|
يعتمد على إحداث تغيير حاسم ..التحول الديمقراطي لن يأتي منحة { كلمة الميدان } الرصينة
|
كلمة الميدان
التحول الديمقراطي لن يأتي منحة
تؤكد الحكومة كل يوم أنها مصممة على الحؤول دون تحقيق التحول الديمقراطي. وهذه الحقيقة تلقى ظلاً كئيباً على مسار الحياة السياسية المعافاة ومستقبلها.
لقد ولد النظام الراهن من رحم انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو عام 1989 م. ولن ينسى الشعب السوداني قط الجرائم التي ارتكبتها الجبهة لقمع مقاومته وكسر إرادته في حلكة ظلام حالة الطوارئ وحظر التجول، وحل الأحزاب والنقابات وتشريد الالآف وفتح المعتقلات وبيوت الأشباح والتعذيب الهمجي والإعدامات الجزافية بعد محاكمات صورية وقتل المعارضين بدم بارد تحت التعذيب أو في الشارع، والتعامل مع ممتلكات الشعب، أفراداً وجماعات، كغنيمة، والتصرف في القوانين والنظم الإدارية والمقررات الدراسية دون تفويض، وغير ذلك وغير ذلك.
تلك جرائم لن ينساها شعبنا، رغم إنه هزمها في إطار هزيمته لكل مشروع الجبهة »الحضاري». غير انه لأسباب موضوعية عديدة لم تصل المعركة إلى نتيجة حاسمة تماماً وتمخضت عن التوازن الراهن: كل قوى الشعب الحية في جانب، وحكومة المؤتمر الوطني تساندها قدرات الدولة السودانية ومواردها من الجانب الأخر.
إن تحقيق التحول الديمقراطي يعتمد على إحداث تغيير حاسم في هذا التوازن لمصلحة الديمقراطية والحرية والعدالة.
أن أي تغيير مثل هذا يتطلب وحدة شعبية صلدة، وعملاً جماهيرياً واسعاً وعنيداً ومثابراً، فما من تغيير سيأتي منحة وبلا ثمن. هذه هي نقطة البداية في معالجة الأزمة السياسية الراهنة.
|
|
|
|
|
|