|
............
|
منعم اسمح لي ان اهدي قصيدتك لاهلي في وفاة ابو الخير محجوب اصغر اخوتي و لكل اسرته لان فقد العزيزين جسيم وقد مات اخي غريقا في برد برستون في انجلترا وقد مات (بين لحظة وافاقه) وأمه في قائمة الانتظار لكي تراه في لحظة هانئة والعزاء لاخي اسامة الخواض في فقده الجلل
Quote: السُّكونُ يُضيءُ عزلةَ الموتْ (قراءة جهريّة في اصطفاء عصام الخوّاض) (مارس 1963- نوفمبر 2007)
(1)
يسّاقطُ الجسدُ المتعبُ أخيراً دون انتباه الآخرينْ في حلبةِ المدينةِ المهلكةْ، كريشِ الطّيورِ الخفيفةِ يبدو، كي يترجّلَ عن مرفأ الثّلجِ إلى مرفأ الرّملِ في البيوتِ البعيدةْ (تأخذُ عقاربُ السّاعةِ شكلَ السّقوطِ الهلامْ وتأخذُ الصّورُ شكلَ البكاءِ الكلامْ ... حيثُ يكتشفُ الجّسدُ قدراته البارعةَ على الموتِ مُبكّراً في عراءِ الصباحِ اللّندني قبل أن تتبدّل ثيابه الملوّنة الأنيقة ببياضِ ثوبهِ الأخيرْ).
(2)
يبصرُ الجسد تفاصيله معلقةً في فضاءِ السَّماءِ الغريبةْ فيبتسمُ ببشريّتهِ السّهلة الممتنعة، (كانت أعضاؤه تغسلُ أعضاءه بنفسها عضواً عضواً في ذهولِ الجميعْ) (فتسقط ثيابه ويتكشّف لحمه القليل للمارةِ المسرعين، ليموتَ مزهوَّاً في مسرحِ الهواءِ الرّطبِ ويستريحُ على سريرِ الأسفلتِ في الإغماضةِ الأخيرةْ).
(3)
يأخذُ الحزنُ شكلَ الأشرعةِ المبحرةِ في رمادِ الزّرقةِ القاتمةِ في مرايا الدَّوارْ (ينسلُّ إلى مصادفةِ الموتِ دون انتباه الجميعْ ليأخذَ الحزنُ شكلَ شيخوخةِ الوردْ، وشكلَ مفاجأةِ الآخرينْ).
(4)
يُلبسُهُ الموتُ عباءته الفضفاضةْ فتأسرُ رائحتُها أسرابَ العصافيرِ الحزينةِ المرسومةِ على ثيابِ النّساءِ والأطفالِ وشحوبِ وجوهِ المهاجرينِ عبر دمعِ الهجرةِ إلى أنحاءِ الملاكِ القتيلْ. تنطفيءُ النّجُومُ من وراءِ الأُفُقِ، فيسرعُ بريقُها في الهبوطِ القسريِّ لرأسِ الميتِ المُضاءِ بنُثَارِ الحديدِ المُتساقطِ والخوذةِ المثقوبةِ والأنينِ المبلولْ بالدّمِ بالدّمِ بالدّمِ وآخرِ الصّهيلْ.
شعر- عبد المنعم عوض لندن 7/1/2007 |
اهدي هذه القصيدة الي اهلي المفجوعين في فقيد الشباب خيري محجوب ربيع السماني
|
|
|
|
|
|