|
مجرد سؤال .. طريق الخرطوم - واشنطن
|
بقلم : حامد إبراهيم حامد ..هذا الطريق غير سالك منذ وصول الإنقاذ للحكم واعترته عقبات عديدة فشلت فيها كل المساعي للخروج من مآزقها خاصة بعد اندلاع أزمة دارفور التي صنفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية نفذتها الحكومة وميليشيات الجنجويد في حق سكان الإقليم.
السؤال المطروح ماذا نريد من أمريكا كحكومة سودانية وماذا تريد منا وبالتالي تقاطعت المصالح ما بين الطرفين وتباعدت المواقف واستمر التأزيم في العلاقات كسمة دائمة.
هذا الواقع لن تنجح معه الزيارة التي يقوم بها حالياً وزير الخارجية السوداني دينق الور يرافقه فيها وزير الخارجية الأسبق مصطفي عثمان اسماعيل من المؤتمر الوطني، قد يجد من المؤكد أن الوزير ألور سيجد نفسه مطالباً بالإجابة علي أسئلة محرجة خلال الزيارة التي يستطيع قطع القول فيها كما فعل وزير الدولة للخارجية السماني الوسيلة الذي زار أمريكا في الصيف الماضي وعاد بخفي حنين.
واشنطن تريد أجوبة محددة لا يستطيع دينق ألور الإجابة عليها بصفته وزيراً للخارجية، وإنما يستطيع ان يجيب عنها بصفته مسؤولاً في الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي رفعت واشنطن عنها العقوبات من طرف واحد للجنوب وتركت بقية السودان، وبالتالي أصبحت العلاقات بين واشنطن وجوبا سمن علي عسل فيما ان العلاقات ما بين الخرطوم وواشنطن تشوبها عقبات وعثرات لن يستطيع ألور ولا وفده ايجاد مخرج لها.
فمدخل تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن يحتاج الي جهود علي أكثر من صعيد، فهو مرتبط بالوضع في دارفور ومرتبط أيضاً بمدي وقدرة الطرفين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في تنفيذ اتفاقية نيفاشا التي رعتها أمريكا، ومرتبط أيضاً بقضية حقوق الانسان وقضايا الإرهاب!.
فرغم ان الخرطوم تعاونت تعاونا واسعاً في مجال مكافحة الإرهاب مع واشنطن حتي اصبحت عيناً لها في افريقيا إلا أن استمرار الأزمات الأخري أخرت الانفراج في العلاقات خاصة بعدما فشلت الخرطوم في الوفاء بالتزاماتها الدولية.
إن ما تريده أمريكا معروف ورددته ادارة بوش والإدارات التي سبقتها في أكثر من محفل وفي أكثر من مناسبة وهي حلحلة أزماتنا والاعتراف بالأخطاء والابتعاد عن الإرهاب حتي يتم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
أما ما تريده الحكومة السودانية من أمريكا غير معروف، فهي تريد تطبيع العلاقات علي حساب استمرار الأزمات أولاً باعتبار أن أمريكا هي المؤثر في المحافل الدولية تجاه قضايا السودان بخصوص أزمة دارفور التي تطالب أمريكا بحلها قبل مجرد التفكير في تطبيع العلاقات.
فالطريق الي واشنطن ليس سالكاً لدينق ألور رغم أنه سالك لكل من سلفاكير وربيكا قرنق وحتي أركو مناوي وان هذه الزيارة تشكل امتحانا واختبارا للوزير الجديد والذي دخل الوزارة من باب انتقاد سلفه لام اكول المتهم بتنفيذ سياسة المؤتمر الوطني. فهل يستطيع الوزير الخروج من الجلباب؟!. ______________________________ الرأية القطرية
|
|
|
|
|
|