|
Re: بعد الفوز الكاسح لحزب الشعب الباكستانى.........مارأيكم فى حزب الشعب السودانى ?الانتخابات قا (Re: isam elzein)
|
على كيفي
المؤتمر الوطني من هم حلفاؤه؟ 2 -3
عادل الباز قلت في المقال السابق إن المؤتمر الوطني يملك في الشمال مساحة واسعة لنسج تحالفات لن يستطيعها غيره. وهو يلعب الآن في مساحات شاغرة لاتعرفها الأحزاب، وقلت إن الخطوة الأخطر هي سعي الحزب لترميم تحالف السودان القديم. فماذا يفعل المؤتمر الوطني الآن لنسج تحالفاته المستقبلية شمالا؟.
الجبهة الأولى التي يعمل على بنائها الآن هي جبهة حزب المال. وهي مساحة شاغرة، ويكاد ينفرد بالمقدرة على تشكيلها والإستفادة من ميزاتها وقوتها. حزب المال أو حزب الرأسماليين الجدد والقدامى والطامحين و(الحارين) وما أكثرهم. على هذه الجبهة أنجز المؤتمر بناءً صلداً. فالناظر لخريطة الإقتصاد في كل القطاعــات المهمة كالبترول والإتصالات والبنوك يجد أن رجال الأعمال الذين يسيطرون عليها في غالبهم لسيوا إسلاميين، بمعنى ليس لهم سابقة بتكوينات الجبهة الإسلامية تاريخيا. فهم وافدون جدد صناعة إنقاذية 100 %. وهؤلاء تربطهم مصالح لافكاك منها، ولذا اختاروا أن يدخلوا بخشم الباب وبهدوء الى دهاليز المؤتمر الوطني.
هنالك فئة أخرى من رجال الأعمال لها أقدام راسخة في الإقتصاد الوطني وهؤلاء إما دُمجوا في المؤتمر الوطني عياناً بياناً أو انهم ربطوا على جدر مصالح إقتصادية مستندة على بنية الدولة التي يسيطر عليها الحزب. يمكن النظر الى ذلك من خلال أُسرتين هما أسرة البرير وداؤود عبد اللطيف.
فأسرة البرير دمجت في المؤتمر الوطني فسعود البرير رئيس إتحاد أصحاب العمل واحد من أهم المسئولين الإقتصاديين داخل المؤتمر الوطني ولحقت بهذا الوقف أسرة البرير بكاملها بعد أن وفد الى المؤتمر هشام البرير من الحزب الإتحادي الديمقراطي.
أسرة آل داؤود عبد اللطيف ابتعدوا من المؤتمر الوطني ولكن بحكم المصالح المتشابكة مع الدولة ليس لهم من خيار سوى السير في ركاب الحزب الحاكم، وخاصة أن المشاريع العملاقة لايمكن أن تهوب هكذا للعدو والصليح في هذا الزمان!!. أضف الى ذلك مئات من رجال الأعمال التقليديين مثل أبرسي والنفيدي وغيرهم. هذا الحزب لايمكن التهوين من شأنه فهو يمتلك غير المال شبكة علاقات تحتية ممتدة في كافة أرجاء السودان. لاتستطيع الأحزاب دخول منافسة مع المؤتمر الوطني في هذه المساحة بالذات إذ أنها لاتملك ذهب المعز ولاسيفه.
في اتجاه آخر يسعى المؤتمر الوطني بذكاء لترميم تحالف السودان القديم. فالتفاهم قائم أصلا بين مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وحزب المؤتمر الوطني ومولانا هو الحزب وجماهير الختمية هي عضُم ظهر الحزب، مع كامل احترامنا لحسنين ورفاقه، إلا أن هذه هي حقائق السياسية. مولانا يعرف ألا حليف له في المركز سوى المؤتمر الوطني خاصة أنه عرف عض الإسلاميين لحزبه في انتخابات 86 إذا ان أغلب دوائر الإتحادين أخذتها الجبهة الإسلامية آنذاك. وأعضاء الحزب يعلمون أن أواصر وعلاقات تحتية قد انعقـدت منذ زمن ليس بقريب بين مولانا (الحزب) وبين المؤتمر الوطني حتى قبل اتفاق القاهرة. كل ماتبقّى هو مسجد وأرض بالقرب من عمارة التاكا، وهذا ما ينتطر الحل أما ماتبقى من قضايا فأمرها يهون!! مولانا فقد بموت قرنق حليفاً موثوقاً ولم تسطع الحركة المضي قدما في بناء تحالف استراتيجي مع مولانا.
مولانا يواجه في دوائره التقليدية في الشرق زلازلاً, فالمهمشون هناك تذوّقوا السلطة ودخلوا دهاليز القصر واستوزروا فمنازعتهم في السلطة بالشعارات أو ولاءات سابقة لن تثمر، وكذلك عودتهم لبيت الطاعة الختمي تبدو مستحيلة. عباءة مولانا لم تعد تسع طموحات وآمال آهل الشرق ولذا فإن معادلة جديدة لابد من نشوئها لن تكون إلا على حساب زعامته التاريخية.
الحليف الأقرب لمولانا هو المؤتمر الوطني فخير لمولانا أن يراهن على علاقة مع حزب في السلطة وذي جماهير وبيده الأموال التي تصرف على الحلفاء والخلفاء في الإنتخابات القادمة ولا أتصوَّر أنه سيهدر وقته وجهده وماله في تلبية رغبات الراديكاليين في حزبه ،و لن يجد المؤتمرالوطنى حليفا في سعيه لترميم بناء السودان القديم أفضل مولانا. والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
|