|
Re: تجربة أبناء دارفور مع الحركة الإسلامية (Re: SARA ISSA)
|
الاستاذه ساره عيسي تحياتي
Quote: أشتهر أهل دارفور بالتدين والورع ، وتدريس الدين الإسلامي ونشر مبادئه هما من سمات المواطن هناك ، فهم يحملون نزعة الإسلام المتسامحة ، فخلاوي القرآن تفتح أبوابها للجميع ، والمدارس الصوفية تعيش في آلفة وتحاب ، وأول من راهن على تدين أهل دارفور هو الإمام محمد أحمد المهدي ، لذلك أختارهم لتحقيق ثورته ، فحول مشاعرهم الدينية وإيمانهم العميق بالدين الإسلامي إلي ثورة تحمل في طياتها التحرر والإنعتاق وطرد الغزاة المستعمرين ، فالإمام المهدى يُعتبر نموذجاً للقائد الوطني الذي يجمع ولا يفرق ، وقد بنى قواعد الدولة السودانية من غير معين المكون العرقي الذي أصبح الآن السمة البارزة للسياسة السودانية ، نعم ، فراسة الإمام المهدي دفعته للإستعانة بالمتدينين من أهل دارفور وكردفان ، فأهله في الشمال حاربوا مشروعه السياسي بالفتاوى التي دفع ثمنها الإنجليز . فقد حمل – أهله في الشمال – العداء للدولة المهدية منذ نشأتها ، وصحايف التاريخ لم تحتمل صفقة الخيانة والتآمر مع حملة اللورد كتشنر التي أعادت السودان من جديد إلي حظيرة المحتل الإنجليزي ، قاوم الدينكا العدو المحتل لفترة طويلة ، لكن المؤرخين المؤدلجين والمحسوبين على الشمال النيلي لم تروقهم مجاهدات القائد الجنوبي "دينق " الذي ماتت ثورته ليس بسبب نقص الشجاعة ، بل بسبب أن هناك من يكتب تاريخ السودان بالحبر الذي يروق له ، هذا القلم الذي يُمجد المك " نمر " لكنه لا يقول شيئاً عن السلطان الذي مات واقفاً علي دينار ، لقد قامت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر بترجمة كتاب سلاطين باشا آلاف المرات ودعمت نشره وتوزيعه بسعر أشبه بالمجاني وأعتبرته أحد المصادر التاريخية الهامة ، كل ذلك التهافت لأن الرجل أطلق لسانه في حق الدولة المهدية . أنصب العداء على الدولة المهدية لأنها تعاملت مع الواقع السياسي الحقيقي في تقاسم السلطة والثروة ، ولأن الدولة المهدية نبذت رهن السلطة إلا لمن هو أصلح وأتقى ، وأهل الشمال كانوا يكنون حقداً دفيناً على الخليفة عبد الله " الغرابي " ولم يخفوا إستعانتهم وصلاتهم مع الإنجليز من أجل إسقاط حكمه ، أتضح هذا التعاون في مد الجيش الغازي بالمؤن والمعلومات المخابراتية ، كما عملوا على تركيب خط السكة حديد الذي أسهم بصورة مباشرة في توفير الدعم لجيش الجنرال كتشنر حتى بلوغه أطراف مدينة أمدرمان ، هذا الجيش لم يجد أي مقاومة في الشمال فسار على إيقاعات الطنبور وضرب الدفوف حتى بلغ مدينة عطبرة ، والمعركة الوحيدة التي وقعت كانت بين القائد الشهيد محمود ود أحمد والجيش الإنجليزي في موقعة النخيلة الشهيرة والتي غطت عليها أحداث ما يُعرف في تقويم أهل الشمال النيلي " بمذبحة المتمة " ، تفاصيل الحادثة الأخيرة ، والتي أتت في إطار وأد الخيانة ، غطت على أحداث معركتي النخيلة وتوشكي ، وربما يُعتبر هذا هو السبب الرئيسي لتمجيد شخصية المك نمر وإطلاق اسمها على الشوارع والكباري وقاعات الدرس بالشكل الذي نراه اليوم ، مع أن المك نمر لم يفعل شيئاً سوى أنه أستعان "بالراح " لتخدير خصومه الذين وثقوا به ، ثم هرب إلي أثيوبيا مع أهله وزوجاته خوفاً من العواقب .ثم دفع الحسانية البسطاء في مناطق النيل الأبيض ثمن فعلة المك نمر ، فقد عمل محمد الدفتردار على إستئصالهم ، وهناك من يتهكم عليه ويصفهم بأنهم شُغلوا عن نصرة الثورة المهدية لأنهم كانوا يتبارون في سباق الحمير .لم يقولوا حتى سباق خيل ، بل إمعاناً في هدم مكانتهم أختاروا لهم الحمار من سائر الحيوانات التي تليق بشجاعة الإنسان المحارب . ونواصل . سارة عيسي |
ماهو مصدر هذا الحديث ؟ فقط للعلم لاغير
| |
|
|
|
|
|
|
|