صراع قديمٌ مُتجدِّد، بين غُلاة التقليد.. دُعاة التجديد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 03:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2008, 08:29 AM

abdelfattah mohammed
<aabdelfattah mohammed
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراع قديمٌ مُتجدِّد، بين غُلاة التقليد.. دُعاة التجديد

    صراع قديمٌ مُتجدِّد، بين غُلاة التقليد.. دُعاة التجديد
    نحو ثورة فكرية لصُنع الإتزان والإستقلال الفكري
    1-3



    إن ديمومة الصراع بين القديم والحديث، هو، في حقيقته صراع بين جبهتين، جبهة تقليدية محافظة غير قابلة للتطوُّر والتحديث، وجبهة متحررة ومواكبة للنهضة العلمية وتطوُّر الحياة. وعملياً لايمكن إيجاد تسوية بين الجبهتين، لأن الصراع بحد ذاته متعلق بقيم ومبادئ متناقضة إلى حد بعيد، قيم محافظة ترفض التحديث والتطور وقيم متحررة وترفض الجمود والتقوقع.
    ولا ندعو إلى إلغاء الماضي والبدء بمرحلة جديدة، وإنما ندعو إلى تحرير الماضي من القيود والتواصل مع الحاضر عبر ثورة نقدية تضيف للماضي بُعداً جديداً في أفق الحاضر خاصة في الشأن الفكري، فمتى تحررت الأفكار من قيودها أدَّت لتحرُّر المجتمع. وهذا ما يرفضه التقليديون والحرس القديم من غلاة السودان القديم، لأن تلك القيود بالنسبة لهم عبارة عن سلاسل تكبل فئات المجتمع وتجعل منه قطعان من الخراف يقودها الحرس القديم.
    ونرى ، ما يسميه التقليديون آفاقاً، قيوداً، ما يدعونه حقيقة ندعوه خطأ. ما يرونه مثالاً، نراه انهياراً وتخلفاً، هذا مع تسليمنا بأنَّ إدعاءنا صحيح ويحتمل الخطأ وقولهم خطأ يحتمل الصواب. بيد أنهم يبشرون بمجتمع القطيع، بمجتمع النسخ، يبشرون بالإنسان المحدد، المصنوع، المتشابه، الحيوان، الإنسان الذي يُرعى ويهياً، ويُربى، ويدجن ويوضع طوق في عنقه، وأننا ندعو إلى الإنسان السوِي والخلاق والمبدع والمستقل بذاته لفكره وفي فكره، إلا إن عالمنا ليبدو من خلال المفاهيم التقليدية عالم زرائب ومستشفيات ومصحات".
    مازال مجتمعنا، مجتمع وثني يعبد الأصنام وما الديانات السماوية إلا واجهات يختفي ورائها الوثنيون، والأصنام هنا ليست كتلك اللات والعزة وهُبل، بل القبلية والعرقية والعنصرية. ففي كل نظام شمولي هناك صنم يتم عبادته، وفي كل حزب سياسي صنم يسجد له، وفي كل كنيسة وجامع هناك صنم يبجل ويطاع، ولكل تلك الأصنام، مجموعات من الجهلة والأميين والانتهازيون، تقدم القرابين وتحج في اليوم ألف مرة في بيت السلطان وتصلي بمثلها بمحرابه خاشعة وخانعة, !.الثورة الفكرية يجب أن تنطلق ضد منظومة العبادة للأصنام، لا ضد الأصنام ذاتها. لأن قدسيتها تأتي من منظومتها المسيطرة على عقول البشر. إذاً يتوجب أن نتوجه بالنقد ضد المبدأ لا الأسلوب، ضد السبب لا النتيجة، ضد العقلية لا الممارسة، ونعتقد أن النقد الثوري هو النقد الصحيح، لا الفاسد، نقد المبدأ لا التطبيق، نقد النظرة ذاتها،فالثورة يجب أن تأتي بجديد، يعيد البناء، جديد يقدِّم الحلول للمشاكل الاجتماعية، بديل يكشف زيف الأسس والمفاهيم المعيقة لمسيرة التطور والتحديث، فأ ن تؤسِّس لحضارة جديدة، يعني أن تأتي ببديل ثوري يهدم المفاهيم والقيم الموروثة البالية. ويعمل على تأسيس، منظمومة من مفاهيم وقيم جديدة تسهم في تقدم المجتمع. وتلك المفاهيم والقيم الجديدة، ليس بالضرورة أن تكون مقنعة ومقبولة لدى جميع أفراد المجتمع.
    فالحديث والجديد لايجد قبولاً وطريقاً سالكاً له لدى فئات عديدة من المجتمع المتخلف لكنه مع الزمن يكسب إلى جانبه قطاعات أوسع من المجتمع بعد أن يتيقن الناس من حقيقة تحقيق مصالحهم الآنية وفقاً للآلية الجديدة، وحينئذ سيتخلى الوثنيون من تلقاء أنفسهم عن مفاهيمهم الضالة .وبرأيي الثورة على الماضي الحضاري في حاجة إلى أن يكون لديك بديل لها من حضارة جديدة، تريد أن تبنيها. والثورة بدون بديل هي هدم بدون بناء، ولايمكن أن تكون ثورة ناجحة لأنها تفتقد لوسائل الإقناع وتفتقد لروادها وحوارييها والقائمين عليها. فلكي تحقق الثورة على الماضي الحضاري بحاجة إلى بناء واقع حضاري متميز (ذاتي) وإلا فلن نصنع ثورة لأنها ستكون حينئذ غير هادفة".
    ولا يجب أن تترك الثورة ذاتها دون نقد متواصل لأخطائها وعثراتها، لأن تجددها ومواكبتها للحديث يحتاج إلى قوة نقدية من نخبتها المثقفة. وهذا الأمر لايتحقق سوى بوجود مساحة من الحرية، يمكن من خلالها للنخب أن تنتقد وتطرح الأسئلة وتبحث في سُبل التقدم نحو المستقبل.
    وأعتقد أن الثورة لاتتجدد إلا بقوة نقدية خلاقة، تمنحها بعداً جديداً أو تدخل إليها دفعة جديدة، فهي لاتتجدد إلا بالإبداع والحرية والتساؤل والبحث والتخطيط".
    إن الثورة الحقيقية، هي عملية تحديث وعصرنة مستمرة لكافة مرافق المجتمع. ومحاولة الثورة التغلب على العقبات التي تجابها، تعد بمثابة اختبار لمدى صًّدقية نهجها في التجديد والعصرنة. لن تعترف القوى المضادة للثورة بهزيمتها الفكرية، وتنتهز الفرص للنيل من الثورة والترصد لأخطائها وإخفاقاتها.
    ومن وجهة نظري يجب على الثورة أن تمتحن نفسها لكي تتعلم كيف تسير؟ .وبما أن الثورة منظمومة قيم جديدة، تؤمن بالتحديث والعصرنة للمجتمع فأنها تحتاج بشكل مستمر إلى جيل جديد، يعمل على تفجير براكين عصرية جديدة داخلها لكي تتطور وإلا فأنها ستبقى أسيرة نهجها القديم. إن الكفاح ضد منظومة المفاهيم التقليدية، لاينتهي بانتصار الثورة عليها بل بالاحتفاظ بهذا الانتصار وتطوير سُبل الثورة واستمرارها من خلال ضخ دماء جديدة في شراينها.
    ومهمة الثورة الإعداد لجيل جديد يستلم المهام والمسؤوليات نحو المستقبل، لا أن يعمل الثوار الجدد على خلق أصنام جديدة ويدعون لعبادتها بدلاً عن الأصنام القديمة. إن المهمة الحقة تهديم منظمومة القيم للمجتمع الوثني وتحطيم الأصنام وإدانة أي فرد أو مجموعة تروج للمجتمع الوثني ومفاهيمه خاصة تلك الوثنيات التي تستر عريها بعباءة الديمقراطية في العلن وتمارس عريها ووثنيتها وعبادتها للأصنام في الخفاء!.
    فالأفكار والآراء فضاءات ولايمكنها التطوُّر إن سُجنت بهياكل حزبية أو تنظيمية تدعي ملكيتها وتفسيراتها وتوجهاتها، لأن الفكر سلسلة من أنماط التفكير للأجيال السابقة له هدف محدد. ولايصح التسليم بنتائجه بشكل نهائي فما تم البناء عليه من عوامل، هي عوامل متغيرة تبعاً للزمان والمكان ومن المفترض القبول بصدقه الزمني والمكاني وعدم قبول صدقه مع واقع زمني ومكاني مختلف.
    إن الادعاء بأزلية وديمومة وصلاحية الفكر لكل الأزمان والأمكنة ادعاء باطل ومخالف للمنطق العلمي، فالاستقلال الفكري يمنح الفرد القدرة على مناقشة أسسه لقياس صدقه مع الواقع ورفضه عند تعارضه مع الواقع تحاشياً عما يسفر عنه من نتائج سلبية تضر بالواقع المعاصر. وهذا الاستقلال الفكري يحقق لمعتنقه التوازن النفسي عند تعامله مع الواقع وعدم انصياعه لرؤى وأفكار مخالفة تضعه في دائرة الشك والفشل على المستوى الشخصي!.
    ونحن نعتقد أنَّ التكوين الفكري الصحيح للفرد، هو عامل أساسي في الاتزان النفسي ليتوافق مع نشاطه المهني وميوله ومواهبه المراد توظيفها لخدمة الإنسان".
    إن التوازن الفكري هو الإيمان الراسخ بصدق الرؤى والأفكار مع الواقع لتحقيق المهام الهادفة لتطور وتقدم المجتمع، واختلاف الرؤى والأفكار هو آلية حضارية لمناقشة مدى صدقها أو تعارضها مع الواقع لإيجاد السُبل الصحيحة لتحقيق التوازن بين الرؤى والأفكار المتقاطعة قدر الامكان للتقليل من فسح الفشل المتوقعة. فبدون تحديد ماهية المفاهيم والمدلولات والمصطلحات لايمكن إخضاع الفكر للمناقشة، ولايجوز إطلاق العنان للتفسيرات غير المنطقية (الشخصية) للرؤى والأفكار بما يحقق رغبات ومصالح القائمين عليها وتضر بمصالح المجتمع.
    إن التعصب الأعمى لفكر ما دون النظر لنقيضه من الأفكار يدلل على جهل المدعي به، لأن الفكر يناقش الشيء ونقيضه للتوصل إلى رؤية جديدة متعارضة أو متفقة بعض الشيء مع ما سبقها من أفكار ورؤى وليس بالضرورة أن يكون الاستنتاج صحيحاً كلياً لأن للحقيقة أوجه متعددة فكل وجه منها وجه صحيح ولاتوجد حقيقة كاملة لكن توجد أفكار متوازنة تعبر عن أوجه متعددة للحقيقة ذاتها.
    وبحسب وجهة نظري الشخصية فإنَّ الاستقلال الفكري "بأنه الإقرار والاعتراف بأن تفكيرك كان بذرة في ثمرة غيرك".
    فبالرغم من أن التوازن الفكري لشخص ما يمنحه القدرة على التعاطي مع جميع المتغيرات على صعيد الواقع، وبالتالي الإمكانية للتعامل مع جميع الرؤى والأفكار المخالفة لتحقيق الهدف المنشود. لا يجوز التسليم كلياً بصحة الاستنتاجات لتحقيق الهدف دون النظر بعين فاحصة لكافة المدلولات والمفاهيم الجديدة، وتوافقها مع الواقع لتقليل الخسارات قدر الامكان. لأنها ليست خسارات لأشخاص محددين، بقدر ما هي خسارات يتحمل نتائجها مجتمع بكامله عند تعميم الأفكار والرؤى التي لم يثبت صدقها مع الواقع كلياً.
    وما يجب أن نقوله هو : علينا أن نسعى لإيجاد نوع من التوازن الفكري من خلال إعطاء كل كلمة وزنها الصحيح، ونشعر بالتواضع أمام عبارات المديح عند صدقها مع الواقع".
    كما يعني الاستقلال الفكري اتخاذ المواقف الصحيحة والمتوازنة من القضايا الاجتماعية لخلق حالة من الوئام والتوافق بين فئات المجتمع، وتوظيف كافة الطاقات العلمية والثقافية والفنية لتطوره وتقدمه. وبخلافه فإنه انحياز أعمى لفئة اجتماعية ضد فئات اجتماعية أخرى، يسفر عن حالة صراع بينها ويضعف أواصر العلاقة الإنسانية بين أفراد المجتمع ويؤسس للفرقة والتشتت ويعيق سُبل التقدم الاجتماعي.

    وفينا شيءٌ من حتى......
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de