|
|
 سلفا كير يبحث عن الدعم العربي والاستثمارات العربية في القاهرة
|
تقرير: عمر الكدي
15-02-2008
دعا النائب الأول للرئيس السوداني، ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت مصر إلى مساعدة الحكومة السودانية، على حل أزمة دارفور، وأيضا على تسوية الخلافات مع الجارة تشاد، وتطبيع العلاقة معها. وقال كير في مؤتمر صحافي عقد يوم أمس في القاهرة، بعد لقاءه مع الرئيس المصري حسني مبارك، أن المشكلات التي تعترض قوات حفظ السلام في دارفور يمكن تداركها، مؤكدا أن الخيار الأول الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها، هو (خيار الوحدة) " الاتفاقية تنص على أن خيار الوحدة هو الخيار الأول." مضيفا "نحن في حكومة الجنوب لسنا من يجعل خيار الوحدة جاذبا ولكن هذا دور حكومة الوحدة الوطنية هي التي تقوم بكل ما يجعل هذا الخيار جاذبا ".
حسني مبارك
سلفاكير مياديت
من ناحيته أكد الرئيس المصري حسني مبارك حرص مصر على إرساء دعائم الاستقرار والسلام في كل أنحاء السودان، مع مواصلة بذل الجهود من أجل إنجاح اتفاقية السلام الشامل في الجنوب، قائلا أن:
" خيار الوحدة هو الأول لجنوب السودان ونعمل من أجل أن يكون خيارا جاذبا لا كاذبا وندعو الدول العربية الحريصة علي وحدة السودان إلي أن تضخ استثماراتها في الجنوب لإقناع أبنائه بالوحدة."
ويدرك سلفا كير ميارديت أن جعل خيار الوحدة جذابا لمواطنيه الجنوبيين، يحتاج إلى جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية إلى منطقة الجنوب تحديدا، والتي تضررت بشكل كبير من أطول الحروب الأهلية في القارة الإفريقية، والتي استمرت منذ عام 1983، ولم تتوقف إلا بعد توقيع اتفاقية نيفاشا عام 2005، ومن بين الاستثمارات التي يتطلع نحوها أهل جنوب السودان الاستثمارات العربية، والخليجية على وجه الخصوص، لذلك لم يتردد الرئيس المصري في دعوة الدول العربية إلى الاستثمار في جنوب السودان.
إعادة اقتسام مياه النيل!
ومن ناحية أخرى تدرك مصر أهمية السودان بالنسبة لها، وأيضا أهمية الدول الإفريقية التي يجري في أراضيها نهر النيل، وهو عصب الحياة الرئيس في مصر، وكانت الدبلوماسية المصرية دائما تلعب دور الملطف للصراعات الداخلية في السودان، وتحاول رأب الصدع بين الأخوة المتحاربين، وآخر ما تتمناه مصر هو انفصال جنوب السودان، مما سيترتب على هذا الانفصال إعادة تقسيم مياه النيل.
علاقة ملتبسة
يذكر أن علاقة الجنوبيين بالعرب ساءت إلى حد كبير منذ اندلاع الصراع، وذلك لأن أغلبية الجنوبيين يعتقدون أن الدول العربية تقف مع الحكومة السودانية ضدهم لم تبذل جهدا للاستماع لوجهة نظرهم، ولولا محاولات الراحل جون قرنق الذي ارتبط بعلاقات صداقة مع عدد من القادة العرب، وأبقى دائما على الجسور بينه وبين القاهرة، لما كانت هناك مقارنة تذكر بين علاقات الجنوبيين بالعرب والأفارقة، حيث عاش أغلب اللاجئين من مناطق الصراع في الجنوب في دول إفريقية مثل أوغندا، إفريقيا الوسطى، وكينيا، ولم تفتح الحركة الشعبية لتحرير السودان أي مكاتب لها في أي عاصمة عربية باستثناء القاهرة، ولم تتلق أي دعم من أي دولة عربية، باستثناء ليبيا التي كانت تدعم الحركة نكاية في النميري، الذي احتضن المعارضة الليبية، قبل سقوط نظامه عام 1985.
مصالح متبادلة
في المؤتمر الصحافي قال سلفا كير ميارديت أن الرئيس حسني مبارك وافق على طلبه، الرامي لتشجيع رجال الأعمال المصريين للاستثمار في جنوب السودان، من أجل إعادة أعمار الجنوب، وهو الهدف الذي جعله يسعى لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لأهمية دور الجامعة في تذليل الصعاب أمام هذا الهدف، كما أوضح سلفا كير، وأكد عمرو موسى بدوره على ضرورة الاستثمار في الجنوب، مؤكدا غنى الجنوب بالثروات الكبيرة.
تأثير الأزمة الكينية
هذه هي الزيارة الثانية لرئيس جنوب السودان منذ توليه مقاليد الأمور، بعد وفاة سلفه جون غارانغ، وكانت زيارته الأولى في العام الماضي قد شكلت هذه الانعطافة المهمة، في التوجه نحو العمق العربي، والذي يخفف إلى حد كبير من النزعة الانفصالية التي عرفت بها بعض الأوساط في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وبالتأكيد فإن استثمار الأموال العربية في الجنوب يحتاج إلى تأكيدات حقيقية بخصوص المستقبل الذي سيختاره جنوب السودان، مع نهاية اتفاقية السلام الشامل، التي نصت على أن من حق الجنوبيين الانفصال، إذا رأوا أن ذلك يخدم مصالحهم.
لعل الأزمة في كينيا ساعدت الجنوبيين على اتخاذ هذه الخطوة، وخاصة أن معظم الواردات إلى الجنوب تأتي من ميناء مومباسا الكيني، وكانت إمدادات الوقود قد تضررت بشكل كبير منذ اندلاع أعمال العنف في كينيا، والتي أثرت حتى على جارتها أوغندا.
قناة جونقلي!
تنفرد مصر بعدة استثمارات في جنوب السودان، وهي الدولة العربية الوحيدة التي لها قنصلية في جوبا، كما فتحت فرعا لجامعة الإسكندرية هناك، وتمنح منح لطلاب الجنوب للدراسة في الجامعات المصرية، وكانت مصر تسعى منذ زمن طويل لإنشاء مشروع قناة جونقلي في جنوب السودان، وهذا المشروع يعتبر مثالا جيدا لكيفية استفادة الطرفين من مثل هذه المشاريع، حيث يهدف المشروع إلى تجفيف منطقة المستنقعات الواسعة، ودفع المياه للمرور في القناة، وهكذا تضمن مصر ارتفاع منسوب نهر النيل، وخاصة النيل الأبيض الذي تعتريه الشيخوخة عندما يصل إلى جونقلي، ولولا النيل الأزرق الشاب المندفع بقوة من الهضبة الإثيوبية، لمات النيل الأبيض في منطقة المقرن عند الخرطوم، وفي المقابل يستفيد أهالي جنوب السودان من الحصول على أراض شاسعة صالحة للزراعة، بعد تجفيف المستنقعات.
ثمة هدف غير معلن للزيارة، وهو كسب مصر إلى جانب الجنوبيين في ما يخص قضية آبيي المرشحة للتطور، والتي تحتاج إلى كل الحنكة السياسية التي ورثها كير عن جون قرنق، للاستغلال كل الأوراق المتاحة في الصراع الذي يخف ويشتد، بين شريكي الائتلاف الحاكم في السودان.
مفردات البحث: ابيي، الاستثمار، السودان، المصريين، جنوب السودان، جونقلى، حسني مبارك، دارفور، سلفا كير ميارديت، عمرو موسى
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست