اتفاقية القاهرة في 2005 وبعدها, فقد كنت اشهد شخصيا الوفود تلو الوفود تستطلع رأي أحمد الميرغني وتلتزم بهذا الرأي سواء في مجمل الحركة السياسية للتجمع أو المشكلات السياسية للحزب الاتحادي.
هذا الملمح التوافقي في شخصية السيد أحمد الميرغنى تتوازى معه مكارم التسامح أزاء الإساءات وإزاء الرأي الآخر وهو مكون كان من سمات الحياة السياسية السودانية, ولكنه للأسف كاد أن يغيب في وقتنا الراهن. وأذكر في هذا المقام أنه في 1992 حينما كنت أعتزم زيارة السودان للمرة الأولى في حياتي سألت الأستاذة الفاضلة عايدة العزب موسى وهي الكاتبة المرموقة في مجلة (روز اليوسف) عن الشؤون الأفريقية وكان لها الباع الطويل في زيارة السودان ومعرفة رموزه ونخبه كافة, وهي أيضا زوجة لرمز من الرموز المصرية المستشار طارق البشري.
وكان مبعث سؤالي والرغبة في تجميع المعلومات حول الأوضاع في السودان هو هذا المناخ السياسي الذي كان يعاني من جدل يصل لدرجة التراشق بالاتهامات بين الحكومة في الخرطوم والمعارضة في القاهرة بحيث يصعب على المراقب من الخارج أن يكتشف حقائق الأوضاع بين الأطراف ويصل الى رؤية موضوعية ومستقلة, خاصة وأن فعل الانقلاب العسكري لم يكن مؤثما في الضمير السياسي الجمعي للنخب العربية على النحو الذي هو عليه الآن, كما انه يكاد يكون الوسيلة الناجعة مع غياب وسائل التغيير الديمقراطية في منطقتنا.
المهم أن إجابة الأستاذة عايدة تمحورت حول أن هذا الجدل الحاد لا ينسحب على الحياة السياسية السودانية, فالجميع يتعارك في الصباح ليلتقي مع خصمه السياسي في المساء بفندق الجراند أوتيل سابقا (الڤيلا حاليا) طمأنتني, ولكننا في هذه الزيارة التي صاحبتني فيها الأستاذة عايدة اكتشفنا معا غياب هذا التقليد, فقد كان الجراند أوتيل خاويا على عروشه, وكانت الحياة السياسية السودانية قد قفزت من حالة التسامح الى حالة العداء متجاوزة حتى حالة الاستقطاب السياسي.
فضيلة التسامح لدى الساسة السودانيين كانت سمة واضحة للحياة السياسية في السودان, ارتبطت بجيل أحمد الميرغني وأقرانه, ونخشى القول إنها غابت تقريبا خلال السنوات الماضية ولكننا نعلي من أمل أن يكون ملتقى أهل السودان المناسبة التي يغلب فيها التسامح على التراشق.
ولعل الدلالة الرمزية الأهم في شخصية السيد أحمد الميرغني هي هذه القدرة على خلق مساحة من التوافق بين الفرقاء, ولعلي لا أذيع سرا بالقول إن السيد أحمد كان يتم اللجوء إليه من جانب قيادات مصرية لدفع جهود الألتقاء في صفوف الحزب الاتحادي بعد أن أصبح تشرذمه بين نخبه السياسية وقياداته التاريخية في الهيئات والجبهات أمر يندي له الجبين ويصيب من يعلم مكانة الاتحاديين في الحركة الوطنية السودانية بألم ومرارة.
ساهم الرجل التوافقي والقومي بوفاته في أن يكسر الحاجز النفسي والسياسي الذي كان يحول دون عودة مولانا محمد عثمان الميرغنى مرشد الختمية وزعيم الحزب وأظن أنه منذ هذه اللحظة يستطيع أن يدفع بفاعلية جهود بناء الحزب, فالإشارة الملهمة التي قال فيها مولانا الميرغني أن مواقع الحزب ليست شأنه, تكاد تكون إشارة البدء للفصل بين ما هو ديني من شؤون الطائفة ومرشدها وبين ما هو زمني يخص القادة السياسيين, وهو فصل أصبح مطلوبا بإلحاح في هذه المرحلة من عمر الحزب الاتحادي ومن التطورات في المشهد السياسي السوداني, ولعل هذا القول من جانب مولانا يعطي إشارة البدء للقادة السياسيين الاتحاديين أن يعيدوا أمجاد حزبهم على زمن زعيمه التاريخي الأزهري الذي أعطى للحزب وجهه المدني والسياسي واستند على الطائفة ونخبها المستنيرة في دعم هذا الوجه المدني والسياسي للحزب. لقد آن الأوان أن يتبدل حال الحزب الاتحادي فيعاد بناء مؤسساته ويتم الفصل بين جبهاته المتحاربة والمتراشقة بأجندة سياسية ضيقة دفعت رموزه الى القفز من ماعونه والافتئات على تاريخه بعد أن قزم الحزب نفسه بالانشقاقات والمؤامرات
إن الحشود التي ودعت السيد أحمد الى مثواه الأخير لابد وأن تعطي إشارة البدء للاتحاديين أن يكونوا اسما على مسمى, وأن يلعبوا دورهم التاريخي كحزب وسط قومي منوط به المساهمة في عملية التحول الديمقراطي في وقت تعصف أنواء الجهوية والقبلية وكثره السلاح بمستقبل السودان. وبطبيعة الحال تعطي هذه الحشود ذاتها مؤشرا مهما لكافة الفعاليات في السودان أن لهذا الحزب وزنا باقيا وهو مطلوب في أية عملية تحول ديمقراطي لها مصداقية وفاعلية على الصعيدين الداخلي والخارجي
رحم الله أحمد الميرغني رحمة واسعة وجعل مسيرته ومساره ملهما للسودان وللسوادنيين بكافة مشاربهم وأطيافهم لأن يعيدوا وجه السودان الذي نعرفه, متسامحا متصالحا ومتوافقا.. فهذا هو الإنقاذ الحقيقي الذي نتطلع إليه.
[email protected]هذا الاخبار السودانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات احمد الميرغنى ...مات ملك الاخلاق الحميدة ... (Re: الكيك)
|
رحيل الملك المبروك فتح الرحمن شيلا ودعت البلاد يوم الاربعاء الماضي بحزن والم،وحسرة وصدمه ممزوج بايمان صادق ويقين كامل بقضاء الله وقدره ، الحسيب النسيب السيد احمد الميرغني رئيس مجلس راس الدولة السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقرطي ،ودعته البلاد رسميا وشعيبا في موكب مهيب وجمع غفير مع دعوات صادقات من جميع محبيه ومن منا لم يكن يحبه ، وقد تجسد في شخصه الكريم كل معاني القيم والاخلاق الفاضله ، وتنزلت علي محياه الباسم علامات النبل والشرف، وتمثلت فيه صدق الاخوه وحقيقة الشجاعه كما لم يتمثل في احد من قبل ولاعجب، فهو الذي كان يقتفي صغير الامور وعظيمها اثر والده مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه، فكان كشجرة وارفة الظلال طيبة الثمار يستظل تحتها الجميع. ولقد شهد العالم وزعماءه جميعا بالحكمة والعقل الرشيد ،وكنت شاهدا اري واسمع حينما خاطبكم العقيد معمر القذافي باعتباركم – حقا وصدق - احد حكماء العالم العربي، ولم يشهد الا بماعلمناه عنكم صديقا وفيا للجميع، سخيا وافر الكف عفيف اللسان،ولقد جاء من قبل علي لسان الاسكندر الاكبر " انه لشئ جميل ان تعيش الحياه وانت تمتلك الشجاعة وان تموت تاركا وراءك صيطا خالدا".
السيد الرئيس حق لك انت تلقي ربك راضيا مرضيا ، فلم تسجل لكم المحافل الوطنيه الا الصدق والاخلاص، وعفة اليد واللسان نموذجا للعترة النبويه الطاهره الشريفه، فمن منا ينسي دعوتكم لنبذ العنف وطرد الكراهيه ، واعتماد الحوار وسيلة لبلوغ الغايات ، نعم فلقد اعلنتها حينها وصوت الرصاص يعلو ويزداد ، بينما كان حديثكم داويا مدويا، فكان صوتكم اعلي واصدق واكثر نبلا وخيرا للوطن والموطن، ورحم الله احمد شوقي حيث قال :
شيعوا الشمس ومالوا بضياءها *** وانحي الشرق عليها فبكاءها
ومازالت اسماعنا تحفظ نصيحتكم الغاليه " لالنقطة دم سودانيه واحده" ،وهاهي الدماء تسيل في دارفور التي علمت من اجل احلال السلام فيها كرئيس لدائرة دارفور بالحزب الاتحادي ،لااحد يمكن ان ينسي نصائحكم الخالده،وانت تقول "لا للدمار، لا للحرب، نعم للتنميه والتعمير، نعم للاستقرار والسلام.
جزعك في مصيبة صديقك احسن من صبرك،وصبرك في مصيبتك احسن من جزعك واني لادعي وانا صادق بانني كنت له صديقا مقربا ،ولكن من من الناس لم يكن له صديقا، فلقد تميز بعلاقاته الجيده مع الجميع لكن كان لي شرف مرافقته عند عودته الميمونه الي الوطن قبل ثمانية اعوام ،واتذكر وقتها عندما كان يردد علي مسامعنا انه لايدعي حلولا تنسب اليه ولابطولات تسجل باسمه ، ولاانجازات ترد اليه دون سواه ، لكنه سيظل يبذل الجهود المخلصه ويحمل الامال الصادقه والرغبه الجاده، فوق هذا وذاك فلقد شهد لك السودان كله من اقصاه الي ادناه بانك لم تكن طعانا ولا لعانا ولافاحشا بل العفه كل العفه، وظللت مترفعا ساميا منفتحا العقل بضمير حي لايحمل الا هم الوطن.
ياراحل اكبرتك الحادثات ***ومااكبرتها عن تليين وتشديد
ابكيت حتي العلا والمكرمات ***وماجفت عليك ماقي الخلد والخودي
ربات الكل والاصحاب كلهم *** عليك مابين محزون ومصبور
يبكون فقد امري للخير منتسيبي *** بالبشرمنتقبن في الناس محمود
لقد شيعتك الجموع الحاشده من كل الوان الطيف السياسي ومشايخ الطرق الصوفيه وجماهير حزبكم وجموع الشعب التي خرجت تودعكم وتودع معك الحب والاخلاص والوفاء والخير كل الخير الذي لم تنطق الابه ، ودعتك وانت ترحل في هدوء كما كانت حياتكم العامره بالخير والعطاء هادئه، وعزءانا وان كان فقدكم لاعزاء بعده اننا نضع نصب اعيننا حديثكم الهادي بضرورة الاتفاق وتناسي مرارات البلاد حرصا علي مستقبل الوطن الذي كان همكم الاول والاخير، تردد في اذاننا منذ سماع النبا المفجع هتافات جماهيركم في الولايه الشماليه وهي تتدافع نحوكم حبا وتبركا "مرحب مرحب بالمبروك" ، وقد اطلق من قبل والدكم العظيم عليكم لقب الملك، وكنت حقا ملكا تملك حب الجماهير ووفاء الاهل.
مواقفكم الوطنيه تعددت فكنت شجاعا كعهدنا بكم ، حيث رفضتم الانسحاب من الحكومة في الديمقراطيه الثالثه وانت تعتلي سدة الحكم حرصا علي الاستقرار الذي كنت احد اركانه تعلن بانحيازكم للوطن ونبذكم للتفرقه والتحزب ، فقد كنت قوميا لامة السودان متواضعا مع شعبه ،تميز بوعي كامل ويقين ثابت بين الوطن ومصالحه ومعارضة الانظمه لاتخلط بين نهج المعارضه ومعادات الدولة.
انا لنتقدم باحري التعازي وقلوبنا ملها الحزن والاسي لكنها مؤمنه وراضيه بقضاء الله وقدره ،وانه الي الله ذاهب ومن هموم الدنيا غائب " قيل لاعرابي انك تموت فقال الي اين اذهب ؟قالوا الي الله تعالي فقال "لااكره ان اذهب الي من لا اري الخير الا منه". نعزي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي ورجالات واتباع الختميه ونعزي قبلهم جميعا الشعب السوداني الذي فقد زعيما تاريخيا ورمزا وطنيا سيفتقده الوطن كثيرا،واعزي نفسي برحيل صديقي مولانا السيد احمد الميرغني "انا لله وانا اليه راجعون".
| |
|
|
|
|
|
|
|