|
|
 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!!
|
من منا نـحـن السودانيون ولايتـذكر يوم 3مارس 1973، يوم خـرجت الـجماهـيـر فـي الشمال والـجـنوب للشوارع ترقـص ابتـهاجآ بانتهاء الـحرب بيـن الشمال والـجـنوب ونبـذ الـخلافات والقاء الطـرفان للسـلاح بصـورة نـهائية، كان يومـآ فـريـدآ لايقل روعـة وافراحـآعـن يوم الأسـتقلال الـمجـيـد.
كان الـنميـري فـي مـساء هـذااليوم 3 مارس يـجـلس مع ضـيفه الكبيـر الامـبرطـور هـيلاسـلاسـي بـحـديقة قـصـر الشـعب والذي علي شـرفه وضـيوفه الكرام الذين قدموا من اديـس ابابا للـمشاركة والتـهنـئة بـاتفاقية السـلام التـي وقعت بالعاصـمةالاثيـوبية حـيث قام الرئيـس نـميـري باقامـة حـفل عشـاء كبيـر ضـم كل كبار رجـالات الدولة بالـدولتيين وكانت كل عـلامات البشـر والسـعادة تبـدو علـي الـجـميع بـلا اسـتثناء خـصـوصـآ وان السـيد جـوزيف لاقـو رئيـس حـركة ( انيانيا ) الرجـل الذي دوخ الـحكومات الشـمالية وطـوال 13 عـامآ يـجـلس مع نـميـري وضـيفه يتبادلون الاحـاديث فـي حـبور وانسـجـام.
فـي هـذا اليوم بالذات سـجل التاريـخ اول سابقة للجـنوبييـن الذين دخـلوا قصـر الشعـب بـصـورة رسـمية وجـلسوا مـع رئيـس الـجـمهورية، فـطوال سـنوات طـويلة ومنـذ سـنوات الـخـمسينيات وحـتـي عام 1973 كانت وجـهات نـظر الـحكومات التـي حـكمت البلاد وتعـتـبـر الـجـنوبييـن (خـوارج) وكلمة (خـوارج) مـصطلح ظـهر فـي زمان حـكم عـبود عـنـدما اشـتدت المعارك الضـارية فـي الاحـراش والغابات بيـن قوات الـجـيش (والانيانيا) اعـتبـرتهـم الـحكومة فـي الـخرطوم فئـة خـارجـة عـن القانون وهـم ( خـوارج!!) يـجـب قتالـهم بـحـسب كلام الـحكومة وقتها مابـعـد انتهاء نظام 17 نـوفـمبـر 1958.
وجـاءت اتفاقية السـلام التـي وقعت فـي اديس ابابا وكان للامـبرطور هـيلاسـي سـلاسـي الـدور الكـبيـر فـي انـجاح الـمفاوضات الرسـمية بيـن الطـرفييـن الـمتحاربييـن.
نصت الاتفاقيـة عـلي بنود كـثيـرة كان اهـمها وقف الاقتتـال فـورآ، واحـتـرام وقف اطـلاق النار مـن الـجانبييـن، ابتعاد القوات الـمسلحة بعتادها اسـلـحتها عـن الـمناطق السكنيـة والقري، عـدم الـمساس بالخـوارج،
ان يـجـلسا اعـضاء الوفدين الشمالي والـجنوبي بالـخرطوم لـدعـم الاتفاق.
قام نـميـري وتاكـيدآ منه علي حـرص الـخرطوم بالالـتـزام التام بالاتفاقيـة علـي تعـييـن جـوزيف لاقـو نائبآ اول لرئيـس الـجـمهورية والاعـتراف برتبتة العسـكرية كـلواء.
كان الامـبرطور هـيلاسـلاسي فـي قـمة سعادتـه فـي حـفل العشـاء بالقصـر وهـو يري النـميـري يـحادث جـوزيف لاقو بـود واخـوة صـادقة، كان هـيلاسـلاسـي وبصـفته وقتـها رئيـسآ لـمنمظـة الـوحـدة الافريقية ايضآ سـعيدآ للغاية بانه قـد ادي واجـبه تـمامآ تــجـاه الازمة السـودانية.
....
وفـجـاءة جـاء ياور الرئيـس نـميـري وهـو يجـري نـحـوه سـريعآ وبـدأت عليـه عـلامات وانحـني نـحـوه وهـمـس فـي اذنه بضـغ كـلمات ... وتـكهـرب الجـو تـمامآ وهـم يرون النـميـري ينتفـض فجـاءة واقفآ وعليه عـلامات الانزعاج واضـحة وباينة للـجـميع....
ونـواصـل.....
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!! (Re: بكري الصايغ)
|
أستاذى الفاضل بكري الصايغ
مساء الخير
اليوم صباحا كنت اطالع هذا المقال وحقيقة صدفة غريبة
Quote: الثلاثاء,كانون الثاني 16, 2007
واشنطن: عرفات وراء اغتيالات بالسفارة السعودية بالخرطوم عام 73
رفعت الإدارة الأمريكية السرية عن وثيقة تكشف أن عملية اقتحام السفارة السعودية في الخرطوم عام 1973 وقتل دبلوماسيين أجانب فيها كانت بمعرفة وموافقة رئيس منظمة التحرير ( الارهابية ) الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات.
وكانت منظمة "أيلول الأسود" التابعة للمنظمة اقتحمت في 1 اذار/مارس 1973، وقام خلالها 8 من عناصر ها باحتجاز عدد من الرهائن بينهم السفير كليو نويل والدبلوماسي جورج كيرتيس، والقائم بأعمال السفارة البلجيكية في الخرطوم، غاي ايد، وبعد يوم تم قتل نويل ومور وايد.
وتتضمن الوثيقة التي قال موقع "وورلد نيت ديلي" الأمريكي إن وزارة الخارجية رفعت السرية عنها إلا أنها لم تصل لوسائل الاعلام، تفاصيل العملية، غير أن الجديد هو توجيه أصابع الاتهام من قبل واشنطن ولأول مرة إلى ياسر عرفات أنه كان وراء عملية الخرطوم.
وتقول الوثيقة: إن عملية الخرطوم تمت بمعرفة وموافقة ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسينية وزعيم فتح، كما أن ممثلي فتح في الخرطوم شاركوا في العملية واستخدموا سياراتهم لنقل الإرهابيين إلى السفارة السعودية.
وكان الخاطفون طلبوا اطلاق سراح العديد من الفلسطينيين المعتقلين في الاردن، بمن فيهم ابو داوود، قائد المنظمة. وكذلك طلبوا اطلاق سرح سرحان سرحان، الذي اغتال السيناتور روبرت كنيدي في نيويورك عام 1968، وكان حينها في احد سجون كاليفورنيا. كما طالب الخاطفون بتحرير الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية.
إلا الوثيقة تشير إلى أن الهدف الرئيسي للعملية هو توجيه ضربة للولايات المتحدة التي كانت تسعى آنذاك لإحلال السلام في المنطقة لأنهم أصلا كانوا على قناعة أنه لن يتم إطلاق سراح سرحان.
وقالت الوثيقة "وبعد 34 ساعة جاءتهم أوامر بإطلاق سراح بقية الرهائن وتسليم أنفسهم للسلطات السودانية. أما أوامر قتل الدبلوماسيين الثلاثة قبل ذلك فكانت قد جاءتهم من قيادة فتح في بيروت".
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أوردت عام 2004 أن " مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف.بي.آي) فتح ملف عملية منظمة "أيلول الأسود" للنظر فيما إذا كان للرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، دور مباشر في العملية .
وقالت الصحيفة إن "إف. بي. آي" كلف اثنين من عناصره، هما بيل ماكدرمونت وكاثلين ريد، بإعادة التحقيق مع الباحث في الشؤون الفلسطينية سابقا في وكالة الأمن الوطني الأميركي، جيمس ويلش، الموصوفة شهادته "بأنها قد تكون حاسمة في إلقاء المسؤولية على الرئيس الفلسطيني بإعطاء الأوامر للمجموعة بقتل السفير الأميركي، كليو نويل والسكرتير الأول في السفارة الأميركية بالخرطوم، كورتيس مور، إضافة إلى قتل القائم بأعمال السفارة البلجيكية في الخرطوم، غي إيد، وعدد آخر من الرهائن، ممن كانوا يحضرون حفل وداع أقامه السفير السعودي في الخرطوم آنذاك لنظيره الأميركي.
وقالت الصحيفة آنذاك إنها راجعت ملف اغتيال السفير الأميركي بالخرطوم في ذلك العام بموقع لوزارة الخارجية الأميركية على الإنترنت مخصص لدبلوماسييها، وعثرت على شهادة لويلش أدلى بها سابقا للجنة تحقيق تابعة للوزارة، حيث يذكر أن وكالة الأمن القومي "كانت قد رصدت مكالمة هاتفية باللاسلكي من عرفات في بيروت، وفيها يأمر المجموعة المحتجزة الرهائن في مقر السفارة السعودية بتصفية السفير" الذي تم قتله رميا بالرصاص من رشاش أوتوماتيكي.
وتضمنت شهادة ويلش أيضا القول إن عرفات "أمر المجموعة بعد تصفية الدبلوماسيين الثلاثة بالاستسلام للسلطات السودانية. إلا أن تلك السلطات أفرجت عن اثنين منهم فيما بعد لعدم إثبات تورطهما في عملية القتل، فيما تم الحكم بالسجن المؤبد بعد عام على الستة الآخرين بعد أن أدانتهم محكمة سودانية بقتل الدبلوماسيين الثلاثة.. لكنها لم تمض 24 ساعة إلا وتم الإفراج عنهم وتسليمهم إلى منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت".
واتصلت الصحيفة بالمتحدث باسم "إف.بي.آي" في واشنطن، بيل كارتر، فلم ينف ولم يؤكد إعادة فتح ملف "عملية الخرطوم" كما يسمونها.
كتبها عمر بن عبد العزيز في 08:45 مساءً ::
|
لا ادري هل هذا صحيح؟
تحياتى لك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!! (Re: بكري الصايغ)
|
الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
هشام مدنى،
تـحـياتي ومـودتـي،
وشـكري عـلي قـدومك الـميمون، ومـساهمتك التوثيقيـة الـمقدرة.
كـنت حـاضـرآ وشاهـد عـصـر علي الـحـادث عام 1973 وكان حـدثآ فـريـدآ وتسآل الناس وقتهـا لـماذا اخـتارت منـظنـمة (ايلول الأسـود )الفلسـطينية هـذا اليوم بالذات وهـي تعـرف اهـميته للسودانييـن وانه يـوم عـيد السلام والوئام?.
هـل قـصدت الـمنظمة فـعلآ ان تعكـنن مـزاج السـودانييـن وتـضيـع بـهـجـتهـم واحـتفالاتـهـم باتفاقية السـلام?.
-----------------------------------------
جـاء ياور النـميـري وهـمس فـي اذنه ان منـظمة فلسـطينية مسلحة قـد قامت باقتـحام سـفارة الـمملكة العربيـة السـعودية بالعـمارات واحـتجـزت كل الـموجـودين هـناك ومـن بينـهم السـفيـر السـعودي والسفيـر الاميـريكي والقائم باعـمال السفارة البلجـيكية بالخـرطوم ، وان عـملية اقتـحام جـاءت بعد ان علم القائمـون بالاقتـحام ان السفيـر الامـيـريكي والدبلماسـي البلـجـيكي بـداخل السفارة وجـاءا بناء علـي دعـوة مـقـدمة من السـفيـر السـعودي لـهما لـحـفل عـشاء عـلي شـرفـهـما.
سـارع الـنـميري للاتصال بالسفارة السـعودية فكانت كل الـخـطوط مقطوعة،
وارسـل منـدوبآ عسـكريآ للتفاوض مـع مـخـتطفي الرهائن، فرفـضوا مقابلة المندوب، حـاول بعـض الصـحفييـن الوصول للسفارة لنقل الـحـدث فـمنعهـم رجـال الأمـن حـرصآ علـي حـياة الرهائن،هـدد الفلسـطيون رجـال الشرطة مـن التفكـير باي اقتـحام للسفارة واكـدوا ان السفارة ملغمة تـمامآ وقابلة للانـفجـار ، رفـضـوا مـقابلة اي مـسـؤول سـوداني او اجـنبي!!!
وبـعـد يوميـن مـن الاحـتـجاز قامـوا بقتـل السـفيـر الامـيريكي والـدبلوماسـي البلجـيكي ودبلوماسـي ثالث باطـلاق الرصـاص عـليهم مـن مـدافعـهم الرشاشـة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!! (Re: بكري الصايغ)
|
تحصلت «الوطن» على النص الكامل لمرافعة الاتهام الختامية في قضية الفدائيين الفلسطينيين المنتمين لمنظمة ايلول الاسود واحتجاز خمسة من الدبلوماسيين الغربيين والعرب من بينهم السفير الامريكي ومستشاره والقائم بالاعمال البلجيكي والتي انتهت بتصفية الرهائن الغربيين.
__________________________________________
2007 Alwatan News صحيفة ( الوطن ). All rights reserved.
تحقيق وعرض: محمد النعيم
* اضاءة:
______________
تبدأ «الوطن» اعتباراً من هذه الحلقة نشر حيثيات مرافعة اخطر «60» ساعة وهزت العالم بأسره خاصة الولايات المتحدة الامريكية وبلجيكا اللتان فقدتا ثلاثة من رعاياها بعد ان تناولت في سلسلة من حلقاتها السابقة اقوال وافادات شهود الاتهام في هذه القضية وعلى رأسهم وزير الداخلية ونائب رئيس الجمهورية الاسبق اللواء محمد الباقر احمد وعضو مجلس قيادة الثورة الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم، بالاضافة الى مجموعة من افراد القوات النظامية ومن بينهم قائد القوات المحمولة جواً والطبيب الذي قام بالاشراف على علاج الدبلوماسيين الغربيين من الجروح التي تعرضوا لها اثناء عمليات الاقتحام حيث قام الفدائيون باطلاق الرصاص عليهم لشل حركتهم وتعطيلهم، اضافة الى التصريحات التي ادلى بها السفير الامريكي لبعض الجهات اثناء فترة احتجازه ووصيته الاخيرة التي وجهها للقيادة الامريكية حيال القضية الفلسطينية عبر حرمه.
* استهلال:
_________________
بدءاً لابد من الاشارة الى ان هذه المرافعة كانت في 9 يونيو من عام 1974م ـ اي بعد اكثر من عام من عملية القاء القبض على الفدائيين وقدمها امام المحكمة التي انعقدت برئاسة مولانا محمد احمد ابوسن المدعي العام الاسبق الاستاذ عبدالمنعم مصطفى وقد استهلوا بقوله: السادة رئيس واعضاء المحكمة/الموقرين
فيما يلي اقدم مرافعة الاتهام الختامية في قضية المتهمين الثمانية الماثلين امامكم والذين اقتحموا السفارة السعودية مساء يوم 1 / 3 / 1973م وحاصروا الضيوف الموجودين بداخل المبنى.. واخذوا من بينهم خمساً من الرهائن.. اثنين من العرب وثلاثة من الاجانب وفيما بعد اعدموا الرهائن الاجانب ومن ثم كانت الاجراءات التي انتهت بفتح البلاغ رقم 4724 الخرطوم جنوب، والذي بموجبه وجه الاتهام لجميع المتهمين تحت المواد الآتية:
- (78/ 251) من قانون العقوبات، الاشتراك الجنائي في القتل العمد.
- (391) من قانون العقوبات، التعدي الجنائي بعد اعداد العدة لتسبيب الاذي او الاعتداء على اي شخص او حجزه بغير وجه حق.
- (441) من قانون العقوبات، التهديد بتسبيب الموت او الاذى الجسيم.
- (288) من قانون العقوبات، الاعتقال غير المشروع.
- (410) من قانون العقوبات، استعمال محرر مزور على انه صحيح.
- (7/49) و(32/49) من قانون الاسلحة والذخيرة والمفرقعات لاستيراد اسلحة نارية واستعمالها بدون ترخيص.
طرح الوقائع:
__________________
ومضى المدعي العام في مرافعته وقال: قبل ان نبدأ في معالجة هذه الاتهامات نرى ان نطرح الوقائع كما تشير بها البيانات.
واضاف: ونحن اذ نتصدى لهذه القضية نحس بعظم المسؤولية التي تقع على كاهلنا وكاهل الدفاع والمحكمة، والبت في مصائر الناس مسؤولية جسيمة.. وامانة تنوء الجبال بحملها.. ولكن هذا قدرنا.. نواجهه.. ولا نهرب منه.. نفعل ذلك ورائدنا احقاق الحق.. والتزام العدل الذي هو حجر الزاوية في معتقداتنا الدينية والسياسية وصدق الله العظيم اذ قال في محكم تنزيله: «انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان . ان الانسان كان ظلوماً جهولاً»
ومضى في مرافعته قائلاً: اننا سنبذل غاية جهدنا لحمل دورنا في الامانة.. والتي يقع معظم عبئها على كاهل محكمتكم الموقرة.. سنعرض عليكم قضية الاتهام بروح المسؤولية وبالموضوعية المجردة من الانفعال، واني على ثقة بأن مجلس الدفاع الذي يضم نخبة من خيرة المحامين السودانيين.. علماً وممارسة.. سيؤدي دوره بنفس درجة المسؤولية.. واننا معاً سنقدم للمحكمة ما يعينها على التوصل لقرار سليم في هذه القضية.
* اسقاط شهود:
_____________________
واصل المدعي العام مرافعته مؤكداً ان البراءة مفترضة الى ان يثبت العكس وذلك عندما قال: سادتي:
رئيس واعضاء المحكمة الموقرين
اننا نعي تماماً ان البراءة مفترضة قانوناً في كل شخص وان على الاتهام ان يثبت العكس بالادلة السوية الخالية من كل شك معقول، ان علينا ان نثبت الاتهامات المقترحة وان نثبت كذلك انه ليس هنالك ما يخول للمتهمين الاستفادة من الدفوع التي تنفي المسؤولية الجنائية او تخفضها. وندرك ان المتهم لا يطالب قانوناً باثبات براءته.. وانه عندما يفلح الاهتام في اثبات وجود قضية مبدئية ضد المتهم فإن لدفاع لا يكون ملزماً باثبات براءته بالدليل الخالي من الشك مثلما هو الحال بالنسبة للاتهام وهو ما يسعى لاثبات الاتهام، فحسب الدفاع ان يقدم ما من شأنه ان يصيب بالشك دليل الاتهام.
واضاف قائلاً: كل ذلك نعلمه ونلتزم به واذا كنت قد اسقطت عدداً كبيراً من الشهود فما مرد ذلك الا لانهم لا يملكون ان يقدموا افادات تتصل بالفعل المادي في الاتهامات المقترحة، يزيد على ما اقر به المتهمون وهم يدلون باعترافاتهم القضائية التي اقاموا عليها في مرحلة التحقيق القضائي وفي مرحلة المحاكمة امامكم وقد رأيت ان تقديمهم كشهود لا يعدو ان يكون مضيعة للوقت.. وللوقت قيمة كبيرة.. اذ نحن ملزمون بنص الدستور ان نحقق للمتهمين عدالة ناجزة.
* الوقائع كما يجدها الاتهام:
____________________________
ومضى المدعي العام في حديثه وقال: بعد هذه التوطئة انتقل لعرض الوقائع كما يجدها الاتهام.. معتمداً على ما ادلى به المتهمون من اعترافات قضائية وعلى ما قدم لمحكمتكم الموقرة من الادلة والاسانيد الاخرى.. وبدأ المدعي العام الحديث عن المتهمين وقال: المتهم الاول «ابوغسان» يقيم بالسودان منذ وقت طويل وهو من ابرز قادة مكتب «فتح» بالخرطوم كما انه ـ وباعترافه ـ احد اعضاء منظمة ايلول الاسود وهو المفوض السياسي للعملية.. وبصفته هذه فهو المتحدث باسم جميع المتهمين.. ففي مرحلة التحقيق القضائي كان يخاطب المحكمة اصالة عن نفسه ونيابة عن سائر المتهمين، وامام محكمتكم الموقرة تحدث كذلك باسم جميع المتهمين.. وقد وضح ذلك من اعتماد جميع المتهمين كل ما قاله المتهم الاول ومن بعده المتهم الثاني الذي هو القائد العسكري للعملية والذي قام برسم مكان الحادث ووزع الادوار على كافة المتهمين.
اما باقي المتهمين ـ والحديث مازال للمدعي العام ـ السبعة «من الثاني حتى الثامن» فقد حضروا للسودان في فجر يوم 28/2/1973م على متن الطائرة المصرية بغرض القيام بالعملية موضوع هذه الاجراءات، وقد تمت هذه العملية بالتعاون التام بين منظمة «ايلول الاسود» ومكتب «فتح» بالخرطوم، فقد سبق مجيئ المتهمين للسودان تحضير للعملية قام به ممثل منظمة «فتح» بالخرطوم - ابو مروان «فواز» مع آخرين في بيروت، وقد كانت التحضيرات للعملية تجري في كل من الخرطوم وبيروت.
* تفتيش الجمارك:
____________________
وتحدث المدعي العام عن الاجراءات التي تمت بعد وصول المتهمين الى الخرطوم وقال: عند وصول المتهمين السبعة لمطار الخرطوم قابلهم مندوب من مكتب «فتح» وهو ضابط الترحيلات كرم، حيث اخذهم الى الفندق ومن بعد ذلك لمكتب «فتح»، وقد كان لذلك اثر واضح في الكيفية التي عوملوا بها من قبل سلطات الجمارك.. حيث ان تفتيشهم لم يكن دقيقاً ولم يشمل كل الحقائب وقد كانت الاسلحة التي استخدمت في الحادث بداخل حقائبهم، وهذا ما جاءت به اعترافات اثنين من المتهمين هما: جمال حسن مصطفى وخالد ابراهيم.
وتناول المدعي العام اعترافات المتهمين بالنص حيث قال: جاء الآتي على لسان المتهم جمال حسن: «السلاح كنا احضرناه معنا في الشنط.. التفتيش ما كان دقيق في المطار.. السلاح وضعناه بمكتب فتح ولم نأخذه معنا الى اللوكاندة.. ولما ذهبنا الى السفارة السعودية اخذنا سلاحنا معنا».
كما جاء الآتي - والحديث للمدعي العام - على لسان المتهم خالد ابراهيم وهو يصف بعض تحركاتهم عندما وصلوا الخرطوم: «احضروا لنا سيارة تاكسي وتوجهنا لفندق الارز.. لم نجد مكاناً به.. ثم رجعنا لمكتب فتح عن طريق سيارة تاكسي، وآخرون عن طريق عربة اللاندرفور التابعة لحركة فتح.. وعن المكتب تناولنا وجبات الافطار والغداء والعشاء ثم رقدنا حتى الصباح.. في اليوم التالي فتحنا الحقائب واخرجنا السلاح وخيبناه في المكتب ثم توجهنا الى فندق روكسي. وفي المساء بعد ان تناولنا وجبة العشاء رقدنا بالفندق حتى الصباح».
* خطة اقتحام السفارة:
__________________________
وتحدث المدعي العام باستفاضة عن خطة اقتحام السفارة وقال: في ظهر يوم الحادث «1/3/1973م» تم اجتماع بمكتب فتح حضره المتهمون الثمانية وآخرون ليس من بين المتهمين في هذا البلاغ.
طرحت في هذا الاجتماع خطة اقتحام السفارة السعودية ووزعت فيه الاسلحة على المتهمين، وحددت فيه مهمة كل واحد منهم بحيث علم كل منهم بما عليه اداءه. واشار الى المستندات المعروضة امام المحكمة التي اعدها المتهم الثاني وقال انها توضح هذا المهام وكيف وزعت على المتهمين.
وفي هذا المعنى يقول المتهم الاول «المفوض السياسي للعملية» ـ والحديث للمدعي العام ـ «بعد الظهر اجتمعت مع الاخوة اعضاء المجموعة المكلفة بالعملية في المكتب.. وتباحثنا في الامر.. وقام الاخ طارق، المسؤول العسكري بتوزيع المسؤوليات على اعضاء المجموعة».
* تزامن احتفالات السودان:
______________________________
وذكر المدعي العام في مرافعته ان جميع المتهمين كانوا على علم بانهم سيأخذون بعض الرهائن من الدبلوماسيين العرب والاجانب وانهم بعد ذلك سيفاوضون بارواح الرهائن من اجل تحقيق بعض المطالب. وقد كان يوم 1/3/1973م اليوم المحدد لتنفيذ مخططهم وهو اليوم الذي كانت تحتفل فيه البلاد بعيد الوحدة الوطنية.. لمرور عام على الاتفاق العظيم الذي تلاحم بموجبه الوطن شماله وجنوبه والذي اسدل الستار على سبعة عشر عاماً من الصراع الدموي الذي عرقل مسيرة الوطن نحو التقدم والرخاء والاستقرار.. وقد كان المواطنون من كافة انحاء البلاد في غمرة افراحهم حين فوجئوا بالذي حدث في السفارة السعودية.
* استطلاع الهدف:
___________________
واستعرض المدعي العام في مرافعته الختامية الاحداث التي سبقت اقتحام السفارة بقوله: ان الذي حدث بالسفارة السعودية ان المتهمين الثمانية استغلوا العربة اللاندروفر الخاصة بمكتب «فتح» بالخرطوم بقيادة كرم، وعندما قاربوا مبنى السفارة نزل المتهم الاول «ابوغسان» واستطلع الهدف، حيث تأكد من وجود الاشخاص المراد اخذهم كرهائن، وهذا ما تحدث به المتهم الاول في اعترافه القضائي حين قال: «في السادسة والنصف مساء الخميس 1/3/1973م تحركنا بسيارة لاندروفور تابعة لمكتب فتح يقودها الاخ كرم.. وصلنا الى جوار السفارة السعودية.. انتحت السيارة شارعاً جانبياً ثم ذهبت استطلع الاخبار.. ولما تأكدت من جود الامريكيين بالذات تحركنا بالسيارة امام باب السفارة وقفزنا منها واطلقنا اعيره نارية في الهواء بصورة غزيرة لاننا شاهدنا الامريكين يهمون بالخروج».
* دواعي وجود الدبلوماسيين بالسفارة:
______________________________________
وتناول المدعي العام الاسباب التي دعت الى وجود السفير الامريكي واقرانه الغربيين والعرب في السفارة السعودية وقال: وفي ذلك المساء كان السفير السعودي عميد السلك الدبلوماسي يقيم حفل وداع للمستر جورج كيرتس مور المستشار بالسفارة الامريكية الذي انتهت خدمته بالسودان وكان على وشك مغادرة البلاد وبهذه المناسبة اجتمع بدار السفارة عدد كبير من الدبلوماسيين بالسودان عرب واجانب وكانوا - لحظة وصول المتهمين - يهمون بالتفرق لنهاية الحفل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!! (Re: بكري الصايغ)
|
أخطر (60) ســاعة عاشها السودان وهزت العالم!!
______________________________________________
©2007 Alwatan News صحيفة ( الوطن ). All rights reserved.
إعداد وتحقيق : محمد النعيم
(الحلقة الثانية).
(الوطن) تواصل نشر التفاصيل الكاملة لاقتحام السفارة السعودية بالخرطوم عام 1973م
ماذا قال السـفير الأمريكي بالخرطوم في وصيته الأخيـرة قبـل الاغتيال؟!
الخاطفون يرفضون تسليم الجثث .. وكلمة السر من عرفات تسدل الستار!!
________________
تواصل «الوطن» نشر التفاصيل الكاملة لأخطر «60» ساعة ونصف عاشها السودان، وهزت العالم بأسره وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية .. وهي عملية اقتحام مقر السفارة السعودية بالخرطوم من قبل مجموعة من الفدائين الفلسطيين المنتمين لمنظمة أيلول الأسود، واحتجاز «5» من الدبلوماسيين الغربيين والعرب المعتمدين بالخرطوم -من بينهم السفير الأمريكي- والتي انتهت بتصفية الدبلوماسيين الغربيين بصورة عنيفة وقاسية.
* إضاءة:
_____________
تناولت في الحلقة الأولى التي تم نشرها يوم الجمعة الماضي التخطيط للعملية، واقتحام السفارة السعودية أثناء حفل وداع لمستشار أمريكي دعت إليه السفارة، وأسباب حجز الرهائن الغربيين والعرب، إلى أن توقفنا في حرب البيانات، ومطالب الفدائيين لإنهاء عملية الاختطاف.
* تنازلات:
___________________
بعد البيان الأول -الذي أصدره الخاطفون والذي تضمن المطالب الأربعة التي أشرنا إليها في الحلقة الأولى- جرت مفاوضات بين الخاطفين والمسؤولين السودانيين؛ حيث هاتفهم السيدان النائب الأول لرئيس الجمهورية اللواء أ. ح محمد الباقر أحمد، ووزير الصحة الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم؛ حاولا أن يثنيا الخاطفين عن إتيان أي فعل يعرض حياة الرهائن للخطر.
وفي فجر يوم الجمعة 2/3/1973م وفي حوالي الساعة الثالثة زارهم الرائد أبو القاسم، وتحدث إليهم حديثاً طويلاً بيّن فيه مسؤولية السودان تجاه الدبلوماسيين المحتجزين، وطلب منهم عدم القيام بأيّ عمل يعرض أرواح الرهائن للخطر.
وبعد انتهاء الزيارة وفي الصباح أصدر الخاطفون بيانهم الثاني والذي أسقطوا بموجبه المطلبَين الخاصَّين بالإفراج عن جماعة (بادن ماين هو) طالما أن السفير الألماني لم يكن من بين المحتجزين، والبند الخاص بالمعتقلين في السجون الإسرائيلية؛ لأن حكومة السودان لا يمكن أن تتصل بإسرائيل لحملها على الاستجابة لتلك المطالب.
وبذلك قصروا مطالبهم على الإفراج عن أبي داؤود ورفاقه؛ بواسطة السلطات الأردنية، وسرحان بشارة سرحان بواسطة السلطات الأمريكية.
* رفض الحكومة السودانية:
__________________________
وفي ظهر نفس اليوم أصدر الخاطفون بيانهم الثالث، وفيه حصروا مطالبهم على الإفراج عن أبي داؤود ورفاقه، وأوضحوا في البيان أنهم قصدوا بذلك تسهيل المهمة للاستسلام، وأكدوا أنه إذا لم تتم الاستجابة لهذا المطلب فيما تبقت من مدة الإنذار فعلى الحكومة السودانية أن تخصص لهم طائرة تقلهم إلى أمريكا، وأن يكون في معيتهم السيد منصور خالد وزير الخارجية، والسيد عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام؛ ليقوموا بشرح القضية الفلسطينية من الجوّ، وعند هبوط الطائرة يطلقون سبيل الوزيرين، ثم يعدمون الرهائن، ويسلمون أنفسهم للسلطات الأمريكية.. وهددوا في البيان الحكومة بإعدام الرهائن الغربيين باستثناء الدبلوماسيين العرب، وقد رفضت الحكومة ذلك العرض، وقررت أن تتحمل مسؤوليتها بدلاً من تصدير المشكلة لأي بلد عربي آخر.
* البيان الأخير:
__________________
وتلاقحت الأحداث بسرعة بإصدار الخاطفين لبيانهم الرابع والأخير والذي تم نقله هاتفياً للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية .. وأكدوا فيه أنه لم يبق أمامهم غير إعدام الرهائن، وذكروا أنهم يحتفظون بالسفير السعودي، والقائم بالأعمال الأردني؛ ضماناً لخروجهم من السودان بعد إعدام الرهائن بين لحظة وأخرى.. ولقد رفضوا كل المحاولات التي بذلها اللواء محمد الباقر لإثنائهم عن تنفيذ تهديدهم، وتمديد فترة الإنذار.
* الوصايا الأخيرة:
_____________________
أخذ الخاطفون الرهائن الغربيين الثلاثة -وهم السفير الأمريكي نوبل، والمستشار الأمريكي هور، والقائم بالأعمال البلجيكي قاي عيد- إلى بدروم السفارة، وهنالك طلبوا منهم أن يكتبوا وصاياهم الأخيرة وتضمينها رأيهم في القضية الفلسطينية وعدالتها.
يقول الأستاذ أحمد دياب المحامي - عضو مجلس الدفاع المكون من سبعة محاميين-: إن المستشار الأمريكي هور كان مضطرباً، وخائفاً؛ لدرجة أنه لم يستطع أن يكتب وصيته الأخيرة .. فيما قال القائم بالأعمال البلجيكي قاي للخاطفين: إنه عاش سنين حياته الأولى في القاهرة وسط أقرانه المصريين؛ طالباً منهم بإلحاح شديد عدم اغتياله، وإطلاق سراحه.
* ماذا قال السفير الأمريكي ؟!:
_______________________________
قال السفير الأمريكي بالخرطوم - والحديث ما زال على لسان الأستاذ أحمد دياب المحامي- في وصيته الأخيرة المكتوبة: «لا خوفاً من الموت ولا رغبة في الحياة أحرص أن أقول: إن للفلسطينيين قضية، وأوصي حكومتي بشدة أن تعمل على حلها؛ تجنباً لما قد يحدث من فتن وكوارث، وأوصي زوجتي وابني أن يتحملا تنفيذ هذه الوصية؛ بنقلها، والحرص على وصولها إلى جهة القرار».
* إعدام الرهائن:
______________________
بعد استكتاب الرهائن لوصايهم الأخيرة بدأ الخاطفون في إطلاق الرصاص من المدافع الرشاشة والمسدسات التي كانوا يحملونها على الرهائن، وقد اشترك جميع الخاطفين في إطلاق الرصاص، وقد ذكروا أنهم فعلوا ذلك كأسلوب العمل في منظمة أيلول الأسود، وبعد عملية تنفيذ حكم الإعدام نقل الخاطفون الخبر إلى السلطات السودانية؛ ممثلة في شخص اللواء محمد الباقر أحمد، وطلبوا منه أن تمدهم السلطات السودانية بطائرة لمغادرة السودان.
إلا أن السلطات السودانية رفضت ذلك؛ حرصاً منها على عدم تصدير المشكلة لأيّ بلد آخر، وطلبت من الخاطفين تسليم جثث الرهائن؛ إلا أنهم رفضوا ذلك، كما رفضوا أيضاً طلب الحكومة بوضع الجثث في الثلج؛ منعاً للتعفن والتحلل؛
مبررين ذلك بأنهم يعاملون الأمريكان بالمثل.
وفي هذا يقول المفوض السياسي للعملية أبو غسان: لم نسلم الجثث كفرصة للمساومة للخروج من السودان؛ خاصة وأن أخباراً قد ترددت بأن عملية الإعدام لم تتم، وبوجه خاص أن البلجيكي لم يزل حيًّا.. زد على ذلك أن شهداءنا بلا جثث.
وإذا وجدت جثثهم فهي حتماً فريسة للصقور والغربان في الصحارى، أو بين الأنقاض.
* كلمة السر:
_________________
أسدل اللواء الباقير ستار الفصل الأول لعملية احتجاز الرهائن الغربيين بالسفارة السعودية؛ بإلقاء كلمة السر التي تلقاها من الراحل المقيم ياسر عرفات على آذان الخاطفين الذين أعلنوا فور تلقيهم لها عن تسليم الجثث وأنفسهم للسلطات السودانية، وقد تم ذلك في صباح يوم 4/3/1973م، وأكد هذه الواقعة المفوض السياسي بقوله: «بعد أن وصلتنا كملة السر من السيد محمد الباقر أحمد قمنا بتسليم أنفسنا للحكومة السودانية يوم الأحد الموافق 4/3/1973 بعد انقضاء ستين ساعة ونصفا على العملية، والثورة حتى النصر».
* * من المحرر
نواصل في حلقة الجمعة القادمة عرض دواعي إعدام الرهائن الغربيين، وحجم الإصابات التي لحقت بهم .. فإلي اللقا.
__________________________________________________
الوطن) تواصل نشر التفاصيل الكاملة لاقتحام السفارة السعودية بالخرطوم عام 1973م:
______________________
الخاطفون يعترفون بمشاركة الفدائيين الفلسطينيين مع الثوار الأردنيين ضد الملك حسين!.
لمعاملة الأمريكان بالمثل قائد العملية يرفض طلباً بادخال ثلج!!
تواصل «الوطن» نشر التفاصيل الكاملة لأخطر «60» ساعة عاشها السودان، وهزت العالم بأسره خاصة الولايات المتحدة وبلجيكا؛ وهي عملية اقتحام مقر السفارة السعودية بالخرطوم عام 1973م من قبل مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين المنتمين لمنظمة أيلول الأسود، واحتجاز «5» من الدبلوماسيين الغربيين والعرب من بينهم السفير الامريكي، والتي انتهت بتصفية الرجل الأول بالسفارة الأمريكية بالخرطوم ومستشاره والقائم بالأعمال البلجيكي.
تحقيق وعرض : محمد النعيم
_______________________
* إضاءة:ـ
______________
استعرضنا في الحلقة الماضية أقوال الشهود من العسكريين وتناولنا إفادات ملاحظ بوليس الأمن العام الذي اوضح كمية المضبوطات من الأسلحة والذخائر التي تم العثور عليها بمنزل يخص حركة فتح بالخرطوم، كما عرجنا على أقوال طبيب بالمستشفى العسكري الذي دخل مقر السفارة لمعاينة ونقل الجثث الثلاثة إلى المشرحة.. وافادات المقدم النور عبد الله الطبيب بالسلاح الطبي التي كشف فيها ان المختطَفين تعرضوا لاصابات بشظايا في اقدامهم وان السفير الأمريكي طلب منهم مراجعة سجله الطبي بالسفارة لمعرفة تاريخ آخر حقنة «تتنوس» أخذها.
* هور يطلب:ـ
_________________
نواصل في هذه الحلقة ما انقطع من حديث المقدم النور عبدالله من داخل السفارة السعودية بالخرطوم حيث قال في افاداته أن قائد العملية قال له شوف لينا هور دا في اشارة «للمستشار الأمريكي» وأشار عليه.. فرأيت مور مضروباً في وجهه من الجهة الشمال وفيه خدوش وورم، وكان أيضا مقيد من يديه وقدميه بنفس النايلون المستخدم في تقييد الآخرين.
وقال المقدم إن المستشار مور قال له انه كويس ولكن طلب منه رؤية عينه لأنه خايف أن يكون فيها شئ، وشفت العين وطمأنته عليها لأني مالقيت فيها حاجة، وبعد أن انتهيت منه لقيت السفير السعودي جالس صامت وبصحة جيدة وكان غير مقيد وزوجته تقف قصاد غرفة وكانت هادئة، والسفير الأردني كان يجلس في كرسي ولم يتحرك وبعد أن انتهيت قلت لقائد العملية : خلاص انا بمشي وعندي حاجات ثانية بمشي وأعود مرة أخرى.
فقال لي : رقم تلفونك كم عشان اتصل بك؟.
فقلت له : اتصل باللواء الباقر وهو سوف يناديني.
بعدها قال لي قائد العملية : سوف نعطيك أرقام هواتف منازل السفراء المحتجزين وقام وتحدث مع السفير السعودي الذي كتب لي أرقام تلفونات منازل السفراء المحتجزين.
وقال لي قائد العملية : هذه الأرقام عشان تتصل بأسر المحتجزين وتطمئنهم على حسب الشئ الذي رأيته ثم قال لي:
- قل لهم أن يتصلوا بالحكومة السودانية يسألوها عملوا شنوا بخصوص المحتجزين ديل؟.
بعد ذلك والحديث للمقدم - نزلت إلى الطابق الأرضي ومعي قائد العملية الذي قال لي :
- طبعا الأيام دي عندكم عيد
فقلت له : نعم عندنا عيد
ثم قال لي :
- الشعب الفلسطيني «25» سنة ماشاف عيد.. سكت ، ثم قال :
- هل الشعب الفلسطيني شاف عيد؟
قلت له : أبداً
وقال لي: انتم السودانيون اخواننا وأنا حصل جندت سودانيين في الجيش الفلسطيني.. وقال لي : إنت تكلم اللواء الباقر تخبره بأننا اخوان وأي مقاومة ضدنا نحن سوف نقتل الناس ديل «في إشارة إلى المختطَفين» ونقتل انفسنا صمت قليلاً ثم قال لي: هنا في عملاء خطيرين مثل مور، لأنه عميل لإسرائيل، ونحن عملنا القصة «ويقصد عملية الاقتحام» عشان نطلق سراح ابو داؤود ورفاقه من سجون الأردن.
* اعتراف:ـ
________________
وقال لي بعد ذلك: انقلاب الأردن الأخير كنا مشتركين فيه نحن كفدائيين مع الثوار الأردنيين ضد الملك حسين.
وقال المقدم النور أن الحديث انتهى على ذلك بعد أن قال لي: خلاص نتوقعك تجينا فلما خرجت لقيت الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم فقام باقتيادي إلى قصر الشعب حيث التقيت باللواء الباقر ومعه مجموعة كبيرة من الوزراء ومعاهم واحد امريكي فسألوني عن المواضيع التي سبق أن ذكرتها.. فكلمتهم بها ثم اخذوا مني أرقام التلفونات وقالوا لي:
- سوف نقوم بالإجراءات دي.
وبعد ذلك رجعت إلى الميز في السلاح الطبي حيث طلبت منهم تحضير معدات اسعافية حتى ارجع إلى السفارة واخيط الجرح بتاع البلجيكي بجانب أخذ بعض الحقن.
* سوء فهم :ـ
________________
فاتصل بي اللواء الباقر وقال لي الجماعة ديل «في اشارة الى الخاطفين» بيستعجلوك تجيهم هناك.. ثم اردف قائلاً : هل تحتاج إلى محضر عملية عشان يمشي معك؟
فقلت له : احسن ثم اصطبحت معي المحضر، ورجعت للسفارة السعودية
وهنالك نادى عليهم القومندان سيد احمد حسين عثمان عشان ندخل السفارة
قالوا: تدخلوا واحد واحد
فدخلت أنا اولاً- والحديث للمقدم النور، بعد ها دخل المحضر بتاع العملية وفتشونا كالمعتاد وقالوا لنا : نحن اخوان نزلوا اياديكم وخليكم اعتياديين.
فلما دخلنا المبنى لقينا الراجل البلجيكي حالته النفسية اسوأ فخُيط له الجرح واثناء ما أنا بخيط في الجرح حضر واحد من الفدائيين ووجه البندقية علينا وكان ميزان الضغط موضوع على الأرض فقال لي : إذا أنا لقيت في العلبة دي ويقصد ميزان الضغط » أي حاجة سوف اقضي عليكم كلكم فقلت له : يا أخي انتو فتشتونا تحت، وثانيا أنا حضرت كطبيب ما في داعي للتهديد فتراجع شوية وقال لي:
أنا متأسف يا أخ.
فانتهيت بعد ان اعطيته حقنة منومة بعد أن اوضحت لقائد العملية مدى حوجة الجريح لها فوافق على ذلك.
ويقول المقدم: أثناء نزولنا من المبنى الداخلي للسفارة سألوني
هل في بوليس كتير؟
قلت: نعم.
سألوني مرة اخري:
هل في ناس كثيرين؟.
قلت : نعم.
فسأل: هل في جيش؟.
قلت : ما متأكد
وفي صباح اليوم الثاني سافرت مع الرئيس وعرفت فيما بعد انهم سألوا عني شخصياً وعندما لم يجدوني طلبوا دكتوراً آخراً.
وقال المقدم: انه بعد خروجه من السفارة التف حوله الصحفيون فسألوه إلا أنه رفض التصريح لهم على أساس أنه عسكري.
وقال لدى اعادة استجوابه بواسطة المدعي العام ان مستر مور «وهو المستشار الامريكي الذي كان يتولى منصب السفير قبل قدوم مستر نوبل» كان مضروباً في وجهه، ورجح سبب الضربة بأن يكون هنالك شخص ضربه بآلة صلبة أو يكون وقع على وجهه في البلاط، وأكد أنه لم يلاحظ إن كان القائم بالأعمال الأردني مقيد أم لا.
* زوجة السفير ترفض :ـ
________________________
وقال قائد القوات المحمولة جواً العميد خالد الأمين الحاج في إفادته أنه كان في تاريخ الحادث من يوم الخميس وحتى فجر الأحد 4 / 3 / 73 مسؤولاً عن القوات المحاصرة للسفارة السعودية وانه اتصل بالفدائيين تلفونياً وطلب منهم السماح لزوجة السفير بالخروج وأن يسمحوا لهم بادخال ثلج ليضعوا فيه الجثث، وأضاف أن المختطفين أفادوه بأن لا مانع لديهم من اخراج زوجة السفير، وقال إنه تحدث بعد ذلك مع السفير السعودي الذي قال لهم أنها قررت البقاء معهم.
أما بالنسبة للجثث فذكر قائد القوات المحمولة جواً أن قائد العملية رزق اخطره بأن اهلهم عندما يقتلون يتركون للغربان لتأكلهم ولذلك يود معاملة الامريكان بالمثل ورفض ادخال الثلج.
وقال العميد خالد: إن الفدائيين اتصلوا به مرة أخرى تلفونياً وتحدث معه القائم بالأعمال الأردني.. فقال له إن القوات السودانية تحاصر السفارة وأنها إذا تحركت فإن الفدائيين سيعدمونهم، وأنه طلب مني ابلاغ المسؤولين في الحكومة بالتريث.
وأضاف: كما تحدث معي السفير السعودي وقال حديثاً مماثلاً وأفاده أن الفدائيين لايريدون قتلهم هو والسفير الأردني ولكنهم يودون استعمالنا كمظلة، وتحدث عن مسؤولية الحكومة في الحفاظ على أرواحهم، وأنه أبلغ اللواء الباقر عمّا دار من حديث.
وأماط العميد خالد اللثام عن عملية استسلام الخاطفين للسلطات السودانية، وجثث الرعايا الغربيين فقال لي: في صباح يوم التسليم اتصل بي اللواء الباقر وعرفني بأنهم وافقوا على تسليم أنفسهم، وطلب مني إعداد العربات اللازمة والأفراد «الناس» الذين سيستلمون الجثث.
وقال إنه دخل السفارة مع اللواء الباقر ووجدوا الأسلحة موضوعة في مكان واحد داخل المبنى، وأن الخاطفين قاموا بتسليمها له، وذكر أن قائد العملية رزق هو من قام بتسليمهم السلاح، وذكر أن الفدائيين كتبوا معه ورقة قالوا فيها إن السلاح دا أمانة عندهم، وطلبوا منه تسليمه لزملائهم الفدائيين لمواصلة الكفاح به، ثم سلموا انفسهم بعد تسليم السلاح.
ولدى إعادة استجوابه قال إن السلاح كان أربعة بنادق وخمس مسدسات احدها «حلوان» و «2» طبنجة سميث وواحدة بلجيكية والأخيرة كورية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
اكرم عثمان عبده
Mohamad Shamseldin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست