السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2008, 03:23 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع



    السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع

    د.حيدر إبراهيم على

    تبدو الشخصية السودانية رغم كل الحزم و الصرامة الظاهرتين عند الممارسة والسلوك العملي بأنها لا تتعامل مع شؤون الحياة بجدية وتؤكد هذه الفرضية طريقة التعامل مع الوقت و النظام حتى صفة عدم الكمال أو الاكتمال. فهناك مشروعات واعمال كثيرة لا تكتمل ويتم تناسيها وإهمالها وعدم الحديث عنها أو حتى التنصل عنها.
    وقد يكون سبب عدم الجدية ضعف الذاكرة و بالتالي يكون الشخص سريع التناقض مع كثرة المشروعات غير المكتملة. ومن المفارقة أن ميدان السياسة، رغم انها تقرر المصائر لجميع المواطنين وهى الأكثر لاجدية وتكثر فيها المشروعات غير المكتملة. أقصد بالجدية أن يكون المرء متسقاً مع نفسه وفي مواقفه من البداية حتى النهاية وحين يتغير يكون التغيير منطقياً وخالياً من الفقرات و المفاجآت. ولكن تظل الشخصية السودانية بالذات النشطة في الحياة العامة، مفتوحة لكل الممكنات و المستحيلات أيضاً. ونجد نفس الشخص وكأنه يلعب أدواراً مسرحية على خشبة تمثيل، ولذلك يغير الأقنعة و الملابس و الصوت حسب مقتضيات الدور المستجد. وهذا ما ينزع عنه الجدية وتبدو تصرفاته المتغيرة أقرب إلى الهزل وعدم الالتزام.
    أثار في نفسي هذه الأفكار موقف السيد الصادق المهدي خلال الأيام الماضية، وهو رجل قمت بمحاولات صادقة ومضنية لكي أفهم تفكيره وسلوكه، لانه مثير للجدل ويشتبك فيه السياسي و المفكر. ولكن منذ أن بدأ الاهتمام خلال سنوات المنفى في الخارج، وجدت نفسي أمام شخصية مدوخة يصعب الامساك النهائي بها وتوقعت مسيرتها وتوجهها لفترة طويلة. وكنت أحياناً أفسر ذلك بكثرة التفكير و التأمل والتالي فهو محتار يثير الحيرة فيمن يراقبه ويتابعه. وقد يكون السبب ولع الرجل باللغة وهو يبني عالمه من الكلمات وهى في أحيان كثيرة مجازية وغير حقيقية، فاصبح في احيان كثيرة ينفصل عن الواقع ويسكن في كلماته. فقد يكون إعجابه بمصطلح جديد كافياً لجعله يتخذ موقفاً جديداً بينما هى مع الكلمات و التعبير والاصطلاحات وليس المهم واقعية الموقف ولكن جاذبية الكلمة. وهنالك من يظن أن كل كلام هو إنتاج افكار جديدة بالضرورة، و الحقيقة أن الكلام قد يكون حاجباً أو قناعة. وصار يراودني شك يغلب عليه بعض يقين ينمو أن الكلام لدى السيد الصادق تقية تخفي قناعات السيد الصادق في الظل ولكنها تظل تعمل بنشاط.
    حاول المهدي ان يصك كلمات واصطلاحات رنانة لكي تختزل تاريخ النضال من أجل الديمقراطية خلال حقب الانقلاب العسكري الحالي في مراحله المختلفة. حسب خطابه في منطقة "أم عضام" يقول :- " نحن ناضلنا من أجل تحقيق السلام العادل و التحول الديمقراطي على ثلاث مراحل وكل مرحله كان لها منطقها." وأشار إلى المرحلة الأولى كانت مرحلة " المقاومة و المخاشنة". و الكلمتان لا تترادفان ومختلفتان. وهو يختزل المقاومة المسلحة و القوية إلى مخاشنة. وكأن ماحدث خلال تلك المرحلة لعبة دافوري بدون قواعد لعبة. وفي النهاية يقرر أن جهاده المدني وتهتدون ماهى الا مخاشنة، كان يقابلها من الجانب الآخر - حسب قوله " تلك المرحلة التي أغلق فيها النظام القائم الدروب وفتح السجون" ورغم كل ذلك يخاشن مثل هذا النظام ولا يقاوم ولا يصارع. وهنا الحد بين الجد و اللعب.
    وصل المهدي في المرحلة الثالثة إلى " التراضي الوطني" بعد ملاواة - حسب نصه - أجبرت النظام على " قبول تطبيق الحرية و الاعتراف بالآخر." وهكذ اعطى المهدي النظام شهادة ديمقراطية وحرية كاملة بعد أن سبق ووصف النظام بأنه " نصف شمولي" ! وتذكرت قصيدة مظفر النواب فوراً بالرد على من قال له: شارك في الحل السلمي قليلا.. ولأول مرة يستطيع شخص أن يقسّم المبادئ و القيم إلى انصاف فالحرية هى الحرية وأي نقص ولو جرام واحد ينقص من قيمتها إلى الصفر. لانها لاتقاس بالجرام أو المليميتر. ويشرعن المهدي الوضع الشاذ لفهم التحول الديمقراطي الذي تمارسه الإنقاذ الآن رغم أنف ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية. فمازالت القوانين المقيدة للحريات و المتعارضة مع الدستور قائمة ويماطل الإنقاذيون ويناورون لثلاث سنوات وكانوا على استعداد للتضحية باتفاقية السلام الشامل. ومازال القمع و المنع وملاحقة الصحف و الصحفيين يمارس بأساليب جديدة ناعمة ولكن تؤدي نفس الهدف نقص الحريات. ومازال الإنقاذيون يسيطرون على السلطة و التنفيذ فقد شاركت القوى الأخرى في الوزارات و الحكومة ولكنها لم تشارك في السلطة وتسيير أمور الدولة و الادارة. فهنالك كوادر انقاذية مبثوثة في كل مفاصل الدولة وتمسك بها وتفعل ماتشاء وتعطل ماتريد. والانقاذ غير مستعدة للتنازل عن موقع خفير بمستشفى لو كان موقعه يساعد في التمكين. فالشمولية لم تنقسم إلى نصفين، فهى كاملة الدسم - حسب لغة المهدي - ولكنها تعاملنا حسب عقولنا وصمود قياداتنا. وتستغل يتم هذا الشعب المغلوب الذي حرمه الله من قيادات صادقة وصامدة وتحب الوطن أكثر من حبها للسلطة.
    أكرر ليس هناك أي عاقل يقف ضد التراضي أو جمع الصف الوطني ولكن تحت أي شروط؟ وماهو الهدف من هذا التراضي و الوفاق: الوطن أم السلطة؟ يظن كثيرون وعلى رأسهم المهدي أن هذا النظام (الإنقاذ) تراجع عن خططه واهدافه. بالتأكيد لا يمكن لأي نظام في العالم أن يظل جالساً على بنادقه ورماحه، وفاتحاً بيوت اشباحه وزنازينه إلى الأبد. فهو بالتأكيد لابد أن يغير أساليبه حتى بحكم الزمن. وفي نفس الوقت قد يزداد النظام تماسكاً باهدافه لو وجد الوسائل الجديدة أكثر فعالية وأقل تكلفة، وهذا ما يحدث الآن حيث يحقق نظام الانقاذ الاسلاموي خطته في التمكين بزيادة نفوذه في العمل الحكومي و الوظائف و الادارة من ناحية وفي الاقتصاد و المال من ناحية أخرى. ويكتمل نجاح الانقاذ حين ترى تهافت القوى السياسية على كسب ودها.
    فالزمن يجري وفرص الاستثمار و التجارة تضيع، وقواعد الاحزاب أصابها اليأس، وأصبح معلناً أن حقوق المواطنة ترتبط بقرب السوداني أو بعده عن المؤتمر الوطني (الإنقاذ).
    يتميز نظام الإنقاذ (في جوهره) الوحدة الوطنية (في شكله ودعايته) بنفس صفات ميلاده ونشأته. فمازالت عقلية التآمر و الخدعة الأولى تسود:- أنا أذهب إلى كوبر ويذهب البشير إلى القصر! (عن الترابي). فالإنقاذ في حرب مع مواطنيها و الحرب خدعة، وهي سوف تخدع شعبها حتى يخضع. ومن هنا اتصفت الانقاذ بنقض العهود و لاتساوي الاتفاقيات الحبر أو الورق المكتوب بها و عليها. فالمهدي وهو صاحب جيبوتي الذي أتى بالفيل من صيده المظفر، لم يتعظ بتجربته ولا بتجربة نيفاشا ولا أبوجا. وبالمناسبة سأل مناوي عما تم ونفذ من إتفاقية أبوجا؟ وكثير من الاتفاقيات وصارت الانقاذ خبيرة على مستوى الأمم المتحدة. فقد دوخت الامم المتحدة في القوات الدولية/ الهجين مستخدمة قدرتها في المناورة و الزوغان و الحيل. ولا أدري كيف يفكر السيد الامام وهو يقدم على هذه الخطوة؟ الاحتمالات: إنه استثناء هذه المرة ولن يتكرر معه ماحدث سابقاً، أو أن تكون الإنقاذ قامت من نومها وقد نسيت واسقطت كل ممارسات واساليب المناورة و الخداع؟ كلاهما غير وارد، فالمشكلة في صميم تفكير وممارسة الإمام نفسه. فهنالك مشكلة لازمت تاريخ المهدي وهى أن الزمن أو التاريخ ممتد افقياً ولايتعمق رأسياً، فهو يبدأ في اتجاه وحيد على السطح وينشر في اتجاه التكرار دون تغيير وتراكم. ولذلك يعيد التاريخ نفسه باستمرار مع المهدي. و التاريخ يعيد نفسه في المرة الاولى في شكل مأساة و المرة الثانية في شكل ملهاة وهى التي نعيشها الآن بنفس أبطال المأساة. علينا أن نحفر عميقاً لمعرفة أبعاد هذا الموقف فهو لم يأتِ صدفة ولا من فراغ، فهنالك خلفيات وتداعيات كان لابد أن توصل المهدي حتمياً إلى هذا الوضع. ونبدأ بسؤال هام: هل هنالك ما يمنع المهدي من الدخول أو التعاون مع نظام شمولي أو نصف شمولي خاصة لو كان اسلاموياً؟ ومن البداية، لم تكن تنشئة وتربية المهدي داخل حزب سياسي ليبرالي مفتوح بل داخل طائفة دينية لها هرميتها وقواعدها التراتبية وتمددت الطائفة لكي تصبح حزباً على رأسه امام هو الفيصل بغض النظر عن وجود عبدالله خليل أو محمد أحمد المحجوب. وبالتأكيد يصعب على من نشأ وتربى في مثل هذه البيئة أن تكون الديمقراطية مكوناً أساسياً في شخصيته. وحين ولج ميدان السياسة وبعد أن صار رئيساً للوزراء ومجرباً في العمل السياسي، لم ينجح في أهم ابتلاءات أو امتحانات الموقف العملي للديمقراطية:-
    - كان السقوط الأول في الاختبار تأييده حل الحزب الشيوعي.
    - السقوط الثاني: دخول الاتحاد الاشتراكي بعد المصالحة الوطنية
    - كان السقوط الخطير ولم يهتم به المواطنون حين خاطب انقلاب الانقاذ بعد أيام قليلة وهو في الاختفاء بأنهم يملكون الآن القوة ويمتلك هو الشرعية و عليهما البحث عن صيغة مشتركة تجمع ين الإثنين، وكالعادة في خطابته: وتجنب البلاد الكارثة! وقد كانت مقايضة تذكر باتفاق د. فاوست مع الشيطان. كما أن طرفيّ المعادلة متناقضان تماماً ولا يمكن الجمع بينهما في صيغة مشتركة : القوة / الشرعية.
    يرى المحلل الذي تشغله المظاهر الخارجية للاشياء أن إنقلاب 30 يونيو أحرج المهدي، ولكن من يميل إلى نظرية المؤامرة يجد شواهد كثيرة تدل على العكس ويمكن أن يتحدث عن تواطؤ ما أو على الأقل: فلنجربهم قليلا ونعود إلى الاوضاع السابقة. فمن المؤكد أن السيد الصادق كان على علم بالإنقلاب من أجهزته الأمنية ومن أقرب الناس إليه داخل بيته. ولم يتصرف لحماية الديمقراطية كرئيس منتخب. وقد يقول البعض إنه ضاق ذرعاً بشريكه الحزب الاتحادي الديمقراطي وظن في الانقلاب فرصة لفترة انتقالية يضحي فيها بشريكه المتعب، لذلك ترك الانقلاب يمر.
    قاوم الأنصار النميري بقوة زائدة قبل أن يكمل العام وكانت معركة الجزيرة أبا وودنوباوي ثم واصلوا المقاومة المسلحة من خلال الجبهة الوطنية وشاركوا في اكثر من محاولة انقلاب و الغزو من الخارج. ولكن المهدي رفع مبكراً شعار الجهاد المدني الغامض وحين كون جيش الأمة كان الهدف وقف مزايدات القوى المعارضة الأخرى التي رفعت شعارات اسقاط النظام بالقوة. فالانصار قاوموا النميري ليس لانه دكتاتوري ولكن لانه موالٍ للشيوعيين و اليساريين. فلم يكن الهدف استعادة الديمقراطية بل محاربة الشيوعية في زمن الحرب الباردة. والدليل على ذلك رفضهم قبول الشيوعيين في الجبهة الوطنية رغم ان علاقتهم مع النميري وصلت درجة تصفية الحزب وقادته، وحرموا من الاشتراك في المعارضة. لان الجبهة الوطنية أصلاً ضد الشيوعية وليست مع الديمقراطية. لذلك كان من المتوقع أن يصاب نظاماً يرفع شعار الاسلام. وقد صرح بذلك لصحيفة الشرق الاوسط أنه يجد من الصعب أن يحارب جسماً اسلامياً.
    أخيراً بعد جولة وطواف عاد السيد الصادق إلى قاعدته الإسلاموية، فهو مع دولة إسلامية وكان الأشد حماساً لمقترح دستور 1968 الإسلامي و الذي قطعه انقلاب النميري. والآن يجد السيد الصادق دولة إسلامية - بغض النظر عن السلبيات - وهو لا يختلف مع الإسلامويين - الجهويين في جوهر قيام دولة اسلامية ولكن الاختلاف في الطريقة. وقد قام الإسلامويون الجبهويون بأعمال وممارسات يصعب على المهدي المتردد أن يقوم بها. واظنه يشعر الآن بأن اسس الدولة الاسلامية الآن ثابتة. فالجبهويون إن أخطأوا فلهم جزاء المجتهد أما هو فيريد أن يقطف جزاء المنتظر وهو أعظم. ان يلحق بثمار دولة ارادها طوال حياته ولكن كانت تنقصه الجرأة و الاقدام ويردعه أدب جم. ولايسمح حيز المقال في الاسهاب ولكن على من يريد التأكد من سعي المهدي لهذه الدولة وفي تعاون مع الاسلامويين أن يطلع على مساهمة المهدي في كتاب : " الاسلام في السودان" الذي نظمته جماعة الفكر و الثقافة الاسلامية (27-30 نوفمبر 1982) وهو من الأعضاء المؤسسين لها. فهو يتحدث باسم الحركة الاسلامية في السودان ( ص 375 -427). وهذا يؤكد أن السيد الصادق عاد إلى موقعه الطبيعي بعد طوال سياحات فكرية وسياسية أوصلته مكانه الصحيح و المقنع له.
    _____________________________
    صحيفة الصحافة
                  

03-09-2008, 03:33 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع (Re: Deng)

    هذا التحليل الرصين للدكتور جيدر إبراهيم أقدمه هدية الى قيادة الحزب الشيوعي السوداني التي تنقاد بواسطة هذا الرجل الضليل.



    دينق.
                  

03-09-2008, 10:34 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25119

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع (Re: Deng)

    مقال سستحق المناقشة

    شكرا دينق
                  

03-09-2008, 04:03 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الحديث في هذه السانحة عن شخص سوداني تجاوز فكره السوق، والحلة، والفريق، والقرية، بل حتى حيز الوطن، هذا الشخص الذي يربط الآن على الجرح بالعمامة، ويبشر بمشروعه الصحوي المستنير المعتدل المجافي للتطرف والغلو والمناهض للاستلاب والغزو، ويفاخر بنهجه الوسطي ورؤاه التوفيقية، التقدمية المؤصلة، في كل المحافل المحلية، الشعبية، والرسمية، والمحافل، الإقليمية، والدولية. وهو القائد لمسيرة الخلاص والعدالة الكونية، والتي ظل يتناول قيمها ويبثها في برامج الحزب الذي يتولى رئاسته والكيان الديني الذي يؤمه. ذلكم الرجل الإنسان، الخلوق الذي ظل العالم يتوجه ويحتفي به يوما بعد يوم، تارة رئيسا لمنبر إسلامي عالمي ليس إلا لأنه عالم، عادل، فاضل، صالح، قائم لله بالحجة واختير من ضمن أميز مائة عالم ومفكر مروا على العالم طيلة القرن الماضي، أو اختياره عضوا في هيئة تنفيذية لمجلس عالمي مختص بالدراسات المائية أو مختص بتنمية الديمقراطية والحكم الرشيد، وتارة أخرى عضوا في مجلس أمناء مؤسسة دولية لمقاومة الاحتلال والشأن الفلسطيني، وهذه نمازج فقط لاختياراته العالمية.
    الإمام الصادق المهدي لمن لا يعرفونه وهم كثر في وطننا السودان هذه الأيام وقلائل فيما سواه، هو ذا الشخص المقصود آنفا. هذا الرجل الذي يتطلع الآن لنزع فتيل الأزمة الإنسانية المتوقعة والكارثة الكونية العظمى المرتقبة، بفعل ثلاث قراءات موضوعية:
    الأولى: أسلحة الدمار الشامل وما يمكن أن تنجم عنه الحروب المتوقعة في الكوكب من دمار، ما يعني إفناء للبشرية، بحيث لا يوجد في نهاية هذه الحرب منتصر.
    الثانية: وهي الأسلحة التي يملكها الذين لا يملكون أسلحة دمار شامل وسماها في كتابه "جدلية الأصل والعصر"( بأسلحة ضرار شامل) وهي:
    · الإرهاب و*الانفجار السكاني و*الهجرة غير القانونية و*الضرر الايكولوجي و*استغلال المخدرات و*التفريط الصحي.
    الثالثة: الخلافات الفكرية والأيدلوجية والدينية بين الملل والفرق والمدارس والطرق والمذاهب والحركات، والتي أيضا تبشر بنذر مواجهة ظلامية صداميه. والعولمة التي صارت أمركة بغيضة لا وسيلة حميدة لتطور البشرية.
    هذه الثلاث نقاط سابقة الذكر ظل الإمام الصادق المهدي يضمنها في اغلب خطاباته منذ ريعان شبابه مستقرئا لهذا المستقبل بفراسته وإلهامه الصائبين، لكن كثير من السودانيين وغيرهم حتى من أعضاء حزب الأمة وكيان الأنصار يتغاضون عن هذه الأطروحات، بل حتى البعض منهم ظل يرى هذه الأشياء التي يطرحها الإمام الصادق كخارطة للخلاص البشري وملكية كوكب الأرض وضرورة المحافظة عليه من كل مكروهات من المحتمل أن تلم به، يراها البعض سذاجة وخطب استعلائية لشخص يرى في نفسه الصفوية والنرجسية وما إلى ذلك من أوصاف، وليتهم يكتفون بهذا فحسب، بل بعضهم يكيل له السباب والاتهامات الباطلة بالأمس القريب مقال(د.حيدر ابراهيم)، ومنهم من يسئ إليه بالكلام المباشر(عبد الواحد محمد النور)،أو التعريض،أو التلميح، أو حتى الرسم الكاريكاتيري القميء والمقزز والمسيء، ومنهم من يبصر للأشياء بنظارة سوداء، ومنهم من أعمى الله بصيرته فظل ينظر بعين البصر فقط، والتي لا تري إلا بعض الحقيقة.
    وبالنظر إلى واقع اليوم تدور في أذهاننا كثير من التساؤلات مثلا: ما الذي يريده سكان العالم بعد ظهور الترسانة النووية الإسرائيلية في الشرق الأوسط والمشروع النووي الأمريكي في الغرب والنوويات الكورية الجنوبية في الشرق الأقصى فضلا عن إيران!.. ومصر التي تبحث إنشاء مؤسسات مماثلة لأغراض سلمية تدور حولها العديد من الاستفهامات؟؟!، والهند وباكستان والتطلعات الاخري لامتلاك هذا الحلم البغيض المدمر في شتى أنحاء هذه الكرة الأرضية النووية..
    فما الذي يريده سكان العالم، والكرة الأرضية مشحونة ألان بقنابل نووية في كل موقع منها(شرقا، وغربا، ووسطا)، كفيلة لان تدمر الكرة الأرضية والغلاف الحيوي ثلاث مرات؟؟
    ما الذي يريده سكان العالم بظهور توسانمي وفيكتوريا و... غيرها من الكوارث الايكولوجية التي حدثت بفعل سوء إدارة موارد الكوكب؟؟
    ما الذي يريده من يعيشون هلعا جراء الإرهاب وما سماه الإمام الصادق المهدي بأسلحة الضرار الشامل؟؟
    ثم ما الذي يتطلع إليه عالم المسلمين والمليين وأهل الحضارات؟؟ فكل أهل الملل يتطلعون لمخلص يأتي في آخر الزمان حتى الهندوس والبوذيين والسيخ يتطلعون لهذا المخلص وسموه البراهما..كيف لكم يا أهل الملل أن تتطلعوا لهذا المخلص والعالم منذر بدمار وانتم فرق ومذاهب ونحل وحركات؟ بل كيف لكم يا أهل القبلة أن تجسدوا وحدتكم في ظل هذا الشد الانكفائي على الماضويات والاستلابي تجاه الحداثويات، هل من مخرج سوي الوسطية؟؟
    كل التساؤلات السابقة وأخرى لم نتطرق إليها، أجوبتها موجودة ضمنا في أطروحات الإمام الصادق المهدي الفكرية وأرائه السياسية واجتهاداته الدينية، ورؤاه الإصلاحية في نظام الأمم المتحدة ومواثيقه.
    ومسألة أزمات الوطن تم طرح حلولها في برنامج الوثبة الجديدة لبناء الوطن ومن قبله في سفر الحل السياسي الشامل الذي طرحه حزب الأمة القومي، وان لم نغالي ونقول أن الإمام الصادق المهدي وضعها من قبل 18 عام في السجن، أو رؤية المؤتمر الدستوري الجامع المقرر عقده في سبتمبر1989م.
    أما المسائل الدينية، فبتجديده قد وضع الإمام الصادق المهدي وكيان الأنصار أسس نداء المهتدين لتوحيد أهل القبلة ونداء الإيمانيين وحوار الحضارات داحضا للنظرة الصدامية التي تشدق بها البعض، بل صار بعض أنصاره اليوم يتطلعون لمؤتمر المائة عالم إسلامي من شتى أنحاء العالم الإسلامي والذي ستناقش فيه المرجعية الإسلامية المتجددة التي تمثل خارطة الطريق الإسلامي والإنساني.
    والى أن ندرك قدر الإمام الذي شهد به أعداؤه قبل أحبابه وأصحابه، أرجو وآمل نكف عن الفوضويات التي تصدر من بعض أعدائه الحاكمين، وقلة من أنصاره الذين رانت قلوبهم وآخرين في آذانهم وقرا فهم لا يسمعون، وان دعا الداعي للنقد فلننقد بأفق متسع ومنهج مموضع.
    وإذا عرفنا هذا الأمر الجلل الذي يتصدى له الإمام الصادق المهدي، وفي معيته حزب الأمة مة االقومي وكيان الأنصار (مجدافي سفينة النجاة)(سفينة نوح)، يكفينا أن نسير على هذا النهج الإنساني في المقام الأول والإسلامي الخالص والساعي لتشبيك الأديان السماوية الأخرى في منظومة إبراهيمية يتطلع إليها الكل، والعبرة بالمقاصد لمن القي السمع وهو شهيد.وليوفق الله المة لرد على كل الافتراءات ودحض الأباطيل وتصفية السرائر واعانة الامام على مشروعه الكوني.
    عــروة الصـــادق / الجزيرة أبا

    اها ياجورج قصرنا معاك
    الشكر للحبيب عروه الصادق
                  

03-10-2008, 02:34 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السيد الصادق المهدي:- تساكن المجاز و الواقع (Re: Deng)

    **
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de