اما القيم ......فلا بواكى عليها

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 08:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2008, 07:29 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اما القيم ......فلا بواكى عليها



    اما القيم فلا بواكى عليها


    لاشك فى ان التصدى للرسومات التى تسخر من رموز الاسلام شىء ايجابى ولكن بدون تشنج. بالنسبة للغرب فالقضية ليست جديدة فهناك من قام ومن يقوم باهانة اليهودية والمسيحية والاسلام . ربما كانت ظاهرة محاولات اهانة الدين الاسلامى ورسوله الكريم ظاهرة فى ازدياد مستمر بسبب قضايا التفجيرات التى تقوم بها منظمات اصولية ارهابية كان ضحاياها من المدنيين وهو امر قد تم تصويره فى الغرب فى كثير من الاحيان على ان كل المسلمين ارهابيين.
    الرسالة التى يحاول المعتدلون من المسلمين وهم التيار العام تقريبا فى العالم العربى والاسلامى ايصالها هى ان الظاهرة ، ظاهرة العنف التى تقوم بها القاعدة وغيرها من المنظمات الارهابية خطأ مارسته بعض المنظمات الدينية المتطرفة من الاديان الاخرى بما فى ذلك حتى الديانات الغير سماوية مثل السيخ والهندوس وغيرهم باشكال متفاوتة ( راجع قضية الخطوط الكندية والرحلة التى فجرها السيخ فى الثمانينات ومات فيها مئات والتى مازالت اصدؤها تتفاعل سياسيا فى كندا) ، و يشمل ذلك كل مظاهر العنف الدينى والطائفى. قلنا يحاول المعتدلون شرح الاسباب ومنها التخلف الاقتصادى والاجتماعى وظاهرة الفقر المنتشرة نسبيا فى العالم الاسلامى، منها السياسات المجحفة التى تمارسها امريكا وبعض البلدان الغربية تجاه العالم الاسلامى (غزو العراق نموذجا)، منها كذلك عدم ربط التنمية والتعاون الاقتصادى مع العالم الثالث بقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان (علاقة الادارات الامريكية المتعاقبة بنظام السعودية والتغاضى عن التعاليم الوهابية كنموذج).
    لكن تبقى حقيقة هامة جدا وهى ان حكومة مثل حكومة جمهورية السودان وغيرها من المنظمات الاصولية المتطرفة تحاول ان تغرس فى عقول شعوبها ان مسالة الرسومات وغيرها هى نتاج للتامر المستمر من الغرب الصليبى على الاسلام والمسلمين. والحقيقة انهم يستغلون الجهل وعدم توفر المعلومات لدى هذه الشعوب المغلوب على امرها، الواقع ان الحكومات الغربية حريصة كل الحرص خاصة فى ظل تنافس اقتصادى محموم، على عدم المساس بمقدسات المسلمين الذين يملكون ثروة بترولية ضخمة ويعتمدون بشكل كبير على المنتجات المصنعة من الاغذية وحتى السيارات على الخارج، حكومة الدنمارك مثلا فى امس الحاجة لمثل هذه الاسواق. اذن الموضوع ليس له اية علاقة بالتامر لا من قريب ولا من بعيد، انما هو صراع محتدم بسبب التطور الدستورى والحقوقى فى الغرب المتنازع بين احترام المقدسات الدينية من ناحية وحماية الحريات الشخصية مثل حقوق التعبير والنشر، من ناحية ثانية.
    ولا تستطيع حكومة الدنمارك باية حال من الاحوال ان تتجاوز السياسة فيها القانون، لان المحاكم والقضاء هو صاحب الكلمة الاخيرة. غالبا ما ينحاز القضاء فى الغرب وينتصر للمشاعر الدينية ولكن يكون هذا الامر صعبا حينما يتعلق الامر بقضايا الحريات الشخصية. لاوضح وجهة نظرى ، قام احد الموطنين السيخ برفع قضية فى كندا على شرطى كان قد فرض عليه غرامة فى حادث مرورى لان المواطن الكندى من اصل سيخى لم يكن يرتدى الخوذة وهو يقود على ما اعتقد دراجة بخارية. تقدم المواطن المذكور ببلاغ الى لجنة حقوق الانسان فى المحافظة يقول فيها ان لبس الخوذة المعدنية يتعارض مع لبسه للعمامة المقدسة التى يرتديها السيخ ، وبعد عدد طويل من المداولات جاء الحكم فى صالحه. حدث ذلك هذا الاسبوع فى كندا ، وقبلها كسب مواطنون سيخ قضايا مماثلة حيث تم استثناءهم كضباط فى الشرطة الكندية الفدرالية من بعض قيود الانضباط بسبب اهمية ارتدائهم لهذه العمامة وذلك على الرغم من عراقة تلك القوات فيما يتعلق بالانضباط والتقاليد العسكرية.
    نلاحظ الاهتمام الكبير للمؤتمر الوطنى بالموضوع وهذا الشىء مقصود ومخطط لان بقاءهم فى السلطة ارتبط بالقمع ومصادرة الديمقراطية والحريات الاساسية وبالتالى عدم الرقابة والنهب المنظم واستغلال النفوذ والمحسوبية وكلما نشاهده يوميا على ارض الواقع فى السودان مما يتعارض مع الشفافية، يقابل ذلك تضييق على حرية الصحافة ومصادرة لاستقلال القضاء، ولان قيم الديمقراطية وحقوق الانسان نتاج صراع وتجربة طويلة فى الغرب مما مكنها فى الانغراس وعميقا فى تربته، ولان هذه القيم تتعارص مع سياسات المؤتمر الوطنى القائمة على احتكار السلطة والثروة، فان الدعاية تجاه الغرب اضحت عملا مقدسا وضروريا ويوميا ايضا، وكثيرا ما نسمع عنهم التقييم الانتقائى للغرب بما يفيد تفسخه وانحلاله وعدائه المستحكم للاسلام والمسلمين.
    اعتقد انه ينبغى على كل مسلم يعيش فى هذا السودان ، ينبغى عليه ان يتذكّر ان القيم الاسلامية التى ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم الاّ لاعلاء شأنها، قد ظلت مغيبة منذ انقلاب الجبهة الاسلامية على النظام الديمقراطى فى العام ١٩٨٩. حينما نتحدث عن القيم الاسلامية فلا شك فى اننا نتحدث هنا عن العدالة والكرامة الانسانية والرحمة والمحبة والامن والطمأنيتة وحرمة الدم والمال والشرف.
    جاء فى السيرة النبوية الكريمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يتفقد قتلى المسلمين فى معركة احد، ووجد بينهم عمه حمزة وقد ارتفعت اصوات الباكين على غيره من الشهداء، بينما جثمان عمه والذى كان قد تمّ التمثيل به، مسجى لا يجد من يبكيه ،انحدرت الدموع من عينى الرسول وسالت مدرارة على وجنتيه وهو يردد تلك الكلمات الحزينة (اما حمزة فلا بواكى له)
    نتذكر كل ذلك فى مثل هذه الايام حيث اعتاد دعاة المشروع الاصولى تغييب القيم بل والمتاجرة بها فى سبيل كراسى السلطة والوجاهة بينما يتملكهم ادّعاء محبة الرسول الكريم امام الناس، نقول لهؤلاء وانتم تتباكون على الرسوم بمثل هذا التشنج وتدوسون فى ذات الوقت على القيم الانسانية التى جسدها سيد لامة، انه قد حق علينا ان نقول لكم (أما القيم فلا بواكى عليها).

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-28-2008, 10:53 AM)

                  

02-28-2008, 11:19 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اما القيم ......فلا بواكى عليها (Re: طلعت الطيب)

    كانت قضية تفجير الطائرة التابعة لشركة الطيران الهندية Air India Flightوالمتجهة الى الهند من مطار فانكوفر الدولى فى ثمانينات القرن الماضى اصداء واسعة على صعيد البلدين كندا والهند. من الواضح ان متطرفين سيخ قاموا بزرع القنبلة فى مطار فانكوفر. وقد انفجرت الطائرة فى الجو ومات المئات وكان اغلبهم موطنين كنديين من اصل هندى. تعتبر هذه الحادثة من اكبر الحوادث الارهابية فى تاريخ كندا الحديث.
    حدث التفجير كانتقام من الهندوس حينما اقتحمت الشرطة الهندية المعبد السيخى المقدس فى الهند لدواعى امنية.
    صرفت الحكومة الكندية الملايين فى التحقيق ولم تتمكن من ادانة احد رغما عن ذلك وقد اتضحت بعض الاخطاء التى صاحبت عمل الشرطة الفيدرالية مما جلب عليها السخط وتهمة العنصرية على اعتبار ان الضحايا لم يكونوا من الانجلوساكسون. القضية ربما كان لها تاثير فى السياسة وفوز المحافظين فى حكومة الاقلية الحالية بعد ان كان رئيس الوزراء الحالى قد وعد الجالية الهندية الضخمة باعادة التحقيق على عكس حكومة الليبرال السابقة.
    حوادث الارهاب وقتل المدنيين لا تمر مرور الكرام فى الغرب وتظل تتفاعل على مدى اجيال على افتراض ان للانسان قيمة فى الغرب وهى حقيقة رغم كل شىء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de