ورحلت أم المساكين سارة الفاضل:بقلم الأستاذة لبنى يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 02:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2008, 01:56 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورحلت أم المساكين سارة الفاضل:بقلم الأستاذة لبنى يوسف


    ورحلت أم المساكين ..........سارة الفاضل
    لبنى يوسف*


    في الحياة اناس نتمنى ان تمتد حياتهم للابد حتى تتعلم منهم الاجيال الخير والجمال والحب مثل السيدة سارة الفاضل التي إن غيب الموت جسدها فسيسجل التاريخ افعالها الفاضلة ، فهي ستظل كما كانت في حياتها نبراسا يضئ الطريق للاجيال القادمة، فسارة ستظل مدرسة شامخة تخرج جيلا تلو جيل في حب الوطن والاخلاص حتى الموت.
    فسارة التي صحبتها زماناً طويلا رغم فارق السن بيننا عهدتها امرأة صلبة في اصعب المواقف، ثاقبة النظرة في ادق القضايا،شفافة في ارائها واصيلة في تعاملها مع الاخرين مهما كانوا، فهي لم تعرف التقليل من شأن احد مهما كان ومهما كان اختلافها معه فهي لا تسخر ابداً من أي شخص أو تستفزه .
    عهدت فيها الحكمة والحنكة التي اهلتها للتعامل مع كل انواع البشر المختلفين والمتنافرين جنسا ، وعمراً وطبيعة، فهي كانت قادرة على ارضاء الكل، فقد استطاعت بحكمتها ان تسوس كل من تعامل معها مما اهلها لاعتلاء ارفع المناصب في الحزب بقبول من كل الاعضاء الرجال قبل النساء.
    وسارة كانت خير تجسيد لوصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (لا تغضب)، فهي كانت لا تعرف الغضب فطوال علاقتي بها لم ارها غاضبة، وحتى لو غضبت او استفزها موقف ما من أي شخص لم تكن تنفعل او تبدئ غضبها فقد كانت شيمتها الهدوء، جعلها الله في زمرة الكاظمين للغيظ والعافين عن الناس.
    كانت ذكية ولماحة وقوية الشخصية مما اكسبها ثقة كل رجالات الحزب وعلي رأسهم الامام السيد الصادق المهدي حتي اصبحت ساعده الايمن في معالجة قضايا الحزب والاسرة والوطن، حيث كانت بمثابة الآم والاخت لكل اعضاء الحزب رجالا ونساءً،
    وكل من عرف سارة فقد عرفها سيدة في المجالس والمجتمع وسيدة في الحديث، فقد كانت ذات قدر عالٍ بين اسرتها واصدقائها والمقربين منها، فسارة كانت ودودة مع الكل،مقتضبة في الحديث ، فقد كان حديثها مفصلاًَ على قدر المعني المقصود في لغة سهلة وسلسة عربية كانت ام انجليزية ، فهي ان تحدثت العربية افصحت في سلاسة محببة للنفوس ومخارج واضحة، واذا تحدثت الانجليزية افهمت وافضل من وصفها صحفية جنوب افريقية زارتها في دارها يوماً فقالت "أي متعة وسلاسة في لسانها ومقاطعها المعبرة السلسة" فليس ذلك غريبا على من تخرجت في ارقي الجامعات ونالت من الشهادات اعلاها .
    كل ركن في دارها بالملازمين يشهد لها بالكرم وحسن استقبال لزوارها من الكبار والصغار ، فقد كانت كريمة في ترحيبها ومقابلتها،فهي ودودة من غير تكلف، بارة بصغار الحزب، موقرة لكباره، منصفة لضعافه ، مطيبه لخواطر مكلوميه في ضرائهم،مشاركة لهم في سرائهم دون تكبر او انفة.
    فقد عهدتها مستمعة جيدة لشكوى الاخرين رغم همومها الكثيرة ، لا تتجاهل طفلاً ولا كبيراً، وذو الحاجة كانت تكرمه، فهي تستقبلك بالكلمة الطيبة وتودعك بافضل منها ولا تطمئن حتى توفر لك وسيلة تحملك لاهلك.
    كانت كريمة حين تدخل عليها تخدمك بنفسها وتقدم لك أفضل ما عندها ، لم يخرج منها جائع ولم تسد باباً أمام احد ، كانت عيناها تترقرقان بالدموع كلما انّت احدانا او شكت لها ، كانت كاتمة الاسرار وكنا نأتمنها على ادقها ونستنصحها فلا تتردد .
    وفوق ذلك كانت متواضعة زاهدة، لقد نالت المقعد الوحيد للمرأة في الهيئة القيادية لحزب الامة اثناء انعقاد مؤتمر 1986م وعندما فصّل كل واحد سيرته الذاتية وقفت قائلة في نكران ذات "لو اعطيتموني اصواتكم فأنا امكم واختكم" فقط ؛ لقد احتسبت سنوات نضالها كلها .
    فسارة لمن لا يعرفها عاشت عمرها بين المعتقلات في الداخل او في سجن الغربة اثناء النضال ومعارضة الانظمة العسكرية التي حكمت السودان ردحا طويلا من الزمان، فهي لم تعرف حياة الدعة ابدا حتى عندما نال حزب الامة أعلى الأصوات وتولى السلطة ظلت تعطي كل وقتها للعمل.
    أسست امانة المرأة لحزب الامة ووضعت الهيكل التنظيمي لامانة المرأة بالحزب لأول مرة فكانت نقطة تحول في تاريخ العمل الحزبي عامة والنسوي بصفة خاصة، كانت أول من يدخل الى المكتب واخر الخارجين.
    سارة الفاضل لم تكن تابعا لزوجها بل حافظت على استقلاليتها في الأسرة وفي الحزب مما اكسبها حب واحترام الجميع داخل الحزب وخارجه.
    وخلال عملها كسبت العديد من الألقاب فهي أم الحواريات وأم الأنصاريات وأم المساكين ومدرسة الأجيال ومستودع الأسرار وراعية الطلاب كيف لا وهي التي ظلت تسهر على راحة الجميع لا تفرق بين أبنائها والآخرين .
    سارة ليست فقداً لابنائها فقط ، بل هب فقد الوطن والامة والانصار وعزاؤنا انها في جوار الله تعالى ، رحمها الله وانزل عليها شآبيب الرحمة امين
    *صحفية بالخرطوم مونيتور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de