|
|
|
 Re: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة (Re: HAYDER GASIM)
|
| Quote: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة |
ويمكن مراجعة "نيفاشا" لمنح كل السودان حظه من السلطة والثروة..
فنيفاشا ليست قرآنا أو أنجيل لا يمكن مراجعته..
والحمد لله أن إنتبه باقان لحقيقة ظلت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني (مطنشينها) رغم الأصوات التي بحًت.
وهي أن لا الحركة تمثل الجنوب ولا المؤتمر الوطني يمثل الشمال حتى يمكنهما تقسيم ما يشاؤون لمن يشاؤون..
شكرا أحمد
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة (Re: Raja)
|
شكرا السيد/ احمد عثمان
علي نقل تصريحات السيد/ باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية وهو يواصل سعيه الدؤوب لايجاد حل لازمة دارفور الذي طال انتظارنا في ايجاد الحل الناجع، الامثل له.
السيدة/ Raja
لك التحية
لا افهم ما المقصود بالتمثيل تحديدا هنا، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الحركة بالجنوب؟ فما نوع التمثيل المطلوب؟ وباي المعايير يكون التمثيل؟ واذا لم تمثل الحركة الجنوب فمن هو الموجود في الساحة الان لتمثيل الجنوب؟ وماذا تمثل الحركة اذن؟ او من هم الذين يمثلهم الحركة الان، ما نسبتهم بالضبط؟
هذه الاسئلة ضرورية والاجابة عليها اكثر ضرورة حتي يتسني لنا فهم لما يطلق من مسميات ومصطلحات تبدو غير مطابقة مع الواقع لتناول هذه الامور الشائكة.
ولكم منا جزيل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة (Re: Arabi yakub)
|
السيد عربي..
سلام وتحية..
هل كل الجنوب قبل إتفاق نيفاشا فقط حركة شعبية حتى تقوم الحركة الشعبية بتمثيله؟
مثله تماما هل كان كل الشمال مؤتمرا وطنيا حتى يقوم المؤتمر الوطني بتمثيله؟
المسميات والمصطلحات غير المطابقة للواقع لم اطلقها أنا. بل عمل على تنفيذها في الواقع شريكي نيفاشا.
وهذا ما يجعل الإتفاقية نافصة وعرجاء ولا تستطيع التقدم حطوة.
لأنه لا يستقيم الظل والعود اعوج..
هل فسًرت؟
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة (Re: أبوبكر أبوالقاسم)
|
شكرا جزيلا العزيزة/ Raja
مع ان الاجابة لم تكن متكاملة وفقا للاسئلة المطروحة ،ولكن لاباس، فنوع التمثيل هنا نسبي ، وغالبا لايوجد الاجماع بنسبة مائة في المائة حتي في حالات التصويت لوضع الدستور الذي يعبرعن كل الشعب ومصيره، ولكن يسري المفعول بنسبة معينة. فوق الخمسين في المائة مثلا.
وحتي في الانتخابات الديمقراطية التمثيلية فان نسبة التمثيل تبدا بنسبة اعلي اصوات فقط. وهناك احزاب قد فازت وحكمت بنسب اقل من الخمسين في المائة وقد مثلت كل البلد. مثلما حدث عندنا في السودان، ففي الديمقراطية الاخيرة،قد فازت حزب الامة بالاغلبية بنسبة( 43%) ومع استثناء الجنوب بكامله، ولكنها قد مثلت السودان كله برئاسة الوزارة، كما كان يجوز لها تشكيل حكومة كاملة بمفردها ايضا، لتمثل كل السودان.
هذه المقدمة المتواضعة ضرورية، لمعرفة وضع الحركة الشعبية من تمثيل الجنوب. فان الاحزاب المسمي بالجنوبية علي صغرها لايستطيع احد معرفة حجمها بالضبط ؟ او ما هي مطالبها قبل نيفاشا؟ ما حجم تمثيلها في وسطها الاقليمي؟.حيث اننا لم نشهد لهم اي موتمر عام لتوضيح حجم المشاركة او العضوية ولو بالتخمين،اضافة الي ان الواقع الماثل امامنا اليوم قد فرضه الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان عبر النضال ، والكفاح المسلح، وليست وضعا قد جاءت في ظروف طبيعية، وهذا لايعني اقصائهم بالطبع، ولكن كما ذكرنا فان التمثيل تتم بناءا علي نسبة معينة وهو الاعلي نسبة، فالحركة الان واضح جدا ان نسبة عضويتها تمثل الاعلي، ان لم تفوق الخمسين في المائة من ابناء الاقليم، وهذا يكفي لتمثيل الجنوب. بالاضافة الي الجيش الشعبي الذي يشكل شريحة هامة من كل ابناء الاقليم. هذا هو الواقع الماثل امامنا الي ان ياتي تنظيم اخر يظهر قوته امامنا، سواء بنسبة العضوية التي تمثلها الحراك التنظيمي ، او بالانتخابات او حتي باستطلاع الاراء، وعندها لكل حادث حديث.
في المقابل فان الوضع في الشمال، يكاد يكون النقيض تماما، ولا يوجد اي مجال للمقارنة في الوقت الراهن. لانه وبينما ان الوضع في الجنوب الان لصالح الحركة الشعبية الي حين اشعار اخر، فان الوضع في الشمال ليست لصالح اي حزب خرطومي يعكف في منازلهم ويدعي الاغلبية؟ ويزعم اعلي نسب التمثيل؟حيث ان الانقسامات الداخلية والانشطارات، للدرجة التي يعيد الي اذهاننا ما اطلقه الدجال حسن الترابي ايام تسلطته مع بنيه، ضد شعب السودان عموما، وتجمع المعارضة خصوصا ،ان سمي الاخير باحزاب الشتات؟!. فالواقع امامنا الان في الشمال مع الاسف، تمثل احزاب الشتات الذي يشمل ضمن ما يشمل حزب السيد الترابي نفسه، في قمة الشتات كمان؟ دا اذا جازللشتات ان يكون لها قمة؟ بالاضافة الي التمردات الاقليمية التي افضت بهذه الاحزاب التاريخية الي احزاب سادة كبار وليست احزاب كبيرة، اللهم الا بتاريخ التاسيس. هذا هو الواقع الان؟ والايام بيننا وسنري اي منقلب ينقلبون؟!
والجبهة القومية ضمنهم فانه منذ يومها الاول لم يكن اكبر حزب في الشمال. وانها كانت الحزب الثالث في اخر انتخابات حرة جرت في( 1986) وبقدرة قادرعبر ما يسمي خدعة( بدوائر الخريجين) ثم انه الان قد انفلق وانشطر عدة انشطارات اهمها ماعرف بالمفاصلة الشهيرة التي افضت الي مجموعات المنشية حيث الموتمر الشعبي. ومجموعات القصرفرع الموتمر الوطني. وبالتالي فهذا الاخير لوحده لايمثل الشمال بناء علي ماهو واقع بالفعل. وهو كما ترين في مفارقة حقيقية مع وضعية الحركة في الجنوب
بل ان الحركة باتت لها تمثيل كبير في كل الشمال السياسي، ولولا الرحيل المبكر لقائدها وموسسها/ المفكر الدكتور جون قرنق دي مابيور لكانت الحركة حزب المرحلة الاول لقيادة التغيير والتحول لصالح الجميع، ومع ذلك فان الحركة قادم لامحال ومع كل التعثرات الا انها في اعتقادي الاوفر حظا من غيره وفقا لبرنامجه الذي يتصدي لقضايا المرحلة بواقعية. كما يجب علي الحادبين علي وحدة بلادنا الوقوف والعمل معا لبناء السودان الجديد لصالحنا جميعا و تامين وحدة بلادنا.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: باقان: يمكن مراجعة «نيفاشا» لمنح دارفور حظها من السلطة (Re: Arabi yakub)
|
العزيزة/Raja
من الجدير بالاشارة ايضا فانني لم اشيرتحديدا الي انك اول من اطلقت هذه التقسيمات او المسميات والمصطلحات، وانا كمتابع اعلم يقينا من اطلقوها ؟ ولماذا اطلقوها؟ هؤلاء يطلقون مثل هذه المسميات لخدمة اغراضهم، ولتضعيف مايرونه خصما وعدو لهم، ولا يستندون في هذه الاطلاقات الي الواقع في شئ، حيث انهم لم يكن غرضهم احقاق الحق او قولها، والا كان باستطاعتهم تجاوز ازمات بلادنا ووضع حلول لها منذ تاريخ مبكر. ولم نكد نصل الي ما وصلنا اليه، من دماء وحصد ارواح بلغت الملايين؟ فهؤلاء يقولون ان الحركة لاتمثل الشمال، وانها حركة جهوية اقليمية تمثل الجنوب فقط. ثم يعودون فيقولون ان الحركة لاتمثل الجنوب ايضا ؟ علي الرغم من ان الحركة ظلت تنازلهم في كل مكان؟ فهل هي خيال يعني؟ ام من اين تاتي هذه الاشباح باسم الحركة؟ من منغوليا؟ وهم بالطبع يحق لكل منهم تمثيل كامل التراب السوداني لمجرد ان هناك سيد يسكن في الخرطوم فهو قومي؟ حتي لولم يكن له برنامج توكد ذلك. وهو يجهل حتي اطراف الخرطوم ماذا بها. بل الانكي حتي الانقلابي الذي يتولي السلطة اليوم فهو يجوز له التمثيل القومي بالطبع. فهؤلاء تعودوا علي صك ونجر المسميات والمصطلحات التي لاتستند الي الواقع، وليس الغرض منها سوي انها سلاح العاجزين لمواجهة حقائق واقع مجتمعهم. وبالتالي نحن نربي بك وانفسنا ان نردد لغوهم، و نظل حبيسين لتصنيفاتهم الغير منصفة، وخصوماتهم المفتعلة ابد الدهر.
ولدي مقال كتبته ايام اثارة مصطلح التوالي الذي نجره الدجال حسن الترابي والذي احدث ذوبعة في فنجان؟ حيث ان الشعب كان يعاني الامراض، والمرارت وحروب الجهاد المفتعلة، بينما هم يصطرعون في معني التوالي ، ومن يموت بالتالي اذا انقرض الشعب السوداني؟ فقلت في المقال: ان قادتنا السياسيون مولعون بنجر الكلمات الشاذة، والمصطلحات الغامضة عمدا لتغيب الشعب، ودق اسافين الشقاقات والازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية،بدلا من الوضوح الذي يجمع او يفرق علي تبيان. وبمعني اوضح انهم يسعون بذكاء خفي لتدقيس الشعب حتي يتسني لهم الاستمرار في الهيمنة، والتسلط علي الشعب. لكن يبدو ان الدقسة اصلا فيهم هم انفسهم كقادة! وهي مبارياهم بكثافة حتي اوشك ان يقضي عليهم قضاءا مبرما تاما، ولا عزاء عليهم؟ وعلي الداقس تدور الدوائر؟!
مع اعتذاري للتاخير
ولكم منافائق الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الحركة ستعمل مع الآخرين ولكنها لن "تخوض معاركهم" كما ذكر د.منصور خالد (Re: Arabi yakub)
|
نجئ على الموضوع فنقول أن "الثنائية" نتاج لعملية تعود إلى التاسع عشر من أغسطس 1989 حين تم أول لقاء بين الحركة ونظام "الإنقاذ"، والنظام وليد لما يتجاوز الشهر من العمر. تم ذلك اللقاء تحت رعاية الرئيس منقستو، ثم امتد إلى نيروبي في ديسمبر من العام نفسه تحت رعاية الحكومة الكينية وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. وكان الهدف من اللقاءين "حل مشكلة الجنوب" ببعدها التاريخي المعروف، واقتسام السلطة بين الطرفين. المفاوضات التى تمت في اللقاءين تحطمت عند صخرة استعصى صدعها يوم ذاك، وما زال عصياً على الصدع حتى اليوم، ذلك هو إصرار الحركة على توجهها القومي الذى يحتم عليها، فيما ظلت تقول، العناية بأمر السودان كله، وليس الجنوب وحده. لهذا طرح مفاوضو الحركة، كبديل لحل مشكلة الجنوب، علاج موضوع نظام الحكم في السودان كله، وكبديل لاقتسام السلطة تخلي الإنقاذ عن الحكم لمصلحة نظام ديموقراطي يقوم على أسس جديدة يرتضيها الجميع. في ذات الوقت أعلنت الحركة ـ كما فعلت مع أنظمة الحكم في الماضي ـ عن استعدادها للتفاوض مع النظام الجديد انطلاقاً من مبدأ ثابت هو الحوار مع الحكومة الراهنة (Government Of The Day) أياً كانت.
لِما أوردنا من سبب لم تُفضِ محادثات أديس أبابا ونيروبي إلى شئ، فتبعتها محاولات أُخر نَمُر علها سريعاً، وكانت إما مباشرة أو عبر الوسطاء (الرئيس الكيني دانيال آراب موي، ورجل الأعمال تايني رولاند في 1989، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي هيرمان كوهين في مارس 1990، والرئيس النيجيري اوليسونق اوباسانجو (ولم يك رئيساً يومها) في العام نفسه، والرئيس اليوغندي يوري موسيفيني في 23 فبراير 1993). في كل هذه اللقاءات لم يتبدل موقفا الطرفين حول القضايا الجوهرية، وبخاصة حول دعوة الحركة لشمولية الحل. مع ذلك، أسفرت وساطة موسيفيني عن حدث هام هو ترتيب أول لقاء مباشر بين رئيس الحركة الشعبية وممثل شخصي عن الفريق البشير هو الدكتور علي الحاج. في ذلك الاجتماع قدم رئيس الحركة الشعبية أطروحته التقليدية حول الحل الشامل وضرورة إشراك جميع القوى السياسية في أي حل مرتقب. على ذلك الطرح رد الدكتور علي الحاج بالقول: "نحن لن نتفاوض إلا مع من يحمل السلاح". ومنذ تلك اللحظة أصبح الحوار، سواء كان من أجل حل "مشكلة الجنوب" كما كان يريد الطرف الحكومي، أو من أجل حل "مشكلة السودان" كما كانت تقول الحركة، حواراً بين بندقيتين.
وفي 1992 بدأت أول مفاوضات ثنائية مباشرة بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية في ابوجا، نيجيريا تحت رعاية الرئيس النيجيري إبراهيم بابنقيدا وبحضور مبعوث شخصي منه كان يتصدر طاولة المفاوضات. تلك المفاوضات انتهت بعد دورتين (الأولى في صيف 1992 والثانية في ربيع 1993) باتفاق الطرفين على ألا يتفقا. وبعد مبادرات عديدة لفتح قنوات أخرى للحوار اقترح الفريق البشير في سبتمبر 1993 على زملائه في قمة الإيقاد التى كانت مخصصة للنظر في مستقبل المنظمة، القيام بمبادرة لإحلال السلام في السودان. فمبادرة الإيقاد، على غير ما يظن الكثيرون، تمت باقتراح من حكومة السودان، بل وبطلب من الرئيس نفسه. لذلك الاقتراح استجابت الحركة واستقر الرؤساء على تكوين لجنة تضم أربعة منهم (موي، وأفورقي، وزيناوي، وموسيفيني) تبنوا فيما بعد مشروعاً يتضمن الأسس الهادية للحوار بين الطرفين عُرف بإعلان مبادئ الإيقاد، ويعود الفضل في صياغة الإعلان إلى الرئيسين زيناوي وأفورقي. وعلى أساس ذلك الإعلان بدأت مفاوضات الإيقاد في مارس 1994.
لربما كان للجبهة القومية الإسلامية تصور للتحالف مع الحركة الشعبية يتجاوز الاعتبارات التكتيكية الظرفية ذات الطابع الانتهازي، ربما زُين لها أن الحركة الشعبية تسعى لتغيير جذري للكيان السياسي، وأن الجبهة تعمل من أجل تحول جوهري في البلاد، وأن هذا التوافق في الرغائب قد يشكل نقطة التقاء. ليس هذا وهماً توهمته، وإنما هو استنتاج تسنده قرائن. ففي ندوة عقدت في مركز كارتر باتلانتا، أعلن، د. عبد الوهاب الأفندي أحد مفكري الجبهة ـ بل أحد ناشطيها يوم ذاك ـ أن الجبهة بحكم سعيها لإعادة صياغة المجتمع السوداني هي أقرب للحركة الشعبية التى تدعو، هي الأخرى، لخلق سودان جديد، منها لـ "القوى التقليدية". وكنت قد شاركت في ذلك الاجتماع على رأس وفد للحركة مع ممثلين لفصائل التجمع أذكر منهم مبارك المهدي (حزب الأمة)، والتجاني الطيب (الحزب الشيوعي)، والفريق الراحل فتحي أحمد علي (القيادة الشرعية).
ما هو موقف القوى السياسية السودانية الأخرى من كل ما كان يدور في ساحة الحل السلمي من جهد ثنائي؟ وما هو موقف القوى الاجتماعية؟ ثم ماذا كان رد فعلها على قول النظام: "لن نفاوض إلا من يحمل السلاح". في طوال الفترة التى سبقت مؤتمر أسمرا 1995 كان التجمع جسماً غير متبلور (Amorphous) وكانت رؤى فصائله شتى حتى في أمهات القضايا. مع ذلك، ورغم تفاوض الحركة مع النظام الجديد بمعزل عن القوى السياسية الأخرى من أجل الوصول إلى اتفاق يُتوج بتحالف في الحكم، تواصلت علاقاتها مع القوى السياسية الشمالية التى بدأتها منذ ربيع 1986 في كوكادام بهدف التشاور من أجل الوصول لحل نهائي شامل للمشكل السوداني. ويجدر بالذكر أن مفاوضات كوكادام نفسها استغرقت وقتاً طويلاً للاتفاق على إن كان المشكل الذى يتجه إليه الحل هو مشكل الجنوب، أو ذاك الذى تسميه الحركة "مشكلة السودان".
مهما كان الأمر، لم تتبلور إستراتيجية التجمع الوطني الديموقراطي بالنسبة للأهداف الكبرى التى تناضل الحركة من أجل تحقيقها، كما لم تتبلور رؤية الحركة بالنسبة لآليات النضال المشترك (بينها وبين التجمع) لمجابهة الأوضاع الجديدة، إلا في يونيو 1995، أي بعد سبع سنوات من قيام نظام "الإنقاذ". ففي ذلك التاريخ عقد التجمع ما أسمى مؤتمر القضايا المصيرية واتخذ فيه قرارات هامة. وكان لتلك القرارات شقان: الشق الأول نظري تناول الأسس التى سيقوم عليها سودان ما بعد الإنقاذ، وسيظل نظرياً ما دام "الإنقاديون يسيطرون على الحكم، والثاني عملي يتعلق بوسائل تحقيق الشق الأول، أي إسقاط النظام؛ أو كما كان يقول رئيس الحركة لرفاقه في التجمع: "تحقيق الشق الأول رهين باسترداد الفضاء السياسي الذى يسيطر عليه آخرون". على ضوء ذلك، توافقت الحركة مع بقية فصائل التجمع على مشروع متكامل لا سر فيه، ولا في الهدف الذى يبتغيه: استخدام حزمة من وسائل النضال هي العمل الجماهيري، والنضال المسلح، والعمل الدبلوماسي بهدف "اقتلاع النظام من جذوره". وكان ذلك هو الرد الطبيعي على من قال "لن نفاوض إلا من يحمل السلاح".
في ذات الوقت أقر التجمع استمرار الحركة في المفاوضات الثنائية تحت مظلة الإيقاد، خاصة وقد رأى أن إعلان مبادئ الإيقاد يعالج مجمل عناصر المشكل السوداني رغم أن الهدف الذى كان يترجاه الرئيس البشير من المبادرة عندما طلب من دول الإيقاد التوسط كان هو "حل مشكلة الجنوب". ويُخيل لي أن بعض فصائل التجمع، رغم موافقتها على استمرار الحركة في التفاوض، لم تكن تتوقع أن تُفضي المفاوضات إلى اتفاق طالما ظلت الحركة تتمسك بالطرح العلماني، وظل النظام يتمسك بالدولة الدينية. وعلى أي، مضت الحركة في التفاوض دون أن تتوقف لحظة عن استخدام وسائل النضال التى خبرتها ودربت عليها، كما لم يكف النظام هو الآخر، عن المُضي في الحرب في ذات الوقت الذى كان يبحث فيه عن السلام.
بدهي أن الحركة كانت تتوقع أن تثمر جهود التجمع في استخدام أدوات النضال المتكامل التى استقر عليها رأيه مما يؤدي إلى إنهاك نظام الإنقاذ إن لم يكن اقتلاعه من الجذور، وهذا ما لم يكن، فلماذا؟ ثمة سببان أحدهما أدائي يعترف به التجمع نفسه وهو عجز فصائله ـ لأسباب عديدة ـ عن التفاعل الديناميكي الذى يحقق تحولاً نوعياً يصبح معه ذلك الكيان الجامع لأغلب القوى السياسية السودانية شيئاً أكبر من مجموع العناصر المكونة له. لهذا القصور كانت هناك انعكاسات على الأداء، خاصة في الميادين التى يُكِسب الانتصارُ فيها التجمع قوة، ويزيده منعة إن لم يكن كمقاتل شرس، فعلى الأقل كمفاوض يأبه له الطرف الذى يفاوضه. هذا الحكم لا ينتقص بحال مما أنجز التجمع في معاركه السياسية مثل إفلاحه في توحيد القوى السياسية بما فيها الأحزاب الكبرى والحركة الشعبية والتنظيمات ذات الجذور الجهوية عبر كل الفوارق الأيديولوجية، وحفاظ هذه الكيانات على سلامة قواعدها وحمايتها ضد محاولات الاختراق الدائمة، والحملات الدبلوماسية لمحاصرة النظام (وإن كان حليف التجمع الأكبر في تلك الحملات هو النظام نفسه والذي تمتع في سنواته الأولى بمهارة فائقة في إطلاق الرصاص على قدميه)، والعمل الشعبي المعارض خاصة في أوساط الشباب والنساء دون انتقاص من المبادرات الهامة للجماعات الطوعية من المحامين والطلاب في تلك الأوساط. الذى يعنينا هنا ،إذن، هو القصور الذاتي الذى حال دون أن يصبح التجمع، رغم كل إنجازاته، قوة يأبه لها من تختصمه، والفشل دوماً يبدأ حيث ينتهي النجاح.
السبب الثاني في القصور عضوي، فلأسباب تاريخية ظلت القوى الشمالية تؤمن إيمانا قاطعاً أن الطريق للإطاحة بالأنظمة التى تستولي على الحكم بالعنف هو الانتفاضة، وأن للانتفاضة هذه طريق واحد لا ثاني له هو العصيان المدني والإضراب العام، ثم انحياز الجيش إلى الشعب، إما كقوة مساعدة داخل الجيش (أكتوبر 1964) أو بمشاركة مباشرة (أبريل 1985). ولكن منذ البداية كانت للحركة قراءة أخرى لما وقع في السودان في الثلاثين من يونيو 1989. ليس في هذه القراءة، هي الأخرى، سر يذاع، كما أن ليس ما سنرويه هو فصل من كتاب يدوي عن كيف تدبر الثورات. هذه القراءة أبانها زعيم الحركة في بعض رسائله، وخاطب بها الجموع في منابر عديدة منها، على سبيل المثال، اللقاء مع السودانيين في القاهرة في ديسمبر 1997. تلك القراءة تقول: "لا غنى للعمل العسكري عن العمل الجماهيري في المعارضة، فكلاهما يكمل بعضه البعض، إلا أن الظن بإمكانية قيام انتفاضة ضد حكومة البشير على النهج المعروف ظن ليس في محله". في تسبيبه لذلك الرأي قال قائد الحركة.. أولاً الفريق البشير لم يقم بانقلاب عسكري وإنما قاد انقلاباً لمصلحة تيار سياسي له رؤاه وتنظيماته ومراكز ارتكازه الداخلية والخارجية. ثانياً أن البشير، كعسكري قاد انقلاباً ناجحاً وشارك في تدبير انقلابات لم تنجح، يعرف أين مكمن الخطر عليه في الجيش. ثالثاً أن التيار الذى يمثله جزء من الحركة السياسية السودانية الشمالية وكان له دور في الانتفاضات السابقة. لكل هذه الأسباب، انتهى قائد الحركة إلى أن النظام سيتجه أول ما يتجه إلى إفراغ الجيش والدولة ومنظمات المجتمع المدني من كل عناصر الخطر عليه فيها، أو على الأقل شل فاعليتها. أضاف أن الانتفاضات حسب التجارب السابقة كانت تتسم بالعفوية، ولهذا فبدون أن تكون الانتفاضة انتفاضة منظمة محمية فلن تقدر على الصمود أمام قوة جماهيرية أكثر تنظيماً مهما كان حجم تلك القوة. وذكر على سبيل المثال أنه لو افترضنا أن الجبهة لا تمثل إلا خمسة بالمائة من أهل السودان فأن وجود 50 شخصاً قادراً ومنظماً ومسلحاً وسط مظاهرة عفوية تضم ألفاً لكفيل بإثارة الفزع بين هؤلاء الألف. لم يلقَ ذلك الرأي اهتماماً، إما للثقة بأن الانتفاضة آتية لا ريب فيها، أو للظن أن الرأي المطروح جاء من رجل عديم خبرة بدروب السياسية في الشمال، أو للقصور الأدائي عن التسخير الأمثل للطاقات التى كانت تهتف في أبريل "مليون شهيد لعهد جديد"، أو لمجمل هذه الأسباب.
http://www.arkamani.org/newcush_files/socioeconomic_issues/mansour/1.htm
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحركة ستعمل مع الآخرين ولكنها لن "تخوض معاركهم" كما ذكر د.منصور خالد (Re: Nazar Yousif)
|
العزيز نزار..
سلام وتحية..
أعلم وأتفهم جيدا لماذا كان الحل ثنائيا.
فالثنائية خطوة وليست كل المشوار. (الآن نرى ذلك)
إتفاق "نيفاشا" أكبر إنجازته وقف الحرب التي إستمرت وإستثمرت الكثير من الوقت والجهد والأرواح.
ومن نجاحاته أيضا إرساء مبدأ المشاركة للأقاليم المهمشة..
ولكنه يظل ناقصا ولا يمكن إعتباره إتفاقا للسلام الشامل.
التفاوض أستبعد القوى الجنوبية والشمالية الأخرى – عدا الحركة والمؤتمر الوطني –
التفاوض أبعد قضايا الشرق والغرب..
التفاوض كان تحت ضغط دولي كبير..
في كل الإتفاقات التي تلته. كان التفاوض حول 52$ من البلد..
وبالطبع الإنقاذ لن تعطي إلا ما يجعل كفتها راجحة. ولذلك لا تتعدى الإتفاقات ساعات الإحتفال توقيعه..
..
حديث ورغبة باقان هنا عن المراجعة. حديث واعي يكشف عقلا وقلبا مفتوحا لباقي المناطق وباقي الأزمات.
وهو أمر يحسب للحركة الشعبية سياسيا. الآن ومستقبلا
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحركة ستعمل مع الآخرين ولكنها لن "تخوض معاركهم" كما ذكر د.منصور خالد (Re: Raja)
|
السيدة العزيزة/ Raja
فبالعودة الي ما سبق ذكره
ومن ناحية اخري فان ما ترددينه بان نيفاشا لا قران ولا انجيل؟ هذه ايضا من العبارات التي تؤكد ما ذهبنا اليه بانهم يطلقون عبارات لا يجوز او لايتناسب اطلاقها في كل الحالات، وان استخدامها لمخاطبة كل حالة او ظاهرة او حتي عقد او ميثاق قد اضرت بنا كثيرا، كما اضرت بالعبارة والقران والانجيل معا. فلقد اطلق بها العنان لخدمة اغراض خاصة بل استغلها الجهلاء والدكتاتوريون، لنقض المواثيق والعهود،وكلنا نذكر كيف ان المخلوع جعفر النميري استغلها واستخدمها باسوا ما يكون في الغاء اتفاق اديس ابابا الشهير. والذي بالغائه قد افضي بنا الي ما نحن فيه من دمارشامل عجزنا في معالجته حتي اللحظة. ناهيك عن الارواح التي فقدناها من جراء الغاء ذلك الاتفاق. واذا كان القران او الانجيل لم يدفعا بنا الي المحافظة والالتزام بالمواثيق والعهود؟ فماذا يدفع بنا الي ذلك؟ ومرة اخري اربا بك ان تكوني والدكتاتور النميري في مركب واحد او بنفس الحجة والمنطق المعوج هذا لخرق المواثيق والعهود او الدعوة الي خرقها باستخدام هذه العبارات المغرضة. والقران والانجيل بريئين مما يزعمون ويفعلون ولو باسمهما.
والقران الذي جاء من عند الله جاءت كوثيقة ملزمة لنا مع الله كما هي ملزمة لنا بالمحافظة علي المواثيق والعهود، وليس العكس. بل ان استغلال اسمه في كل مثل وكل مضرب دون تمحيص او لاستباحة حقوق الاخرين، اولخرق المواثيق والعهود معهم لاكبر ضرر تلحق بالقران نفسه.
اما عن انجازات نيفاشا، فمن لم يراها عليه او من الافضل له ان يذهب ليبحث له عن الدواء لما به من مصاب جلل؟ واننا لنجزم بان انجاز نيفاشا في وقف حرب الاربعون عام الي الابد وحده اعظم انجاز في تاريخنا السياسي الحديث. والذين يريدون استمرار الحروب لتفريغ البشر واستلام الارض فهذا عين المستحيل؟ اما من يعتقد في الحرب انه جهادا بالفعل لحرث الغنائم او دخول الجنة بغير حساب، فعليه ان يحزم امتعته ويذهب الي تورابورا او الي اي مكان اخر غير ارض السودان.
كما ان الحقوق التي تضمنها اتفاق نيفاشا لشعب السودان عموما، وشعب جنوب السودان خصوصا لايوجد له مثيل في اي عقد او ميثاق اوبرنامج حزبي منذ الاستقلال وحتي اللحظة؟ كما لم يتمكن كل الاحزاب التي تدعي المعارضة الان ان تنتزع لجماهيرها خاصة ولشعب السودان عموما ما انتزعته نيفاشا لشعب السودان كافة؟ ولكن هل نحن جادون في الوقوف معها؟ومن ثم نقوم بدورنا الحقيقي بان نشكل الضغط اللازم للموتمر الوطني للتنازل لصالح شعبنا؟ انا اشك في ذلك بل ان احزاب المعارضة الان اقرب الي الموتمرالوطني من جماهيرهم،كما لا ندري ماهو برنامجهم للمرحلة غير الكلام المكرر كل يوم. ولا يقومون باي تضحية، فكيف يستطيع نيفاشا او غير نيفاشا ان يعمل شئ؟! وان اعادة فتح نيفاشا لايغير من الامر شيئا، حيث اننا سواء كان ناس دار فور اي اقليم اخر بالقطع لايطالبون حقهم من نصيب الجنوب التي فصلها نيفاشا بنسبة 28% وانما كل حقوقنا كشعب ما يسمي بشمال السودان السياسي والجغرافي في نسبة ال52%
يعني بالواضح في جيب الموتمر الوطني في الخرطوم ومافي داعي يا Raja يااختي نشوف الاسد يستاسد بكامل حقوقنا بالارقام الصحيحة والنسب المئوية الواضحة بالعين المجردة ونبحث عن دربو؟! ودا كله استسلامنا كاجيال لهذه التصنيفات العنصرية والمغرضة بان هناك شمال سياسي وجنوب جغرافي ، وهذا مسيحي زنجي وذاك عربي مسلم او مبرقع ولا ما بعرف ايه؟! وكان لابد ان نقتتل خمسون عاما في ماذا؟ لا ادري؟! تامر اجنبي! ومين هؤلاء الاجانب؟ ووين هم الان؟ مافيش،والله اعلم.
شكرا مكررا
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Ahmed Osman
HAYDER GASIM
Raja
Khalid Kodi
أبوبكر أبوالقاسم
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست