دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
الأخ الكيك تحياتي
أكاد أجزم بأن هناك من أهل السودان لم يسمع بعد بكل الذي جري من سقط ولقط حول حادثةهذه المعلمة البريطانية , مما يؤكد بأن هناك خلل واضح في بنية السودان الإجتماعية والثقافية وزد علي ذلك كافة تفرعات الموضوع التي يمكن أن تخرج من هذا الأمر . لا نشك مطلقاً بأن هناك خلل كبير بين ما نقول به وما نعيشة علي أرض الواقع من خلال تعاطينا لموضوع الدين حيث سلمنا ألسنتنا وأيادينا لقلة تحرك موضوع الدين رسمياً بطريقة لا تلامس تلقائية أهل السودان في تعاطيهم لموضوع الدين في حياتهم اليومية ، وبهذا جاء موضوع تسييس هذه الحادثة حسب هوي النخبة التي تحكم بإسمنا بتفاصيل لا قبل لنا بها البتة . وسيسألهم الله يوم الحق عن كل ما إقتروفوه في حق الدين والوطن بإنسانة بالطبع .
بحيراوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: البحيراوي)
|
الاخ البحيراوى اشكرك على التعليق والكلام القيم اعتقد ان مسالة استغلال الدين فى السياسة مسالة لابد من حسمها بطريقة واضحة وبائنة بعد تجربة الاخوان التى استمرت طيلة هذه الفترة من الاخفاقات وعلينا مطالبة الاحزاب باخراج امر الدين من ممارساتها السياسة وتنزيهه من تلك الاساليب الشيطانية التى يقومون بها ويخدرون بها الاميين وانصاف المثقفين والمتدينيين من ابناء السودان .. الدين لله والوطن للجميع هذا هو شعار الانسان على الارض الذى يسود الان ما عدا دول قليلة منها السودان وافغانستان وباكستان وغزة حماس وغيرها من الدول المتخلفة اقتصاديا وسياسيا مثل اليمن والسودان والصومال وتعالى الاسلام علوا كبيرا ان يكون سببا فى التخلف ولكن من يستغله فى هذه الدول هو السبب ..اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
كشفت محاكمة المعلمة البريطانيَّة جيليان غيبونز عن قصور كبير في تشريعنا الجنائي بشأن جريمة (إهانة العقائد الدينيَّة). فالمعلوم، من زاوية العلوم الجنائيَّة، أن كلَّ (جريمة) لا بُدَّ لوقوعها، بهذه الصفة، من توفر واقتران ركنين اثنين، بحيث إذا انعدم أحدهما صارت (الجريمة) نفسها منعدمة بتاتاً، فيتعيَّن تناول الحدث من زاوية مختلفة تماماً عن (القانون)، كالأخلاق مثلاً. ذانك الركنان هما (الركن المادي) و(الركن المعنوي). الأوَّل هو (الفعل) نفسه، أما الآخر فهو (نيَّة) الفاعل، أي حالته الذهنيَّة ساعة ارتكابه (الفعل)، والتي ينبغي إثبات أنها قد انصرفت، بالكليَّة، إلى ترتيب (أثره) الراجح، لا غير. لكن المشرِّع اكتفى، في شأن المادة/125 من القانون الجنائي لسنة 1991م، بوصف (الفعل) الذي يشكل (الركن المادي) من جريمة (إهانة العقائد الدينيَّة)، وتحديد عقوبتها، دون أن يشير، من قريب أو بعيد، إلى وجوب توفر (الركن المعنوي)، وهو (نيَّة) الفاعل من وراء (فعله). هذه (الفجوة) الخطيرة، والناجمة عن نهج التشريع الخاطئ في الغرف المغلقة، بمعزل عن رقابة ومشاركة الرأي العام، وبالأخص الرأي العام المهني، تفتح الأبواب على مصاريعها أمام احتمالات الأخطاء الجسيمة في التطبيقات القضائيَّة. وإنها لكذلك، ليس من زاوية التشريع الوضعي فحسب، وإنما أيضاً من زاوية الشريعة الاسلاميَّة، حيث القاعدة الراسخة هي: "إنَّما الاعمال بالنيَّات وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى" (رواه البخاري). و(النيَّة) حالة عقليَّة باطنيَّة عصيَّة، بطبيعتها، على الانكشاف للآخرين إلا ببذل أقصى الجهد في (التبيُّن) الذي يعني (التثبُّت) و(التحقق). فإذا لم تستبن، بعد كلِّ هذه التدابير، أو قام الشكُّ في أمر وجودها، ولم يتبقَّ سوى محض الظنِّ، انعدمت كلُّ مبرِّرات أخذ المتهم بجريرة (الفعل) المجرَّم. تلك قاعدة ملزمة وواجبة الاتباع في كلِّ الظروف. وليس أدلُّ على ذلك من قوله تعالى: "إن يتبعون إلا الظنَّ وإنَّ الظنَّ لا يغني من الحقِّ شيئاً" (28 ؛ النجم). ومن ثمَّ جاء التوجيه القرآني: "يا أيُّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ (فتبيَّنوا) أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (6 ؛ الحجرات). وفي الحديث الشريف: "ألا إنَّ (التبيُّن) من الله ، وإنَّ العجلة من الشيطان، فتبيَّنوا". ولا تصلح خشية القاضي من افلات بعض المجرمين من العقاب مبرِّراً للتحلل من الالتزام الصارم بهذا التوجيه. فلئن كانت القاعدة الذهبيَّة في التشريع (الوضعي) هي: "لئن يفلت مائة مجرم من العقاب خير من أن يدان برئ واحد"، فإن القاعدة (الشرعيَّة) التي صاغها الخليفة الرابع بإحكام هي: "لئن يخطئ الامام في العفو خير من أن يخطئ في العقاب" (نهج البلاغة). موافقات الفطرة السليمة للوحي الالهي بشأن قواعد العدالة لا حصر لها. وما تقدَّم محض نموذج فحسب لما يمكن أن يؤول إليه حال التشريع حين لا يستهدي، لا بالوحي ولا بالفطرة، ثمَّ ينسب هذا أجمعه إلى (الشريعة الاسلاميَّة)! الفقر سئ، والمرض سئ، والجهل سئ، والفساد سئ، والحرب سيِّئة جداً، لكن، ولأن (العدل) يبقى، في كلِّ الاحوال، (أساس الملك)، فإن أحوج ما نحتاجه، في جدول أولويَّاتنا الكثيرة، وبأعجل ما يمكن، ولو في ساعتنا الخامسة والعشرين هذه، هو الإصلاح القانوني والقضائي الشامل! هذا أو .. الطوفان!
كمال الجزولى السودانى 4/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
فتوى بتحريم التعليم في المدارس الاجنبية الخرطوم: عبد المنعم ابوادريس افتت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بتحريم فتح المدارس الاجنبية والعمل بها وارسال الابناء اليها وقالت فى ندوة اقيمت بالميدان الغربي فى جامعة الخرطوم على لسان مدثر احمد اسماعيل ان جميع اراء العلماء في كل بلاد المسلمين اجمعت على تحريم التعليم الاجنبي ومن جهة اخرى هاجمت الرابطة اسقاط الرئيس العقوبة عن المعلمة البريطانية وقال علاء الدين الزاكي انه لايجوز لاحد التنازل عن حق رسول الله داعيا لتعديل المادة 125 من القانون الجنائي ليصبح الحكم فيها الاعدام وشدد انه حتى المادة 280 من القانون الجنائي لا تتيح لرئيس الجمهورية العفو عن امر مرتبط بقصاص او حد ،وابقت الرابطة الباب مفتوحا على كل الاحتمالات في حملتها ضد المادة 125 من القانون الجنائي .
الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
ما هو المقصود من الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة والسياسة؟ 01/02/2007 د. عمرو إسماعيل هل يعني فصل الدين عن الدولة والسياسة.. أن يكون المسئول غير متدين؟، أو تعني هذه الجملة أن الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة سيكون المسئول أو المواطن فيها فاسقا..؟، هل تعني الدعوة لفصل الدين عن الدولة وأن يكون الدين لله والوطن للجميع أن ننحي الدين جانبا من حياتنا؟ أو تعني دعوة إلى الفسق والفجور مثلما يقول البعض عن هذه الدعوة مهاجمين أنصار الدولة المدنية..؟ العكس هو الحقيقة تماما..، فصل الدين عن السياسة أو الدولة لا يعني أبدا ولم يعني فصل الدين عن الحياة..، المعنى الحقيقي لفصل الدين عن السياسة ببساطة عند أنصار هذه الدعوة هو التالي: عندما يختار أي منا مرشحا لأي منصب يجب أن يختاره لأنه قدوة وذو سمعة جيدة ويرفع برنامجا واضحا.. وليس لأنه يرفع شعارا مكتوب عليه أنا متدين..، ولتبسيط الأمر، في الدول التي تفصل الدين عن الدولة.. قد يتقدم لأي منصب ثلاثة مرشحين.. أحدهم يتقدم ببرنامج اشتراكي وآخر ببرنامج اقتصادي ليبرالي وثالث ببرنامج وسطي.. والثلاثة مرشحين قد يكون كل منهم متدين يؤدي تعاليم دينه ويذهب للصلاة في المسجد أو الكنيسة.. أو على الأقل يجب أن تكون سمعته جيدة.. ولا يجب أن يرفع أي منهم راية تزايد على دين الآخر.... عندها سيكون المواطن قادرا على اختيار المرشح الذي يحقق له مصلحته أو يقنعه بفكره..، عندما لا نفصل الدين عن الدولة.. سيجد أي منا نفسه يرفض مرشحا قبطيا مثلا.. رغم كفاءته وسمعته الحسنة وقدرته على تحقيق البرنامج الذي ترشح على أساسه.. وينحاز إلى مرشح آخر أقل منه كفاءة لمجرد أنه يقابله في المسجد.. والعكس صحيح.. ولعل العراق خير مثال.. فأهل العراق قد اكتووا بنار الاستغلال الكامل للدين في السياسة..، فالشيعي هناك يختار مرشحه ليس بناء على مقياس الكفاءة ولكن بناء على مقياس المذهب، والسُني يفعل المثل والكردي والمسيحي.. ونحن جميعا نرى ماذا حدث وما هي النتيجة.. صدقوني مهما كانت كفاءة أي مرشح لأي منصب.. سواء كان عضوية مجلس نقابة أو عضوية مجلس الشعب أو حتى منصب رئيس الجمهورية.. لو دخل أي انتخابات حرة أمام مرشح يحمل شعارات دينية تجعل البسطاء يعتقدون أنه يمثل الإسلام أو أنه يمثل المسيحية وقد يكون فعلا متدينا ولكنه لا يحمل برنامجا سياسيا واضحا.. سيخسر المرشح الكفء هذه الانتخابات إن لم يبدأ في المزايدة لإثبات أنه أكثر تدينا وقل على البرنامج الحقيقي السلام... ولنبسط الأمر أكثر.. جماعة الإخوان وبعد ثمانين عاما ونتيجة الضغوط عليها.. بعد ثمانين عام! مازالت تدرس الآن فقط إعلان برنامجها السياسي.. لأنها لم يكن لها قط برنامج سياسي حقيقي.. بل مجرد شعارات عامة تبتز مشاعر المواطنين المتدينين..، يا سادتي.. في معظم عصور الخلافة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة.. وفي كل هذه العصور كان الحاكم يقول أن مرجعيته هي الإسلام.. فهل كان كل المسئولين في هذه العصور متدينين.. هل كان الحاكم متدينا.. هل كان يزيد بن معاوية متدينا أو السفاح العباسي أو الحجاج أو قراقوش..أو أو.... فصل الدين عن السياسة معناه فقط هو عدم استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.. عدم رفع شعارات دينية في تنافس سياسي..، عدم كتابة خطاب سياسي يبدأ بالبسملة وآية من القرآن.. ثم مجموعة من الأكاذيب بعد ذلك..، فصل الدين عن السياسة والدولة المدنية تعني أن يكون التشريع هو مسئولية المجلس التشريعي بناء على نصوص الدستور وأن من يحكم في دستورية القوانين هو المحكمة الدستورية العليا وليس مجموعة من الفقهاء أو رجال الدين.. والسلطة التنفيذية مهمتها تنفيذ هذه القوانين وتحقيق برنامجها السياسي الذي يحترم هذه القوانين سواء كان رئيس هذه السلطة مسلما أو مسيحيا.. رجلا أو امرأة.... فهل هذا ما تقوله جماعة الإخوان رغم كل الإجابات الملتوية.. لنرى رأي عضو مجلس شعب يمثلها في حوار منشور على موقعهم في هذه القضية وردا على سؤال واضح: "د/ محمد مرسي في حديث الساعة حول مدنية الدولة وحزب الإخوان فما رؤيتكم مثلاً لوضع الأقباط والأحزاب والمرأة وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة الإسلامية؟ ** كما سبق وأن أشرتُ أننا نتحدث عن الحكم الإسلامي الذي ينطلق من الشريعة الإسلامية، وهذه الشريعة وضعت أحكامًا واضحةً لكل القضايا وكل الفئات، ولذلك فإنه في ظل الدولة الإسلامية فإن الأمر يرجع لأهل الاختصاص، وللإسلام علماء متخصصون في كل المجالات وهناك مؤلفات ومراجع، وآراء فقهية محترمة في سياق منهج أهل السنة والجماعة حول هذه القضايا والنقاط، وجماعة الإخوان المسلمين كهيئةٍ إسلاميةٍ جامعة لا تنتهج مذهبًا فقهيًّا بعينه، وإنما تُحيل مثل هذه القضايا إلى أهل الاختصاص فيها، وهم كثيرون في المجتمع وثقاتٌ وعدولٌ، ومن هذه الآراء والدراسات والمبادئ الأساسية يستقي الإخوان آراءَهم في هذه القضايا، وقد سبق أن أعلنت الجماعة في وثائق مدوَّنة ومنشورة عن رأيها في قضايا التعددية السياسية والمرأة والأحزاب وغيرها من القضايا الأخرى." أي أن الذي يحكم في قضايا هامة مثل وضع الأقباط وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة التي تنادي بها جماعة الإخوان ليس القانون والدستور ومجلس الشعب.. بل أهل الاختصاص والعلماء المتخصصون.. تحال هذه الأمور الهامة إلى علماء الدين المتخصصين وليس للقانون والدستور ومجلس الشعب.. إن لم تكن هذه هي الدولة الدينية فماذا تكون.. وأي حزب مدني يدعون أنهم يريدون تكوينه.. هذا ما يريد أن يدفعنا إليه الإخوان إن لم نفصل الدولة عن الدين ونؤكد على مدنية الدولة وأن الدين لله والوطن للجميع..، كهنوتية جماعة الإخوان ومن يعتبرونهم أهل ثقات وعدول من أهل الاختصاص (المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد).. وهي كهنوتية لا تفرق إطلاقا عن كهنوتية الكنيسة في العصور الوسطي..، هذا معنى فصل الدين عن السياسة ودولة المواطنة.. الدولة المدنية ليس معناها أبدا منع أي مواطن أو منع أي مسئول كمواطن أن يكون متدينا يقيم الصلوات الخمس ويصوم ويزكي ويحج إلى بيت الله الحرام أو أن يذهب إلى الكنيسة كل أحد إن كان مسيحيا.. ليس معناها عدم التمسك بالدين ومبادئه ومبادئ الأخلاق.. الدولة المدنية تعني سيادة القانون على الجميع بدون تمييزى.. القانون الذي تشرعه السلطة التشريعية وتحكم به السلطة القضائية وتنفذه السلطة التنفيذية والسلطة الوحيدة المنوط بها الحكم على دستورية أي قانون هي المحكمة الدستورية العليا.. الدولة المدنية ودولة المواطنة.. تعني أن كل مواطني هذه الدولة متساوون تماما أمام هذا القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس واللون والأصل أو العرق...، جميعا لهم نفس الحقوق والواجبات.. الدولة المدنية ودولة المواطنة يجب أن تفصل الدين عن الدولة..، أن يكون فيها الدين لله والوطن للجميع.. وأي التفاف حو هذه الحقائق البسيطة معناه أنه يدعو إلى دولة غير مدنية ليس للمواطنين فيها حقوق غير متساوية وهي ليست دولة مواطنة.. مهما حاول الإخوان ممارسة التقية فما يدعون إليه ليس الدولة المدنية وبالتأكيد ليست هي دولة المواطنة.. فلماذا لا تكون عندهم الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها....؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
[hجاء في مقال الافندي المنشور بالقدس العربي :
Quote: وإذا عدنا إلي قضية المعلمة البريطانية، فإننا نجد أن الموضوع الحقيقي الذي كان ينبغي أن يستأثر باهتمام البلاد والعباد ليس هو الخطوة البريئة في تسمية الدمية، بل مفارقة إقبال النخبة في بلد يدعي صلة بالصحوة الإسلامية علي التعليم الأجنبي. وأهم من ذلك، كون حكام اليوم الذين تعلموا كلهم بغير استثناء تعليماً مجانياً علي حساب الدولة من الابتدائي حتي درجة الدكتوراه ثم تبوأوا مناصب منحتهم وأسرهم حياة رغد وكرامة، تولوا بعد ذلك كبر سياسات تعليمية واقتصادية حرمت السودانيين من التعليم المجاني وحولت معظم السودانيين إلي مستحقين للصدقة والإحسان. ولا يقل عن ذلك إثماً مثيرو الشغب باسم الدين، الذين يريدون أن يخلقوا من معركة في غير معترك لأسباب لا علاقة لها بتعاليم الدين. ولو أن هذا الأمر رفع إلي رسول الهدي عليه أتم صلوات الله وسلامه، لانحاز إلي صف الأطفال الأبرياء الذين سموا دميتهم المحببة باسمه، واعتبر هذا من آيات المحبة والصدق، ولصب جام غضبه علي من استفادوا من التعليم المجاني ثم حرموه لغيرهم، ومن استأثروا دون العباد بالمال، وأرسلوا أبناءهم إلي المدارس الخاصة والجامعات الأجنبية، ثم ادعوا زوراً السير علي هديه، وهو الذي كان يفترش الحصير ويبيت علي الطوي ويظله، ولم يسكن القصور التي كان قادراً علي ابتنائها من حلال ما خوله الله تعالي وأفاء عليه، فضلاً عن أن يهيئ لنفسه وأسرته عيش الرفاه من حرام المال. إن عوام الناس، فضلاً عن الخواص وأهل العلم، يفرقون بسهولة بين من يغضب حقاً لله ورسوله، وبين من يسعي لاستغلال بعض القضايا لأمور أخري. ومثلما أن من لا يغضب لله فيما يستحق الغضب له (وظلم العباد والاستئثار بالأمر والمال دون بقية عباد الله من أحق ما يجب أن يغضب له المؤمن) يكون من الآثمين، فإن من يفتعل معركة في غير معترك باسم الدين، ويسيء بذلك إلي الإسلام ورسوله، ويخلق الانطباع الخاطئ عن الدين مما يجعله ممن يصد عن دين الله ويبغض الناس فيه، فإنه يرتكب إثماً عظيماً يجلب عليه غضب الله ورسوله، نعوذ بالله من ذلك.
|
شكرا الكيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: Agab Alfaya)
|
عجب الفيا سلامات والله مشتاقين فعلا كلام الافندى كلام فى الصميم .. كلام من داخل البيت .. اواصل واقرا معاى ما قاله د. عمرو اسماعيل فى هذا المقال ...عن
ثقافة القطيع
ثقافة القطيع
(د عمرو اسماعيل)
ثقافة القطيع د. عمرو إسماعيل 14 فبراير 2006 تسيطر علي عالمنا العربي للأسف ثقافة القطيع وهي الثقافة التي ترعي الاستبداد و القهر و نظم الحكم الديكتاتورية التي تلفظ انفاسها في العالم أجمع ولكنها في عالمنا تجد في الثقافة المسيطرة علي قلوب الشعوب وليس عقولها التي توقفت عن العمل مصادر الغذاء التي تعينها في البقاء علي قيد الحياة... وهي الثقافة التي لا تفهم معني حرية التعبير كقيمة حضارية ومعني أن أي حكومة ديمقراطية حقا لا تستطيع السيطرة علي وسائل إعلامها إلا من خلال القضاء و هذه الثقافة هي المسئولة عما يحدث في العالم الاسلامي الآن من فوضي الاحتجاجات ضد الرسوم الكاريكاتيرية وما صاحبها من عنف وحرق للسفارات ومهاجمة دور العبادة والاعتداء علي الممتلكات الخاصة .. لا أحد يوافق علي هذه الرسوم ولكن ماحدث من تصعيد احتجاجي أهوج أكد للكثيرين في الغرب أن هذه الرسوم لم تبتعد كثيرا عن الحقيقة الحقيقة أن الكاريكاتير هو لغة نقدية يفهمها الملايين من البسطاء، ويرى البعض في الكاريكاتير أنه فن النقد بكل ضراوة ..ومن يفهم الكاريكاتير علي هذا الأساس لا بد أن يسأل نفسه هل من رسم هذه الرسومات رغم اعتراضنا وعدم موافقتنا عليها .. كان يقصد الرسول كشخص أم كان يصف وينقد تصرفات المسلمين الحالية ألسنا نرفع السيف كشعار علي أعلامنا وكشعار لجماعات الاسلام السياسي مثل جماعة الاخوان التي دخلت الانتخابات تحت شعار السيف رغم أن الانتخابات كما يفهمها العالم أجمع هي عمل سلمي وحضاري ليس له علاقة بالسيف .. الم يكن الكثيرون ممن احتجوا علي الرسوم ملثمين ويحملون المدافع الرشاشة .. مما يؤكد ما حاول هذا الكاريكاتير أن يظهره أن المسلمين يعشقون العنف ....ألا تبدو أحدي هذه الرسوم أقرب الي الظواهري في شرائط الفيديو التي يوزعها علي وسائل الاعلام وحوله امرأتين ملثمتين كدليل علي إعجاب المسلمين المتشددين بتعدد الزوجات وعلي رأسهم الظواهري وبن لادن والعديد من المسلمين المتشددين في بلادنا اليس فعلا معظم التفجيرات والعمليات الانتحارية في العالم اليوم يقوم بها في الغالب الاعم مسلمون وتحدث في العالم الاسلامي وهم يعتبرون أنفسهم ويعتبرهم الكثيرون منا شهداء رغم أن ضحاياهم هم بالآلاف من الابرياء ممن ليس لهم أي علاقة بالقضية التي يدافعون عنها .. ألا يفسر هذا أن بعض الرسوم عبرت عن هذه الحالة وعن فكرة الشهادة وحور العين المتداولة بيننا لا أدري كيف سيدخل الجنة من قام بقتل الابرياء في برجي التجارة أو في الطائرات التي فجرها في هذه الابراج .. أو من قتل الابرياء في قطارات الانفاق في لندن او من قتل الابرياء في شرم الشيخ والرياض وبغداد وغيرها .. فعلا لو استمرت ثقافة الانتحار وحور العين بهذه الوتيرة .. لن يبقي عدد كافي من حور العين والعذاري في الجنه إن هذه الرسوم المسئول عنها مع من رسمها والجريدة التي نشرتها .. بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبو حمزة المصري ومن يشجعهم ويوزع أقوالهم وشرائطهم .. فهم من كانوا في خيال فنان الكاريكاتير .. لأنه لا يعرف شيئا عن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم وقد لايعرف الكثير عن الاسلام .. ولكنه بلا شك يعرف ورأي الكثير مما يفعله وفعله وقاله بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبوحمزة الذي كان يحرض علي العنف والكراهية باسم الاسلام في عقر دار دولة مثل بريطانيا فتحت له بابها وحمته من الاحكام القضائية الصادرة ضده في بلاده وحرض ثلاثة ممن قاموا بتفجيات لندن وأقنعهم بعملهم الإنسان رخيص للأسف نحن المسئولين والي حد كبير عن هذه الرسوم .. نحن من دفعنا رسام الكاريكاتير علي أن يتخيل رسولنا الكريم في صورتنا الكريهة الحالية .. ونحن مسئولين الي درجة أكبر عبر الاحتجاج الاهوج الذي قمنا به وما صاحبه من أحداث عنف نعم من حقنا أن نعترض علي هذه الرسوم ونشرها .. ولكن كان يجب أن نفعل هذا بطريقة حضارية سلميةتؤكد قيم الاسلام الحقيقي وتظهر الصورة الحقيقيه لمحمد صلوات الله عليه وسلم .. وما دعانا اليه من عدل وتسامح و حفظ النفس والمال والعرض ألم ينزل الله أنزل آية ,, اليوم أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الأسلام دينا,, فى خطبة الوداع التى أرسى فيها رسولنا الكريم مبادىء الحريات العامة من حفظ الدم و المال و العرض و ارسى فيها مبدأ المساواة,, ليس هناك فضل لعربى على عجمى ألا بالتقوى,, والأهم أنه تقرر فيها على لسان الله و رسوله أنه رضى لنا الأسلام دينا و ترك لنا أمور الحكم و الدنيا شورى بيننا .. وعندما ننظر الي التعاطف مع هذه المظاهرات العنيفة وحرق الاعلام والسفارات وتهييج العامة والبسطاء .. نجد أنه من أقلام تنتمي في أغلبيتها الي نفس المنظومة الثقافية التي تكرس مفهوم راعي الغنم وتعتبر الشعوب هم مجرد قطيع لايملك من أمره شيئا ويجب ان يسير نحو الاتجاه الذي يحدده الراعي ومصير أي شاه ضالة هو العصا هذه الثقافة وروادها ممن يعتبرون أنفسهم الرعاة ويعتبروننا نحن الشعوب مجرد قطيع من الغنم .. تستخدم عصا الدين أو عصا الوطنية والقومية لترويد القطيع وتوجيهه الي الوجهة التي يريدها وتاديب من يحاول التمرد والدين بالذات كما يمكن ان يكون سبيل الهداية و الثورة علي الظلم وعدم المساواة كما كان في عهد النبوة , يمكن أن يكون عصا غليظة بستعملها الراعي الظالم لقهر شعبه والتسلط عليه ومعاقبة من يتمرد من القطيع بقسوة بالغة تصل الي حد قطع الرقاب استنادا الي تفسيرات خاطئة لنصوص القرآن والسنة تبرع بها فقهاء السلطة بعد عهد النبوة نفاقا للحكام وطمعا في ذهبهم أو خوفا من سطوتهم .. لقد بدأ فقهاء السلطة عملهم باستحياء بعد أن انتصرت قريش وتسلطت علي حقوق الآخرين في اجتماع السقيفة ثم خلعوا برقع الحياء تماما بعد سيطرة قريش وانتصار بنو أمية ..ألم يزين هؤلاء للحكام وأقنعوا العامة أن طاعة ولي الامر من طاعة الله .. الم يسكت هؤلاء و أغمضوا عيونهم عن القتل والسلب والنهب الذي مارسه حكامنا طوال اربعة عشر قرنا ضد الشعوب المغلوبة علي أمرها .. ليستمتعوا هم بالحياة في القصور بينما الشعوب تعاني شظف العيش المشكلة الكبري ان القطيع نفسه قد تعود علي واستمرأ الترويض و أكتفي بقليل من الماء والكلأ مما يسمح به له راعي الغنم يسد به رمقه وتخلي عن جميع حقوقه طالما كفاه الراعي مشقة التفكير في و ضعه المزري او أبعد عنه الألم المصاحب للعصا .. حتي أنه اصبح لا يثور ألا علي رفاقه المتمردين من القطيع لأنهم يجلبون له العقاب أو المشقة المصاحبة للتفكير التي تتعارض مع استقر في العقول من التراث حتي لو كان كاذبا والمألوف من العادات والتقاليد حتي لو كانت ضارة هل هناك من تفسير لخنوع الشعوب حاليا او في الماضي لحكامها والنفاق المقيت الذي تمارسه هذه الشعوب لحكام ظلمة و الهتاف لهم بالدم والروح نحن فداكم هل هناك تفسير لما حدث من ثورة القطيع العارمة ضد رسوم عبيطة .. بينما لا يحركون ساكنا لضياع حقوقهم وغياب الديمقراطية وعدم احترام حقوقهم الاساسية.. أو لضحايا الفساد والتسيب في عبارة الموت لماذا كل من نعتبرهم أبطالا في تاريخنا هم مثالا صارخا علي التسلط و القهر و استخدام القوة في ترويض القطيع.. لماذا تبكي شعوبنا من يحكمها بطريقة ديكتاتورية عنيفة وتنسي أو حتي تقتل من يحاول ان يكون عادلا .. هل العظمة فقط هي في محاربة الآخرين والغزو والمغامرات العسكرية سواء كانت ناجحة أو فاشلة .. بينما الحرية و الازدهار الاقتصادي و الحضاري والعدل ليست قيما عظيمة ولا يستحق من يحاولون تطبيقها او نشرها بين شعوبنا الا الأهمال أو حتي الأزدراء لماذا تنتشر الديمقراطية في العالم كله بينما تتعثر في مجتمعاتنا وتعتبر الشعوب المنادين بها هم مجموعة من العملاء علي ابسط تقدير او مجموعة من الكفرة المارقين من الدين والذين يستحقون القتل والسحل علي أيدي رعاة ثقافة القطيع حتي من يثوروا في عالمنا يثورون لاستبدال راعي غنم بآخر أكثر استبدادا وعنفا يريد ان يسوقنا كالغنم باسم الدين وتفسيره له المشتق من العصور الوسطي وللأسف تجد القطيع أكثر اعجابا بهم وبما يمارسونه من قسوة وعنف ممن يدعون الي او يحاولون استرجاع الحرية للقطيع الحقيقة يا سادة أننا لسنا مواطنين و لا حتي رعايا أنما مجرد قطيع من الغنم وسنبقي كذلك أن لم نتمرد علي ثقافة القطيع و الراعي ورد فعلنا الهائج احتجاجا علي هذه الرسوم العبيطة التي كانت لا تستحق أكث من التجاهل .. يؤكد أن ثقافة القطيع هي التي تتحكم فينا ونحن مسئوليتنا أكبر من الجريدة التي نشرت هذه الرسوم الحقيرة في تأكيد الصورة النمطية التي انطبعت في عقول العالم عن الاسلام والمسلمين .. كشعوب معادية للحرية والمساواة والديمقراطية واحترام جقوق الانسان من حرية التعبير الي حرية الاعتقاد .. وكشعوب لا تفهم ولا تحب الا ثقافة العنف والانتحار .. لاثقافة العمل والانتاج والابداع وتقبل الآخر وكم كان نزار قباني صادقا عندما قال في لحظة ثورة علي وضعنا "أحاول أن أتبرأ من مفرداتي ومن لعنة المبتدأ والخبر وأنفض عني غباري وأغسل وجهي بماء المطر أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل وداعاً قريش وداعاً كليب وداعاً مُضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
لماذا نحمل الله مساوئنا؟
د. عمرو اسماعيل
عندما يبدأ مسئول سياسي خطابه المليء بالكذب والخداع بجملة بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ثم يتبعها بآية من القرآن الكريم فهو قد صادر حقنا مقدما في مناقشة ما تضمنه خطابه من أفكار وما قد يمتلئ به من أكاذيب. ونفس الشيء ينطبق علي أي كاتب يبدأ مقاله بنفس الطريقة رغم أن مقاله قد يحتوي علي ما يستحق النقاش فكريا وما يستوجب الاعتراض والنقد والتفنيد.. لماذا نصر علي تحميل الله مساوئنا وأخطائنا في محاولة ممجوجة للإقناع ومصادرة حق الآخرين في النقاش و الاعتراض.
تمارس هذه العادة حكوماتنا و أحزابنا السياسية ودولنا المتصارعة كما يمارسها مثقفونا وكتابنا ونمارسها علي المستوي الشخصي عندما نكتب طلب التقدم لوظيفة قد لا تكون من حقنا ونكتب في هذا الطلب بيانات قد تكون كاذبة.. ونمارسها أحيانا بدون وعي عندما نكتب رسائلنا وقد تكون رسائل عاطفية.
في حرب الخليج الاولي اتيع الفريقان نفس الاسلوب لمحاولة السيطرة على العامة .. فكل فريق استشهد بالآيات القرآنية والأحاديث التي تؤيده ولو نظرت إلى أسانيد كل فريق على حدة لاقتنعت أنه علي حق .. ولكنها في الحقبقة محاولة خبيثة لاستخدام الدين في غير موضعه لأغراض سياسية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالدين ولا تؤدي في النهاية الا للإساءة الي الدين نفسه.
ومازالت نفس القوي السياسية في عالمنا تتبع نفس الاسلوب. فالقوى المتصارعة في العراق تبدأ خطابها السياسي باسم الله و تستشهد على وجهة نظرها بآيات من الذكر الحكيم .. تفعل ذلك القوى التي تعتقد في الاسلوب السلمي في مقاومة المحتل وتفعله القوى التي تؤمن بالعنف كوسيلة للمقاومة والتغيير.
وفي السعودية يحدث نفس الشيء .. الفريق المتطرف الذي يفجر القنابل وينحر الرهائن يبدأ خطابه باسم الله ويستشهد بالآيات القرآنية و الأحاديث على أفعاله .. والفريق المتحالف مع النظام الحاكم يفعل نفس الشيء يبدأ خطابه باسم الله ويستشهد بآيات القرآن والاحاديث ليثبت وجهة نظره ان هؤلاء ما هم ألا خوارج وضالين .. رغم ان أي متابع محايد يعرف ان كلا الفريقين علي خطأ .. فلا القتل والعنف و الارهاب ممكن أن يكون باسم الله ولا القهر السياسي وسيطرة فئة قليلة علي الحكم ممكن أن تكون باسم الله.
ويفعل نفس الشيء الفريق المعارض في الخارج من اتباع سعد الفقيه رغم ان غرضه الاساسي سياسي وهو الوثوب الي سدة الحكم .
وفي مصر يحدث نفس الشيء .. يبدأ كل فريق خطابه باسم الله الرحمن ويتبعها بآيات من الذكر الحكيم .. عندما كانت الاشتراكية هي الموضة دبج فقهاء السلطة الكتب عن الاشتراكية في الاسلام و ملؤوها بالآيات القرآنية و الأحاديث لإثبات وجهة نظرهم ثم حدث نفس الشيء عندما تحولنا الي الرأسمالية .. وعندما كان المفهوم في الصراع ضد اسرائيل هو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .. كانت آيات القتال هي المتصدرة للخطاب السياسي والمقالات وعندما تحولنا الي السلم تحولت المقالات الي آيات واحاديث السلم والتسامح.
وحتي الآن تفعل جماعة الاخوان المسلمين نفس الشيء فهي تبدأ خطابها باسم الله وتستشهد بالآيات و الأحاديث التي تؤيد وجهة نظرها وتبتعد عن تلك الآيات و الأحاديث التي تحض علي طاعة ولي الأمر بينما يستخدمها فقهاء السلطة لتكريس سيطرة الحزب الحاكم والسلطة القائمة .. رغم ان الجميع يعرف ان الغرض الاساسي للجميع هو الدنيا والسلطة والسيطرة وليس أرضاء الله وكسب الآخرة.
لماذا نصر جميعا علي تحميل الله مساوئنا و أطماعنا الدنيوية السياسية والافتصادية .. لماذا نصر علي أن القتل هو باسم الله والقهر السياسي هو باسم الله والرغبة العارمة في السلطة هي باسم الله .
لماذا لانتوقف عن ذكر اسم الله الا عند قراءة القرآن بغرض العبادة الحقيقية و ارضاء الله فعلا والاستغفار الحقيقي له من ذنوبنا وخطايانا سواء كانت علي المستوي الفردي أو العام.
إلى متى سنستمر في استغلال اسم الله في تحقيق اطماعنا وشهواتنا في الحكم و التسلط وتحقيق المكاسب الدنيوية سواء كانت سياسية او اقتصادية.
لست فقيها و لا سياسيا ولكني مجرد مواطن غلبان يحب الله والوطن ولذا أسأل الجميع متى سنكف عن تحميل الله مساوئنا رغم أننا جميعا نعرف انه هو الذي يعرف النوايا وهو المطلع على الضمائر
د. عمرو اسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
الاسلام هو الحل.. عن أي حل يتحدثون؟
د. عمرو اسماعيل
الاسلام هو الحل شعار جميل يخلب لب العامة والخاصة في مجتمعاتنا ونحن في أغلبيتنا متدينون بطبعنا نحب الله ورسوله ونؤمن ان الله هو ملاذنا الأخير في مواجهة الظلم والقهر الذي نعانيه علي أيدي حكامنا الظلمة وعلي أيدي المفسدين الذين يستغلون شعوبهم ويكسبون كل مباهج الدنيا علي حساب هذه الشعوب التي لا يعلم الكثير منها ان من يرفعون هذا الشعار الخلاب انما يرفعونه ليخدروهم وهم يسرقون كدهم وعرقهم أو وهم يتآمرون للوصول الي السلطة ليتحكموا في مقدراتهم و رزقهم و الاهم رقابهم و حياتهم نفسها.
يرفع هذا الشعار مثقفون منتمون للتيار الاسلامي في سبيل الكسب المادي والظهور علي صفحات الجرائد و شاشات التليفزيون ..و شيوخ فضائيات يتاجرون به لتزداد حساباتهم في البنوك بينما غلابة المسلمين في كل الحالات يزدادون فقرا و تخلفا وهم يهتفون للشعار الجميل .. رفعته شركات توظيف الاموال من قبل وضاعت فلوس الغلابة من المسلمين ويستمتع الآن السعد وغيره بهذه الفلوس في بلاد الكفرة (من وجهة نظر رافعي الشعار) ولم يساعدهم مستشاري شركات التوظيف من شيوخنا الاجلاء أمثال ؟؟؟ بل ازداد ثرائهم بتحولهم الي مستشارين للأمراء والبنوك التي تدعي انها أسلامية والتي تقع مقارها في سويسرا عاصمة الربا في العالم, وترفعه أحزاب تسعي الي السلطة لكي تتحكم في عقولنا وضمائرنا و رقابنا والاهم ثروات شعوبنا.
اما الذي يستعصي علي الفهم فهو أن الضحايا مازالوا يهتفون ,, الله يا سيدنا الشيخ ,, كلما شاهدوا نجما تليفزيونيا يزداد ثراءا وهو يقول لهم هذا هو الحل السحري الذي لا يكلفه شيئا.. أو يحكي لهم قصص بلهاء من التراث تحكي عن بطولات دخل اصحابها الجنة .. رغم أنني لا أدري كيف يمكن أن يعرف أي شحص من دخل الجنة و من دخل النار فلم يصل إلي علمي حتي الآن أن شخصا قد عاد بعد الموت ليخبرنا عمن هم في الجنة أو النار.
ولذا فأن كلامي ليس موجها لهؤلاء الضحايا ممن يحبون فعلا الله و رسله .. ولكنه موجها للمتاجرين بالدين والذين يدعون ان الاسلام هو الحل دون أن يوضحوا لنا و بلغة عصرية ومفصلة وواضحة كيف يكون هو الحل ولماذا كنا و ما زلنا اكثر شعوب الارض تخلفا و اكثرها فقرا رغم كل ما وهبه الله لنا من ثروات ضاع عائدها في جيوب القلة وذهبت الي بنوك الربا و الكفر علي حد زعمهم في سويسرا و أمريكا وبقينا نحن الغلابة نعاني الظلم و القهر .
أني اسألهم عن أي مفهوم للاسلام يتحدئون .. عن اسلام الشيعة ام السنة .. عن الاسلام بمفهوم ابن حنبل و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و ابن باز وتلميذهم النجيب بن لادن و أتباعه الذين ينشرون الرعب و القتل وفصل الرقاب عن الاجساد ويستعدون علينا العالم كله .. أم عن الاسلام بمفهوم ابي حنيفة أو مالك أو الشافعي.
عن اي اسلام يتحدثون عن اسلام سيد قطب و المودودي أم اسلام الازهر وشيوخه .. ولماذا لا يقولون لنا نحن الغلابة الحقيقة؟ .. أن هناك مفاهيم و تصورات مختلفة للأسلام وخاصة عندما يقولون أنه دين ودولة .. أم ان الحقيقة ليست من حق البسطاء .. على البسطاء و الغلابة الطاعة فقط وأن يقولوا آمين بدون فهم أو وعي.
لماذا لا يقولون ان الاسلام بعد عصر النبوة وفي التطبيق السياسي فهمه عمر بن الخطاب غير ما فهمه أبو بكر الصديق وفهمه عثمان بن عفان بطريقة مختلفة عن كلاهما رغم أنه قبل الحكم علي اساس انه سيحكم بسنة رسول الله والشيخين من بعده ولكنه لم يفعل مما أدي الي مقتله في النهاية .. كما فهمه علي بن أبي طالب وشيعته بطريقة تختلف عن فهم الخوارج له والاهم بطريقة تختلف عن معاوية بن ابي سفيان الذي استطاع بحد السيف و دهاءه و تحالفه مع داهية العرب عمرو ابن العاص ان يفرض مفهومه السياسي للأسلام وهو مفهوم بسيط جدا ,, طاعة الحاكم من طاعة الله ,, وهو المفهوم السائد الي الان .. يأخذ منك الحاكم عائد كدك و عرقك ليبني القصور ويشتري الجواري وما عليك ألا الطاعة والا طارت رقبتك .. والحاكم هو كل من وصل الي الحكم بالوراثة و أيده أهل الحل والعقد من فقهاء السلطة .. أو من وصل الي الحكم بخد السيف وأيده نفس الفقهاء خوفا علي رقابهم ..
ولننظر الآن الي ما يحدث في السعودية فنفس الشيوخ الذين كانوا يعتبرون بن لادن و أتباعه مجاهدين في سبيل الله اصبحوا يعتبرونهم الآن ضالين و أرهابيين لأنهم تمردوا علي أولياء نعمة فقهاء السلطة .. ونري الشيخ الملاكي لفضائية الجزيرة يقول الآن أن الديمقراطية هي من روح الاسلام عندما نظم ولي نعمته مؤتمرا عن الاصلاح والديمقراطية وهو الي سنين قريبة كان يعتبر الديمقراطية كلمة خبيثة لا يحق لمسلم ان ينطقها.
هذا عن السياسة فماذا عن الفقه و العقيدة .. فكتب الفقه ما أكثرها وتمتليء بالاختلافات في كل شيء .. هل نفهم الاسلام كما فهمه فقهاء الشيعة أم المعتزلة أم أهل السنة و الجماعة الذين تفرقوا الي اشاعرة و سلفية .. هل نفهم الاسلام كما فهمه الغزالي أم ابن رشد أم ابن حزم قديما .. أو كما فهمه محمد عبده أو محمد رشيد رضا حديثا و كلاهما كان شيخا للأزهر وكلاهما كان له فهما مختلفاعن الآخر .. أم نفهمه كما يفهمه شيخ الازهر الحالي سيد بيه أوكيه .. نفهمه كما فهمه حسن البنا أم أخيه جمال البنا أم سيد قطب وكلهم خرجوا من رحم جماعة الأخوان المسلمين.
عندما يكون الحل في أي شيء فيجب ان يكون هناك اتفاق واضح علي هذا الحل .. ولكني بمفهومي القاصر أجد اختلافا في كل شيء ألا في الشعار ,, الاسلام هو الحل ,, اختلف الصحابة في الماضي كيف يكون الحل الي درجة الاقتتال و سفك دماء المسلمين الغلابة الذين انحازوا الي هذا الطرف أو ذاك .. و مازال الاختلاف دائرا بين الطرفين حتي الآن و مازالت الدماء تسفك كما يحدث في العراق حتي ياتي طاغية مثل الحجاج بن يوسف الثقفي أو صدام حسين فيدخل الجميع من فقهاء السلطة الي الجحور خوفا علي حياتهم فيقل سفك الدماء بين الغلابة الا دماء من تجرأ أن يرفع صوته في وجه الطاغية.
ولذا اتوجه بسؤالي الي كل من يتقولون شعار الاسلام هو الحل أن يقولوا لنا عن أي مفهوم للأسلام يتحدثون لنعرف أي حل يقصدون .. فأنا أومن فعلا أن الاسلام هو الحل ولكن فقط عندما يصبح الاسلام مثل أي دين آخر .. دين نتقرب به الي الله بأقامة شعائره من صلاة و صوم وزكاة وحج الي بيت الله اذا اسنطعنا الي ذلك سبيلا ( هل نستطيع أن نري و نعي رحمة الله).. ونتعلم منه مكارم الأخلاق .. ونأخذ منه المباديء العامة من عدل و مساواة و حب و تسامح .. أما عندما يكون حلا سياسيا فأنا لا أري الآن ألا قتل وتعصب وسفك دماء وهو نفس ما حدث في الماضي طوال أربعة عشر قرنا .. أمور دنيانا من حكم وسياسة و اقتصاد و علم تركها الله لنا لنستخدم فيها عقولنا التي وهبنا أياها مستلهمين المباديء العامة من الدين الاسلامي كما يفعل اصحاب الاديان الاخري .. ولكن هناك البعض مصممون علي حرماننا من عقولنا من خلال مخاطبة عواطف الغلابة المحبين لدينهم .. وللطرفين أقول فلتهنئوا بالتخلف الحضاري و سفك الدماء و فصل الرؤوس عن اجسادها فهذه هي النتيجة عندما يتحول الاسلام من دين الي حل سياسي.
د. عمرو اسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
بعد أن هدأت العاصفة الطيب زين العابدين
يرجى أن يؤدى عفو رئيس الجمهورية عن ما تبقى من سجن معلمة اللغة الانجليزية جليان جيبونز بمدرسة الاتحاد العليا (7 أيام) الى قفل ذلك الملف فى الخرطوم، ولكنه سيظل خارج السودان، خاصة فى بريطانيا وأمريكا، دليلا ضد المسلمين يضرب به المثل فى التطرف والغوغائية لسنوات قادمة. كتبت عشرات المقالات ونشرت وبثت مئات القصص الخبرية فى أنحاء العالم عن الحدث الغريب فى السودان وهو اعتقال معلمة بريطانية ثم الحكم عليها بالسجن لمدة أسبوعين بتهمة اساءة الدين الاسلامى لأنها سمحت لتلاميذها فى الفصل بتسمية لعبة الدب (التيدى بير) المحبوب لدى الأطفال فى الثقافة الغربية باسم "محمد". ووجد المتعصبون والحاقدون على العرب والاسلام فى أوربا وأمريكا فرصة ذهبية لنفث سموم حقدهم على الاسلام والمسلمين، وعجز المسلمون فى تلك البلاد من الدفاع عن "الهيجان السودانى" فانحازوا الى ادانة ذلك السلوك وقالوا انه لا يمت الى الاسلام بصلة. لقد كتب أحد الكتاب المعروفين فى أمريكا، بول مارشال، يقول ينبغى على الحكومة الأمريكية أن تعتبر "الدعوة للتطبيق الصارم للشريعة الاسلامية" فى مجالات الحياة المختلفة بمثابة تهديد لمصالح السياسة الأمريكية الخارجية لأنها تخلق مناخاً مواتياً لتجنيد الارهابيين! وتبنى ذلك القول جوزيف جريبوسكى رئيس معهد الدين والسياسة العامة فى واشنطن وأمين عام المؤتمر البرلمانى لحقوق الانسان والحريات الدينية، وكتب مدافعا عنه. ولا يتوقع أن تأخذ الحكومة الأمريكية بهذا الرأى المتطرف فلديها ما فيه الكفاية من المشكلات مع العالم الاسلامى، ولكن مجرد الجرأة فى الدعوة اليه عبر كتاب وصحف مرموقة يعتبر سابقة خطيرة فالغرب كان يقول دائما انه ليس ضد الاسلام ولكنه ضد الارهاب الذى يمارس باسم الاسلام. ودخلت معظم الدول الاسلامية، بما فيها السودان، فى تحالف مع الغرب تحت مظلة محاربة الارهاب. وهناك بداية حديث فى أمريكا عن مواجهة جماعات الاسلام السياسى فى العالم، ولن يكون الشوط بعيدا لينتقل الحديث بعد ذلك ليصبح صريحا ضد الشريعة ثم ضد الاسلام نفسه. وكلنا نعلم مقدرة حكومات العالم الاسلامى (فاقدة الشرعية) فى الصمود أمام هجوم العالم الغربى عليها، فهى تعتمد عليه فى تأمين أنظمتها المتداعية، وهى أية حال بين معادية أو غير متحمسة لتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية. ويكفى دليلا أن حكومة السودان "الأصولية" لم تستطع أن تصبر على تنفيذ حكم قضائى مخفف لا يزيد عن أسبوعين سجناً لمتهمة بإساءة الرسول (ص)، اما خوفا من الضغط الغربى عليها أو عن عدم اقتناع بعدالة الحكم، وكلا الاحتمالين لا يصب فى مصلحة الحكومة ولا مصلحة البلد. لماذا اذن ندخل أنفسنا فى هذه المطبات الضيقة بجهل وغوغائية دون أن ندرك عواقبها وتداعياتها؟ ولماذا تقف الحكومة مكتوفة اليد أمام اجراءات عدلية خاطئة وسلوك جماهيرى جاهل حتى اذا ادلهم الخطب تراجعت عن موقفها وتلفتت تبحث عن مخرج كريم! بدأت القصة فى مدرسة الاتحاد العليا فى سبتمبر الماضى حين طلبت المعلمة جيبونز التى وصلت السودان قبل ذلك بشهرين، من الفصل الذى تدرسه اللغة الانجليزية، خلع اسم على الدب الذى تبرعت به احدى التلميذات حتى يكون موضوعا للحوار والكتابة. تبارى التلاميذ فى اقتراح أسمائهم لتسمية تلك الدمية، مما يعنى أنها كانت محببة لهم، وعلقت المعلمة على الأسماء بقولها: لماذا أقترحتم أسماء الأولاد فقط وتجاهلتم أسماء البنات؟ مما يدل على أنها لم تفكر فى اسم بعينه. وعند التصويت على الأسماء المتعددة نال اسم التلميذ (محمد العربى) أعلى الأصوات فقبلت به المعلمة. وهذا يعنى أن المعلمة لم تكن هى التى أطلقت الاسم على الدب، ولم يطلق تيمنا بالرسول أو سخرية منه وانما أطلق على اسم تلميذ محبوب فى الفصل. وكتبت المعلمة فى 15 سبتمبر لآباء التلاميذ تطلب منهم استضافة الدب (محمد) فى بيتهم ليوم أو يومين حتى يكون مادة للحوار بين التلاميذ فى الفصل حول كيف قضى ذلك الوقت بينهم، لم يعترض أحد فى المدرسة أو من الآباء على التسمية بل استجاب بعض الآباء لإستضافة الدب. أنى للمعلمة التى وصلت البلد حديثا أن تدرك أن هناك مشكلة فى تلك التسمية؟ ثارت المشكلة عندما تقدمت سكرتيرة المدرسة (هى التى طبعت الخطاب فى منتصف سبتمبر)، بعد مشاجرة لها مع مديرة المدرسة الانجليزية، بنقل الموضوع خارج أسوار المدرسة فى الأسبوع الرابع من نوفمبر مهددة المديرة بأنها قادرة على اخراجها من السودان! قامت وزارة التربية والتعليم الولائية فى غيبة وزيرها (يدرس بعض أبنائه بالمدرسة) بشكوى الى البوليس ضد المعلمة. وقد جرت العادة أن تحل الوزارة مشكلات المدارس داخل جدران المدرسة ولا تحملها الى النيابة أو البوليس ولكنها خالفت العادة فى تلك الحالة، رغم مقابلة أحد المسئولين بالمدرسة للادارة المختصة وتعهده لها بأن تقوم المدرسة بتنفيذ أى اجراء تطلبه لمعالجة المشكلة. والسؤال هو: من هى الشخصية (العاتية) المتشددة التى دفعت بالوزارة لتبنى ذلك الموقف الشاذ وغير التربوى؟ ولم تكن الوزارة فى حاجة الى الشكوى أصلا لأنها تملك الصلاحية بمعاقبة المعلمة أو المدرسة! لم تستطع الوزارة أن تقدم فرداً واحداً من آباء التلاميذ يشهد ضد المعلمة أو المدرسة وكان شاهدها الرئيسى فى المحكمة هى السكرتيرة التى طبعت الخطاب قبل أكثر من شهرين. ووضعت المعلمة جيبونز تحت الحراسة بمجرد تقديم الشكوى ضدها، ورفضت النيابة اطلاق سراحها بضمان ولم يتمكن محامى المدرسة من مقابلتها لبضع أيام! وفى محكمة الخرطوم شمال أدان القاضى المتهمة تحت المادة (125) من القانون الجنائى لسنة 1990م التى تتحدث عن السب العلنى أو الاهانة للأديان بأى طريقة، وحكم عليها بخمسة عشر يوما سجنا فى حين أن المادة تقول بمدة لا تجاوز ستة أشهر أو الغرامة أو الجلد بما لا يجاوز أربعين جلدة. وهى مادة مأخوذة من نصٍ قديم فى القانون الانجليزى لعام 1925، ولكن ذلك النص يربط الإساءة أو الاحتقار للأديان بإحتمال راجح للإخلال بالنظام العام. ليتهم أبقوها دون تعديل! ولا أجد فى سلوك المعلمة أدنى اساءة للرسول (ص) أو للدين الاسلامى أو قصدا سيئا منها، وفى الدين الاسلامى (انما الأعمال بالنيات) فى كسب الحسنات أو السيئات. فمن أين للقاضى الدليل على الاساءة أو سوء القصد فى سلوك المعلمة؟ ويشير حكمه المخفف على ضعف الادانة، وكأنه تسوية (متوازنة) بين دليل ضعيف وفئة (دينية) هائجة! ان المسلمين يتعرضون فى هذا الزمن السيئ (ذو القطبية الواحدة والعولمة الشائهة) الى هجوم غربى كاسح ضد معتقداتهم وسيادة أوطانهم وثرواتهم وثقافتهم بحجة أعمال ارهابية من بعض الفئات المتطرفة التى أغضبها احتلال الأرض المسلمة وتخاذل حكومات المسلمين. ولا ينبغى السماح لبعض العناصر المتشددة أو الجاهلة بإثارة الفتنة الطائفية داخل المجتمع أو جر البلد الى مواجهة لا قبل له بها من أجل استعراض النفوذ أو المزايدة على من ينافسونها فى كسب الأتباع. وأعجب لماذا لا يستفز هؤلاء (المتدينين) غياب العدل الذى هو أساس رسالات السماء، أو انتشار الفقر الذى وصفه المصطفى (ص) بأنه كاد يكون كفرا، أو نهب المال العام، أو فساد الأخلاق، أو انتهاك حقوق الانسان، أو اقتتال المسلمين ضد بعضهم البعض. ليتهم مرة واحدة يقومون فى قضية عامة لها أساس فى الدين وتخدم فى ذات الوقت مصلحة المجتمع بكل طوائفه! وليت الحكومة التى تخلت عن (مشروعها الحضارى) شكلا ومضمونا ألا تحاول تعويضه بالتقرب الى المجموعات المتشددة الجاهلة لأن الثمن باهظ عليها وعلى الوطن. الصحافة 8/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
الحوار الديني واستفزاز المشاعر حيدر ابراهيم على
كشفت قضية المعلمة البريطانية عن توترات وسوء فهم هائل بين المسلمين وغير المسلمين. وقد جاءت القضية ضمن سلسلة احتجاجات اسلامية على الاساءة للنبي الكريم او الدين الاسلامي. وتعقب هذه الاحتجاجات حملات ضد اصحاب الاديان الاخرى، باعتبار وجود مؤامرة عظمى يقودها الغرب ضد الاسلام والمسلمين. وتنتهي كل مرة مثل هذه الغضبة لتؤكد صعوبة الحوار بين المسلمين وغير المسلمين، طالما ظلت الثقة المفقودة والشك والارتياب مازالا يحكمان نظرة المسلمين لغير المسلمين. وتكرس مثل هذه الاحداث الاتجاهات المطالبة بالانغلاق كوسيلة دفاع عن الذات. وهي تؤكد لا جدوى التقارب مع غير المسلمين، لاننا في حالة حرب صليبية جديدة اعلن عنها الرئيس بوش صراحة قبيل الحرب العراقية. وهنا نصل الى عقدة العلاقة، اذ يعتبر اصحاب هذه الآراء أن محاولات الفهم والحوار ما هي الا عمل للتخذيل ودليل على الغفلة. وقد يتهم من يدعو الى الحوار في هذه الاجواء بالخيانة والكفر، او على الاقل موالاة الكفار والقيام بدور الطابور الخامس الذي يخترق بواسطته الاسلام. ويستخدم بعض المسلمين فكرة استفزاز المشاعر، لتبرير اي رد فعل قد يصل الى قتل مخرج سينما طعنا كما حدث في هولندا. ويكاد هذا الموقف يقول بأن المسلمين وحدهم هم الذين يمتلكون مشاعر دينية. فالعالم متدين في عمومه ولأديانه قدسية لا تقل في نظرهم عن المسلمين، ولكننا لا نسمع هذه العبارة الا من بعد الهندوس او اليهود المتعصبين. فهذه العبارة تدل على قدر كبير من الحساسية والعاطفية تتغلب على العقلانية او على الاقل عدم المبالغة في الشعور العاطفي والتعامل مع الامور في حجمها الطبيعي. وتقود سرعة الانفعال بسبب ما يسمى بالاستفزاز او اثارة المشاعر، وتعقب ذلك الافعال المتعصبة او الاقوال المسيئة الطليقة. ويرى البعض ان عملية النفح العاطفي والعقلي تنمو عكسيا مع العواطف والمشاعر والانفعالات. وهناك سؤال مهم وهو لماذا المسلمون عامة اكثر عرضة لاستفزاز المشاعر الدينية اكثر من غيرهم؟ قد تكون الاجابة لانهم الاكثر نخوة وغيرة على دينهم. اعتقد ان الاجابة غير صحيحة، لأن المتدينين كلهم لديهم هذا الاحساس او اكثر في بعض الاحيان. ولكن شعور المسلمين بالتأزم والحصار بوجود مؤامرة تستهدف المسلمين، تجعلهم في حالة خوف دائم، لذلك قد يبالغون في آثار حدث بسيط، وقد يعمل المخيال او الخيال على اضفاء تفاسير وتأويلات تخدم فكرة وجود الخطر او محاولة الاستفزاز. فقد سمعت قبل حادثة الدب الاخيرة من يعود الى تفسير كتاب الاطفال الذي يدرس منذ اربعينيات القرن بطريقة تحتاج الى قدر كبير من الخيال والاحساس بوجود المؤامرة. هناك من قال ان قطعة المطالعة التي تقول: طه القرشي مريض في المستشفى! قصد بها واضعها النبي «ص» باعتبار ان احد اسمائه هو طه واصله قرشي! رغم ان الاسمين منتشران في منطقة الجزيرة والشمالية. وبالتأكيد لن يفكر الاطفال الذين ظلوا يطالعون هذا الكتاب لسنين طوال بهذه الطريقة العبقرية! وحتى لو كان قصد المؤلف الاساءة للاسلام، فإن رسالته لم تصل ولم تترك اي اثر. ونتحدث عن اسلاموفوبيا ولكن هذه الـ phobia والتي تتمثل في الشك والريبة تشغل كثيرا من المسلمين الذين ينقبون عن اشارات توحي بمحاولة الاساءة للاسلام او التقليل من قيمة المسلمين. ففي حالات كثيرة نسمع عن أحذية مثلا مكتوب عليها او مرسوم عليها بعض الاشكال التي قد تكون قريبة او مشابهة لاسم الجلالة او النبي «ص». وهذا جهد كبير يهدر دون نتيجة تقود الى دعم الدين الاسلامي. كما انه يوحي بعدم ثقة بعض المسلمين في قوة ايمانهم، لان مثل هذه التصرفات حتى لو كانت مقصودة، يجب ألا تؤثر على المسلم او المؤمن الواثق من تغلغل الايمان في قلبه. ولكن كيف نستطيع نزع فكرة الاستهداف والمؤامرة عن اذهان كثير من المسلمين، ليتصرفوا كأناس عاديين وطبيعيين وبالتأكيد ليسوا غافلين. فالعالم يعيش صراعا وسباقا، ولكنه ليس سباقا دينيا في جوهره، بل صراعا اقتصاديا وتكنولوجيا وعلميا. وهذا هو الميدان الذي يجب ان ينازل فيه المسلمون الآخر ويدافعون فيه حقيقة عن الاسلام بزيادته قوة ومنعة، وهذا ما لا تفعله المظاهرات والمواكب. اثارت لدي حادثة المعلمة البريطانية الكثير من التساؤلات والاسئلة المحيرة، اهمها هل نحن بصفتنا مسلمين نستطيع التعايش بسلام مع غير المسلمين؟ وهل لدينا القدرة على قبول الآخر المختلف؟ وتكشف مثل هذه الحوادث عن مواقف عدائية تجاه غير المسلمين يكشفها اول اختبار. فنحن في الاصل متخوفون ومهجوسون بخطر وخبث غير المسلمين. ففي هذه الحادثة احتمالان: حسن النية وسوء الطوية والقصد. ان تكون المدرسة ـ والتي مازالت وهي بعيدة في وطنها تتحدث بتقدير عن السودانيين ـ قبلت التسمية التي اقترحها التلاميذ للدب بعفوية وحسن النية. والاحتمال الآخر أن هذه المعلمة الشيطانية ـ كما وصفها احد كتاب الاعمدة المهذبين ـ قد التقطت هذه التسمية لتمرير مخططها في الاساءة للمسلمين والاسلام. والسؤال هو لماذا لم يكن الشك في صالح المتهمة كما يقول القانون؟ وكانت الاجواء قد تهيأت للادانة، ولم يكن لاي قاض القدرة على تبرئة المتهمة وسط هذه الاجواء الغاضبة. لذلك جاء الحكم نصف ادانة او حكم بالقانون وحكم آخر للشارع. كانت المظاهرات التي أعقبت الحكم ذات دلالات خطيرة على الدولة وعلى النظام القضائي السوداني. وقد توحي تلك المظاهرات بوجود دولة دينية موازية، رغم ان الدولة الحاكمة تستند ـ حسب قولها ـ على مرجعية الشريعة الاسلامية. فمن البداية ازدواجية الدولة مشكلة تضر بهيبة الدولة وترهب المواطن العادي بانه مكشوف، ولا تستطيع الدولة وقوانينها حمايته. فقد كان من غير المفهوم أن تقوم المظاهرات بعد صدور الحكم. فمن الطبعي عندما يستفز شخص ما مشاعري الدينية ان انفعل مباشرة، ولكن الانتظار حتى صلاة الجمعة ويكون الحكم قد صدر. فهذا دليل على ان المسألة ليست مجرد مشاعر دينية. ويرى البعض ان الحكومة ومؤيديها يتحدثان باكثر من لسان. فهناك سلطة سياسية تتعامل مع العالم بكل اعرافه الدولية، وفي نفس الوقت تخزن خلفها شارعا ثائرا تدعي انها غير قادرة على السيطرة عليه. وهذه لعبة خطرة لا تسلم الجرة فيها باستمرار. فالنظام يدين علنا التطرف ويرفض الغلو في الدين، ولكنه يغض الطرف عن ممارسات تصب في تقوية التطرف. وهناك امثلة لدول رعت كل اشكال التطرف الديني والتعصب، وكانت تظن انها يمكن ان توجههم لدول اخرى. وهذه الدول تعاني من هذه المجموعات، وصارت من اكثر المتضررين وشرعت ـ للمفارقة ـ في ممارسة الارهاب..!! وقد كشفت القضية عن تناقضات عميقة: حكم قضاء، موقف شارع، قرار سلطة، وكلهم مسلمون ولكن لم تتحد رؤيتهم للحدث الواحد، لذلك فهو بالتأكيد بعيد عن الدين. وبينما نحن نحلل ونتفلسف يقول مجربون ان كل هذه الضجة هي مظهر لصراع بين المدارس الخاصة، وليست لها اية صلة بالاسلام او الاساءة اليه. ويرى هؤلاء ان تكاثر المدارس الخاصة التي انشأ بعضها الاثرياء الجدد، يقتضي اخراج مدارس معينة من سوق المنافسة بالذات الاجنبية. وهنا يستخدم الدين والوطنية في business التعليم، وهو مجال مربح. وكانت بداية المعركة بمدرسة الاتحاد، لانها من المؤسسات العريقة والناجحة التي تجذب اعدادا كبيرة من الطلاب، وتحقق نتائج ممتازة. وفي قلب المعركة، دخلت مجموعات دينية بقصد او بلا قصد لصالح خصوم المدارس الاجنبية. وسارعت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بتحريم فتح المدارس الاجنبية والعمل بها وارسال الابناء اليها. وقالت في ندوة بجامعة الخرطوم على لسان مدثر احمد اسماعيل، ان جميع آراء العلماء في كل بلاد المسلمين اجمعت على تحريم التعليم الاجنبي «صحيفة الأحداث 5/12/2007م» والسودان بلد العجائب وهو الذي وصفه انتوني مان بسخرية او ضحك القدر، اذ ينسى مأساة دارفور وخطر انفصال الجنوب وينشغل بقضية هامشية تنتهي كما بدأت. ويتساءل لماذا العفو عن المعلمة البريطانية؟ بينما السؤال الصحيح: لماذا حوكمت اصلا؟! الصحافة 8/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
كرة الجمعة الشيخ عمر الامين أحمد
فى قضية المعلمة البريطانية جوليان تثقيف السياسة أم تسييس الثقافة
أولاً: عفارم على القضاء السودانى: أشد بكلتا يدىّ محيياً مولانا القاضى الذى نظر هذه القضية وحكم فيها فعدل، دون أن يجرمنّه شنآن قوم (جوليان) فيحضه على عدم العدل، أو ينساق وراء ملحون الحجج عند قومه بأصواتهم التى ما بدت عالية إلا بوصفها محاولة إملاء لما سيصدره من حكم. ولكم أثلج صدرى أن جاء الحكم موزوناً، لا مخففاً ولا مثقَّلا ــ بتشديد على القاف ــ فما جاءت به جوليان واضح لا يحتاج الى كثير (لت وعجن) فهى مذنبة بلا شك، لكن ذنبها لا يتعدى كونه فعل ينم عن اهمال وسوء فهم، وذلك يختلف اختلافاً بيناً عما جاء فى الصحف الإسكندنافية من رسومات كاريكاتيرية مقصودة التسمية وموجهة التعبيربصورة مباشرة الى شخص شفيعنا وحبيبنا المصطفى، أصلى عليه وعلى آل بيته الى أن أموت، صلاة لا تنعد ولا تنهد ولا تنقض. وما كان على مولانا القاضى غير أن يسألها سؤالاً مباشراً عن قصدها، فإذا أنكرته فليس أمامه من اجتهاد سوى سماع شهود عدول يقولون بسماعهم المباشر لقولها عن قصدها الإساءة، وإلا فعقابها يقتصر على سوء الفهم والإهمال، وهذا يكافئ ما صدر من عقوبة. ثانياً: الى السلطات البريطانية أتفق مع السيد وزير الخارجية البريطانى أن فى الأمر سوء فهم. لكنى لا أتفق معه فى خيبة أمله إزاء ما صدر من حكم. فما وقع عنده كمجرد سوء فهم يعتبر عند الآخرين سوء فعل يصل حد التجريم. وقد كنَّا ننتظر من سيادته أن يعترف بمسؤوليته بصفته مسؤولا بريطانيا كبيراً (فهم) ما قاد الى سوء الفهم دون أن يتمكن من إزالة أسبابه، والمسألة لا تتعدى أن تكون فى أبسط أحوالها (عدم فهم) يقود الى سوء الفهم. وقد ظهرت أبعاد ما يقود إليه مثل هذا الفهم السيئ وسوء الفهم الذى يصاحبه عادة، فالسلطات البريطانية من قمتها الحكومية الى مجلس اللوردات قد وضع قضية المعلمة جوليان كشأن وطنى بريطانى عالى الأهمية. وكلهم بلا أدنى استثناء يرون براءة المعلمة ويحبون أن يقدر السودانيون رؤاهم هذه. فى حين أنهم يتجاهلون تماماً فى تقديراتهم أحشاءً سودانية محروقة جراء ما حدث لمن هو محبوب عندهم أكثر من أنفسهم التى بين جنبيهم. وما يمكن أن يكون مستفاداً لكلا الطرفين، مما يمكن أن يكرس لعملية تزيد من وتيرة الفهم والتفاهم، فإنه من الممكن تقرير ما يأتى: لا أظن أنه بات خافياً على البريطانيين على وجه الخصوص وعلى الأوروبيين على وجه العموم مدى المحبة والتجلة والتقدير الذى يكنه المسلمون عامة والسودانيون خاصة للمصطفى ولآل بيته ــ عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ ولا يقتضى هذا الأمر كثير جهد كى يتم تنوير كافة البريطانيين والأوروبيين بما يتوجب عليهم الحرص فى التعامل معه وما يقتضى الحيطة والحذر فى المساس به مساس ازدراء أو تهكم، فى هذا الأمر وفى كافة أمورالعقائد والمثل العاليا الدينية. ثالثاً: لأهلى من المتصوّفة: لعل فى خروجكم المشهود يوم الجمعة الماضية مطالبين بتشديد العقوبة علامة مفارقة، فقد عرفتم طيلة تاريخكم بالسماح والعفو ولين الجانب، وعزاؤنا أن خروجكم كان غيرة على شرف نبيكم. وأعلم تمام العلم أن شفيعنا ــ عليه وعلى آل بيته أفضل وأزكى الصلاة وأتم وأوجب التسليم ــ ما تحدث عن الموطئين أكنافاً، إلا وكنتم شرفاء هذا الحديث ناطقين بلسان حاله ولسان مقاله، وهذا حال لا ينطق إلا بالمحبة الطاغية لمحجتكم ومبتغاكم ومناط راحلتكم المصطفى ــ أصلى عليه إلى أن أموت، صلاة لا تنعد ولا تنقض ولا تنهد ــ لكنى أود اليوم أن أتذاكر معكم بعض أقوال حول قضية المعلمة البريطانية جوليان. وذلك انطلاقاً من نقطتين، أولهما لكونى اختصاصياً فى علم التصوير، تسطيحياً كان أم تجسيمياً، وثانيهما أنى قد نذرت هذه المفاكرة من أجل تجلية عيون أوروبية لا ترى فى الإسلام ما يثير اهتمامها من مُثل انسانية هى أحوج ما تكون إليها. فالمسلمون يعرفون أن الإسلام ليس محكوراً عليهم، إنما هو للإنسانية جمعاء. ولو عرف الأوربيون ما أدخر لهم الحق ــ جل وعلا ــ فيه من كمالات الحياة الإنسانية، لحاربونا عليه بالسيف. لذلك فإننا نحس بصفتنا مسلمين من فرط ما نحس به من نعمة الإسلام والإيمان، أن مثل هداية الأوروبيين إلى حياض الإيمان أحب إلينا من حمر النعم، فهو فى أدناه انفاق مما نحب، لا ينعقد إيمانننا إلا به. وأظن أن أقسى ما يمكن أن نستصدره من حكم فى حق أنفسنا، هو أن نثير فى الآخرين الريبة والشكوك مما يباعد بيننا وبين ما نتمناه ونتطلبه كى نكون مهتدين، ويكون مُهتدى بنا فى نفس الوقت. وهذا ما يسببه مثل خروجكم وراء إعادة محاكمة جوليان دون تثبت كافٍ حتى نقع أسيرين لسوء فهم عامة الأوروبيين من الذين ينظرون الى ما أحدثته جوليان، فيجدونه حالة اعتيادية توقعهم فى حيرة من أمرهم أن يروا معلمّة جليلة لم تأتِ بما يعيب حسب منظورهم، مع ذلك تجد نفسها تواجه تهمة على هذه الدرجة من الخطورة. ولو إستأنس أهلى من المتصوفة المتظاهرين محبة وغيرة على نبيهم بآراء أهل الشأن لاكتشفوا الآتى: أ / لا يعتبر الأوروبيون أن فى التعبير بالرسم والتصوير أو بالتجسيم ما يعيب. وهم إن أحبوا شخصاً حباً شديداً وجارفاً، فلا يجدون ما يعبرون به عن حبهم هذا أكثر من أن يصورونه أو يصنعوا له تمثالاً. ويندرج تحت هذا البند من يجلونهم من القديسين والرسل والأنبياء. وكلهم بلا أى استثناء تعرضوا لمختلف حالات التمثيل بالرسم أو بالنحت وبطرق وأساليب مختلفة. وهم فى ذلك يختلفون عن المسلمين الذين يحتفظون بصور ذهنية أو ربما موصوفات شفاهية لمثلهم البشرية العليا، ولا يقبلون مطلقاً بتصويرها أو التمثيل بها، وذلك ما يدفعون أنه باب يفتح الى حضرة الشيطان. ب/ لا يستنكف الأوروبيون أن يمازجوا ما بين صورة الإنسان وصورة الحيوان. ولهم وهم يفعلون ذلك رمزية تتمثل في ما يرونه متطابقاً ما بين الحيوان والإنسان. فالدب عندهم رمز للخير والعطف والإلفة. ويطلقون عليه (تيدى بير) وترجمتها (الدب تيدى). ويقتنى كل أطفالهم بلا أى استثناء دمى لهذا الدب يقارب حجمها حجم الأطفال، تشاركهم حتى حجرة نومهم بل وسرير النوم أيضاً. وبالطبع إذا ما كان الدب يتمتع بمثل هذا الاحترام فى الثقافة الأوروبية، فإنه لا يصير مما يستعمل للسخرية أو الإهانة. فتلك يستخدم فيها فن الكاريكاتيرالذى يؤدى الى معنى السخرية مباشرة. ج / لذلك وبناءً عليه فلا لا يمكن اعتبار ما أحدثته المعلمة جوليان سخرية انطلاقاً من ثقافتها، الشيء الذى جعلها مسقط فى يدها لا تدرى أى جرم ارتكبته من محرمات عندنا هى عندها بحكم ثقافتها حلال ومباح. ونفسه ما قاد أهلها الإنجليز وقادتهم الى القول إنه سوء تفاهم، وأضيف من عندى نتيجة اختلافات ثقافية. رابعاً: لمسؤولى وزارة التربية والتعليم: أما عن مسؤولي التربية والتعليم في بلادنا، فهم يتحملون نفس المسؤولية التى يتحملها المسؤولون البريطانيون الذين القوا بأمثال المعلمة جوليان بلا تنوير كافٍ بثقافة الذين تود أن تكون معلمة لأطفالهم، بما يباعد بينها وبين عدم الفهم الذى يقود الى سوء الفهم. ويزيد من مسؤولية هؤلاء أنهم يعلمون تمام العلم أن استخدام الحيوان والتمثيل به كنموذج يمكن أن يُضْفَى ــ بضمة على الياء وفتحة على الفاءــ حتى على نماذج إنسانية، فذلك منهج تربوى بالغ الأهمية لأطفال فى السابعة من عمرهم. ولذلك بالتحديد فهم يعلمون أن ما قامت به هذه الأستاذه هو من صميم عملها كتربوية أكثر منها معلمة. وقد كان من شأن ما هو معلوم بالضرورة فى وزارة التربية والتعليم ويشكل واحداً من أخص اختصاصاتها، أن معالجة مثل هذا الأمر هو شأن تربوى هى طرفه المتنفذ ومعها إدارة المدرسة ثم المعلمة المعنية. ولا أدرى الى الآن لماذا قامت الوزارة بشكوى الى المحكمة ضد استاذة تعمل فى مدارس تقع تحت مسؤوليتها التنفيذية المباشرة، وتمتلك حق فصلها والتوصية لسلطات الهجرة بطردها، مع اتخاذ إجراءات تنفيذية صارمة تصل حد إغلاق المدرسة وتوقيف تصديقها بالعمل، إذا ما لاحظت أن فى الأمر ما يقع خارج ما هو تربوى وتعليمى. لكن أن يكون الأمر على هذه الشاكلة، فما أقدمت عليه الإدارة التربوية التعليمية فى بلادنا، فذلك إجراء غير معهود منها، غريب الشكل على نشاط تربوى وتعليمى. خامساً: إشادة ودعوة ولا بد والحال هذه، إلا أن نشيد بقرار الرئيس عمر البشير، فنؤكد على حكمته وبعد نظره، وقد كنت أعد هذه المفاكرة لمناشدته إطلاق سراحها بوصفها معلمة جليلة وقعت ضحية سوء فهم وتخليط ثقافى ليست هى ــ بحكم ثقافتها ــ مسؤولة عنه، بل مسؤول عنه مسؤولية تنويرية السلطتان التربويتان فى البلدين بريطانيا والسودان. ثم بعد ذلك فلا بد أن ندعو الى توسيع حوار التعايش الحضارى ليشمل حوار التفاهم الثقافى، بما يؤدى الى احترام الثقافات المختلفة لبعضها البعض، حتى لا يتم تعدى إحداهما على الأخرى من حيث لا تحتسب. ولا نعنى فى هذه الصدد تحصين الثقافات ضد النقد العلمى، بقدر ما نود أن نشدد على حقوق التمظهر الثقافى، بما يؤدى الى إمكانية إشاعة عناصر التلاقح والتبادل السلمى الثقافى. ولو حدث فسيغنى تماماً من أى حوار حضارى، إذ أنه حينها سيتكفل بحلحلة كافة الإشكالات الحضارية، بحكم أن جذور معظمها إشكالات ثقافية على شاكلة ما طرحته قضية المعلمة جوليان. حاشية: لا بد أن اعتذر لقرائى الكرام الذين كانوا يتوقعون مواصلة مفاكرات مؤتمر الهوية. فهى مؤجلة لأسبوع واحد، نتيجة إدلائى بدلوى هذا الأسبوع فى قضية المعلمة البريطانية، والله من وراء القصد وعليه التوكل إنه نعم المولى ونعم النصير. الصحافة 7/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
من التكفير إلى «الإسلام الأوروبي» [email protected]
عبد العزبز الصاوى
الفقرة التالية مفتتح مقال من جزءين كانا قيد الاعداد عندما طغت على سطح الاحداث عاصفة المدرسة الانجليزية: «في نطاق اهتمام بالاستنارة العقلية يعتبرها المحرك الرئيسي لعجلة التقدم، قد يتذكر القارئ ان صاحب هذا المقال طرح للنقاش فكرة مؤداها وجود مكامن لها في اوساط الاسلاميين مستخدما التعبير المجازي «بحيرة الاستنارة الجوفية تحت صحراء الاسلاميين». الفكرة الاساسية التي تقوم عليها الاطروحة ان تتبع مصادر تنمية الركائز الموضوعية للاستنارة وهي التعليم الجيد والمهن الحديثة والاحتكاك بالتجربة الحضارية الاوروبية، يقود الى اوساط الاسلاميين كمجال رئيسي لتوفرها». كان ممكنا الاستمرار بخطة المقالين كما هي، لولا جانب بالذات من هذا الحدث- العاصفة يتصل بمظاهرة الجمعة 30 نوفمبر، لان الحديث عن استنارة في اوساط الاسلاميين، حتى لو كانت مجرد احتمال، دون توضيح لكيفية اتساقه مع مشهد سواعد وحناجر شباب «الاسلاميين» المتصلبة بأدوات القتل والذبح والشعارات التي تقطر دما، لا شك نوع من الحرث في البحر ان لم يكن مدعاة للهزء بالمقولة. اي احتمال لاخذ الفكرة بالجدية اللازمة لاعطائها فرصة التفكير والنظر الجدي بما يخرجها من مجال التأمل النظري بالتفاعل مع آخرين، بدده هذا المشهد. الآن بعد مضي ما يقارب الاسبوعين على الحادث وانخفاض قوة انطباعات المشهد في ذاكرة القراء، يمكن القيام بمحاولة لتوضيح الاتساق. الحقيقة الاساسية التي تقوم عليها الاطروحة، تتعلق بخريطة توزيع السلطة والثروة في السودان، وليست موضع اختلاف. يذكر كاتب المقال ان مبتدع التعليق السياسي الجاد- الهازل عبد اللطيف البوني، لخص الحقيقة المعنية قبل عدة سنوات في تحليل لنتائج امتحان الشهادة الثانوية، خلص منه الى ان الثروة والذكاء وحتى الجمال/ الوسامة قد تراكمت تدريجيا لدى اقلية معينة. هذه قبعة لا تستقر الا على رأس الاسلاميين ومن والاهم، إذا علمنا أن حزب الاسلاميين بمسمياته المختلفة هو اطول الاحزاب السودانية عمرا في السلطة.. سلطة مطلقة لفترة 18 عاما منذ الانقلاب، وقبل ذلك مشاركة 7 سنوات مع المايوية، ثم مشاركة في حكومات ما بين الانتفاضة والانقلاب. فإذا حسبنا كل عامين من اعوام المشاركة عاما واحدا لكونها اعوام سيطرة جزئية، يمكن أن نحسب كل عام من اعوام ما بعد انقلاب 89 بعام ونصف على الاقل، باعتبارها اعوام سيطرة اكثر من كاملة، ومقرونة بتدفق الثروة البترولية خلال السنوات الاربع الاخيرة. وفق هذه التقديرات سنجد ان حزب الاسلاميين ظل مستوليا على السلطة ومقدراتها ما يتجاوز نصف اعوام حياة البلاد منذ استقلالها عام 56م، على أن درجة تركيز الثروة لدى الفئة المعنية لا تتوقف عند هذا الحد، لانه في حكم القانون الثابت عمليا، ان الرأسمالية المطلقة السراح من الرقابة الديمقراطية وحس العدل الاجتماعي، وهو ما بدأ لدينا بعد الربع الاول للحقبة النميرية، تؤدي حتما الى تضييق الدائرة المستفيدة من الثروة القومية بمرور الوقت وزيادة نصيبها منها، وان الضوابط الاخلاقية سواء أكانت دينية المصدر او علمانيته، لا تفلح في الحد من ذلك. والمصادر الأكثر تحديدا لتراكم الثروة لدى فئة البرجوازية «الاسلامية» حزبا وافرادا على هذا النحو، جاءت من خلال ادارة الاقتصاد رسميا كوزراء وموظفين كبار، او خلال فترة اختراقهم له بواسطة الاسلمة، بداية ببنك فيصل مع المايوية، متحيزين في الحالتين بالضرورة لجهة سياسية معينة، او من خلال ممارسات السوق السوداء في السلع والعملة الصعبة، ثم اخيرا لا آخراً ممارسات الفساد في كل الفترات، لاسيما فترة شمولية الحكم التي اثبتت التجارب في كل مكان وزمان تلازم الفساد معه ملازمة الظل، بما لا يقارن مع الانظمة السياسية المفتوحة ديموقراطيا. ومن السهل بعد ذلك تصور حجم الامكانية المتوفرة لدى الفئات صاحبة الثروة المدعومة بسلطة الدولة، للارتقاء النوعي بالحياة الفردية والاسرية، وبالتالي امكانية توفر الركائز الموضوعية الثلاث لمكامن الاستنارة التي تستند اليها المقولة وهي التعليم الجيد، المهن الحديثة والاحتكاك بالغرب، في اوساط الاسلاميين بالذات. التعليم الجيد: مدارس وجامعات خاصة واهلية اقل خضوعا لمناهج التجهيل واساليب التلقين الببغائي المتبعة في التعليم الحكومي، او متحررة منهما تماما في المؤسسات الاجنبية. المهن الحديثة: قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية. الاحتكاك بالغرب: الدراسة في اميركا واوروبا، فرص الاحتكاك الاخرى بسبب العمل او الاغتراب او حتى الترفيه. ان المصب الطبيعي لمفعول هذه العوامل الثلاثة هو عادة مجرى توسيع مدارك الانسان وتمكينه من شحذ ملكة العقل والتفكير المستقل، او بعبارة اخرى مقدرة الابداع. وهي في الحقيقة جوهر ومحرك عجلة التقدم الذي حققته البشرية في المناطق التي عاشت ما يسمى عصر التنوير خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر «فلسفة وفكر التنوير، الاصلاح الديني، الثورة الصناعية» الذي فاتنا لاسباب تاريخية، بحيث بقي السبيل الوحيد امامنا لتحقيق شرط القدرة الابداعية عبر تأسيس نظام ديمقراطي مستدام، كما يحدث في الهند على سبيل المثال، هو المداخل الثلاثة المشار اليها. على ان ما حدث فعليا لدينا هو ان هذه المداخل لم تتوفر الا لدى التيار السياسي الذي ثبت انه اقدر من غيره على تحييد مفعولها بنشر مناخ شمولي كثيف وخانق بحيث بقي امكانية غير متحققة. وهذا هو المقصود بمكامن الاستنارة في اوساط الاسلاميين، وتعود اهمية البحث الجدي في امكانية وجودها وكيفية استثمارها، الى ان تعديل مسار الانحدار التاريخي السوداني المزمن رهين في عمقه الجذري بتحرير عقل الانسان، والي ان القدر الموجود من مصادر هذا التحرير خارج الدائرة المشار اليها ضئيل للغاية، بسبب شح نصيبها من السلطة والثروة. كل من تتبع بدقة مظاهرة «30» نوفمبر وما صاحبها من تغطية اعلامية رسمية وتحركات جهات على صلة بالسلطة، لاحظ ان قسما مهماً من المشاركين فيها كانت تغلب عليه سمة الغضب المرسوم والمفتعل، اشارة الى انهم يلعبون دورا رسم لهم، او انهم منساقون دون ارادة حقيقية، وذلك بعكس ذوي العروق النافرة في اعناق القسم الآخر من المتظاهرين، واصواتهم المبحوحة، ورنة التشنج في اصواتهم التي كانت اشارة الى العكس. وليس من المبالغة، على ضوء الملامح العامة لخريطة توزيع الثروة والسلطة وما يترتب عليها، القول بأننا يمكن ان نجد في القسم الاول او من ينتمون اليه، ولكنهم لم يخرجوا في التظاهرة، شبابا مروا على مدرسة الاتحاد العليا نفسها في مرحلة او اكثر من مراحل حياتهم الدراسية او ما يشابهها من المؤسسات التعليمية ضمن مجالات تنمية «الاستنارة الكامنة» الثلاثة المذكورة. اما القسم الآخر من المتظاهرين فهم خليط من بؤر التكفيريين المتزايدة الوزن وسط الشباب واتباعهم من ضحايا الفقر والتجهيل المستشري، تستخدمهم سلطة «الاسلاميين» البراجماتيين، تركيبة برجوازية التحرير الاقتصادي المنفلت والريع النفطي، لخدمة غرضها المباشر حاليا، وهو ابعاد الامم المتحدة من تكوين القوة الهجين باستعراضهم كعينة للارهاب «العراقي» الذي ينتظر اي اطراف لا تريدها. ومن الصعب بطبيعة الحال التمييز بين النوعين من المتظاهرين ونظائرهم في المجتمع عموما، لأن عقلية وسلوك نفس الشخص يمكن أن تجمع خصائص تنتمي الى كليهما في نفس الوقت او في اوقات معينة عندما تتصاعد حدة التعبئة الحكومية مثلا، ولكن الامر المؤكد ان اي قدر من الصحة تنطوي عليه اطروحة مكامن الاستنارة، يستحق الجهد الذي يمكن أن يبذل لاستثمارها بما ينقذ آلاف الشباب من مصير محزن، ويقوي صفوف القوى الديمقراطية المستنيرة. ونوع العقليات والتيارات التي تتشكل منها هذه القوى، هي المؤهلة ايضا لانقاذ الاسلام نفسه من قبضة تيارات التعصب والانغلاق والاستثمار السياسي القصير النظر، بتوليد تفسيرات تلبي احتياجات مسلمي القرن الواحد والعشرين. غير أن الميل الحاد لميزان القوى الاقتصادي والسياسي ضد هذه القوى، يولد ما يمكن تسميته بـ «الاسلام الاوروبي»، اذ ينشأ بالتدريج تحالف للهاربين من ضغوط الانظمة والايديولوجيات الشمولية، ومعظم الاخيرة ديني التوجه، ومسلمي آسيا المستوطنين في الغرب، هو الذي يتولي مهمه توليد اسلام العصر. معني ذلك أنه اذا استمر الحال على ما هو عليه سنجد انفسنا لا نستورد التكنولوجيا فقط من الغرب.
الصحافة 9/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المعلمة البريطانية ..وقضية استغلال الدين فى السياسة (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 745 2007-12-11
قضية المعلمة الانجليزية قضية تربوية فقط!؟ عبدالله كرم الله
* الآن، وقد هدأت هيجاء العاصفة بزواج الإثارة العاطفية!، والتي كاد بريق السيوف والخناجر ان يخطف عيون العقل، كي يطويها لفيف العصار اللوبي صاعداً بها كي يهوي بها إرتطاماً باحجار! لكن كم هم كثر أولئك الذين حين يرون هذا العصار المتحرك في لولبيته صوبهم يقولون: محمد معانا لا تغشانا! وما محمد هنا الا خير من ارسله رب الكون لهداية البشر قاطبة، صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين. * إن الذي يقرأ في السيرة النبوية العطرة، لكي بتأمل يقف على ان محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، قد لقى من اعدائه ما لم يتلقاه رسل الله من قبلهم من أذى وإساءة وإشانة، كرمي القاذورات من مخارج عفن الانسان على رأسه الطاهرة أو جر الشوك على جسده الباهرة،بل وصل بهم الأمر إلى حد محاولة قتله وهو نائم على فراشه وكان هذا بمكة قبل هجرته (ص) إلى المدينة. حيث لقى ما لقى من سخرية اليهود وتهكمهم بل ناصبوه العداء وحاربوه وكان الله معه لدحرهم ورغم ذلك عفا، وتزوج منهم السيدة صفية اليهودية دلالة على صفاء نفسه حيالهم، وليتهم يرجعون عن فعالهم وحين تملك من رقاب اعدائه بمكة إستسلموا لقدرهم المحتوف بما يفعله بهم ! وياله من عفو القدير المقتدر حين يعفو، حين سألهم ماذا تظنون إني فاعل بكم الآن! بالاستسلام كله قالوا: أخ كريم وابن اخ كريم، فقال لهم بعفو السلام: إذهبوا فأنتم الطلقاء، أي الأحرار! طبت لنا حياً وميتاً يا خير مبعوث فينا لترينا الشر الدفين، كي نتقيه في انفسنا قبل اسقاطه على الآخرين. فأين منا نحن اليوم حيال من يسئ لنا أو لرسولنا الكريم، أو حتى لخالقنا تعالى عن ذلك علواً كبيراً وهماً أو حتى حقيقةً! الا يكون عفونا مفتاح لباب هداية هذا الجاهل الضال؟ إسوة برسول كريم من قبل رب العرش العظيم! والغريب في الأمر كله إننا لم نركن بالاً لتحذير الرب الخالق لنا، ان جاءنا فاسق بنبأ ، ان نتبين أولاً كي لا نصيب قوماً بجهالة يعقبها ندم. والآن وقد حصحص الحق: 1-هنالك عداء مابين سكرتيرة المدرسة ومديرة المدرسة الإنجليزية، وأرادت ان (تكيد) للناظرة والمعلمة الانجليزية ايضاً ككبش فداء وحمانا وحماكم الله من كيد النساء، فإن كيدهن عظيم ان لم يقدك لسجن، يرميك في بلاء. 2- الدب أو دبدوب، كني باسم الطفل ( محمد العربي) التلميذ المحبوب! إذن فالدب برئ من الأساءة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب. 3- ان الاختلاف الشاسع مابين المفهوم التربوي عندنا ، ونفس المفهوم لمصطلح (Edu .Concept) لدى المفهوم التربوي الانجليزي يحتاج لتفسير تبريري. فالمفهوم التربوي الانجليزي يعمل على غرس روابط حميمة ما بين الانسان والحيوان، كأن يخلعوا إسم احب إنسان على حيوان، كي يعبر الطفل بطلاقة لسان عن مشاعره تجاه هذا الحيوان المحبوب الذي يحمل اسماً قريباً من القلوب، اليس من اسمائنا الديب وتمساح والاسد والنمر؟ وما أحوجنا لهذه القيم كي تبعث في منهجنا التربوي الجاف، ليس ما بين الانسان واخيه، بل ما بينه وبين الزراف. 4- أوصلت تلك السكرتيرة عفا الله عنها الأمر لوزارة التربية والتعليم (!؟!) والمسؤول اي مسؤول عبر التاريخ كله في أي نظام شمولي، لا رأى له بجانب راي (التوتم) إله الشمولية المقدس، خشية غضبه بالإحالة للصالح العام! وكي تسلم أركن للتحويل بالقلم! إذ يفترض ان يذهب مدير المرحلة إلى المدرسة أو الوكيل أو حتى الوزير إلى مركز الحدث- اي المدرسة أو الناظرة أو السكرتيرة أو حتى المدرسة نفسها! ومن ثم الجميع لاستجلاء العاصي من المطيع! لكنه حول بلاغ السكرتيرة للشرطة وكان ما كان! ولا يمكن ان نظلم من خرجوا بالسيوف والخناجر فنحن معهم ضد المسئ الحقيقي لخير رسول! ولكن اين عقلي وعقلك الممحص مابين الدساتر. 5- لكن هكذا هي الشمولية المسيطرة على الجسد والروح والعقلية، وستظل وتستمر (التوتم) أو (التابو) في الديانات القديمة الوثنية حيث لاقيمة للفرد فيها أو فكرة، أو حتى رأيه! لإنها كاتمة انفاس الجميع ! وما هم في رأيها إلا قطيع! بل يتساوى رأي رئيسها مع الرضيع. علماً بأن الله الخالق في علاه لم يكرر نفسه في أي مخلوق سواه، فآدم الأول ليس هو آدم الأخير لمبتغاه لكن الشمولية تخرج فروخها كما يخرج القالب مربعات الطوب الاسمنتية. 6- هنالك حادثة تربوية مشابهة جديرة بأن تحكي،يوم كنا في مجتمع معافى الكل فيه ينشد بلا مشتكى ولا مخافة. في الثمانينيات بمدرسة الشعب الثانوية حين كنت مدرساً للعلوم الاجتماعية علم النفس والمنطق والاجتماع والتربية الوطنية جاء إلى المدرسة مدير بعد إعادة مهووس القمطرير! وتحت ظلال شجر النيم حكى لنا عن الغربة وكيف كان كعنتر الشايل سقفه! واخذنا حكاويه محمل الهزل لاجد يكفيه، وكانت فصول المدرسة أ، ب، ج،د،هـ .قال لا هذا محال تسمى أ- أبوبكر، ب عمر، ج عثمان، د علي، واحتار مجلس المدرسة في هـ فقلت له مازحاً لوزن المعادلة مابين الروحية والمادية فلنسمِ هـ لينين! وإذ به يقف رحمه الله صاعقاً ماهذا يا استاذ؟ وبلغ امن بحري عني كشيوعي! وبيقين مسؤول امن بحري السيد محمد أحمد الخليفة، بانني لست شيوعياً ولا موتوراً دينياً. وكانت تلك أول صلة لي بالأمن وأدركت بأن الأمن اذا أحسن فإنه يغني عن التربية السليمة شيئاً وليرحم الله محمد أحمد الخليفة حياً كان أو ميتاً كضابط لأمن بحري. وشكوت مدير المدرسة إلى نفسه وبما سمعته عنه وعن سيف الذي تاجر به أبان اعارته! على الرغم من علمي بأنه لن يخرج الحدث عن مجراه التربوي حتى لوزارة التربية والتعليم. إلى ان تدخل الوكيل التربوي ذكره الله بكل خير ود الحسين طالباً منى سحب الشكوى ضد المدير لوزارة التربية وقلت له لن اسحبها ما لم يعتذر لي المدير وإعتذر وسحبت الشكوى بعيداً عن اي إثارة، ساهم في اطفاء غلوائها الأمن المحلي مع الإدارة التربوية مع شخص أضير كما المعلمة الانجليزية!، وهذا هو دور العقل في مجتمع حر،يتكامل فيه جاحد مع بر. * ملحوظة: بعد ان وصلت المعلمة البريطانية إلى بر سلامة اسرتها ببريطانيا، وقد عبرت (بحرية) عن احر مشاعرها تجاه السودان والسودانيين وكرمهم. مع إحساسها الشفيف، ان كانت قد سببت أي اذى لمشاعر السادة السودانيين دون قصد منها ان يعفوا عنها، وإنها ستتحين اي فرصة سانحة ان سنحت لها بالقدوم مرة أخرى لوطن أحبته. ولا يخالجني ادنى شك في ان الشعب السوداني الطيب يبادلها نفس الشعور. عبدالله كرم الله
السودانى 11/12/2007
| |
|
|
|
|
|
|
|