لأول مرة في التاريخ .... يتوقف العقل السوداني الخلاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2008, 01:41 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لأول مرة في التاريخ .... يتوقف العقل السوداني الخلاق

    لأول مرة في التاريخ .... يتوقف العقل السوداني الخلاق


    ×× تمهيــد :

    ماذا حدث للعقل الجمعي السوداني ؟؟ هذا السؤال ظل يقلق مضجعي .. بمثلما ظل يقلق مضاجع جل أهل السودان المهمومين بأمر الوطن .. ولكن ومن جانب آخر ... ظل الأمر لايقلق العديدين من الذين إستمرأوا حياة الدعة والرفاه الذي حققوه في غفلة من الزمان ومن خلف الجماهير .. بل من ممتلكات وثروات البلاد .. فنري أن العديدين من أصحاب الرأي قد تحولوا إلي أبواق .. والذين عاشوا المسغبة مع الجماهير ذات يوم من مدعي الفكر والثقافة ونزاهة القلم بضجيجهم المتعالي والعالي .. نراهم أيضاً وبكامل الأسف قد إستكانوا في تلك البيوتات الفارهة التي تتضاءل وتتواري خجلاً أمامها بيوتات البرجوازية في بافرلي هيلز وهولي وود ومونت كارلو .. بعد أن شبعوا فساداً من المال السائب المحمول براً علي ضهريات الكامري .. وجواً إلي مصارف كوالالامبور .. فنراهم قد باعوا ثمن نضالاتهم المؤقتة ثراءً فاحشاً .. بل أن منهم من لايزال يزايد بمعاناة الجماهير حين يتوقف ضخ الإعلان الصحفي عنه بمردوده العالي بالولايات والمركز علي السواء .. وقد تحولت العديد من الصحف إلي دكاكين تبيع الوهم لهذا الشعب المسكين.. وحتي صغار الكتـّاب نراهم يداهنون ويصنعون من فسيخ الوزراء شرباتاً وحليباً هنيئاً مريئاً لذة للشاربين ليصل سريعاً إلي مبتغاه حتي يخرج من نفق الفقر البائن ... فتأمل !!!!

    فلا إنفعال بمايجري من فساد .. ولامتابعة لما ينشره المراجع العام .. ولا نشر أو نقد لممتلكات الرساليين الجدد .. ولا ضخ لرياح الفضيلة عبر وسائط النشر .. ولا تحليل لمسببات صراع الأطراف بحدود السودان ومسبباتها الأساسية الأولي .. ولا حملات تنوير لمخاطر ما سببه الأيدلوجيون من داخل البلاد ومن خارجها بالنظر إلي تداعيات ماحدث بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في رمضان ديسمبر 1999م . فأصبح الألم الشخصي يتحمله كل الشعب نيابة عنهم ... لأننا لم نر بعد أي محاولات نقد داخلي مفتوح وشفاف داخل أروقة المؤتمر الوطني عن كل مايجري من مخالفات .. ونعجب لهذا الصمت الغريب الذي لم يكن معهوداً داخل الحركة الإسلامية القديمة .

    وهذه لعمري .. تعتبر المرة الأولي في التاريخ السوداني أن يصمت مثقفوا السلطة عما جري للوطن .. بل أن منهم من لايزال يهاجم الشرفاء في الساحة .. ويحرض علي صهر الحركة الشعبية في أفران تشابه أفران النازية .. بكتاباتهم عن الفساد في أداء الحركة وتخصيص صحيفة يومية كاملة لهذا الأمر فقط كتبادل أدوار مرضي عنه بواسطة أطراف محددة بالسلطة الحاكمة .. ولكنهم يديرون ظهورهم في صحيفتهم تلك ويمسكون أقلامهم عما جري ويجري بالخرطوم من فساد لا تخطئه العين مطلقاً .. ويأتي من أهمها تمويل صحيفتهم الحاقدة الكاسدة بعدم إهتمامها لأمر السلام الذي أدي إلي حقن دماء أبناء شعبنا البسطاء من الذين كانوا وقوداً للجهاد الأهلي .. وذلك بسبب ثقافة الشخصنة للآلام الخاصة .. فتأمل تارة أخري !!!!

    *********

    وحين نلقي نظرة متأنية وناقدة وفاحصة لما يدور اليوم في الساحة السياسية في بلادنا .. نري العجب العجاب .. فالسلطة قد شغلت الأحزاب بقانون الإنتخابات .. وستظل الأحزاب مشغولة به حتي حلول ميقات الإنتخابات .. والسلطة هنا نقصد بها المؤتمر الوطني تحديداً .. فهو جاهز لخوض الإنتخابات لأنها أصلاُ سوف تأتي وهو يتربع علي عرش كل شيء .. من محلية أم كدادة وحتي حي كوبر والمنشية .. وهو يمتلك كل شيء .. بدءاً من اللاندكروزر قاطع الفيافي .. وحتي الأيرباص العابرة للقارات .. فرئيس مجلس إدارة الناقل شبه الوطني هو هو نفسه رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة المبكي عليه .. وهو نفسه من يرغب في أصوات المزارعين الغلابة في الإنتخابات القادمة التي ربما يقاطعها أبناء شعبنا مثلما قاطعوا الآن إنتخابات إتحادات الطلاب في جامعات عاصمة البلاد .. حيث لم يدلي أربعة أخماس طلاب جامعة السودان بأصواتهم .. بمثلما لم يدل نصفهم بإنتخابات طلاب جامعة الخرطوم .. وهكذا بقية الجامعات كالنيلين والإسلامية .. ذلك زهدا وإكتئاباً لما يجري لمستقبلهم الضبابي .. فقام بالتصويت ثلاثة ألف بدلاً عن ثلاثة وعشرين الف طالب بجامعة السودان .. إذن هذا الإتحاد يمثل من ؟؟ وأين عضوية المؤتمر الوطني وسط هذه النسبة الضخمة التي لم تدلي بأصواتها .؟

    وتبادل الأدوار في الحكم والإستوزار نراها بائنة بوضوح تام .. وهي تتري بين إحلال وزارة الطاقة بوزير المال الذي أكرم أهل قريته الصغيرة بكوبري علي نهر النيل ليربطها بالدامر ويكلف الدولة ثلاثة عشر مليون دولار .. بدلاً عن إنشاء الكوبري علي نيل مشروع الزيداب الزراعي العريق وهو علي مرمي حجر من قريته ..والزيداب هو شيخ المشاريع الزراعية بالسودان حيث توجد أكثر من مائة قرية بالمشروع العريق .. و كلها قري منتجة للخضر والتمور والفاكهة التي تحملها اللواري إلي كل مدن السودان .. فكان الكوبري من حظ قرية صغيرة .. موطن الوزير المالي .. برغم أنه يمثل دائرة الزيداب الإنتخابية العريضة .. مسكين يازيداب يامعقل الجعليين من الختمية والقادرية !!!

    كما أن وزارة الطاقة وبكامل مردوداتها المالية .. لم تنعكس خيرات ثرواتها بعد علي جماهير شعبنا برغم مرور قرابة العشر سنوات لإنتاج النفط بكافة أشكاله .. وقد إنحصر الأمر في سفلتة بعض الطرق بالزفت .. ولكن الزفت هو المرحلة ألاخيرة من ناتج تكرير وتعدين البترول بالمصفاة .. فإما أن تسكبه الدولة في الخلاء البعيد أو تسفلت به شوارع الحارات ..إذن مافائدة الزفت لأهل الريف وهم الأغلبية ؟؟؟ كما أن مشروعات الطاقة العملية بكل شركاتها البترولية قد أصبحت متكأ لتوظيف ناشطي المؤتمر الوطني وأبنائهم فقط .. وحتي فترة الخدمة الإلزامية لخريجي الهندسات والنفط من أبناء الشعب الكادحين لا يجدون أملاً في الإستيعاب بها .. وهذه عن تجربة لأحد أقربائي .. ولم يحكـِها لي أحد .. ولا أزيد .. حيث كانت حلول الخريجين للعيش ولمكابدة الحياة تنحصر إما في قيادة الركشات أو في فتح كشك لبيع الإسكراتشات والصحف في الشوارع .. فقد سيطر الكادر الإسلاموي علي مشروعات الطاقة ومشروعات النفط وشركاته العديدة الأجنبية منها والمحلية وبكل قوة عين ( والماعاجبو .. فالبحر قريب ) .. بمثل السيطرة تماماً علي قطاع النقل الجوي بعد بيعه للأجانب دون مبررات منطقية فلم تتقدم خدمات النقل الجوي بعد ... ومؤخراً تمت السيطرة الهلامية علي مشروع الجزيرة .. ففشل المشروع كما نري .. كما لم تتمدد خيرات الطاقة علي الجماهير ... وقد إرتفعت أسعار الكهرباء .. وزاد سعر البنزين وغاز الطبخ.. وتم الخناق علي عربات الأمجاد والهايس بحظرها عن دخول سنتر الخرطوم ( ياعوض دكام ) .

    وما يحزننا حقاً .. أن أحزابنا كلها قد أضاعت سنواتها فظلت تجري وراء وهم الوفاق مع المؤتمر الوطني في سبيل تأسيس مؤتمر جامع وحكم جامع بالتراضي .. غير أن المؤتمر ظل يلعب بهم تارة ذات اليمين وتارة ذات اليسار .. وتارات أخري بلا إتجاه محدد ... وقد رأينا كيف بذل السيد الميرغني جهداً لعدة سنوات ماضية لتحقيق السلام ولإبعاد الشرور عن بلادنا وعن الأوضاع التي كادت أن تتفجر مع الجيران .. وعن حسن إستقبال المؤتمر الوطني وتثمينهم لهذا الجهد الوطني للدرجة التي قادت السيد الميرغني بأن يقوم بتوجيه قادة حزبه وإعلامه وناشطيه بمؤتمر القناطر في نهاية عام 2006 م بأهمية ضبط النفس وعدم التفلتات أو مهاجمة المؤتمر الوطني حتي تعبر بلادنا هذا النفق المظلم .. وذلك بهدف لم الشمل وتوحد الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات .. وفجأة وبعد مرور سنوات قليلة يدير المؤتمر الوطني ظهره للوفاق الوطني ولمساعي الميرغني بسبب أن الوفاق ربما يمس جزء يسير من نسة المؤتمر الوطني المئوية في الحكم حسب نايفاشا وهي ( المقلب والمطب ) . .. فيترك أهل المؤتمر هموم الميرغني نحو الوطن ليتجه الحزب الحاكم بالكامل نحو أهل قبة الإمام المهدي .. ويبدأ نشاط لجانه المكثـفة تارة في دار المؤتمر بشارع المطار واخري بدار الأمة بشارع الموردة .. ويلج أبناء الإمام العمل بالقوات النظامية كحق مشروع لهما .. ولكنه أيضاً كعربون إعتراف بقوة حزب الأمة .. والمطلوب في نهاية الأمر التحالف لخوض الإنتخابات وليس حباً في جمال عيون الساسة وليتشقق حزب الأمة أكثر بمثل تشققه السابق أبان مؤتمر مبارك الفاضل الذي راح ضحية الإستعجال .. وإن لم يتوفر التحالف من الآن .. سيتركون الإتفاقات ومذكرات التفاهم بينهم والأمة في الأضابير وداخل الأدراج .. لتتجه بوصلة المؤتمر الوطني نحو غريمه المؤتمر الشعبي ... حتي إن أطلت مرحلة الإنتخابات .. ينتهي كل شيء .. ليجد كل القوم أنهم قد أضاعوا زمانهم في البحث والمناقشات مع الحاج عطا المنان ومصطفي عثمان وهما فارسا التفاوض مع كل الأحزاب .. وليكتسح المؤتمر الإنتخابات .. ليس بالأغلبية الغالبة ولكن بعدم إستعداد الأحزاب وتوحدها داخليا لتدخل المعركة وهي مفككة وغير متجانسة .. فيتعدد المرشحون في معظم دوائر الأحزاب الكبيرة وفي كل دوائر السودان .. فهنيئاً للمؤتمر الوطني من الآن بسنوات حكم برلماني تمتد حتي العام 2013م .. وهكذا تدور عقارب الساعة إلي الوراء لتبدأ حركة الشد السياسي وليبدأ التجمع أو التكتل ( سمه ما شئت ) من جديد في الخروج من الوطن لممارسة نشاط معارض آخر .. ربما يكون أكثر شراسة مما مضي . وربما يكون باهتاً مشوهاً حسب مستجدات الحال وقتذاك .. فالمؤتمر – كما قلنا - يطلب تحالفات لخوض الإنتخابات بتنسيق تقسيم الدوائر مسبقاً .. ولاحاجة له بحكم وفاقي من الآن أو بعد الإنتخابات ... لكن كيف يكون الحال إن تحالف حزبين أو أكثر مع الحركة الشعبية لخوض الإنتخابات ضد المؤتمر وفق تنسيقات محددة من الآن مثلما جرت لدائرة الصحافة وجبرة في عام 1986م .. أليس ذلك إحتمالا وارداً في زمان الحيل السياسية التي سوف تطل بعد قليل .. وهل يكون ذلك مدعاة لأن تتوحد الحركة الإسلامية بعمـُرها وترابيها وعلييها ونافعها وعسكرها وأمنها وبقية القوم لعودة زمان مجد الجبهة الإسلامية من جديد وإستحداث قوة شكيمتها وترابط صداقاتها وأخوتها .. أليس ذلك بالمتوقع .. فالمصائب يجمعن المصابين دائماً.. خاصة وأن إلتئام الأحزاب بعد هذه الإنشطارات يحتاج جهداً وقوة إرادة غير متوفرة بسهولة عند أهل السياسة .. خاصة وأن المال قد أحكم قبضته عند البعض المتحالف منذ سنين وسنين .. فهناك حزبيون قد تم تحييدهم بالكامل بعد أن تم كسر شوكتهم وعزيمتهم بالمال .. ومنهم من يفاخر بذلك دون وجل أو خجل .

    وكما قلنا من قبل.. فإن العقل السوداني الجمعي قد إستسلم تماماً للأمر الواقع .. ونراه قد أعطي نفسه إجازة مفتوحة عريضة لا أحد يدري متي تنتهي .. أو متي يستيقظ هذا العقل الجمعي السوداني فجأة ليخلق واقعاً جديداً ليفاجيء به كل الساحة .. بل كل العالم .. وربما يجذب هذا العقل بتصرفه المفاجيء أهل الإسلام السياسي أنفسهم لمساندته.. فلايزال منهم من يحمل صفات الخير والإسلام القويم والنظرة الفاصحة .. والنزاهة وطهارة اليد واللسان والعقل والفكر والإيمان المطلق بالحريات التي أتاحتها كافة الأديان لبني البشر .

    أما الحركة الشعبية لتحرير السودان .. وهي الجانب الهام والمؤثر في الساحة السودانية وفي العقل الجمعي السوداني .. فهي لاتزال مهمومة بمجابهة جبال التحديات التي تفرض عليها الإسراع والإهتمام العالي بأهمية بسط مشروعات التنمية بجنوب السودان .. حيث لاتزال البنية التحتية تحتاج جهد رجال الحركة وشباب الجنوب بكافة فصائله .. وحيث أن البنية التحتية من مشروعات طاقة وكهرباء ومياه وطرق وتعليم وصحة ونشر ثقافة الوطنية .. فإن مشروعات التنمية التي تنهض بالإقليم الجنوبي علي إتساعه تصبح سهلة التحقق .. فقط علي الحركة أن تنشر في أوساط شعبها وداخل شبابها المتعلم وغير المتعلم خطوط الإنضباط وترك العيشة السبهللية .. وإستثمار عائدات البترول وتوظيفها في صنع إنسان قادر علي العطاء بدلاً عن إضاعة كل الوقت في العادات الشعبية السالبة والإستمتاع بمباهج الحياة الزائلة المؤقتة التي تصيب الأمم في مقتل .. فالمباهج تزيل العقل وتعطيه إجازة مفتوحة عن الجدية وعن روح المسؤولية التي تستوجب توجيهها في العمل والإنتاج .. فليست الحريات الإنسانية هي أن تترك الإنسان بالجنوب يمارس ما يشاء علي حساب إنضباط الدولة وبسط سيطرة السلطة الحاكمة هناك .. خاصة إن كان ذلك يؤثر علي الإنتاج وعلي تفلتات الأمن ونشر الفساد وعدم الإنضباط في العمل وفي المسؤولية والتقصير في أداء الواجب المهني .. ... فما أضاع شعب نيجيريا هو الإستهتار بعائدات البترول الذي ظهر فيها قبل عدة عقود من الزمان . فتركوا الزراعة إلي أن إنهار الإقتصاد النيجيري تماماً .. لو لا الإلتفاتة الفجائية التي أحدثها أبو سانجو مؤخراً .. فعاد ببلاده إلي عالم الزراعة والإهتمام بها مرة أخري .. فمابالك وجنوب السودان يخرج الآن من مرحلة حرب إلي مرحلة بناء يصحبها تحول ديمقراطي واضح الملامح هناك.. إذن فالحركة الشعبية يرجي منها الكثير حتي تحافظ علي وحدة السودان كله .. وإبعاد جنوبه وحمايته من أطماع الجيران الفقراء في كل شيء .. فبوحدة السودان يقوي الجنوب .. والعكس أيضا صحيح .

    وغني عن القول ... أن حزب المؤتمر الوطني الآن أمام تحد كبير كبير كبير ويحتاج لمسؤولية عظيمة من الرجال الأكثر ذكاء ووعياً .. فعليه إذن أن يخرج بالوطن من هذا النفق المظلم .. وهو ليس نفق واحد فحسب .. بل مجموعة أنفاق عديدة في كافة الأطراف الجغرافية .. خاصة وأن حركات الغرب التحريرية بدارفور قد خرج معظمها من عباءة الإسلام السياسي .. ما يتطلب التوافق السريع لمتطلبات المرحلة بتوظيف العقل الشفاف والخلاق لإيجاد مخارج عاجلة تستند إلي توافق جديد بين أهل الحركة الإسلامية التي فرضت نفسها لحكم البلاد بقوة بائنة وفرضت علي السودان هذا الواقع السياسي والأمني والعسكري برغم تعدد إختلاف الرؤي بين أهل حركة الإسلام السياسي .. غير أن التقارب بينهم ممكن جداً .. فلا مستحيل تحت الشمس .

    وقد يقول البعض .. كيف لنا أن ندعو إلي التقارب بين اطراف الحركة الإسلامية القديمة وهي قد فعلت مافعلت في البلاد وفي خلق هذا الواقع المؤلم حقاً حيث فشلت الدولة حتي بعد السلام في تحقيق سلام شامل حسب ماكان يؤمل فيه النايفاشيون وقتذاك .. وهنا نقول لهم أن سبب إشكاليات الحركات المسلحة وتمددها في غرب السودان هو صراعات الحركة الإسلامية ومحاولات الإنتقام والإنتقام المتبادل منذ تاريخ المفاصلة في عام 1999م .. ومن يقول بغير ذلك عليه أن يعتزل ممارسة السياسة نهائياً .. فهو محض مكابر وضار بل وغبي ليس إلا .. وإذا لم تتوافق الحركة الإسلامية وترتب أوضاعها من جديد وتستفيد مما جري لها وللوطن .. فإن سياسة ركوب الرأس عند بعضها في الجانبين ستؤدي ببلادنا إلي ما لاتحمد عقباه .. وهي بذلك ستدفع وبكامل أجنحتها ثمن تلك المفاصلات والتي لا ناقة لشعب السودان فيها ولا جمل.

    ولكن في نهاية الأمر .. فإن شعب السودان سوف يمتلك زمام أمره تماماً .. وسوف تغادر الساحة كل مشاريع الظلام إن تعقدت الأمور ... لكن الأمر أيضاً لن يكون سهلاً .. فسوف تخلق الظروف تضحيات أهلية تكون جسيمة وتأخذ أبعاداً شتي .. وربما تتدخل دول ودول في هذا الوطن الذي يحمل في جوفه المترامي الأطراف قرابة الأربعين ألف مقاتل أجنبي خلال عام واحد .. إستعداداً لما سوف يجري حسب خطط محددة لا تدركها حتي هيئة الأمم المتحدة .. دعك عنا نحن .. ناس قريعتي راحت .

    و نواصل سلسلة توقف العقل الجمعي السوداني لاحقاً ،،،،،،


    --------------------------------------------------------------------------------
    بقلم صلاح الباشا- نقلا" عن موقع سودانايل [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de