الصادق المهدى يقدم تحليلا واقعيا للاحداث المؤسفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2005, 10:23 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدى يقدم تحليلا واقعيا للاحداث المؤسفة


    الاحـد 03 رجـب 1426 هـ 7 اغسطس 2005 العدد 9749
    إطبـــع هــذه الصفحــة

    حرائق الخرطوم

    الصادق المهدي


    فقدت طائرة د. جون قرنق عصر السبت 30 يوليو المنصرم، وترددت الأخبار عن اختفائها خارجيا يوم الأحد وصدر الإعلان عن وقوع المأساة يوم الاثنين.
    اكتسب د. جون قرنق دور المخلص لأهل الجنوب واحتل مكانة زعيم قومي بل دولي في نظر كثير من الناس.
    الشائعات بالخطر على حياته تتالت منذ احتلاله مكانته الدستورية، فالخطر على الحياة جزء لا يتجزأ من التصدي للعمل العام فضلا عن العمل الثوري.
    مثلما كان شخص د. قرنق يمثل السند والأمل لكثير من أهل الجنوب والشمال فإنه كان يمثل مخاوف الآخرين لا سيما في الشمال.
    العاصمة السودانية، وكثير من مدن السودان الكبيرة، تمثل تركيبة سكانية قلقة قوامها مجتمع حضري مستقر ومجتمع عشوائي أفرزته سنوات الجفاف والاضطرابات الأمنية، ومجتمع نازحين أفرزته الحرب الأهلية وهو مجتمعٌ مجردٌ من أدنى حقوق المواطنة .. هذا المجتمع النازح جلُّه من أهل الجنوب الجبهة الأكبر للحرب الأهلية. وعندما تأكد نبأ مقتل د. جون قرنق شعر كثيرون في السودان بخيبة أمل بالغة وكان الشعور في بعض مجتمعات السكن العشوائي وكثير من مجتمعات النزوح أعمق وأبلغ.. خيبة الأمل هذه تحولت إلى احتجاج على تأخير إعلان النبأ داخليا وعدم معاملة الحدث بالمستوى اللائق به في نظرهم، وإلى غضب على كافة مظاهر الحياة الحضرية لا سيما: غضب محرومين على مرفهين.
    عاملا الاحتجاج والغضب هذان كانا نتيجة للفجاءة، ولكن الشحناء في النفوس خاصة ما بين المجتمع الحضري ومجتمع النازحين كانت تمثل بارودا قابلا للاشتعال.
    ومن العوامل التي خلقت فجوة عميقة أن بعض الجنوبيين جيَّروا اتفاقية السلام وطريقة إخراجها على أنها انتصار سوف يعقبه تمدد لإرادتهم ليفعلوا ما يشاءون، هذا من ناحية. ومن الناحية الأخرى اتخذ بعض الشماليين مواقف شك وعداء كان أكثرها وضوحا ما جاء في فتوى الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بأن الانضمام للحركة الشعبية كفر وردة وأن التعاون معها تعاون على الإثم والعدوان. التعاون معها في رأي أولئك حرام : لأنها من الأحزاب المحاربة لله ولرسوله، فلا تؤجر لأعضائها المحلات والمساكن والمكاتب ليستعينوا بها في نشر باطلهم والدعوة لكفرهم ولا ينشر لهم ولا يخط ولا يرسم ولا يكتب لهم إعلان، بل يجب البراءة منهم وبغضهم في الله.. هذه المواقف في حديها تعبئة قتالية بعيدة جدا من روح السلام. لذلك عندما عبر الاحتجاجيون والغاضبون عن مشاعرهم بالعدوان على الأرواح وهتك الأعراض والمساكن والسيارات والمتاجر والمنشآت، قابله موقف مضاد استهدف الجنوبيين أفرادا وجماعات وسالت الدماء وزهقت الأرواح. كان بعض رد الفعل من شباب المجتمع الحضري دفاعيا مشروعا احتوى العدوان الغاضب قبل تحرك الجهات الرسمية.
    تحركت السلطات لاحتواء الموقف بعد اشتعال الفتنة وكان عليها أن تستعد قبل إعلان الخبر بصورة وقائية، وكان ينبغي قضاء الـ 24 ساعة قبل الإعلان في الاستعداد التام للوقاية الحازمة من الانفعالات المتوقعة.
    الآن وقد حدث ما حدث من خسائر في الأرواح أكثر بكثير من الأعداد المعلنة، وما صحب الفوضى من إصابات وجراحات وتلف في الأموال يفوق المليار دولار. وأهم من ذلك الخسائر المعنوية التي زادت من يقين كثير من الشماليين بأفضلية الانفصال كما عززت رؤية كثير من الجنوبيين الانفصاليين.. إن أسوأ ما في حرائق الخرطوم أنه استفتاء بالدم وإن كان محدودا لصالح الانفصال.
    كل القيادات السياسية بل والمثقفون اتخذوا مواقف مسؤولة ضد الفتنة العرقية ولصالح الهدوء ولكن التحركات الصدامية أتت من قواعد شعبية مما يدل على فجوة واسعة بين القيادات والقواعد.
    من عيوب اتفاقية السلام ودستورها وما ترتب عليها من إجراءات أنها كانت فوقية ودولية ومشخصنة ولم يجْرِ عمل جاد لغرسها قوميا وشعبيا. ولذلك اندفعت فصائل شعبية من الجانبين تتصرف بمنطق المواجهات والانتقامات لا الصلح والسلام.
    المطلوب.
    الآن وعلى جناح السرعة وبالأولويات الآتية مطلوب التحرك الوطني الحاسم:
    أولا: تكوين جبهة شعبية عريضة تضم الكافة باسم الجبهة الشعبية لاحتواء الفتنة ـ مثلا ـ للقيام بعمل واسع شعبي وإعلامي وتعبوي لتهدئة الأحوال في العاصمة والمدن الأخرى. والقيام بإحصاء الخسائر في الأرواح والجراح والأموال لمؤاساة وتعويض المنكوبين.
    ثانيا: أعلن أن حادث سقوط الطائرة سببه قضاء واضطرابات جوية. ولكن ما أعلنه الرئيس موسفيني عن كفاءة وقدرات طائرته وما تردد من شكوك في بعض الأوساط يوجب إجراء تحقيق دولي في الحادث لإزالة أية شبهات. أقول دولي لتوافر الحياد ولأن النظام بموجب اتفاقية السلام اعتمد الأمم المتحدة حكما على كل شيء.
    ثالثا: تسوية عاجلة قومية / دولية لمسألة النازحين لاستقرارهم في ديارهم اختياريا بصورة تحقق لهم العيشة الكريمة. هذه مسألة إنسانية ووطنية وأمنية لا تحتمل التأخير ساعة.
    رابعا: الالتفات الجاد لعيوب اتفاقية السلام ودستورها لإزالتها، وسد الثغرات التي برزت، ولم يعد يستطيع أحد أن ينكرها. فقبل رحيل د. جون قرنق اتضح أن حصر الاتفاقية نفسها في حل الإشكالات بين حزبي التفاوض عابها. وأن هناك مشاكل شمالية / شمالية في الغرب والشرق لا يمكن تجاوزها. وأن هناك مشاكل جنوبية / جنوبية لا يمكن تخطيها . وأن الاتفاقية وضعت ترتيبات في غيبة أصحابها وفوضت أطرافا لحسم الأمر بدون وجه حق، وأن ما أدلى به هؤلاء غير مقبول مثلما هو الحال في مسألة أبيي التي انتهت إلى هذا المشهد العجيب: طرفا التفاوض وقعا على تفويض لجنة خبراء الخمسة لحسم الخلاف فقرروا ما قرروه وقبله أحد الأطراف ورفضه الطرف الآخر. في المقال القادم سوف أتطرق لمسألة أبيي ولكن المهم توضيح أن القضية عادت للمربع الأول لأن ترتيبات الحل كانت فوقية وعارية من مشاركة أصحاب الشأن.
    السودان يمر بمرحلة عصيبة جدا، ولكن في الأمر ثلاث حقائق واعدة:
    الأولى: ان مشاكل البلاد طفت للسطح بما لا يترك مجالا لمغالطات.
    الثانية: ان القوى السياسية والشعبية كافة قابلة للتواصل ومستعدة للحوار الوطني الجاد.
    الثالثة : توافر النوايا الطيبة الدولية.
    من دروس الحياة أن مع كل أزمة فرصة والمزايا في طي البلايا. الوعي الوطني السوداني يستطيع بحسن الإدراك وقوة الإرادة والعناية أن ينتزع الفرصة من الأزمة. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.



                  

08-07-2005, 00:11 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدى يقدم تحليلا واقعيا للاحداث المؤسفة (Re: الكيك)

    Quote: السودان يمر بمرحلة عصيبة جدا، ولكن في الأمر ثلاث حقائق واعدة:
    الأولى: ان مشاكل البلاد طفت للسطح بما لا يترك مجالا لمغالطات.
    الثانية: ان القوى السياسية والشعبية كافة قابلة للتواصل ومستعدة للحوار الوطني الجاد.
    الثالثة : توافر النوايا الطيبة الدولية.
    من دروس الحياة أن مع كل أزمة فرصة والمزايا في طي البلايا. الوعي الوطني السوداني يستطيع بحسن الإدراك وقوة الإرادة والعناية أن ينتزع الفرصة من الأزمة. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

                  

08-07-2005, 00:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدى يقدم تحليلا واقعيا للاحداث المؤسفة (Re: banadieha)

    شكرا بناديها على المرور
    فعلا كما قال الصادق المهدى واشرت اليه ان الوطن يحتاج الى وقفة ...والحكومة نفسها باستعانتها بالقوى السياسية الاخرى فى ايام الفتنة فى اجهزة الاعلام ادركت اهمية اشراك الغير فى المعالجة للامر الجلل الذى الم بها وكانت فى السابق ترفض وتحتكر كل شىء ..الاعلام والاموال والاراء ولو وجدت طريقة فى احتكار الهواء لفعلت لتقسمه لمن تريد من خلق الله ..
    ولكن كما قال الصادق مثل هذه المواقف تدعو الاخرين للتفكير وتدبر الحال الذى هم فيه ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de