|
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان !!
|
علي عبد الله يعقوب في حوار فوق العادة: البشير قال للترابي: «أنت شـيخي ولا يمكن أن أكـون رئيساً لك» ابني رفض الزواج واختار الجهاد فنال الشهادة وقبره موجـود في توريت!
اختلفت الاراء حول العديد من القضايا الآنية والمعاصرة والتاريخية.. حملنا اوراقنا وقصدنا منزل (العم) علي عبدالله يعقوب شيخ شيوخ الحركة الاسلامية، كما ظل يناديه بعض زملائه وابنائه من الساسة والسياسيين.. قصدنا منزله ايماناً منا بان العم علي يحمل في ذاكرته الكثير من الاحداث التي صنعت فيما بعد بعض الساسة والمواقف... ذهبنا اليه، فرد الزيارة بزيارة اخرى لمبنى الصحيفة، متحملاً بذلك اوجاع رهق السنين ومرارة انقسام (الاخوان)،الذي وضع الحركة الاسلامية على حد السيف.. اجاب عن اسئلتنا دون مراوغة وبذاكرة متقدة، فكان هذا اللقاء اشبه بلقاء المطر بالضفاف:
** حوار / عبد الرحمن حنين ** تصوير / سعيد عباس الوطن
* بمناسبة حرب الجنوب نريد عم علي أن نعرف كيف وصلك نبأ استشهاد ابنك دكتور خالد - رحمه الله؟؟ - بصراحة ابني إتخذ موقفه وقرر أن يجاهد وكنا في ذلك الوقت نحضّر لزواجه، وأذكر أنه كان يتحّدث عن الشهادة كثيراً.. وأذكر أيضاً أنني حاولت أن اقنعه بإتمام زواجه وحتى خطيبته قد اتصلت به وحاولت أن تقنعه إلاَّ أنه رفض ذلك وقال لها إنني أطلب الشهادة ويحق لك أن تتزوجي.. بعدها وتحديداً بعد موقعة استرجاع توريت جاءني بعض الإخوة بإيعاز من الرئيس في المنزل وقبل أن يخبروني باستشهاد ابني قلت لهم ابني شهيد إن شاء الله. * هل قمت بزيارة قبره بترويت..؟ - في الحقيقة كنت اعتقد أن الوقوف على قبره من المستحيلات وذلك لمعرفتي بطبيعة المنطقة وأذكر أن والدته كانت دائماً تلح عليَّ في هذا الأمر إلاَّ أنني كنت أقول لها إن ابنك ربما أكلته «الصقور».. ولكن..! * لكن ماذا..؟ - لكن بعد فترة علمت أن ابني رغم مرور أكثر من «45» يوماً إلاّ أن جثمانه كان سليماً خلافاً لما توقعت. * كيف علمت بذلك..؟ - بعد موقعة توريت ذهب الأخ الزبير بشير طه إلى توريت وسأل زملاءه عن مكانه فقالوا له إنه في مكان بعيد وأصر الزبير أن يعرف مكانه، وبعد مشاق وجده في منطقة بعيدة في أحد الخيران حيث كانت المواجهة وحسب ما أشار الأخ الزبير أنه وجده كأنه نائم فقام بعد ذلك بدفنه. * عم علي، نرجع للتاريخ، مرة اخرى.. نريد ان نعرف كيف ومتى اصبح الترابي اميناً او رئيساً للحركة الاسلامية؟؟ اعتقد ان احداث اكتوبر هي التي قدمت الترابي كزعيم للجماعة.. فالترابي في حقيقة الامر كان عميداً لكلية القانون واذكر انه في احدى الندوات تحدث عن قضية الجنوب، فحدث احتكاك بين الطلاب والشرطة اسفر عن مصرع الطالب الشهيد القرشي. * مقاطعة.. نريد ان نعرف كيف وصل الترابي لهذه المكانة.. فهنالك من يردد ان مؤامرة وانقلاباً ابيض حدث فيما يتعلق برئاسة الاخوان.. خاصة وان الترابي عندما كان استاذاً بجامعة الخرطوم كانت هنالك قيادات بارزة في قمة الهرم؟؟! لم تكن هنالك مؤامرة، فبعد احداث اكتوبر تم اجتماع ضم عدداً كبيراً من الاخوان، من اجل احداث تجديد في (الجماعة)، فتم ترشيح كل من الرشيد الطاهر بكر وشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، لتولي دفة القيادة، وعندها انا رفضت الرشيد لانه طلب الامارة وهنالك نص صريح، وقلت من طلب الامارة لا يؤمر... اما شيخ صادق عبدالله عبدالماجد، فقال انه زاهد في الرئاسة، عندها قمت بترشيح الترابي ..الا ان الطاهر بكر رفض ذلك باعتبار ان له علاقة مصاهرة مع الصادق المهدي.. * يقال إن خلافات واسعة اخذت طريقها وسط المدنيين والعسكريين من اهل الانقاذ عند تعيين نائب للرئيس خلفاً للشهيد المشير الزبير... ما تعليقك؟؟. نعم حدث خلاف وارتباك، لكن اذكر اننا عندما كنا في المقابر، تشاورنا فيمن يخلف المشير الزبير محمد صالح، حيث اجمع عدد كبير من الاخوان على الشيخ الترابي عدا شيخ محمد محمد صادق الكاروري.. * وماذا كان رأي الترابي؟؟!. بعد ان قابلناه وافق مبدئياً، الا انه قال لنا لابد من معرفة رأي البشير. * وماذا حدث بعد ذلك؟؟. ذهب الترابي إلى البشير واخبره: الجماعة قد رشحوني نائباً لك خلفاً للشهيد الزبير.. فقال له البشير: انت شيخي ولا يمكن ان اكون رئيساً لك... عندها اقترح الترابي ان يكون علي الحاج نائباً للرئيس، فرفض البشير مقترح الترابي واختار علي عثمان نائباً. * برأيك، لماذا رفض البشير الترابي وعلي الحاج واختار علي عثمان؟؟!. ذلك لاعتبارات كثيرة وذلك حسب قناعات الرئيس، هذا فضلاً عن الانسجام والتفاهم الكبير الذي يجمع بين الرجلين. * هل كان ذلك يعني أن الترابي وعلي الحاج على خلاف مع الرئيس؟؟. «شوف يا ابني»: كل شخص من هؤلاء له مزاياه واراؤه.. واختيار الرئيس لعلي عثمان ارى انه قرار صائب للاعتبارات آنفة الذكر.. بل حتى مبرر الرئيس لرفض الترابي كان مقنعاً، ونحن اكبرناه فيه...
**علي عبد الله يعقوب في حوار فوق العادة: بعد محاولة اغتيال «مبارك» زارني الترابي وقال لي: «الجماعة اتهموني بإغتيال الرئيس المصري».. فقلت له: «انت بتعملا»..! هـــــذا ما أعرفه عن أســـــــامة بن لادن..!
** حوار / عبد الرحمن حنين ** تصوير / سعيد عباس
اختلفت الاراء حول العديد من القضايا الآنية والمعاصرة والتاريخية.. حملنا اوراقنا وقصدنا منزل (العم) علي عبدالله يعقوب شيخ شيوخ الحركة الاسلامية، كما ظل يناديه بعض زملائه وابنائه من الساسة والسياسيين.. قصدنا منزله ايماناً منا بان العم علي يحمل في ذاكرته الكثير من الاحداث التي صنعت فيما بعد بعض الساسة والمواقف... ذهبنا اليه، فرد الزيارة بزيارة اخرى لمبنى الصحيفة، متحملاً بذلك اوجاع رهق السنين ومرارة انقسام (الاخوان)،الذي وضع الحركة الاسلامية على حد السيف.. اجاب عن اسئلتنا دون مراوغة وبذاكرة متقدة، فكان هذا اللقاء اشبه بلقاء المطر بالضفاف: * يقال بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ..اجتمع الأخوان.. ودار حديث عاصف بينكم ما صحة ذلك..؟ - سمعت بهذا الأمر من بعض الأخوة لكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الترابي زارني في منزلي بعد تلك الأحداث وقال لي: «الجماعة اتهمونا بمحاولة إغتيال الرئيس المصري»، عندها قلت له: «انت بتعملا يا الترابي». * ماذا كان رد الترابي..؟ - لم ينف ولم يُعلّق!. * هل كان حديثك معه في شكل دعابة..؟ - لا..! * لماذا لم تنضم إلى الترابي..! علماً بأنك من الأخوان والمدنيين والمتعاطفين جداً مع الترابي..؟ - أولاً أنا مَنْ رشح الترابي لقيادة الأخوان، وذهابي ووقوفي بجانب البشير يرجع إلى قناعاتي بأن البشير لم يثبت عليه فساد مالي، وللحقيقة أن البشير رجل صاحب مبدأ.. وأذكر أنني قبل المفاصلة ذهبت للترابي وقلت له: «انت داير السلطة لكن عاوز أقول ليك حاجة.. فقلت له البشير عندو الجيش ووزارة المالية وكوبر.. انت عندك شنو»..؟! * هل كان الترابي يخطط لإنقلاب قبل المفاصلة..؟ - الترابي يا ابني من قبل قرارات رمضان بفترة قام ببعض الأمور التي لفتت نظر وانتباه البعض، حتى عامة الناس، لذلك كانت المفاصلة بمثابة الطعنة النجلاء في ظهر الترابي. * هل تقصد ازدواجية القرار..؟ - نعم.. لكن هنالك ملاحظات أخرى قام بها الترابي فكانت خصماً عليه فيما بعد..! * مثل ماذا مثلاً..؟ - الترابي في السنوات الأخيرة قام باستقطاب أعداد كبيرة من الطلاب إلى النظام، هذا بجانب استيعابه لعدد مماثل من الطلاب في الكلية الحربية، بجانب قيامه بأنشطة كثيرة كانت بعض القيادات لديها تحفظ عليها، لذلك كان من الطبيعي أن تحدث تلك المفاصلة. * ألا توافقني الرأي بأن المفاصلة اضعفت الحركة الإسلامية..؟ - الإنقسام في بعض المرات يكون مركزاً للقوة. * باعتبار أنك من أبرز القيادات الإسلامية التي استطاعت أن توجد استثمارات مالية للحركة بجانب علاقاتك الوطيدة مع بعض رجال المال والأعمال العرب.. لكل ذلك يتهمك البعض بأنك اقنعت أسامة بن لادن من أجل الحضور إلى البلاد.. بل هنالك مَنْ يقول إنك كنت حلقة الوصل بينه والترابي؟ - هذا محض افتراء ولكنني لا أنكر علاقاتي بالأشقاء السعوديين ولكن كل الذي جمعني باسامة بن لادن هو أنني استأجرت طائرة من إحدى شركاته للطيران للحضور إلى السودان.. والذي أعرفه عن اسامة أنه جاء من أجل الإستثمار في السودان. * يردد البعض بأنك وراء حل الحزب الشيوعي..؟ - نعم أنا مَنْ قمت بالتظاهرة بعد أن ذكر أحد الطلاب الشيوعيين حديثاً غير محترم أو مسؤول عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر أنني ومَنْ معي من بعض الأخوان قمنا بمحاصرة البرلمان وطالبنا بحل الحزب الشيوعي، والحقيقة أن الأمر كان كبيراً وخطيراً لذلك لم يجد إسماعيل الأزهري غير التعاطف معنا وقام بطرد النواب من الشيوعيين من داخل البرلمان. * هل حقيقة تعرّضت لمحاولة إغتيال..؟ - نعم.. وأذكر أنني كنت في أحد المنازل بالثورة وفي منتصف الليل اقتحمت مجموعة مقنعة المنزل، ولكن لأن موضوع حل الحزب الشيوعي كان وقتها وضع الساحة السياسية على سطح صفيح ساخن وضع «الأخوان» جميع الإحتمالات، وفي تلك الليلة التي هاجمتني فيها تلك المجموعة كانت معي مجموعة الأخوان في المنزل فقاموا بطردهم دون أن تحدث مواجهة. * عم علي.. يلاحظ أن منزلك يستقبل عدداً من قيادات المؤتمر الشعبي وبعض قيادات المؤتمر الوطني.. ماذا هنالك..؟ - أغلب هذه الزيارات تندرج في إطار العلاقات الإجتماعية، ولكن هنالك زيارات من أجل بحث بعض القضايا السياسية التي فسدت ونحاول الآن إصلاحها من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء. * هل تقصد أنك تقود وساطة من أجل تجسير وردم الهوة بين الشعبيين والوطنيين..؟ - نعم. * ماهي خلاصة تلك اللقاءات..؟ - والله يا ابني أنا قطعت شوطاً كبيراً وكان ذلك قبل شروع وحدة جمع الصف الوطني، والآن حسب ما أراه أن كل الإحتمالات أصبحت واردة. * إحتمالات شنو..؟ - احتمال أن يلتقي النهران.. وبصراحة نحن نسعى إلى عودة المياه وفي حالة فشل هذه المساعي سنحرص أن يكون هنالك تحالف وتعاون بين الجانبين. * يرى بعض الخبراء أن السلطة كانت سبب «فرزعة» الأخوان.. ما تعليقك..؟ - هذا الحديث فيه جزء من الحقيقة بإعتبار أن السلطة هي سبب الخلاف، ولكن ألا توافقني الرأي بأن ازدياد عدد الجماعات الإسلامية بمختلف آرائهم فيه قوة للحركة الإسلامية؟! * لكن الوحدة أياً كانت أقوى من التشتت والإنقسام..؟ - أُوافقك الرأي، ولكن هناك اختلافاً فيه مصلحة فمثلاً نحن همنا هو الإسلام، وهذه المجموعة عندما انفصلت لم تتبرأ من الإسلام وهذا ما يجعلنا أكثر ترابطاً رغم الإختلاف والإنقسام، وفي رأيي أن إنقسام الشعبيين وخروجهم هو أشبه ما يكون بخروج الابن عن منزل أبيه بعد الزواج. * ولكن هنالك زيجات تمت - إن صح التعبير - بين الحركة الإسلامية ذات الخلفية الإسلامية والحركة الشعبية ذات الخلفية العلمانية..؟! - لكل مرحلة متطلبات وتكتيك معيّن والذي لا يعرفه البعض أن عدد المسلمين من الأخوة الجنوبيين هو أكثر من المسيحيين. * لكن يقال إنك ذهبت إلى الترابي بعد توقيعه لمذكرة تفاهم مع جون قرنق وأعلنت اعتراضك على تلك الخطوة..؟ - نعم ذهبت للترابي واعترضت على المذكرة لإعتبارات كثيرة، وأذكر أنني قلت للترابي لماذا فعلت ذلك..؟ فقال لي: من أجل اسقاط النظام. * من أجل إسقاط النظام أم نكاية بالمؤتمر المؤتمر الوطني..؟! - كله وارد، ولكن الترابي قال لي من أجل اسقاط النظام. نواصل،،،
ألوان تراجع مع الشيخ يس عمر الإمام المشهد السياسي محليا وعالميا
مقتطفات: *عم يس تجربة المرض ماذا أضافت لك مع تجاربك الكثيرة فى الحياة؟ -لا اهتم كثيرا للمرض ولا اكترث إليه أو أشكو منه ولم يحدث وقد أجريت لى ثلاث عمليات قلب مفتوح أن طلبت مسكنا للألام وذلك من فضل الله على. والمرض من الأشياء التى تجعل الإنسان يشعر بأن هذه الحياة أيامها معدودة وأن المرض لا يقتل الإنسان، وفعلا تطمئن بان لكل أجل كتاب. الناس بيقولوا أنهم لا يخافون من الموت وأنا بخاف جدا من الموت! وليس مرد ذلك لأنني سأفقد شيئا من الدنيا، بحمد الله عايش مستور، لكننى خائف لما بعد الموت. فعلا خائف جدا، وخائف لأننى مقصر جدا وذنوبي كثيرة جدا وعلى واجبات كثيرة جدا لا أستطيع القيام بها "ومقصرين فى حق الدعوة الإسلامية".. وما قمنا به فى العمل الإسلامي. ثم راح الواحد بيسأل نفسه: هل هو السبب؟! كثير جدا الواحد بيقف ويسأل هل هو مخطئ فى مسار الدعوة والعمل الإسلامي؟ هل فعلا نحن مخطئون أم مصيبون؟.. ولكنى مطمئن إلى أن الله يعامل الناس بنواياهم ونسأل الله أن تكون نوايانا صادقة..وأعتقد أن جهد العاملين فى الحقل الإسلامي هو الذى بنانا نحن وأوجد لنا مكانة والذى يجحد هذا بيكون جاحد، وكل من يعتبر شطارته هى التى قدمته سواء العاملين فى الحركة الإسلامية أو فى الدولة كذاب. هذا جهد ناس مجهولين وهنالك من قدموا أعمالا كبيرة جدا ولا يذكرون سواء فى صحيفة أو فى التاريخ وهم الذين بنوا الحركة الإسلامية وأتذكر منهم أعداد كبيرة ما توا ولم يتركوا شيئا لأولادهم عاشوا بؤساء وقامت الحركة الإسلامية على أكتافهم، ربنا يتقبلهم إن شاء الله ويغفر لنا أخطاءنا..
*هل هناك مجال للمقارنة بين تجربة "حماس" فى السلطة مع تجربة الحركة الإسلامية السودانية؟ -اعتقد أن تجربة "حماس" أحسن لأنها دخلت السلطة وخرجت منها وهى نظيفة ومتماسكة ولديها مد شعبي والحركة الإسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد وفيها ظلم وأدت مفاهيم معاكسة للقيم التى تحملها للناس، وزارني بعض الأخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام فى المسجد الذى يجاورني بسبب الظلم والفساد الذى أراه وقلت لهم بأننى لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للأخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم "فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام فى السودان، أنا غايتو بخجل".
*كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية فى السودان مع الأخذ فى الإعتبار التجربتين؟ - لمستقبل الحركة الإسلامية فى السودان ضعيف للغاية أضعف من أى بلد إسلامي وذلك لسببين: حماس وصلت القمة فى مرحلة لا تملك فيها سلطة على بلد محتل ولكن فى السودان السلطة كانت فى يدهم مائة بالمائة وسلمتها للعدو والقيم المرفوعة كلها والشعارات أنهارت ودفنت ولم يعد هنالك شعار واحد منفذ منذ قيام الثورة مثل "ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع" حيث لا توجد زراعة ولا صناعة ولا تجارة. وأريد من الصحفيين وللاسف كلهم ليس لديهم احتكاك مع الجمهور بما فى ذلك الصحيفة التى أنا مسؤول عنها إذا دخلوا السوق لوجدوا التجار "قاعدين ساكت" وقد كثرت ديونهم ودخلوا إلى السجن بسبب ذلك والتجارة الآن أمتلكتها الحكومة عبر شركاتها الخاصة واليوم الذى تنهار فيه الحكومة ستنكشف عورات كثيرة. أعتقد أن تجربة السودان جعلت المواطن العادي لديه ظن سيئ فى شعار الإسلام ولا عشم له حوله، والمعاملة سيئة حتى مع أخوان الحركة الإسلامية بإذلالهم وسجنهم وقتلهم مما جعل بعضهم يذهب لدارفور ليقاتل ضد الحكومة.
*هل تري أن الحركات الإسلامية العالمية تأخذ من تجربة الحركة الإسلامية السودانية من دون أن تشير إلى ذلك..؟ -أدعي أنني من أكثر الناس علاقة بالحركات الإسلامية منذ الخمسينيات وحتى الحركات التى نشأت فى بعض البلدان أدعى ان لى إسهاما فيها الحركات الإسلامية كانت تعتبر السودان نواة العمل الإسلامي فى العالم مع أن بعضها بدأ يكيد للحركة الإسلامية فى السودان بسبب الغيرة حيث رأت بعض الحركات أنها الأم وهى القائدة للأحزاب قبل أن تطرح الحركة الإسلامية شعاراتها ويكون لها وجود فى السودان وكثير من القيادات الإسلامية اعتبرت الحركة الإسلامية بأنها المثال لهم وحدث العكس عندما اصابت الخيبة الحركة الإسلامية فى السودان شعروا باحباط شديد جدا لأنهم رأوا بأن الحركة الإسلامية السودانية بعدما نضجت ضربت من داخلها وليس من الخارج وأصابها خذلان حيث اتجه عدد كبير من أعضائها للصوفية وبعضهم جمد عمله وبضع منهم توجه إلى أسامة بن لادن وبعض منهم أصابهم إحباط لدرجة أنه انحرف وهذا أيضا أصاب عضوية الحركات الإسلامية بالخارج عندما رأوا المثال الماثل أمامهم ينهار. هناك بعض من القيادات الإسلامية العالمية التى زارت السودان لديها أمل فى أن ينصلح حال الحركة الإسلامية بالسودان ولكن ما أراه فإنها لن تنصلح لأن هناك أحقادا تمت بين البعض والبعض الآخر وأصبحت هناك ضغائن وكراهية وتحولت قضايا الأفكار والمنهج إلى قضايا شخصية.
*كيف تنظر لصورة السودان وأنت خارجه..؟! -السودان "شلت عليه الفاتحة" .. بكل أمانة يعتبر السودان مات فلا حدود جغرافية كما كانت ولا نسيجه الإجتماعي كما كان فاثيوبيا ذهبت بالفشقة ومصر بحلايب وحتى مياه النيل المصريون لا يرضون بنسبة السودان فيها ولا أن يسقى منها مشروع سندس الزراعي. السودان تناقص من أطرافه فولاية الجزيرة بدأ أهلها ينتظمون فى كيان ويطالبون بحقوقهم، وأنظر لما يحدث فى شمال السودان وفى جنوبه وغربه. *موقفك من القوات الدولية: ...عندما ناقش المؤتمر الشعبي الأزمة بدارفور ودخول القوات الدولية كنت ضد الرأى بقبولها بل واعتبر أن القوات الأفريقية نفسها أجنبية، وأعتبر اتفاق الحكومة بدخول قوات دولية خطأ استراتيجى وهو خزى كبير للحركة الإسلامية التى ورثت السودان خاليا من الوجود الأجنبي وهو جريمة لا تغتفر واعتبر أن موافقة الحكومة جاءت لأنها تريد أن تبقى داخل السلطة ولا أرى أى مبرر لقبولها بالقوات الدولية..
|
|
|
|
|
|