الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2008, 11:25 AM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!!



    السلام عليكم
    لدي بعض الكتابات في ما يحدث في السودان هذه الايام وتغيرات او عواصف رعدية اجتماعية قاصمة لظهر الطيبة والمحنة والبساطة
    وكل المعاني الجميلة في هذا المجتمع الجميل القروي المتمدن المتمسك بوعي كامل بأهليته في حياة فاضلة

    ارسل الي أحد الاصدقاء هذه القصة ولا ادري من اين المصدر ولكن لفتني فيها الواقعية في التصوير للحياة الجوفاء التي يتمسك بعضنا بزخارف الحياة فيها

    واليكم القصة : والمصدر والتأليف لا ادري عنه حيث وصلتني في ايميل من المملكة




    وشابكننا العريس مغترب ... العريس مغترب .. كان مغترب وين ؟

    فى (أب عشر) ؟

    (1)

    عاد (لقمان) بعد غيبة عن الوطن قضاها مغترباً بإحدى الدول الخليجية إمتدت لخمسة أعوام لم يحضر فيها إلى البلاد إلا مرة واحدة هى تلك المرة التى قابل فيها (سهام) موظفة الحجز بإحدى وكالات السفر والسياحة والتى قامت حينها بإجراء حجز العودة له بعد أن قامت بحجز مقعد فى (قلبه)، وما لبثا أن تقابلا فى تلك الإجازة فى عدد من (الكافتيريات) حيث شربا (البارد) وأكلا (البيرقر) عدة مرات إتفقا خلالها على الزواج. عاد (لقمان) هذه المرة نهائياً بعد أن قامت الشركة التى كان يعمل بها بالإستغناء عن خدماته تبعا لسياسة تخفيض العمالة الوافدة التى تنتهجها تلك الدولة الخليجية .

    - ‏أها يا ولدى ما جيت زول عرس

    - ‏الحمدلله يا حاجة أهو دى الشيله (12-12) جبتها معاى كاملة مما جميعو بى (الدهب) بتاعا !

    - ‏أها كان كده بس دربك عديل نمشى نخطب ليك (فائزة) بت (أمونة) خالتك

    - ‏لكن ياحاجة ..

    - ‏لكن شنو عاد؟ (فائزة بت أمونة أختى) دى كمان عيبا ليا .. ما زينة ساااكتس.. عاقلة وراسية وما بتشبه بنات الزمن (الدايشات) ديل.

    - ‏لكن يا حاجة فى الحقيقة ...

    - ‏شنو عاوز تعملا ليا فى الحقيقة.. وفى الواقع.. وحيث إنو؟ مالا عيبا ليا

    - ‏أصلو يا حاجة إنتى عارفه إنو (فائزة) دى أكبر منى شوية

    - ‏وإنت عاوز (تلبسا) وإلا (تعرسا)؟ ما كلنا كنا أكبر من أبواتكم لمن عرسنا الحصل شنو؟

    - ‏والله يا حاجة أحسن نخلى الكلام ده هسع.. (فائزة) دى أنا بعتبرا زى أختى وقمنا وإتربينا سوا و..

    - ‏الواحد بس فيكم مما يجو يمسكوهو يقول ليك زى أختى.. وذى خالتى.. أها خلاص ورينا عاوز تمشى ياتو بكان؟

    - ‏والله يا حاجة أنا عاوزكم تتقدموا ليا لى بت عرفتها فى إجازتى الفاتت

    - ‏ما تقول كده من زمان ..... خلاااس أمان كريمات ديل شركن ليك

    (2)

    على الرغم من مظهر (سهام) الارستقراطى بحكم عملها فى وكالة السفر والسياحة الذى يلزمها بأن تكون دائماً فى قمة الأناقة والشياكة إلا أنها كانت من أسرة بسيطة حيث توفى والدها الموظف بإحدى المصالح الحكومية تاركاً لها ولأخوتها معاشاً بسيطاً ومنزلاً متواضعاً بأحد الأحياء (القديمة) مما حدا بوالدتها (إحسان) تلك المرأة (القوية) أن تقوم بمتابعة تربيتهم حتى قاموا بإكمال تعليمهم بعد أن ولجت إلى مجال العمل كتاجرة شنطة و(دلالية) تقوم ببيع (الثياب) والملايات والملابس لنساء الحى بالأقساط .

    - ‏يا أمى فى واحد كده عاوز يتقدم ليا

    - ‏بس أوعك تقولى ليا موظف؟ جنى وجن الموظفين التلاقيهم الصباح واقفين فى المحطه (ملمعين) والواحد فيهم جيبو فاضى.

    - ‏الحقيقة هو كان موظف مغترب

    - ‏آآى ده الكلام وإلا بلاش

    أمطرت (إحسان) ابنتها (سهام) بوابل من الأسئلة التى ركزت فيها على (الحالة المادية) لزوج ابنتها المرتقب من شاكلة (عندو بيت)؟ (عندو عربية) ؟ شغال هسع وين؟ دخلو كم كده؟ فرحت (إحسان) بذلك الخبر فرحاً شديداً خاصة بعد أن أخبرتها ابنتها بأن (لقمان) لم يسبق له الزواج (يعنى ما راجل مرا) !!

    بدأت الإستعدادات لدى أسرة (سهام) لإستقبال أهل (العريس المرتقب) لم تشأ والدة (سهام) التى (تموت فى البوبار) أن تستقبل أهل العريس فى منزلها المتواضع فإستأذنت جارتها (وداد) زوجة رجل الاعمال الكبير (عصام شيكات) فى أن (يوسعو) بالبيت بتاعهم ذو الـ (ثلاثة طوابق) وقد إنبهر (لقمان) الذى يأتى لزيارة أهل (سهام) لأول مرة وكذلك الوفد المرافق له الذى جاء لطلب يدها بجمال معمار المنزل وتلك الحديقة الوارفة الممتدة التى تناثرت عليها كراسى (البامبو) وكذلك العدد الهائل من أطقم الجلوس المختلفة وقطع الأثاث الفاخر التى إحتواها صالون المنزل الواسع الذى جلس فيه الجميع وشهد قراءة الفاتحة .

    - ‏والله يا ولدى النسب ما عندك.. العروس (قمرة) ساااكت والبيت ده التقول (قصر).

    قالتها أم (لقمان) وهى تخاطبه بعد أن عادت والوفد المرافق لها من زيارة منزل أهل العروس (المستلف) !

    بعد أن قام (لقمان) بتوصيلهم ثم إعادتهم بالعربة الفارهة التى قام بتأجيرها من (وكالة تأجير السيارات) لزوم (الفشخرة) !

    - ‏هسع زى نسابتك ديل نودى ليهم (فتح الخشم) كم ؟

    - (‏تختف الحديث شقيقته شذى): والله يا لقمان ناسك ديل عاوزين ليهم (قولت خير) كاااربة مع العروس الفارهة والبيت (الطوابق ده )

    - (‏متسائلا فى دهشة): يعنى ذى كم كده؟

    - (‏شذى): يعنى عشان إنت كنت مغترب وكده قول (إتنين مليون) كده ومعاهم كم علبه ماكنتوش و..

    - ‏يا جماعة (قولت خير) سااكت.. إتنين مليون وشوية؟

    - ‏ما تنسى كمان راجيك (سد المال) ومعاهو شيلة الأكل كم شوال دقيق وكم شوال سكر وكم شوال بصل وكم جركانة زيت (تحمير) وكم جركانة زيت (عادى) وكم كرتونة صابون (سائل) وكم كرتونة صابون (بدرة) وكم كرتونة صابون (حمام) وكم صفيحة جبنة وكم صفيحة زيتون وكم كرتونة بهارات وكمان ما تنسى راجيك حق الكوفير وحق التصوير وحق السيرة وحق الصالة وحق العزومة وحق أبوالعروس وحق خالت العروس وحق أخوات العروس وحق الفندق وحق الفنان وحق الفنانة و...

    وقبل أن تكمل (شذى) بقية الأشياء الراجية (لقمان) كان الأخير قد ذهب إلى حجرته (لمراجعت حساباتو ) ومقارنت ما قام بإحضاره معه من عملة (حرة) وتضريبها وحسابها بسعر السوق !!

    (3)

    عندما قام (لقمان) بتحميل (الدفار) من (سوق الجملة) بجوالات الدقيق والسكر والبصل وكراتين الشاى والصابون بأنواعه وبقية مستلزمات (الشيلة) تبعا (للستة) التى سلمته لها والدته والتى قضت ومعها (شذى) الليل كلو فى كتابتها كان عليه أن يقوم بدفع قرابة (الخمسة ملايين) جنيه خصماً من (العشرين مليون جنيه) التى أحضرها معه من الإغتراب بعد أن قام بشراء (الشيلة) و(الدهب) !.

    - ‏أمى قالت ليك أديها ميتين ألف

    - (‏فى زهج): ودى عاوزين بيها شنو؟

    - ‏عاوزين نجيب بيها البت القاعدة تعمل (زينت) الشيلات

    - ‏والشيلات كمان عاوزة ليها بتاعت زينة (متخصصة)؟

    - ‏مال شنو؟ إنت قايل بيودوها ساااكت كده يعنى؟ ما بيلفوها بى (ورق سولفان) ويعملو ليها حاجات وزخارف وكده..

    تم تزيين (الشيلة) ووضع (الخمسة ملايين) مهر التى قام (لقمان) بصرفهم من البنك (ورق جديد) من مختلف الفئات على أشكال (حلزونية) ودائرية على اطباق من صوانى (النيكل) التى تم لفها بورق (السولوفان) الشفاف.

    وإنطلقت فى صباح اليوم التالى حافلتان ملىئتان بقريبات وجارات (العريس) تتزعمهم (عفاف) والدة لقمان وابنتها (شذى) إلى حيث (منزل العروس) التى كانت والدتها (إحسان) تصر على أن يكون (منزل الجيران) !!

    بعد إن إنفض (أهل العريس) جلست إحسان مع صديقتها وجارتها (وداد) زوجة رجل الأعمال (عصام شيكات).

    - ‏شوفى يا إحسان يختى إنتى راجيكى إيجار صالة وعشاء وكمان فطور عريس وأوضت نوم والخمسه ملايين دى ما بتعمل ليكى حاجة.

    - ‏والله كلامك صاح يا (وداد) ياختى طيب يعنى هسع أعمل شنو؟

    - ‏والله أنا بفتكر إنك لحدت ما الجماعة ديل يحددوا ليكم يوم العرس تعملى ليكى سفرة سفرتين (سوريا) تجيبى ليكى بضاعة (كاااربة) توزعيها تزيدى بيها القروش دى عشان ما تتفضحى مع نسابتك الجداد ديل .

    (4)

    إقتنعت (إحسان) بفكرة صديقتها (وداد) فجهزت نفسها للسفر إلى (سوريا) بعد أن قامت بتحديد (الأشياء) الماشة فى السوق بداية من (الملايات الكانون) و (الأحذية النسائية) مروراً (بمستلزمات الكمبيوتر) الصغيرة وإنتهاء بقطع غيار (العربات الكورية) ، عند عودتها من السفرية ومحاولتها تخليص البضاعة من الجمارك فوجئت (إحسان) بـ (سيد أحمد) المخلص الجمركى الذى تتعامل معه منذ أن بدأت العمل فى مجال (تجارة الشنطة) يقول لها :

    - ‏شوفى يا (إحسان) عشان حاجاتك دى تطلعيها من الجمارك عاوزة ليكى خمسطاشر مليون جنيه.

    - ‏ليه جمارك الحاجات دى بقت كتيرة كده يا سيد احمد؟

    - ‏إنتى ما عارفا يا حاجة إنو الميزانية الأجازوها دى زادو فيها الجمارك؟

    - ‏يطرشنى .. أها و(العرس).. أقصد العمل؟

    - ‏والله مافى أي طريقة بضاعتك دى تطلع لو ما دفعتى قروش جماركا دى كلها

    عندما عادت (إحسان) إلى المنزل بعد مقابلتها (لسيد أحمد) وهى كئيبة كان ينتظرها خبر أكثر كآبة فقد أخبرتها (سهام) بأن (لقمان) قد حدد يوم العرس ليكون أول الشهر.

    - ‏شوفى يا إحسان أنا لو منك أقوم أبيع حاجات (شيلة الأكل) الجابوها ناس العريس ديل لى ناس (سوق الجملة) وأتم عليها وأطلع البضاعة دى من الجمارك

    قالتها (وداد) جارة (احسان) وصاحبة فكرة السفر إلى (سوريا) وشحن البضاعة .

    - ‏والله يا (وداد) كلامك صاح لكن والله الظاهر لو أنا باريت كلامك ده حتودينى فى ستين داهية.

    - ‏ما .. ما عندك حل .. عاد يعنى حتعملى شنو؟

    فى اليوم التالى كانت (احسان) تقوم بتحميل الدفار الذى يقف أمام منزلها بحاجات الشيلة من جوالات وكراتين وخلافه ذاهبة لبيعها فى سوق الجملة!!

    (5)

    فى الجانب الآخر كان (لقمان) يستشير جاره (شهاب) سمسار العربات :

    - ‏شوف يا شهاب العرس بتاعى ده فضل ليهو شهر وأنا القروش الفضلت معاى دى ما أظنها تعمل حاجة.

    - ‏ليه إنت ما عملت حسابك وإلا شنو؟

    - ‏حساب شنو ياخى ده صرف تقيل.. قولت خير مليونين .. ومهر خمسة مليون ... وشيلة (أكل) خمسة مليون والكم مليون الفضلت للزول دى ما تعمل حاجة ولسه راجيانا عزومة وفنان وشهر عسل و..

    - ‏وحتعمل شنو؟

    - ‏ما أنا جاييك هسع تورينى أعمل شنو وإتصرف كيف؟

    - (‏بعد تفكير): والله ما عندك حل غير تشيل ليك (مرابحة) خمسطاشر عشرين مليون من البنك.

    - ‏ودى حيدونى ليها كيف بدون ضمانات.

    - ‏أنا أوريك.. إنت تقدم للبنوك الكلها بطلت شغلا وبقت (تبيع عربات) دى.. وتشترى ليك عربية كورلا (2008) قول بى (ستين مليون) ح يقوموا بس يشيلوا منك (مقدم) (10%) يعنى (سته مليون) ويعملو ليك الباقى أقساط على أربعة سنين.

    - ‏وح يحسبوها ليا بى كم ؟

    - ‏والله شوف أحسن بنك هو (بنك المرابحات الإسلامى) وده بيشيل (33%) فى السنه من قيمت العربية يعنى ح يحسبوها ليك بى حوالى... تمانين مليون !!

    - ‏والأقساط؟

    - ‏لا بسيطة .. كل شهر تدفع ليهم حوالى إتنين مليون .. شيكات طبعاً

    - ‏أها وأنا إستفيد من الشغلانية دى شنو؟

    - ‏شنو تستفيد شنو؟ تقوم (تكسر) العربية وتستلم كاش

    - ‏إنت جنيت (أكسرها) كيف يعنى؟

    - ‏لا.. يعنى تبيعا بأى حاجة بأربعين تلاتين أى حاجة.

    - ‏وأبيعا لي منو؟

    - ‏ما تشيل هم أنا بوريك البشتريها منك.

    (6)

    مع أن قيمة (شيلة الأكل) التى كان (لقمان) قد قام بدفع قيمتها هى خمسة ملايين جنيه إلا ان (إحسان) قد قامت بتنفيذ فكرة جارتها (وداد) زوجة (عصام شيكات) وذلك ببيعها بثلاثة ملايين وشوية على أمل أن تقوم بإكمال (مبلغ الجمارك) وإخراج بضاعتها لبيعها قبل أن تأتي مواعيد (زواج) ابنتها والتى تم تحديدها .

    - ‏أها عملتى شنو يا إحسان.

    - ‏والله يا (وداد) قدر ما قبلت كده وكده قروش بيع الشيلة دى أبت تتم عشان أمشى أطلع البضاعه دى من الجمارك.

    - ‏لاحظى فضل ليكى أسبوع للعرس.

    - ‏ما ده المجننى ذاتو.

    - ‏شوفى أنا عندى ليكى فكرة

    - ‏شنو أها قولي أصلو أفكارك دى ح تودينى فى داهية.

    - ‏شوفى يا إحسان شفتى شركة (البيع بالتقسيط) الإعلاناتا

    مالية البلد دى.

    - ‏مالا؟

    - ‏دى المدير بتاعا صاحب (عصام) راجلى ده الروح بالروح !!

    - ‏وماشى يعنى يأجر ليا (صالة الفرح) ويودى ليا (فطور العريس) ويجيب ليا الفنان بالتقسيط؟

    - ‏لا ما تخليكى مغفلة وما بتفهمى؟

    - ‏أنا كان بفهم دى حالتى؟ أها فهمينى

    - ‏شوفى يا (إحسان) أنا بمشى معاك لى المدير صاحب (عصام) ده وأقول ليهو إحسان دى بتفرش فى بيتها وعاوزة ليها أدوات إليكترونية .. تلاجة (24) قدم وتلاجة فريزر وتلاجة (16) قدم ديب فريزر وتلفزيون (32) بوصة عادى وتلفزيون (42) بوصة بلازما وبوتوجاز 8 عيون بى فرن وريسيفر بى كرت وكم حاجة تانى.

    - ‏وأدفع ليهو حق الحاجات دى من وين؟

    - ‏إنتى ما بتدفعى حاجة غير التلاتة ملايين البعتى بيهم (الشيلة) ديل

    - ‏والباقى؟

    - ‏ما بى شيكات كل شهر شيك.

    - ‏والحاجات دى أعمل بيها شنو؟

    - ‏تعملى بيها شنو كيف يا (كيشة) ما طوااالى شارع (الحرية) محلات الأجهزة الإليكترونية نمشى نبيعهم هناك وتستلمى الكاش وتمشى تطلعى بضاعتك من الجمارك وتعملى (عرس بتك) داك يا العرس زى العجب.

    (7)

    بعد أن قام (لقمان) بفتح (الحساب البنكى) وإيداع ما تبقى له من ملايين لا تتجاوز اصابع اليدين قام بالتقديم لشراء العربة (آخر موديل) وتم خصم الـ (10%) من قيمتها من حسابه وتسليمها له بعد أن قام بكتابة شيكات شهرية قيمة الواحد منها مليونى جنيه إضافة لشيك بالمبلغ الكلي لقيمة العربة وهو (ثمانون مليون جنيه) كضمان يقدم عند الفشل فى سداد أى من الأقساط الشهرية ثم قام البنك بتسليمه العربة (على الزيرو) .

    - ‏أها دى العربية زبونك وينو يا شهاب؟

    - ‏خلاص قربنا منو ... شفت الوكالة الواقفة قداما العربات الكتيرة ديييك بس خزن جنبها هناك.

    وقف (لقمان) أمام (وكالة عصام شيكات للكسر السريع) تقدم شهاب بخطوات سريعة إلى داخل الوكالة حيث كان يجلس على المكتب الفاخر المكيف شاب فى الثلاثينات من العمر يرتدى جلابية (بنى غامق) وطاقية (بنى غامق) وشال (بنى غامق) وعلى أصابع يده (ترتاح) عدد من (الخواتم الذهبية).

    - ‏أهلا أهلا إتفضلو - ثم - يا ود جيب حاجة باردة

    - ‏لا والله يا عصام أنحنا مستعجلين شوية لأنو (لقمان) ده عريس وكده زى ما كلمتك.

    - ‏العربية قلت ليا 2008 على الزيرو مش كده؟

    - ‏أيوا.

    - ‏أهو دى الأوراق نحنا إستلمناها من البنك هسع.

    - (‏يطالع الأوراق ثم يخاطب لقمان) : طبعا إنت يا أستاذ ح تتدفع التمانين مليون قيمت العربية دى فى أربعة سنين وح تكون مرهونة باسم البنك لحدت إنت ما تسدد ونحنا ح نديك تمنها كاش - مواصلاً- عشان كده لازم تكتب لينا (شيك ضمان) بقروش البنك دى كلها عشان لو إنت فشلت فى السداد للبنك وقام شالا مننا قروشنا ما تضيع سااكت.

    - (‏فى إستغراب) قلت ليا أكتب شنو؟

    - (‏شهاب مهدئاً) : ما مشكلة يا لقمان إنت مش ح تسدد للبنك ؟ ده إجراء (شكلى ساكت) !!

    خرج (لقمان) من مكتب (عصام شيكات) وقد قام بكتابة شيك ضمان بقيمة ثمانين مليون جنيه بدون (تاريخ) بعد أن قام بتوقيع عقد البيع وإستلام مبلغ خمسة وثلاثين مليوناً (عداً نقداً) هى ثمن العربة .

    (8)

    أمام أحد محلات الإليكترونيات بشارع الحرية وقف دفار ممتلئ بالأدوات الكهربائية والإليكترونية ترجلت منه (وداد) وهى ترتدى ثوب (الشيفون المشجر) وتحمل موبايلها فى يدها تتبعها (إحسان) ، غابتا داخل المحل زهاء الساعة ثم ما لبثتا أن خرجتا وهن بحوزتهن (عشرين مليون) جنيه ثمن تلك (البضاعة) التى تم شرائها من شركة البيع بالتقسيط والتى قارب ثمنها على الخمسين مليوناً قامت (إحسان) بدفعها عن طريق (الشيكات) !

    - ‏أها شوفى أفكارى دى ما مدهشة؟ هسع ما حليتك من الورطة الإنتى فيها دى؟

    - ‏من دربنا ده يلاكى الجمارك نخلص البضاعة عشان نشوف ليها طريقة بيعة قبل (العرس) ده ما يداهمنا.

    - ‏جمارك شنو يا غبيانة.

    - ‏كيفن غبيانة بتقصدى شنو؟

    - ‏البضاعه دى مش إنتى جايباها تبيعيها بالتقسيط ؟ كان مشيتى طلعتيها ودفعتى فيها خمسطاشر مليون جمارك وبعتيها (بالكاش) يعنى ح تجيب ليكى شنو؟

    - ‏والله كلامك صاح يا وداد .. أها وبعدين ؟

    - ‏بعدين تخلى البضاعة دى فى جماركا .. والعشرين مليون (بتاعت الأجهزة) العندك دى أعملى بيها عرس بتك.

    (9)

    قامت إحسان من جديد بشراء نفس (شيلة الأكل) التى قامت ببيعها من قبل من دقيق وسكر وشاى وزيت وخلافه وذلك من أجل عمل فطور العريس الذى أرادت له أن يكون فاخراً.

    - ‏زمان كان فطور العريس ده صينية واااحدة يشيلوها عشان يفطر بيها العريس وأصحابو فيها (عصيدة) وملاحين.. ملاح روب أبيض وملاح أم دقوقة أحمر هسع شوفو الخمج والقوازين الجايبنهم ديل !!

    قالتها (حاجة صفية والدة إحسان وحبوبة العروس) وهى تخاطب النسوة اللائي إمتلأ بهن المنزل وهن يقمن بتحضير فطور العريس فى ذلك اليوم.

    - ‏والله يا حبوبة إنتى ما شفتى فطور عريس (ناهد) صاحبتى ؟ والله فطور نفسيااات ساااكت ودوهو لى ناس العريس فى أربعة دفارات الخبايز ما خبايز والمطبق ما مطبق والسكسكانية والشعيرية والخروف المشوى زى ما هو محشى بالرز والزبيب

    - ‏والعجب يا (سهام) الصوانى النيكل والإستينليس إستيل الشالوهم بيهو والزخرفة العاملينها ليها والله حاجة نفسياااات !!

    - ‏إنتى فى كده هسع فى محلات متخصصة بتجهز فطور العريس ده .. للعربات البتوديهو الآخر موديل.

    فى هذه الأثناء التى كان يتم فيها تجهيز وتزويق (فطور العريس) كانت مجموعة من (جارات) و(قريبات) (العروس) يقمن بتجهيز انفسهن للذهاب مع (فطور العريس) وهن يأملن فى تلك الهدايا التى يقوم عادة أهل العريس بتقديمها للواتى يقمن بإحضار (الفطور) وما أن توقفت الدفارات وتم وضع (القيزان) عليها حتى تدافعن نحو الحافلة التى إمتلأت بهن حتى فاضت مما جعل (وداد) تخاطبهن قائلة :

    - ‏شنو يا نسوان طيارت العين والبشتنة دى مليتن الحافلات لمن وقفتن فى السلالم؟

    - ..............................

    - ‏معقولة بس ماشات تودن الفطور اربعين واحدة !!

    - ..............................

    قامت بعض النسوة اللواتى كن يقفن (شماعة) بالنزول فى (إستحياء) مشوب (بكبرياء مصطنعة) فهذه (التومة) جارتهم فى الحى (تطنطن فى صوت مسموع) وهى تنزل موجهة حديثها لي وداد :

    - ‏والله هو ذاتو لو ما (أم العروس) عزمتنا نجى نودى فطور العريس ما فى حاجة بتجيبنا.

    بينما وجهت (عزيزة الحنانة) وهى (تعدل توبها) الذى (وقع) وهى تنزل من الحافلة:

    - ‏هو يعنى قالو ليكى نحنا ماشين عشان فتايل الريحة (البكوركو) بيها فى السوق دى.

    إنطلق (الدفار) يتبعه (بوكس) تتبعهم (الحافلة) التى تضم (النسوان) بعد أن تأكدت (وداد) وأشرفت (شخصياً) على أن لا يزيد عددهن عن (الأربعة وعشرين) هن عدد مقاعد الحافلة بينما أمسكت (حنان مس كول) بالدلوكة وهى تصدح بأغنياتها الهابطة ..

    - ‏هسع تفتكرى يا (شذى) الهدايا بتاعت النسوان الح يجيبو الفطور ديل كفاية !

    - ‏آآى كفاية يا لقمان إنت مش عملت حساب (إطناشر) هدية غير هديت (أم العروس) ؟

    - ‏ما زى ما قلتى ليا إشتريت لى كل واحدة (توب) و(فتيل ريحة) غير حاجات (أم العروس)

    توقف (أسطول العربات) أمام منزل (العريس) خرجت النسوة يستقبلن (فطور العريس) بالزغاريد ، شرع السائقون بمساعدة بعض الجيران الحاضرين بإنزال (القيزانات الضخمة) و(الحلل) التى تمت زخرفتها بمختلف الأشكال والالوان إمتلأ المكان الذى تم إعداده لإستقبال (القادمات) مع فطور العريس حتى اضطررت (شذى) بترتيب الغرفة الملحقة بالصالون لإجلاس البقية وسط الزغاريد والتهانى وكلمات الترحيب تم تقديم الخبائز والعصائر ثم تناول (الفطور).

    - ‏نعمل شنو هسع يا أمى الهدايا الجابا (لقمان) ما بتكفى النسوان الكتار ديل ؟

    - ‏إنتى عديتيهم كم (مرا) ؟

    - ‏آآى يا أمى الصالون فيهو خمسطاشر (مرا) والأوضة البى جاى دى فيها تسعة (نسوان) يعنى كلهن كده أربعة وعشرين !!

    - ‏طيب خلاس أقول ليكى حاجة عشان (الحكاية تكفى) كل واحدة تشيل ليها يا (توب) يا (فتيل ريحة) !!

    - ‏هى لكن يا أمى دى نعملا كيف نعمل ليهن (قرعة) !!

    - ‏قرعت شنو إنتى جنيتى ما خلاص كل واحدة وحظها !

    عندما حان الوقت لعودة (الوفد) المرافق لفطور العريس قامت شذى برص الثياب التى تم وضع كل منها فى (كيس) أنيق وكذلك (فتايل الريحة) التى تم وضع كل منها فى كيس صغير أنيق مماثل بينما كانت (النسوة) يقمن من وقت لآخر بإختلاس النظر للأكياس فى محاولة للتكهن بمعرفة نوع الهدايا التى سوف تمنح إليهن

    - ‏والله يا سلوى الهدايا دى شكلها كده (ملايات).

    - ‏ملايات شنو؟ إنتى جنيتى قالو ليكى العريس كان مغترب.

    - ‏مش إغتراب الزمن ده!

    - ‏إغتراب الزمن ده مالو والله النسوان الودن فطور (أريج بت عادل جلال) لى عريسا (المغترب) كل واحدة فيهن أدوها (لاب توب) وكمان معاهو (أنتى فايروس)

    عند باب الخروج وقفت (عفاف) وابنتها (شذى) يودعن (النسوة) .. واحدة (توب) والبعدها (فتيل ريحة) .. واحدة (توب) والبعدها (فتيل ريحة) .. واحدة (توب) والبعدها (فتيل ريحة) !!

    فى اللحظة التى إنطلقت فيها (الحافلة) عائدة كانت النسوة قد أخرجن فى تشوق الهدايا من الأكياس .. فوجئت ( حنان مس كول) حينما أدخلت يدها وأخرجت هديتها :

    - ‏سجمى فتيل ريحة !! وشابكننا العريس مغترب ... العريس مغترب .. كان مغترب وين ؟ فى (أب عشر) ؟

    (10)

    بعد شهرين تم توزيع (الكروت الجلدية) التى تمت كتابتها بالماء المذهب فى شكل رقاع كتلك التى كان يحملها (رسول المقوقس) إلى (كسرى) ملك الروم والتى تكلفت طباعتها (الشئ الفلانى) كما تم حجز (قاعة الأحلام الوردية للمناسبات) وكذلك الفنان (حسن كنجالات) وبالطبع لم ينس (لقمان) أن يقوم بالحجز بفندق (النخلات الذهبية ) ذي الخمس نجوم لقضاء (شهر العسل) ...

    إستأذن (لقمان) من (سهام) فى النزول من الفندق لشراء (صحف) ذلك الصباح إذ أنه كان يقوم بمتابعة أخبار ومجريات مباريات (كأس الأمم الافريقية) ، قام (لقمان) بوضع (الصحف) على (التربيزة) أمام الكرسى الذى تجلس عليه (سهام) ثم إستأذنها فى الدخول إلى الحمام ، فوجئت سهام بوجود إعلان بالقبض على (لقمان) تحت المادة 179 (شيكات) ! ... فوجئت بذلك .. إتصلت بالمنزل لتخبر والدتها رد عليها شقيقها الصغير :

    - ‏ألحقى يا (سهام) .. ماما قبضوها ناس البيع بالتقسيط !!





    خربشة : الي الصديق صاحب الرسالة : والله الكلام دا نصو صاح ونصو موية زير بس باقي الموية ح تبقي عصير قريب
                  

02-10-2008, 11:55 AM

معتصم محمد صالح
<aمعتصم محمد صالح
تاريخ التسجيل: 07-14-2007
مجموع المشاركات: 7293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!! (Re: sudania2000)

    أختنا المكرمة ..

    السيناريو لزميلنا المبدع .. الفاتح جبرا .. وينشره في صحيفة الرأي العام والمنبر يوم الجمعة من كل اسبوع ..

    له التحايا ..
                  

02-10-2008, 11:56 AM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!! (Re: sudania2000)

    ياسلالالالالالالالالالام والله دي أجمل مسرحية إسفيرية
    الشكر لصاحب المقال وياريت لو تديني الإيميل حقو
    والشكر ليك يا زولة لعرضك هذا العمل الرائع
    ولياتي أهل المسرح ويدلون بدلوهم هنا .
                  

02-10-2008, 12:01 PM

معتصم محمد صالح
<aمعتصم محمد صالح
تاريخ التسجيل: 07-14-2007
مجموع المشاركات: 7293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!! (Re: هاشم أحمد خلف الله)
                  

02-10-2008, 12:14 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!! (Re: sudania2000)

    فوق من مغترب

    وسلام مربع للسودانيه
    وتعظيم سلام للجزيره الخضراء وحاضرتها مدنى
                  

02-13-2008, 02:08 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحقي يا سودانية .. الكلام دا كيف !!! (Re: wadalzain)


    الاخوة الكرام

    شكرا علي المرور

    وشكرا علي ايضاح المصدر

    سيناريو خطير وواقعي بنسبة كبيرة جدا

    ود الزين

    التحية ليك ولكل مغترب

    كن بخير

    وتسلم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de