انتصار الخرطوم وفشل الدولة الاسلامية (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2008, 07:07 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتصار الخرطوم وفشل الدولة الاسلامية (1)

    انتصار الخرطوم وفشل الدولة الاسلامية (1)
    م/ شريف محمد شريف علي



    ساتحدث في مقالين عن الدولة المهدية وعن قيادة الامام المهدي وعن استشراف المستقبل .

    تحرير الخرطوم يمثل ذروة انتصارات الدعوة المهدية ونقطة التحول من تكوين الثورة الي تكوين الدولة.

    نجحت المهدية في التحرير ،واستطاعت ان تقيم الدولة المهدية علي النمط التقليدى اي النظام السياسي التقليدى في الاسلام . هذا النظام لم يستفيد من التجارب الانسانية الماثلة ولم يستوعب الحاجات المتجددة للامة لذلك لم يستمر كثيرا ولم تقدم الدولة للامة السودانية الا القليل علي خلاف بين الناس من حيث العمران او التقدم العلمي او الادبي وغيرها من مظاهر التقدم والحضارة .

    طبعا هذا لا ينفي ماقدمته الدعوة المهدية كدعوة مستمدة من العقيدة الاسلاميةويقدم البرهان العملي علي ان الايمان له قيمة مادية محسوسة بخلاف من يقول ان الايمان بلا قيمة وعاجز عن ان يقدم شيئا في عالم المحسوسات.
    وقد يكون مرد ذلك الفشل في النظام السياسي والدولة الي ثقافةالامام المهدي التي دارت في فلك المعرفة الدينية فلعله لم يطلع علي النظم السياسية في العالم وكيف تطورت .

    العيب يكمن في ان ان النظام السياسي التقليدي في الاسلام من حيث الشكل لا يستوعب حاجات الامة في زماننا هذا وهذه حقيقة علمية اثبتتها التجارب منذ فشل وسقوط الدولة العثمانية وحتى نظام طالبان الذي اقام دولة اسلامية علي النمط القديم .

    نعم ان نظام الخلافة قد قد استوعب حاجات العهد الاول للاسلام وحاجات الامة في ذلك الزمان باحسن ما يكون لذلك نجد من يطالب به من المسلمين اليوم.

    بل استطاع خليفة مثل عمر بن الخطاب ان يثير دهشة منظري الفكر السياسي والعلماء ويقلب كل افتراضات النظريات السياسية راسا علي عقب في سلوكه وادائه في الحكم من حيث طبيعة الانسان في السلطة ، بل اجزم ان سيدنا عمر بن الخطاب كقائد سياسي هو ظاهرة فريدة لن تتكرر .

    ولكن تطبيق نظام الخلافة اواي نظام سياسي للدولة الاسلامية في عصرنا هذا بشكله القديم لا يستطيع ان يؤمن حاجات المجتمع ولا ان يساعد علي التطور ولا ان ينافس الانظمة السياسية الموجودة غي عالمنا اليوم ، سيكون نظاما اشبه بالخيل تسابق الطائرات.

    الان اي نظام سياسي عليه ان يوفر ويؤمن حاجات المجتمع ويفي بمتطلباته المتجددة بتغير الاحوال والزمان اي يجب ان يكون مرنا قابلا للتشكل بالصورة التي تجعله يؤدي وظائفه باحسن وافضل وامثل مايكون.

    بل علي اي نظام سياسي ان يسير الدولة باقصي كفاءة ممكنة وان يساعد ويرعي تقدم العلوم والحضارة والابداع ويرقي بالمجتمع بافضل الوجوه.

    اي نظام سياسي لا يتفوق سوف يتخلف ومن ثم ينقرض بهروب الناس من ظله زرافات ووحدانا.

    اذا التحدي الماثل امامنا اليوم هو هل يمكن تطوير النظام السياسي التقليدي في الاسلام او بصورة اخري كيف ننزل النظام السياسي الذي عرف بالخلافة يوما والذي استطاع كما يزعم المسلمون في العهد الاول ان يوفر العدل والمساواة والرخاء والرحمة وسيادة القانون في عالمنا اليوم بحيث يوفر نفس هذه المتطلبات ثم يستوعب الحاجات المتجددة للامة في عصر متسارع تتنافس فيه الدول والبقاء فيه للاصلح والاقوي، هل نتخلف ام نسعي للتقدم؟ هل نقدم نظاما للعالم ذو ميزة تنافسية ام لا ؟.

    اري انه يمكن تطوير تنزيل النظام السياسي في الاسلام بحيث يستوعب حاجات الامة المتجددة ويستفيد من التجارب الانسانية ويحقن دماء المسلمين ويقود الامة الي المستقبل المشرق ذلك عن طريق مايعرف بالمنظور الوظيفي للنظام السياسي –وفيه يعاد تفكبك النظام السياسي التقليدى(نظام الخلافة) ثم يعاد تجميعه وتعريفه بشكل جديد ونمط جديد .

    وحقيقة خير ماوجدت في وصف وظائف النظام السياسي في الاسلام في شكله التقليدي (نظام الخلافة) هو قول سلمان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث عن الفرق بين الملك والخليفة الذي ينص علي ان الخليفة يفرق عن الملك في انه (يعدل في الرعية ، ويقسم بينهم بالسوة ، ويشفق عليهم شفقة الرجل علي اهله ،ويقضي بكتاب الله ) . وهذه المطلوبات تحتاجها كل الامم فالعدل والمساواة والرحمة وسيادة القانون هي وظائف اي نظام سياسي راشد بل ان خليفة عمر رضي الله عنه اقام العدل في نفسه واهله قبل ان يقيمه في الناس وهذا يدل دلالة قاطعة ان النظام التقليدي في الالسلام اقام العدل في نفسه اي بلغة العصر امتنع عن الطغيان، غير ان هذه المطلوبات لا تفي باحتياجات عالمنا اليوم فتجاربنا من اقتتال علي السلطة واستخدام العنف طلبا للسلطة وفساد السلطان بفعل السلطة وتخلف الامة بسبب شكل النظام وتأخره عن انجازات الانظمة السياسية في العالم المتقدم ، ولكي نكون اذكياء نتعلم من تجاربنا واخطائنا منذ الفتنة الكبري, بل مصلحة الامة تحتم اضافة مطلوبين اخرين وهما الحاجة الي الحرية والحاجة الي منع الطغيان.

    اذا لم تستوعب امتنا امة الخير، اذا وفت جواب الشرط ، هذين المطلوبين في نظامها السياسي، واكرر الحرية ومنع الطغيان ولم تعيد تفكبك النظام السياسي التقليدى(نظام الخلافة) من منظور وظيفي ثم تعيد تجميعه وتعريفه بشكل جديد ونمط جديد بحيث يفي بتلك المتطلبات جميعها فاخشي ان يصدق فيها المثل القائل ان امة الخراف لن تجد الا حكومة الذئاب .

    والحمد لله رب العالمين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de