أمري ..من إنتاج الأزمة إلى إعادة إنتاج النخيل

Quote: أمري ..من إنتاج الأزمة إلى إعادة إنتاج النخيل أمري: معاذ النجومي لاتزال الحياة تسير بوتيرتها المعتادة في أمري القديمة وكشفت جولة لـ(السوداني) في قرية (البانة) الواقعة على الضفة (الشرقية) للنيل زراعة مساحات واسعة بالقمح والخضروات وحدائق النخيل التي تتم العناية بها بشكل واضح، فيما تجري زراعة شتول جديدة للنخيل لـ"إظهار مدى تمسك مواطني أمري في البقاء بموطنهم، ورفضهم للهجرة". ونظمت رابطة طلاب أمري بالجامعات أمس الأول حفلاً في مدرسة (البانة) التي تدار بالعون الذاتي، احتفاءً بنجاح الطلاب وتكريم الأساتذة المتطوعين وأعيان المنطقة. وأشاد رئيس المجلس محمد أحمد علي بتجربة التشغيل الذاتي للمدرسة ووصفها بأنها "ملحمة وطنية تضاف إلى تاريخ المنطقة". تمسك بالقديم وفي قرية البانة قال أحمد الحسن عثمان - أحد المزارعين - انه عاد للزراعة في أمري القديمة، بدلاً عن المشروع الجديد، وان أبناءه يدرسون في مدرسة القرية. وأوضح رئيس المجلس محمد أحمد علي لـ(السوداني) ان المزارعين في المنطقة يعتمدون على زراعة القمح والخضروات إلى جانب الأعلاف في تسيير شؤون حياتهم، مشيراً إلى ان انتاجهم "يبلغ أضعاف انتاجية الفدان في المشروع الجديد، وأشار رئيس المجلس الى ان عدداً من المواطنين "لم يتسلموا بقية مستحقاتها من تعويضات النخيل وفقاً للإتفاق"، وأضاف أن الجهات المعنية رفضت النظر في الاستئنافات المقدمة "الى حين تنفيذ قرار التهجير"، وشدد في هذا السياق الى أنهم "لن يفارقوا أرضهم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها"، وأوضح أنهم أعدوا العدة للرحيل حال صعود منسوب المياه وانهم لن يستجيبوا للتهديد بالغرق" إلا انه رهن موافقتهم بتنفيذ قرار التهجير ان يتم تعويضهم بما يساوي ما كانوا يملكونه وان يكون المقر الجديد على ضفة النيل". وطالب نائب رئيس لجنة المتأثرين (المحلولة) سليمان الحسن، الحكومة بالبت في قضية مقتل ابنائهم الأربعة في (العرقوب)، وقال إن "القصاص هو أولى أولوياتهم"، وان استجابتهم للمطالب الحكومية ستكون "مرهونة بالتزام الدولة تجاه أي نقص يحدث في المشاريع وتسليم حواشة لكل مواطن". المشروع الجديد من جانبه أشار رئيس اللجنة الشعبية بمنطقة أمري خليفة أحمد عمر الى ان (750) أسرة "لا زالت تقيم في أمري القديمة في مناطق (أشيش وميس، أمري شرق، أمري الكبيرة، كندي، قمرة، أم دراس، وغيرها) إضافة الى (البانة) التي بها رئاسة المجلس، وقال إن هؤلاء "متمسكون بحقهم في البقاء على أرضهم". ووصف المشروع الجديد في (وادي المقدم) بالفشل، بحجة ان (23%) من مساحته البالغة (35) ألف فدان، غير صالحة للزراعة و"بقيتها تتفاوت درجة صلاحيتها"، وأفاد ان سكان أمري يحتاجون الى مشروع بمساحة (58) ألف فدان، واضاف ان الدراسة الأولية للمشروع قالت انه "يصبح غير مجدٍ اقتصادياً إذا تم استخدام ناقل ثالث لمياه الترعة، وهذا جرى بالفعل". وأوضح ان المنطقة مقسمة الى (12) مجلساً، تم تهجير (6) منها كلياً وتخلف منهم (50%)، أما المجالس الـ (6) الباقية فقد تم تهجيرها بنسبة (50%). عون ذاتي وفي الاحتفال الذي نظمته رابطة طلاب أمري أشار رئيس المجلس محمد أحمد إلى خطة (ربع قرنية) لتعمير المنطقة "تشمل مراحل قبل وبعد إغراق المنطقة". وأعلن رئيس رابطة الطلاب ابراهيم عمر التزام الرابطة بـ"التطوع الكامل لتدريس إخوتهم للعام الدراسي المقبل، والوقوف مع أهلهم للتصدي لأي مشكلات حالية ومستقبلية". وأوضح رئيس المجلس في حديثه لـ (السوداني) ان إدارة التعليم رفضت في يوليو من العام الماضي، استئناف الدراسة في مدرسة البانة الأساسية، بحجة ان المنطقة تم تهجير أهلها، "إلا انهم أقروا لاحقاً بوجود (220) طالباً لم يهاجر أهلهم الى أمري الجديدة"، واضاف "انهم بدأوا مماطلتهم في التصديق باستئناف الدراسة وإرسال معلمين وكتب مدرسية"، وظل وفد المجلس يتردد بين مكاتب (الوزير، الوالي، والتعليم) بالولاية الشمالية. وأشار أحمد الى انهم أحسوا بـ"مراوغة الولاية للضغط عليهم حتى يهاجروا الى القرى الجديدة التي تم تجهيز المدارس فيها"، الأمر الذي دفعهم الى فتح المدرسة بـ"جهد ذاتي والإستعانة بخريجي المنطقة ومعلمين للتطوع في التدريس، الى جانب شراء الكتب المدرسية من الخرطوم". واستنكر رفض الجهات المختصة بالولاية لما يجري في المنطقة، وشدد "طالما لم يتم اعتبارنا من مواطني الولاية فنحن نرفض الاستجابة للتعداد السكاني الخامس" إلا انه اشار الى موافقة مكتب التعليم بإجراء الإمتحانات (الشهر الماضي) للمدرسة باستثناء طلاب الصفوف من الخامس للثامن "حيث تقرر امتحانهم في كريمة". وأفاد أحمد ان (37) طالباً سيجلسون لامتحانات مرحلة الأساس في كريمة، موضحاً بأن نسبة نجاح بقية الطلاب بلغت (93%) وتابع "هذه النتيجة أذهلت الجميع" موضحاً أنهم "بدأوا الآن" إجراءات التسجيل ونشر قوائم التلاميذ الجدد للعام الدراسي الجديد للتأكيد على استمرارية المدرسة