Voters head to polls…Voting Underway on Super Tuesday يمر الآن الشريط الإخباري أسفل شاشة التلفاز أمامنا، والحالة هذه يدخل علينا الأخ الطريفي يحمل دفتره المعهود، وعلى الرغم من اقتناع الجميع بضرورته و أهميته، وأنه بفضل تمسكه الشديد والإصرار عليه،تمكن من مساعدة الكثيرين في أوقات وظروف حرجة، لكنهم يستقبلونه بفتور شديد، ويستجيبون له على مضض، يلا يا أخونا (الكشِف) عمكم بابكر ود الدومه في (التْوقيف) وهو سجن مؤقت للمخالفين لأنظمة الإقامة أو العمل، مسكوه في الكشة، إقامته (مِطوفه) أي منتهية ولا يعمل مع كفيله، والكفيل مسجل عليه (هروب). زايد: الحمد لله، البركة، هو قاعد لي متين، سبع سنوات ما نزل السودان، مغترب ليه 30 سنة، وظيفته تم توطينها، نقل كفالته ثلاث مرات، راتبه الشهري لا يتعدى 1200 ريال. الطريفي: والله الراجل محمول، ظروفه صعبة، يلا يا أخوانا الساهلة، طبعاً بالإضافة إلى الحد الأدنى المعروف لديكم. رغم أننا قد شغلنا بموضوع الكشف، ولكن ظللنا نسترق السمع، بين الفينة والأخرى للتلفاز، أحد المحللين السياسيين على القناة الفضائية يصف باراك أوباما: بأنه المرشح الذي يصنع التاريخ History Making Candidate (فرقاً شتى بين ... ناساً حالها زين)، قال دكين، مازحاً كعادته: لو كان هاجر أمريكا وأمضى هذه العقود الثلاث الضائعة من عمره، لكان اليوم مرشحاً للحزب الجمهوري، بدلاً من أن يكون في (سجن الترحيل)، عمك حسين أوباما حسبها صاح، تقول لي أدفع في الكشف، أنتو دايرين تكشفوا حالنا، اليوم الخامس من الشهر في زول عنده قروش يدفع ليكم، يا أخي أدفع ليه أِنت وحاسبنا آخر الشهر. طبعاً الطريفي لا يعجبه، الحال المائل، و مثل هذا الكلام: يا جماعة أنتو القروش دي بتودها وين، (تاني جاب سيرة البحر)، الأخبار تصف الاختيار والمفاضلة بين السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك أوباما بأنه: Choice between good & Great وتصف السيد أوباما بأنه: يسطر تاريخاً جديداً ومجيداً للأمريكيين من أصول أفريقيةAfrican-American History هذا لأنه هاجر إلى الغرب، وليس إلى(بلاد العُرب أوطاني). الطريفي: يا جماعة استغفروا ربكم، ما سمعتوا أخوانا الإيرانيين يقولوا: إن أمريكا هي الشيطان الأكبر، في زول يمشي للشيطان بي رجليه. وبعدين عمك بابكر دا، راجل مسكين، لو مشى أمريكا أو القمر برضوا كان تلقاه في نفس الحالة دي. صلاح الإسيد: والله لو في طريقة نطير ليهو بالهواء، ما تسمع الكلام دا، الجماعة البيجعجعوا في التلفزيون ديل وينبذوا في أمريكا، أولادهم كلهم مولودين هناك أو بيقروا هناك، قارن بنفسك بين: حال عمك حاج بابكر ود الدومه والولد أوباما دا، ما هي كلها هجرة (وغربة وشوق) لا بس هنا (غربة وشوك)، هناك بعد خمس سنوات تصبح مواطناً، يحق لك الترشيح والانتخاب، ويمكن أن تصبح رئيس لأكبر دولة على وجه الأرض، لا بل أنظر إلى شعار التغيير الذي يرفعه هذا المرشح Change We Can Believe In وعمك بابكر بعد أن أفنى عُمره هنا، وظلم نفسه وأولاده وزوجته، التي تعود أن يقضي معها ستة أشهر كل 3 - 4 سنوات، دا بتسميه زواج ولا عذاب، يعني في خلال ربع قرن أمضى معها حوالي ثلاث سنوات فقط لا غير، أولاده، لو لاقوه في الشارع، ما بيعرفهم، والنتيجة المادية صفر معاك الواحد. والدليل الكشف، الشايل بيه حالنا دا. يا أخوانا خلوه عمكم بابكر أنتو عملتوا شنو، إذا كان الحالة ما عاجباكم، أمشوا أمريكا، وأبقوا رؤساء هناك، بعدين نحن بنلحقكم، ولا أمشوا أهلكم، في زول رسل ليكم كرت دعوة. نمشي نخليك أِنت هنا، يا جماعة بي صراحة أنا جئت من السودان نهائي وتاني ما راجع. أقعد إنشاء الله يكتبوها بي اسمك، خليهم يدفنوك هنا، ويستمر النقاش وحالة عامة من الإحباط والشعور بالضياع تسد الأفق أمام أي أمل في مخرج. المقارنة طبعاً غير واردة بين المهاجرين إلي بلاد تحترم كرامة الإنسان و تراعي حقوقه ( وإن كان لنا تحفظات عديدة حول هذه المقولة)،وبين من هاجر إلى البلاد الشقيقة، والأحداث السابقة والمترافقة واللاحقة للانتخابات الكينية الأخيرة التي تحولت لصراع قبلي وتطهير عرقي، و كذلك بين انتخابات أمريكا التي للمفارقة يتصدرها مرشح ينحدر من أصول كينية، هل قلت ينحدر، لا بل يرتفع بهذه الأصول لمراقي، لم تخطر على بال أي رئيس أفريقي، من هؤلاء المتشبثين بالسلطة بأي ثمن و مهما طال الزمن. هكذا انتهى بنا الحال من دفع ما تيسر في الكشف إلى الدخول في مقارنات بين حقوقنا وحقوقهم، وانتخاباتنا و انتخاباتهم وهي مقارنة ظالمة وغير متكافئة، ما ممكن تدخل لينا كينيا وأمريكا في مجموعة واحدة، ولا تلعب لي عمك بابكر و أوباما في خانة واحدة، هذه الحالة تشبه تماماً المجموعة التي أوقع فيها الحظ العاثر، المنتخب القومي السوداني وخرج منها صفر اليدين من النقاط و ثلاث هزائم بالتلاتة. نحن برضوا نعتبر حصيلة غربتنا هذه 3/صفر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة