|
|
 غربة وإغتراب ذات
|
ما أبلغ "سرنديب" البارودي في وصف غربتي:
أبيت في غربة لا النفس راضية بها * ولا الملتقى من شيعتى كسب
ولا رفيق تسر النفس طلــــــــعته * ولا صديق يرى مــــا بي فيكتئب
ومن عجائب ما لاقيت من زمـــــــني * أنى بُليت بخطب أمره عجب
فان يكن سآنى دهري وغــــادرنى * في غربة ليس لي فيها أخ حدب
فسوف تصفو الليالي بعــــد كدرتها* وكـــــل دور إذا مـــــــا تم ينقلب
إنه حنينٌ مشبع بالأنين ،
وأنينٌ يعجُ بالحنين !
إنها حكاية وطن وغربة ذات
هذا حالنا فكيف حالكم أخي الأديب فضيلي جماع
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غربة وإغتراب ذات (Re: مي أبوقصيصه)
|
مي أبوقصيصه
سلام من الله عليكم ،،، ورد الله غربتكم !
نعم الغربة كربة كما كانت تقول والدتي رحمة الله عليها ..
وغربة الروح أشد وأكرب على النفس !
كتب أخي وصديقي شمس الدين بشرى عن صباح الغربة الآتي :
صباح الخير أيتها الغربة...ويتثأب اليوم..!
إنها السابعة عملا.. والدقيقة ضجرا.. والثانية الروتين..!
وكوب شاي في محاولة لإنعاش مسامك.. طالع ..نازل..واقف ..جالس
أقلام ...دفاتر...جهاز .. ..سارح.. سائق..شارد... هاتف...كتابة..بعيد
عن المنتدي ...ولا صبابة..! تساؤلات.. إجابة...نحن غلابة...!!
كوب قهوة أخر ...والفتور يلازمك..الصباح بطئ في دواخلك بحلول
الإحساس الشتائي.. وتغير الطقس في جواك..! هنا الوجع حيث يستوي
الليل والنهار.. وتموت الفصول الأربعة..!
أكتب ..أشطب.. ناقش ..حاور..أصرخ..أنزف..إنها العاشرة صباحا
عمل كلل..ملل..الثانية عشرة ..وأنتصف النهار..بلا قرار...!
الصلاة الغذاء...جرعة ماء.. عودة للعمل..!!َ
الواحدة - النصف بعد الواحدة..الغربة.. الكربة.. الموت وإنت حي..!
التربة..! الثالثة عصرا.. الصلاة.. الإحتماء بالروح .. غربة وجروح..!
هيا للعمل..العمل ود الكلب الأمل...قدر ..سفر..جاء المساء...!!
الخامسة مساء...!هل تعمل أم تنسحب..؟ طبعا أكيد أعمل شهيد ..أجر
إضافي..! الريال ود الحلال..! هنا لافرق بين زيت الماكينة .. وعرقك..!
ليلا.. مهدود ..مجهود..مكدود..بالغرفة.. إسترخاءة..إغفاة..إغماءة..!
دش يزيل هذا التوتر والأسي.. التلفزيون ..الجرائد..الإستريو ..التلفزيون
صلاة العشاء.. والعشاء..العالم بين يديك..!
ولكنك تعش خارج حدود هذا العالم الأن..!
أخذت الملعونة الغربة حتي إستمتاعك بالحياة وحركتها من حولك..!
والليل يزحف سلحفاة..! الليل ذئب يعوي في أعراش غربتك وأفكارك
الليل الأسود يلد طفل الشمس الصباح..وغدا تشرق الشمس.. وحينما
تشرق لاتري حتي أشعتها الذهبية..!
بل تذهب مباشرة للعمل من جديد...!!
هكذا يتسرب اليوم من بين يديك..!!
اليوم مثل الماء..!
لاطعم له..
ولا رائحة..
ولالون..!!!
شمس/ الرياض
بتاريخ الإنصهار..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غربة وإغتراب ذات (Re: وصال عالم)
|
دعتني أختي الفاضلة الأستاذة مي أبوقصيصةإلى المنصة لآجيب على سؤآل أعيش تفاصيله لكني لم أفكر في الحديث علنا عن تفاصيله. ودعوة مي هنالا تخلو من نوع الحيل الماكرة (لكنه مكر طيب)..نعم هناك مكر طيب..فالله عز وجلا هو خير الماكرين كما ورد في القرآن لكنه المعنى الإيجابي للمكر! ولعل القانونية الضليعة وربيبة البيت الذي شهر باستغراق أفراد كثر منه في مهنة القانون قصدت أن تجرني إلى الساحة بسؤال ناعم للغاية..لكن الإجابة عليه تتطلب الزوغان أحيانا. لذا فإن مداخلتي ستكون من نوع بسط شرائح من تجربة شخصية ربما لا يكون هناك جديد فيها لمن يقرأ مداخلتي!
الغربة مثل كثير من أنماط وتجارب الحياة، تتشابه في الإطار وتختلف في التفاصيل. عشت وأسرتي الصغيرة 17 عاما و10 أشهر (أي 18 عاما إلا شهرين) وهي عمر صبى في أسرتي يعد نفسه ليلتحق بإحدى الجامعات البريطانية بعد عام ونصف العام بإذن الله!
ولعلي أشارك مي في تأسيها بأبيات الشاعر الفارس محمود سامي البارودي وهو يتجرع مرارة الغربة ليلة إثر ليلة. لكني أقول إن النظر إلى العيش بعيدا عن الوطن والأهل والعشيرة من حيث مردودهاالسلبي هي نظرة لا تخلو من تقييم سلبي لمردود سنوات العيش خارج حدود حغرافيا الوطن بما في ذلك من تعلق نوستالجي بتلك الجغرافيا وما بها من تضاريس ثقافية هي جزء من تكوينناالنفسي بلا شك. أنظر إلى تجربتي بسالبها وإيجابيها.. طارحا السؤال الهام عند التقييم للتجربة: ماذا تراني كنت وكان حالي وحال أسرتي الصغيرة لو أني لم أختر المنفى الآختياري لقرابة ال18 عاما (رأيت فيها وطني مرتين ..كانت أولاهما بعد غياب 14 عاما متواصلة من حدود الوطن)؟
لن أجيب على هذا السؤال تفصيلا..فالأمر يختلف من شخص لآخر. هناك اشخاص خرجوا مغاضبين ويطلبون سلطة..وحين لوح لهم بها سارقوا السلطة وأعمار الناس في الخرطوم عادوا..وأنا والحمدلله لست أبحث عن معادلة سياسية تنتهي بجلوس زيد أو عبيد في كرسي الحكم. لي همومي السياسية مثلما للملايين ممن حملوا حقائبهم وهجروا الوطن..ولكني أدعي أن معادلتي السياسية التي أسعى مع الكثيرين لإحلالها في بلدي ربما تستغرق عمرا..والصراع حولها هو صراع من أجل إحلال ذهنية ومفاهيم عصر وليس كرسي أو شخص. وسلاحي لها هو قلمي وتهيئة أولادي وأجيال معهم ان يتشبثوا بحقهم في التراب وأن ينتموا إلى وطن يقبلهم جميعا. وطن يرفض ثقافة المليشيات والموت المجاني الرخيصّ!
بالنسبة لي كشخص اختار سلاحا حضاريا هو الكلمة فإن وجودي في بلد يمسك فيه صغار الآلهة بزمام الأمور صباح مساء مقتحمين خصوصياتنا بدءا بكيف نمشي في الشارع وكيف نفكر وكيف نعبد
الله فإن المسالة تبدو ضربا من المستحيل أن أكون هناك وأن أربي اطفالي كما أشاء وأن أفكر بهدوء لأنجز بعض الحلم. لذا اخترت أن أعطي نفسي براحا خارج وطني الذي لا يشك إلا مكابر من أنه أصبح سجنا كبيرا. لست فرحا أنني خارج حدود وطني الذي أحبه حد الجنون..ولكني سعيد أنني أملك وقتا لي ولأطفالي و.....لمن أكتب لهم. وأعتقد أنني بهذا الزعم وهذه الكيفية عشت غربتي بكثير من التوازن. نعم هنالك ليالي بها من المرارة ما بها..نعم رحل أحباب عن هذه الفانية دون أن ألقي عليهم نظرة الوداع الآخيرة..لكن تلك سنة الله في الكون.
هنالك شيء أود الاعتراف به: لم يكن بمقدوري فعل كل هذا لو لم يكن بمعيتي سيدة سودانية تحملت معي هذا الخيار القاسي، أعني زوجتي. ولم يكن بمقدورنا-هي وأنا- أن نصبر كل هذا الشوط لو لا الدعم النفسي من أفرادأسرتينا وأصدقائنا أينما وجدوا. وكذلك صحبة أخيار الناس من الرجال والنساء ممن تشرفنا بالتعرف إليهم في سنوات غربتنا وصداقة بعضهم..وذلك كنز نحن حريصون عليه.
الغربة بهذا المفهوم ياأختي مي ليست كلها وجعا..بل لها مردودها الإيجابي الكبير.
هل تراني أجبت على بعض سؤالك يا أستاذة مي؟ آمل ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غربة وإغتراب ذات (Re: فضيلي جماع)
|
أستاذي الأديب فضيلي جماع
أنك لم ترد على تساؤلاتي فحسب بل أنك وفيت وأستوفيت القول ، لا فض فوك ولا إنكسر لك قلما، صحيح أخا الغربة إن التأسي في الغربة يكون بالتعرف على معادن أصيلة ونماذج طيبة من البشر ، وهذا لعمري حكمة وجودنا في هذه الفانية .
ويبدو أن حدسي لم يخطئ حين وجهت سؤالي إليك ، لعلمي أن قلم مثل قلمك الجسور هو خير من سيحكي لنا تجربة الـ 18عاما في بلاد المهجر.
أرجو ألا تتوقف عن هذا الإسترسال أخي فضيلي ولنصغي لسردك عسى أن يجد بعضنا السلوى في تلك التجربة.
لك وللأخت آسيا زوجكم المصون ولجميع أفراد أسرتك الكريمة دائم الود والتقدير.
مي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
وصال عالم
فضيلي جماع
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست