|
بالاهرام المصرية : القصة السودانية التي لا نعرفها !
|
Quote: دنيا الثقافة 44271 السنة 132-العدد 2008 فبراير 21 14 من صفر 1429 هـ الخميس
ماذا يبقي ؟ القصة السودانية التي لا نعرفها! كتب - سامي فريد الكثيرون منا لا يحتفظون في ذاكرتهم عن الإبداع السوداني إلا باثنين هما محمد الفيتوري شاعرا, والطيب صالح روائيا وقاصا, من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب القصة القصيرة في السودان الذي اختار قصصه وقدم لها فؤاد مرسي في سلسلة آفاق عربية الصادرة عن هيئة قصور الثقافة. يضم الكتاب حشدا هائلا من كتاب القصة القصيرة في السودان يمثلون أجيالا متعاقبة في الزمان, وأجيالا مختلفة علي مستوي التقنية الفنية, وهو ما يضعنا أمام مشهد بانورامي لفن القصة السودانية بكل ألوان طيفها الجمالي والدلالي
ذلك الطيف الذي استمد ألوانه المتعددة من التعدد الذي يتسم به الواقع الجغرافي للأرض والمجتمع في تلك البقعة العزيزة من وادي النيل, مما يجعل من هذه الإبداعات مرآة صادقة لانعكاسات ذلك الواقع الفني بدلالاته في مراحل متعاقبة من حياته, حيث الحياة في خشونتها, وقلة مواردها, وانتشار أمراضها, وغطرسة مستعمرها في مرحلة دقيقة من تاريخ السودان, ويقدم الكتاب رؤية فنية لمراحل أربعة مر بها الإبداع السوداني ابتداء بالبدايات, فالنضج فالتحولات الحداثية وصولا إلي الحداثة.
تبدأ مرحلة البدايات في القصة السودانية من أوائل الثلاثينيات إلي منتصف الأربعينيات, وكان أشهر روادها سيد الفيل وعبدالحليم محمد وبدوي ناصر ومحمد أحمد المحجوب وعمر عبدالله أبو شمة وعرفات محمد ومعاوية محمد نور, ومع البدايات كانت المشكلات, ومنها الكتابة عن الواقع من الخارج بأفكار مسبقة تحكمها العادات والتقاليد أكثر مما تمليه الضرورات الفنية والجمالية مع ما في البدايات دائما من عيوب المباشرة والتقريرية والاستطراد وغياب المعادل الموضوعي, وكانت السمة الغالبة علي قصص هذه المرحلة هي الرومانسية, رومانسية عشاق الفن وعشاق الوطن معا.
أما عن الفترة التي امتدت من منتصف الثمانينيات وحتي اليوم فقد لمعت فيها أسماء أسهمت بكثافة في تحديث فن القصة القصيرة السودانية عبر طرائق وأشكال وموضوعات جديدة استفادت من كل ما سبقها من مراحل, وقدمت إسهاماتها الخاصة وكان منهم أحمد المتوكل وأمير تاج السر وجمال غلاب وطارق الطيب وهشام ميرغني الحاج وغيرهم, وكانت السمة الفارقة في كتاباتهم هي بروز الشارع كخلفية أساسية للمشهد السردي, بالإضافة إلي استخدامهم لتقنيات القص الحديثة بأشكالها وأساليبها التي جمعت داخل بنيتها بين الذاتي والموضوعي والخاص والعام والقديم والجديد
مع تفوقها في تصوير هموم الشخصية السودانية الحاضرة, سواء كانت تعيش داخل السودان أو خارجه. يبقي أن نقول إن أدب الجنوب السوداني المكتوب بالإنجليزية لظروفه الخاصة يحتاج إلي مجهودات مخلصة لترجمته لأنه أدب فوق أسطوريته وطقوسه وقبليته, فإنه يدخل دون شك في إطار الإبداع السوداني الذي لا نعرف عنه إلا أقل القليل. |
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=arts4.htm&DID=9499
|
|
|
|
|
|