معتصم الجعيلى المخرج التلفزيونى المعروف والذى يشغل الناس هذه الايام بإطلاقة لقناة هارمونى التى اصبحت حديث الناس ... وقبل يومين استضافت القناة الفنانة ندى القلعة وقد تابع هذه الحلقة كل السودان تقريباً وخاصة الجنس الاخر الذى كان كل ما يهمه معرفة نتيجة الريجيم الذى استخدمته والنيو لوك استايل بتاع قصة الشعر والتشقير واخر نقشات الحنة "بيت العنكبوت". مخرج بدأ حياته بافلام الكرتون الى ان وصل الان ليدير قناة فضائية ويبث فيها بعض من ملامح الغد حتى يستوعب الوجدان القديم رويداً رويداً صدمة القادم(اذا صح التعبير). لعل القاريْ الان يبحث عن علاقة الاستاذ معتصم الجعيلى بسدود وما ادراك ما سدود وسوف ابين ذلك من باب الحبكة بعد ان اورد لماذا افردت هذا البوست وهو فى واقع الامر للاجابة على سؤال كبير طرحته الدكتورة بيان فى بوست نبيل عن مناهضة الجماهير النوبية للسدود فى زيارة الوالى الجديد. سألت الدكتورة بالحرف (اود ان اعرف هل هذه الحركة حركة سياسية ضد النظام ام ان السدود حقا ستؤثر سلبا على السكان وتزيدهم فقرا .. ويتهجر ما بقى من السكان الذين هاجروا طليا للرزق.. وهل اذا كانت هناك حكومة ديمقراطية ستتغير حروب السدود هذه؟ لان الذي اعرفه ان السدود فيها حياة اكثر رفاهية للسكان حيث تتوفر فرص العمل والخدمات للمناطق.. سؤالي بصراحة كدا هل معارضة السدود جزء من معارضة النظام؟ مواطنة من ريفي مروي)معارضة الانظمة لم يكن يوماً ديدن الانسان النوبى الذى يقبع فى الشمال القصى وعندما يأس من الانظمة لم يجلس يندب حظه العاثر والذى اوقعه بين براثن دولتين فرقت بينهم حدود سياسية لم تكن موجودة اصلا بين شعب نوبى واحد بل طفق يتعايش وينمى منطقته بالعون الذاتى لتيسير حياته الصعبة المليئة بالمشاق فى الحصول على ابسط المقومات... كل ذلك ورعاة البلدين دوما ما كانت نظرتهم لامبالية لهؤلاء الذين يعيشون على شريط النيل منذ الاف السنين قبل الميلاد ودائماً ما يأتون فى ذيل اهتماماتهم لا اريد ان استرسل فى سرد الحضارة التى بادت بعد ان سادت ولا عن التأريخ القريب او البعيد فقط اود ان اجيب على سؤالك الذى يحمل فى طياته الكثير واذا كان السؤال للتبصر فإننا نقول ان موضوع انشاء السدود وتحديداً سدى كجبار ودال يحمل سيناريوهات واجندة عدة وترابطات وتشعبات تتلاقى وتتقاطع وصراع المصالح فيه معقد للغاية لكن جله يؤدى الى غير مصلحة انسان المنطقة بنهاية الامر. اذا كنا نتحدث عن مجرد انشاء سدود "للتنمية" فنحن لا نرفض ان تنمى المنطقة واذا كان النظام فاعل ذلك لأجل انسان المنطقة !!! لماذا اذن التهجير وغمر الارض التى عاشوا فيها سنينا!!! ... وان تحدثوا تشدقاً بان مشروع السدين ليس للتهجير وانما للتوطين !!! عندما تداعت المعلومات وحضرت الآليات الى موقع كجبار كان من الطبيعى ترشح الموقف الى التصعيد لأن امبراطورية السدود التى تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية لم تكلف نفسها عناء الشرح والشفافية وتركت الناس للهواجس والتوجس والريبة وشغفت الناس بما يجرى فى سرية التحركات ودبلوماسية الردود "ما زالت الدراسات" هذا الاستغباء لعقول انسان المنطقة والخطب الجوفاء لبعض شذاذ الافاق من المنتفعين من اهالى المنطقة وبعد ان علم الاهالى بما يحاك لهم بليل خرجوا فى منتهى السلم يعارضون اغراقهم وإخراجهم من ديارهم ليقولوا "مأساة عبود ...لن تعود" ولم يصدقوا ان الذى يحصدهم هو رصاص حقيقى وحى لم يكن للتفريق وصرف التظاهرة انما عن قصد واستهداف الصدر والرؤوس بل العيون لاناس نزحوا لا ليظلموا احداً هذا التصعيد الذى قام به ولاة الامر ظناً منهم ان المظاهرة وراءها "جهات اجنبية" وانهم عملاء للغرب وماسونيون ومعادين للاسلام وقبوريون يتمسكوا بمقابر "حجرية" جوفاء كانت المفاجأة اكبر من ان تصدق ...ً وصدقت الشكوك فى ان الامر اكبر بكثير من تنمية !! دكتورة بيان للامر تشعبات مع الجيران فى مصر وليبيا ومصالح مستقبلية بعد تقارير المناخ المستقبلية المؤخرة وعن اسبابها والمطلوب هو مراعاة المصالح الدولية على غرار "اعطيتك بيمينى رد لى بيسارك" ادعمنى وادعمك وللمصريين مثل راسخ يتعاملون به "يا بخت من نَفًع واستنفع" والضحية هم اولئك الأمنون الهينون اللينون الذين نستطيع ان نأتى عليهم كأهون المواجهات بعد ان اطبقت عليهم الجنوب وانتزع الشرق حقوقه وصار الغرب مثل "ذنب الثعلب فى قفص الدجاج" وعندما نؤدى الان خدماتنا مرةً ثانية للمصريين فهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ببساطة لان مصر لم توف بأيسر ما جاء سابقاً فى اتفاقية السد ومن ذلك شرط مد المناطق النوبية بكهربائه وانشاء طريق برى يربط بين السد وبحيرته من قسطل الى وادى حلفا ...تنكروا لكل هذا وغضوا الطرف وصموا الاذان حتى وجدوا انفسهم مضطرين لانشاء سدود لحماية السد العجوز ولمواجهة المستقبل الذى تهددة التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى وقد ورد ذلك فى التقارير العلمية. تناست عمدا مصر وداست على بنود اتفاقها ما دام قد تم لها فى السابق ما ارادت بأيسر وابخس الاثمان وفجأة وبين ليلة وضحاها اصبح المصريين لا يعارضون بل يؤيدون انشاء السدود وهم الذين كانوا لا يقبلون ويعاكسوا قيام اى سد على النيل من منبعيه الى السد العالى، وبدأت فى انشاء الطريق البرى الذى يربط قسطل بوادى حلفا لان المصالح اعادتها مرة اخرى بعد فشل مشروع توشكا وللحاق بالحريات الاربعة الموقعة مع الحكومة السودانية. اذا كان هذا هو واقع الحال دكتورة فلماذا نصدق ان هذه الهوجة الفجائية لبناء السدود هو للتنمية والرفاهية والادهى من ذلك عندما نواجههم بالواقع يغلقوا اعين الاعلام ويعتقلوا الصحفيين الذين يتجرأون ببيان الحقائق فى عالم اصبح لا تخفى فيه خافية ناهيك عن تغطية وتداول امر مثل سدى كجبار ودال تضع عليه الحكومة المحاذير الغلاظ والتهديدات بالرمى فى بيوت الاشباح على نحو ما حدث للدكتور والباحث النوبى محمد جلال هاشم، اذا كان الامر مجرد تنمية لماذا كنا سنرفض ونناهض !!! قمعهم اشبه بعمل الجستابو ويكثر الترهيب بمداومة التهديد بالاعتقالات للشرفاء فى لجنة مناهضة السدين وهو سلوك كنا نحسبه انتهى مع توقيع اتفاقية السلام والتوجه نحو انفراج للحريات وهو متاح للكل الان إلا من يتفوه ببنت شفاه عن امر السدين فهو محورللارتكاز والعودة الى الماضى القمعى .. والسؤال الاكبر لماذا كل هذا ؟؟ وهل اذا كانت النوايا تنمية وليس سواها هل يحتاج الامر الى بناء امبراطورية تعمل فى جزيرة منفصلة وتحصن نفسها من اى مسائلة وتحرى واخذ ورد وتنأى بها "رئاسة الجمهورية" اذا كان ما اوردتيه فى معرض سؤالك عن ان السدود رفاهية وتنمية وما الى ذلك ماذا حدث للحلفاويين !!!؟؟؟ هل هم الان فى رفاهية !!!؟ وماذا عن المناصير واهلك المرحلين فى ريفى مروى كيف هى حالهم اليوم ولماذا للتنفيذ دوما دماء تسفك وارواح تزهق ... ان قتل وموت فرد عند الله عظيم واهون عنده زوال الارض والسماء من ذلك لكن عند امبراطورية السدود هى ضرورات تبيح المحظورات وتنفيذ من قبيل ازالة الثلثين لاصلاح الثلث ... لا يغرنك الاعلانات التى تبث من تلفزيون الانقاذ عن جمال وروعة وبهاء المساكن وإمرى الجديدة وشوية الصور عن مراوح وتلاجة ومدارس، دوماً يمكن ان تعوض بأحسن ولكن لاولئك الذين يرون فى مروحة مدورة فى هجير "منتهى الرفاهية" الامر اكبر بكثير مما يريدونا ان نفهمه مشكلتنا معهم هو استغباؤنا حتى الان وإعمالهم لادواتهم السياسية وتجريب الجزرة تارة والعصا تارات لماذا كل هذا الاصرار الغريب والمريب فى رأيك دكتورة!!؟؟ ... ونحن الذين حتى الامس القريب كانت تموت الامهات من التيتنوس فى مستشفياتنا الريفية واضطرارنا للرحيل الى دنقلا لعدم توفر جبس لعلاج كسور والطريق الذى مات فيه من مات ولاقى اهلنا منه العنت الكثير، لم ننتظر الحكومة التى ركبت مؤخرا قطار شريان الشمال الذى استقطع من ضرائب مهاجرينا دون الاخرين ... لماذا !!!؟؟؟ والى اليوم الجمعيات الخيرية فى مهاجر الخليج هى التى تبنى المدارس وتدفع رواتب المعلمين وتنشيْ مشروعات الكهرباء والمياه ... كل هذه المشاكل الموروثة ومنذ سنين هل حله فى سد ؟؟؟!!! ينبئهم بأن الحل قم فأرحل فى ستين داهية وتخاطبهم بخطاب "لا اريكم إلا ما ارى ولا اهديكم إلا سبل الرشاد" والمهم هو التنمية وتجميد ردود الافعال بمنهجية حزبية قديمة الممارسة على نحو تأدية خدمات واستمالة بُهات الشخصيات واستمالتهم وقيادتهم الى الانصياع والتنفيذ واقناع البقية بان "الحيكومة " انما تريد لكم النماء والصلاح والتنمية" وعلى هذا النحو القديم فى الممارسة يعولون ولم يدروا ان جماهير النوبة ليسوا بسذج واذا استجاب البعض فغداً سينسوا انهم مروا من هنا ليكتبوا اسماء الذين انضموا للحزب ليُروا انهم باذلون جهد ويترقوا فى المناصب ... سينسون انهم مروا من هنا عندما يعلموا انك جلبت مرة اخرى الصينيون لاغراقهم سيمزقوا لهم اوراقهم التى ارتقوا بها واوهموا اسيادهم بمقدرتهم فى تطبيق مخططاتهم لتمرير الاجندة باقل قدر من الخسائر. لكم اضحكنى جداً حديث لبعض السذج من جاليات المهجر من النوع الذى يزور البلد كل خمس سنين ويعود ليقول الرغيف بدون صف والبنزين راقد والشوارع بقت تمام وووو" فى لقاء تلفزيونى قال احدهم " الناس بتقول ان الحكومة استضعفت المواطنين او ما تبقى منهم لان معظمهم هجروا الديار" وسأل بمنتهى السذاجة "ليه ما يسألوا نفسهم ليه الناس هاجرت ومن ثم اجاب هو ... لأنو مافى تنمية " وقد صدق وهو كذوب لأنه كان يريد ان يقول ان التنمية ستأتى بالإغراق ... لا ادرى كيف يحكمون ولا ادرى هل التنمية "كرتونة" ستعطيها امبراطورية السدود للانسان المغادر والمُخرج من دياره !!!!؟؟؟؟ ام هو ماذا ام ستهنأ النوبة تحت الماء بالكهرباء والملايات التهبهب والمراوح التوشوش ويلبسوا العمم والتياب اذا كان كذلك ... فليأتوا بمعتصم الجعيلى ليرسم لنا سيناريو التنمية تحت الماء على نحو ما فعل فى مسلسل بلطية حيث تكون الحياة ممكنة والمدارس تبنى والمصانع تدور والملاعب والمدينة كاملة تبدو حية تنبض ... وهذا كان ربط المخرج الجعيلى بالامر فهذا اقتراح لادارة السدود بالاستعانه بجهوده الجبارة فى تصوير حياة كاملة ... تحت الماء !!! لو كان التهجير فى تجربة حلفا اثمر عنه التنمية والتغيير لكان نموذج يحتذى ولكنا اول الذين يهرعوا بالمطالبة بالاغراق للتنمية والرفاهية ... هذا العرض قد يكون قد اقتضبت واخللت بكل ما يجب ان يقال ... وقد اكون قد اسهبت واوردت وشغلت الوقت بأكثر مما يجب .. ختاما دكتورة بيان اورد لك هنا بعض من مقاطع من قصيدة للباحث والشاعر النوبى مكى على ادريس الذى قالها عندما سمع بخبر سد دال وهى منطقة تعتبر من المغرقات والمعوضة حسب اتفاقية السد العالى قال: in irkey kidda Dafoka min kidon fakidailo والترجمة : هذا الوطن الذى اٌغرق ** ماذا تبقى منه لإغراق اخر ودوما ما تفقد اللغة النوبية الكثير من معانيها عندما تترجم واذا كان لك من وقت واردتى ان تطلعى على اراء فنية وعن الكثير من الدراسات والمقالات فإننى احيلك الى الموقعين الاتيين: http://www.abritabag.net/vb/ http://www.nubian-forum.com/vb/ واشكرك دكتورة بيان لطرح التساؤل وارجو ان اكون قد اجبت على سؤالك الذى يحتاج الى كونسلتو خبراء للاجابة عليه واقول ان إخراج الناس من ديارهم لا يقره دين ولا عُرف ولا اخلاق اذا كان يتم دون رضاهم واقتناعهم واذا كان الفاعل يتذكر قدرته على ذلك وينسى قدرة القادر التى فوق كل قدرة ... اردت ان القى بعض الضوء والفت ادارة السدود للاستعانة بمعتصم جعيلى لعمل مسلسل "بلطية النوبية" ليصور لنا كيف ستكون الحياة النوبية والمدارس والصهاريج والكهرباء والمساجد تحت الماء حيةً تتنفس. كنا اطفالاً عندما كنا نمر بالباخرة ونرى قبة مئذنة مسجد الحسين بحلفا يشرئب من تحت الماء ...لكأنه كان يحادثنا ويلومنا على التفريط فى ارضنا وصمدت كثيراً حتى اذا سقطت بعد طول صمود بكاها اهل حلفا كأنها غرقت الان ... هذه هى المأساة التى لا نريدها ان تتكرر
منقول من موقع عبري/تبج - ردا على دكتورة بيان (امبراطورية السدودو معتصم الجعيلي - على "شعاع السودان" للكاتب طاهر آل بدر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
)
julia shawqi hamza
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست