المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2008, 02:21 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي


    المثقف وتوهان البوصلة

    تعقيب على الدكتور حيدر إبراهيم على (1)

    حسن احمد الحسن

    أكن تقديرا واحتراما خاصا للأخ الدكتور حيدر إبراهيم على . وهو احترام يتصل رغم نصاله التي ضلت طريقها على أخ نعتز بصحبته . فقد كان ضمن صحبة حقبة القاهرة وكنا شهودا ومتعاونين في بناء مركزه بالتشجيع والمشاركة ، حتى بلغ أشده وأصبح صرحا يسهم في توثيق المعرفة ، وينتقل بالحدث والفكرة السودانية من أسر الشفاهية إلى رحاب التوثيق والتحرير .
    لم يكن رأي الدكتور حيدر وهو يعبر عن إعجابه بالسيد الصادق المهدي في تلك الأيام عبر حقبة التسعينات ومن خلال رواق مركزه في القاهرة الذي نفخ فيه المهدي الروح وأضفى عليه من نفحاته الفكرية وأضاف إليه بحضوره المستمر ، كالذي عبر عنه في مقاله غير الموفق الذي يؤكد أن (صاحب المقال) وليس الموضوع هو أوضح مثال لتقلب الشخصية والمزاج .

    ولم يكن رأي الأخ حيدر هكذا يوم أضفى السيد الصادق المهدي رونقا وعمقا ووقارا بهر به ، مجتمع مثقفي القاهرة كعنوان لصورة المثقف السوداني المميز داخل تلك الأروقة كالتي تجالس فيها الرجلان بين حلبات المثقفين العرب والأجانب وهو ما يزال يضيف عمقا ووعيا ، الرابح الوحيد منه صورة المثقف السوداني في محيطه الإقليمي والدولي. يوم رد الاعتبار بفكره ووعيه للجلباب السوداني الذي كان رمزا للبواب والريفي قليل الحيلة في تلك الديار .

    تتملكني الدهشة من أؤلئك الذين يتبارون في استهداف الصادق المهدي دون غيره في غير موضوعية أهو إعجاب لا يقوى صاحبه إلا على نقيضه أم ضرب من الجحود الآدمي فيما تتبارى الأمم من حولها في الاحتفاء برموزها ومبدعيها كثروة قومية سواء في قامة العالم أو في مهارات لاعب الكرة . وعودة لمقال د. حيدر أقول إن الرجل ليس هو ذلك ( الشخص الذي يغير مواقفه وكأنه يلعب أدواراً مسرحية على خشبة تمثيل، وليس هو من يغير الأقنعة و الملابس و الصوت حسب مقتضيات الدور المستجد.) على حد عبارة د حيدر .

    وأحسب ان الدكتور حيدر قد ساءه أن يضّيق المهدي مساحات الخلاف مع خصومه دون أن ينفذ بالتحليل إلى صلب ما تم الوفاق عليه أوالاتفاق حوله وإذا ما كان المهدي متناقضا مع مواقفه المعلنة ومناداته المتصلة بضرورة بسط الحريات الأساسية وتحقيق التحول الديمقراطي وحل مشكلات البلاد في أطر قومية تتسع للجميع. فأين بدلّ المهدي مواقفه وأين غير أدواره ، وأين بدل سلوكه ، وأين خاصم أدواره وأين اقترب من الهزل وتنصل عن الجدية ؟
    ذكرني استهداف حيدر بعبوته الناسفة ما قاله صحفي لبناني معلقا على محاولة اغتيال الاعلامية اللبنانية مي شدياق التي تقدم برنامج نهاركم سعيد في تلك الأيام قائلا ( كيف تسعون لاغتيال من يقول لكم نهاركم سعيد ) .

    لقد حافظ السيد الصادق المهدي على مبدئية مواقفه من قضية الديمقراطية والحريات حتى يتمكن الدكتور حيدر وغيره من النقاد من ممارسة دورهم ، وقد دفع ثمن جميع مواقفه سجنا وتشريدا ومصادرة ، وهو ثمن لا يبخسه عليه احد إلا من جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم . لم يلج العمل العام إلا منتخبا عبر صناديق الاقتراع ولم يختلس مالا عاما ولم يبخس على الناس أشيائهم بل بح صوته من المناداة بأطر قومية تجمع الأشتات وتفشي السلام بين الناس .
    ولعل من الغرابة أن ينزعج الدكتور حيدر من مجرد الاتفاق بين المهدي وخصومه السياسيين وهي خصومة قاربت العشرين عاما أن يتفقوا على قواسم مشتركة حول قضايا الوطن والمهدي ما ينفك يردد ( أننا لن نشارك إلا في إطار حكومة وطنية جامعة أو عبر صندوق الاقتراع ) فأي ديمقراطية يريدها الدكتور حيدر وبينه المتهافتون على القسمة الضيزى والموقع العاطل ممن لا يستطيع الأخ رميهم بنصاله !


    لم يكن المهدي (مجازيا ) بل لعل أهم مشكلات المهدي انه ( يتساكن )مع الواقع والموضوع بصور مثالية ويؤثر على حزبه ولو كان به خصاصة ، ولهذا رفض صفقة المشاركة مناصفة في السلطة بعد اتفاق جيبوتي إلا أن يسع غيره ، بينما رضي غيره بأن يكونوا مع الخوالف . وهو تأكيد لإيمانه بديمقراطية المشاركة التي حمل راياتها منذ حقبة الستينات .

    لم يوضح الدكتور حيدر لقرائه أين يكمن التناقض وأين تبدو التقلبات فالنهج الذي مارسه المهدي طوال مسيرته أنه لم يأتي الحكم إلا منتخبا . وأنه يدعو إلى السلام عبر طيف من المبادرات ، وأنه يؤسس للإجماع الوطني ، وانه يدعو الانقلابيين الذين انقلبوا على الديمقراطية دائما إلى كلمة سواء ، وأنه قاوم القهر وعارض الشمولية وسجن وشرد وعذب وصودر وانه يتسامح مع خصومه ومن يسيئون إليه في استكبارهم ، وما أن تلوح بارقة استعداد للحوار حتى تلقفها حقنا للدماء كان ذلك في بورسودان عام 1978 وفي جنيف وفي جيبوتي وفي العديد من العواصم العربية والأفريقية والأوربية على قاعدة ( إن جنحوا للسلم فاجنح لها ) وليس في ذلك تقلبا او مساومة إنما في ذلك عمق الفكرة وتقدير القائد وصدق الرائد الذي لا يكذب أهله ( مالكم كيف تحكمون ) .


    لقد فقد الدكتور حيدر ميزان حكمه وحكمته وبدا بسطحية لا تتسق مع موضوعية الباحث والمتأمل وهو عالم الاجتماع عندما أرجع دوافع انتاج المهدي للمبادرات والأفكار إلى بناء عوالم من الكلمات والمصطلحات المجازية والإعجاب بالمصطلحات واللغة والافتتان بها . فقل لي بربك أين مجازية الكلمات والمصطلحات في المبادرات التي أطلقت سواء حول سبل حل قضية الجنوب او قضية دارفور أو قضية شرق السودان أو قضية توزيع السلطة والثروة بين الأقاليم ، أين المجازية فيما يتم
    التفاوض والاتفاق عليه حاليا بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني حول قضية ابيي وقضية حدود عام 1956 وقضية إعادة الاستقرار إلى دارفور وقضية التعامل مع الوجود الأجنبي في البلاد ؟ وماذا تعني الواقعية التي ينعيها الدكتور حيدر إن لم تكن هذه القضايا التي يتصاعد الدخان والبارود من ثناياها ؟


    ثم أبدى الدكتور حيدر استيائه البالغ لحديث الإمام الصادق في زيارته إلى مناطق ريفي الحصاحيصا حول المراحل التي واجه فيها حزبه النظام الحالي مدا وجذرا وصولا إلى المرحلة الأخيرة من التوافق حول أساسيات ومدخلات التحول الديمقراطي، ولم يقدم لنا الدكتور حيدر او للقوى السياسية كيفية النضال السياسي التي يراها مع نظام تمت مواجهته بكل الوسائل، عندما يرتضي الحوار كسبيل للتحول الديمقراطي غير الحوار ! هل يريد الدكتور حيدر ان يظل حزب الأمة وهو حزب سياسي مقاوما بلون واحد من ألوان المقاومة وهو الحزب السياسي الذي اقر مع غيره من الأحزاب الحل السياسي الشامل كمدخل للتحول الديمقراطي ! ( وقد كان دوما كعهده ثقيلا عند الطمع خفيفا عند الفزع )

    ولماذا لم يعتبر د حيدر الراحل جون قرنق متقلبا وهو يحاور النظام مهادنا من عاصمة إلى عاصمة ومخاشنا في أرض العمليات حتى وقّع معه اتفاق نيفاشا ؟ بل دون أن تعير الحركة الشعبية الانتباه إلى حلفائها ؟ ولماذا لم يعتبر اتفاق القاهرة وغيره من الاتفاقات اللاحقة تقلبا في المواقف من المخاشنة إلى المهادنة ولماذا لم يعتبر انتقال مركز الدراسات السودانية وهو يقوم بدوره في بسط الرأي السياسي والمعرفي من القاهرة إلى الخرطوم انتقال من المخاشنة إلى المهادنة قبولا بهامش الحرية الذي يفاوض المهدي من على منصته ؟

    التناقض الصريح في الواقع هو انتقاد الدكتور حيدر للمهدي في عملية البحث عن التراضي الوطني والتوافق حول الثوابت الوطنية والارتضاء بالتحول الديمقراطي والقبول بالتبادل السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية النزيهة ، ثم عودته وإقراره بأن ليس هناك أي عاقل يقف ضد التراضي أو جمع الصف الوطني . إذن كيف يتحقق التراضي وجمع الصف الوطني إلا من خلال الحوار !

    لكنه يتساءل حول الشروط ؟ وهل يضير الدكتور حيدر أن تكون الشروط هي تحقيق الإجماع القومي والوفاق القومي ، وأي شروط يمكن أن تفرض على حزب يطالب بتعديل القوانين وإزالة النصوص المقيدة للحريات وبسط الحريات العامة ، والشفافية وإطفاء الحرائق في أطراف الوطن والانتباه للمخاطر التي تستهدف البلاد وغيرها من هموم الناس .

    قال د حيدر ( ومن هنا اتصفت الإنقاذ بنقض العهود و لا تساوي الاتفاقيات الحبر الذي كتبت به فالمهدي وهو صاحب جيبوتي الذي أتى بالفيل من صيده المظفر، لم يتعظ بتجربته ولا بتجربة نيفاشا ولا أبوجا. وبالمناسبة سأل مناوي عما تم ونفذ من إتفاقية أبوجا ؟ وكثير من الاتفاقيات وصارت الإنقاذ خبيرة على مستوى الأمم المتحدة. فقد دوخت الأمم المتحدة في القوات الدولية/ الهجين مستخدمة قدرتها في المناورة و الزوغان و الحيل. ولا أدري كيف يفكر السيد الإمام وهو يقدم على هذه الخطوة؟) انتهى

    ولم يقل لنا د حيدر ماذا يريد السيد الإمام أن يفعل وماذا يمكن لحزبه ان يفعل أكثر من مواصلة الحوار المستمر مع الخصوم في كل سانحة ومواصلة النضال السياسي الذي يتصدى له في مقدمة القوى السياسية لا في زيلها والمنظمات المعارضة التي يفتح لها قلبه وفكره وداره . ولماذا لم يسأل الدكتور حيدر المشاركين فعليا في السلطة ومؤسساتها عن سر قبولهم على هذا الحال سيما وأن حزب الأمة وزعيمه لا يزالون بعيدين عنها ، ولعلهم الحزب الوحيد الذي هو خارج السلطة . وهل يحّمل الدكتور حيدر المهدي مسئولية عدم التزام المؤتمر الوطني باتفاقاته السابقة ولماذا لا يوجه الدكتور حيدر انتقاداته مباشرة لنظام الإنقاذ ويحمله مسئولية ضياع الفرص الوطنية ويحضه على احترام التزاماته بدلا من انتقاد السيد الصادق المهدي بأخطاء غيره .


    وتساءل الدكتور حيدر قائلا ( هل هنالك ما يمنع المهدي من الدخول أو التعاون مع نظام شمولي أو نصف شمولي خاصة لو كان اسلاموياً ؟ وأضاف( لم تكن تنشئة وتربية المهدي داخل حزب سياسي ليبرالي مفتوح بل داخل طائفة دينية لها هرميتها وقواعدها التراتبية وتمددت الطائفة لكي تصبح حزباً على رأسه إمام هو الفيصل بغض النظر عن وجود عبدا لله خليل أو محمد أحمد المحجوب. وبالتأكيد يصعب على من نشأ وتربى في مثل هذه البيئة أن تكون الديمقراطية مكوناً أساسياً في شخصيته.) انتهى

    الغريب أن كل الذي يملكه د حيدر للتدليل على عدم ديمقراطية السيد الصادق المهدي والذي عبر عنه ( بالسقوط ) قوله انه أيد حل الحزب الشيوعي السوداني وأنه دخل الاتحاد الاشتراكي بعد المصالحة الوطنية
    - وأنه خاطب انقلاب الإنقاذ بعد أيام قليلة وهو في الاختفاء ( بأنهم يملكون الآن القوة ويمتلك هو الشرعية .) ولم يشرح لنا ملابسات وحيثيات تلك الدلائل والأحداث التي تضعف في الواقع منطقه وتعزز وطنية وديمقراطية المهدي في آن ، وكان الأجدى بالعالم والباحث ان لا يعزل الحقائق عن حثياتها وبيئاتها لكي يكون موضوعيا. (( لكن عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئ ))

    فالجمعية التأسيسية هي التي قررت طرد الحزب الشيوعي لأسباب وملابسات يعرفها الجميع ولا يملك أحد نقض قرارها في ظل الأجواء التي سادت في تلك الظروف .
    ودخول السيد الصادق المهدي للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي جاء في أعقاب المصالحة بعد دورات من الدم والعنف المتبادل قادها السيد الصادق المهدي فقد فيها حزب الأمة 825 شهيدا في احداث يوليو 76 وهو يقود الجبهة الوطنية ضد نظام نميري . ولم يلبث المهدي أن استقال بعد بضعة أسابيع وبعد أول قرار منفرد لنظام نميري بتأييد اتفاق كامب ديفيد . وهذا يكفى دلالة على ان مغزى الدخول والخروج يدلل على مبدئية المهدي وليس العكس .

    أما مخاطبته للانقلابيين في 30 يونيو فلا تختلف عن مخاطبته لقادة انقلاب 25 مايو بحثا عن حقن الدماء وبسط الحريات ، فالسياسي يمارس دوره بكل الوسائل المتاحة وبالقدر الكافي من الحكمة والعقلانية ولو كان الأمر مجرد الوصول للسلطة عبر الأنظمة الشمولية كما قال د حيدر على ، لكان من السهل على حزب الأمة أن ينهل من السلطة ما يروق له من المناصب سواء في عهد نميري أو في عهد الإنقاذ الحالي ولعل د حيدر يعلم ما تمخض عنه اتفاق جيبوتي وما توصل له الأخ مبارك المهدي الذي كان يفاوض الإنقاذ ولماذا رفض ذلك حزب الأمة .
    ولا أدري ما هي بواعث الحنين إلى الشيوعية والتباكي الإيديولوجي عليها وقد تركها أهلها ليجعلها د حيدر مقياسا على عدم ديمقراطية المهدي ،علما بأن الشيوعيين الراديكاليين تقاضوا حنقهم دما في أسوأ مجزرة شهدتها جزيرة أبا وودنوباوي بطريقة ليست الديمقراطية من آلياتها .

    ولماذا الخصومة مع إسلامية الأنصار وقواعد حزب الأمة والطوائف الدينية باعتبارها بيئة لا صلح لإنبات الديمقراطية . وهل ينكر أحد انتماءه الحضاري ، بل هل أبطا المهدي يوما في تقديم صور الإسلام اللبرالي المشرقة والحضارية التي تؤسس لدولة المواطنة واحترام الحريات وحقوق الإنسان والتمسك بالديمقراطية كوسيلة حضارية لتبادل السلطة سلميا ؟ منذ أن نالها مانالها عند إعلان قوانين سبتمبر 83 ، وهل يتعارض الالتزام بالإسلام مع الالتزام بقيم الحرية والعدل والديمقراطية ؟ وهل تباطأ الرجل وهو المفكر الذي يجوب العالم داعيا ومبشرا بالإسلام والديمقراطية وحقوق المواطنة برضاء المجتمعات الناهضة والمتحضرة التي كرمت دوره وقدمته حكيما بين أمصارها .

    أخيرا أخشى أن يكون الأخ الدكتور حيدر قد تعرض لفيروس مرض فقدان المناعة الفكرية والسياسية وداء فقدان البوصلة ، وهو الباحث والعالم الذي أعتز بمساهماته ومجهوداته وقد كان لنا شرف صحبته وصداقته في القاهرة لكنني في دهشة حقيقة للحالة الانقلابية التي طرأت على تقييمه الموضوعي للأحياء والأشياء وأحسب انه ظلم السيد الصادق المهدي كثيرا وهو لا يستحق منا إلا كل تقدير فكري واحترام سياسي وحفاوة ثقافية .
    اقدر أن هناك حالات قد تنتاب البعض من غشاوة تحركها المخاوف المشروعة ،لكنها لا تبرر مثل هذه العبارات الجرثومية التي تلهث للنيل من قامات تقتضي مصداقية الكاتب ان يكون موضوعيا في تناولها لا متحاملا في غير أناة. وله العتبى حتى يرضى .
                  

03-11-2008, 01:49 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

03-11-2008, 04:13 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    ـــــــــ
    الحبيب :ابوهريرة
    شكرا لك وشكرا للاستاذ حسن احمد الحسن:
    فلقد فتح لنا صيدلية مجانية .. لكل من اصابتهم حمي السيد الامام
    Quote: مقاله غير الموفق

    لايوجد فيها شك انه مقال غير ومفق ..!!
    Quote: لصورة المثقف السوداني المميز داخل تلك الأروقة كالتي تجالس فيها الرجلان بين حلبات المثقفين العرب والأجانب وهو ما يزال يضيف عمقا ووعيا ، الرابح الوحيد منه صورة المثقف السوداني في محيطه الإقليمي والدولي. يوم رد الاعتبار بفكره ووعيه للجلباب السوداني الذي كان رمزا للبواب والريفي قليل الحيلة في تلك الديار .

    صدقت استاذ حسن احمد الحسن :
    فوالله الذي يحببنا ويزيدنا عشقابفكره السوداني الاصيل والالتزام بكل ادبيات مجتمعه
    وانحيازه لقوميته السودانية والثقافيه ويفاخر ويتفاخر بها منذ ان عرفناه فكان هكذا
    Quote: تتملكني الدهشة من أؤلئك الذين يتبارون في استهداف الصادق المهدي دون غيره في غير موضوعية أهو إعجاب لا يقوى صاحبه إلا على نقيضه أم ضرب من الجحود الآدمي فيما تتبارى الأمم من حولها في الاحتفاء برموزها ومبدعيها كثروة قومية سواء في قامة العالم أو في مهارات لاعب الكرة

    عزيز حسن احمد لا تندهش فإن في هذا العصر امراض قلبية تظهر اسقاطاتها بين الحين والاخر
    في الكتابات والمقالات مستهدفت شخصا واحد فالقلوب عندما تصداء و العيون يصيبها الرمد
    لا يسلم العقل وإن تجلاء...
    Quote: إذن كيف يتحقق التراضي وجمع الصف الوطني إلا من خلال الحوار !

    وانا القاري اتسال معك اخي حسن احمد الحسن..
    Quote: أخيرا أخشى أن يكون الأخ الدكتور حيدر قد تعرض لفيروس مرض فقدان المناعة الفكرية والسياسية وداء فقدان البوصلة ، وهو الباحث والعالم

    واتمني انا لا تكون فقد يستعصي العلاج علي هذا الفيروس الفكري..!!
                  

03-11-2008, 06:38 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: emad altaib)

    شكرا الأخ عماد
                  

03-11-2008, 11:52 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    فوضى المثقف

    تعقيب على الدكتور حيدر إبراهيم على (2)


    حسن احمد الحسن/ واشنطن

    عرض مؤخرا في دور العرض المصرية فيلما جديدا للمخرج المميز يوسف شاهين يعالج فيه قضية تغول السلطة على القانون، وسيرة الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن باسم القانون ، شارك في الفيلم نخبة من الفنانين الذين جسدوا مظاهر الصراع بين الفوضى ومطلب الحرية ،الفيلم باسم ( هي فوضى )
    واسم الفيلم يصلح في الواقع للتدليل على حالة الفوضى الفكرية التي تنتاب بعض المثقفين السودانيين الذين ينظرون إلى حراك المجتمع من أبراج عالية لا تعينهم على إدراك الحجم الطبيعي للآخرين .
    ومواصلة للتأمل في موضوع الدكتور حيدر إبراهيم علي بتوجيه اتهامات أشبه بالتفجيرات الانتحارية استهدف بها السيد الصادق المهدي في مقاله من منطلقات من يملك الحكمة والتقييم وحده وبطريقة اقصائية ووصائية تتشابه مع منطق بوش ( من ليس معنا فهو ضدنا ) في آن وهو يتخذ من منصة عالم علم الاجتماع السياسي ملاذا آمنا لإطلاق أحكام لا تحتاج إلى مشقة في تفنيدها فهي أقرب إلى أحكام (محكمة المكاشفي طه الكباشي ) التي استهدف بها شيخ النسخيين غير أنها لا ترتب عقوبة إلا على صاحبها .

    قدم الدكتور حيدر وهو يدلل على عدم ديمقراطية الصادق المهدي تحليلا حول ما وصفه بتحكم البيئة (الطائفية الدينية ) في إنتاج من لا يؤمن بالديمقراطية قائلا :

    (( هل هنالك ما يمنع المهدي من الدخول أو التعاون مع نظام شمولي أو نصف شمولي خاصة لو كان اسلاموياً ؟ وأضاف لم تكن تنشئة وتربية المهدي داخل حزب سياسي ليبرالي مفتوح بل داخل طائفة دينية لها هرميتها وقواعدها التراتبية وتمددت الطائفة لكي تصبح حزباً على رأسه إمام هو الفيصل بغض النظر عن وجود عبدا لله خليل أو محمد أحمد المحجوب. وبالتأكيد يصعب على من نشأ وتربى في مثل هذه البيئة أن تكون الديمقراطية مكوناً أساسياً في شخصيته.) انتهى

    هكذا أطلق د حيدر أحكامه وهي في الواقع تشكل إدانة لجميع ألوان ومكونات النخبة السياسية في السودان حيث أن السودان الشمالي تشكله تربة دينية صوفية طائفية غذتها الطرق الصوفية والكيانات الوطنية سمها ماشئت . وهي البيئة التي تربى ونشا فيها كل السياسيين السودانيين دون استثناء يمينا ويسارا .
    أي انه يشكل بيئة دينية فرخّت قادة سياسيين ورموز من استقلاليين واتحاديين واشتراكيين وليبراليين بل أن هذه الطائفية الدينية شكلت في الواقع مولدات ساهمت في إنتاج القوى الحديثة نفسها واستزراع الثقافة الديمقراطية في المجتمع . راجع كتاب الدكتور حسن احمد إبراهيم عن دور الإمام الرحل عبد الرحمن المهدي في بناء ورعاية المجتمع المدني والحديث في السودان أدبا وفنا ورياضة واقتصادا – راجع مذكرات الشيخ بابكر بدري قاسم أمين السودان قائد حركة تعليم المرأة السودانية – راجع تاريخ الحركة الاستقلالية والاتحادية في السودان هؤلاء لم يأتوا من ستالينغراد بل نشاوا في بيئة دينية .
    فالكيانات الدينية وليدة البيئة الدينية هي التي أسست الأحزاب الديمقراطية الوطنية وهي التي حافظت على قيم الديمقراطية التي أخفقت المجموعات اليسارية في الحفاظ عليها بل بادرت إلى وئدها .
    وإذا كانت ( الطائفية الدينية ) تشكل محرقة للديمقراطية وتعجز عن إنتاج المؤمنين بالديمقراطية على رأي الدكتور حيدر هل هذا يعني أن كل التجارب الديمقراطية وليدة البيئات المشابهة من حولنا تحمل فيروس الشمولية القاتل .

    إذن كيف يرى الدكتور حيدر التجربة الديمقراطية في الهند الطائفية التي أنتجت السيخ والهندوس وغاندي وأنديرا وسونيا الخ وكيف يقيم التجربة الديمقراطية في لبنان الطائفي التي أنتجت كمال جنبلاط وحسين مروة وآل الجميل وبري والحريري وفقهاء القانون الدستوري الناشطين في أحزاب دينية طائفية صرفة تغدق عليها بيوتات الدروز والسنة والشيعة والأرمن والمارونيين ويباركها حسن فضل الله والبطريرك مار نصرالله صفير، وهي ذاتها التي يحج الدكتور حيدر إلى منتدياتها البيروتية ،ومشربياتها في مواسم الحصاد الثقافي ، بل كيف يقيم لنا التجربة الديمقراطية في مغرب أمير المؤمنين التي أثرت فكره السياسي وحفزته على النشاط الفكري والمدني والاجتماعي .

    ولندع جانبا ديمقراطية الملكة رأس الكنيسة وكهنتها من أعمدة كنتربري ومجلس اللوردات في ويست منستر، ولندع أيضا ديمقراطية آل كينيدي في بلاد الطوائف الأنجلو سكسونية . ؟ هل كل هؤلاء الذين أنتجتهم بيئات دينية وطائفية متشابهة لا تشكل الديمقراطية مكونا أساسيا في شخصياتهم ؟

    إن ما ذهب إليه الدكتور حيدر لا يشكل اتهاما في الواقع للسيد الصادق المهدي بعدم إيمانه بالديمقراطية بقدر ما يشكل ضربا من ضروب فوض المثقف حين ينصب نفسه خصما وحكما .

    والتساؤل الذي يطرح نفسه هو ، أي البيئات أكثر صلاحية لاستزراع الإيمان بالثقافة الديمقراطية واستنبات مؤمنين ديمقراطيين ، هل هي كالبيئة التي نشأ فيها الصادق المهدي وغاندي وجواهرلال نهرو وكمال جنبلاط وبنازير بوتو ومحمد بن عيسى ومحمد عابد الجابري والمهدي بن بركة أم تلك هي البيئات التي أثارت ضدها شعوب أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي التي لم تورث إلا الفقر ولم تنتج إلا أرباب الوصاية على الشعوب ؟ .

    يأخذ د حيدر، على المهدي ( إنتاج مصطلحات جديدة في القاموس السياسي ) وهو مأخذ يثير الدهشة في طريقة التفكير لأن ذلك ما ينبغي أن يكون محل تقدير من طلائع الحداثة لاسيما الذين تحرروا من تراث الشمولية وتبنوا القيم الليبرالية ومفاهيم حقوق الإنسان تمشيا مع موجات العولمة الحميدة ومقتضيات السوق .
    ولعل ما يتفق عليه أهل العلم هو أن مهمة المجددين دوما هي في تطوير المصطلح والكلمة لتتوافق مع التطور العقلي والمعرفي وإلا أضحى الخطاب السياسي مملا وركيكا عبر الأجيال
    .
    وحال اللغة كما قال الشاعر ( أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ) وليس في ذلك ما يعيب .
    ولا أعتقد أن ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع قد أغفل بعد اللغة وجمالها في توصيل نظرياته الاجتماعية وحتى الدكتور حيدر نفسه ما كان لينجذب للشاعر مظفر النواب انجذاب الصوفي لولا قدرة النواب على ابتكار القوالب اللفظية التي تمس الإنسان همومه وعواطفه ، وهي ذات المدرسة التي ينتمي إليها الشاعر محمود درويش وسميح القاسم وهما ثوريان يميزهما ابتكار العبارة والكلمة والمعنى الذي يستغرق المتلقي حيث كانت الكلمات أشد إيلاما على إسرائيل من صواريخ القسام وأبلغ تجسيد لمعاناة الإنسان الفلسطيني .

    والسياسي لا يختلف كثيرا عن هؤلاء المبدعين لأنه يخاطب الناس بقدر عقولهم وعواطفهم وقد تميز خطاب السيد الصادق المهدي بالتنوع لأنه يخاطب مستويات مختلفة من شرائح المجتمع فيخاطب عقول المثقفين بلسانهم مثلما يخاطب المواطن العادي بمخزونه المعرفي وحصيلته الثقافية من تراثه الشعبي تأسيا بما قال (ص) ( نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ) وكانت الجمعية التأسيسية في الماضي المعاصر حلبة يتباري فيها الخطباء بحسن الخطاب ( المحجوب – وزروق =- والشريف – والمهدي – والترابي –وعبد الخالق والأزهري وغيرهم ) وليس في هذا ما ينقص المهدي إلا أن يزيده تألقا يحسده عليه منافسيه وحاسديه .


    وأخيرا هل يبين لنا الدكتور حيدر إبراهيم كيف يكون الواقع وملامسة القضايا الملتهبة وتحديدها أكثر مما أبان وأوضح المهدي سواء مع صناع القرار أو على مستوى الرأي العام ؟ وأين هي تلك المجازية في خضم هذه القضايا التي يطرحها المهدي بإلحاح شديد ودون تردد .!

    وأخيرا يعلم الدكتور حيدر أن بعضا من اليساريين الذين أفنوا زهرة شبابهم وعنفوان رجولتهم يتغنون بلغة اليسار وأهازيجهم ويرفعون راياتهم الحمراء على صدورهم كثياب الرهبان التبت على عتبات تماثيل بوذا ، بعد ان حفظوا رأس المال وإصلاحات ستالين وتنقلوا بين مؤتمرات الأحزاب الشيوعية والاشتراكية لم يستطيعوا الثبات على مواقفهم بل تحولوا من النقيض إلى النقيض رغبا ورهبا إلى أروقة الرأسمالية ودول الاستكبار التي ناصبوها عداء السنين يلتمسون العون والمدد لحوانيتهم تحت شعار نهضة المجتمع المدني . ويتفق معي الدكتور حيدر أن هؤلاء وأؤلئك ليس المهدي من بينهم لأنه لا يبيع مواقفه بالعملة الصعبة بل يشتري رضاء شعبه إن كان رضائه يستثير غضب المستكبرين .

    أحسب ان الدكتور حيدر إبراهيم سيراجع نفسه كثيرا متى ما نظر إلى مرآة الموضوعية والصدق ونظر بعين الباحث والراصد المتجرد حتى نميز الفرق بين النقد الموضوعي والتحامل غير المبرر . وعلى رأي يوسف شاهين حتى لا يضطر القارئ والمراقب أن ينتفض أمام محاولات انتهاك وعيه مرددا ( هي فوضى )
                  

03-12-2008, 02:00 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

03-13-2008, 03:10 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف وتوهان البوصلة: حسن الحسن يرد على د. حيدر في نقده للصادق المهدي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de