|
Re: يا اخوانا الصورة دى لبس الحرس الحمهورى متين اى معلومة? (Re: بكرى ابوبكر)
|
ناديا البلبيسي: يُعتبر القصر الرئاسي السوداني واحداً من أقدم وأعرق المباني في السودان, كما يُعدّ تحفةً معمارية, وقد شهد على كفاح السودانيين ضد المستعمرين الأتراك والإنجليز, وفي مفارقة غريبة بدا القصر وكأنه يؤازر الشعب ضد كل من يحاول إذلاله, حتى من حكّامه الوطنيين, فكان نصيب الحكام الأجانب القتل, أما حكامه السودانيون فكان مصيرهم جميعاً إما العزل بثورةٍ شعبية, أو الإطاحة بانقلابٍ عسكري, وبقي القصر رمزاً للصمود والعراقة. كوثر بيومي والتفاصيل.كوثر بيومي: قصورٌ كثيرة في أنحاء العالم ربما تفوق القصر الرئاسي السوداني من حيث عراقة الماضي, والطراز المعماري الباهر, لكن هذا القصر العتيق يضيف إلى ماضيه التليد ونسقه المعماري البديع موقعه الجغرافي الفريد, حيث تمزج الطبيعة في سحرٍ خلاب مياه النيلين الأزرق والأبيض, لتبدأ المسيرة الخالدة لنهر النيل العظيم من تحت أسوار هذا القصر, كأنه شاهدٌ على وحدة هذه البلاد منذ القدم, ويحفظ القصر بين جدرانه تقاليد راسخة لم يفلح تعقّب الأيام والحكام في محوها, ولعل مراسم تغيير الحرس الجمهوري أحد أبرز هذه التقاليد, وتُجرى في الجمعة الأولى من كل شهر, حيث يبدّل الحرس نوباته فتقوم الفرقتان القديمة والجديدة بتبادل المواقع في شكلٍ استعراضي بمصاحبة الفرقة الموسيقية للحرس, ووسط حضورٍ شعبيٍّ كثيف.ويضمّ المتحف الملحق بالقصر قطعاً أثرية وتحفاً نادرة, Quote: تسجل تأريخه منذ تشييده على يد الحكام الأتراك بعد أن وطئت أقدامهم أرض السودان في العام 1821, |
وأغرب المفارقات أن حكام هذا القصر من الأتراك أو الإنجليز انتهى مصير أكثرهم إلى القتل, وأشهرهم على الإطلاق الجنرال الإنجليزي جورج جوردن أو غردون كما يحلو للسودانيين أن يطلقوا عليه, فقد قتله أنصار الزعيم الديني محمد أحمد المهدي في العام 1884 وهو في طريقه من غرفته بالطابق الأول إلى غرفة الجلوس, وجُزّت رأسه وقُدمت إلى المهدي الذي لم يكن يريد قتله بل أسره فقط ليقايض به الإنجليز في مصر مقابل إطلاق سراح الزعيم المصري أحمد عرابي, ولم يتبقَّ اليوم من غردون إلا هذه اللوحة الزيتية وهذا التذكار على الجدران.مئةٌ وسبعون عاماً هي عمر هذا القصر بقيت شاهداً على كفاح السودانيين من أجل عيشٍ كريم, وعلى حكامٍ عاشوا وحكموا من خلاله,
العربية: محطات: القصر الرئاسي الأقدم والأعرق في السودان
| |
|
|
|
|