|
Re: "أيام وجمـــــال ومحضــــــــور" (Re: السوباوي)
|
ويتكئ بامسيكا على عصاه ويكسر رجله اليمنى فوق اليسرى فتكون وقفته أقرب للسقوط .. ويبتدر حديثه بلهجته الخفيفة وكلماته السريعة .. ها ناس هــــــاه ..تعرفوا أنا جنس نضمكم الطاعم ده ما بعرفلو لكن والله إن لقيتوني ميت في ملف بس أقطعوا الشك أنو الصيدة دي لاقتني صدفة وبهطتني لا من جابت خبري .. ويقاطعه مصطفى قائلاً : آها آبامسيكا أنا بديك نصيحة لوجه المحبة تحلك من ميتك الفضيحة دي كان تطولك الشهادة ونقول عليك شهيد غرام !! بس قبل ما تروح فيها آبامسيكا أبقى عشرة على قول عمك "عتيق" كان يرفعك درجة لمصاف الشهداء :
فرع الياسمين المن النسيم يتنى ...سالكه مضمره والتنه فوق التنه عب نهوده كتلنا وجاء يكتلنا....فزنا بالشهادة منو اللقاها متلنا
ويأتي صوت نور الدائم الرخيم من الخلف آآمصطفى لا تلقن الزول الشهادة الغلط بعدين يقوم يمرق من الجنة وسقطها .. الكلام ده مو ألِيل "عتيق" الكلام ده ألِيل العبادي .. وهو العبادي ذاتو جنس الصدف دي حرم إن لا قتو تموتو وتفوتو الموت لا غادي أنت آمصطفى ما سمعته لما يقول :
يوم إن كان تصادفك حافلة أو غير حافلة..تتناول فؤادك وتمشى منك قافلة تنظر قامة ممشوقة ومضمَّرة كافلة..نغماتا تنسيك الفروض والنافلة
آها دي الصدفة الخايف منها صحبك بامسيكا ده قبل كده ضاقها عمك العبادي وقربت تودره وتجيب خبره.. وتطق الحجة بين مصطفى ونور الدائم يصر الأول على أن القائل عتيق ويصر الثاني على أنه كلام العبادي ما بيختا أضانو وبيفرزو من بين مية قول .. ويضع عمران ربابته على يساره أرضاً ثم يدفعها برفق للوراء قليلاً ويتدخل ليحسم هذا النقاش الذي أحتد وبامسيكا يقف ليرى أي الشهادات يلقن عندما تصادفه تلك الصيدة .. يوجه عمران كلامه لمصطفى : إت آزول بجدك عمك العبادي ده ما عندنا فوقو قول وكلامو رصين ومقعد وواضح والنضم القلتو ده هيلو مو هيل زولاً تاني .. ونور الدائم ده كلامو مو غلط .. إت آمصطفى عتيق كمان بيغباك ما راجلاً دغري وجنس الصدف دي هن لاقنو والله يشبعكم فيها قول لامن يندم القابلتو على مصادفتها ليهو .. شوف جنس لداحتو وحرفنتو في شعر الحقيبة لمن لاقاه صاحبه الغتيت داك وكان عارف "عتيق" جاي من محبوبته قام سألو قالو كت وين آ عتيق وجاي من وين .. فرد عليه عتيق : كنتا معاهو هسه ولَّع نار غرامي...ومشتاق ليهو لسه كنتا معاهو هسه..وأول يوم ازورو..في روضة زهوره وكان مصباحى نورو حسيت بى الامو وبى الامى حسه هاك يا صاحى رسمو عن كل معنى يسمو سامى رقيق ملاطف يتدفق عواطف كنت معاه حسه ومشتاق ليه لسه أسمر لونو خاطف . سامي رقيق مُلاطف . يتدفق عواطف كوكب خدُو يلمع كل ماليلو مسّه وحكمو يداوي جرحك لو بى ايدو مسَّه من يوم مارأيتو . اخترتُو وهويتو . وفي قلبي احتويتو بيهو فوادي عامر ومالي غيرو سامر غايتو بلا مدسَّه كُنتا معاهُو هسَّه ومشتاق ليهو لسه آهأ آ مصطفى شن قولك في جنس شدة عتيق دي هسة ده زولاً بترميهو صدفه .. إت قايلو زي زولك ده ويشير لبمامسيكا والله ده خرمة قهوة بس ترميهو تجيب آجلو خلي جنس جمال متل الجاء عابر من هنا ده . ويتناول عمران ربابته ويشير لنور الدائم ومصطفى وبامسيكا بأن يجلسوا ويتلفت نحوي قائلاً آها آ سوباوي غنية عتيق دي عشانك وعشان الناس ديل كمان يهدو حِرّة نفسهم ده شوية ونثبت في قولبهم الرحمن كان شيطان الهوى العاير في دمهم ده يروق .. تم ..تررتم ..ترم .. ويبدأ عمران ينقرش في ربابته وأستعد أنا لغياب آخر في حضرة هذا الجمال وهؤلاء الرفاق المستفين فن وأدب لاحدهم .. ويشدو عمران بصوته الندي .. يا امير الحسن يا سامى المكانة من عواطفك حبى لو فاقد مكانة اهدى لى تفاحة بس او برتكانة فهى غير شك مرضية بيها اقتبس الضياء بل اذوق طعم الحياة انت ملهمنى الاغانى وانت مصدر فنى احساسى وشعورى ...
يا لله .. يا الله .. وها هي الذاكرة تغوص بي مرة أخرى لأزقة أمدرمان ورائحة حواريها .. أوان أنتويت الهجرة من الوطن ليلاً .. فكان آخر عهدي به جلسة كان بعدها لي خيارين أما أن أمزق هذا الجواز اللعين وألغي كل أحلامي في السفر أو أن أغادر ولا أكون برفقة أولائك الرائعين فكانت ليلة لا يتنفس فيها شيء سوى الحنين "الثورة" الحارة "12" منزل متواضع ورحيب للأستاذة الشاعرة سعادة عبد الرحمن ومنقد كبير عليه تنكة كبيرة للجبنة .. وأطباق تدور بين الحضور ليس فيها سوى تمر وفول مدمس .. يا سلام ياخ .. تغني عبير علي بصوتها الطروب .. ويشدي شاذلي بمسادير لم أسمع بها من قبل ثم يتناول العود الأخ عاطف الطيب ليدخلنا في لجة أنغام لا قبل لنا بها ومن بعده يبحر بنا الرائع "جمال النحاس" في مختارات أنيقة من أغاني الحقيبة وحكاويها .. يظل الجمال جمال أينما كنا .. ويظل الجميلون جميلون بما تحمل دواخلهم وما لا نحتمل كامل الوعي أمام تدفقهم أنه الولوج لعوالم جمال تخلي المسام ينز متعة ونبرد في عز الصيف .. وأردد أنا في لا وعي تام ويردد مصطفى وبامسيكا ونور الدائم أيضاً خلف عمران وانت مصدر فنى احساسى وشعورى
"متتابع"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "أيام وجمـــــال محضــــــــور" (Re: السوباوي)
|
صدقت يا عمران .. نعم .. فحوقلة تقيم الجمال .. وسبحنة تجلسه .. و.. و.. يا الله يا سلام يا .. ويتدخل مصطفى والله يا عمران ريحتنا تب الله يريحك محل ما تقبل وكان أديتنا كمان من قول "العبادي" في عازة والله بيكون ده جمال وحضرتو أكتملت وبتكون ريحت لي صاحبي سوباوي ده في حنانو لأنو شايف عويناتو مع الغنى بيودرن كلو كلو .. وبيصهدب في دنيا تاني .. !!! يتجه با مسيكا لتعبئة الجبنة ويزلف عمران نحو عازة في براعة عالية ..
ياعازة الفراق بيّ طال وسال سيل الدمع هطال طريت برق الفويطر الشال وساح دمعي البكب وشال كِمِل صبري ومنامي انشال لبس من ناري عمة وشال ارض امالي في امحال ومن الهم بقيت في اوحال وبعدك عزه ساء الحال منامي وصبري اضحي محال حليل الناسا وناس طريت ام در حليل ناسا
أدفع كامل عمري يا عمران لأعرف ماذا تصنع أناملك في هذه الربابة البسيطة .. أنت يا زول مجنون وجنك براهو .. ويتدخل مصطفى قائلاً أنت آسوباوي بس خم نفسك وعبئ صدرك من جنس هوانا النقي ده والله تاني يوم إلا يصبح جنك يزغرد ونلقاك فايت عمران ده لا غادي ومحير شواطينو .. ويضحك الجميع .. وأتطلع أنا نحو السماء أحدث نفسي بأن للجمال أسرار وهؤلاء الرفاق أحد أسراره العظمى التي لا يبوح بها لسواهم .. أوا هُم مالكي سر أنفسهم .. أم أنهم يتغابون في أرواحهم جمالها .. ويتركون سرهم خلفهم ويعبئون صدورهم من هذا الهواء النقي كما قال مصطفى .. ثم يتنفسونه سحراً مطلقاً تجاه بعضهم البعض .. ؟!!
تعرف يا مصطفى جنس باديتكم وهواكم السمح ده كان لقاهو عمك الخليل والله كان بحور شعرهُ دي ليوم الليلة ما خلصت .. ويضحك نور الدائم ويقول لي يا سوباوي وكان بيتين الشعر اللبسن في صاحبنا اللفح خبر جن الخليل للجماعة كان تلقاهم لبسن في صحبك بامسيكا بشفقتو العجيبة دي .. ويلتفت بامسيكا ناحيتي بفضول عميق .. هو شنو الجن وما جن واتلفحنو بيتين شعر وما أتلفحنو .. يلتفت لي عمران قائلاً بالله يا سوباوي أحكو لبامسيكا حكاية الخليل دي وإلا جبنتو الخاتها في النار دي تمرقنا في آخر الأسبوع .
"متتابع"
| |
|
|
|
|
|
|
|