جريدة نخل خضراء على قبر السيدة/بقلم:الطيب حاج مكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2008, 09:11 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جريدة نخل خضراء على قبر السيدة/بقلم:الطيب حاج مكي


    جريدة نخل خضراء على قبر السيدة
    الطيب حاج مكي
    [email protected]
    -------------------------


    تعالوا نقترب من السيدة سارة الفاضل ونتعرف عليها فقد شبعنا حزناً منذ رحيلها الفاجع يوم الأربعاء الماضي0 تعالوا نتأمل ضياء الحكمة وعبير الإيمان بالمبادئ ونحدق في لوحة وطنية تقاطر الناس حتى سدوا الأفق ومسارب الطرق ليشيعوها إلى مثواها الأخير0 دعونا أن لا نجعل الموت لحظة بكاء أو استسلام للأحزان أو ضعف رغم هول المصيبة وعظم الكارثة دعوا الموت يكون خير مذكر وأفضل واعظ0 إنه لحظة لتذكر حقيقة أن الدنيا بأسرها مجرد عارية وجسر إلى حياة أبقى وأروع0 الموت لحظة لمزيد من التضرع والتأمل والتعرف على شمائل المنتقلين والتوقف على تفاصيل مالم نعرف عنهم وهم أحياء0 تأملنا في أفعالهم يلهم الخلف مهارات استبصار المستقبل ومغالبة الجراح والأحزان وتجاوزها إلى المقاصد والأهداف التي قضوا وهم يسعون لتحقيقها وإلا ما أكثر المحن والإحن وما أكثر الكربلاءات في تاريخ هذه الأسرة والجماعة الأنصارية وأهل السودان أجمعين0 دعونا إذ لا نبكي السيدة سارة بقدرما ننقب في سجلها متسائلين ماذا كانت تفعل السيدة سارة لتحوز على هذا الإجماع وعلى هذا الحزن النبيل وهذه المحبة الفياضة؟ ودعونا نضيف تساؤلا على ماذا كانت تعكف في الملازمين؟ هذه السيدة الصامتة والهادئة والمتواضعة لا ريب بإجماع الناس التقت فيها خصلتان الحكمة والصبر فقد سئلت في لقاء صحفي في عام 1987م عن أفضل ما في الدنيا قالت(الصبر على ما تكره النفس والاعتبار بالتجارب) وفي الحقيقة الصبر لا يطيقه إلا أصحاب البشريات(وبشر الصابرين) والاعتبار بالتجارب يقود للتأمل وكلاهما يقودان الإنسان إلى أن يعرج بأعماله إلى مقامات السمو والترفع عن الصغائر وعندما يترفع المرء أو المرأة عن صغائر الأمور يسمو في نظر الناس لأنه يصبح ملتزم بهدف خلق له ونذر حياته له وقديما قيل كل ميسر لما خلق له وهكذا عمل المرء يرفعه إلى عالم الخير الأسمى أو يضعه في الأرض0 لا عجب أن دعت السيدة سارة الناس إلى امتلاك الدنيا بالاستغناء عنها فذلك هو الامتلاك الحقيقي للنفس وللدنيا إذ الجري وراء الدنيا لصيدها كالجري خلف سراب يحسبه الظمآن ماء فضلا أن الجري خلف الدنيا فيه تكمن ألوان من العبودية وذلها 0 كان الإمام المهدي وهو مرشد الجميع يقول من لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا حاز ولا دين0 وفي الحقيقة المال الذي يتهالك الناس في سبيله هو عند هؤلاء وسيلة للعيش تؤخذ بالحلال وتكتسب بالرفق والاعتدال لا بالجشع والتهالك وفي تلك النظرة تختزل معاني التسامي عن الدنيا والسمو في نظر الناس فالدنيا وزخرفها محور خلافات الناس ومكمن سقوطهم فمن يزهدها يترفع عن صغائرها والفقيدة العزيزة رحمها لم تدعو للتسامي عن الصغائر والابتعاد عن الدنيا فحسب بل لم تبادل أحدا ردود أفعال سالبة أو تصرح لصحف كيفما اتفق وبألفاظ لا تليق بأصحاب المقامات0 هذه النظرة للحياة وللدنيا وللناس ليست وجهة نظر عند السيدة سارة رحمها الله بل موقف ومنهج حياة0 حكت هي نفسها عن أن ابنها محمد أحمد كتب خطاباً لأبيه في السجن ويبدو فيه أنه شتم بصورة ما (العم) النميري وكان من عادة السيد الصادق الرد على أبناءه أو أي من يكتب إليه ولكن في هذه المرة كان السجان يمنع خروج الخطابات0 ظن محمد أحمد أن والده زعل منه لأنه (شتم) سجانه (العم النميري)تلك الأحاسيس التلقائية عند (محمد أحمد)من آثار تعلم عفة اللسان ومن آثار مدرسة السمو بالخلاف وهي سمة مدقوقة هاهنا0 وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن سيدة سودانية كتبت في مناسبة رحيل (السيدة بنت السيد بنت السيدة) قائلة أنها قابلت السيدة سارة رحمها الله في فندق في ألمانيا لم تكن تعرفها قبلا ولكنها تعرفت عليها في تلك المصادفة وخلال فترة وجيزة نمت بين الاثنين علاقة سودانية تلقائية حميمة ووطيدة وعندما تأهبت السيدة سارة لمغادرة الفندق جاءت لوداع السيدة السودانية التي اكتسبت صداقتها ودعتها و(لمفاجأتها)أهدتها سوارها الذهبي ومنذئذ لم تلتقيا وإن ظل التعامل ودلالات الهدية توحيان وتحييان المودة هكذا صدمت بخبر انتقالها للرفيق الأعلى وقصتها عينة من كثيرين0
    في ليلة العزاء في جده مساء يوم الجمعة الماضية تقاطرت جموع من أهل السودان لم تشهدهم جده وتحدث المتحدثون بعيداً عن أي مجاملة متوقعة في مثل هذه اللحظات العاطفية0 تحدثوا بإجماعهم على تواضعها وعلى عفة لسانها وعلى نضالها وعلى ثباتها وتمسكها بما تؤمن0 كان حضور أصحاب القلم بالذات لافتاً الدكتور عارف عفان وياسر عبد الفتاح ومحمد حسن العوض والدكتور موسى عيسى وعروة الصغير والأستاذ السلاوي وجماع مردس وجبريل حسن وآخرين 0 قل السفير إبراهيم مطر (فتش عن المرأة)(سيرش لا فام) إذ أن المرأة الضعيفة غالبا تسهم في أن يكون أماها رجل ضعيف ومهزوز المواقف أما المرأة القوية فهي خلف رجل قوي فالمرأة في الغالب من يدفع الزوج للاستسلام والبحث عن وسائل عيش هنيء للأسرة وخلص إلى أن من يريد أن يعرف السيد سارة فليتأمل في مواقف حزبها وزوجها وعلى ذات نهج السفير مطر تحدث كثيرون منهم الرضي حماد الذي تحدث عنها شعرا ومحمد مدني الذي تحدث عن سجلها النضالي والسماني الذي تحدث عن عطائها وعطاء نساء السودان والهادي بشار الذي تحدث عنها وتوقف في دلالات عطائها السياسي الملهم ودانيال والهواري الذي قال (إن الناس تموت ولكن المكارم لا تموت أبدا) وأن الناس أحيانا يعيشون ولكنهم أموات وآخرين يموتون ولكن يظلوا خالدين في القلوب وبين الأفئدة وبين الجوانح والفقيدة بما عملت وسعت ستظل خالدة مخلدة بأعمالها في تاريخ بلدها وخصوصا في وجدان أمتها وهو ما أكده الأستاذ دانيال الذي لم يعرف الفقيدة إلا من خلال ما كتب أو قرأ وسمع ولكنه شأن أهل السودان جميعا يشعر بحزن دفين وعميق على انتقالها المفاجئ وتحدث حاتم السر نائب رئيس الجالية عن معاني أن يتصرف الناس على أنهم (أبناء بيوت كبيرة) وقال إن البيوت في السودان قدمت النماذج مثل السيدة سارة لتدلل على أنها مكمن استقرار السودان وأنها بوابات الإندماج الوطني وقنوات تمازح أعراقه والسيدة سارة رحمه الله كانت مثالا يحتذي 0 ثم تحدث رئيس الجالية سيد عوض قرشوم متناولا معاني ذات صلة بتقييم أدوار النساء في السودان وأشار إلى أن السيدة سارة كانت من الرائدات في تاريخ العمل النسوي (إن لم تكن الرائدة الأولى فيه) وترحم على الفقيدة باعتبارها أما وأختا وواحدة من قادة الرأي والعمل العام في سوداننا الحبيب0 ومن أهل العزاء تحدث الشيخ حسين عثمان مترحماً على روح الفقيدة مشيرة إلى أنها رغم إحساسها بخطورة حالتها الصحية إلا أنها آثرت أن لا تقطع اجتماع هدفه جمع كلمة السودانيين ولم تشأ أن تغادره وكانت تغالب أوجاع ألمها بالضغط عليه حتى انتهى الاجتماع وهكذا لاقت ربها وهي تعمل من أجل مصلحة عامة هدفها صيانة مصلحة الأمة السودانية فهي بإذن الله شهيدة ودعا الله أن يتقبلها قبول حسن وأن يسكنها فسيح الجنات وتحدث المهندس حامد عبد اللطيف الذي التقاها قبل ثلاث أشهر من وفاتها وحدثته وبعض الأحباب عن مفاهيم وطنية ومعاني يجب الحفاظ عليها0 لم يكن يدرك أن تلك اللحظات لن تتكرر أبدا ولقد قالت له وزملاءه إن وطننا تكفيه أخطاء يرتكبها أبناؤه حتى أن بلدنا شبع في (مآسي)، مبنية على حسابات ضيقة وعمياء0 حسابات لا تتسع لغير أجندتها وتستقطب الآخرين ضدها ويجب أن لا تقرر مصيرنا جميعا لابد من تعديلها وإلا نصبح بسببها وبلدنا ريشة تلعب بها رياح المصالح الدولية المتقلبة وأضافت 00لابد والحال كذلك من التشبث برؤية وطنية بعيدة ونافذة مبنية على حسابات سياسية جديدة وصحيحة تتسع للجميع وتنتشل الوطن من وهدته ليكون وطنا لكل أهله0 تلك كان وصيتها وذلك أملها وآخر ما أوصت به ثم تحدث العبد لله عن سيرتها الذاتية لعل فيها اعتبار وربطتها بدور أم عمارة في معركة أحد وترحمت عليها ثم تناول المهندس جبريل حسن تواضعها وعدم ضيقها بالرأي الآخر مهما كان حادا مما قربها إلى نفوس الناس واكسبها محبتهم0 وجاء عبد الرحمن الرقيق وتحدث عن السيدة سارة رحمها الله وكيف أنها كانت أم كل السودانيين وأنها من الذين لم تلههم تجارة ولا بيع ولا آمال زائفة عن ذكر الله أو عن الاهتمام بالوطن مثلما لم تثنها المحن عن جعل الوطن وقضيته هما يعلو على ما عداه0 ولم لم تكن كذلك لكان يمكنها أن تكون مثل الآخرين وهي من حاز على شهادة الماجستير من الولايات المتحدة في وقت مبكر وقت كان فيه تأهيل الرجال أندر من الكبريت الأحمر ومع تلك المؤهلات انخرطت في العمل العام وجعلته همها الأساسي وحتى آخر لحظة من حياتها0 فقد كانت قبيل ساعة من رحيلها الفاجع في اجتماع مع قادة الحركة الشعبية تتوسلهم الإجماع الوطني وتحاورهم تحقيق الأجندة الوطنية وأن يكون السودان للسودانيين بحق وحقيقة0
    هكذا هي الدنيا ولكن أغرب من أمر الدنيا أمر تاريخ الأفراد والقادة في السودان فحين نحدق فيه نجده سجل من الحبس والسجون ومعتقلات القهر والعسف والقمع السيدة سارة ليس استثناء فقد دخلت السجن وقدمت للمحاكم العسكرية والناجزة 0 نعرف أنها بدأت العمل العام في بداية الستينات حين شاركت في مسيرات مناهضة لحكومة عبود العسكرية صحيح أن عبود لم يسجنها لأن العسكرتاريا كانت على بعض أخلاق سودانية ولكنها مثل معظم المناضلين حينئذ قمع رأيها ومنعت حركتها وهكذا عندما انتهى حكم عبود بثورة 1964م كانت السيدة سارة على موعد وفصل جديد في التعامل مع مخالفي الرأي رجالا ونساء0 ولأنها أضحت بعد أكتوبر من القيادات البارزة على المستوى الوطني وعلى مستوى حزب الأمة فقد أصبحت صاحبة(ملف) ومرصودة وخصوصا حين تمكنت من النهوض بدور بارز في تكوين التجمع النسوي لحزب الأمة في العام 1966م وفور انقضاض المايويون على تجربة الديمقراطية الثانية قبضوا على زوجها وسجنوه ومنعوها مغادرة بيتها وطبعا سبق ذلك تقتيل جماعي لأهلها وتشريدهم في كل واد فقد تم اغتيال الإمام ونسف جزيرة أبا وهد مآذن مسجد الإمام عبد الرحمن وتقتيل أطفال خلوة القرآن ثم الطلب من الضحايا الصمت وقتها لم يكفي النظام الجديد أن يحبسها وزوجها ولذلك قرر إرسالها وزوجها إلى منفى مفتوح لم ترسل إلى الرجاف كما كان يفعل عبود للمنفيين ولكنها أرسلت إلى منفى خارج السودان لكن الأحوال تتغير فالموت جاء إلى ناصر وجاء من بعده السادات الذي رأى أن لا جدوى من اعتقال مواطنين لا ينتمون لبلده في بلده هل نحن في حكم ثنائي جديد؟ هكذا عادت في العام 1975م إلى السجان القديم لم يلبث أن قبض فقد فلتت أعصاب أشاوس مايو من عودة سيدة خفيضة الصوت رقيقة الحال قل أن جهرت أو صاحت في وجه أحد أو سمع لها زعيق0 وتم إيداعها سجن النساء ولكن لأنها مدرسة قديمة أدركت أن هذا مكان يصلح لممارسة مهنية قديمة تدريس النساء هكذا جعلت من النزيلات طالبات تفك أميتهن الدينية والأبجدية لعل السجانين تساءلوا ألهذا جازفت بعودة كانت تدرك مخاطرها؟ هكذا أصبحت محنة سجنية أو في بيتها0 لم يدركوا أنها كانت تعلم أن نظام النميري متوثب لاعتقالها وأنه أباح سجن النساء صاحبات الرأي فقد تناهت تلك الأخبار إلى الجبهة الوطنية يومئذ بأن نظام نميري يعتقل كل من له صلة بالإمام الشهيد ويستوجب يوميا (سيدة اسمها رقية عبد الله الفاضل)قتل النميري زوجها ويتم أبناءها وقتل الأنصار ومع ذلك لم يقبل أن تتبرم من فعله0في سجن النميري قام بدورها نحو السجينات ووجدت في السجن من كانوا زبائن للنظام كانت اللوحة يومئذ قد تغيرت إذ تم سجن حتى وردي رغم(حارسنا وفارسنا)وهنا وما أدراك ما هنا لم يعجب السجانين نشاطها الخير داخل السجن لذلك سنحت فرصة لفقت لها فيها تهمة (الاشتراك) في إنقلاب حسن حسين عثمان رحمه الله لم يعدمها النميري لأنه كان يعتقد أنها رهينة يمكن أن يساوم بها ولكنها فضحت محاكمه وفضحت (الطوارئ) وسخرت من قضاته وقضاءه (العسكري)وحين لم يجدي التلفيق استمرت في سجنها حتى الربع الأول من العام 1976م ولكنها لم تقض غير ثلاث شهور بين أبناءها حتى اندلعت انتفاضة يوليو 1976 لتعود من منفى إلى منفى داخل المنفى الكبير وهو كل الوطن هكذا تم إلقاء القبض عليها من جديد مع أدلة مادية نثبت مشاركة الأنصار وأسماء من بيت الأمام المهدي منهم نصر الدين الهادي ومبارك الفاضل والفاضل عبد الله الفاضل وآخرين وأسماء أخرى منها الصادق أبو نفيسة وإمام الحلو 0 في هذه الفترة من عمر النظام كان سجن أصحاب الرأي يعني ميلادا جديدا مهما قسا وتنوعت أصنافه لأن النظام المايوي كشر عن أنياب ومخالب (الزول الخواف) كان يقتل الناس على الاشتباه ويدفنهم أحياء في الحزام الأخضر بل وكان يقتل الناس على السحنة ويقبض عليهم لأن هوياتهم كتبت فيها مولود في الأبيض أو في الفاشر ولا زلت أذكر أن ابن خالتي مبارك الطيب شكر الله وهو رجل رقيق الحال تم اختطافه من مطار الخرطوم وهو عائد من ليبيا لأن العسكري قال له هل تعرف الصادق المهدي قال له من لا يعرف الصادق المهدي؟ هكذا لم يتم العثور عليه إلا بعد ستة أشهر عن طريق الفريق عباس مدني وفي الحقيقة أثناء السجن (النوعي)لاقت الفقيدة ما لاقت من معاناة ومقاساة ولا أشك أن سجنها ذاك وخصوصا منع الدواء عنها في تلك الفترة أسهم في تدهور صحتها وتسبب في إصابتها بجلطة الساق الشهيرة والتي كادت أن تؤدي بحياتها0 هل كانت مقصودة لأنها أسلوب اتبع وجرب مع الرئيس الأزهري رحمه الله؟ لا أعلم ولكن ما يؤكد هذا الاستنتاج أن جميع أطباءها فيما بعد كانوا يرجعون تحسسها إلى جذور جلطة الساق0
    هكذا هو تاريخ قادة الرأي في السودان ضيق برأيهم الصحيح وزج بأهل الرأي الصواب في المعتقلات وفتح مايكروفونات الإذاعة الرسمية والتلفزيونات لشتمهم والتبشيع بهم كابرا عن كابر0 ثم لا نلبث لا نجد في القريتين عظيم غيرهم0 مما يطرح سؤالا حول عبثية تفكير بعضنا وماذا يستفيد الجلادون من مثل هذه الممارسات بل ماذا جنوا غير تدمير أنفسهم والبلاد واقتصادها وتشريد أهلها في المنافي وفي المقابر؟ ماذا لو انصرف السودان إلى أن يكون دولة بلا ذهنية عساكر وبلا شموليات وبلا قمع ؟ تخيلوا سودانا خاليا من هذه الظواهر كيف سيكون حال أهله؟ وحال سياسية وأحزابه وعافية ديمقراطيته؟ وكيف سيكون مستوى دخل الفرد فيه؟ هل كانت تشاد ستتدخل في شئوننا؟ وهل كنا سنحتاج إلى ستة وثلاثين ألف جندي أجنبي ليحرسوا بعضنا من بعض أو يحرسوا السلام جنوبا؟ أسئلة معلقة ولكنها تصلح أن نفكر في إجابة عليها وخصوصا في معارج اللوى وبعد الساعة الخامسة والعشرين0 إن الموت خير مذكر وخصوصا لحظات فقدان قادة كهذه السيدة الفاضلة إنها أفضل موعظة يجب أن تدفعنا لنوحد الكلمة ونعضض تماسكنا وتضامننا0 إن توحدنا لن يتم بما نرى ولن يتم باستعلاء شريك على آخر ولا بتضامن مجموعة منا في وجه مجموعة أخرى ولابد أن نحث الخطى لجمع صفنا فيما ينفع بلدنا فالفناء والموت مصير كل منا والخالد هو ا هذا لوطن فلنجعله مكان صالحا لعيش أهله فيه0 رحمة الله وسلام عليك وجريدة نخل خضراء على قبرك يا سيدة سارة0
    قال الشاعر: لعمرك ما الرزية فقد مال** ولا قرش يباع ولا بعير
    ولكن الرزية فقد حر** يموت بموته خلق كثير
                  

02-15-2008, 01:36 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جريدة نخل خضراء على قبر السيدة/بقلم:الطيب حاج مكي (Re: lana mahdi)

    اللهم بحق الطواسين والحواميم والقافات السبع المنجيات وال يسن وخواتيم ال عمران
    ان ترحم وتغفر امنا ساره يارب العالمين
    اللهم اجعل قبرها روضا من رياض الجنه يارب العالمين
                  

02-15-2008, 01:44 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جريدة نخل خضراء على قبر السيدة/بقلم:الطيب حاج مكي (Re: محمد عادل)

    تسلمي يا لنا
    يسلم الكاتب الكبير الطيب حاج مكي

    ورحمات ورضوان على روح الفقيدة الجليلة

    وليسكن أفئدة ذويها ومحبيها الصبر والسلوان وحسن العزاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de