مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2008, 06:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!!


    أحتفلت مليارديرة الخرطوم وداد يعقوب "النحلة" زوج د. جمال الدين عثمان رئيس تحرير جريدة الراية - لسان حال الجبهة الإسلامية أيام الديمقراطية - احتفلت بتكريم حفظة القرآن الكريم ولا أحتاج للإفاضة فى تبيين أن هذه قشور تحكى الدين بلا دين وأحيلكم الى تقرير عن الحفل للدكتور عبدالرحيم عمر محى الدين وتعليق من الكاتب الصحفى مصطفى عبدالعزيز البطل
                  

03-01-2008, 06:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    مراجعات سياسية
    د. عبدالرحيم عمر محى الدين

    الحفاوة بمتسابقي حفظ القرآن تمتد من (النحلة) إلي قاعة الصداقة

    عطرت سماء الخرطوم في الأيام السابقة نفحات وأريج القرآن الذاكي الذي صدحت به حناجر وفاضت به قلوب وأفئدة المتسابقين نحو جائزة الخرطوم الدولية للقرآن الكريم الذين توافدوا وتدافعوا وتقاطروا من أكثر من ثلاثين دولة قاصدين الخرطوم عاصمة القرآن والجهاد والمجاهدين من لَدُن الصحابة الكرام من نسل الزبير بن العوام والعباس وغيرهم من الصحابة، مروراً بدولة سنار التقابة والشرافة والخلاوى والذكر والذاكرين وود ضيف الله ويمتد عطر القرآن في السودان من لدن دولة سنار ليعانق الإمام المهدي الذي أقام للقرآن دولة وللشريعة صولة وللحق قولة حيث تدحرج غردون رأس الكفر تحت أقدام وحراب أهلنا الأنصار المجاهدين... ثم جاءت الإنقاذ في باكورة أيامها تتقدمها الفكرة وتقودها المبادئ .. زادها التقوى ووقودها دماء أبنائها المتدافعين حول الميل أربعين وفي صيف العبور وتلشي وتوريت والكرمك وقيسان .. تدافع الوزراء ورجال الأعمال والسفراء وكلهم يردد ( يا حور الجنة لقياك) وكأنهم قد اصطفوا مع ابن رواحه وهم يرددون ترنيمته الشهيرة: ( أقسمتُ يانفسي لتنزلن.. لتنزلن أو لتكرهن.. قد أجلب الناس وشدَّوا الرنة .. مالي أراكِ تكرهين الجنة).. كان في مقدمة الجهاد البروفيسير إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي ومحمد أحمد عمر وزير الصناعة ومحمد عثمان محجوب نائب الوالي وأحمد علي الإمام مستشار الرئيس وكان أبودجانة والمعز والعيدروس وعلي عبد الفتاح... شيب وشباب يتسابقون نحو إنشاء وإقامة دولة القرآن التي تتقدم فيها المبادئ وتتأخر فيها المصالح وتختفي فيها القبليات والجهويات الشلليات والأحقاد و( الحفريات!).. ولكن ويا أسفي من لكن..

    والآن يأتي المتسابقون من الخليج وبريطانيا وكندا وإيطاليا والجزائر والسنغال والكنغو واندونيسيا واليمن وسلطنة عمان وتونس وغيرها جاؤوا نحو جائزة القرآن الكريم الدولية ليشكلوا إضافة للمعرفة التراكمية القرآنية لأهل هذا البلد المعطاء الذي ينفي خبثه بإذن ربه حيث يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس.. كان لقائي الأول بهذا الجيل القرآني الفريد كما يقول الشهيد سيد قطب، عندما تلقيتُ دعوة من المهندس وداد يعقوب لتناول الغداء على شرف ضيوف السودان من طلاب القرآن الكريم المقام بمزرعة شركة النحلة على ضفاف النيل الأزرق بسوبا.. وخيراً فعلت المهندسة وداد يعقوب التي جعلت استضافة أهل القرآن جزءً من همها لأن بركة القران تبارك في الرزق والاستثمار.. ولم أندهش لاحتفاء المهندسة وداد يعقوب الفياض بطلبة القرآن ولكن أدهشتني الكلمة التي قدمها الدكتور جمال الدين عثمان مستقبلاً ضيوفه من طلاب القرآن لقد كانت كلمة مشبعة بمعاني ومآثر واستشهادات القرآن حتى تتوهم أنه بروفيسور بجامعة القرآن الكريم أو أحد علماء التفسير رغم أنه خبير إعلامي ويحمل الدكتوراه في الإعلام ولكنه من جيل الحركة الإسلامية الأوائل الذي افتقدته مؤسسات الإنقاذ رغم أنه كان رئيساً لتحرير جريدة ( الراية) لسان حال الجبهة الإسلامية القومية.. فهو من جيل ود المكي ومهدي إبراهيم.. لقد طوَّف الأخ جمال في كلمته حاثاً ضيوفه على ضرورة التدبر ودراسة التفاسير ثم حدثهم عن ملاحظات الإمام الفخر الرازي في بعض تفسيره وتأويلات الزمخشري في الكشاف حول ( مواقع النجوم) وعن الغريب والمشكل في المعاني.. بعد مغادرة جمال الدين عثمان وزوجته وداد يعقوب توجهنا لقاعة الصداقة لنشهد الحفل الختامي وتوزيع الجوائز على المتسابقين.. عند حضورنا كانت القاعة قد امتلأت وكذلك شرفاتها وحاول بعض الحرس إفادتنا باستحالة الدخول من المدخل الرئيس.. حاولنا الدخول من البوابة الغربية وكان الأمر مستحيلاً أيضاً.. ولكن حزَّ في نفسي أن وجدتُ السيد/ محمد عبد الله جار النبي واقفاً ولا يجد من ييسر له الدخول فهو كغيره قد حُرم من الدخول وأصبح مع عامة الجمهور.. وليس عيباً أن يقف مع الجمهور.. ولكن للذين لا يعرفون جار النبي فهو أبو البترول السوداني .. صاحب شركة كونكورب التي جلبت أول مصفى للبترول في السودان حيث عزَّ الصديق وتنكر الرفيق.. عندها كانت خبرات ومغامرات جارالنبي عبر البحار والمحيطات حتى دخل المصفى من أمريكا الشيطان الأكبر للسودان... ورغم أفضال جار النبي وتمويله لمناشط الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ وأيام الجبهة الوطنية لدرجة أن البعض كان يطلق عليه لقب ( دين النبي بدلاً من جار النبي)، لكنه الآن لا يجد من يخصص له مقعداً في قاعة الصداقة التي فاضت بالصالحين والطالحين والطلقاء.. وقد كان جار النبي غريب الوجه واليد اللسان يردد مع صاحب الفردوس المفقود: ( فلا اللسان لسان العربِ نعرفه ولا الزمان كما كنا وكانَ) معذرة أخي جار النبي فقد قتلت السياسة الحسين بن علي ابن بنت الرسول الخاتم في كربلاء وصُلب عبد الله بن الزبير بن العوام بن أسماء بنت أبي بكر في طرقات مكة بواسطة الحجاج بن يوسف..

    أخير تمكنتُ أنا وزوجتي من دخول القاعة وجلستُ على المقعد المخصص للسيد/ المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية وكأني أُمني نفسي بمنصب جديد بينما جلس السيد محجوب فضل المستشار الفعلي على المقعد المجاور لي.. كان الحفل بهيجاً وكانت أصوات الحفظة من جنوب أفريقيا والسنغال ولبنان تعطر سماء القاعة.. كذلك كان صديقنا الدكتور/ عبد الرحمن محمد علي الأمين العام لجمعية القرآن الكريم والمشرف على الجائزة كان رائعاً في كلمته المرتجلة التي دبجها بالأحاديث والقرآن الكريم وكان رائعاً عندما أطلق على السيد الرئيس لقب ( خادم القرآن) قياساً على (خادم الحرمين) كما كان الأخ السنغالي رئيس لجنة التحكيم رائعاً عندما تحدث عن أن السودان كان مركزاً لقراءة الدوري التي بدأت تتوارى أمام تقدم قراءة حفص عن عاصم التي دخلت مع العثمانيين، فدعا السيد/ الرئيس لرعاية رواية الدوري، ولقد استجاب السيد/رئيس الجمهورية في كلمته لذلك المطلب فدعا للاهتمام بروايات القرآن المشهورة في السودان ورعايتها.


    http://www.akhirlahza.net/Raay_view.aspx?id=17592
                  

03-01-2008, 06:19 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)



    مصطفى عبدالعزيز البطل
    نقلا عن الأحداث

    كنت قبل عهد طويل قد بدأت المشوار التأملي و انا اشاهد علي شاشات التلفازالاحتفالات الدورية

    بتخريج الاطفال و الصبيان من حفظة القرآن الكريم حيث يصطف مئات من هؤلاء، و جميعهم من ابناء الفقراء، تتراوح اعمارهم بين السابعة و الاربعة عشر عاما، لم ينتظم اي منهم في تعليم نظامي بل انسلخت سني طفولتهم في حفظ القرآن عن ظهر قلب. و في المقاعد الوثيرة المقابلة داخل القاعات الفخيمة يجلس الوجهاء و الكبراء من قادة الدولة و شاغلي مناصبها العليا و رموز المجتمع يستمعون الي آي الذكر الحكيم، يرتلها امامهم الاطفال، و يظهرون الاعجاب و الرضا ثم ينصرفون راشدين. و لا بد ان هؤلاء الوجهاء و الكبراء يدركون، مثلما يدرك غيرهم، اي مستقبل كئيب ينتظر هؤلاء الاطفال الذين تنتهي مسيرتهم في الغالب الاعم الي اشغال هامشية متدنية تحفظ لهم و اسرهم مكانهم الازلي علي حواف المجتمع في مدن القصدير. و اي مصير يمكن ان يؤول اليه هؤلاء وهم يفتقرون الي ادني المؤهلات والمهارات الاكاديمية و الفنية التي يوفرها التعليم النظامي الذي حرموا منه بعد ان اقتصر تعليمهم علي حفظ القرآن في ظل نظام ترعاه الدولة و تشجعه. و برغم الكلمات الباهرة التي تسمعها في مناسبات تخريج هؤلاء البؤساء عن الجلال و الهيبة التي يكتسيهما حامل القرآن و ما تشاهده من مظاهر التأثر عند من يرددون هذا الكلام امام شاشات التلفاز حتي لتكاد تري الدمع يطفر من العيون، فانني لم اشهد او اسمع طوال حياتي ان واحد من هؤلاء الوجهاء قد اختار لاي من اطفاله ان يكتسي هذا الجلال و ان يرتدي تلك الهيبة و ان يوقف حياته، او علي الاقل سني طفولته كلها، علي حفظ القرآن. بل و علي العكس من ذلك فانني لا اكاد اعرف مسئولا واحدا منحه الله بسطة في السلطة و الرزق فقام بارسال ابنائه الي مدارس الحكومة التي تجعل من التربية الدينية و حفظ اجزاء من القرآن شرطا اساسيا للنجاح و التقدم الدراسي، في حين يبعث الكثير من هؤلاء اطفالهم بغير تردد الي المدارس الاجنبية، التي يشرف عليها مسيحيون لا يدينون بالاسلام اصلا و تستورد مناهجها من اوربا المسيحية ولا تدرس القرآن و الدين الاسلامي الا في الحد الادني الذي تفرضه عليها وزارة التعليم فرضا!! و في يوليو الماضي حدث ان قابلت بمحض الصدفة في مطار امستردام زميل دراسة كان قد اختار لنفسه (طريق الميمنة) فانخرط في صفوف الاتجاه الاسلامي في مرحلتي الطلب و الحياة العملية و سألته عن احواله ثم عن اسرته فذكر لي بان زوجته و ابناءه يقيمون جميعهم في ماليزيا، فلما ابديت استغرابا لذلك اشتعل حماسة و انتزع ورقة وقلما و شرع في انجاز تضريبات حسابية اراد من ورائها ان يثبت لي ان تكلفة ايجار شقة في ماليزيا بالاضافة الي التعليم الراقي للابناء اقل بكثير من تكلفة تعليم اربعة ابناء و بنات في المدارس الامريكية او البريطانية الخاصة في الخرطوم. وواضح ان المدارس العامة الحكومية التي تديرها وزارة التربية لم تكن اصلا بديلا مطروحا في ذهن الزميل الاسلامي، فلا بد لابنائه من التعليم الاجنبي و ان طال السفر!


    و في امر النخبوية و التعليم في السودان يحار المرء في الواقع الشديد التناقض الذي خلقه النخبويون الاسلاميون تحت رايات الاصالة و تأكيد الهوية و التوجه الرسالي اذ قامت دولتهم بحملة واسعة لتحجيم اللغة الانجليزية و تعريب التعليم العالي. و مع ان تلك كانت هي الرسالة المعلنة فانه يبدو لي ان اغلب الذين نالوا حظا من التعليم من هؤلاء الاسلاميين كانوا يدركون في خويصات انفسهم اهمية اللغة الانجليزية و الاحتكاك بالعالم الخارجي فحرصوا علي تمييز ابنائهم بتعليم راق مفتخر يوفر المهارات الضرورية التي تهيئ لهم فرص النجاح في الحياة العملية، بينما تركوا ابناء الملايين من عامة الناس يرزحون تحت نير المناهج الغوغائية و يعلكون شعارات المشروع الحضاري! و لا غرو ان وزير التعليم العالي الذي اشرف علي ما سمي بثورة التعليم العالي في التسعينات الاولي كان قد اتخذ قرارا باعادة جميع الطلاب السودانيين الذين يدرسون في الجامعات الاجنبية الي السودان للانخراط في الجامعات الجديدة التي فتحت علي عجل و يتم التدريس فيها بلغة القرآن. و بالفعل عاد الاف الطلاب راغمين اذ قطعت الدولة عنهم الاعانات و منعت ذوي المقتدرين منهم من تحويل الاموال لابنائهم عن طريق البنك المركزي. ثم اكتشف الناس بعد فترة من الزمن ان وزير التعليم العالي الذي اجبر جميع الطلاب علي العودة عنوة و اقتدارا نسي ان يعيد الي السودان ابنه هو شخصيا – اي ابن الوزير - الذي كان يدرس وقتها في بريطانيا فاستمر يتلقي فيها دراسته حتي اتمها علي خير وجه. و في ذلك نكران ظاهر للذات ما بعده نكران، فقد نسي الوزير ابنه و تركه مهددا في هويته واصالته يدرس في بلاد الكفر بلغة الفرنجة و ذلك من فرط استغراقه في خدمه الملايين من عامة الشعب الذين اراد لابنائهم حياة العزة و الكرامة تحت رايات المشروع الحضاري! و مثل ذلك ايضا ما كان من امر المسئول السياسي الذي وقع علي عاتقه، بحكم المنصب، انفاذ مشروع التجنيد الاجباري ابان الحرب التي شنتها الثورة المنقذة، قام بهمة يحسد عليها باغلاق جميع المنافذ امام الطلاب و الخريجين و الزمهم بتسليم انفسهم لمعسكرات التجنيد، و لكن الاستثناء من ذلك كان ابنه الذي خرج عبر مطار الخرطوم منطلقا الي بلاد (الامريكان) ليبحث عن فرص التقدم العلمي و المهني، تاركا من خلفه ارتالا من رفاقه البؤساء يرتدون الاسمال في معسكرات التجييش القهري و يرددون وراء الحادي ذلك النشيد المنغّم: يا (الامريكان) لييييييكم تدربنا!



    و في بداية التسعينات استضافت الاذاعة وزير المالية الاسبق، عبدالرحيم حمدي، الذي طحنت سياساته الاقتصادية الاستعلائية ملايين الفقراء و سحقتهم سحقا، و كانت بعض الاقاويل قد ترددت انه يقيم بفندق هيلتون و ان ابناءه يقيمون في بريطانيا و يدرسون في مدارس لندن. ووجد المذيع في نفسه شجاعة، لم تكن معهودة يومذاك، فسأل الوزير عن صحة ما يقال عن اقامة اسرته بلندن و اقامته هو بفندق هيلتون فتلعثم الرجل ثم اجاب: (و الله انا عندي بيت في شمبات و اي واحد عايز يزورني في بيتي مرحب بيه). و لأن الشجاعة فيما يبدو كانت مقننة و مرشدة فان المذيع تحول الي موضوع آخر و لم يشأ ان يتابع اجابة الوزير بالتوضيح المنطقي و هو انه لم يسأله ان كان يملك بيتا في شمبات ام لا، فالواقع ان الوزير كان يملك بالفعل منزلا جميلا في شمبات، و لكنه لم يكن يسكن فيه بل كان يسكن في فندق هيلتون و كان ابناءه يدرسون في مدارس بريطانيا!



    ووجدت ايضا مجالا للتأمل الاوسع في حقيقة ان زعيما دينيا مثل علي اكبر هاشمي رافسنجاني، تولي زمام دولة همها الاوحد معاداة الولايات المتحدة فتطلق عليها اسم " الشيطان الاكبر"، و مع ذلك تجده يبعث بابنائه، واحدا تلو الاخر الي حيث ذلك الشيطان، لتلقي التعليم في مدارسها و كأن الملائكة الذين تفيض بهم ايران عجزت عن توفير التعليم الملائم لهم. و معلوم ان اثنان من ابناء رافسنجاني اكملا مؤخرا دراستهما الجامعية في جامعات و معاهد امريكية و قد اختار احدهما ان يقيم في الولايات المتحدة اقامة دائمة! و مثل ذلك الفقيه العلامة يوسف القرضاوي، الذي دوّخ من طلبوا منه ادانة الاعتداء الارهابي الذي نفذته مجموعة الحادي عشر من سبتمبر علي برجي التجارة الدوليين في نيويورك، و ما لبث يحرض علي قتل الامريكيين الذين يراهم في العراق بعيني زرقاء اليمامة من مكان اقامته الهانئة في دولة قطر مع ان عينيه تعشي عن رؤيتهم وهم حوله كالنمل في دولة قطر نفسها يحتلون القواعد العسكرية و يديرون منها عملياتهم في العراق و في غيرها. و مع ذلك لم يجد الشيخ القرضاوي مكانا طيبا لتعليم اكباده التي تمشي علي الارض الا الولايات المتحدة دون غيرها من بلدان الدنيا قاطبة حيث لا يزال احد ابنائه منتظما في الدراسة بجامعة فلوريدا و قد لمع اسمه مؤخرا في احد فرق كرة السلة الجامعية!



    غير ان الذي يبعث علي الحيرة حقا هو امر تلك الاعداد المقدرة من قيادات حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذين تراهم علي الشاشات كل يوم وليلة و عيونهم تبرق شررا تتهدد الغرب بالويل و الثبور و مع ذلك تجد ابناءهم يتنقلون بين دول العالم بجوازات سفر امريكية و بريطانية و لا تسمع قط ان احدا منهم قد ربط حزاما ناسفا حول بطنه و فجر نفسه في حافلة اسرائيلية ليحظي بشرف الشهادة الذي ما بعده شرف، و لكنك تري آباءهم الاكرمين يجلسون في سرادقات العزاء امام بيوت فقراء الفلسطينيين الذين ضاعت ارواح ابنائهم بعد ان تم اغراؤهم لتنفيذ العمليات الانتحارية، و هم يدلقون علي اذان الاباء المكلومين احاديث الجنة و نعيمها و الحور العين اللواتي يتقلب بين احضانهن ابناؤهم الشهداء! و كثيرا ما دفعتني سيرة قادة حماس مع ابنائهم ثم ابناء غيرهم من عامة الفلسطينيين للتأمل في حقيقة ان واحدا من ابناء الشيخ حسن الترابي، و ثلاثتهم فتية اشداء يضرب واحدهم الصخر فينفلق، لم ينتظم قط في صفوف قوات الدفاع الشعبي التي حاربت في جنوبي السودان سنين عددا رغم ان والدهم كان هو – دون غيره- من بارك الحملات و انتدب لها مئات الالاف من ابناء الكادحين وجَيّشهم – رضاً و غصبا - و بشرهم بالعذاري السبعين اللواتي كلما افتضت بكارتهن عدن بكاري مرة اخري.

    و دونك قائد قومي عربي مثل مصطفي طلاس، كرس عمره للتغني بفضائل العرب و العروبة و اوقف حياته علي التبشير بفكرة القومية العربية شاغلا اعلي المناصب الدستورية في سوريا لاكثر من ثلاتين عاما، غادر منصبه كنائب لرئيس الجمهورية اختيارا لكبر السن، ثم ماذا تحسبه فعل ايها القارئ الكريم، رعاك الله، اتراه قرر الخلود الي قريته قرب حلب ليتفيأ في ظلالها شيخوخة هادئة في ديار العروبة، ملهمته و معشوقة حياته؟ ابدا و الله. فتح بطل القومية العربية خزائن الاموال التي راكمها خلال ثلاثين عاما من الحكم نائبا لرئيس الجمهورية ووزيرا للدفاع، و التي كانت اكبر انجازاته اثناءها تسليم مرتفعات الجولان لاسرائيل، ثم اشتري لنفسه قصرا منيفا في ولاية فيرجينيا علي الساحل الامريكي الشرقي و جمع اسرته و ذهب ليقضي المرحلة الاخيرة من عمره المديد في اكناف حليف اسرائيل الاستراتيجي!
                  

03-01-2008, 07:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    وتأكيدا لهذا الإنفصام - الذى أشار اليه البطل- الذى يعانيه الإسلاميين تحدثنا السيدة وداد يعقوب أنها درست فى بلد "الشيطان الأكبر" أمريكا ولم تدرس فى همشكوريب أو قم!!
    تابع لقاء جريدة الوطن فى الرابط التالى:

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=2608
                  

03-01-2008, 08:56 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    في التجارة بالدين «حقيقة لا مجازاً»
    د. عبدالوهاب الأفندي
    «4»
    هناك مثال صارخ أكثر في المتاجرة المفضوحة بالدين، من نماذجه ما قامت به مؤخراً شركة اتصالات سودانية تدعم محطة إذاعية تخصصت في المدائح النبوية والأحاديث الدينية. وقد كلفت هذه الشركة من نظم «مدحة» غير نبوية في تعداد مناقب الشركة، على روي ولحن المدائح النبوية. فإذا أنعم الله على المستمع بالاستماع لتلك المحطة فإنه يصادف عدة مرات في اليوم ما يعتقد لأول مرة بأنها قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكنه بعد تمعنٍ يكتشف أن الممدوح هو تلك الشركة.
    «5»
    المدائح النبوية السودانية كما يعرف متذوقوها تتبع نسقاً معيناً ومميزاً في اللحن والأداء، وغالباً ما تقوم على مقطع أو عبارة يكثر تردادها طوال الإنشاد. وفي الغالب تشير هذه العبارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو محبته، مثل «العدناني» أو «سيد منى». أما في المدحة المعنية في مناقب الشركة، فإن العبارة التي تردد باستمرار هي اسم الشركة. ولا ينسى الشاعر المنشد أن يربط مناقب الشركة بالدين، فهي «شركة عريقة، للإسلام شجرة وريقة»، إلخ المدح الذي يخجل جريراً والفرزدق.
    «6»
    من ناحية تجارية فإن هذه بلا شك حملة علاقات عامة ناجحة. فوضع شركة في مصاف الأنبياء وإطراء مؤهلاتها الدينية في إذاعة مثل هذه، لا بد أن تلفت الأنظار وترفع أسهمها حقيقة ومجازاً. ولكن من منطلق أخلاقي وديني فإن هذا الإسفاف والاستهتار بالقيم الدينية وتقويض الدين من أساسه لصالح التجارة والربح


    .http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147510631
                  

03-01-2008, 10:40 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    قال النبى الكريم "رب قارىء للقرآن والقرآن يلعنه"
    ذلك لأن الله طيب لا يحب الا طيبا، ولقد عهد الناس من هؤلاء الإسلاميين بالسودان كل الخبث، فإن احتفالهم بالقرآن الكريم لا يعدو أن يكون متاجرة بالدين مثلما ذهب الأفندى عاليه
                  

03-01-2008, 11:57 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    كلها متاجرة بعواطف الناس الدينية والتمظهر بمظهر الدين .. ألسنة تحكي الدين بلا دين ..
    شكرا على مقال مصطفى البطل القوي والشجاع
    عمر
                  

03-02-2008, 03:08 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    وحين ينحط الدين في النفوس يخاف رجال الدين من الزعماء الأقوياء ، ويطمعون في عطاياهم ، فيهرعون لمساعدتهم في بسط نفوذهم على الفقراء ، والمساكين ، ويستعملون الحجج الدينية التي تدعو العامة للتسليم للزعماء ، والخضوع لهم ، والا غضبت عليهم الآلهه ، واستحقوا بطش الزعماء !! وهكذا يختل ميزان العدل ، ويسود الظلم والفساد ، ويجمع الطغاة الى السلطة الزمنية ، الني اغتصبوها بالقوة ، سلطة دينية تلحقهم برضا الآلهه يحققها لهم الكهان ورجال الدين .. وبسبب جهل العامة بالدين، لاحتكار رجال الدين لاسراره ، وبسبب ضعف علماء الدين ، وطمعهم ، جاء الحكام الأقوياء الذين ادعوا الآلوهية نفسها !! ومن هؤلاء الفراعنة الذين حكموا مصر ، وغيرهم ممن عاصرهم ، وسبقهم ، أو لحقهم من الملوك ..

    قال السيد المسيح
    لكن الويل لكم أيها الكتبة و الفريسيّون المراءوون ! فانكم تغلقون ملكوت السموات في وجوه الناس ، فلا انتم تدخلون ولا تدعون الداخلين يدخلون ! الويل لكم ايها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم تلتهمون بيوت الارامل ، وتتذرعون باطالة صلواتكم لذلك ستنزل بكم دينونة أقسى ! الويل لكم أيها الكتبة والفريسيّون المراءوون ! فانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا متهوداً واحداً فاذا تهود جعلتموه أهلاً لجهنم ضعف ما انتم عليه .. الويل لكم أيها القادة العميان ! الويل لكم ايها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم تؤدون حتى عشور النعنع والشبث والكمون وقد أهملتم أهم ما في الشريعة : العدل والرحمة والأمانة ... ايها القادة العميان ! انكم تصّفون الماء من البعوضة ولكنكم تبلعون الجمل ! الويل لكم أيها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم كالقبور المطلية بالكلس تبدو جميلة من الخارج ولكنها من الداخل ممتلئة بعظام الموتى وكل نجاسة ! كذلك انتم أيضاً تبدون للناس ابراراً ولكنكم من الداخل ممتلؤن بالرياء والنفاق
    ====
    من كتابة لعمر الفراى
                  

03-02-2008, 09:21 AM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)

    العزيز عبدالله

    Quote: وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

    لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ

    أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

    لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم
    ٌَ

    قال الامام الحسين عليه السلام
    الناس عبيد الدنيا والدين لعق بالسنتهم يحيطونه ما درت مصالحهم ,فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون,,


    فلا تتعجب فقد كتب الحجاج المصاحف وزخرفها ,, بعد ان عمل في اولياء الله تقتيلا
                  

03-02-2008, 04:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)


    ولا أحد يسأل عن سكان حى السكة حديد لماذا شردوا من بيوتهم وبلا تعويض مناسب؟ أفقط ليزداد الأغنياء غنى ثم من كثير أموالهم يزخرفون لأولئك البسطاء احتفالا عن القرآن الكريم فيدعو لهم البسطاء بالرفاه والنعمة
    حاربوا تجار الدين
                  

03-02-2008, 07:05 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    جاء فيما أوردته عنه صحيفة الأيام السودانية، الصادرة في 23/8/1984 قوله:

    ((انهمرت الدموع في أبي قرون وهي تستعيد ذكرى السيرة العطرة ومواقف الصحابة في بيعة الرضوان) ..... (وتحرك رئيس الجمهورية وسط الناس لا يحيط به الحراس) ..... (البيعة عهد سياسي يقوم على ركائز الدين وفعل ديني ينظم أمر المؤمنين في السياسة) .... (وأمر البيعة لا يستوي إيمان المرء إلا به) ...... (نحن نبايع اليوم على سلطة متقدمة نحو الدين) ..... (واليوم تعود إمامة الصلاة إلى إمام المسلمين) ..... (حسمت البيعة الصراع الذي يظل يدور السنين المائة الماضية) ...... (ولأول مرة في تاريخ المسلمين تأتي الشورى واضحة وملزمة في صيغة البيعة للراعي)).. إنتهى .. ويستمر السيد، يس عمر الإمام قائلا:

    ((يسري التجديد في المسلمين كل مائة عام أو يبعث الله من يجدد لها أمر دينها) ..... (وتأتي هذه البيعة مظهرا وجوهرا ورمزا وعنى تزيل الحرج من النفوس وتقطع الطريق على النكوص والردة)).. إنتهى .. (راجع كتاب محمد سعيد القدال، (1992) (الإسلام والسياسة في السودان). دار الجيل: بيروت، ص ص 221-222)
                  

03-02-2008, 07:09 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)

    السكة حديد الإتبنت بى عرق ود ماء الشعب، فى زول حيدفع تعويض؟
                  

03-03-2008, 06:48 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)


    مجلة فوربز العربية: عمرو خالد أغنى "نجوم الدعاة" عربيا

    محمد طه
    بي بي سي - لندن


    تصدّر الداعية المصري عمرو خالد قائمة "نجوم الدعاة" التي أصدرتها مجلة "فوربز العربية" التي تضم أعلى دعاة الدين الإسلامي دخلا خلال عام 2007.

    ذكرت مجلة "فوربز العربية" أن صافي دخل عمرو خالد في عام 2007 بلغ 2.5 مليون دولار، وأن الداعية الكويتي طارق سويدان جاء في المرتبة الثانية بدخل صافٍ بلغ مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف كتاب "لا تحزن" بدخل وصل إلى 533 ألف دولار.

    وحلّ في المرتبة االرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف دولار. الفضائيات

    وأوضحت المجلة أن مصادر دخل الدعاة تتركز بالدرجة الأولى في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التي يتم بثها على شاشات العديد من المحطات الفضائية والأرضية في الوطن العربي وكذلك في التسجيلات الصوتية سواء على أقراص مدمجة أو أشرطة دينية، إلى جانب المؤلفات الدينية والأدبية التي عمل هؤلاء الدعاة على وضعها خلال 2007 أو التي بيعت في نفس العام.

    مصدر للثروة

    وأشارت "فوربز العربية" في افتتاحيتها، إلى أن الدعوة في مجال الدين أصبحت بالنسبة إلى العديد من الدعاة كما بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام وشركات الطباعة والنشر والإنتاج الفني، مصدراً للدخل والثروة، وهي بذلك لم تعد تختلف عن غيرها من نشاطات الأعمال.

    ونصت المجلة على أن "ذلك لا يؤثر في أهمية هذا النشاط شئ كما لا ينتقص من أهمية الرسالة التي احتضنتها وتحتضنها الدعوة إلى الإسلام."

    وتضمنت القائمة إحصاءً لعدد المؤلفات الفكرية والتسجيلات الصوتية لكل من الدعاة الخمسة، فيما نشرت المجلة قصصاً تروي أهم المحطات في حياة كل داعية والمشاريع المستقبلية التي ينوي كل منهم القيام بها، لا سيما ما يتعلق منها بالإصدارات الجديدة والبرامج التلفزيونية التي يتم التحضير لها.

    يذكر أن قائمة "نجوم الدعوة" تعتبر القائمة الأولى في الوطن العربي التي ترصد دخل دعاة الدين من مؤسساتهم ونشاطاتهم الفردية.

    طريقة الحساب

    واعتمدت "فوربز العربية" في إعداد القائمة على عددٍ من المعايير، شملتْ العائد الماديّ على حقوق الملكية الفكرية التي يحصل عليها الداعية من شركات الإنتاج الفنيّ مقابل تسجيلاته الصوتية، وكذلك العائد من بيع مؤلفاتهِ والذي يحصل عليه من دور النشر وشركات التوزيع، والأجر الذي يتقاضاه عن البرامج التلفزيونية التي يقدمها أو يظهر فيها، بالإضافة إلى الدخل الذي يحققه من خلال الأنشطةِ الفكريّةِ الأخرى كالتدريبِ والمشاركةِ في المحاضراتِ التدريبية والتثقيفية.

    واستثنت المجلة من دخل أعضاء القائمة، كلّ ما يتعلق بالاستثمارات الفردية التي لا تمتّ للنشاط الدعوي بصلة، وكذلك الهبات والعطايا المادية التي يحصل عليها هؤلاء، سواء من جهات حكومية أو غير حكومية.


    موضوع من BBCArabic.com
    http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/new..._7261000/7261877.stm

    منشور 2008/02/24 17:24:28
                  

03-03-2008, 08:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    الرأسماليون الإسلاميون: (1-2)
    مـــاذا يفعلـــون فى الحـــركة الإســـلامية؟
    د. التجاني عبد القادر
    [email protected]
    (1)
    أشرت فى مقال سابق إلى إرهاصات تحول إستراتيجى وقع فى مسار الحركة الإسلامية، وذكرت أنه صار يتجسد سياسيا فى تحالف ثلاثى بين "القبيلة" و"السوق" والذهنية الأمنية"، ثم تحدثت فى مقالين تاليين عن هذه الذهنيةالتى هيمنت على التنظيم وحولت سائر نشاطه الى ملفات أمنية، وأريد فى هذا المقال أن أتحول الى السوق، لنرى ظاهرة أخرى تتمثل فى "الذهنية" التجارية وفى العناصر الرأسمالية التى صارت هى الأخرى تنشط وتتمدد حتى كادت أن "تبتلع" الجزء المتبقى من تنظيمنا الإسلامى الذى لم ننضم اليه أصلا الا فرارا من الرأسمالية المتوحشة.
    ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال.
    والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟ أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق.
    أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية.
    ثم جاءت ثورة الإنقاذ، فكانت تلك هى اللحظة التأريخية التى وقع فيها التلاحم الكامل بين الشريحة التجارية المشار اليها، والمؤسسات الإقتصادية فى الدولة، فمن كان مديرا لبنك البركة صار وزيرا للمالية والإقتصاد، ومن كان مديرا لبنك فيصل صار محافظا لبنك السودان المركزى، ومن كان مديرا لشركة التأمين الإسلامى صار وزيرا للطاقة، فاذا لم يصب فيها نجاحا خلفه عليها مدير بنك التضامن أو بنك الشمال الإسلاميين، الى غير ذلك من وزراء الدولة ووكلاء الوزارات. وكل من هؤلاء لم يعرف لأحدهم أسهام أصيل فى الدراسات الإقتصادية، أو رؤية عميقة للتنمية الإسلامية، ولكن كل هؤلاء يعرف بعضهم بعضا معرفة شخصية، وكانت لهم ذكريات مشتركة فى المدارس، أو فى العمل التنظيمى، فصاروا يديرون الإقتصاد السودانى كأنما هو شركاتهم الخاصة، وتحولوا تدريجيا الى نخبة حاكمة مغلقة، فاذا خرج أحدهم من وزارة أعيد الى وزارة أخرى أو أعيد الى "مملكته" السابقة، أو أوجدت له شركة خاصة للاستشارات أو المقاولات أو الإنشاءات، وذلك ريثما يخلو أحد المقاعد الوزارية، فى تطابق تام مع نظرية "تدوير النخبة الحاكمة" التى قال بها عالم الاجتماع الأمريكى رايت ميلز وآخرون. وبهذه الطريقة تم تمرير وتسويق المفاهيم الرأسمالية وتوطينها فى برامج الدولة والتنظيم، وبهذه الطريقة سدت المنافذ لأية محاولة جادة لبلورة مذهب اسلامى أصيل فى التنمية الإقتصادية،وبهذه الطريقة تحول التنظيم الى ما يشبه "حصان طروادة" يشير مظهره الخارجى الى صرامة المجاهدين وتقشف الدعاة، أما من الداخل فقد تحول الى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامى أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة، وبهذه "الطريقة" صار أفراد هذه الشريحة أغنياء بينما ترك "التنظيم" ليزداد فقرا وتمزقا،بل إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التى تم توزيعها بين المؤتمرين الوطنى والشعبى؛ الشركات التى أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين.
    (2)
    وما الغضاضة فى ذلك، يقولون، ألم يعمل النبى عليه السلام فى التجارة، وكان بعض الكبار من أصحابه تجارا، وأن التجار قد نشروا الإسلام فى بقاع العالم، وبفضل من أموالهم ترسخت دعائم الحضارة الإسلامية قرونا؟ ألم يساهم هؤلاء الرأسماليون الإسلاميون فى انجاح مشروع الانقاذ الوطنى، وفى تثبيت الحكومة فى أيامها الصعبة الأولى حينما قبض الناس أيديهم؟ أليست التجارة هى أحد ركائز التنمية؟ والإجابة على كل هذا: اللهم نعم، ولو شئنا الإستطراد فى اتجاه المبادىء والمثال لقلنا أكثر من هذا، على أن الاعتراض ليس على مبدأ التجارة ولا على صيرورة بعض الناس أغنياء(إذ نعم المال الصالح للعبد الصالح)، ولكن الإعتراض يتركز حول "الكيفية" التى صاروا بها أغنياء، أى ان الاعتراض ليس على "الثروة" فى ذاتها، ولكنه على استغلال "للعلاقات والمعلومات" التنظيمية (رأس المال الإجتماعى)) وتحوير اتجاهها وتسخيرها لتأسيس الشركات الخاصة ولتعظيم أرباحها، ولتأمين الحياة لأبناء النخب الحاكمة، ولأصهارهم وأبناء عمومتهم وأعيان قبائلهم،هذا هو المال غير الصالح الذى يتحكم فيه غير الصالحين، كما يفهم من الحديث النبوى بمفهوم المخالفة.
    الإعتراض إذن ليس على وجود شريحة من الأغنياء فى داخل الحركة الإسلامية، إذ لو تكونت تلك الثروة بطريقة مستقلة عن "التنظيم"(كما هو حال بعض الإسلاميين) لما حق لأحد أن يتساءل، وذلك على مثل ما يحدث فى المجتمعات التى شهدت ظاهرة الإقطاع، حيث لا يوجد معنى للسؤال عن "كيف" صار بعض الناس أغنياء، لأن المجتمع تكون "تأريخيا" من "الفرسان النبلاء" الذين اغتصبوا الأراضى عنوة بحد السيف، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل تحت حماية القانون ومباركة العرش، فأكسبتهم تلك الملكية قاعدة اقتصادية راسخة، ووجاهة اجتماعية ونفوذا سياسيا لا يضارعهم فيها أحد. أما فى حالة المجتمع السودانى، وفى حالة الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة فلم تكن توجد طبقة من النبلاء الأرستقراطيين ملاك الأراضى(أو الباشوات)، اذ أن الغالبية العظمى من الشعب لم تكن تملك شيئا، كما أن الغالبية العظمى من عضوية الحركة الإسلامية جاءت اما من أدنى الطبقة الوسطى، من شريحة الموظفين محدودى الدخل، واما من الشرائح الاجتماعية الفقيرة القادمة من قاع المجتمع ومن هوامشه الاقتصادية. يتذكر كاتب هذا المقال أنه فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى كان تنظيمنا يعمل من تحت الأرض، وأردنا أن نجد "أماكن آمنة" فى مدينة الخرطوم نخفى فيها أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم من أجهزة الأمن التى كانت تطاردهم، فكان عدد الذين يملكون منازلا خاصة بهم (تتسع لاستضافة ثلاثة أشخاص أو أكثر) يعدون على أصابع اليد. وأذكر أن أحد أخواننا الذى امتاز بالسخرية والدعابة كان لا يخفى تذمره من البقاء فى المنزل العائلى المتواضع الذى استضيف فيه، فاذا سألناه قال: كيف أبقى هنا وكلما أردت الحمام هرعت الى الشارع لأبحث عن سيارة للأجرة. أما الآن فقد صار كثير من هؤلاء يمتلكون البنايات الطويلة، التى تقدر أثمانها بما لا نستطيع له عدا، وتدخل منزل أحدهم فترى ما لم تكن تسمع به حتى فى بيوت الباشوات، وتسأل أحدهم من أين لك هذا فيقول من "استثماراتى"، ماطا شفتيه بالثاء، ولا يذكر أنه الى عهد قريب كان يسكن بيتا من الجالوص الأخضر.
    فالسؤال إذن عن "الكيفية" التى تحولت بها هذه "البروليتاريا الإسلامية" إلى ما يشبه حالة البرجوازية سؤال مشروع، اذ أن كثيرا منا لم يأتِ الى الحركة الاسلامية، ويفنى زهرة شبابه فى خدمتها من أجل الحصول على الثروة ولكن من أجل العدل الإجتماعى، اذ أن قضية العدل الاجتماعي هي القضية الأم التي لم ينفصل الإسلاميون عن أحزابهم التقليدية وطرقهم الصوفية، ومجموعاتهم العرقية، الا من أجلها،كما لم يتصلوا بالحركة الإسلامية الا من أجلها.ولكن ما تقدم من سرد يشير الى أن قضية العدل الإجتماعى لم تعد هي القضية الأم في النموذج الراهن، وذلك لأن الفئات الثلاث التى يقوم عليها النموذج: الشريحة الرأسمالية المتحالفة مع القوى الأمنية والبيروقراطية فى داخل الدولة، ومع القوى القبلية فى خارجها، لم يعد لواحدة منها هم والتزام بقضية العدل الاجتماعي، فبيروقراطية الدولة لا يمكن أن تسعى في تحقيق العدل الاجتماعي لأنها لم تنشأ "تأريخيا" من داخل المجتمع، كما أنها لم تستطع فى عهد الإنقاذ أن تتحول الى نخبة "رسالية" مهمومة بقيم الدين، فلا هي إذن تعبر تعبيراً صادقا
    عن رغبات ومصالح "الناس" ، ولا هى تجسد قيم الكتاب، فهي مجروجة لانقطاعها عن الكتاب من جهة، ولابتعادها عن الناس من جهة ثانية، ولانحباسها في مصالحها وامتيازاتها ولانصياعها للشريحة الرأسمالية من ناحية ثالثة.
    وهذا على وجه الدقة هو ما يجعل أجهزة الدولة ومؤسساتها الإقتصادية أدوات طيعة تسخر لتحقيق مصالح المستثمرين والتجار (المحليين والعالميين) دون مراعاة جادة لمصالح الفئات الأخرى في المجتمع. وهو ما يؤكد القول بإن هناك تحالفاً مصلحياً بين بيروقراطية الدولة والشرائح الرأسمالية المتحكمة. وهو ما يوضح بصورة مباشرة لماذا صار بعض الثقات من الإسلاميين يوضعون مواضع الظنون والشبهات حينما يوضعون في المواقع العليا في بيروقراطية الدولة، ليس لأن هذه المواقع مسكونة بالشياطين، ولكن لأنها موصولة بمجموعات قرائبية/قبلية متضامنة، وبشبكات تجارية مترابطة ذات قدرة على الحركة والالتفاف تجعل الموظف أو الوالى أو الوزير يدافع عن سياساتها ومصالحها أكثر من دفاعه عن النموذج الإسلامى وعن المستضعفين من الناس.
    فالحديث إذن عن الشريحة الرأسمالية هذه لا يأتى من قبل الحسد أو الغبن، كما قد يتوهم بعض الناس، وانما يأتى الحديث عنها لأنها صارت تشكل مسار الحركة الإسلامية، وتحدد اختياراتها، واذا لم تتدارك الحركة الاسلامية أمرها بصورة جادة فانها سرعان ما تجد نفسها منقادة بقوى السوق، وسيكون أرقى مكاتبها هو مكتب التجار، وستكون أنشط عناصرها هم المقاولون ورجال و(سيدات) الأعمال، الذين يكون انشغالهم بالأرصدة والصفقات أكثر من انشغالهم بالكتاب وبالناس وبالقسط الاجتماعي، وسيصعب عليهم الاستماع الى النصائح الناعمة من أى أحد حتى ولو قرأ عليهم كل ما كتب فى أبواب الزهد والقناعة. أما القضايا الإستراتيجية الكبرى، مثل قضايا الحرب والسلام، والعلاقات الإقليمية، والسياسيات الخارجية، فستتحول في غيبة الجماعات العلمية القادرة، والمجالس التشريعية الحاذقة إلى ملفات أمنية أو إلى صفقات تجارية، وفي كلتا الحالتين فستتولاها مجموعات "أمسك لي واقطع ليك"، وهى مجموعات "براغماتية" نبتت فى داخل الحركة الاسلامية، يطيل أحدهم اللحية، ويتسربل بالملفحة الفخمة، ثم يخوض فى أسواق السياسة والإقتصاد على غير هدى أو كتاب منير.أما قضايانا الأساسية مثل تجديد الفكر الاسلامى، وبناء المناهج والنماذج، وبلورة الرؤى، وتأهيل الكوادر، ونشر الوعى، واحداث التنمية فستترك لشعراء المدائح النبوية، وللوعاظ المتجولين، ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن وجدت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    يقول الغزالى: اعلم أن الله عز وجل اذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فاذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا يرى الجذع فى عين نفسه...وكان عمر رضى الله عنه يقول:رحم الله امرءً أهدى إلى عيوبى، وكان داود الطائى قد اعتزل الناس فقيل له:لم لا تخالط الناس؟ فقال: وماذا بأقوام يخفون عنى عيوبى؟ ثم يقول الغزالى: وقد آل الأمر فى أمثالنا الى أن أبغض الخلق إلينا من ينصحنا ويعرفنا عيوبنا(الإحياء:كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلوب).
                  

03-03-2008, 08:44 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    الرأسماليون الإسلاميون:

    ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟(2-2)

    د. التجاني عبد القادر
    [email protected]

    (3)

    كنت أقف ذات مرة أمام شباك الزكاة بإدارة المغتربين بمطار الخرطوم استكمالا لإجراءات تأشيرة الخروج.سألنى الموظف باحترام ظاهر عن مقدار راتبى الشهرى، وقبل أن أنطق بشىء لكزنى الشخص الذى كان يقف خلفى فى الصف لكزة ذات معنى،ولما التفت اليه قال بنبرة حازمة: لا تخبره بكل المرتب، قل له أن مرتبى ألفين أو ثلاثة، أصلو ديل....، ثم قال كلمة جعلت موظف الزكاة يشيح بوجهه.دفعت الزكاة كاملة والرسوم وبعضا من متأخرات الضرائب ثم خرجت وأنا أشعر بغصة فى حلقى. صحيح أننى ذهبت لشباك الزكاة لأنى كنت محتاجا مثل غيرى لتأشيرة للخروج، ولكن الصحيح أيضا أننى كنت على قناعة بوجوب الزكاة باعتبارها عبادة فى ذاتها، وباعتبار أنها قد شرعت من أجل الفقراء والمساكين الذين قد تخرجهم اضطرابات المعاش، أو تشوهات الأسواق، أو طغيان رأس المال، قد تخرجهم من دورة الاقتصاد وتوقعهم فى ذل الحاجة،أو تدفعهم فى طريق الرذيلة أو الجريمة، فيريد صاحب الشرع من خلال نظام الزكاة أن يسد حاجاتهم الأساسية، وأن يحفظ كرامتهم الانسانية، حتى يتمكنوا من الاندراج مرة أخرى فى دورة الاقتصاد.قلت فى نفسى: لماذا غابت هذه "الرؤية" وحلت مكانها "صورة" سلبية عن الزكاة وعن العاملين عليها؟ هل يعود ذلك أيضا الى عدم الشفافية والصدق؟ اذ يرى الناس دقة وانضباطا فى "تحصيل" الزكاة ولكنهم لا يرون مثل تلك الدقة والانضباط فى "توزيعها"، يرى الموظف أن الزكاة تؤخذ منه على "دائرة المليم" ولكنه حينما يذهب الى قريته ويتعلق به الفقراء والمساكين وأولو القربى، فلا يصادف منهم من تلقى شيئا من الزكاة طيلة حياته الدنيا، فيقول فى نفسه: اذا كانت زكاتى لا تكفى فأين زكاة العمارات والمصانع والماكينات والفنادق والشاحنات والطائرات، ثم أين زكاة الذهب والنفط، ألم يقل سبحانه وتعالى(يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما أخرجنا لكم من الأرض)، أليس النفط "ركازا" أخرجه الله من الأرض، أو ليست زكاة الركاز الخمس(20%) كما ورد فى الحديث؟

    على أن الزكاة مهما تنوعت مصادرها وتكاثرت أقدارها ووزعت بالقسط ليست الا جزءا من رؤية اجتماعية-اقتصادية متكاملة؛ رؤية يعلو فيها الإنسان والعمل على المال، ويغلب فيها التضامن والتكافل على المحاصصة والأثرة، رؤية منحازة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فهل نحن نملك هذه الرؤية؟وهل نحن جادون فى تطبيقها؟ سؤال نوجهه الى أنفسنا فى الحركة الاسلامية، ثم الى "الفريق" من مفكرينا الاقتصاديين وعلمائنا الشرعيين الذين ظلوا على رأس المصارف الإسلامية وديوان الزكاة وهيئة الأوقاف ووزارة المالية والتخطيط الإقتصادى ردحا من الزمن. هل منهم من يملك بالفعل رؤية إسلامية للاقتصاد، أم أن جل ما يعتمدون عليه هو صيغة "المرابحة" التى عثروا عليها جاهزة فى حاشية ابن عابدين فصارت وصفة سحرية تستخدمها البنوك الاسلامية فى تعظيم أرباح عملائها من الرأسماليين، ثم أضافوا اليها فتوى بعض علماء الأزهر بوجوب أخذ الزكاة من الموظفين دون انتظار الحول، ثم أضافوا لهما "روشتة" البنك الدولى برفع الدعم وتحرير الأسعار، أهذا هو الإقتصاد الإسلامى؟

    ان السؤال عن البعد الإسلامى فى السياسات الاقتصادية(ولا أقول البديل الاسلامى)ليس من نوافل القول أو فضول الكلام، وانما هو سؤال يتعلق بعلة وجود الحركة الاسلامية ذاتها كحركة اجتماعية-سياسية تتصدى للاصلاح والنهضة، غير أن الفريق الاقتصادى الحاكم، مثله مثل الفريق الأمنى، لا يهتم كثيرا "بالمرجعية الإسلامية"، ويعتبر ما نقوله ضربا من "الكلام الفارغ"، ولقد هالنى أن اطلعت ذات مرة على مقابلة مع واحد من القيادات الإقتصادية الاسلامية. كانت المقابلة تهدف لقراءة "ذهنية" النخبة الإسلامية المتحكمة فى القطاع الإقتصادى، وذلك أهم عندى من قراءة الأرقام التى يحيلوننا اليها، اذ بدون معرفة "الذهنية" يصعب علينا أن نتعرف على مرامى السياسات والخطط. كان السؤال المحورى فى المقابلة: ما معنى انتهاجكم سياسة اسلامية فى الإقتصاد؟وما هى المقومات الإسلامية فى الإقتصاد السودانى؟ وهو سؤال جيد فى نظرى لأنه يحاول أن يكتشف عما اذا كان الاقتصاديون الإسلاميون يملكون بالفعل رؤية أو "نموذجا"، وعما اذا كان ذلك النموذج المستبطن فى ذهن المخطط يرتكز بصورة واعية او غير واعية على مذهب إسلامى فى الإقتصاد، أم أنهم يسيرون على أهزوجة الشعار التى صاحبتنا طيلة العقود الماضية؟ وجه السؤال بصورة مباشرة لأحد وزراء الدولة آنذاك فى وزارة المالية، وهو رجل يحمل الدكتوراة فى مجال الإقتصاد، وظل لفترة طويلة يشغل مناصبا تنفيذية عليا فى القطاع الاقتصادى باختيار من قيادة الحركة الاسلامية والدولة،فأجاب على السؤال كما يلى: "هذا سؤال كبير يحتاج الى ندوة، ولكن التصور الإسلامى الكامل معروف، والمبادىء الاقتصادية تنطلق من التصور الاسلامى حول حقيقة هذا الكون من ربه والى أين يسير، وينطلق أيضا من المبادىء الأساسية فى القرآن والسنة والمعاملات وفى الاقتصاد..أنتهى"،

    والسؤال لم يكن بالطبع عن التصور الاسلامى العام للكون، أو المبادىء الكلية التى قررت فى القرآن والسنة، وانما كان عن "الطريقة" التى يتم عبرها تجميع وتنظيم تلكم التصورات الاسلامية العامة وتحويلها الى رؤية اسلامية-اقتصادية متماسكة تستوعب خصوصيات المعاش فى المجتمع السودانى بأوضاعه الراهنة،ثم ربطها بالخطط الإقتصادية الجزئية التى يشرف عليها سعادة الوزير، وما اذا كان لمثل هذه العملية نتاج معرفى ملموس يجعل الوزير وحكومته يعلنون على الملأ انهم ينتهجون سياسة اسلامية فى الاقتصاد، ولكن الوزير لم يشأ أن يواجه السؤال، ليس لجهله، وانما لمعرفته التامة بأن النخبة الرأسمالية التى يمثلها، والتى صارت تهيمن على مفاصل الدورة الاقتصادية فى الريف وفى المدن، لا ترى لها مصلحة فى استنباط مذهب اسلامى واضح فى الاقتصاد، لأن المذهب الاسلامى يضع محددات أخلاقية وقانونية على الثروة، كما يضع التزامات اجتماعية عليها، والشريحة الرأسمالية تريد أن يكون السوق "حرا" من هذه المحددات والإلزامات حتى تستطيع أن تعظم أرباحها كيفما تشاء؛ أى أن الشريحة الرأسمالية لا تريد "رؤية" اسلامية متماسكة، وانما تريد "شعارا" فضفاضا( أو قل ماركة تجارية) تحرك به العاطفة الدينية، وتستقطب به رؤوس الأموال.أما السذج من أمثالنا، والذين دخلوا فى الحركة الإسلامية على أمل أن يتمكنوا من بلورة برنامج اسلامى للتنمية الإقتصادية المتوازنة والعدل الإجتماعى، أو على أمل أن يوصلوا أصوات الفقراء المستضعفين الى مسامع السلطة، هؤلاء الساذجين عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر، فالرأسمالية المتوحشة قد استولدت لها أنصارا فى صفوفنا الأمامية.

    (4)

    ويبقى السؤال الكبير: لماذا صار الانسان فى السودان على هذه الدرجة من الفقر حتى أنه صار يحتاج الى الصدقة والزكاة؟ ألم يكن القطاع الأكبر من الأسر فى الريف السودانى ينتج موادا غذائية تكفى حاجته المباشرة دون دعم من أحد؟ فكيف تحطمت تلك الوحدات الإنتاجية التى كان يعتمد عليها الوجود المادى للمجتمع، والمتمثلة فى الأسرة ذات المزرعة والمراح في القرية السودانية؟وكيف تبدل نمط الإنتاج التقليدى ومن الذى استفاد من ذلك؟ الأسباب عديدة ومتنوعة ولكن تأتى على رأسها أربعة: أولها الهجمة الهائلة التي قامت بها الأسواق الرأسمالية منذ زمن طويل في اختراق المجتمعات الزراعية والرعوية في الدول النامية وإدراجها في نظمها النقدية والصناعية بحيث صارت المزارع والمراعي في الدول النامية موارداًً رخيصةً لاحتياجات الصناعة الغربية من المواد الخام، دون اعتبارٍ لما يصيب البيئة من تخريب أو لما يصيب العامل من ضرر، فصار المزارعون والرعاة في الدول النامية ينتجون سلعا ً لأسواق عالمية لا قدرة لهم في التحكم فيها، ولا معرفة لهم بما تتعرض له من تقلبات، وما ينشأ فيها من تطورات، ودون أن يكون لهم بديل آخر يلوذون به؛ وثانى الأسباب هو إلحاح الدولة الوطنية، في مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي، في الطلب على السلع الزراعية التي توفر عائدا ً نقديا ً بالعملات الأجنبية، لكي تتمكن من تغطية نفقاتها المتصاعدة، ليس في المجال التنموي ولكن في المجالات العسكرية والأمنية، على أن اعتماد الدولة شبه الكامل على قطاع الزراعة والرعي لم يقابله استثمار من قبلها في مجال البنيات الأساسية أو الأبحاث الزراعية والصناعية أو الحماية البيئية أو الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الريف "المخزن"؛ وثالث تلك الأسباب هو تشريد المزارع التقليدي واخراجه من الأرض، وظهور المزارع "التجاري" والمشاريع الزراعية التجارية، حيث يكون الاعتماد على رأس المال والآلات الحديثة أو العمالة الرخيصة؛ وآخر تلك الأسباب هو ضمور القطاع الصناعي الوطني وعجزه المستمر، إذ لم تستطع الدولة أو الرأسمالية المحلية المرتبطة بها أن توطن أي صناعة من الصناعات الاستراتيجية أو تنفذ خطة مناسبة للنهضة الصناعية. فكان لزاما ً أن يؤدي تدهور القطاع الصناعي وعجزه إلى تدهور أكبر في القطاع الزراعي.

    وكانت النتيجة، كما هو متوقع في مثل هذه الحالة، أن يتم الفصل بين المزارع التقليدى والأرض من جهة، ثم يفصل بينه وبين أدوات الإنتاج ورأس المال من جهة ثانية، فيجبر عدد كبير من المزارعين والرعاة ليصيروا عمالا ً مؤقتين في قطاع صناعي كسيح ليست له قدرة على البقاء فضلا ً عن النمو وامتصاص العمالة الفائضة، أو جنودا فى الجيش والشرطة والسجون، أو "خفراء" فى قطاع المنشئات والمبانى،أو يتركون فى قارعة الطريق، حتى صار من المألوف فى السودان أن ترى الرعاة يتجولون بلا ماشية، وأن ترى المزارعين يتحولون الى باعة فى شوارع العاصمة تطاردهم البلدية، وترى نساءهم يتحولن الى بائعات للشاى والقهوة فى نواصى الطرقات. وكما انقطعت الصلة فى الريف السودانى بين المزارع و الأرض وبين الراعى والماشية، فقد انقطعت الصلة كذلك فى المدينة بين العمل و الأجر، فصارت الوظيفة حقا يطالب به المتخرجون فى المدارس و الجامعات سواء وجدت أعمال يؤدونها فى المقابل أو لم توجد، فاذا نال أحدهم وظيفة وجدها لا تسد رمقا ولا ترضى طموحا، واذا لم يجدها علق آماله بالحصول على عقد للعمل فى دول الجوار الغنية بالنفط، أو وقف أمام السفارات طلبا للهجرة، وصار كل هؤلاء، من وجد ومن لم يجد، ومن تعلم ومن لم يتعلم، يمثلون "فائضا بشريا" دائما، ومليشيات عسكرية جاهزة، تتغذى منها الحركات المتمردة فى شرق البلاد وغربها، وتحولها الى جيوش تقاتل بهم إخوانهم المستضعفين الذين سبقوهم بالإنخراط فى الجيش والشرطة طلبا للمعاش، وهذه بالطبع ظاهرة فريدة فى نوعها، ومؤلمة لمن تأملها، إذ نرى "البروليتاريا المسلمة" تنقسم على نفسها، ويقوم بعضها بضرب رقاب بعض، فى غفلة تامة عن القاعدة الإجتماعية الواحدة التى ينحدرون منها، وفى جهل بطبيعة العدو الإستراتيجى الذى يستهدفون.

    تلك هى اذن عملية الإستنزاف المستمر، والتحطيم البنيوى، والإفقار المتعمد للريف السودانى، وتلك اذن هى ثمارها المرة، والتى ساهمت فى انتاجها الرأسمالية العالمية والشريحة الرأسمالية المحلية(اسلامية وغير اسلامية)، وذلك من خلال هيمنتها على مفاصل الدورة الاقتصادية في الريف وفي المدن وفي الأسواق الإقليمية، ومن خلال ارتباطاتها القوية بالمصارف والشركات ومراكز السلطة السياسية، مانعة بذلك قطاعات واسعة من الجمهور من الانخراط فى دورة الاقتصاد، ودافعة أعدادا مهولة من السودانيين نحو الهجرة الجبرية المتواصلة الى المدن، أو الى المليشيات المتمردة، أو نحو الثورة الإجتماعية الكامنة التى لا يعرف مداها ومآلاتها أحد الا الله.

    إن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف وما صحبه ولحق به من تهجير جماعي مفزع من الريف إلى المدن لم تصحبه كما هو معلوم ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، كما لم تسنده قاعدة تعليمية أو تكنولوجية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من الاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي جعلت الجميع يحلمون باسترداد هوية ضائعة وثروة مسلوبة، فلم يجدوا أطرا تستوعب تلك الأشواق سوى المليشيات العرقية المسلحة، أو التنظيمات السياسية المتطرفة؛ اذ أن البحث عن " الهوية الضائعة " وعن" الثروة " المسلوبة يعملان معاً في صناعة ايديولوجيه "المفاصلة"، سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي الأيديولوجية التي تسوغ لأصحابها الانقضاض على السلطة، وقد ينجحون في ذلك بالفعل ولكنهم سينتهون،عاجلاً أو آجلاً،إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الإنقلابيون من قبلهم وهي أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى.

    (5)

    على أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد،اذ أن القاعدة الإنتاجية التقليدية المشار اليها آنفا، لن تعود الى الريف وتستأنف عمليات الإنتاج لمجرد وجود الطرق والجسور(والتى تجتهد الحكومة فى بنائها)، ولكن وعلى افتراض عودتها وممارستها للانتاج فانها لن تستطيع تحت هيمنة الرأسمالية الشرسة واقتصاد السوق غير المقيد أن تلبى حاجاتها الاقتصادية المباشرة فضلا عن أن تلبى حاجاتنا القومية من السلع الزراعية، وسيترتب على هذا أن توجه جل الموارد القومية المتحصلة من عائد النفط لاستيراد السلع الغذائية والصناعية التي ترد من الأسواق الخارجية، ولإسترضاء المليشيات المسلحة، ودفع استحقاقاتها وتعويضاتها، مما يؤدى لاختلال مستمر فى ميزان المدفوعات، ولنضوب الاعتمادات التي يمكن أن توجه الى قطاعات الإنتاج الزراعي و الصناعي، فتزداد هذه القطاعات تحطما على ما كانت عليه، وسيزداد لدينا عندئذ عدد المزارعين الذين لا زراعة لهم، والعمال الذين ليست لدينا مصانع تستوعبهم، والخريجين الذين ليست لدينا وظائف لهم، وسيشكلون جميعا، وقد انحل ترابطهم الاجتماعي القديم وتناثرت تنظيماتهم التقليدية، حزاما متجددا من الفقر والإحباط يحيط بالعمارات الشاهقة التي يتبارى في تشييدها الأغنياء القدامى والجدد.

    والسؤال هنا:هل يمكن إحداث نوع من التكامل البنيوى بين المزارع التقليدي والأرض البور والنخب الإجتماعية الحديثة ذات الكفاءة المهنية والقدرة الإدارية المتطورة حتى يتم إحياء القاعدة الإنتاجية التي يقوم عليها المجتمع؟ أم أن عائدات النفط وما ينتج عنها من فرص استثمارية ستصب فى جيوب النخبة الرأسمالية ذاتها؛ النخبة التى لا ترغب فى تطوير برنامج تنموى إسلامى، ولا ترغب فى الدخول فى العمليات الإنتاجية الإستراتيجية(زراعة وصناعة) وتفضل الإستثمار المضمون فى قطاع العقارات والخدمات والإستيراد؟ لأنه وما لم يتم إدراج القوى الريفية التقليدية (التى أخرجت من ديارها، وأبطلت طرائق معاشها) في البنية الاقتصادية الحديثة، وما لم تتم إعادة الشرائح الرأسمالية الجديدة الى قطاعات الإنتاج الاستراتيجي، فان الفجوة بين هاتين الفئتين ستتباعد وقد تتحول الى تناقض أساسي بين الدولة والمجتمع قد يتبلور في اتجاه الثورة الاجتماعية الشاملة.

    ولكن ما هو الدور المتبقي للدولة؟ هناك من يقول ان الدولة في العالم الثالث في عهد العولمة الأمريكية الذى نشهده مهددة بالتلاشى والزوال، على أية حال، سواء كانت اسلامية أو لبرالية، اذ من المؤكد أن تجد نفسها دائما غير قادرة على التحكم فى الرأسمالية المحلية أو توجيه مساراتها نحو انتاج السلع الأساسية التى يمكن أن تدفع في اتجاه التنمية القومية؛ وستجد نفسها (ثانيا) غير قادرة على إحداث تنمية اقتصادية عن طريق الصناعة والتقانة بصورة مستقلة؛ وستجد نفسها (ثالثا) غير قادرة(حتى ولو أنتجت سلعا أساسية كالسلع الزراعية) على المنافسة في السواق العالمية، اذ أن فائض الإنتاج الزراعى في الدول الصناعية الكبرى، والذى تقف وراءه بقوة إتحادات المزارعين ووكلائهم في المجالس التشريعية في الديقراطيات الغربية لا يتيح فرصة حقيقية لأى دولة نامية أن تجد سوقا لمنتوجاتها الزراعية، أما اذا كانت تلك الدولة النامية ذات شعار اسلامى كحالتنا هذه فسوف يتعذر عليها أن تجد منفذا للأسواق العالمية ما لم تتخلى عن الحواجز الثقافية و الأخلاقية التي يفرضها مشروعها الإسلامى.

    فهذه كما ترى أمور شديدة التعقيد، لا يحلها خبير اقتصادى واحد، أو فريق من التكنوقراط، أو فقيه تخصص فى باب البيوع، وانما يحتاج الأمر الى قاعدة فكرية وعلمية راسخة يعهد اليها ببناء رؤية متعمقة للتنمية القومية- تصورا فكريا، وتخطيطا استراتيجيا، وإدارة علمية، كما يحتاج الى شريحة إجتماعية رائدة ذات رغبة صادقة فى احتضان عمليات التنمية، توطينا للصناعة والتكنولوجية،وتشجيعا ورعاية للعلماء والمخترعين، ورد اعتبار للزراعة والرعى؛ وتحتاج علاوة على هذا لقيادة سياسية مترفعة عن الولاءات العشائرية الضيقة ومتجردة للمصلحة القومية، فتناط بها عمليات التعبئة الشعبية و التنسيق المؤسسي والتشريعي لإنجاز العملية التنموية على قواعد العدل الاجتماعي.فهل يستطيع الرأسماليون الإسلاميون أن يقوموا بهذه العمليات؟

    ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع، أما اذا بقوا على حالهم هذه، وتركت سياسات الدولة ومؤسساتها الاقتصادية تحت تصرفهم وتصرف مجموعات المصالح الخاصة المرتبطة بهم فان ذلك سيكون فى تقديرى أمرا شديد الضرر على المستوى التنظيمى الخاص بالحركة الإسلامية وعلى المستوى القومى العام.

    ولكن، وحتى لا تبلغ الأمور نقطة اللاعودة فإن الحكمة والحاجة يقتضيان أن تكف الحركة الإسلامية عن تعلقها بالنخبة الرأسمالية، وأن تعلق أملها بالله وبالناس، وأن تبدأ بصورة جادة فى إعادة النظر فى برنامجها الاجتماعى-الاقتصادى، فالعمل من خلال القضايا الاجتماعية المحورية(الفقر والمرض والعجز والبطالة والجريمة والطفولة والأمومة ونحوها)هو الذى يعمق الوعى بالرؤية الإسلامية،ويرهف الحس الاجتماعى-الانسانى، وينمى الروح، ويقود الى التلاحم بين شرائح المستضعفين، ويرفع التناقضات المتوهمة بينهم، وهو خير من انتظار نهايات للحرب الضروس بين داحس القصر وغبراء المنشية.
                  

03-03-2008, 08:46 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    وهذه عينة "عينة" عن المهندس "الصافى جعفر" الذى يطل علينا من تلفزيون السودان محدثا ايانا عن القرآن
    =====

    د. عبدالرحيم عمر محى الدين

    سُـــنـْـدُس الوَهَـــمْ أوْلى بالنـَزع بدلاً من المَزَارِع المستثمرة يا والي الـخرطوم
    ==
    رغم أن ولاية الخرطوم لم تأت عبر تاريخها السياسي والتنفيذي بأفضل من الدكتور لمتعافي والمهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الشئون الهندسية وبقية العقد الفريد الذين انضم إليهم أخيراً الكودة ليشكل إضافة حقيقية للولاية.. وأفضلية هؤلاء أنهم قد أحالوا العاصمة من عاصمة كانت لا تعرف غير التهريج السياسي والمسيرات مدفوعة القيمة التي تعطل الإنتاج وتشل الحركة, إلي عاصمة تسير بخطى ثابتة وواثقة لتصطف مع رفيقاتها العربيات و العواصم الإقليمية والدولية.. ولكن وسط الزحمة والرهق كثيراً ما تجانب بعض القرارات الصواب, ربما لأنها أتت نتيجة رهق وعدم دراسة أو ربما أتت نتجتة ضغوط مالية أو سياسية ومثال ذلك القرار الغريب الذي أصدره السيد والي الخرطوم الدكتور المجاهد المتعافي في مارس 2006 وبدأ تطبيقه هذه الأيام بنزع العديد من المزارع المستثمرة بمربوع طيبة بمحافظة جبل أولياء وتحويلها لخطة سكنية(!!). ولما كانت غلطة الشاطر بألف فإننا نعتبر هذا القرار من القرارات غير الموفقة وغير المدروسة التي تقود إلى هدم البنية التحتية للتنمية وذلك للأسباب التالية:

    1/ لقد عاب الناس على الولاة السابقين إسرافهم في الخطة الإسكانية بصورة أقدموا فيها على توزيع كل أراضي الخرطوم ولم يتركوا مربعاً للأجيال القادمة مما حفز الكثيرين لترك الأقاليم والقدوم للعاصمة حتى يفوزوا بقطع الأراضي.

    2/ أدت هذه السياسات لرفع تعداد سكان العاصمة القومية حتى قارب تعداد السكان في العاصمة العشرة ملايين نسمة وبذلك تصبح الخرطوم من حيث الازدحام السكاني في مصاف القاهرة وطهران واسطنبول مع تردي البنيات التحتية مثل الصرف الصحي والمجاري والطرق والتعليم والأمن .

    3/ تم التعدي على الميادين العامة بصورة أدت لبعض الثورات الشعبية كما حدث في ميدان الصحافة التاريخي الذي تم بيعه لمؤسسة تركية تعليمية بمبلغ خمسمائة ألف جنية مما جعل الولاية تنسحب وتبلع قرارها أمام ثورة جماهير الحارة.

    4/ هذه السياسات أضعفت الريف وجعلت الكل يطمع للإقامة في العاصمة وهذا ما فطن له الراحل جون قرنق حيث أعلن سياسة العودة للريف والسعي لخلق الريف الجاذب حتى تحدث التنمية المتوازنة.

    5/ القرار يعكس عقلية الجباية التي جعلت سياسيينا مستعدون لبيع أي شيء حتى يوفروا السيولة اللازمة مع أن ترشيد الصرف وخفض الفصل الأول وضغط المخصصات والاستغناء عن العمالة غير الضرورية في المحليات وخلافة يستطيع أن يوفر الكثير من المال.

    ثم نعود لقرار الوالي بتاريخ 30/مارس/2006 م والذي بموجبه تم نزع العديد من المزارع المستثمرة والحيَّة بمربوع طيبة بمحافظة جبل أولياء وتخصيصها للخطة الإسكانية, ورغم الاتفاق المسبق أن المزارع شرق شارع جبل أولياء الخرطوم لا يتم نزعها لأنها قد تم استثمارها بصورة ممتازة وأنها تمثل مجالاً للتهوية في عاصمة اكتظت بالسكان والهجرات, لكن لنفترض أن هنالك حاجة ماسة للأراضي السكنية مما يحتم تحويل بعض الأراضي الزراعية في ولاية الخرطوم لخطة إسكانية! دعنا نوافق السيد/ الوالي ووزير الشئون الهندسية هذا الزعم.. ثم نسأل السؤال البرئ التالي: أيهما أولى بالنزع؟ الأراضي المستثمرة المنتجة في المجال الزراعي والحيواني؟ أم مشروع سندس الزراعي الذي يتربع على مائة ألف فدان عاطلة عن العطاء والإنتاج تشكو إلي الله ظلم الصافي ومَنْ ولاَّهُ!... فكلما رأى المواطنون الصافي في التلفاز ظنوا أنه سيحدثهم عن إنتاجية سندس التي تفوق إنتاجية كنانة وعسلاية مجتمعتين ولكن كالعادة يفاجؤهم الصافي بالحديث عن (شاة أم معبد) وببعض أحاديث الوعظ والإرشاد مما يؤكد أن كل شئ في هذا السودان في غير مكانة ويسير بالمقلوب, فمدير سندس بدلاً من أن ينصر ف لري المشروع وتسريع الإنتاج فيه تراه يسابق أهل الوعظ والإرشاد في جامعة القرآن والإسلامية وجامعة أفريقيا ويبيع مياه الوعظ في حارة السقايين!.. ماذا تنتظر بهذا الرجل الذي شارف السبعين من العمر أخي المتعافي؟!. بئر معطلة وقصر مشيد.. لماذا تعطلوا آبار المزارعين وتحطموا حظائر أبقارهم ودواجنهم ومزارع أعلافهم وتهدموا آباراً ظلت تعمل لمدة عقدين من الزمان في جدٍ واجتهاد؟ بينما يتمدد سندس الوَهَمْ في مساحة مائة ألف فدان لا تنتج غير المسكيت والرياح والأعاصير! ألف فدان فقط من مساحة سندس تكفي لإحتياج الوالي لخطته الإسكانية الإستثمارية القادمة لأن الألف فدان تسوي 4200000 متراً مربعاً( أربعة مليون ومائتين متر مربع) أي ما يعادل 14000 أربعة عشر ألف قطعة سكنية مساحة القطعة ثلاثمائة متر مربع.. وتظل هذه المزارع المستثمرة تمد الخطة الإسكانية الجديدة بالألبان والدواجن والخضروات علاوة على توفير هواء نقي وخلق متنفس طبيعي لزحمة العمران التي أضحت تخنق العاصمة.. أيهما أفضل؟ أرجو مراجعة هذا القرار.. أما إن تعذرت المراجعة فأرجو أن ينال أصحاب هذه المزارع المعاملة الكريمة وأن يعطوا التعويضات المجزية لأنهم صبروا علي هذه الأرض التي كانت قبل عقدين من الزمان أرضاً مالحة لا تصلح للزراعة فصرفوا فيها مئات الملايين من الأسمدة والمخصبات حتى أضحت أرضاً صالحة للزراعة ولكن ويا للأسف! ساعة الإنتاج والحصاد جاءت قرارات النزع!وتم إيقاف أصحاب المزارع من مباشرة استثماراتهم وهم يستعدون للموسم الشتوي حيث بدأ حرث الأرض وتوزيع المخصبات وشراء التقاوي.. كما يسعى أصحاب الإنتاج الحيواني لتعويض الخسائر التي وقعت عليهم إبان مرض انفلونزا الطيور وهم يعملون بجد واجتهاد.. لكن جاء الطوفان!.. عليه أخي الوالي لابد من التعويض المجزي وأن يُعطى أصحاب هذه المزارع على الأقل قطعة أرض مميزة مقابل كل فدان كما يعطوا تعويضاً مالياً مجزياً يُصرف لهم نقداً وأن يعوضوا أرضاً استثمارية داخل المربعات الذهبية في الولاية.. أخي الوالي أنا أعلم زهدك في الولاية وأعلم أنك ربما تغادرها باختيارك ورغبتك في أقرب لحظة فأرجوك أن تذهب وأهل هذه المزارع يدعون لك ولا يدعون عليك والظلم ظلمات في الدنيا والآخرة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فلا تُعمِّر دنيا غيرك بخراب آخرتك.. هذه نصيحة أخٍ لك يكن لك كل احترام وحب وتقدير ويمتد ذلك الحب وتلك النصيحة للسيد وزير الشئون الهندسية وأظنهم وقَّافين عند الذكرى وأحسبهم من المؤمنين ولا نزكي على الله أحداً. لذا عليك أن تسارع بدعوة أصحاب هذه المزارع والإجتماع بهم وتطييب خواطرهم والإستماع لآرائهم والإتفاق معهم على التعويض المجزي.. عندها يمكن أن تواصل مسيرة الخطة الإسكانية وقد نلت الرضا وعدلت بين رعيتك.

    ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )
    ü جامعة النيلين - كلية الآداب

    http://www.akhirlahza.net/Raay_view.aspx?id=15131
                  

03-03-2008, 08:47 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مليارديرة الخرطوم تحتفى بالقرآن: قشور تحكى الدين بلا دين!! (Re: عبدالله عثمان)


    سُـــنـْـدُس الوَهَـــمْ أوْلى بالنـَزع بدلاً من المَزَارِع المستثمرة يا والي الـخرطوم!(2)

    عند بداية ثورة الإنقاذ بدأ العالم يتحدث عن علاقة هذا الإنقلاب بالجبهة الإسلامية القومية لما يرونه من سيطرة شعارات الجبهة على أجهزة الإعلام وترديد شعارات الجهاد والموت لأمريكا والطاغية الأمريكان ليكم تدربنا.. وترديد قصائد الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة: ( أقسمتُ يا نفسي لتنزلنَّ.. لتنزلنَّ أو لَتـُكْرَهِـنَّ.. قد أجلب الناس وشدُّوا الرنة .. مالي أراك تكرهين الجنة).. وسط ذلك الجو المفعم بشعارات الحركة الإسلامية كانت قيادات الإنقاذ بقيادة الرئيس البشير ووزير خارجيته وإعلامه ينفون نفياً قاطعاً أي صلة لثورة الإنقاذ الوطني بالجبهة الإسلامية وقائدها الشيخ الدكتورحسن الترابي.. في تلك الأثناء أجرت إحدي الإعلاميات الأجنبيات حواراً مع الرئيس البشير ووجهت له سؤالاً مباشراً: ( ما هي صلتكم بالجبهة الإسلامية القومية؟!) فرد الرئيس بالنفي القاطع لأي صلة لهم بالجبهة الإسلامية.. فعلقت الإعلامية الأجنبية على رد فخامة الرئيس البشير قائلة: ( أسمع كلامك؛ أصدِّق أشوف فعايلك أتعجب!).. بالطبع كان ذلك قبل فجيعة: (حبيسـاً.. رئيســاً).. وأنا الآن عندما أسمع شعارات النفرة الزراعية التي يقودها الرئيس شخصياً وإعلانات الدكتور المتعافي بأنه يريد أن يجعل انتاج الدواجن هو الأول في الخرطوم, أسمع ذلك وفي بالي قصائد الشاعر الوديع الأديب المظلوم المهضوم محمد عبد الحليم: (فلنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع..ونزرع الأرض البور البلقع.. وحا تلف ماكينات المصنع).. عندما أسمع ذلك أصدق.. ولكن عندما أرى أن التي تلف تدور) ليست ماكينات المصنع بل هي عجلات بلدوزر ولاية الخرطوم التي تهلك الحرث والنسل وتحيل النفرة الزراعية إلي نفرة في توسيع السكن الإستثماري الفاخر الذي تنزع له المزارع وتـُباد الفقاسات وحضانات الدواجن وتباد مزارع العلف والإنتاج الحيواني! إذن لماذا إعلان النفرة الزراعية؟ ولماذا توعدون مواطن الخرطوم بأنه سوف يعتمد على اللحوم البيضاء خاصة الدواجن بديلاً عن اللحوم الحمراء؟!!( أسمع كلامكم أصدق.. أشوف فعايلكم أتعجب).. دعوني أدلل على ما زعمت أعلاه.. بصحبتي إعلان صادر من وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم مصلحة الأراضي- ..بصحيفة ألوان بتاريخ الثلاثاء 6/نوفمبر/2007 عنوانهSad إعلان تحذيري لملاك سواقي طيبة والكرمتة) ويشير الإعلان إلي ما أسماه الإعلان القانوني الصادر بالجريدة الرسمية لجمهورية السودان والخاص بنزع القطع الزراعية ( وهي حوالي ثمانية عشر مزرعة مساحتها حوالي سبعمائة فدان) ثم يواصل الإعلان و يتوعد المستثمرين الذين أحالوا هذه الأرض المالحة إلي أرض منتجة للإعلاف والفواكه والخضروات والألبان والدواجن خلال ما يقارب العقدين من الزمان وقد صرفوا فيها مليارات الجنيهات ثمن الأسمدة والمخصبات حتى أحالوها لأرض صالحة للزراعة وأقاموا فيها المنشآت الإنتاجية العظيمة وهُمْ من المستثمرين الوطنيين.. ولكن انظر كيف تتعامل معهم وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم وكيف تهددهم بالبلدوزرات التي لا يوجد أسوأ منها إلا بلدوزرات إسرائيل التي تقتلع أشجار الزيتون والبرتقال في يافا وحيفا وغزة والقطاع في فلسطين المحتلة.. يواصل إعلان وزارة التخطيط العمراني استفزازه للمستثمرين الوطنيين وكأنه يرسل إشارات سالبه للمستثمرين الأجانب فيقول: ( بهذا ننذر جميع ملاك القطع الزراعية بإزالة المنشآت والمزروعات القائمة عليها في ظرف أقصاه شهر من تاريخه وإلا سوف تزال بواسطة القوة الجبرية (!!) مع تحمل التكلفة كاملاً...) هل هنالك أسوأ من هذا الإعلان الذي لا ينطبق عليه إلا جزاء سنمار بالنسبة للمستثمرين.. لو قُـدِّر للطابور الخامس أن يدير هذه الوزارة لما فعل ذلك ولما أصدر مثل هذا الإعلان السييء الرديء الذي يسيء للولاية وللسودان وينذر المستثمرين الأجانب بأن لا يتعاملوا مع حكومة لا تحترم المستثمر الوطني فكيف لها أن تحترم المستثمر الأجنبي.. وأنا أكاد أجزم أن السيد/ وزير التخطيط العمراني المهندس عبد الوهاب محمد عثمان لم يقرأ هذا الإعلان سييء السمعة والنتائح سلبي المردود.. كما علمت أن السيد/ الوالي قد نفى علمه بهذا القرار(!!). رئاسة الجمهورية تصدر مرسوماً يمنع نزع الأراضي الزراعية إلا إذا دعت الضرورة لقيام كبري أو شارع اسفلت أو مستشفى أو جامعة على أن يعوض أصحاب هذه الأرض الزراعية تعويضاً مجزياً.. ولكن أين هي الحاجة الملحة في هذا النزع الذي أحال هذه الأراضي إلي سكن اشتثماري درجة أولى ودرجة ثانية(!!)..إذن أين المرسوم الرئاسي الذي يحمي المستثمرين ويحرم نزع الأراضي الزراعية؟! ( عفواً أخي الرئيس البشير إنَّ في عنقي لك بيعة وفي حلقي عَبْرَة .. ولو لا أنني تجمعني معك لجان المؤتمر الوطني لرددت قول الشعبيين بعدم الوفاء بالعهود والعقود والمواثيق! لكني أسترجع وأقول: أسمع قراراتك أصدق.. أشوف فـَعَايل ولاتك أتعجب.).. ثم أين وزارة الزراعة بولاية الخرطوم؟ لماذا لا تدافع عن مزارعيها وأنا أعلم أن الشخص القائم على أمرها مهندس همام ومجاهد شجاع ورجل استراتيجي من الطراز الأول الأخ جودة الله وقد نفى علمه بقرار النزع رغم أن القرار قد نزع مَزَارِع تتبع لوزارته ؟!!مما يؤكد أن الولاية عبارة عن جزر معزولة عن بعضها البعض.. ثم لماذا لا تدعو وزارة التخطيط العمراني هؤلاء المستثمرين لتشرح لهم أسباب ودواعي نزع مزارعهم ومن ثَمَّ ومناقشة ما وقع عليهم من أضرار وكيف تُجبر تلك الأضرار ثم الإتفاق معهم على التعويض المناسب بدلاً من إعطائهم ( عطيَّة مُـزيِّـن)؟.. حتى هذه اللحظة لم يتم اخطار هؤلاء المستثمرين ولم تتم دعوتهم من قبل الولاية مما ينافي حقوق الإنسان المسلم وواجبات الراعي تجاه الرعية ومما ينافي أيضاً الخلق القويم والسلوك الحضاري الراقي الذي يكرم الإنسان ويحفظ له حقوقه.. فالكلمة الطيبة صدقة وهي أطيب من التهديد بالبلدوزر والويل والثبور وعظائم الأمور علماً بأن هؤلاء المستثمرين ليسوا من أهل السكن العشوائي الذين احتلوا أرض الدول غصباً بل هم مزارعون لهم عقود مع الدولة عمرها قرابة العشرين عاماً! فهل تكون معاملتهم هكذا؟.. إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده.

    أما عن الحلقة الماضية التي تحدثنا فيها عن مشروع سندس فقد وصلتني الرسالة أدناه من أحد المغتربين المساهمين في سندس الوهم ويقول صاحبها:

    لك عاطر التحايا والاجلال لطرق هذا الموضوع الذى بات الجميع يتخوفون من أن تلامس كلماتهم امبراطورية سندس التى إن جاز لنا ان نسميها دولة داخل حدود دولة السودان بصقورها ونسورها التى افترست دون رحمة شقاء غربة عشرات السنوات أبدلتنا مدناً فى أسوار أحلامنا ومزارع فى فضاءات لا وجود لها وما زال الحلم مستمرا وما زالت الوعود تترى والاحتفالات الغير مسببة سوى كبند من بنود الصرف تترى رواتب ونثريات أعياد و سفريات وحوافز ونحن الذين رفدناهم بالمال ضنوا علينا حتى بحق الرد حين نستفسرهم عن وعود التشغيل! قلناها من قبل ونقولها بان هذا الذى يحدث لا يمكن الا أن يحدث فى السودان ونقولها لا بد من ترك هذا المشروع لأهل الاختصاص لأنه لا يمكن أن تقوم له قائمة طالما كانت تديره هذه العقلية التى لا ترى الصواب إلا فيما تفعله هى وما عداه خطأ والتى لا تستشير ولا تستشار كانما أضحى هذا المشروع عِزْبَة لمن بشر به لا تقيله عثرة 18 عاما عمر اموالنا المجمدة ولله درك يا وطن.

    جامعة النيلين كلية الآداب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de