فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2008, 04:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!!

    العدد رقم: 946 2008-07-02

    بين قوسين
    الترابى بين قوسين

    عبد الرحمن الزومة
    كُتب في: 2008-07-02




    جلس السيد الترابى بكامل تاريخه الاسلامى وارثه الطويل الذى بناه فى العمل من أجل رفعة المشروع الاسلامى ودخل السجون والمعتقلات فى سبيل ذلك المشروع.. وبعد كل تلك (اللفة) الطويلة وجد الترابى نفسه جالساً وعن يمينه محمد ابراهيم نقد زعيم الشيوعيين وعن يساره باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وعلى خلفية (أجراس الحرية) التى لم تجد فى كل التراث الاسلامى آية أو حديثاً تجعله (شعاراً) لها غير نص لاهوتى من الانجيل.
    الترابى الذى كان يجلس عن يمينه (فلان) وعن يساره (فلان) من كبار قادة الدولة والحزب والحركة وهو كملك (غير متوج) يأمر وينهى والدولة كلها بقضها وقضيضها تحت أمره وامرته وقادة الدولة والاجهزة السياسية والتنفيذية والأمنية يستمعون إلى (توجيهاته) وتعاليمه: افعلوا هذا ولاتفعلوا هذا... عينوا هذا و(افصلوا) هذا والجميع كلهم (أذن صاغية) يستمعون إلى (الشيخ) ليس بقصد المناقشة وتوجيه الاسئلة والاستفسارات والاعتراضات بل بقصد التنفيذ الفورى و (بالنص) يجد اليوم نفسه (بين قوسين) هلاله الأول باقان أموم والهلال الثانى محمد ابراهيم نقد.
    ولم يقصر باقان أموم فى التشنيع على المشروع الاسلامى والدولة التى بناها بعد مجاهدات ودماء سكبها خيرة شباب الحركة الاسلامية (منهم أخ للترابى نفسه) وذلك فى سبيل الله وفى سبيل الدولة التى يصفها باقان بأنها دولة فاسدة وفاشلة ومنهارة.. هنالك شئ اسمه (سوء الخاتمة) فى الآخرة لكن وضع الترابى فى تلك الصورة هو تعبير دقيق عن (سوء الخاتمة) السياسية. كان الترابى (سعيداً) وهو يؤمن على تشنيع صاحبه وبدلاً من أن يرد عليه (زايد) عليه وحكى (سيناريو) من وحى خياله لكى يثبت أن البعض فى المؤتمر الوطنى يؤيدون التحاور معه بينما البعض الآخر يعارضون ذلك التحاور. ولكى يثبت نظريته تلك والتى لا تجد أى سند من الحقيقة غير ادعائه قال ان الذين يعارضون التحاور معه هم الذين اعتقلوه أول النهار وأطلق الذين يؤيدون الحوار معه سراحه آخر النهار.
    لا أريد أن اتهم الرجل بالكذب غير أننى اقول ان ما قاله هو من نسج خياله وليس له من الحقيقة نصيب وذلك من وجهين والترابى يعلمهما جيداً: الأول هو أن أعضاء المؤتمر الوطنى جميعاً قيادة وقاعدة ما هم متفقين على شئ مثل اتفاقهم على أنه سبب (البلاء) الذى أصاب الحركة الاسلامية وأن عودته إلى صفوف الحركة والدولة هو المستحيل بعينه. أما الوجه الثانى فهو ان الذين أطلقوا سراحه (آخر النهار) هم الذين اعتقلوه (أول النهار) وذلك بعد أن أفهموه بالدليل القاطع الدور الذى قام به أنصاره ثم قالوا له (اتفضل امش بيتك) وللحكاية بقية أرجو أن أحكيها فى وقتها!
    ان واحدة من مشاكل السيد الترابى هى أنه يعتقد أن كل النشاطات الحياتية تدور حول (شخصه) فقد ركبته فكرة سيطرت عليه ابان زعامته للحركة الاسلامية وهى أن الحركة (هى هو) وأنه (هو هى)! لذلك عندما قررت قيادة وقاعدة الحركة والدولة (طرده) واقصاءه كما يحدث فى كل حركة سياسية لم يفهم الأمر على تلك الحقيقة البسيطة المباشرة بل اعتبر الأمر على أن الذين مارسوا ذلك (التمرين) الديموقراطى قد (خانوا العهد)! الناس كانوا بطبيعة الحال (يبايعونه) لأنه ببساطة كان زعيم الحركة لكنه فهم أن تلك البيعة هى (عهد) معه شخصياًً!
    وهو الآن لا يزال يعيش فى ذات (المربع).. لم يستطع أن يفهم أو يصدق أن الزمن قد تجاوزه بالنسبة للحركة الاسلامية فلا يزال يعتقد أن الحركة منقسمة بشأنه لذلك يصور مسالة اعتقاله وكأنها دليل على ذلك الانقسام المشكلة هى متى وكيف يفهم الرجل الأمور على حقيقتها؟

    السودانى
                  

07-03-2008, 07:54 AM

sami Alzubair

تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!! (Re: الكيك)

    الكيك اخوي كيفنك
    عليك الله النكلفك شوية
    ما تجيب لينا اللنكات بتاعت البوستات الاترشفت بنفس الاسم ده هنا
    لانو مرات الواحد بنشغل وبتفوتوا حاجات مهمة
    ولا ما كدي

    تسلم يا حبيب
                  

07-03-2008, 09:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!! (Re: sami Alzubair)

    اشكرك يا سامى
    المادة فى هذا الموضوع كبيرة وممتدة منذ عام 2003 اوثق لهذا الخلاف وممكن تنقر فى بحث قوقل وتكتب فتنة السلطة والجاه او بحث سودانيز ممكن تجد اغلب المادة ..
    الا اننى اعطيك لنك لاخر بوست كان فى الشهر قبل الماضى والشهور اللى قبله وممكن تجد فى احشائه الدر كامن ..
    انقر هنا واقرا
    مع تحياتى


    http://maali-maaliabusharief.blogspot.com/2008/01/blog-post.html
                  

07-03-2008, 09:13 AM

sami Alzubair

تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!! (Re: الكيك)

    Thanx
                  

07-07-2008, 02:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!! (Re: sami Alzubair)

    خطبة الجمعة بين الكاروري والتراضي الوطني
    كتب الطيب مصطفى
    Sunday, 06 July 2008


    زفرات حرى

    الطيب مصطفى

    خطبة الجمعة بين الكاروري والتراضي الوطني



    كان كأنه يتحدث في دار المؤتمر الوطني وليس في بيت من بيوت الله وكمن يتحدث في مجلس شورى المؤتمر الوطني وليس أمام جمع من المصلين ينتمون إلى أحزاب وتنظيمات سياسية شتى وكمن يلقي محاضرة عن ثورة الانقاذ الوطني وليس خطبة في صلاة جمعة يؤمها الناس لسماع ما يتفقون عليه من أمور الدين والدنيا.



    ذلك كان شأن الشيخ عبد الجليل الكاروري وهو يؤم صلاة الجمعة الماضية في مسجد الشهيد في حضور السيد رئيس الجمهورية الذي جاء ليشهد عقد قران نجلي الفريق بكري حسن صالح والأستاذ هجو قسم السيد عقب صلاة الجمعة.



    لن أجزم بأن تلك الخطبة لم يرد بها وجه الله تعالى لأن الله هو الأعلم بالسرائر لكني أنصح الشيخ الجليل بأن يعلم بأنه لو كان قد استشار الرئيس حول ما كان سيقوله قبل أن يلقي خطبته الثانية لرفض ذلك النهج الذي انتهجه الكاروري مما لا أُريد أن استفيض في الحديث عنه وأصفه بالتزلف المنهي عنه لغير الله خاصة في هذه المواضع فضلاً عن أن التراضي الوطني الذي يفوح أريجه هذه الأيام ويطمئن الحادبين على هوية هذه البلاد يحتم على الشيخ الجليل أن ينأى بنفسه عن نكء الجراح واستخدام القرآن للكسب السياسي مثل قول الشيخ »فطاف عليها طائف من ربِّك وهم نائمون« يتحدث عن انقلاب الانقاذ.



    أما الحديث عن الوحدة والانفصال فأرجو من الكاروري ألا يزج به في بيوت الله طالما أنه قد اعترف بأن الثابت الوحيد هو الدين وكل ما عداه يؤخذ منه ويُترك اجتهاداً في إطار ما يحقق المصلحة خاصة وأن اتفاق نيفاشا ما كان سيتيح الانفصال في تقرير المصير لو كان ذلك من المحرمات وأنا على استعداد لمناظرة الشيخ في أي مكان أو زمان خارج المسجد.



    أنتهز فرصة الحديث عن التراضي الوطني لأقول إن أكثر ما يطمئن أن قيادات الحزبين الكبيرين مقتنعة به على أسس فكرية ومرجعية لمواجهة المشروع المصادم لمشروعها والمهدد لهوية السودان بل ولوجوده والمدعوم من قبل القوى الدولية التي تعمل لتمرير أجندتها الشريرة في السودان ذلك أني أعلم علم اليقين حماس الصادق المهدي وكذلك حماس الرئيس البشير ود. نافع للمضي قدماً بالتراضي نحو آفاق علاقة استراتيجية بين الحزبين الكبيرين وضم أحزاب الوجهة والقبلة الواحدة لذلك التراضي.



    ما أدعو إليه البشير والصادق المهدي هو أن ينظما لقاءات دورية بينهما - شهرية مثلاً- فذلك من شأنه أن يعمِّق الثقة بين الرجلين ويختزل المسافات ويعجِّل بتطوير التراضي إلى شراكة استراتيجية لمواجهة الأخطار المدلهمة التي تواجه هذه البلاد.



    حذارِ من الوساطة الليبية



    انتابني حزن شديد في البداية عندما قرأت خبراً عن أن اللقاء الذي جمع الرئيس البشير والزعيم الليبي معمر القذافي في شرم الشيخ قد أعاد تكليف ليبيا بملف تحسين العلاقات بين السودان وتشاد، ذلك أن ليبيا تعلم أن السودان يعلم علم اليقين أنها كانت ضالعة في غزو أم درمان وأن دورها كان أخطر وأكبر من الدور التشادي بل إن السودان ظل طوال العقود الأربعة الماضية ساحة لمغامرات الزعيم الليبي.



    مما أثار غضبي وخوفي كذلك من أن تحشر ليبيا أنفها مجدداً في الشأن السوداني وتمارس دورها التقليدي في لعب دور الخصم والحكم في ذات الوقت تصريحات أمين الاتصال الافريقي عبد السلام التريكي الذي قال - في قلة حياء لا يجاريه فيها إلا زعيمه- »إن ليبيا كدولة جارة للسودان تهتم بالسلام في دارفور وتستضيف المفاوضات في هذا الشأن«.



    انزاح الهم والغم في اليوم الثاني عندما قرأت أن هناك وساطات أخرى جعلت الرئيس البشير يتغاضى عن المبادرة الليبية منها على سبيل المثال حديث عن توسط الرئيس المصري حسني مبارك والذي قال البشير إنه يتوقع منه دوراً في هذا الصدد ثم جاء الحديث عن توسط الرئيس الكنغولي سانغيسوالذي زار الخرطوم وتقدم بعرض للوساطة ووافقت الخرطوم على ذلك الأمر الذي يقطع الطريق على ليبيا وزعيمها المغامر.



    لكن ألا يحق لي أن اسأل كيف ولماذا ينشط الرئيس الكنغولي بينما تتوارى مصر وتنزوي رغم كل ما حاق بها جراء تباعدها عن الشأن السوداني؟



    أعجب والله على صبر الحكومة على مؤامرات وكيد القذافي رغم هشاشة نظامه والتي يقف شاهداً عليها ذلك الدرس القاسي الذي لقنه اياه الرئيس التشادي الأسبق حسين هبري عندما هزمه في مثلث أوزو في الشمال التشادي وعندما أقارن بين تلك الملاسنات التي حدثت في إحدى القمم العربية بين العاهل السعودي الملك عبد الله والزعيم الليبي والتي بثت على الهواء مباشرة بالرغم من أن ما دعا الملك عبد الله إلى الانفجار في وجه القذافي »وإلى وضعه« في مواعينه و»حجمه الطبيعي« لا يقارن بما اقترفه القذافي في حق السودان.



    نصيحة أوجهها للحكومة لوجه الله تعالى ولن تكلفها شيئاً وهي أن يقوم الرئيس البشير والأستاذ علي عثمان ود. مصطفى عثمان - وحذار من دينق ألور أو قل قذافي الداخل- أن يقوموا بجولة يزورون فيها بعض العواصم العربية ويكشفون بالوثائق الدور الليبي في غزو أم درمان والأدوار الليبية السابقة وليت الحكومة تدرس شخصية القذافي واضعة في الاعتبار الرعب الذي جعله يرتعد فرَقاً لمجرد »تمثيلية« حفرة صدام واني لأعلم أن لهذا الرجل أعداء كثر في العالم العربي كلهم مستعدون للعب دور في »مرمطته« أما الصمت فإنه لن يؤدي إلا إلى المزيد من التآمر خاصة وأنه بات يعمل بالوكالة عن أعداء السودان كجزء من الصفقة التي أبرمت معه بعد سقوط صدام.



    ثمة نصيحة أخرى هي أن جولة كهذه تحتاج إلى ملف حول الخطر على هوية السودان من خلال طرح مشروع السودان الجديد الافريقاني الاستئصالي الذي تتبناه أمريكا بالتنسيق مع الحركة الشعبية وحلفائها وهذا يعني مصر بصفة خاصة والتي يرتبط أمنها القومي بأمن السودان مع تعاظم الدور الاسرائيلي من خلال الحركة الشعبية وحركات دارفور المتمردة.



    على كلٍ فإن الحديث عن ليبيا يطول وإذا أرادت وأراد دبلوماسيوها منا أن نكف ألسنتنا وأقلامنا عنها فلتكف شرّها عن السودان وألا نقرأ في أي يوم من الأيام خبراً عن أنها ستتوسط أو تتدخل في الشأن السوداني.




    الانتباهة
                  

07-07-2008, 05:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!! (Re: الكيك)

    خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية:

    ليقرأ الفاتحة على نفسه من يريد أن يقرأها عليها!!

    عن صاحبنا والدكتور الطيب زين العابدين ..

    د. محمد وقيع الله
    [email protected]

    (10)

    تحدثنا في المقال السابق عن طبيعة التوازن في تعامل الحركة الإسلامية السودانية، مع (اللاعبين) السياسيين، المؤثرين في المجتمع السياسي السوداني، وتبين لنا كيف كانت الحركة الإسلامية السودانية، تبادل هؤلاء (اللاعبين) السياسيين الكبار، المؤثرين، كامل الاحترام، بينما كانوا يعاملونها بالعداء والازدراء، وذلك إلى أن فؤجئوا بانقلاب الإنقاذ، ورأوا الحركة الإسلامية السودانية، تتحكم في السلطة لقرابة العقدين من الزمان، وتتمكن – بفضل الله تعالى وتوفيقه - من احباط مؤامراتهم لاقتلاعها، تلك المؤامرات التي تحالفوا فيها – باعترافهم- مع كافة أنواع الشيطان.

    لم تنج الحركة الإسلامية السودانية، بحمد الله تعالى، من محاولات اقتلاعها وحسب، وإنما نجحت كذلك في توهين قوى خصومها المعتدين، وتمكنت من تحجيم القوى الطائفية المتخلفة، التي كانت تتحكم في أقدار البلاد، باسم الحكم الديمقراطي في الظاهر، وباسم الأرستقراطية الطائفية في الحقيقة التي لا مراء فيها.

    تحجيم الطائفية:

    والطائفية الدينية السياسية السودانية ظاهرة اجتماعية، مفتعلة، ومن نتاج التخلف الحضاري، وليس لوجودها أي مبرر، أو مقوم موضوعي. فجميع مواطنينا المسلمين السودانيين، هم سنيون، ومالكيون، وأقرب إلى اتباع طرق الصوفية، المعتدلة، الصوفية وقد انحدروا في أغلبيتهم، من أصول عربية، ومستعربة، ويتكلمون جميعا بالعربية، وليست هنالك فوارق سحيقة بينهم تدعو إلى التحزب في انتماءات وتكتلات طائفية متمايزة.

    ولكن تاريخ التخلف يعلمنا أن الظاهرة الطائفية، ظاهرة مرضية، تنجم كلما انهزمت الأمة في معترك الحضارة، وأحدقت بها الفتن المدلهمة، وفشلت في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها، فتلجأ حينئذ إلى الإنكفاء، والتشرذم في الكيانات الطائفية الوبيلة، وتخلق لنفسها مهام، وقضايا، صغيرة، تنشغل بانجازها، وتنهمك في تقديس سادتها الطائفيين، وتنصب لهم مقامات أعلى من مقامات الوطن، إن لم يكن أعلى من مقامات الدين!

    وقد عملت القوى الطائفية السودانية، على تجيير الوطن، بمواطنيه، ومقدراته جميعا، لصالح تلك الأسر القليلة المعروفة. وتشكل الحزبان الرئيسيان المعروفان، قبيل الإستقلال، ليعبرا عن مصالح تلك الأسر الأرستقراطية القليلة. وقد كان ذلك مثار تذمر بعض القوى المتعلمة قديما، ولكن أثبتت الطائفية في كلا الحزبين أنها أقوى من تلك الزمر الثقافية المتذمرة، فأطاح بها أحد الحزبين، وجعلها أشلاء، بينما تمكن الحزب الآخر من تطويعها، وتدجينها، واستخدامها لتحقيق المصالح الأسرية الأرستقراطية الطائفية.

    وقد كان ذلك درسا بليغا فظيعا، أرعب الخريجين، واستوعبوه، بعد أن حطم كبرياءهم، وأدى بالكثيرين منهم إلى الكف عن ادعاء أدوار الريادة، والاقتناع بالأمر الواقع، والاكتفاء بأداء أدوار ثانوية في الحياة السياسية التي تهيمن عليها الأسر الأرستقراطية الطائفية.

    وكانت النتيجة أن اتجهت عجلة السياسة السودانية، في الحقب الموصوفة بأنها حقب ديمقراطية، لا إلى إنجاز مهام التنمية الإقتصادية، ونشر التعليم، وتطوير الحياة الإجتماعية للشعب، وإنما لتحقيق غايات الأسر الأرستقراطية الطائفية، التي يمكن أن نطلق عليها صفة الفئة الأوليجاركية المهيمنة على أداء الحزبين، أو ما أسماه صاحبنا أستاذ العلوم السياسية، بتسميته الخاطئة (سوبر- تنظيم)، وما هو في الحقيقة إلا (مايكرو - تنظيم) متسلط على الأداء الحزبي.

    ولتمكن الداء الطائفي في الحزبية السودانية، فقد استعصى علاج الحزبين الكبيرين، بشكل خاص، من آثار هذا الداء العضال، وعجزت الجماعات الحزبية العلمانية من علاجه بتقديم البديل المناسب الذي يلغي احتكار الطائفية لسلاح الدين ويمنعها من استخدامه بشكل خاطئ ومضر، وظل الأمر يراوح في مكانه إلى أن أن نضجت الحركة الإسلامية السودانية، واتسعت قاعدتها الجماهيرية، وقويت عضلاتها السياسية، فاجتاحت معاقل الطائفية، وانتزعت منها سلاح الدين، الذي احتكرته لنفسها، وسخرته لمصالحها الخاصة، لا لمصالح جماهير الشعب.

    وهكذا كان من انجازات الحركة الإسلامية السودانية أنها أوهنت الطائفية السياسية التي أعيت أبكار الخريجين السياسيين، وأعيت من بعدهم جحافل السياسيين العلمانيين، ولكن لابد أن نطرح على هامش هذا الإنجاز التاريخي الكبير، ملاحظة مهمة، وهي أن تلك الزعامات الطائفية التي سيطرت طويلا على الأحزاب التقليدية، ظلت تشكل بحياتها مشكلة كبرى من مشكلات البلاد، والآن بانت في نذر المستقبل مشكلة أخرى يسببها غياب الطائفية عن المسرح السياسي السوداني، فغياب هذه القوى المتخلفة عن مسرح الحياة (والأعمار، أعمارنا جميعا، بيد الله)، لن يكون حدثا سعيدا لمشوار الحضارة والتقدم في السودان، كما يظن ويتمنى بعض المتعجلين، بل سيمثل مشكلة كبرى من مشاكل هذه البلاد، لأن هذه القوى الطائفية الآفلة، ستخلف فراغا كبيرا في أحزابها قل أن يملأ، فقد كانت تسد الأفق على أي تطور ديمقراطي صحي ينجب قيادات معافاة لتلك الأحزاب، وهذا ما يحتم على الحركة الإسلامية السودانية، أن تضاعف من جهودها في نشر الدعوة، وتكثيف عرض مبادئ الفكر الإسلامي الصحيح، من أجل تحويل ولاء الناس وتوجيهه إلى لله تعالى، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين كافة، لا خاصة، ولا لأسر طائفية على صفة أخص، تختزل الدين في حوزتها الضيقة، وكيانها الضئيل، ولا تمتثل له، ولا تمثله التمثيل الصادق، السليم.

    تقويض التجمع:

    وقد كان من علائم ضعف الطائفية، وتراخيها، وتهاويها، أن لجأت خلال مواجهتها، ومقاومتها، غير المشروعة، للحكم الإسلامي، الشرعي، الذي جاءت به الإنقاذ، إلى التحالف الانتهازي، مع أشد العلمانيين تطرفا وعداء للحركة الإسلامية، والإسلام، وهم أولئك الموتورون، المتشرذمون الذين تواطأوا على إنشاء ما عرف باسم التجمع الوطني، الذي صاغ ميثاقه أقطاب اليسار المتطرف، من أمثال الشيوعي، المعروف، الخاتم عدلان. وقد توج ذلك التجمع العلماني، المتطرف، جهوده في ترويض الطائفية، السياسية، السودانية، بأن أقنعها لكي توقع على مواثيق، سياسية، دستورية صاخبة، تعلن، بلا مواراة، ولا حياء، عن فصل الدين عن الدولة في السودان، وإلغاء الشريعة من حيث المبدأ والأساس!

    وقد كان خطر ما سمي بالتجمع الوطني، خطرا كبيرا، إذ كانت له أذرع عسكرية، وله مدد مالي كبير من الدول الكبرى، وصلات استخبارية وثيقة، بدول الجوار، التي أوكل لها أمر حصار السودان، وتشجيع الحركات الإرهابية التي تغزو أراضيه، من أفراد ذللك التجمع المشبوه، المسمى زورا بالتجمع الوطني.

    ولكن الحركة الإسلامية السودانية، ممثلة في الإنقاذ، تجهزت لمواجهة هذا التجمع اللا وطني، الذي لم يجمع بين أعضائه إلا المقت المميت، والعداء المهلك، للحركة الإسلامية السودانية ممثلة في الإنقاذ. وأعدت العدة الإستراتيجية لمقارعته، وبذلت جهودا صبورة مخلصة لتنفيذ تلك الخطة، فكان أن تكللت تلك الخطة بالنجاح في جمع قيادات التجمع، من نقاط مختلفة، في خارج البلاد، وإرجاعهم الى وطنهم، وحشرهم في حافلة صغيرة، أخذتهم من مطار الخرطوم، وألقت بهم في الفندق الذي شهد بداية جهود توطينهم بالحسنى، في البلاد، فأدركوا بعد طول عناد، أن رجوعهم أكرم لهم وأجدى لهم من الإستجداء في الآفاق، واقتنعوا بعد كثير تنطع وتكرار للمزاعم تلو المزاعم، في تلفزيون الإنقاذ وغيره، بقرب قيامهم بتفكيك دولة الإنقاذ، أن ذلك أمر ليس في حيز الإمكان، ولعلهم التزموا أخيرا نصح أبي العلاء:

    أرى العنقاءَ تَكبُر أن تُصادا فعاندْ من تُطيق له عنادا!

    غسل الجرج القديم:

    وأما هذا الذي يريد أن يتولى المعارضة بالنيابة عنهم، طالبا أن يغسل بذلك جرحه القديم الراعف، جرح الدفاع الإنتهازي غير المبدئي عن الإنقاذ أيام تعديها على الناس، وإرهابها إياهم، وتنكيلها بهم، فإنه شخص واهم حقا إن ظن أن جرحه هذا القديم الراعف يمكن أن يبرأ أو يتطهر.

    ولهذا الشخص أن يتخبط ما شاء وهو في سبيل تبرئة نفسه من مآخذ دعمه لنظام انقلابي وتوظيف نفسه برتبة ومرتب في خدمته. وأكثر ما ينحدر إليه كاتب أي كاتب هو أن تتعارض أقواله ويخبط بعضها بعضا، وإلا فانظر إلى قول صاحبنا هذا القديم الذي فحواه أنه لولا جهاده في الحركة الإسلامية السودانية لما وصل البشير وعلى عثمان إلى مناصب الحكم، وقوله هذا الحديث المنشور هذا الأسبوع الذي يزعم فيه أنه لما قامت دولة الإنقاذ أدرك أن الحركة الإسلامية قد وصلت إلى مأزق ومطب وأنه جاء ليخرجها منه!!

    فأي هاتين الكذبتين أكبر من أختها؟! لا ندري! ولكنا ندري أن هذا الكاتب كاذب في كلتا قولتيه، وأنه مدفوع إلى هذا الكذب دفعا ملحا بغرض التبرؤ من ماضيه الكريه الكالح، وهو الماضي الذي لن يمسح أبدا من سجله لأنه مسجل في صحائف التاريخ، وعليه شهود كثر من ضحايا ومظاليم، كما أن عليه شهودا أكثر من عموم القراء والمستمعين!

    وعلى هذا الشخص المضطرب المنازع والأفكار والارتباطات، أن يحدثنا لماذا لم يعترض علنا (وهو مجرد كاتب سلاحه الوحيد القلم) على وصول الحركة الإسلامية إلى الحكم بانقلاب عسكري، هذا إن كان ذلك هو اعتقاده الحقيقي بالفعل؟ ولماذا دخل مع الإنقاذيين في (مأزقهم ومطبهم!) إن كان يريد أن يخرجهم منه كما زعم ؟!

    كما أن عليه أن يحدثنا عما فعل لإخراجهم من هذا المأزق وماذا قالوا له بصدد اقتراحه الذي زعمه عن استراتيجية الخروج؟! ولا نريده أن يحيلنا على كتابه الذي يحب أن يحيل الناس إليه، وهو كتاب لا يحتوي غير ما كان جميع الإسلاميين يرددونه من انتقادات على دولتهم، ولعله جمعها من أفواههم، بعد أن كان ينكر تلك الأخطاء، ويدافع عن كل خطأ دفاع المستميت؟!

    عن الدكتور الطيب زين العابدين:

    إن صاحبنا هذا الذي كتبنا عن هذه الحلقات العشر هو شخص انتهازي عريق ضليع في انتهازيته وجشعه، بل هو شيخ جميع انتهازيي الحركة الإسلامية بلا نزاع. أما أستاذنا البروفسور الطيب زين العابدين، وهو قطب من أقطاب الحركة الإسلامية، وشخص من أشخاصها التاريخيين، فإننا نحترمه غاية الاحترام، لأنه كان من التجرد والشجاعة بحيث أفصح عن رأيه في الانقلاب من أول يوم ولم يداره، ولم يكشف أسرار الحركة الإسلامية للناس.

    وفي أيام الإنقاذ الأولى ظل البروفسور الطيب زين العابدين أمينا مع نفسه، ورفض عرضا كبيرا قدمه له الدكتور على الحاج، لكي يصبح سفيرا للسودان في اليمن، وبذلك برهن عن إباء عظيم، وترفع كريم، وبعد عن الدنايا، واحترام للذات، نحترمه ويحترمه من أجله جميع الناس.

    أما صاحبنا هذا فقد تهافت على وظيفة صغيرة بالخارجية، من نوع الوظائف التي تقدم عادة للمبتدئين، وهي عبارة عن وظيفة وزير مفوض، ثم جاء الآن ليقول إن ذلك كان:" يمثل إهانة لشخصي وإساءة استخدام لقدراتي ومؤهلاتي". ونقول له: من أرغمك على قبول ذلك الوضع؟! يداك أوكتا وفوك نفخ! ومن يهن يسهل الهوان كثيرا، ويسهل عليه كل هوان، حتى هوان العمل مع مراكز البحث المشبوهة، التي يزودها بالمعلومات التي تحتاجها الأجهزة الاستخبارية الغربية التي يهمها القضاء على الإنقاذ!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de