خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2008, 01:56 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية


    عن صحيفة الصحافة السودانية

    خمسون إنجازاً للحركة الإسلامية السودانية:
    ليقرأ الفاتحة على نفسه من يريد أن يقرأها عليها!!
    محمد وقيع الله
    (1 من 2)
    كم أتمنى أن أقرأ أو أسمع نقداً نزيهاً للحركة الإسلامية عموماً والسودانية خصوصاً، فالنقد النزيه الذي يُرى الحركة الإسلامية أخطاءها، قد يدفعها إلى معالجتها وتلافيها. والنقد النزيه الذي يعترف للحركة الإسلامية بإيجابياتها، قد يحضها على تجويدها وزيادتها. ولكني أنظر إلى أكثر النقد الموجّه إلى الحركة الإسلامية السودانية، فلا أرى إلا جيشاناً وهذياناً ونقداً مغرضاً لبعض الحاقدين والمنخلعين والمنبوذين من صفوفها، ممن يسلّطون عليها عيون السخط، ويغمضون عيون الرضا، ويتنزَّوْن من الغيظ، ويتميّزون من الحنق، ويمنون أنفسهم بقرب موت الحركة الإسلامية، ويتحينون ساعة دفنها ليرفعوا عليها الفاتحة كما يقولون!!
    أحلامنا التي تحققت:
    ولكن الحركة الإسلامية ماضية تحقق إنجازاتها غير مبالية بهم كثيراً أو قليلاً، خاصة أولئك الذين تخلوا عن الركب أو تخلى الركب عنهم، وصاروا يعتذرون لتخلّفهم عن ركب الحركة الإسلامية القاصد بتعقبه وتنقصه. لقد انتميت إلى الحركة الإسلامية السودانية وأنا في الحادية عشرة من العمر، وأسهمت بقدر محدود جداً في عملها الثقافي العام، وعشت مع أهلها أحلاماً كباراً من أحلامها، وراقبت تطورها الوئيد عن كثب أو عن بعد، وسجلت انجازاتها ما صغر منها وما كبر، والحق أقول فإنني ما كنت أتخيل قط أن الحركة الإسلامية السودانية ستصل بنجاحاتها إلى هذا المدى البعيد الذي أمنت فيه نفسها وأمنت فيه الوطن والموطن، وأسهمت بقدح معلى في ترقية الحياة وتهذيبها وتشذيبها وضبطها بإطار الإسلام.
    فقد انتقلت الحركة الإسلامية السودانية -بحمد الله - من طوّرها القديم لتصبح دولة حديثة، وجيشاً مهيباً، وجهازاً أمنياً متيناً مكيناً ركيناً يحميها. وأصبحت هي الحركة الإسلامية الوطنية التي تستحق هاتين الصفتين الكريمتين معاً. وهذه هي الحركة التي سأتحدث الآن عن انجازاتها بقليل من تفصيل.
    الحركة الإسلامية هي الحركة الوطنية:
    فمنذ تنفُّذ الحركة الإسلامية السودانية وتمكّنها بفجر الإنقاذ الأغر، أصبحت هي الفاعل الأكبر، الذي يدير العمل السياسي السوداني بالمبادرة والإقتدار، بينما لم يعد معارضوها وأعداؤها الحزبيون يشكلون سوى ردود فعل شاحبة خائبة غارقة في الضلال، فأصبحت الحركة الإسلامية السودانية بذلك هي الحركة الوطنية بحق وحقيق، بينما انتمت أكثر الجهات الحزبية المعارضة لها، إلى جهات أجنبية مشبوهة، لاذت بها، واستذرت بظلالها، ووظّفت نفسها في خدمة أجندتها، المضرة بأجندة الوطن، فهذا واحد من أكبر إنجازات الإنقاذ، أنها مازَت لنا الخبيث من الطيب، وأبانت لنا المعلول من الصحيح، وكشفت لنا العميل من الأصيل.
    ولدى إحساس الإنقاذ بتبعاتها الوطنية الملحة الكبرى، سعت للتو لإنقاذ الوطن من كيد الخصوم، واتجهت لإنجاز استقلال الوطن الاقتصادي قدر المستطاع، فأخذت ملاحم البناء، والنمو، والدفاع، تتالى لتحقق وعد الإنقاذ الحق.
    ففي غضون سنواتها الأولى وفي أقسى ظروف الحصار الذي ضرب عليها تمكّنت الإنقاذ من تحقيق إنجازها الأكبر، الذي قلب كل المعادلات، وهو استخراج البترول من باطن الأرض، بعد أن ظل استخراجه وتسويقه في عداد أحلام السياسيين العاجزين القاصرين مجرّد (أحلام ظلوط كما عبّر من ندم على قوله الآن!) وقد واصل هؤلاء السياسيون هزءهم ومساخرهم اللفظية، عندما هبطت أسعار البترول إلى تسع دولارات في وقت استخراج الإنقاذ له، فقالوا في ذلك ما قالوا من هذر القول، ولكن التاريخ كان في صف الإنقاذ، إذ سرعان ما ارتفع سعر البترول، حتى تخطى اليوم حاجز المائة دولار. ولهؤلاء السياسيين العاجزين الهازلين الهازئين وأتباعهم أرفع هذا السؤال المشروع: كيف كان للسودان أن يدبر اليوم نقداً يستورد به البترول من الخارج بهذا السعر الرهيب؟! وكيف كان يمكن أن تحصل البلاد على البترول اليوم، لو لم تقم الإنقاذ ببعد نظرها الثاقب، باستخراجه من باطن الأرض في ذلك الزمان؟!
    لقد أدى استخراج الإنقاذ للبترول إلى تغيير الخارطة الاقتصادية، وأدى إلى تحسن الوضع الاقتصادي باطراد، وبذلك نجحت الإنقاذ في رفع مستوى معيشة المواطن السوداني إلى حدٍّ ملحوظ. إذ تضاعف معدّل الدخل الفردي خلال خمس سنوات فقط (ما بين 2000 و2005م). ولا يملك من يتعامل بلغة الأرقام إلا أن يقر بأن المواطن السوداني يتمتع الآن بأعلى مستوى معيشي في تاريخه أجمع. هذا من حيث توفر الأشياء الاستهلاكية، وتوفر وسائل الرفاهية التي يجدها الآن، ولم ينعم بها بهذا القدر الكبير من قبل.
    وللمتحذلقين الذين يحبون أن يجيئوا بالأوابد، ويتحدثوا عن فناء الطبقة الوسطى، أن يقولوا ما شاءوا أن يقولوا من قول مستظرف مستطرف في هذا المجال، ولكن العارفين الجادين -غير أولي الحذلقة- والذين لهم حس احصائي واجتماعي جيد يعرفون أن المواطن العادي -حتى الفقير- غدا يستمتع من أشياء الحياة اليوم بأكثر مما كان يستمتع به الموظف الذي كان عماد الطبقة الوسطى إلى آخر عقد السبعينيات من القرن الماضي!
    وبالطبع فإننا لا نعني بهذا أن الفقر قد انقطع دابره في السودان، وغاب وذاب، فهو ما زال موجوداً متوطّناً، لأنه ظل موجوداً ومتوطّناً منذ آلاف السنين، ولا يمكن أن يقضى عليه في عقد أو عقدين من السنين، ولكن يمكن أن يقال إن الفقر ما عاد اليوم يسيطر على الجميع سيطرة مطلقة أو شبه مطلقة كما كان خلال عهود ما قبل الإنقاذ، فقد خرج الكثيرون من قبضته، وستخف قبضته تباعاً باطراد مع مضي الإنقاذ قدماً في إكمال مشروعاتها التنموية العملاقة، وعلى رأسها سد مروي، الذي شارف على الاكتمال، والذي سيغطي قريباً بقية حاجة بلادنا للطاقة ويفيض، فهو ينتج ما قدره (1250) ميغاواط بينما كل ما أنتجه السودان من الكهرباء منذ أن كان السودان لم يزد على (500) ميغاواط!!
    هذا الإنجاز الهائل الذي قام على إنشائه أبناء الحركة الإسلامية الأبطال الأماجد، وغيرهم من العلماء، والمهندسين، والموظفين، والعمال الوطنيين الغيورين، لا يرى فيه من يستعجل قراءة الفاتحة على الحركة الإسلامية شيئاً ذا بال، لكن إذا قامت على هامشه مظاهرة احتجاج، كما تقوم على هامش أي عمل تنموي ضخم مظاهر احتجاج، فتح صاحبنا عين السخط بأقصى سعتها، ورأى ما يحب أن يرى من المظاهر السلبية، وأعملَ قلمه في الكتابة عنها، وتضخيم خطرها، وأجهد نفسه في التربص، والتفكّر، والتدبّر، عله يجد صيداً ولو صغيراً في الماء العكر!
    وصديقنا الكريم أسامة القائم على هذا المشروع العظيم، نقول له إنه جدير بك أن تلاحظ وتتحسس تربص الخصوم بهذا المشروع الضخم وغيره، وجدير بك أن تتفادى بحكمتك التي عرفناها فيك قديماً، كل ما يبلبل مشاعر بعض الناس وخواطرهم، وهذه فرصة ننتهزها كي نقول له ولرفاقه من قادة العمل الحكومي الإنقاذي أن يكونوا أكثر كرماً مع مواطنينا الكرام، وذلك حتى لا تثور عليهم زوابع وزعازع، تصبح مادة لأقلام أصحاب الريب.
    وإنها لمناسبة ندعو فيها قادة الإنقاذ جميعا كي يعيدوا مراراً وتكراراً قراءة سيرة سيدنا ابن هشام، ليتذكروا كيف كان رسول الله لمن يستحق ومن لا يستحق، هبة من لا يخشى عادية الفقر. قال ابن هشام: «ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، من رد سبايا حنين إلى أهلها، ركب وأتبعه الناس، يقولون: يا رسول الله، أقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم، حتى ألجأوه إلى شجرة، فاختطفت عنه رداءه، فقال: أدوا عليَّ ردائي أيها الناس، فوالله أَََنْ لو كان لكم بعدد شجر تِهامة نَعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً»! صلى عليك الله كثيراً يا رسول الله، ورَغِم أنفُ هذا الذي يكره منا إيراد هذا الضرب من الوعظ الشجي، ويود أن لو يتمكّن من إخراس أصواتنا وإخمادها بتآمره، بل إنه ليحلم أكثر من ذلك بأن يدفننا ونحن ما زلنا في العنفوان!
    مؤشرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية:
    وفي الحديث عن الإنجازات الإيجابية للإنقاذ، تفيدنا مراجعة المؤشرات العلمية الاقتصادية الكبرى، أكثر مما يفيدنا الحديث المزاجي الانطباعي الفضفاض، فهذه المؤشرات يقوم على انشائها علماء اقتصاديون من كبار أهل الاختصاص، وعن طريقها نتمكّن من رؤية الصورة العامة للأداء الاقتصادي الكلي للقطر، وهذه المؤشرات أقوى دلالة على ما نقول في شأن التقدّم الاقتصادي الذي أحرزته الإنقاذ. وهنا لن نلجأ إلى استجلاب معلوماتنا من جهات أو مصادر بها أدنى شبهة محاباة للإنقاذ، بل سنأتي بها من جهات ومصادر بها شبهات العداء العظيم لها، ولكن هذه الجهات والمصادر مع شدة عدائها للإنقاذ، فإنها تلتزم الحق، وتقول الحق، ولا تتنكر للحق، كما ينكره، ويتناكره، ويغفله، ويتغافله، هؤلاء الذين يستعجلون رؤية مأتم الحركة الإسلامية السودانية، ويكادون يرفعون الأيدي لقراءة الفاتحة عليها!

    (عدل بواسطة Frankly on 02-11-2008, 02:04 PM)

                  

02-11-2008, 01:57 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية (Re: Frankly)


    http://www.sudaneseonline.com/



    سودانايل


    Last Update 02 فبراير, 2008 09:15:24 PM

    خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية:

    ليقرأ الفاتحة على نفسه من يريد أن يقرأها عليها!!(2)

    د. محمد وقيع الله


    [email protected]

    إن مجرد بقاء الانقاذ في الحكم كل هذا الزمن يعد انجازا كبيرا لها. فلو لم تكن نظاما الانقاذ صالحا لكان ثار الشعب السوداني الأبي قد ثار عليها وأتى بنيانها من القواعد، كما فعل بغيرها من أنظمة الاستعباد والاضطهاد،

    التي حكمت البلاد من قبل. وليس ثمة كابح يمنع الناس من الثورة على الانفاذ إلا إيمانهم بصلاحيتها، ويقينهم من طرف آخر بفساد، وضعف، وتفرق، عداتها، من الحزبيين، والعنصريين، والعقائديين، الذين لا يجمعهم شيئ إلا عدواة الانقاذ، وهم كفيلون بتحطيم البلاد إذا تحطمت الإنقاذ.

    فالناس لا يأتمنون أمثال هؤلاء، على مصالح البلاد. وقد جربوهم من قبل، وجربوا فسادهم وحتى وهم في المعارضة. وجماهير الشعب السوداني تعرف، أن كثيرا من الرزايا والبلايا التي يعيشها الوطن، إنما جاءت بفعل هذه الأيدي المعارضة غير الشريفة. (ولا نعمم فنقول عن المعارضين إنهم جميعا غير شرفاء، فهذا من التجاوز وخطل القول هيهات أن نتفوه به!). ولكن نقصد أولئك الذين يثيرون الصراعات العنصرية، ويؤججون الفتن الطائفية، ويطلقون بوادر الحروب الأهلية، هنا وهناك. حينا في الجنوب ،وحينا في الشرق، وحينا في الغرب، ومع ذلك يقول لك هؤلاء في حجاجهم معك بالباطل: إن البلاد لم تشهد مثل هذه الفتن إلا في عهد الإنقاذ! ولا ينتظرونك حتى تسألهم : ولكن من أشعل هذه الفتن الدواهي غيركم أنتم يا أدعياء الوطنية وياعملاء القوى الأجنبية المتربصة بوحدة هذا الوطن الكريم؟!

    تجاوز الحصار الإقتصادي:

    وهذه الأيدي والأصوات المعارضة غير الشريفة، هي نفسها التي دعت وتدعو وتدعو الى تدمير الاقتصاد الوطني، وتبنت وتتبنى جرائم الحصار الاقتصادي الذي تشنها بعض القوى الخارجية، الصغرى، والكبرى، على الوطن. ومن عهد الانقاذ الاول، بدأت هذه الفلول المعارضة، في تحريض هذه القوى، وتزويدها بالتقارير الاستخبارية الزائفة عن السودان، زاعمين آناً أنه يؤوي معسكرات الإرهابيين، الذين يتأهبون للإنطلاق في اعمل ارهابية وشيكة، وآنا آخر يزعمون أن السودان على وشك أن ينتج اسلحة الدمار الشامل. وكان تدمير مصنع الشفاء، الذي هو أحد أبرز المنجزات التنموية الوطنية في عهد الانقاذ حادثا سعيدا لهؤلاء، بل إنه كان نتاجا لتقاريرهم الكاذبة التي صاغوها عنه.

    ومن أعجب العجب أن بعض هؤلاء المعارضين المتطرفين من المشهود لهم بالفساد العريق المتاًصل، قد باركوا ذلك القصف، الذي أدانه العالم أجمع، بل إن بعضهم ظنوا أن تلكم هي بداية النهاية لحكم الانقاذ، فتهيأوا لرفع الفاتحة عليه، ولذلك دعوا إلى أن يتواصل القصف المدمر، ورشحوا مصانع جياد، التي هي مفخرة الصناعة الثقيلة بالسودان، لتكون الهدف الثاني للقصف!!

    إن هؤلاء المعارضين المفسدين غير الشرفاء، كانوا وما زالوا يظنون أن أي تخريب للإقتصاد الوطني، هو إنجاز كبير لهم، طالما تكبدت خسارته حكومة الإنقاذ! فالمهم عندهم هو توهين الانقاذ، ولو كان فيه توهين الوطن، فالمعارضة السياسية التي تفكر وتتصرف على هذا النحو هي معارضة عاجزة وخاسرة، وقد خسرت بحمد الله أكثر جولات رهانها على تخريب الوطن وحرقه، فقد كسرت الانقاذ بحكمتها، واعتدالها، ودبلوماسيتها النشطة الأمينة، طوق الحصار الظالم، فاخذ اقتصاد الوطن ينمو بوتائر متصاعدة، تحدثنا بلمحة خاطفة عنها في المقال الماضي، ولا نكرر ما قلناه هناك هنا، وإن كان هو أولى أمر بأن نستمرئ فيه التكرار!

    حرية الصحافة وتطورها:

    إن بقاء الانقاذ في الحكم لدليل، أي دليل، على مشروعيتها، وانجازيتها، وشعبيتها، وقوتها، وليس دليلا فقط على ضعف معارضيها، وقلة مشروعيتهم، وانعدام انجازيتهم – إلا في التخريب!- وهم مازالوا يجوسون في كل مكان، رافعين عقيرتهم بالمعارضة، من غير ان يأبه بهم أحد.

    وفي أمر كهذا لم تكن الانقاذ لتميل كل الميل إلى القهر، وإلى التضييق في الحريات، كما كانت حكومة مايو – مثلا - تفعل. والدليل على ذلك أنا نجد أصوات معارضيها هي الأكثر والأعلى في صحف الخرطوم. بل إن معارضي الانقاذ هم الذين يمارسون القهر والتغييب المتعمد للأصوات المؤيدة للإنقاذ، ويستكثرون على مؤيدي الانقاذ أن ينشروا بضع مقالات في إنصافها والدفاع عن مشروعيتها.

    ومهما يكن من ميل بعض الصحف السودانية، الى النقد غير الموضوعي، فاني سعيد جدا بحرية الصحف التي كفلتها بأريحيتها الانقاذ. وكم اتمنى ان تتمتع بها الصحف ابدا، وأن تتفاعل معها هذه الصحف، بشرف ومسؤولية، وذلك حتى يتواصل ازدهار الصحافة السودانية، الذي غدا ظاهرة ملموسة، حيث اخذ الناس يقبلون على قراءة الصحف، والاهتمام بما فيها من تعليقات وتحليلات.

    ولقد قلت في مناسبة ماضية إن الصحافة السودانية قد نمت وتطورت كثيرا في عهد الانقاذ. واقول الآن إنها موعودة بنمو عظيم ان نأت بنفسها عن التطرف، والمبالغة، والتهويل، والتصرف غير المسؤول، والسعي إلى تأجيج النزاعات، والسعي بغير أهبة للإطاحة بالنظام، والغرق في الأوهام، والتهيؤ لرفع الفاتحة عليه، ظنا أن مظاهرة صغيرة، في قرب سد مروي، يمكن أن تطيح به، كما طاح حالم واهم قبل أيام في دنيا الأوهام!!

    لقد قلت ما قلت عن تطور الصحافة السودانية في عهد الانقاذ، مستندا إلى حقيقة تنامي عدد هذه الصحف السودانية، وترقي مستويات تحريرها، واخراجها، وتوزيعها، والقدر الكبير من الحرية (المنضبطة) التي تتمتع بها، حيث لم نعد نرى بعض الصحف السودانية، تتبع مباشرة - او بغير مباشرة - لأجهزة المخابرات، والسفارات الأجنبية، كما كان عليه الأمر، من النواحي، في الماضي القريب.

    كلمة عن التلفاز:

    ويتصل بنمو الصحافة السودانية وترقيها، نمو وترقي الاجهزة الاعلامية الحكومية، وشبه الحكومية، والمستقلة، في مجال البث الاذاعي والتلفازي. حيث اصبح يغطي رقعة الوطن بكاملها لاول مرة في تاريخ السودان، وأصبح يغطي رقعة الزمن بكاملها ايضا. وهذا جل ما استطيع ان اقوله هنا لاني اريد ان اكون دقيقا وامينا.

    فأنا لا اشاهد تلفزيون السودان، ولا أي من تلفزيونات الدنيا الاخرى، حيث توقفت عن إضاعة الوقت في متابعة برامج التلفزة منذ عام 1999م. ولم اعد اشاهدها الا لماما، ان كنت محتبسا في فندق، أو في مناسبة مع قوم يشاهدون التلفاز. وربما لم اشهد خلال العشرين عاما الماضية، إلا أقل من عشرين ساعة من بث تلفزيون السودان. ولذلك فاني إذا استتنجت، مما شاهدت، خلال ساعات قلائل، في العام الماضي، والحالي، أن تلفزيون السودان ساذج، ومتخلف، وثقيل الدم، فهذا سيكون حكما انطباعيا قاصرا، لا يحوز اطلاقه من طرفي للتعميم، الا إذا عضدته شهادات المنصفين!

    وعلى كل فارجو ان ينفتح التلفزيون السوداني على اصحاب الكفاءات الفنية، والثقافية، والسياسية، التحليلية،الرفيعة، حتى لا يغدو اقطاعية مسيَّجة يرتع فيها فاقدو المواهب، من اتباع الانقاذ. فالاعلام - لا سيما الاعلام المرئي- يذوي ويتحلل حالما يُسوَّر باسوار الحزبية المتعصبة، ويختنق ويقضي سراعا عندما تخيم عليه الروح الدينية الضيقة.

    وأقول هذا ولست احسب ان اهل الانقاذ الكبار، ضيقي الافق الى هذا الحد المزري، فهم (ليبراليون) وقوميو التفكير، وتفكيرهم الحزبي ليس بهذا المستوى. ولكن للبيروقراطية احكامها، والتطبيق العملي، وقلة الكوادر المدربة، وضعف التجهيزات، وبؤس التحفيز، كل ذلك يشكل قيودا تحد من ارتقاء عمل التلفاز المملوك للدولة. ومن ناحية اخرى، فاعتقد ان الدولة الانقاذية، لا يهمها كثيرا امر الاعلام، لا في التلفاز ولا في غيره، ولذلك فهي لا تدعمه الدعم اللازم. وعقيدة الاستخفاف بالاعلام، عقيدة ورثها القوم من شيخهم السابق، وفيها لا يمترون، ويا ليتهم فيها يمترون!

    حرية العمل الحزبي:

    وحرية العمل الحزبي التي انداحت اخيرا في الوطن، يمكن ان نعدها مأثرة اخرى من مآثر الانقاذ، ووفاء منها بوعدها لانجاز الانفتاح السياسي على التدريج. فالانقاذ لا تخشى المنافسة السلمية من أي حزب او فريق، طالما التزم اصول العمل السياسي الشريف، فهي تعتقد ان حرية الممارسة السياسية ادعى الى تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، وانه لا يمكن كبت القوى السياسية، والا انفجرت انفجارات عنيفة تصعب محاصرتها ومعالجة اثارها.

    ان جميع الاحزاب تعمل الان بحرية كبيرة، (ليست كاملة بالطبع!) وقد شهد الصادق المهدي نفسه بهذه الحقيقة الإيجابية، وهو الذي طالما انفق وقته في السابق، في نقد الانقاذ، والنعي عليها، واطلاق كل وصف مستكره عليها!

    فخير للاحزاب إذن ان تهجر ألفاظ المكابرة، وسلوك التطرف، وأن تنصرف الى عمل سياسي، شعبي، صبور، دؤوب، راشد. إن ذلك خير لها من أن تتمادى في ارتباطاتها الخارجية المشبوهة، المضرة بقضايا الشعب والارض.

    وعلى هذه الاحزاب ان تفهم اصول (اللعب السياسي) جيدا، وأن تتفهمه بأريحية وسعة أفق وبال، وأن تتصرف على ضوئه بلا طيش ولا استعجال، فليست الانقاذ غبية الى حد ان تسمح لاحد ان يجتاحها اجتياحا سريعا بالتآمر، فيدمر برعونته ما بنته لصالح الوطن من انجازات.

    إن مفهوم الاحزاب لحرية العمل السياسي، اذا كان لا يعني إلا شييئا واحدا فقط، هو تدمير الانقاذ، وليس له معنى إيجابي آخر على الإطلاق، فما اضل هذا الفهم، وما اتعسه، وما اخيب مسعى سياسي يهتدي بهداه، ثم ما أوهى آمال واحلام من يحلمون بقراءة الفاتحة على الانقاذ بفعله!

    إن هؤلاء الذين يستعجلون موت الانقاذ، ليشهدوا مراسيم دفنها، ويتسلوا، ويتفكهوا، ويبتهجوا بتقديم العزاء في مأتمها، عليهم ان ينتظروا طويلا وطويلا جدا، وعليهم أن يكفوا عن ادمان هذه الأحلام، أحلام صغار الأحلام!

    ومن هؤلاء الحالمين الواهمين المدفوعين بدواعي الأثرة، والحسرة من قطع العطاء، والفصل من وظيفته السابقة، في وزارة الإعلام، وليس في وزارة الخارجية، كما حاول أن يوهمنا، من كتب دراسة استخبارية مستفيضة، عن سيناريوهات موت الانقاذ، قدمها لأحد المراكز المشبوهة في بريطانيا، وهذه الدراسة المغرضة هي بحوزتي الآن، وقد أرسلها إلي أحد البروفسورات البريطانيين، الذين استاؤوا وامتعضوا، من هذا التحريض العريض، الذي اجترحه أحد المواطنين السودانيين، على دولته الأصل، لصالح الدولة التي صار يحمل جنسيتها.

    وفي وقت لاحق سأقوم بعرض نصوص هذه الدراسة ونقدها النقد اللازم، فالقراء الكرام موعودون بذلك في يوم قريب. كما سنمضي قدما في الحديث عن انجازات الحركة الإسلامية السودانية ممثلة في الإنقاذ.

    (عدل بواسطة Frankly on 02-11-2008, 02:05 PM)
    (عدل بواسطة Frankly on 02-11-2008, 02:06 PM)

                  

02-11-2008, 05:54 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون إنجازا للحركة الإسلامية السودانية (Re: Frankly)

    تقديم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de