|
|
 الـ(48).. تعالوا (نحير) الـ(حيرونا)!
|
رندا عطية:
ـ يا اخوانا هي اصلو دي (نفايات ذرية) والا مخلفات خروف الضحية؟!
هكذا وجدتني بـ(حيرة) هاتفة ما ان قرأت تحذير اللجنة المشتركة المكونة من وزارة الصحة والثروة الحيوانية الذي يطالب المواطنين بضرورة (دفن) الدماء و(مخلفات الأضاحي). حتى اذا ما وجدت هذه اللجنة تطالبنا بـ(التزام الحيطة) والحذر في تقطيع اللحم، وحيث انني ـ وحسب علمي ـ اننا نقصد بقولنا فلان قد التزم فلانا اي احتضنه وجدتني التفت للسودان بحيرة قائلة:
ـ يا يابا سجمنا.. نعلها (الحيطة) العلينا (التزامها) دي ياها (الفرد) حيطة ديك القام الزميل (عباس عزت) بتصويرها بـ(ام ضواً بان).
وحتى هنا كان الكيل قد فاض مني لدرجة اني بت ارغب في (الانسحاب) من الحياة (حيرة) حال تذكري لمنظر تلك (الحيطة) وكيف انها كانت تقف وحيدة فيما مياه الفيضان المحاصرة لها من جميع الجهات قد ذهبت بباقي بيوت الحلة فيما ديكان على راسها..واقفان.
حتى اذا ما تداركتني رحمة من ربي وتذكرت قولة ( يمه) جدتي لامي رحمة الله عليها:
ـ وووب علينا ده ما بيتنا ده بيت الحيكومة..يللا نطلع منه ونقعد في..ضله!!!
استغفرت مالك روحي وفضلت ان اقعد و(اعيش) في (ضل بيت..يمه) بدلا من (الانسحاب) من (الحياة) وبـ(الله) عليكم هي (الحياة) شنو غير بلد حدادي مدادي من (حلايب) لـ(نمولي) اسمو..السودان!
علما انكم اذا ما علمتم ان الذين جعلوا (يمه) تتحير لدرجة حردانها لبيتها والقعاد في ضله هم ناس العتب,الموية ,التلفونات, الكهربا, مندوبة النفايات وناس تبرعو لـ(..) لـ(حرد) اي منكم بيته وقعد في..ضله.
لذا ومن عند ذا (الضل) تعالوا لـ(نعيش) و(نستمتع) بـ(حياتنا) و(نحير) الذين (حيرونا).
وحيث ان (ضل) السودانيين هذا نفسه قد اصبح في كف عفريت الزحف الصحراوي لذا فانني انصحكم بمسابقة الزمن والمسارعة بالتشجير امام بيوتكم حتى اذا ما تكاثفت الاشجار الخضراء التي تحيط بمنازلكم وقامت رباتها فيما هن متنقبات بغلالة رطوبتها المنعشة بـ(التظاهر) مع اطفالهن وازواجهن نظافة وتشجيرا لـ(شوارع) و(ميادين) الحلة بمزاج رائق ليدخل اثر ذلك اولئك (الحيرونا) في دوامة من (الحيرة) وعاد كيفن ما (يحتاروا) وهم قد اكتشفوا على حين غرة بانهم لا يستطيعون ان يفرقوا (تظاهرتنا الخضراء) هذه بـ(الغاز المسيل للدموع)، او يشتتوا شملنا بين دروب الحلة بحجة اننا لا نملك تصريحا بالخروج!.
حتى اذا ما انتهينا من النظافة والتشجير طالبنا التشكيليين من فنانينا بالخروج من رهن محبسي المركز الثقافي الفرنسي والالماني اللذين يقيموا فيه عروضهم ويقيموها بين يدي ميادين الحلة ليس لان هذين المركزين ينتميان بصلة القرابة للامبريالية والصهيونية بل لان كثيراً منا لا يملك حق المواصلات التي توصله للمركزين ليستمتع بابداعاتهم داخل صالاتها المغلقة!.
حتى اذا ما تذكرت ان البعض منا قد فقد حتى (ضل) بيته بسبب مياه السيول والفيضانات وجدتني ارتدي (من الجينز..بنطلونا) ومن ثم اسارع باختطاف تلك (الازمة) والتي اذا ما علم (شريكا نيفاشا) بانني ساتوجه بها الى اولئك الـ(48) الا وسيسائل بعضهم البعض بـ(حيرة) قائلين:
ـ نحنا ما حلينا (الازمة) اللي بيناتنا طيب اي (ازمة) قامت (خلاسية السوداني) باختطافها ومن ذا الذي تقصده لتسليمه ملفها ؟!.
ليمسك احدهما راسه بين يديه فيما هو يغمغم (حيرة):
ـ اوه my God تكون ماشه تودي (الازمة) للـ(51) ومن ثم تلتحق بمعسكراتهم اللي اعادوا افتتاحها توعدا ووعيدا لنا، حيث ان الـ(51) هؤلاء بناقص (3) (اكومبو لاهاي) بيبقوا..(48)؟!!!
ليتمتم الاخر بـ(حيرة) تقطر رعبا قائلا:
ـ او تكون (تقصد) الذهاب بـ(الازمة) لاسرائيل المحتلة لاراضي عرب..(48)..والتي اصبحت للكثير من مواطنينا..ملجأ؟!
وعند ذا وجدتني التفت لـ(الحيرونا) هؤلاء بتشفي قائلة لهم:
ـ ذوقوا من نفس (كاس الحيرة) الذي لطالما جرعتم منه (مواطنيكم) كؤوساً جعلتهم يكرهون حياتهم، علما بانكم ان علمتم (الازمة) التي بيدي ما هي الا (ازمة البنا) الذي قيل فيه:
جيبو لينا البنا يبني لينا جنة
طوبة حب و مونة محنة
لادركتم اني اقصد الذهاب بها واعطائها لاولئك البالغ نسبة عطالتهم بين خريجي الثانوي والجامعات الـ(48% ) حتى (ينتفضوا) على (انفسهم ) ويخرجوا من جب قنوطهم ولا مبالاتهم ليهبوا اثر ذلك (في نفير) لمساعدة اهلهم الذين قامت السيول والفيضانات بتدمير منازلهم، والذين اذا ما وضعوا نصب اعينهم انهم يمثلون نسبة (60) من الشعب السوداني وادركوا ان امساكهم بهذه (الازمة) يعني عودتهم وبقوة للمساهمة في (بناء السودان الجديد) ستدخل (الحيرونا) في (ازمة) حقيقية فيما هم على تخوم (الانتخابات) واقفين لـ(نترو) لاستلام (ازمة البنا) من تلك (الخلاسية) (المرتدية بنطلونا من الجينز)، والذي ما ارتديته لان (انجلينا جولي) قطة هوليوود المشاكسة نجحت في (استلابي ثقافيا) بل لانه اتضح لي انه يجعلني اكثر (عملية) حال مشاركتي الـ(48) في (عملية) حفر الاساس ومن ثم اعادة بناء منازل تلك الحلة التي لم يتبقَّ منها غير (فرد) تلك (الحيطة) التي طالبتنا اللجنة المشتركة المكونة من وزارة الصحة والثروة الحيوانية بـ(احتضانها) سوري اقصد بـ..(التزامها) فيما نحن نقوم بتقطيع لحم..الاضاحي!!!.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست