|
الامة الاسلامية تستعيد عافيتها وتحلق من جديد (2)
|
الامة الاسلامية تستعيد عافيتها وتحلق من جديد (2)
قال الله تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم (الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم) النور -35
تحدثت في المقال السابق عن المنظور الوظيفي واقصد به التفكيك الوظيفي للنظام اليساسي التقليدى في الاسلام الذي اري انه لا مناص منه لنهضة الامة الاسلامية وفيه يمكن اعادة هندسة النظام السياسي التقليدى (الخلافة) في شكل جديد ونمط جديد وتركيب جديد بحيث يفي بحاجات الامة المتجددة.
ولكى اقرب فهم المنهج الوظيفي للاذهان ادلف الي شرح بسيط عن كيف ان المنهج الوظيفي في اعادة الهندسة ضروري وقادر علي ان يقود الامة الاسلامية نحو مستقبل مشرق وواعد لانه يستجيب لحاجات الامة المتجددة وغيرها، وبغيره ستظل الامة في الظلام والتخلف والتبعية الذي يريده لها المتربصون .
منذ الازل حاول الانسان ان يطير ويحلق في الفضاء كما الطائر يفعل . ولكن فشلت محاولاته كلها . لانه لم يتبع المنهج الوظيفي في تحليل وتفكيك عملية الطيران . فعباس بن فرناس دق عنقه وهو يحاول الطيران باستخدام المنهج العضوي في التحليل والتفكيك والتفكير. فاصحاب المحاولات الفاشلة قاموا بتحليل الاجزاء الفيزيائية للطيور التي ساعدتها علي التحليق والطيران فوجدوها كالاتي :الارجل ، العيون، العقل، الاجنحة . فقالوا نمتلك كل هذا فقط نحتاج الي الاجنحة وصنعوا اجنحة وحاولوا الطيران وقشلوا. الفشل هنا يبين ان النموذج الذي بني علي التحليل العضوي فاشل .فهل يمكن بناء نموذج اخر يساعد الانسان علي الطيران؟؟؟؟.
نعم جاء الاخوان رايت وعلي النقيض اتخذوا المنهج الوظيفي في اعادة الهندسة، وفككوا وظائف الطيران فوجدوها الاقلاع والهبوط ، تحديد الموقع والسرعة، الملاحة، الدفع الافقي، الدفع الراسي .
عندما تم فهم ان الدفع الافقي والدفغ الراسي هما وظيفتان لا واحدة تم صنع عناصر او اجزاء فيزيائية لكل منهما فمحرك الدفع للدفع الافقي والاجنحة للدفع الراسي . وفقط عندئذ وباستخدام النموذج الوظيفي في اعادة الهندسة استطاع الانسان اخيرا ان يطير في الفضاء.
الجدول الاتي يوضح كيف تخطط الوظائف الي اجزاء فيزيائية التفكيك العضوي مقارنة بالتفكيك الوظيفي الوظيفة الجزء الفيزيائي في الطائر الجزء الفيزيائي في الطائرة الاقلاع والهبوط الارجل عجلات وشدادات وغيرها تحديد الموقع والملاحة العيون الرادار االملاحة العقل والمخ الكمبيوتر والعقل الدفع الافقي الاجنحة المحرك الدفع الراسي الاجنحة الاجنحة
يلاحظ ان الطائر يستخدم عنصر فيزيائي واحد لوظيفتين وهما الدفع الافقي والدفع الراسي . ولكن الانسان لكي يحلق كان عليه ان يستخدم عنصرين ميكانيكيين وهما المحرك والاجنحة. هنا يبدو السؤال اذا كانت احدي وظائف النظام السياسي التقليدى في الاسلام هي ممارسة الدعوة الي الله اليس من الحكمة ان تترك هذه الوظيفة الي المجتمع ومنظماته كي تؤدي ذلك الامر بحرية وابداع وكفاءة وترك الدولة تقوم ببناء الامة القوية والدولة والنهضة والوحدة والحضارة والوظائف الاخري بكفاءة فتكون بذلك قادرة علي الدفاع عن الحريات واهل الدعوة والمنظمات وحمايتهم من الطغيان الداخلي والخارجي ؟؟؟هذا سؤال للناس؟؟؟.
هذا المثال يوضح ان الانسان لم يحلق في الفضاء الا بعد ان اعاد اكتشاف عملية الطيران من منظور وظيفي .
وكذلك الامة يجب ان تستخدم المنهج الوظيفي في التفكيك والتحليل لنظامها السياسي التقليدي المعروف بالخلافة ثم تعيد هندسته بشكل جديد واسلوب جديد بحيث يؤدي الوظائف المعلومة والمتجددة وبما يفي بحاجات الامة وتطلعاتها(ثورة ضد ما بلي من فقه سياسي ودستوري وبناء واصلاح وارجو ان ياتي الامر بدفع العلماء لا بدفع الشعوب فالقميص القديم لم يعد يناسب الامة الان بل خنق وسيظل يخنق الامة) . فقط وفقط عندئذ تستطيع الامة ان تستعيد عافيتها وتحلق من جديد في سماء العالم.
والحمد لله رب العالمين م/ شريف محمد شريف علي ام درمان –السودان 0122426440
|
|
|
|
|
|