|
|
|
 Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د/ فاروق محمد ابراهيم (1) :-
.................................
.................................
ستكون الندوة فى شكل سلسلة ستقدم كلها هنا فى مركز الخاتم عدلان .
هناك احتياج حقيقى لمخرج لان الاحزاب كلها فى ازمة , وسبب بقاء النظام الحالى هو عدم وجود حزب ديمقراطى اشتراكى يكون هو الرائد الظروف متوفرة الان تماما فى السودان فى تحقيق هذا الهدف .. الحزب الشيوعى مثل هذه الاحلام ووصل بها الى مشارف السلطة وقلب السلطة ثم انحسر الى الوضع الحالى , وهناك عدة مشاريع طرحت من قادة الاحزاب المختلفة , الاسلاميين وصلوا الى نهاية مشروعهم , الاحزاب التقليدية الكبيرة حققوا مشروعهم بنجاح من اجل الاستقلال , ولكن بعده لم يكن هناك ما يقدمونه , ووصلنا الى المرحلة التى فيها احتياج لتجاوز الازمة الراهنة .
بتشكيل حزب من هذا النوع (اشتراكى ديمقراطى) .. المناقشات فى الحزب الشيوعى سوف اطرح نموذجا لها من كتاب (تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى السودانى 1946 - 1971) وهو بقلم الاستاذ/ تاج السر عثمان , الموجود معنا الان فى الندوة , ورغم انه بقلم الاستاذ/ تاج السر , الا اننى ومن خلال مناقشتى مع الاستاذ/ محمد ابراهيم نقد والاستاذ/ سليمان حامد واخرين ومن خلال بعض الوثائق , اعتقد انه يمكن ان يقدم تقويم نقدى لتجربة الحزب منذ 1946 .. والكتاب قد توصل لنتائج على ضوء التجربة منها احياء الحزب بتجديد الماركسية وصياغة برنامج جديد مع نقد التجربة السابقة , ويصل الى حزب ديمقراطى فيه تعدد منابر مع برنامج مفتوح لحكم وطنى ديمقراطى بافاق اشتراكية , نقطتى الرئيسية ان التقييم فى هذا الكتاب يمثل وجهة نظر واحدة , هناك وجهة نظر اخرى طرحتا , طرحتها انا فى ورقة فى مجلة قضايا سودانية فى 22 صفحة فى 1994 , ولم تجد وجهة النظر هذه حظها فى هذا التقييم وربما اغفلت تماما .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د/ فاروق محمد ابراهيم (2):-
...................................
...................................
طلبت من الاخ محمد ابراهيم نقد ان اقدم سلسلة المحاضرات هذه فى دار الحزب ووافق وبعد مدة اشار بعض الاخوة ان الاستاذ/ تاج السر هو المسئول الثقافى للحزب وقد طلبت منه اقامة هذه المحاضرات فى دار الحزب ورحب جدا بالفكرة وتم تحديد يوم الاثنين قبل الماضى لاقامة الندوة الاولى ولكن لعدة اسباب لم تتم , ناقشت الاخ نقد فى ذلك ولكنه لم يكن مستريحا من حيث ان الندوة تثير قضايا , ورفض ان تقام فى دار الحزب الشيوعى , المهم انها لو كانت فى دار الحزب الشيوعى او مركز الخاتم عدلان هى لمناقشة نفس القضايا , اريد الاجابة عن سؤال باى صفة اتقدم برسالة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى , انا التحقت بالحزب الشيوعى السودانى وقتها كان الحركة السودانية للتحرر الوطنى قبل 60 سنة من الان فى عام 1948 وعشت مع الحزب تجاربه كلها , وفى الواقع كانت حياتى فى الحزب سجال وخلافات حول قضايا الديمقراطية فى الحزب والاتحاد السوفيتى والاصلاح الزراعى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. فاروق قائلا:
موضوع الطبقة الوسطى ودورها. قضايا نظرية كثيرة. مسألة الطبقة العاملة والمهمشين. هذه قضايا دار حولها سجال وصراع شديد في داخل الحزب، وهي قضايا حيوية، لكن هذا الصراع انتهى في عام 1970.
بالنسبة للموقف من نظام مايو. في الواقع خطاب الدعوة من أجل الوحدة الذي فجر الإنقسام كان اقتراح مني. أنا، بسبب الاعتراض على سياسات الحزب التي خلقت صدام غير مبرر مع نظام مايو، في الوقت الذي كان فيه الحزب في قلب السلطة, وفي اعتقادي أن هذا الصراع غير المبرر هو الذي قاد لكل هذه الكوارث بعد ذلك.
ولقد ناقشت عبد الخالق محجوب أن القرارات التي صدرت في المؤتمر التداولي ستقود لصدام مع مايو، وتنهي كل ما عملنا. وأنا غير مستغد لتحمل نتائج هذا العمل. وخرجت من الحزب على هذا الأساس.
بعد يوليو 1973، ناقشت مع الزملاء في الحزب أن أعود لممارسة العمل من جديد داخل الحزب. وهم لاحظوا أن موقفي هذا مدفوع بموقف ضد النظام ولكن ليس هناك وحدة فكرية، أو سياسية، وهذا صحيح. ولهذا تركت الموضوع إلى سنة 1985. في سنة 1986 بعد الانتفاضة، طُلِب مني أن أترشح في قائمة من يؤيدهم الحزب الشيوعي، ولكن أنا فضلت أن أترشح في قائمة الحزب، وكتبت خطاب أوضحت فيه كل مواقفي السابقة معلنا تمسكي بكل مواقفي، ولكني أدنت الانقسام كانقسام.
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأعزاء في مركز الخاتم عدلان ،
تحية طيبة
زميلات وزملاء المنبر ، والقراء الأعزاء ..
واصل مركز الخاتم عدلان سلسلة محاضراته وندواته بإستضافته للدكتور فاروق محمد إبراهيم
ورسالته المفتوحة للحزب الشيوعي السوداني .
وهي حلقة أولى من سلسلة حلقات يزمع فيها دكتور فاروق مناقشة الشيوعيين السودانيين
حول تاريخ حركة التنظيم وإمكانياته على الإنفتاح ؛ بادئاً من قراءة لكتاب الأستاذ تاج السر
عثمان - مسؤول العمل الثقافي للحزب - حول " التقويم النقدي " لتجربة الحزب .
(ولا أعرف ما هي الحصافة في إختيار كلمة " تقويم " بدلاً عن " تقييم " ) .
تأتي رسالة الدكتور فاروق ، وإستضافة مركز الخاتم عدلان لها ، في جو يغلب عليه الحديث
عن المؤتمر العام للحزب الشيوعي السوداني ، والذي كان تمام ونجاح إنعقاد " مؤتمر
المديرية " - كما يعرف - بداية لعده التنازلي المتسارع ؛
والمؤتمر العام للحزب هو مرتجى مجاميع الشيوعيين لحسم عدة قضايا ومسائل ليس أقلها
تجديد القيادة وتغيير الإسم .
بدأ الدكتور فاروق حلقته من الرسالة بحيث فاض وإستفاض في موضوع توسيع شرايين الحزب
الشيوعي السوداني بفتح قلبه على ليضم المزيد الإشتراكيين والثوريين الذين تضمهم
أرض السودان .. ورجع بذاكرته إلى أحداث تاريخية تقول بإنحياز العديد من قادة الحزب
وناسه لهذا المنحى ، إلا أن تدخلات جاءت في اللحظة الأخيرة وأدت هذا الإتجاه وأجهضته
وإنتهت منه ؛ وهي رواية عضدها في الأستاذ " طه إبراهيم " في مداخلته ..
كما تناول الدكتور فاروق مسألة تعاطي الحزب مع العمل المسلح ، وأضاف عليه الأستاذ
" كبج " في هذه المسألة ..
التلخيص في هذه الأحوال لا يفيد بقدر الإستماع أو قراءة مضابط الندوة ، لما فيه من
تفاصيل ودقائق ..
ومن حُسن الحظ أن لمركز الخاتم قسم توثيقي يقوم بالإشراف على تسجيل الندوات .
لقد شكلت لي إفادات الدكتور فاروق ومجموعة المتداخلين ، نوعاً من الرؤية الجديدة
لأسباب مآلات الحزب الشيوعي ، والتي أرى أنها جدير بأن تؤخذ في الإعتبار في ما يلي
من مناقشات بالمؤتمر العام ؛
بجانب ذلك ، فقد آثار دهشتي عدم وجود حضور من قادة الحزب سوى الزميل تاج السر ،
برغم أن محاورة فاروق على النطاق العام مسألة ضرورية تاريخياً بالإضافةلكونها تخص
ثقافة العمل السياسي في البلاد.
لا أعتقد بأن الدكتور فاروق قد فقد الكثير برفض الحزب الشيوعي إرسال رسالته في مقره
بالمركز العام للحزب ، (لأسباب أعتقد أنها مريبة ) ، بل الأكيد أن مركز الخاتم إستفاد
المزيد من الحيوية ، كذلك أن الدكتور الزراعي قد بذر زرعاً من الاسئلة التي أتمنى لو
أن ناسنا ، في حزبنا ، راعوا شتلتها ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
الحزب الشيوعى فى الواقع له تاريخ حافل , لكنه شهد صراعات وانقسامات نتيجة لسياسته , وهذا اوجد عدة مراكز , صحيح ان مركز الحزب هو المركز الرئيسى , ولكن هناك عدة مراكز وعدة مجموعات , فهناك اشخاص كانوا فى الحزب وخرجوا منه وهناك عضوية جمدت نشاطها هم عددا اضعاف اضعاف الموجودين داخل الحزب , وتقييم التجربة هو ملك لكل هؤلاء , وليس فقط من حق اللجنة المركزية الراهنة للحزب , وعموما فان اللجنة المركزية الراهنة وهى التى تم انتخابها فى 1967 فعليا من 33 عضوا هناك 3 اشخاص فقط موجودين و3 اخرين وضعهم الصحى لا يسمح لهم بممارسة العمل العام .
لم يتم تقييم تجربة الحزب طيلة ما يقرب من 42 عاما , اذا هذا التقييم واجب على الجميع , نجد الحالة التى اطلق عليها (توليانى) فى بداية الستينات عبارة (تعدد المراكز) , بمعنى ان هناك حركة واحدة ولكنها متعددة بعدة محاور , ومن الجيد ان تطرح كل هذه المراكز الرؤية الخاصة بها من اجل معالجة القضايا التى ليس فقط قد تؤدى الى توحيدها , بل خلق الحزب الاشتراكى الديمقراطى الذى يمكن بواسطته تجاوز هذه المرحلة , وهذا هو الهدف من هذه المناقشة .
التقييم الذى قدمه الاخ/ تاج السر , هو صورة لما سيقدم للمؤتمر الخامس كتقييم نقدى للتجربة وقلت ان هذا التقييم احادى الجانب واغفل ما قدمته , انا طرحت دعوة لاقامة حزب جديد , وهذه الدعوة ليست منى الان فقط ومن اجل متابعة تاريخية لهذه الدعوة اريد العودة لتقييم الفترة الحرجة فى تاريخ الحزب من عام 1964 حتى العام 1971 .. التاريخ ليس سلسلة من الاستطرادات التى تستمر وراء بعضها ,لا , هناك فترات مفصلية يتحدد فيها التاريخ وتشكل اى حركة .. السنوات السبع الحرجة , وتجربة الحزب يمكن تلخيصها فى هذه السنوات (1964- 1971) .
باختصار شديد وبعد ثورة اكتوبر , كنت موجودا فى (مدنى) وكان معى الاخ محمد ابراهيم نقد والاخ سليمان حامد ومحيى الدين عووضة , كانت السلطة ليس فى يد جبهة الهيئات كنا نطلق عليها اسم المؤتمر الوطنى للهيئات الشعبية .. لكن السلطة كانت فى يدنا حتى باتفاق مع الحاكم العسكرى , القضاة كانوا معنا وحدث تحول كبير وحقيقى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
نحن لم نكن مستعدين لثورة اكتوبر , كانت اكبر منا , والناس كانوا متقدمين اكثر منا ولم تكن لدينا القدرة للوصول بها الى النهاية .. يوم 4 نوفمبر اللجنة المركزية للحزب عقدت اجتماع موسع وانا احضرت صفحة من هذا الاجتماع يمكن توزيعها على الحضور , كان تقييم الحزب لثورة اكتوبر انها ثورة وطنية ديمقراطية وان جبهة الهيئات من الممكن ان نسير بها حتى يتم تحقيق اهداف الثورة وان يكون هناك حكم وطنى ديمقراطى يستشرف افاق الاشتراكية .. تعلمون ان الفترة الاولى من اكتوبر انتهت فى فبراير عندما ارغمت حكومة سر الختم الخليفة على الاستقالة بعد مائة يوم من الحكم حققت فيها عدد من الانجازات , بتخفيض سن التصويت من 21 الى 18 , واعطاء المرأة حق التصويت , كان هناك ايجابيات لم تكن هزيمة كاملة .. لكن فى المائة يوم هذه كانت كل السلطة التنفيذية والتشريعية فى يد 18 شخص كلهم تقريبا من القوى الديمقراطية .. قررت اللجنة المركزية فى اجتماعها ان ينعقد المؤتمر الرابع واصدرت وثيقة (نحو تحول عميق فى وضع الحزب الشيوعى) من اجل احتواء زخم هذه الحركة .. الفترة الثانية من فبراير حتى ديسمبر 1966 وهى فترة مهمة جدا , وقلنا فى اللجنة المركزية اننا تحولنا من الهجوم الى الدفاع , ويجب توسيع قواعد الحزب حتى يتم استيعاب هذه الحركة الجماهيرية , طرحت مسألة تحويل جبهة الهيئات الى الحزب واذا لم يتم هذا كانت الدعوة لتشكيل الحزب الاشتراكى , تحويل الحزب الشيوعى الى حزب اشتراكى بضم الطلائع التى تشكلت , وان تصبح الماركسية واحدة من مصادر الحزب وان يصبح الكادر الشيوعى فى القلب من هذا الحزب , هذا هو التصور الذى عملنا على اساسه من فبراير 1965 حتى ديسمبر 1966 , فى هذه الفترة تم اجراء الانتخابات , واكتوبر لم تنتكس انتكاسة كاملة لا 25% من الناخبين فى دوائر العاصمة صوتوا لمرشحى الحزب الشيوعى بالرغم من عدم حصولنا على اى دائرة جغرافية , فى الجزيرة 40 الف صوت كانت لمصحلة مرشحى وحدة المزارعين , وفى المدن كانت هناك نسبة تصويت عالية , مع وجود كل هذه الطلائع لم يعد الحزب الشيوعى هو نفسه قبل اكتوبر , حيث كانت عضويته بالمئات كما جاء فى كتاب (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) .
اصبحت هناك قاعدة كبيرة للتحول , حل الحزب الشيوعى انقلب وبالا على النظام نفسه , ورغم قرار الحل نجح الحزب لاول مرة فى الفوز فى دائرة الشريف الهندى , عبدالخالق فاز فى الدائرة الجنوبية فى 68 الحاج عبدالرحمن فاز فى دائرة عطبرة كل هذا والحزب محلول , الاضراب العام فى اغسطس 68 .. تكتيك جمع القوى الثورية كان يتم بصورة سليمة جدا , والدعوة لقيام الحزب الاشتراكى كانت تتحرك وعقدت عدة اجتماعات وهناك عديد من الوثائق كتبت من اجل المؤتمر الرابع للحزب الشيوعى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
وانعقد المؤتمر الرابع , واشتركت فى صياغة وثيقته بتوجيه من المرحوم عبدالخالق محجوب اشتركت فيها مع المرحوم الشفيع احمد الشيخ على اساس تحويل الحزب بهذه الصورة , ولكن فى يوم انعقاد المؤتمر سليمان حامد كان مسئول مديرية النيل الازرق واجتمع بوفد المديرية , والمؤتمر تم التحضير له بشكل ديمقراطى اكثر من اى فترة اخرى فى تاريخ الحزب , جاء سليمان حامد واخبرنا ان المؤتمر تم تحويله لمؤتمر تداولى وان عبدالخالق محجوب لن يستطيع الحضور لانه سيكون فى الاتحاد السوفيتى . وكان الشفيع هو رئيس الجلسة , جاء محمد ابراهيم نقد وهو يحمل حقيبة سفر وطلب الاذن للسماح له بالسفر لحضور مؤتمر الحزب الشيوعى الهندى , طلبت انا نقطة نظام وقلت ان هذا المؤتمر تم التحضير له من جانب اللجنة المركزية فكيف يتحول الى مؤتمر تداولى ؟ وكيف ان قادة حزب يسافرون لمؤتمرات احزاب اخرى , المهم سافر نقد واستمر المؤتمر كمؤتمر تداولى وقد قرر تحويل الحزب الشيوعى الى حزب اشتراكى , وكنا قد عملنا مع القوى الديمقراطية المختلفة امثال امين الشبلى واخرين , حدد المؤتمر سياسته وانتخب اللجنة المركزية وعقدت دورتين وغير اسم المكتب السياسى للجنة التنفيذية وانتخب الامين العام عبدالخالق محجوب رغم عدم وجوده .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
]يواصل د/ فاروق :-
بعد شهرين او ثلاثة اشهر من المؤتمر التدوالى , المرحوم عبدالخالق كان قد جاء من الاتحاد السوفيتى ونتيجة لمشاورات مع الرفاق الروس اقتنع ان ما يحدث غير صحيح , وان الحزب الشيوعى هو حزب الطبقة العاملة والمستقبل , رغم انه هو من بداء هذه الخطوات , جاء وحل الحزب الشيوعى تماما , وارسل للفروع انه يعتبر ان الحزب قد تم حله , وسيتم اعادة تشكليه , انا كنت فى (مدنى) وارسل يوسف حسين وسليمان حامد, واقنع اعضاء المكتب السياسى اولا , وهنا اشخاص منهم موجودين معنا , ثم بعد ذلك دعا اللجنة المركزية للانعقاد فى 23 نوفمبر 1966 .
وطرح عبدالخالق افكاره هذه فى عدد (الشيوعى) 126 , واجتماع اللجنة المركزية الذى ناقش هذه القضية كان فى (سوبا) فى 23 نوفمبر 1966 ..ه وهو قد قدم رأى زميلين ورأيه هو, معى هنا ملخص للمناقشات المثمرة التى دارت فى الاجتماع وكان العنوان (حول تحويل الحزب الشيوعى لحزب جماهيرى) وسوف اقراء فقرة منه هنا :-
(على ضوء تقرير السياسى المقدم للجنة المركزية والتقرير السياسى الذى قدمته اللجنة التنفيذية وتمت مناقشة واسعة حول هذه القضية الهامة قضية تحويل الحزب الشيوعى لحزب جماهيرى .. لقد أكدت الاغلبية الساحقة من اللجنة المركزية التمسك بالحزب الشيوعى رافعا الى الاعلى راية الماركسية اللينينية الشىء الذى لا يمكن حدوثه تحت قانون حل الحزب الشيوعى الا باللجوء للتنظيم السرى .. لقد وردت بعض الافكار التى تتمسك بالاتجاه السابق الذى كان يرمى لخلق حزب اشتراكى له قلب ثورى .. لقد عبر هذا الرأى عن نفسه فى النقاط التالية .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
(عبر هذا الرأى عن نفسه فى النقاط التالية - ليس هناك اسماء , ولكنى كتبت هنا تعليق فاروق محمد ابراهيم - , ان الطريقة التى وضعتها اللجنة التنفيذية فى تصور الحزب يختلف عن الشكل الذى تصوره المؤتمر ودوراتى اللجنة المركزية, وهذا هو مصدر البلبلة .. لقد كان رأى المؤتمر التداولى ودوراتى اللجنة المركزية ان هذه القضية تتلخص فى
1/ ان يكون هناك حزبا جماهيريا علنيا يسنده جهاز سرى ليس حزبا جديدا ولكنه تحويل للفروع يضم العناصر المؤيدة حتى قيام المؤتمر التأسيسى فيما بعد .
2/ ان نظرية هذا الحزب هى الاشتراكية اللينينية وليس هنالك داعى للحديث عن المدارس الاشتراكية لانها غير موجودة فى الواقع.. قد يكون هناك غموض حول الاشتراكية العلمية لكن مع وجود مدرسة الحزب الشيوعى يمكن حل هذا الغموض .
3/ ضم الطلائع لا يعنى ضم قوى جديدة بل هى نفس الطلائع التى ناضلت معنا وارتبطت بفروع الحزب فى كافة المجالات .
4/ ليس هناك اختلاف بين الاشتراكية العلمية والماركسية وهما يمثلان شياء واحدا ولكن مع هذا نجد ان من العوائق التى وقفت فى ضم الطلائع هى تهمة الالحاد مما ساعد على ابعادها عنا وهو ما يسهم فيه ايضا تسمية النظرية بالماركسية اللينينية .. من المهم هنا النظر بجدية لمعالجة موضوع الدين , نعم ان برنامج الحزب لا ينص على الالحاد بل يؤكد على احترام العقائد , ولكن هذا غير كافى لاستيعاب هذه القوى .
الجانب الاساسى لاعضاء الحزب هو المنهج العملى , واقتراح ميثاق ينص صراحة على رفض الالحاد لانه يتعارض مع المجتمع , وهذا التفكير يقود لتطوير الحزب .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
هذا الرأى ليس دعوة لحل الحزب الشيوعى بل التفكير فى تحويله وجعله حزبا جماهيريا .. وهذه المناقشات تعود لما دار من قبل حول حزب العمال والمزارعين قبيل المؤتمر الثالث فى 1956 والتى طرحت مع وجود الحزب بصورة قانونية بعد الاستقلال .
ان الوضع الحالى يختلف عن سابقه وذلك بوجود التحولات التى حدثت بعد اكتوبر .
فى النهاية اتسأل هل حقا زالت الظروف التى ادت الى املاء الافكار التى وضعت فى وثيقة اجراء تحول عميق .
ان هذه الظروف لم تتغير وان عملية التحول التى نتحدث عنها ترتكز على هذه الامكانيات , والتى لن تؤدى الى جعل حزبنا حزبا برجوازيا بل حزبا ثوريا .
وقد ادلى زميلا اخر هو المرحوم الامين حاج الامين مؤيدا وجهة النظر هذه واضاف ان الحزب الشيوعى السرى يعتبر خطوة نحو الوراء .. ان هذا التقرير السياسى الذى اقرته اللجنة التنفيذية من قبل لا يعطى انتباها الى ان الحزب ارتفعت وترتفع اسهمه باستمرار رغم التعنت الرجعى .. لذا فان الانتقال الى العلانية الكاملة امر لابد منه .
(انتهى هنا اقتباس د/ فاروق من عدد الشيوعى 126) .
المهم فى الامر انه بعد نصيحة السوفيت , تم الطلب ان نتراجع عن فكرة الحزب الاشتراكى .
يوم 1 يناير عام 1967 بعد هذا الاجتماع بنحو اسبوع , كان محدد سلفا اجتماع تأسيسى للحزب الاشتراكى وعقد فى دار الرياضة فى ميدان كبير امام , ولكن كان القرار هو اغتيال هذا الاجتماع , نجتمع نعم , ولكنه يصبح مجرد لافتة فى نهاية المطاف هذه هى الحقائق .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د/ فاروق :-
تم تحويل المؤتمر الرابع الى مؤتمر تدوالى دون اجتماع اللجنة المركزية حتى يتم اقرار هذا التغيير , ثم جاء الامين العام وحل الحزب كله ونقض قرارات المؤتمر , انا قدمت اقتراح للجنة المركزية بادانة موقف الامين العام وانه كان من المفترض ان يعود للجنة المركزية والمؤتمر , هذا هو الجمود العقائدى , الكتاب الذى كتبه الاخ تاج السر لا يشير اطلاقا لهذه الاحداث وهو قد قراء وثائق اخرين مثل الاستاذ التيجانى الطيب فى ذلك الوقت كان الاخ تاج السر صغير السن .. فى كل تقييم التجربة السابقة , اذا كان التقييم مختلا فانك ستصل الى نتائج مختلة , هناك رؤيتان من المفترض ان تقدمان للمؤتمر الخامس , الرؤية التى كتبها الاخ تاج السر , والرؤية التى قدمتها انا والتى تدعو الى رد الاعتبار لمؤتمر الجريف (المؤتمر الرابع) .
وادانة الموقف الذى تم به حل الحزب بنصيحة من السوفيت , وادانة استجابة اعضاء اللجنة المركزية للتراجع عن فكرة الحزب الاشتراكى وهو ما خلق شرخا بين الشيوعيين والديمقراطيين وادى الى منازعات مع مايو , مايو هو مشروعنا .. هناك خلل كبير فيما قدمه الاخ تاج السر هناك عملية شحن حول الانقلابات العسكرية .
تكتيك الحزب الشيوعى هو تكتيك انقلابى , ليس بواسطة افراد يقودون انقلابا , بل ان نظرية القوى الحديثة التى تقود المجتمع رغم انها صغيرة العدد , هذا ليس تكتيك اغلبية بتاع انتخابات , هذا مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية واداة هذا التغيير هو العمل العسكرى , حزب لديه تنظيم عسكرى من اجل استلام السلطة فى لحظة نهوض القوى الجماهيرية مثل اكتوبر وابريل , انت لن تستطيع نيل السلظة فقط بالمظاهرات والعمل الجماهيرى فقط .
ذكر الاخ تاج السر ان الحزب لم يوجه سهام النقد للانقلابات العسكرية وهو على حق وكانت وجهة النظر فى انقلاب عبود انه انقلاب رجعى
فى الانقلابات الاخرى شارك الحزب محمد محجوب عثمان سجن فى انقلاب 59 .
كنا مع انقلاب تقدمى .. بعد ثورة اكتوبر وبعد التكتيك الناجح لعبد الخالق محجوب فى الاضراب المدنى .
كتب :
وقعت انقلابات ضد النظام الرجعى , مما أكد رغم الفشل ان الجيش قوى وطنية ديمقراطية لا تقبل ذلك الوضع الرجعى , صحيح ان تلك الحركات لم يكن لها برنامج مكتوب ولكنها كانت حركات مناوئة للنظام الرجعى , ان القوات المسلحة هى جزء من الحركة الثورية ويمكن لجماهير شعبنا من العمال والفلاحين والمثقفين ان يجدوا صدى لنضالهم فى هذه القوات ويمكن لبلادنا ان تسير فى طريق التطور الديمقراطى عن طريق انقلاب عسكرى تؤيده الجماهير الثورية والوطنية ولكن المهم فى كل هذا هو قدرة الحزب الشيوعى على العمل الصبور واليومى بين القوات المسلحة وتنظيم القوى الديمقراطية فيها والتحالف معها الخ ) (انتهى الاقتباس من كلمات عبدالخالق) .
بيان اللجنة المركزية فى 23 مارس 1969 ان الانقلاب العسكرى بديلا عن العمل الجماهيرى مرفوض وهذا صحيح ولكن الانقلاب جزء فى مسيرة العمل الجماهيرى .. المشكلة كلها فى مايو ان تنظيم الضباط الاحرار الذى اسأسسه الحزب الشيوعى من شيوعيين وديمقراطيين , تردد الحزب عندما طرحوا الانقلاب وفى اجتماع نميرى وعبدالخالق والشفيع قال الشفيع ان الاشتراكية تكون طوبة , طوبة , فرد نميرى طيب لو زول جاب ليكم لورى طوب تعملوا شنو ؟
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة الاستاذ/ تاج السر عثمان عضو الحزب الشيوعى السودانى :-
تعلمون ان الحزب قد فتح باب المناقشة العامة فى اغسطس 1991 بعد المتغيرات فى الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية , تم طرح محاور عامة من ضمنها تجديد الحزب الشيوعى والبرنامج , ما كتبته فى كتاب (تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى 1946 - 1971) هو عبارة عن مساهمة شخصية وليس وثيقة يتبناها المؤتمر الخامس , وما كتبته كان قد نشر فى الشيوعى (59) فى ظروف السرية , لذلك كانت اعادة طباعة الكتاب , انا كتبت هذا الكلام فى 1992 ووثيقة د/ فاروق كتبت فى الخارج عام 1994 لذلك لم تتم الاشارة اليها فيما كتبت لانه تحدث اننى اغفلتها .. من مجموع كل هذه الوثائق وثيقتى ووثيقة د/ فاروق سيكون المؤتمر الخامس .. رجعت للوثائق المختلفة فيما كتبت وفى نهاية الكتاب هناك اشارة للوثائق التى اعتمدت عليها .. ما كتبته يمكن تجديده وتطويره بمعارف جديدة .. موضوع الانقلابات العسكرية , اعتقد انها قد ادخلت البلد فى متاهة , الحزب لم يكن مسئولا عن انقلاب 25 مايو صحيح هو قد أيد الانقلاب , وصحيح ايضا انه لم يكن مسئولا عن انقلاب 19 يوليو ويمكن ان يدور نقاش واسع حول الانقلابات العسكرية .
منذ دورة مركزيةاللجنة فى اغسطس 1977 توصلنا ان الانقلابات طريق مسدود واننا يجب ان نصل الى الحكم الوطنى عن طريق النظام الديمقراطى وهذا الكلام موجود فى وثيقة (الديمقراطية مفتاح الحل للازمة) .. هدف المناقشات فى الحزب هو توسيع مواعين الديمقراطية داخل الحزب والمجتمع .
اريد ان اسمع اكثر من ان اتكلم .. شكرا لكم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة الاستاذ/ تاج السر عثمان عضو الحزب الشيوعى السودانى :-
تعلمون ان الحزب قد فتح باب المناقشة العامة فى اغسطس 1991 بعد المتغيرات فى الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية , تم طرح محاور عامة من ضمنها تجديد الحزب الشيوعى والبرنامج , ما كتبته فى كتاب (تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى 1946 - 1971) هو عبارة عن مساهمة شخصية وليس وثيقة يتبناها المؤتمر الخامس , وما كتبته كان قد نشر فى الشيوعى (59) فى ظروف السرية , لذلك كانت اعادة طباعة الكتاب , انا كتبت هذا الكلام فى 1992 ووثيقة د/ فاروق كتبت فى الخارج عام 1994 لذلك لم تتم الاشارة اليها فيما كتبت لانه تحدث اننى اغفلتها .. من مجموع كل هذه الوثائق وثيقتى ووثيقة د/ فاروق سيكون المؤتمر الخامس .. رجعت للوثائق المختلفة فيما كتبت وفى نهاية الكتاب هناك اشارة للوثائق التى اعتمدت عليها .. ما كتبته يمكن تجديده وتطويره بمعارف جديدة .. موضوع الانقلابات العسكرية , اعتقد انها قد ادخلت البلد فى متاهة , الحزب لم يكن مسئولا عن انقلاب 25 مايو صحيح هو قد أيد الانقلاب , وصحيح ايضا انه لم يكن مسئولا عن انقلاب 19 يوليو ويمكن ان يدور نقاش واسع حول الانقلابات العسكرية .
منذ دورة مركزيةاللجنة فى اغسطس 1977 توصلنا ان الانقلابات طريق مسدود واننا يجب ان نصل الى الحكم الوطنى عن طريق النظام الديمقراطى وهذا الكلام موجود فى وثيقة (الديمقراطية مفتاح الحل للازمة) .. هدف المناقشات فى الحزب هو توسيع مواعين الديمقراطية داخل الحزب والمجتمع .
اريد ان اسمع اكثر من ان اتكلم .. شكرا لكم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة استاذ/ طه ابراهيم :-
أشيد بفكرة د/ فاروق واعتقد انها قد تساعد فى الحراك الدائر من اجل حزب ديمقراطى .. قبل الستينات كنت عضوا فى الحزب الشيوعى .. فى مرحلة من المراحل كان هناك توجيه ان الحزب الشيوعى فى ازمة , كان هناك مد جماهيرى كبير لا يستطيع الحزب استيعابه وكانت هناك هجمة دينية عنيفة عليه وطلب منا بحث هذه الازمة وقمنا بدراسة توصلنا فيها الى ان الحزب الشيوعى اصبح تاريخ وانه يجب خلق حزب اشتراكى ديمقراطى يتخلى عن اسم الشيوعية , وهذا الحزب الجديد يحترم عقائد الناس لان الشيوعيين عانوا من تهمة الالحاد وهى لا تخدم اى غرض فى النضال الجماهيرى .
التمسك بقناعات فلسفية تتعارض مع معتقدات الناس عمل ضار .. لائحة الحزب الشيوعى لائحة غير ديمقراطية وهى لا تصلح لحزب جماهيرى .. المؤتمر الرابع حل الحزب الشيوعى , وكان هناك فرح كبير لقيام الحزب الاشتراكى على انقاضه , تم اقناع عبدالخالق من قبل السوفيت ومعه شخصان اخران بخطاء حل الحزب الشيوعى , وتم التراجع عن هذه الخطوة .. تقابلت مع المرحوم عزالدين على عامر فى القاهرة فى التسعينات وقال انهم كانوا يهدفون الى جعل الحزب الشيوعى فى قلب الحزب الاشتراكى , ولكن هذا لم يحدث حيث انسحب الشيوعيين من الحزب الاشتراكى .. كانت هناك امواج من البشر اندفعوا للانضمام للحزب الجديد .. قررت فى النهاية ان انسحب من الحزب بهدواء .. عن الموقف من نميرى هو كان منبهرا بالتجربة الاشتراكية ولينين وقد طلب مرة دخول الحزب ولكنهم وضعوا العراقيل امامه .. اتمنى من المؤتمر الخامس العودة الى قرارات المؤتمر الرابع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة استاذ/ عبدالله الطيب (زراعى) :-
فى المعتقل عام 1971 فى سجن المدفعية عطبرة دار نقاشحول الازمة الثورية وحسمها بواسطة طلائع القوات المسلحة , قدمت ورقة فى ذلك النقاش حول هل ان الطلائع موجودة فقط فى المؤسسة العسكرية ؟ ونحن كنا قد صنفنا هذه المؤسسة بانها رجعية وقلت لماذا لا تكون هذه الطلائع شىء قائم بذاته بعيدا عن المؤسسة العسكرية التى اقامتها الرجعية وهو نقاش طويل جدا وما زال .. هل تخلى الحزب عن سؤال من يحسم الازمة الثورية ؟ .
مداخلة الاستاذ/ علاء الدين محمود :-
الحديث حول الحزب الاشتراكى وحول جماهيرية ذلك الحزب وان عضويته كانت اكثر من عضوية الحزب الشيوعى , لماذا اذا لم تواصلوا السير فى درب الحزب الاشتراكى ؟ .. لا ادرى ما هى مشكلة د/ فاروق وهناك مؤاشرات ان الحزب يتجه ان يكون حزب اشتراكى ديمقراطى هل هى مشكلة حق ادبى او ملكية فكرية ؟ .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة د/ بابكر احمد الحسن :-
هناك طرح لموضوع الحزب الاشتراكى المفتوح من قديم من قبل د/ فاروق واخرين .. اريد ان اقول اننا الان نعيش مرحلة بالغة التعقيد والضربات التى تعرض لها الحزب والظروف السياسية التى نعيش فيها الان , والحذر من الاختراقات , ومن جهة اخرى فان تكوين الاحزاب العقائدية يستلزم الصرامة الفكرية فى السلوك والتثقيف ولديه منهجية فى التحليل خاصة به , اعتقد انه من الصعوبة بمكان ان تطلب من مثل هذا الحزب ان يتحول الى حزب مفتوح هكذا فجأة .. الامنيات تختلف عن الواقع مثال حلم عبدالناصر بالوحدة مع سوريا وحلم الترابى فى جبهة اسلامية كبيرة عربيا وافريقيا .. عبدالرحمن منيف كتب عن التحول الصادم فى دول الخليج فى ثلاثية مدن الملح من مجتمع بدوى الى مجتمع حديث دون تمهيد لذلك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة الاستاذ/ نبيل اديب :-
اعتقد ان وضع الموضوع فى خانة الصواب والخطاء بعيدا عن الظروف التى نمر بها غير صحيح .. نحن نتعامل كاننا صفويين واوصياء على الشعب ونتعامل مع الناس باعتبار اننا نمثلهم ونفكر نيابة عنهم وحتى الحزب الاشتراكى لو كان , كان سيكون فى نفس الوضع .. كنت اتمنى من د/ فاروق ان ينظر الى تجربة الاتحاد السوفيتى وسقوط التجربة كلها , التجربة التى فيها وصاية على الناس ..كل التيار اليسارى قام على مبداء الصفوية والوصاية على الشعب .. طبعا من الصعب ان تتحدث فى التاريخ عن ان لو لم يحدث كذا لكان كذا , هل كان من الممكن لولا خلاف الشيوعيين مع نظام مايو ان ينفتح هذا النظام على الجماهير ؟ , وهل ارادتنا هى ارادة الجماهير ؟ .
كنا نريد من د/ فاروق ان يتحدث وينظر للامام لا الى الخلف واى حديث عن خلاف الماضى لن يقود لشىء , كنت اريد ان اسمع عن الحاضر .. نحن مطالبين بيسار يتخلص من الصفوية والنخبوية .. وحتى لو قام الحزب الاشتراكى فى ذلك الوقت اعتقد انه كان سيكون مثل تجربة الاتحاد الاشتراكى وتجارب حزب البعث .
مداخلة استاذة/ عفاف ابو كشوة :-
انا سعيدة بوجود حالة من الحراك الفكرى لمناقشة القضايا .. وهو حراك غير معزول عن الساحة الاقليمية والدولية , هناك حوارات فى منبر الحوار المتمدن حول هذه المواضيع , اعتقد ان الكلام حول هل الخطاء فى النظرية ام التطبيق هو كلام مهم .. هناك الان نهوض فى الاحزاب الاشتراكية فى امريكا الاتينية وغيرها .. فى المانيا كمثال حصل الاشتراكيين على 11% ثم فى الانتخابات التالية حصلوا على 44%
وكنت هناك وعرفت منهم ان الاشتراكية السابقة وفرت لهم مجانية التعليم والعلاج .. هناك الان محاولات لاعادة تنظيم صفوف اليسار .. هل الحزب الاشتراكى يشمل البعثيين والناصريين ؟ .. وكيف يمكن الاستفادة من ثمار العولمة فى مواضيع حقوق الانسان والحكم الرشيد وغيرها .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة استاذ/ كبج :-
سنة 1963 تم طرح شعار الاضراب السياسى العام كسلاح فى يد القوى الحديثة , لكن كان هناك دوما النظرة الى القوى المسلحة التى تستطيع حماية هذا الحدث لان المظاهرات وحدها لا تكفى .. وفى عام 1963 تكونت اول خلية للعمل العسكرى وكان فيها عبدالخالق والشفيع وانا وقام بالتدريب بابكر النور .. كان التفكير يتجه صوب النواة التى تحمى .. تنظيم الضباط الاحرار كان الخيار لخلق جسم خاص بهم وكنت انا مشرف على مجلة هذا التنظيم , وكنا نعتبره جزء من الجبهة الوطنية .
كتب عبدالخالق فى 1969 ان تكتيك الانقلاب العسكرى هو تكتيك برجوازية صغيرة وهذا التقرير لم تقره اللجنة المركزية وتحدث هو عن انه من المفترض ان يتم توزيعه على القواعد لمعرفة الرأى النهائى , وحتى شهر مارس لم يكن هناك ما يدل على ان الانقلاب مرفوض من جانب الحزب , وعند اتصال رجال مايو بنا لم يكن هناك رفض للانقلاب فى الحزب , حتى رفض الانقلاب لم يمر على اللجنة المركزية .
كان هناك نهوض جماهيرى وعجز وانقسامات فى القوى التقليدية ولذلك كان استلام السلطة نيابة عن الطلائع الثورية .. فى سنة 1970 كان هناك تقرير عبدالخالق وتقرير معاوية ابراهيم وانا قدمت وثيقة ثالثة قلت فيها ان هناك نظرية للثورة السودانية ولا داعى للاقتباس من ماركس او لينين .
اتمنى من المؤتمر الخامس مناقشة دور العمل المسلح .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: مداخلة الاستاذ/ علاء الدين محمود :-
الحديث حول الحزب الاشتراكى وحول جماهيرية ذلك الحزب وان عضويته كانت اكثر من عضوية الحزب الشيوعى , لماذا اذا لم تواصلوا السير فى درب الحزب الاشتراكى ؟ .. لا ادرى ما هى مشكلة د/ فاروق وهناك مؤاشرات ان الحزب يتجه ان يكون حزب اشتراكى ديمقراطى هل هى مشكلة حق ادبى او ملكية فكرية ؟ . |
نحن فى انتظار مساهمة الاخ السكرتير الثقافى ، والتى يبدو انها ستكون محور التغيير فى المؤتمر الخامس، او ان شئت الدقة رغبة القيادة الحالية للحزب الشيوعى فى ان تكون كذلك.
قبل قراءة تلك المساهمة يهمنا طرح الاسئلة الاولية التالية:
حول الموقف من الديمقراطية، هل هنالك اية توصية بالتخلص من المركزية لمصلحة الديمقراطية كمبدأ قائم على التمثيل المباشر ويعطى الفرصة لاعضاء التنظيم فى التنسيق الافقى دون وساطة اللجنة المركزية؟ وهو ما يحدث الان بتطبيق المركزية الديمقراطية كمبدا تنظيمى للحزب الشيوعى منذ تاسيسه.
هل يمكن تجديد الماركسية وتبنيها كمنظور وحيد فى معالجة قضايانا السياسية والاجتماعية؟
ولذلك يبقى التصريح اعلاه محل نظر كبير!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة استاذ/ كبج :-
سنة 1963 تم طرح شعار ااضراب السياسى العام كسلاح فى يد القوى الحديثة , لكن كان هناك دوما النظرة الى القوى المسلحة التى تستطيع حماية هذا الحدث لان المظاهرات وحدها لا تكفى .. فى عام 1963 تكونت اول خلية للعمل العسكرى وكان فيها عبدالخالق والشفيع وانا وقام بالتدريب بابكر النور .. كان تفكير الحزب فى وجود نواة مسلحة تحمى .. تنظيم الضباط الاحرار كان الخيار لقيام تنظيم خاص بهم وكنت انا مشرفا على مجلة هذا التنظيم , وكنا نعتبره كجزء من الجبهة الوطنية .. كتب عبدالخالق فى 1969 ان تكتيك الانقلاب العكرى هو تكيك برجوازية صغيرة وهذه التقرير تم الطلب لتوزيعه على القواعد لمعرفة الرأى النهائى , حتى مارس لم يكن هناك ما يدل على ان الانقلاب مرفوض .
مداخلة الاستاذ/ محمد احمد همت :-
المشكلة ليست فى تغيير اسم الحزب .. هناك قضايا اهم تواجه الناس .. كيف يمكن لثلاثة اشخاص من تغيير رأى الاغلبية داخل الحزب ؟ .
مداخلة الاستاذ/ فاروق جاتكوث :-
انا احترم الشيوعيين رغم اننى لست شيوعيا .. مساهمتهم فى قضية الجنوب مساهمة نظرية فقط .. كنت اريد معرفة رأى الحزب فى القضايا الراهنة .. اتمنى ان يصبح الحزب ملح الفترة القادمة .. واتمنى منهم عدم اهمال المناطق المهمشة , ليس هناك حزب شيوعى فى الجنوب .. وفى الجنوب نحن اقرب للاشتراكية من الشمال .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة د/ عمر القراى :-
نحتاج للاراء الشجاعة فى هذه المرحلة .. مسألة ايجابية ان يقتنع الحزب الشيوعى الرسمى بالمراجعة والتجديد .. اتفق ان الحزب قدم تضحيات كبيرة .. اعتقد ان مشكلة الحزب هى مشكلة فكرية فى الاساس , حيث يعتقدون ان الاشتراكية هى الماركسية , بينما ان الاشتراكية كانت موجودة قبل ماركس , والماركسية هى مدرسة من مدارس الاشتراكية .. هل تمت مناقشة تجربة سقوط الماركسية داخل الحزب على انها سقوط لمدرسة من المدارس ومن الممكن ان تنهض بعدها الاشتراكية ؟ .. من الاهمية بمكان تحديد الفرق بين الاشتراكية والشيوعية .. اى حزب يفكر فى حمل السلاح هو بالضرورة حزب غير ديمقراطى .. الحزب الشيوعى اهمل الدين , وفى بلد متدين من الصعوبة طرح افكار الماركسية والمادية .. قدم الاستاذ محمود محمد طه نقدا للماركسية .. خرج من الحزب الشيوعى حركات صغيرة تطرح العلمانية فى بلد لا يقبل لا الطرح الدينى الصحيح .
مداخلة استاذ/ معتز احمد (شيوعى) :-
قبل فترة كنا نحضر لمؤتمر منطقة الخرطوم الحزبية , كان هناك تقرير عن الفترة من 1989 حتى 2007 , تذمر واحد من الزملاء باعتبار ان تلك الفترة تاريخ قديم .. صحيح التاريخ مهم , واحد من اوجه الاستفادة منه هو الموقف من الانقلابات العسكرية , نحن الان حزب ديمقراطى برلمانى باعتبار اننا لسنا ليبراليين .. قضايا الديمقراطية ووحدة القوى الوطنية تحتاج الى مناقشة مستفيضة وجادة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة د/ محمد جلال هاشم:-
الحزب الشيوعى كان واحدا من منافذ الحداثة والاستنارة فى السودان , ستجد ان معظم المبدعين من تشكيلين وشعراء وفنانين مروا عبر رواق الحزب وهذا دور هام قام به الحزب .. الحزب قائم على ثلاث مرتكزات 1/ فكر 2/ اداة 3/ ردود افعال , وهذه هى مشكلة الحزب هنا , الفكر دوره ثانوى لحد كبير , تجد شاب صغير السن متمرد على الدين او المجتمع التقليدى ينخرط فى صفوف الحزب , المشكلة هى بعد الانضمام .. لم يوجد حزب تعرض للقمع ونهض على قدميه مثل الحزب الشيوعى ويجب على المجتمع فى صحوة ضميره الاحتفاء بقادة الحزب الذين تعرضوا للسحل .. جماهيرية الحزب تأتى من عوامل عديدة .. المشكلة هى الاداء الداخلى للحزب , المشكلة هى القمع الخارجى والاداء السلبى الداخلى حيث التمركز الذى يخلق قوة الطرد المركزى .. هناك حوجة الى ممارسة داخلية سليمة .. والسؤال هو كيف يمكن تحويل حزب مركزى الى حزب جماهيرى ؟ .
مداخلة استاذ/ بشرى الصايم (شيوعى):-
قدم د. فاروق رؤيته هو , ورؤية تاج السر عثمان , ولا اعتقد ان هناك خلاف بينهما .. كان من المفترض ان يعود المتحدث الى عام 1953 وعوض عبدالرازق عندما اراد حل الحزب وادخله فى حزب الوسط .. وهذا التيار موجود منذ 1946 , هناك تياران التيار الاشتراكى والتيار الشيوعى .. عبدالخالق لم يكن فردا كان تيارا .. يمكن تصنيف دز فاروق على انه يمينى تصفوى مع خالص احترامى له .. يجب ان يناقش المؤتمر الخامس كل القضايا من 1967 حتى الان .
رد د/ فاروق محمد ابراهيم :-
هناك اتفاق الان حول العديد من القضايا , لكن لايمكن ان تستمر المناقشات الى الابد .. هناك قرارات تم اتخاذها فى الستينات بتحول الحزب الى حزب اشتراكى , ولكن تم الاجهاض بسبب الجمود العقائدى .. يجب رد الاعتبار لمؤتمر الجريف لاسدال الستار على الماضى , يجب لمؤتمر الحزب او لجنته المركزية الاعتذار لكل الاشخاص الذين اختلف معهم ودخل معهم فى معارك وهم ما خانوا .. يجب فتح صفحة جديدة .. كنا قد حددنا سلفا ملامح الحزب الاشتراكى واوجه الاختلاف من الحزب الشيوعى .. اتكلم ليس من منطلق رد اعتبار شخصى .. التيجانى الطيب ومحمد ابراهيم نقد لم يذكروا تلك الفترة واغفلوها لان الاستسلام للرأى الخارجى كان غير صحيح .
(انتهى تلخيص الندوة) .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة استاذ/ بشرى الصايم Quote:
قدم د. فاروق رؤيته هو , ورؤية تاج السر عثمان , ولا اعتقد ان هناك خلاف بينهما .. كان من المفترض ان يعود المتحدث الى عام 1953 وعوض عبدالرازق عندما اراد حل الحزب وادخله فى حزب الوسط .. وهذا التيار موجود منذ 1946 , هناك تياران التيار الاشتراكى والتيار الشيوعى .. عبدالخالق لم يكن فردا كان تيارا .. يمكن تصنيف دز فاروق على انه يمينى تصفوى مع خالص احترامى له .. يجب ان يناقش المؤتمر الخامس كل القضايا من 1967 حتى الان |
(شيوعى):-اختلف تماما مع الاستاذ بشرى فى هذا الملاحظة، فالفرق كبير جدا بين الطرحين، صحيح ان كلاهما يسعى الى تكوين حزب اشتراكى ديمقراطى (انا خصيا احلم بأن يحدث ذلك) ولكن الطرح الاول والخاص بالسيد السرتير الثقافى للحزب الشيوعى يسعى فى ذات الوقت الى تجديد الماركسية ، ذلك يعنى ان الماركسية مازال مطلوب منها ان تكون المرجعية الفكرية الوحيدة.
ربما يغالطنى احد فى هذا الاستنتاج وهذا من حقه طبعا، ولذلك نرجو تلخيص رؤية الكتاب الذى اصدره الحزب الشيوعى حول (التقويم)
تساءل الاخ طلال عن الكلمة اعلاه ولم لا تكون( تقييم )، اعتقد انه لا يمكن رصد مدلولات اللفظ بدقة لابعد قراءة الكتاب.
لدى ملاحظات مرتبطة بالتقييم هذا فى البوست الاخر حول الموضوع نفسه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
هذه مداخلات مهمة رفد بها النشط طلعت الطيب البوست السابق عن الاعلان للندوة
راينا لاهميتها ولعلاقتها بما يدور من النقاش تحويلها الى هنا
فليسمح لنا الاستاذ طلعت وبعد اذنك
ربما كان من المهم اعطاء القارىء نبذة عن د.فاروق
كان الرجل عنصرا نشطا فى الحراك المدنى والسياسى منذ عهد الاستعمار، اى منذ نهاية الاربعينات من القرن الماضى حيث عمل ضمن رابطة الطلبة الشيوعيين حينما كان طالبا ثم عضوا بارزا فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى الذى كان قد ساهم فى تأسيسه حيث ترجع تاريخ عضويته الى ماقبل انعقاد المؤتمر الاول. الا انه خرج من ذلك الحزب فى ما عرف بانقسام سبتمبر عام ١٩٧٠ حيث شارك فى اللجنة القائدة لذلك الانقسام الا انه خرج منها بعد لقاء له مع المرحوم عبد الخالق محجوب السكرتير العام وكان ذلك فى ١٦ نوفمبر ١٩٧٠.
حسب علمى انه حاول استعادة عضويته فى الحزب الشيوعى منذ عام ١٩٧٣ لكنه استعادها عمليا بعد ستة عشر عاما. جدير بالذكر انه حينما استعاد عضويته اشترط احتفاظه بكل ارائه ومواقفه السابقة ويقول التجانى الطيب حول ذلك الامر ان الحزب لم يطلب من الدكتور ان يبدل ارائه كشرط لاستعادة العضوية.غير ان نشاطه قد بدأ يخمد ويبدو انه اصبح عضوا غير فاعل منذ العام ١٩٩١ واهتم بدلا عن ذلك باصدار نشرة (نصر) حيث من الواضح ان قناعة الرجل قد اتجهت نحو اهمية بناء حزب ديمقراطى جديد وان الحزب الشيوعى لم يعد هو المكان المناسب لتحقيق البرنامج الوطنى الديمقراطى. قدّم د. فاروق نقدا لازعا وعميقا فى ذات الوقت لتجربة الحزب الشيوعى بل ودعا قياداته بعقد المؤتمر الخامس تكون مهمته هى حل الحزب الشيوعى لان بحله يكون الحزب قد اسدل الستار على كل جراحات الماضى حسب تعبيره.
اتمنى ان تكون الندوة مفيدة ولا شك عندى فى ذلك فالرجل يتميز بالصدق والجدية وساحاول عرض افكاره ومواقفه منذ الاستقلال وحتى الان من خلال هذا الخيط املا ان يساعد ذلك القارىء على المتابعة الجيّدة. د. فاروق كان قد تعرض للاعتقال والتعذيب البشع فى بيوت الاشباح وهو صاحب تلك الرسالة القوية التى كان قد وجهها الى البشيرفيما يختص بالتعذيب وامتهان الكرامة لذى تعرض له فى واحدة من تلك المواقف النادرة التى تحفظ للرجال مقاماتهم(ارجو من توفرت لديه تلك الرسالة انزالها فى هذا المقام)
التحية لمركز الخاتم عدلان وهو يقدّم مثل هذه الشخصيات الوطنية فى منابره
كان اختيار د. فاروق الاحتفاظ بمواقفه السابقة رغم استعادة عضويته بالحزب الشيوعى يرتبط برؤية استراتيجية تختلف عن تلك التى تتبناها قيادة الاستاذ محمد ابراهيم نقد. ويبدو ان الهوة بين الرؤيتين اخذت فى الاتساع بعد انقلاب الجبهة الاسلامية على الديمقراطية فى ١٩٨٩.
على العكس مما ظلت تدعو له قيادة نقد من تاكتيك جوهره يقوم على استجماع قوى الانتفاضة فى مواجهة المشروع الاصولى، كان د.فاروق يرى ان الجمع التلفيقى بين هذه القوى لن يحقق التوازن الديمقراطى المطلوب والكافى لكسر الحلقة الشريرة ( ديمقراطية فانقلاب عسكرى يطول)، ويرى مثلا ان النقابات تنظيمات اقتصادية مطلبية فى الاساس وانها رغم انها لعبت دورا سياسيا هاما فيما مضى من انتفاضات فى اكتوبر وابريل، الا ان ذلك ماكان ليحدث لو كان للقوى الحديثة حزبها الذى يعبر عنها.
ارتبطت دعوة الدكتور فاروق منذ مدّة بابعاد القوات النظامية والنقابات عن المشاركة فى السلطة بمستوياتها الثلاث تشريعية وتنفيذية وسيادية، بل تلخصت تلك الدعوة السياسية فى ان تقتصر مشاركة ممثلى القوات النظامية والنقابات والقوميات فىالقيام بأدوار رقابية شبيهة بمجلس الشيوخ الامريكى ومجلس اللوردات البريطانى.
يعتقد الدكتور فاروق محمد ابراهيم بأهمية تأسيس البديل الديمقراطى المستقر وان يرتبط ذلك التأسيس بعملية اصلاح جوهرى للاحزاب تتحول بموجبها الى مؤسسات ديمقراطية. وله فى ذلك رؤية استراتيجية تتلخص فى انه يرى ان المستقبل السياسى للسودان يرتبط بثلاثة مجموعات حزبية تتميز بالقاعدة الاجتماعية التى انطلقت منها تاريخيا وهى :
اولا حزبى الامة الاتحادى وقد انطلقا من قاعدة تقليدية للمجتمع
ثانيا الحركة الشعبية والحركات الاقليمية الاخرى والتى اتخذت من قضية اقتسام السلطة والثروة مرتكزا لانطلاقها
وثالثا واخيرا الحزب الشيوعى والاحزاب اليسارية والليبرالية الصغيرة الاخرى والتى جعلت من النقابات والمؤسسات التعلمية الحديثة الاخرى قاعدة لانطلاقها.
يرى فاروق ان تطور هذه المجموعات الى ثلاثة احزاب يعد تبسيطا للحياة السياسية حيث سيسعى كل حزب من هؤلاء الى استيعاب حركة المجتمع كله ومصالح جميع فئاته واقاليمه فى برامجه السياسية، وهى حركة قد تنتهى بالتمحور فى المدى البعيد حول حزبين على النطاق الوطنى يمين ويسار. وهما سيختلفان حول درجة تدخل الدولة فى الاقتصاد وحول درجة علمنة المجتمع ودرجة مركزة السلطة وغيرها من القضايا السياسية الجوهرية
صعود وانهيار مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية
نستعرض مع د. فاروق رؤيته حول صعود وانهيار مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الذى طرحه الحزب الشيوعى واستنهض به القوى الحديثة التى نسعى الان الى توحيدها فى حزب ديمقراطى جديد. اجمل فاروق اسباب انهيار المشروع الوطنى الذى كان يستهدف الانطلاق ببلادنا صوب النمو الاقتصادى - الاجتماعى الذاتى المتصل وسد فجوة التخلف التاريخية الى اصولية السياسات التى ثابر عليها الحزب بقيادة مؤسسه وامينه العام المرحوم عبد الخالق محجوب وهى نفس السياسات التى ادت الى هزيمة الاحزاب والانظمة الشيوعية الاخرى. ورغم ان الدكتور قد اتخذ موقفا مثابرا فى الصراع الداخلى فى الحزب الشيوعى فى الفترة ١٩٦٤ الى ١٩٧٠ الا انه يقول انه يتحمل المسؤلية التضامنية عن سياسات واخطاء الحزب فى كل مراحله، وقد تلخص موقفه الاصلاحى المثابر فى الوقوف الى جانب سياسة تحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى يهتدى بميثاق وبرنامج اشتراكى محدد،الى جانب سياسات عديدة تتعلق بالممارسة الديمقراطية فى الحزب وفى المجتمع وفى الانظمة الشيوعية.
كانت فكرة الحزب الطليعى من مبادرات عبد الخالق حيث تبنته اللجنة المركزية فى وثيقة (مشروع تحوّل عميق فى وضع الحزب الشيوعى) وكان ذلك فى ٤ نوفمبر ١٩٦٤ الا ان السكرتير العام كان قد تخلى عنه عنه بعد زيارة له للاتحاد السوفيتى فما بعد وهو ما عرف فى ادبيات الحزب ب (الانحراف اليمينى)
يهمنا قبل ان نستطرد فى سرد وجهة نظر الدكتور وتحميل الامين العام السابق مسولية انهيار المشروع الوطنى ، يهمنا ان نتطرّق لزكريات الدكتور مع المرحوم عبد الخالق وذلك حتى لا يفهم الخلاف على انه ذو طابع شخصى.
كتب الدكتور فى مجلة قضايا سودانية العدد الرابع- ابريل ١٩٩٤ فى ص ١٠ مايلى:
(ليس هناك اية جانب شخصى فى انتقادى لسياسات المرحوم عبد الخالق. وانما العكس فقد كانت تربطنى به مودة واحترام متبادل لم تنقطع ابدا. رغم الخلاف الفكرى الحاد فى اجتماعات اللجنة المركزية وفى صحافة الحزب حول قضايا جوهرية. وحينما وقع الانقسام وقامت اللجنة المركزية بفصل اعضائها الاثنى عشر الذين انشقوا عنها، وكنت منهم ، دعانى المرحوم عبد الخالق الى اجتماع مساء السادس عشر او السابع عشر من اكتوبر ١٩٧٠ على ما اذكر بمشاركة الزميلين التيجانى الطيب وشريف الدشونى. ابتدر عبد الخالق الاجتماع قائلا انه لا يكترث كثيرا للعدد الكبير من معارضى سياسته والمنشقين عن الحزب. قال ان الذين كانوا يشاركون فى وضع سياسات الحزب الاساسية لم يكن يتجاوز عددهم اصابع اليدين، بعضهم على يمين الحزب ، وبعضهم على اليسار لكنهم يشكلون نواة الحزب الاساسية. وهو يعتبرنى منهم،برغم موقفى المثابر فى اليمين،ودعانى للاستمرار فى موقعى وفى قيادة الحزب. قلت ان الخلاف بلغ شأوا بعيدا هذه المرّة، وانى صرت على قناعة تامة بأن سياسة مصادمة النظام الهادفة الى انتزاع السلطة كما اجازها المؤتمر التداولى واقرتها اللجنة المركزية ستؤدى الى هزيمة كل ما كسبناه وظللنا نناضل من اجله. بينما نحن نستطيع ان نحقق اهدافنا بالتعاون مع النظام. قلت اننى بادرت الى المشاركة فى اصدار خطاب دعوة للوحدة،الذى وقعه اعضاء اللجنة المركزية الاثنا عشر كمحاولة يائسة اخيرة لتفادى الانقسام. لكنها لم تنجح،قلت ان الصدام مع السلطة والانقسام كليهما يؤديان الى هزيمة مشروعنا برمته، واننى سأتخارج من التنظيم الذى نشأ عن الانقسام واتخذ موقفا مستقلا. كان ذلك لقاؤنا الاخير. وقد استقلت بعد شهر بالضبط من ذلك التاريخ من التنظيم الذى نشأ عن الانقسام خلال مناقشة قيادته لاخداث ١٧ نوفمبر الشهرة. واتخذت موقفا معلنا فى معارضتها.)
(كان المرحوم عبد الخالق قائدا عظيما ورجلا فذا، كمعظم قادة الاحزاب الشيوعية الستالينية وانظمتها فى ذلك الوقت. ان المناقشة التى نجريها الان ليست من قبيل الترف الفكرى او البحث الاكاديمى فى التاريخ، وانما تستهد تقييم تجارب واحداث ٤٨ عام كى نستهدى بها فى رسم استراتيجية تخرجنا من المأزق التاريخى الراهن)
نواصل ما كتبه د.فاروق فى مجلة قضايا سودانية وقد كان عنوان ذلك المقال هو الحزب الشيوعى والدعوة الى قيام حزب جديد
(ان تراثنا عزيز علينا جميعا وذكرى الشهداء الذين سقطوا وهم يحملون راية النضال لاجل اهدافنا المشتركة عزيزة علينا جميعا . غير اننا لن نستطيع ان نتقدم خصوصا الان، ان لم نحلل ونقيّم تجربتنا السابقة. بالطبع كان لا بد ان تكون هناك اخطاء، وان تكون هناك مسؤلية عن تلك الاخطاء، علينا ان نتصدى لها بشجاعة حتى نتمكن من اسدال الستار عليها والتوجه نحو المستقبل بخطى اكثر ثباتا. وبينما ظلّت قيادة الحزب المركزية الراهنة تتمسك بتحليلاتها السابقة للاحداث من مايو ٦٩ الى يوليو ٧١ فقد امتنعت عن عقد مؤتمرا للحزب وعن فتح المناقشةالعامة.
بالنسبة لانقلاب ١٩ يوليو الذى ادى الى انهيار مشروعنا الوطنى واقتيد بسببه خيرة ابناء جيلنا واكثرهم جسارة الى ساحات الاعدام، وعلى رأسهم عبد الخالق والشفيع وجوزيف وهاشم العطا وفاروق حمدالله وبابكر النور، فان الامين العام للحزب يكتفى بقولته الشهيرة (انها تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه) بينما ينفى الرجل الثانى فى الحزب الاستاذ التيجانى الطيب فى تقييمه المنشور فى العدد الثانى من (قضايا سودانية) صدور اى قرار من الحزب الشيوعى بالانقلاب. هذا موقف من تجربتنا ومن المرحوم عبد الخالق ومن ذكرى الشهداء ، وهو اما يعلق شبح تهمة الانفراد بقرار الانقلاب على رأس عبد الخالق الذى ليس بيننا الان ليدافع عن نفسه، او يعلق الاتهام برأس العسكريين وحدهم، او الاثنين معا. لكنه يزيح المسئولية تماما عن كاهل قيادة الحزب الشيوعى الراهنة. اما كاتب هذه الورقة الذى اختلف مع قيادة الحزب فى هذه السياسات، ذلك الخلاف الذى نشأ فى اعقاب ثورة اكتوبر واستمر حتى اكتوبر ١٩٧٠، حينما تخلى عن عضويته فى الحزب بسبب تلك الخلافات ، فانه يتخذ موقفا اخر. لقد اتخذت اللجنة المركزية قرارا باسقاط نظام ٢٥ مايو ى دورتها بتاريخ ٢٨ مايو ١٩٧١ وكان ذلك القرار متسقا تماما مع السياسات التى اتخذتها اللجنة المركزية بدءا من الخطاب الدورى رقم واحد بتاريخ ٢٥ ماو ١٩٦٩ الى قرار المؤتمر التداولى فى اغسطس ١٩٧٠ والى وثيقة ( حول البرنامج) التى قام بصياغتها المرحوم عبد الخالق محجوب من معتقله بالشجرة فى يونيو سنة ١٩٧١. وما قام عبد الخالق الا بتنفيذ قرار اللجنة المركزية حين اعطى الضوء الاخضر لجهاز الحزب العسكرى ليقوم بتنفيذ الانقلاب . وقد تمّ التمهيد للانقلاب بتهريب عبد الخالق من معتقله فى ٣٠ يونيو سنة ١٩٧١ واخفائه فى منزل قائد الحرس الجمهورى بالقصر. فأى الموقفين يتسق مع الواقع، واى الموقفين ينصف تراث الحزب وتضحيات الشهداء واسم مؤسس الحزب عبد الخالق محجوب؟)
الحزب الطليعى ومؤتمر الجريف (الرابع)للحزب الشيوعى
(شكلت وثيقة مشروع تحوّل عميق التى اشرنا اليها ، شكلت مصدر الهام وصارت محور نقاش بالغ الخطورة حول تاكتيكات الحزب الشيوعى، تمخضت عنه الدعوة لتحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى يهتدى بميثاق اشتراكى وببرنامج وطنى ديمقراطى ويشكل الشيوعيون القلب الثورى لذلك الحزب. وصادفت تلك الدعوة هوى شديدا فى الحزب، خاصة لدى كادره الجماهيرى، لانها تفتح باب عضويته امام عشرات الالاف من طلائع اكتوبر الذين اكتسحوا بالحزب دوائر الخريجين ومنحوه المرتبة الثانية فى دوائر العاصمة القومية وجعلوا منه قوى اجتماعية كبرى فى الجزيرة قلب السودان النابض. وهى تزيح العوائق امام التحوّل العميق فى وضع الحزب الذى رأت فيه تلك الجماهير حزبها الوحيد اولا ، لان الاهتداء بميثاق اشتراكى محدد كبديل للماركسية اللينينية يزيح عن كاهل الحزب تهمة الالحاد اللصيقة بتلك النظرية وشكلت عقبة امام التحاق الكثيرين به وصارت فيما بعد زريعة لحل الحزب الشيوعى. ثانيا لانها تلرفع عن الحزب ممارسات الاتحاد السوفيتى والبلدان الاشتراكية والحركة الشيوعية العالمية. ثالثا يتيح الالتزام بميثاق اشتراكى محدد اكبر قدر من الممارسة الديمقراطية فى داخل الحزب لانه يزيل التوسل بالمقولات النظرية كالبرجوازية الصغيرة والصراع الطبقى وقياس السياسات من تلك المقولات بدلا عن استنباطها من الواقع.
ولقد انتهت تلك المناقشة المستفيضة الى قرار دعوة المؤتمر الرابع لاجازة تلك السياسات ولانتخاب لجنة مركزية للحزب فى شكله الجديد. قمت مع الزميل سليمان حامد بالتحضير لهذا المؤتمر الرابع حينما كنت مسئولا عن منظمة الحزب فى مدينة ود مدنى وكان سليمان مسئولا عن المديرية. وقد اشتركت مع الشفيع فى صياغة تقرير المؤتمر حينما زارنى فى مدنى خصيصا لهذا الغرض بتوجيه من المرحوم عبد الخالق. وكانت المناقشات التى اجريناها وعملية اختيار المندوبين اكثر ديمقراطية فى تقديرى من تلك التى تمت للمؤتمر الثانى ١٩٥١ والمؤتمر الثالث ١٩٥٦ والمؤتمر الرابع مرّة اخرى ١٩٦٧ وقد اشتركت فيها جميعا. وبعدما وصلنا لمكان انعقاد المؤتمر، اخطرنا الزميل سليمان حامد فى اجتماع مندوبى المديرية الذى انعقد ونحن نتأهب للجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وقد انعقد فى الجريف فى ابريل ١٩٦٦ - ان المؤتمر تغيّرت صفته من المؤتمر الرابع الى المؤتمر التداولى، وان الامين العام للحزب المرحوم عبد الخالق لن يتمكن من المشاركة فيه لانه اضطر الى السفر الى موسكوللمشاركة فى مؤتمر الحزب الشيوعى السوفيتى المنعقد هناك فى نفس التاريخ. وقد سجلت اعتراضى على هاتين الواقعتين مباشرة بعد افتتاح المؤتمرالذى ترأسه المرحوم الشفيع. اجاز المؤتمر التقريروانتخب لجنة مركزية مكونة من خمسة وخمسين عضوا، اجتمعت بعد انفضاض المؤتمر وانتخبت لجنة تنفيذية لتقوم مكان المكتب السياسى من اثنى عشر عضوا، واعيد انتخاب عبد الخالق امينا عاما للحزب)
الانقلاب غير الشرعى على مؤتمر الجريف وانعقاد المؤتمر (الرابع)
(فوجئنا بعد عودة الامين العام بفترة بالزميلين سليمان حامد ويوسف حسين يدعوان فروع الحزب فى مدينة ود مدنى واحدا بعد الاخر ينقلان فيه عن الامين العام والمكتب السياسى ان قرار المؤتمر بتحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى انحراف يمينى مؤداه حل الحزب الشيوعى الى اخر تلك الحجج التى صدرت فى اعداد الشيوعى ١٢٦ و١٢٧ على ما اذكر. اوضحت فى الاجتماع الذى شاركت فيه انه كان على عبد الخالق ان يدعو اللجنة المركزية ويطرح لها هذا الرأى، وان يتبنى الدعوة لمؤتمر اخر داخل اللجنة المركزية وان وافقته وانعقد المؤتمر، يتم نقض قرارات المؤتمر السابقن والا فنحن نمارس نمطا من المركزية المطلقة يعلو فيه صوت الامين العام على صوت الحزب كله ولا يكون للائحته اى معنى. بعد ذلك غادرت ود مدنى والخرطوم فى مهمة بالخارج، انتقلت بعدها الى الخرطوم. دعيت الى دورة اللجنة المركزية التى انعقدت بضاحية من ضواحى الخرطوم فى نوفمبر ١٩٦٦. نفس اعضاء اللجنة المركزية الخمسة وخمسين الذين انتخبهم مؤتمر الجريف. تحدث على ما اذكر نقد وعمر مصطفى المكى واحمد سليمان وعز الدين على عامر، جوزيف قرنق ومعاوية ابراهيم وغيرهم، ادانوا القرارات التى اتخذوها بانفسهم قبل ستة اشهر وشكروا الامين العام على تصحيح الانحراف اليمينى. شكر الامين العام الرفاق السوفيت للنصائح القيّمة التى اسدوها خلال زيارته لتصحيح ذلك الانحراف ، تحدثت وتحدث شيخ الامين مدافعين عن قرارات مؤتمر الجريف. تقدمت بعد انتهاء المناقشة باقتراحين نصّ الاول على ان تدين اللجنة المركزية المكتب السياسى بتهمة التكتل وخرق لائحة الحزب، لقيامه بالتعبئة ضد قرارات المؤتمر قبل دعوة اللجنة المركزية للانعقاد. ثنى الاقتراح شيخ الامين وصوّت الى جانبنا المرحوم حسنين حسن الذى تحدث مبديا وجهة نظره. الاقتراح الثانى التمسك بقرارات مؤتمر الجريف. ثنى الاقتراح شيخ الامين ونال صوتينا فقط. تفرغت اللجنة المركزية بعد ذلك الاجتماع لتصريف اعمالها التى كان على رأسها التحضير للمؤتمر الرابع. انعقد اجتماع اللجنة المركزية الاخير- نفس اللجنة المركزية التى انتخبها مؤتمر الجريف- فى الليلة السابقة للمؤتمر الرابع المنعقد بتاريخ ٢١اكتوبر ١٩٦٧. اجازت اللجنة المركزية ضمن التحضيرات النهائية للمؤتمرقائمة من ثلاثة وثلاثين اسما لعضوية اللجنة المركزية الجديدة اقترحها عبد الخالق كى يجيزها المؤتمر الرابع. اعترضت مع اخرين على مبدأ تقديم ترشيحات باسم اللجنة المركزية السابقة وسقط الاقتراح. وهكذا انعقد المؤتمر الرابع للمرّة الثانية فاجاز دستور الحزب الراهن ووثيقة ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية) واجاز قائمة عبد الخالق للجنةالمركزية المكونة من ٣٣ اسما وهى اخر لجنة مركزية ينتخبها مؤتمر حتى الان.)
عبد الخالق محجوب والاصولية الشيوعية
(ما هى الاصولية؟ انها فى ايجاز شديد توهم امتلاك الحقيقة المطلقة ومحاولة فرضها. انها تقوم على معتقد دينى او سياسى مع الشكل الثقافى او المؤسسى الذى تمكنت من ارتدائه فى عصر سابق من تاريخها. وهكذا تعتقد انها تمتلك حقيقة مطلقة وانها قادرة على فرضها. يستوى فى ذلك اصولية الاخوان المسلمين او الاصولية المسيحية او الصهيونية او الستالينية او العرقية او الهندوسية او العلموية، يلازم الاصولية الجمود الرافض للتكيّف، المعارض لكل نمو وكل تطوّر، المرتبط بالعودة لنماذج ماضوية، المتعصّب المنغلق، المتصلب غير المتسامح، كما شخّص ذلك روجيه غارودى فى كتاب الاصوليات المعاصرة. وكثيرا ما ترتبط الاصولية بشخصيّة كاريزمية فذّة، كما ارتبطت بشخص ستالين، او ماو او هتلر او كيم ايل سونغ او الخمينى او حسن البنا. وقد كانت اصولية حسن الترابى والاخوان فى السودان رد فعل مباشر لاصولية عبد الخالق محجوب والحزب الشيوعى السودانى.
كتب عبد الخالق فى لمحات ص ٦٦ مؤصلا مبادىء الصراع الداخلى فى الحزب قائلا: الخلاف فى الراى شىء موجود بين المجموعات الثورية ولكن حينما يصبح هناك اتجاه مثابر لا يمكن اعتبار ذلك مجرد خلاف فى الرأى بل لا بد من الرجوع للاصل المادى لتلك الافكار التى اصبحت اتجاها ثابتا ومضرا.وحينما تصبح الافكار اتجاها فان اعتبارها من زاوية الخلاف فى الرأى طمس للحقائق وتهيب لمواجهتها وتفريط فى تحرير الاعضاء الذين وقعوا تحت تاثيرها بل هو هدم لكادر الحزب. ان الافكار الجامدة شكلت فى حزبنا اتجاها انتهازيا حينما واجه الحزب ظروف ما بعد الاستقلال، وهى ذات اساس موضوعى يرجع لاهل الطبقات المتوسطة، المزارعون وصغار الموظفين والتجار والحرفيون الخ المحافظ الذى يخشى التغيير. وسيظل حزبنا فى بلد مثل السودان تنتشر فيه افكار البرجوازية الصغيرة معرضا لمثل هذه الاتجاهات ولذ فعليه دائما ان يسمى الاشياء باسمائها وان يعتبر كل صراع داخلى جزءا من صراع الطبقات وبهذا الفهم الماركسى وحده يستطيع الحزب ان يحافظ على نقائه وان يقى اعضائه من المزالق والجمود والانهيار.
وذهبت لمحات فى ص ٤٢ الى ان الذى ينبغى اجتثاثه ليس الافكار المثابرة وحدها وانما ظلال تلك الافكار ايضا. لا بد دائما من اجتثاث جور الانتهازية وكشف افكارها بل ظل افكارها ومواجهتها بثقة وفى صبر وثبات وتمسك بالماركسية- الينينية. ( انتهى لمحات)
كان عبد الخالق على قناعة تامة بالديالكتيك الهيجلى الذى طوعه ولخصه ماركس فى حركة المجتمع الذى افضت تناقضاته لتحوله من المشاعية البدائية الى العبودية الى الاقطاع الى الرأسمالية، ورأى فى الطبقة العاملة رسولا لحركة التاريخ التى تفضى الى الشيوعية وتحرير البشرية من الاستغلال والاضطهاد والحاجة والوصول الى الحالة التى ينال فيها كل انسان حاجته ويحقق ذاته. وقد وصلت تلك الافكار لعبد الخالق عبر كتاب ستالين(المادية الديالكتيكية والتاريخية) وقد كانت الافكار الستالينية التى ابتذلت ماركس ابتذالا شديدا سلاحا بتارا فى ايدى الستالينيين خاصة فى العلم الثالث مكنهم من تبسيط الماركسية ونشرها بين جمهور منخفض الثقافة قليل التعليم. وبناء حركة ثورية استنادا عليها. وعلى الرغم من ذكاء المرحوم عبد الخالق الجاد المتوقد وثقافته الواسعة، فقد تغلبت شخصية السياسى فيه على المفكر. ليست الفكرة الاساسية للاقتصاد السياسى التى تفسر انتشار المذاهب والنظريات والافكار الاقتصادية والاجتماعية فى بلد ما بتوافقها مع السياسات التى تخدم المصالح الاقتصادة والاجتماعية لمعتنقيها موضوع جدال. وليست فكرة توخى مصالح قوى الشعب العامل المنتج من عمال ومزارعين ورجال الاعمال المستثمرين والمهنيين وغيرهم موضع جدال ايضا، لكن عقيدة سيادة الاستقطاب الطبقى على الثقافى لا تجد سندا فى الواقع السودانى الراهن على الاقل. ومن الواضح ان العنصر الاساسى فى الصراع الاجتماعى الدائر لدينا هو الثقافى وليس الطبقى. وعقيدة قيادة الطبقة العاملة وثوريتها لا تجد ستدا فى الواقع السودانى، فسواء فى الحزب الشيوعى اوغيره من الاحزاب فان المثقفين هم الذين يتولون القيادة. وثقافة الشفيع وقاسم امين هى التى اهلتهما لتولى قيادة الحركة العمالية والحزب الشيوعى.ان تحويل الماركسية الى عقيدة من ناحية ومحاولة فرضها عن طريق المركزية المطلقة من ناحية ثانية هما السمتان الاساسيتان للاصولية الشيوعية فى السودان.
الغطرسة والاستعلاء على الاخرين لدرجة اقصائهم واللده فى الخصومة، ليست سوى الوحه الاخر لوهم امتلاك الحقيقة المطلقة. وقد صارت الجبهة الاسلامية القومية ورموزها تجسيدا حيا لهذا المسلك المشين المناقض للخلق السودانى المتسامح. لكن من الانصاف ان نذكر ان بذور هذا المسلك وفدت للسودان اول مرة مع الاصولية الشيوعية القادمة من مصر اخر الاربعينات ومطلع الخمسينات. وهى مسلك مؤسسى لانه يجعل الكثيرين يتهيبون ذلك الاختلاف الشديد مع المؤسسة الحزبية الذى ينتهى بالخروج عنها ، الامثلة على ذلك كثيرة اسوق منها مثالا واحدا هو اغفال جريدة الميدان لنعى رئيس تحريرها السابق المرحوم عمر مصطفى المكى وتعمد الكثيرين من رفاق دربه اغفال المشاركة فى العزاء برغم ان المرحوم عاش ومات مناضلا فى سبيل مايراه حقا ولم يتلوث وكان موضوعيا تماما فى خلافه مع الحزب حتى مماته.)
واصل د.فاروق محمد ابراهيم فى شرح كيف ان السياسات الاصولية التى تبناها الحزب اضرّت بالمشروع الوطنى الديمقراطى فكتب عن موقف الحزب من اتفاقية الجلاء:
اتفاقية القاهرة
(كانت تلك السنوات الحبلى بالتغيير اسوأ الازمان بالنسبة للحزب الشيوعى لان الاصولية التى لم تكن تطيق الا رأيا واحدا وصوتا واحدا وزعيما واحدا حرمت الحزب من اولئك القادة المؤسسين فى السودان ذوى التجارب المتنوعة الذين كانوا بوسعهم الحوار وتبادل الرأى مع عبدالخالق فى ندّية: وحينما اندلعت الثورة المصرية فى يوليو ١٩٥٢ واعترفت للسودان بحق تقرير المصير تحطمت لاول مرّة صخرة المفاوضات المصرية البريطانية واعلنت بريطانيا استعدادها للوصول الى تسوية وتمّ توحيد الاحزاب الاتحادية فى مصر التى اكتظت فيها وفود جميع الاحزاب السودانية، وعرف الدانى والقاصى ان الاستقلال بات وشيكا، واننا على ابواب قطف ثمار ذلك الزخم الثورى الذى حملنا على رأسه. الا نحن كنا نصر على اننا لن ندخلها ولو جاءت سليمة مبرأة من كل عيب. قدنا اضرابا عاما شمل جميع المدارس الثانوية والجامعة فى ١٧ نوفمبر ١٩٥٢ ضد مفاوضات تعديل الجمعية التشريعية واقنعنا جميع الطلبة بذلك. ستالين قال لن تنالوا الحرية مجانا وفى الملايو هناك شالوا البندقية، وهوشى فى الفيتنام ما بعرف النية. عبد الخالق كان يقودنا فى ذلك الطريق. انقلبنا على موقفنا المؤيد للثورة المصرية، قلنا انها دكتاتورية عسكرية امريكية، لان حدتو قالت بذلك وايدها عبد الخالق. خضنا معركتين ضد انفسنا ساعة الظفر، واحدة ضد اتفاقية الاستقلال التى صنعها نضالنا، والثانية ضد الثورة المصرية التى جعلت ذلك الاستقلال ممكنا. وحينما عدنا الى الجامعة والمدارس اسقطنا فى الانتخابات بما يشبه الاجماع نفس اولئك الذين قدناهم الى الاضراب العام. وحينما كلّت ارجل صلاح سالم سعيا وراء تعديل الاتفاقية كى ترضى عنها النقابات السودانية ووراءنا كى يقبل الاتحاد العام لنقابات السودان توقيعها، ولم يفعل، وعرضت الاتفاقية للتصويت فى الجمعية العموميةلاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقف معنا عند الاقتراع اربعة وثلاثون طالب افقط شكّلوا نصف عضوية فرعنا الحزبى، اى ان نصفنا صوّت ضدنا او امتنع عن الحضوراو التصويت.
كان ذلك الموقف امتحانا تاريخيا لقيادة عبد الخالق الشخصية، وكان هزيمة ماحقة للا صولية الوليدة.)
جدير بالذكر ان موقف المرحوم عبد الخالق المناهض للثورة المصرية كان بسبب اعدام اثنين من العمال المصريين هما خميس والبقرى وكان من الممكن ان تقوم قيادة الحزب بادانة جريمة الاعدام دون ان يؤثر ذلك على موقفها من اتفاقية الجلاء فهى من ثمار نضالات شعبنا، ولكنى اضم صوتى للدكتور فى انه ما كان يمكن المساومة وجرثومة الاصولية الشيوعية اصبحت تسيطر على ذهنية هؤلاء القادة رغم احتفاظنا لهم بسجل عامر بالتضحيات من اجل التنمية والعدالة الاجتماعية
اغتيال الشخصيّة
(كيف نمت هالة شخصيّة عبد الخالق محجوب وطغت بحيث صارت قيادة الحزب وعضويته طوع بنانه تماما. كيف امكن ان يصوّت اعضاء مؤتمر الجريف بالاجماع لقرار الحزب الطليعى فى ابريل، وان تقوم عضوية اللجنة المركزية التى انتخبها ذلك المؤتمرفى نوفمبر من نفس العام، ومنهم نقد واحمد سليمان، سليمان حامد ومعاوية ابراهيم، عز الدين على عامر وعمر مصطفى المكى، فاروق ابو عيسى ومحجوب عثمان الخ..، شجب قرار ذلك المؤتمر الذين كانوا هم قادته و مزينوا ذلك القرار،الانصياع له، من وراء ظهر المؤتمر، لمجرد ان الامين العام الذى تغيّب عن جلساته فى موسكو عاد اليهم بنظرة جديدة مؤداها ان ذلك القرار يعنى حل الحزب الشيوعى وهو انحراف يمينى وان الرفاق السوفيت نصحوه بذلك.؟ كيف ينصاع رجال فى قامة وشجاعة وذكاء هؤلاء القادة ذوى الشخصيات المتميّزة لفرد واحد بهذه الصورة؟
جزء من الاجابة يتعلق بمثابرة المرحوم عبد الخالق محجوب وذكائه الحاد وشخصيته الكاريزمية القوية الساحرة. لكن ذلك لا يمثل الا جزءا واحدا فقط من الحقيقة. بعض التفسير يكمن فى هيمنة الفكر الاصولى على هؤلاء الرفاق، خصوصا بعد ان جاء الدعم من كعبة الشيوعية فى موسكو. لكن تلك اجابة جزئية ايضا. يمكن تفسير موقف الكثيرين من الرفاق، خاصة القدامى منهم والمحترفين، بانهم استثمروا قدرا كبيرا من حياتهم فى هذه الحركة، وقد صار عسيرا جدا عليهم ان يشهدوا ذلك الاستثمار ينهار، فيغمضون اعينهم عن الحقيقة، تماما كما يبدد المستثمرون الرأسماليون اموالهم الجديدة وراء سراب الاستثمارات الكبيرة الهالكة. بعض التفسير يكمن فى عملية التصفيات السابقة للشخصيّات التى كانت قادرة على التعامل مع شخص فى مكانة الامين العام بندّية. لكن جانبا هاما جدا اضيفه هو دور عملية اغتيال الشخصيّة الذى ظلّ يمارس بصورة مؤسسة فى الحزب بمعونة الكثيرين الموجودين الان فى الاجهزة القيادية للحزب. فصارت تقليدا ثابتا، لا يزال ساريا، وهو يؤدى الى ترويض القادة وانصياعهم. البعض يترك الحزب ، طوعا او كرها، وقد يظل اسمه عرضة لسهام كثيرة تنيشه ولا يستطيع لها دفعا او لا يكترث لها. وقد يبقى بعض هؤلاء فى الحزب. واسوق لذلك اربعة امثلة من محاولات اغتيال الشخصيّة بسلاح محاربة الافكار الانتهازية و (ظلال) تلك الافكار، وتعبئة الحزب ضدها.)
الحالة الاولى: المرحوم حسن الطاهر زروق
(نشر فى (الكادر) سنة ١٩٥٥ نقد مهين حسن الطاهر زروق، الذى كان العضو الشيوعى الوحيد فى البرلمان، بدعوى ان اداؤه فى البرلمان ليس جيّدا بما فيه الكفاية. لم يكن ذلك النقد مبررا ابدا نسبة للاداء الرفيع الذى تميّز به واثبتته مضابط البرلمان. وقد دهش كل من قرأ ذلك النقد ما السبب فى توجيه تلك الاهانة بهذه الصورة المزريّة؟ لماذذا لا يتم ذلك فى مناقشة موضوعية رفاقية؟ لم يكن العامل الشخصى فى تحجيم عضو البرلمان الشيوعى الوحيد خافيا.. رشاش مماثل اصاب المرحوم الوسيلةن سكرتير الجبهة المعادية للاستعمار حينها.
الحالة الثانية :الاستاذ التيجانى الطيب
جاء فى لمحات (ص٥٧ فى معرض تقييم تجربة الجبهة المعادية للاستعمار ما يلى: ادّعى التيارالانتهازى الانهزامى فى اللجنة المركزيةلحزبنا والذى هاجم الحزب خلال ١٩٥٨ ان الجبهة المعادية للاستعمار حالت دون نمو الحزب الشيوعى ونهوضه كقوى اجتماعية كبرى. هذا رأى غارق فى السطحيّة، فالجبهة وكما راينا وضعت شروطا افضل لبناء الحزب الخ..الخ
هل يمكن ان يصدّق انسان عاقل له دراية بالسياسة فى السودان ان ذلك التيار الانتهازى الانهزامى الذى هاجم الحزب خلال ١٩٥٨ كان يمثله فى اللجنة المركزية الاستاذ التيجانى الطيب بابكر، وانه هو المعنى بهذه الكلمات الجارحة المسيئة؟ وكل الاتهام الموجه اليه انه كان يعتقد ان وجود الجبهة اللمعادية للاستعمار عاق نمو الحزب الشيوعى ولذلك اقترح تاكتيكا بديلا. مع ذلك تسلط عليه جهاز اغتيال الشخصية، وكان على رأسه معاوية ابراهيم ومحمد احمد سليمان، باساليب الحرب النفسية، ودفعوه لكتابة النقد الذاتى تلو الاخر مع انه لم يرتكب اى خطأ. وقد حكى لى معاوية ابراهيم انه قضى شهرا كاملا فى زنزانة واحدة مع التجانى ولم يكلمه ابدا. لكن التيجانى المقاتل المناضل اضطر الى ان يحنى رأسه للعاصفة الجائرة ريثما تمر. وقد قضى التجانى عمره كله من سجن الى اختفاء ومن اختفاء الى سجن. لم يمالىء حاكما ولم يسعى الى منفعة شخصية قط. لكن من الواضح ان شخصية التيجانى الذى كان الرجل الثالث فى الحزي حينئذ قد نمت بصورة استدعت التقليم والترويض)
الحالة الثالثة المرحوم قاسم امين
فى اوائل ١٩٦٥ على ما اذكر طرح الزميل سليمان حامد على لجنة مديرية النيل الازرق منشورا من المكتب السياسى يتعلق بشخص المرحوم قاسم امين كان محاولة بشعة لاغتيال شخصيته. رفضنا بالاجماع انزال ذلك المنشور لا للجماهير ولا لعضوية الحزب ولا حتى للجان المدن والمناطق. حرقناه واحطنا المكتب السياسى علما بذلك. كان واضحا ان شخصية قاسم امين الزعيم العمالى الفذ الذى كان الرجل الثانى فى الحزب، نمت بصورة لم يكن التقليم وحده يكفى معها. لكن مجرد وصول ذلك المنشور الى هيئات الحزب العليا كان كافيا لتحقيق الهدف الذى رمى اليه
الحالة الرابعة: المرحوم شيخ الامين محمد الامين
كان شيخ الامين زعيما شعبيا شجاعا لا يقل عن عبد الخالق فى الكاريزما وقوة الشخصية وحدة الذكاء. استمد مكانه من نضاله فى حركة اتحاد مزارعي الجزيرة التى كان مؤسسها. كان الامين مزارعا متوسطا يملك حواشة فى مشروع الجزيرة وربما بضعة افدنة من اراضى زراعية اخرى، وكان على رأس حركة المزارعين المستأجرين من امثاله الذين كانوا يمتلكون من نصف حواشة الى اثنين. ولو توسعت اعمال شيخ الامين من عمله فى الزراعة لكان هذا فضلا، فهى مهنته. لكن الامين كان يعيش حياة بسيطة متواضعة فى قرية معيجنة، مقتنيات بيته لا تزيد كثيرا عن اى عامل فنى فى عطبرة او اى عضو متفرغ فى الحزب الشيوعى فى امدرمان. وقد رفع الامين شعار تنظيم العمال الزراعيين والاستناد الى صغار المزارعين من منطلق حزبى بحت. لكنه مع ذلك ظل عرضة للهجوم والشائعات المغرضة من داخل الحزب. كان الامين محل هجوم مستمر لم يستهدف شخصه فحسب بل تعداه الى قيادة تلك الحركة المرتبطة بالحزب والى الطبقة التى انتموا اليها. جاء فى لمحات(ص٣٨
(فى نفس الوقت ساد الجمود بعض العاملين فى حزبنا وسط جماهير المزارعين. ان اكبر نقائص ذلك العمل تظهر فى مديرية النيل الازرق وخاصة فى مشروع الجزيرة. لقد ادى تجاهل قيادة هذه المديرية لتوجيهات اللجنة المركزية للحزب وتحليلاتها لطبيعة الحركة المتحدة التى نشبت بين جماهير هذه المنطقة خلال عام ١٩٥٢ الى وقوع هذه الحركة تحت تاثير متوسطى المستأجرين الرأسماليين. ان هذه الاقسام من مزارعى الجزيرة متيسرة الحال واكثر وعيا بمصالحهم. وقد استطاعت عناصر منهم الارتباط بالحزب الشيوعى خلال دعوته لتحسين الحالة الاقتصادية وقاوموا تنظيم جماهير العمال الزراعيين كما ابعدوا عن النشاط القيادى فقراء المستأجرين وصغارهم. ان التنظيم المستقل للعمال الزراعيين فى قلب الحركة العامة واستنهاض فقراء المستأجرين بواسطة الحزب الشييوعى وارتباطه اللصيق بهم كان الشرط الضرورى لتطور حركة المزارعين فى هذه البقعة وكل بقاع السودان الاخرى. ولكن هذا لم يحدث فسرقت الاقسام المتيسرة من المستأجرين نتاج الكفاح البطولى الذى قامت به الجماهير وتسللوا الى المراكز القيادية وهم يقفون اليوم حائلا دون تطور حركة جماهير المزارعين.)
كتب ذلك فى العام ١٩٦٠، ولكن الامين ظل يكسب ثقة المزارعين حتى مماته، ولم يكسب من ذلك شيئا لشخصه. كان الامين قادرا على ان يصرخ فى وجه المرحوم عبد الخالق فى المؤتمر التداولى، حينما رشح المرحوم قاسم امين ليكون رئيسا للجنة الكادر التى تقدم ترشيحات اللجنة المركزية للمؤتمر الخامس: هل انت الله، تميت الرجل ثم تحييه،هل انت الله. لهذا السبب لم تقف محولة اغتيال الشخصية عند الامين وحده انما امتدت الى وحدة المزارعين التى كان لها ممثل فى كل قرية من الاف القرى فى الجزيرة، وكان الامين مؤسسها وقائدها. لقد ركل الحزب الشيوعى حركة عشرات الالاف من المزارعين اصحاب الحواشات صغيرها ومتوسطها وكبيرها، التى بنيت بنضال السنين، والتى وفرت فرصة القيادة الوطنية للحزب الشيوعى، كل ذلك وراء وهم اصولى لا علاقة له بالواقع، عن تنظيم العمال الزراعيين، ومعظمهم موسميون، وتحالفهم مع فقراء المزارعين، لينتزعوا القيادة من متوسطى المستأجرين ومتيسريهم، ولتقوم فى النهاية المزارع الجماعية ومزارع الدولة، ذلك الوهم غير المستنير الذى لا تسنده النظرية ولا التطبيق. ولم تقم للحزب الشيوعى قائمة وسط مزارعى الجزيرة منذ ذلك الحين)
اسجل اختلافى مع الاستاذ محمد ابراهيم نقد فى مقالاته التى دعى فيها فى العدد ١٥٦ من مجلة الشيوعى (لان تتجاوز المناقشة قضايا الاسترتيجية والتاكتيك، وتتصدى بشجاعة للاصول النظرية. وفى هذا التحدى يحتاج الحزب وبدرجة لا مثيل لها فى تاريخه الى ادمغة وعقول كل كادره وبصفة خاصة المتخصصين فى العلوم- اجتماعية او دقيقة- الذين يلامسون فى مجال تخصصهم معطيات ثورة العلم ومناهجها، ودور تلك المعطيات المعرفية والمنهجية فى صيغة النظرية العلمية للثورة السودانية)
لقد قدم الاستاذ نقد السند الرئيسى لعبد الخالق فى اتباعه تلك السياسات الاصولية التى اودت بالمشروع الوطنى الديمقراطىن وارتبط اسمه بها تماما حينما انحاز للانقلاب على مؤتمر الجريف (الرابع) الذى اتخبه فى اللجنة المركزية لاول مرة، ووصم قرارات ذلك المؤتمر الذى كان هو من اول الداعين له بالانحراف اليمينى، وحينما وقف الى جانب بيان تأييد الغزو السوفييتى لتشيكوسولوفاكيا، وحينما جعل من مسألة مشروعية الحزب الشيوعى ،دون الاحزاب الاخرى، وحقه فى اختيار مندوبيه فى لجنتى الميثاق والتنظيم الشعبى الح..حطا فاصلا للمواجهة مع مايو، وحينما وافق على قرار المؤتمر التداولى الذى كرس القطيعة مع النظام وانقسام الحزب، وحينما اتخذ قرار اسقاط نظام مايو فى دورة ٢٨ مايو ١٩٧١للجنة المركزية.ذلك القرار الى يبرأ ساحة عبد الخالق والعسكريين تماما من الانفراد بقرار الانقلاب فى ١٩ يوليو. وقد تولى الاستاذ نقد الامانة العامة للحزب ٢٢ عاما اعقبت انهيار المشروع الوطنى الديمقراطى الذى ما وصلت الجبهة الاسلامية القومية للسلطة الا بسبب انهياره.
انتهى التلخيص
الاعزاء فى المركز
اتوقف هنا عن تلخيص مجمل افكار ومواقف د. فاروق محمد ابراهيم النور، ارجو ان تكون الصورة واضحة للقارىء، وقد اعتمدت فى تلخيصى على اوراق مكتوبة من نشرة نصر ومجلة قضايا سودانية والذاكرة. ونحن فى انتظار الندوة حيث اعتقد انكم ربما تقومون بالتلخيص عقب غياب المنبر يومى الخميس والجمعة.
والله الموفق
لدىّ عدد من الملاحظات الهامة التى تؤكّد بما لا يدع مجالا للشك صحّة ما افترضه د.فاروق محمد ابراهيم فى ان وأد المشروع الوطنى الديمقراطى الذى قام الحزب اصلا من اجله، حدث بسبب السياسات الاصولية التى كان قد تبناها الحزب ومنذ تأسيسه تقريبا.
كتب د.فاروق فى مجلة قضايا سودانية عدد ابريل ١٩٩٤ ما يلى
ظلّ عبد الخالق محجوب يتأرجح دائما بين الموقف الاصولى العقائدى النابع من رؤاه الذاتية، والموقف العملى الذى يفرضه الواقع، لكن أصولية عبد الخالق كانت هى المنتصرة دائما. وكان عبد الخالق يشرك الحزب فى حواره الداخلى هذا ، لكنه كان يفعل مايريد، لا ما يتفق حوله مع الاخرين وان لم يعجز ابدا عن حمل الاخرين وراءه
اعتقد ان حديث الدكتور اعلاه يتميز بالدقّة والمسئولية، فبينما يرى العديد من اعضاء الحزب الشيوعى وقيادته ان للحزب مواقف وتاريخ ينهض شاهدا على استقلالية قراراته وانه كان يدور فى فلك مستقل عن ذلك الذى تدور فيه بقية دول المنظومة الاشتراكية حول الاتحاد السوفيتى ،وانه بذلك يعد حزبا سودانيا خالص الرؤى , اجد نفسى على اختلاف تام مع هؤلاء واليك بعض النماذج:
اولا- كان عبد الخالق قارئا جيدا للواقع السودانى ولكن جرثومة الاصولية التى سيطرت على طريقة تفكيره هى التى كانت الموجه النهائى لكل ما يخطه بنانه من اخطر قضايا الاسترتيجية والتاكتيك. وهذا ما فعله حينما كتب وبكل شفافية فى عام ٦٤ (مشروع تحوّل عميق فى وضع الحزب الشيوعى )والحزب الطليعى، فلو لم يكن عبد الخالق هو البادىء فى طرح الموضوع كما قال فاروق، لما وجد عددا من المؤيدين داخل اللجنة المركزية. ولكن عبد الخالق نفسه هو من انقلب على مقترحه بعد عودته من موسكو واصفا اياه بالانحراف اليمينى! وقد قام بتصحيح ذلك (الانحراف )على عجل للدرجة التى لم يصبر معها على اتباع المؤسسية الحزبية فقام بخرق واضح للائحة حزبه
ثانيا - فعل عبد الخالق الشىء نفسه مع مشروع حزب العمال والمزارعين، وهو نفس مشروع الحزب الطليعى الذى كان فى حوار داخلى مستمر حوله. كان عبد الخالق متأرجحا عند نهاية الفترة الانتقالية فى النصف الثانى من الخمسينات بين تحويل الحركة السودانية للتحرر الوطنى (الحزب الشيوعى) الى حزب طليعى يرتبط اعضاؤه بميثاق اشتراكى نظرى وبرنامج سياسى محدد، يشكل الشيوعيون قلبه الثورى وتكون الحركة السياسية والمطلبية للعمال والمزارعين عموده الفقرى، وبين استمراره كحزب شيوعى يهتدى بالماركسية - اللينينية ليظل حزبا للكادر ويكون جزءا من الحركة الشيوعية العالمية. وقد كتب عبد الخالق فى ذلك ثلاث مقالات... ويؤرخ لذلك د. فاروق حين قال (كتبها عبد الخالق فى ثلاثة اعداد متصلة من مجلة الكادر، وربما كانت الاعداد 59،58،57 لا اذكر بالضبط، بعنوان حزب العمال والمزارعين، طرح فيها المشروع للمناقشة العامة كى يتم البث فيه فى المؤتمر الثالث المنعقد فى فبراير ١٩٥٦. فوجئت عند افتتاح المؤتمر بخلو اجندة الجلسة الافتتاحية عن الموضوع فأثرت الامر فى نقطة نظام. كان الرد ان النظر صرف عن الموضوع وتقرر اعلان الحزب الشيوعى، اى اسقاط اسم الحركة السودانية للتحرر الوطنى وابقاء اسم الحزب الشيوعى. حاججت بأن الموضوعين مختلفان تماما، وان مشروع حزب العمال والمزارعين طرح للمناقشة العامة ليتم حسمه فى المؤتمر. لم يعر ايا من المؤتمرين الامر اهتماما، ومات الموضوع)
ثالثا -قاد عبد الخالق الحزب الشيوعى فى تاييد الثورة المصرية (انقلاب يوليو52 العسكرى فى مصر) وذلك على الضد من موقف الاتحاد السوفيتى وكل الاحزاب الشيوعية الاوربية، وفى ذلك كتب الاستاذ التيجانى الطيب فى عدد ابريل ٩٤ من قضايا سودانية ص ٣٤ جاء تغيير موقفنا الذى كان مؤيدا للثورة المصرية بعد اعدام خميس والبقرى مباشرة) وهما عاملين مصريين كان قد اعدمهما عبد الناصر ضمن سلسلة من خروقات حقوق الانسان التى عرفت عن ذلك النظام، ولكنى اجد صعوبة فى تصديق ان عبد الخالق سحب تأييده كرد فعل لاعدام هذين العاملين ولا اعتقد ان هذا السبب يعدّ مبررا كافيا، حيث انه من المؤكد ان التاييد كان يقوم على حسابات سياسية تعتمد على مدى قرب او بعد نظام يوليو من برنامج الحزب الشيوعى، ولم يكن خافيا على المرحوم عبد الخالق انه كان بوسعه الاكتفاء بالضغط والادانة لجريمة الاعدام، بيد انى اكاد اجزم انه ما كان ليصمد طويلا كعادته امام اية قرار مخالفا لموسكو لان فى ذلك هزيمة لليقين الاصولى ومبعث على الشك والقلق، وما كان من امر العاملين الذين تمّ اعدامهما سوى زريعة ..مجرد زريعة للعودة الى حظيرة القطيع الشيوعى
.
اخيرا - موقف تأييد الحزب الشيوعى لما عرف بعملية ربيع براغ، حيث وقف عبد الخالق وغالبية لجنته المركزية الى جانب تأييد الدبابات السوفييتية وهى تقتحم ذلك البلد الصغير الامن وتصادر قراره الوطنى، وهو موقف مخزى بكل المقاييس ولايتشرف به اية مناضل!.
الصراع الداخلى فى الحزب الشيوعى من اكتوبر ٦٤ الى مايو١٩٦٩
فى مجلة قضايا سودانية عدد ابريل ١٩٩٤ ، كان د. فاروق محمد ابراهيم قد اجمل الصراع داخل الحزب الشيوعى كما يلى:
(لا بد ان يكون واضحا تماما ان قضايا الحوار الراهن هى نفس القضايا التى ثار حولها الصراع فى الحزب من اكتوبر ٦٤ الى ماو٦٩. وقد ظلّ هنالك محوران ثابتان فى هذا الصراع، المرحوم عبد الخالق ومؤيديه من ناحية، وشيخ الامين وشخصى من ناحية ثانية..الانقلاب على مؤتمر الجريف (الموتمر الرابع) كلفنا الكثير.تحول الموقف عند انعقاد اللجنة المركزية فى نوفمبر ٦٦ بعدما تخطاها الامين العام عقب عودته من موسكو، فوقفت كلها تقريبا الى جانب عبد الخالق وضد نفسها، اى ضد القرار الذى اجمعت عليه قبل ستة اشهر فقط . وقفت مع شيخ الامين الى جانب قرار الحزب الطليعى. بالنسبة للسياسة الزراعية كان عبد الخالق وشريف الى جانب النمط السوفييتى الذى طرحه فى وثيقة حول البرنامج، وقفت ضد النمط، الى جانب السياسات التى كان يمكن تطويرها عمليا فى وحدة المزارعين بقيادة شيخ الامين. فى الموقف من الغزو السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا شجبت ذلك الغزو فى اللجنة المركزية بينما وقف عبد الخالق وبقية اعضاء اللجنة المركزية موقف التاييد. فى قضايا الديمقراطية فى الحزب، من الانقلاب على مؤتمر الجريف الى طريقة انتخاب اللجنة المركزية فى المؤتمر، كان نفس الاستقطاب يحدث.. واخيرا جاءت مايو وكانت سياسة الانقلاب عليها بدءا بالخطاب الدورى رقم واحد والموقف من موكب ٢ يونيو وانتهاءا ب ١٩ يوليو)وأخيرا اثار فاروق قضيتان فى غاية الاهمية، الاولى حينما كتب فى قضايا سودنية عام ٩٤ مايلى:
(اما القضايا النظرية التى اخذ الاستاذ نقد فى طرحها الان، بعد ان وقعت الواقعة عن نظرية الطبقة العاملة ، وثورية الطبقة العاملة وممثلها الشرعى والوحيد، فتلك هى الرؤية التى شكّلت حجر الزاوية فى اصولية الحزب الشيوعى السودانى وترتبت عليه كل الغطرسة والاستعلاء والترّف وكأن الحزب الشيوعى هو مبعوث العناية التاريخية لانتزاع القيادة السياسية وفرض سياساته رغم انف الواقع وانف الشعب السودانى. وقد كانت هذه النظرية محور حوارات كثيرة فى دورات اللجنة المركزية، نشر بعضها، كان موقفى فيها ان الحزب الشيوعى لا يمثل الا الاعضاء المنتسبين اليه فقط، وان الطبقة العاملة الصناعية التى يتحرر المجتمع كله بتحريرها لا وجود لها فى السودان، وان موقفنا السياسى هو التعبير عن مصالح الشعب بعماله ومزارعيه وقومياته المسحوقة والمهمشة فى الريف التقليدى وفى اطراف المدن الخ.. بدلا عن التمايز الايديولوجى والطبقى والحفاظ على الماركسية -نقية - فان علينا العمل مع الفصائل المختلفة فى نظام مايو لانجاز الجانب العملى فى المشروع الوطنى الديمقراطى، وقد كان ممكنا، لو اتخذ الحزب الشوعى موقفا موحدا و سليما، ان ينجز نظام مايو المهام الانتقالية المتعلقة بتحديث المجتمع السودانى وتنميته وتغيير بنيته للدرجة التى تتوافق مع نمو الديمقراطية التعددية وتحقيق الوحدة الوطنية. لقد فقد الحزب الشيوعى اسباب وجوده بعد هزيمة المشروع الوطنى الديمقراطى التى تسبب فيها. وقد اختار الاستاذ نقد هذه القضية بالذات فى المناقشة التى اجراها - لتصحيح افكارى - وتمّ نشرها فى ١٩٨٧، فأعاد ما كان يحاجج به المرحوم عبد الخالق بصدد افكار فرانز فانون وعن نقاء الطبقة العاملة وانفلات المهمشين. ولكن نقد فى اوراقه عن قضايا العصر فات عليه ان ينطلق فى هذا الوعى الجديد من تلك المداولات السابقة)
اما القضية الثانية فقد عبر عنها الدكتور حينما اضاف
(لقد اتخذ الامين العام السابق والامين العام اللاحق ورفاقهم موقفا اصوليا خاطئا من كل قضايا الصراع الداخلى فى الحزب. وحينما احتدم ذلك الصراع لم يكن لديهم للاسف سوى الافصاح عن نواياهم لتصفية المعارضين واقصائهم من قيادة الحزب فى المؤتمر الخامس الذى كان من المفترض ان يعقب المؤتمر التداولى ١٩٧٠.وعليهم تقع المسئولية الاساسية فى الانقسام، وفى هزيمة المشروع الوطنى الديمقراطى.)
القارىء العزيز
تطرّق د. فاروق محمد ابراهيم كما راينا فى التلخيص الذى اعددته بعاليه، لمجمل مواقفه الفكرية طوال سنوات وجوده الطويلة بالحزب الشيوعى، ولعلك قد لاحظت اننى عنيت بشكل خاص باطروحته الاساسية المتعلقة بانهيار مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية، تلك المهمّة الجليلة التى لم ينهض بها المثقف حتى الان، تعرضت كذلك بشىء من التركيز لمظاهر الاصولية والسياسات التى ارتبطت بها فى وأد ذلك المشروع الوطنى، كما اعلنت اتفاقى التام مع الاطروحة.. اما فيما يتعلق بالسؤال المهم والمتعلق بما العمل؟؟؟ تجدنى مثلك فى انتظار ما تأتى به الندوة او الندوات وقد كان اخر عهدى بالرجل انه كان قد ناشد ما تبقى من اعضاء اللجنة المركزية ال ٣٣ ، اى من تبقى منهم على قيد الحياة، بأن يدعوا الى عقد المؤتمر الخامس ثم المبادرة بحل الحزب الشيوعى، و تبنى الدعوّة الى تأسيس حزب جديد مع اخرين، ممن هم على قناعة بالاهمية الملّحة للمشروع الوطنى الديمقراطى فى هذا المنعطف التاريخى المهم ، ولا ادرى هل مازال الدكتور على رأيه ذاك ام ان هناك نوع ما من المساومة التى يمكن ان تكون مرضيّة للجميع بشرط ان لا تتجاهل القضايا الاساسية مثل مواجهة التجربة ونقدها موضوعيا وبشجاعة، ثمّ اسقاط المبدأ التنظيمى الذى يتبناه الحزب، وقد ثبت من خلال التجربة السودانية وغيرها ان المركزية مبدأ تنظيمى لا يقود الا الى الهيمنة وهضم الحقوق وتدمير المؤسسية والتفكير الجماعى وكل التقاليد الديمقراطية المتحضرّة.
تناول فاروق فى ندوته التى قدمها الاربعاء الماضى بمركز الخاتم عدلان، وفى الجزء الذى تمّ تلخيصه حتى الان، مسألة تقييم تجربة الحزب الشيوعى من ٤٦ الى ١٩٧١ واشار الى ان هناك كتاب يمثل وجهة نظر عدد من القيادة واعضاء الحزب ووعد بعرض نموذج له، وهذ شىء طيب، وسوف نعطيه حقه من التأمّل واكثر، وان كان موقف الاستاذ محمد ابراهيم نقد الرافض استضافة ندوات د.فاروق فى دار الحزب الذى افنى فيه الدكتور جل شبابه مناضلا فى صفوفه ، يثير كثيرا من القلق والتساؤلات، وربما كثيرا من الحزن ايضا، اذ مازال مثل هذا الراى يحمل فى طيّاته درجة ما من عدم التقدير والوفاء للسنوات الطويلة التى قضاها فاروق بالحزب الشيوعى وما يتيع ذلك بالضرورة من تجربة وحنكة. اهم من ذلك فان حجته فى ان ندوات الدكتور (تثير قضايا) ,غير مبررة وتعطى احساسا بعدم القدرة على الاختلاف، تلك التى يجب ان تتوفر مهما كانت درجة النقد وقسوته مادام السودان هو القبلة والموضوع، خاصة وان الاستاذ نقد قد قدّم تضحيات مقدّرة فى العمل العام لا ينكرها الا مكابر..
انّ كل ما طلبه الدكتور هو الحوار، مجرد الحوار، حول انبل قضايانا الوطنية ولا احسبه قد طالب حزبه السابق او فرض عليه وجهة نظره تلك. اعتقد ان رؤية د. فاروق محمد ابراهيم النور كما نرى مهمة، والموقف من محاولة حجبها عن المؤتمر الخامس يعد بمثابة جريمة فكرية عبر عنها الدكتور بشىء من التهذيب حينما قال ان رؤيته قد (تمّ اغفالها
Quote: مداخلة الاستاذ/ تاج السر عثمان عضو الحزب الشيوعى السودانى :-
تعلمون ان الحزب قد فتح باب المناقشة العامة فى اغسطس 1991 بعد المتغيرات فى الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية , تم طرح محاور عامة من ضمنها تجديد الحزب الشيوعى والبرنامج , ما كتبته فى كتاب (تقويم نقدى لتجربة الحزب الشيوعى 1946 - 1971) هو عبارة عن مساهمة شخصية وليس وثيقة يتبناها المؤتمر الخامس , وما كتبته كان قد نشر فى الشيوعى (59) فى ظروف السرية , لذلك كانت اعادة طباعة الكتاب , انا كتبت هذا الكلام فى 1992 ووثيقة د/ فاروق كتبت فى الخارج عام 1994 لذلك لم تتم الاشارة اليها فيما كتبت لانه تحدث اننى اغفلتها .. من مجموع كل هذه الوثائق وثيقتى ووثيقة د/ فاروق سيكون المؤتمر الخامس .. رجعت للوثائق المختلفة فيما كتبت وفى نهاية الكتاب هناك اشارة للوثائق التى اعتمدت عليها .. ما كتبته يمكن تجديده وتطويره بمعارف جديدة .. موضوع الانقلابات العسكرية , اعتقد انها قد ادخلت البلد فى متاهة , الحزب لم يكن مسئولا عن انقلاب 25 مايو صحيح هو قد أيد الانقلاب , وصحيح ايضا انه لم يكن مسئولا عن انقلاب 19 يوليو ويمكن ان يدور نقاش واسع حول الانقلابات العسكرية .
اتفق مع الاخ تاج السر فيما يتعلق بمسؤليته الشخصية حول نغييب وجهات النظر المخالفة لقيادة الحزب الشيوعى عن المؤتمر الخامس على اعتبار شهادته بأن ما كتبه كان دراسة تمّ نشرها فى المجلة الداخلية للحزب على بداية التسعينات وقبل ان تظهر مساهمة د.فاروق.
لكن تبقى مسؤلية الحزب الشيوعى وقياداته الحالية قائمة حول شبهة حجب المعلومات الكاملة عن تاريخ الصراع السياسى داخل الخزب واعطاء الفرصة للاجيال اللاحقة من الالمام بكل التجربة وبالتالى التقييم السليم حتى تأتى قرارات المؤتمر الخامس لذلك الحزب اكثر قربا من الواقع.
خاصة وان كثير من هذه الاجيال لم تعاصر تلك الاحداث.
نتجاوز عن مسألة رغبة القيادة فى نشر مساهمة السكرتير الثقافى لحزبها دون غيرها من المساهمات لكونها تتعارض مع موقفها السياسى، الى حقيقة موقف امين السكرتارية المركزية من منع د. فاروق اقامة ندوات للحوار حول الامر فى دار الحزب الشيوعى ، مما اضطرّه لاقامتها فى مركز الخاتم عدلان للتنمية اليشرية!!
رغبة قيادة نقد واضحة فى حجب الرؤى المخالفة الاخرى عن المؤتمر وقد عبر عنها حينما ابدى اسباب رفضه لاقامة الندوات بقوله ان ما يطرحه الدكتور( يثير قضايا)
تنويه:تمت التعديلات اعلاه نتيجةاخطاء فى الصياغة
Quote: (اليوم يقول د. فاروق ان الحزب الشيوعى فقد اسباب وجوده وتحوّل الى طائفة سياسية تلوك الشعارات الميتة ولهذا لا بد من حله. ترى ما الذى يبيح للدكتور ومن على شاكلته ان تكون لهم الجراة على التقدم بمثل هذا المطلب المسىء الى نضال الالاف من انبل واشجع ابناء شعبنا وتضحياتهم التى بلغت حد الاستشهاد؟
ان الذين يتحدثون عن الحرب الشيوعى وذبحه قربانا لكيان هلامى من البرجوازية الصغيرة ينسون انه لولا وجود الحزب وصموده وخاصة فى ظروف الجزر والانحسار والقهر، لما بقى للقوى الديمقراطية التى يتحدثون عنها هذه الايام نواة تلتف حولها وتنير لها طريقها.
الذين لا يؤمنون بالماركسية ولا بثورية الطبقة العاملة ولا بحزبها، لماذا لا يتركون حزبنا ليبشروا بحزبهم الجديد ويبنوه ، انهم لا يشتركون فى المناقشة العامة من اجل تطوير الحزب ونظريته وتحويله الى قوة اجتماعية مؤثرة، انهم يريدون الشيوعيين ولكن بدون حزبهم، وبدون برنامجهم وبدون نظريتهم.)
التجانى الطيب الرجل الثانى فى الحزب الشيوعى . عن قضايا سودانية ص٣٦
من الواضح ان الرجل يحدد الهدف مما عرف بالمناقشة العامة داخل الحزب الشيوعى بعد انهيار حائط برلين، بأنها تنحصر فى تطوير الحزب والنظرية وليس شيئا اخر.
ولى عودة لهذا التعليق
Quote: (لقد قام الحزب الشيوعى بتدبير انقلاب ١٩ يوليو لهدف انتزاع القيادة لاستكمال تنفيذ المهام التى طرحت فى المؤتمر التداولى للحزب حيث كان الاختلاف فى وتيرة تنفيذ مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية حين حاول المايويون تجميده فى فترة -وسطية- وليس شيئا اخر. محاولة الانسلاخ من التجربة وكأنما كانت مشاركتنا حدثا عرضيا او رد فعل لحل الحزب الشيوعى ليس صحيحا. والقول بأن الحزب الشيوعى لم يتخذ قرارا بانقلاب ١٩ يوليو او- انها شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها - ليس دقيقا ايضا.لقد اتخذت اللجنة المركزية قرارا باسقاط النظام فى دورتها بتاريخ ٢٨ مايو١٩٧١ ، واعطى السيد الامين العام للحزب ومسئول العمل العسكرى فيه، الضوء الاخضر لتنفيذه. لم يكن المرحوم عبد الخالق يحتاج اكثر من قرار اللجنة المركزيةباسقاط النظام ليعطى الضوء الاخضر للانقلاب. ولعلّ الزميلين نقد والتيجانى يذكران فى اجتماع اللجنة المركزية فى دورة ٢٣ مارس ١٩٦٩ ان بعض اعضاء اللجنة المركزية طلبوا معرفة تفاصيل عما يجرى داخل القوات المسلحة وما يجرى من تحضير لانقلاب بين الضباط الاحرار. فرد عبد الخالق قائلا: هذا العمل يتعلق بحياة او موت زملاء يعملون فى هذا المجال. اقول لكم كلام هنا وباكر يطلع فى خباز- وكان خباز هذا مقهى شهير فى الخرطوم- لو المكتب السياسى طلب منى رضه مش ح أقول له. انتم اخترتونى لهذه المسئولية وانا انفذها بالطريقة التى اراها صحيحة. ولم يعترض احد فى اللجنة المركزية على ما قاله الامين العام.)
من افادة د. فاروق محمد ابراهيم حول انقلاب ١٩ يوليو
واواصل لاعرض تعليق الاستاذ التيجانى الطيب على ذلك
Quote: ( لدى الكثير من الناس اعتقاد راسخ بان الشيوعيين دبروا انقلاب ٢٥ مايو رغم كافة الروايات، وبينها روايات مدبرى الانقلاب انفسهم والتى تؤكد غير ذلكز وهناك فى حياتنا اعتقادات مشابهة، مثل ان العلمانية هى الالحاد وان المركزية الديمقراطية تحمل نفيا قاطعا للديمقراطية، صار النفاش حولها ضرب من حوار الطرشان.
انقلاب ١٩ يوليو يقع تحت داخل هذه الدائرة ايضا ومن حق اى شخص بالطبع ان يستنتج من المعطيات التى لديه ان الحزب الشيوعى هو الذى دبر ذلك الانقلاب، وان يصير ذلك الاستنتاج عقيدة راسخة لديه لا تحتمل النقاش. ولست هنا بصدد تفنيد مثل ذلك الاستنتاج، وسأترك الامر كله لمعالجة منفصلة، انما سأكتفى الان ببعض الملاحظات
١- وجدت صعوبة فى ادراك مقصد د.فاروق من اصراره على ان اللجنة المركزية للحزب هى التى اتخذت قرار تنفيذ الانقلاب وان عبد الخالق لم ينفرد به، علما بأن كل ورقة الدكتور كانت للتأكيد على ان تلك اللجنة لعبة فى يد عبد الخالق، وعلما بانه افرد حيزا كبيرا للتأكيد على ان عبد الخالق ظلّ ينفرد ايضا بتنظيم الضباط الاحرار، كما ان تاكتيك الحزب الذى كان عبد الخالق ينفرد بصياغته صار يقوم على فكرة الانقلاب. ولست افهم بالتالى كيف ان موقف الدكتور ينصف تراث الحزب الذى لم يترك فرصة لانصافه. ولا استطيع ان اخذ بأى قدر من الجدية تأكيد الدكتور با ن تنصل نقد والتيجانى ورفاقهما من مسئوليتهم فى اتخاذ قرار الانقلاب وهو بمثابة وضع حبل المشنقة مرة اخرى فى رقبة عبد الخالق والقادة العسكريين.
ب- الجدير بالذكر ان معالجة الدكتور للمسألة لا تنطوى على اى قدر من الادانة والاستنكار للمجزرة التى وصفها مراقبون محايدون بانها كانت جريمة اغتيال متعمدة لخصوم سياسيين. وكلنا يعرف المسئولية عن المجزرة بدءا من زمرة القتلة بقيادة نمرى وانتهاء بالذين قادوا انقسام ١٩٧٠ وبينهم الذين شهدوا امام محاكم الجلادين.
ج- ولا ادرى كيف فهم د.فاروق قولتنا المتحديّة فى الاسابيع الاولى بعد المجزرة ردا على محاولة تحميل اللجنة المركزية مسولية تدبير وتنفيذ الانقلابن بانها تهمة لا ننكرها ورف لا ندعيه. ولو تحرر الدكتور من غلوائه ضد الحزب وامينه العام لاستطاع ان يستشف من تلك العبارات تمجيدا لحركة ١٩ يوليو وابطالها وشهدائها واهدافها لم ينقطع حتى اليوم، لا تنصلا ولا تملقا وانما استعداد لتحمل المسئوولية كاملة وعدم انكارها امام محاكم الردة.
د- ياتى ضمن موقف الكتور من ١٩ يوليو تحريف موقف الحزب لاشيوعى من الثورة المسلحة والانقلابات العسكرية)..
المصدر مجلة قضايا سودانية ابريل ١٩٩٤
التيجانى الطيب فى رده على د.فاروق فيما يتعلق بمسئوولية الحزب الشيوعى عن الانقلاب
لى عودة للتعليق
قلت اننى سأعود للتعليق على ردود الاستاذ التيجانى الطيب على ورقة د. فاروق محمد ابراهيم حيث جاءت ورقة فاروق ورد التيجانى عليها فى مجلة قضايا سودانية العدد الرابع ابريل١٩٩٤.
ستكون هذه هى المرة الاخيرة التى اشير فيها الى المصدر.
يهمنى الاشارة الى حقيقة مهمة وهى ان الرجل الثانى فى الحزب الشيوعى اتبع استرتيجية تقوم على الطعن فى مصداقية خطاب فاوق حيث ربما يكون قد وفق فى اثارة الغبار حول بعض الاحداث المتعلقة بالخلاف بين عبد الخالق وعوض عبد الرازق ، ولكنه لم يوفّق فى تقديرى فى تفنيد ودحض الاطروحة نفسها والمتعلقة بهزيمة المشروع الديمقراطى فى السودان اى هزيمة تاكتيكات القوى الحديثة نتيجة للسياسات الاصولية التى ثابر عليها الحزب الشيوعى بقيادة مؤسسه وامينه العام عبد الخالق محجوب.
وحتى الجزئية التى تناولها الاستاذ التيجانى لم تقنعنا باللعنة الابدية التى طاردت الاستاذ عوض عبد الرازق فى تاريخ الحزب وحولته الى الانتهازى عوض عبد الرازق تماما مثل القصص القرانى فى مطاردة الشر المطلق كفرعون وبنى اسرائيل)
لكن قبل ذلك يهمنى التعرض الى بعض اختلافى مع د. فاروق بعد ان اعلنت اتفاقى التام لاطروحته اعلاه
ولى عودة مؤكدة اشاء الله
اتفق مع د. فاروق فى دعوته للحزب الشيوعى باجراء رؤية نقدية عميقة لمجمل تجربته فى السودان، وكذلك اهمية الاعتذار لكل من اختلفوا مع الحزب وتركوه او فصلوا منه ولم يخونوا قضية الوطن والشعب، واعادة الاعتبار لهم من الدكتور عبد الوهاب زين العابدين وعوض عبد الرازق الى الدكتور احمد عباس ورفاقه بلندن. وعلى رأس هؤلاء الذين يرد لهم الاعتبار المرحوم الشيخ الامين محمد الامين والمرحوم عمر مصطفى المكى والسادة الحاج عبد الرحمن ويوسف احمد المصطفى ومحمد على محسى واخرين.
لكنى اتردد فى قبول دعوة الدكتور لان يقوم الحزب بحل نفسه، اذ لا ارى اهمية ذلك مادام الحزب الشيوعى قد قدّم رؤيته النقدية تلك .
اختلف مع الاستاذ التيجانى الطييب حينما كتب (اما الذين يطالب الدكتور برد الاعتبار لهم فانه لم يقدم اى حيثيات لطلبه ، واؤكد للدكتور ان الحزب مستعد للنظر فى كل طلب يقدم) وكأن مسألة اعادة الاعتبار لا ترتبط بالمسيرة الفكرية للحزب !!!
ولى عودة للطرق على ما لم يعطه د. فاروق اولوية كافية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
التحية لمركز الخاتم
هنيئا للحزب الشيوعي أن يجد هذا الإهتمام الجاد
كنت أتوقع منه ترحيبا وحضورا أكبر
كما اعتمد دوما على مؤيديه بجانب عضويته
فقد فهمت أنه دعا مؤيديه للأسهام في مناقشته العامة
التاريخ عندما يتيح فرصة ولا تغتنمها لا تتكرر
هل كانت مشكلة الحزب إنغلاقه عن الإنفتاح على
إنعطاف الجماهير الأكتوبرية نحوه؟
هل سيتجه لتبني مقترحات الستينات الآن بعد 40 أربعين سنة؟
لا أوافق د.فاروق على رأيه في مؤتمر 1970 التداولي
فقد كان رأينا من القواعد
أأمل في نشر نص الندوة كاملا
الباقر موسى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: Elbagir Osman)
|
امجد يا حبيب
يا اخي العصفورة بتكلمني 
طيب يا امجد ازيدك من الشعر بيتا؛ انه يبدو ليس هو المرشح الوحيد؛ اذ ما تنازل نقد - ونقد رويحتو فيهو شديد -
اذ هناك على الرف الشفيع خضر وما ادراك ما الشفيع خضر ..
الجيل القديم ممثلا في سليمان حامد ايضا يشعر انو من حقو وكدا ..
لكن مجدي الجزولي دي لو عملوها يكونوا بالغو ...
يا اخي راجل صاحبي وزول شاب ولطيف؛
لكن اراؤا السياسية والفكرية اكعب من نقد ...
غايتو عموما مؤتمركم الخامس دا حيكون مجرد زوبعة في فنجان
وحيختصر في سؤال نقد ولا ما نقد ؛ ولو ما نقد منو ؟؟
يا اخي عليك الله دا حال حزب ولا طريقة دراويش ؟؟
غايتو اول مرة افهم المثل البيقول : يصوم (41سنة ) ويفطر على بصلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: Abdel Aati)
|
كتب د. فاروق:
(تحويل الماركسية الى عقيدة وحقيقة مطلقة من ناحية، ومحاولة فرضها على الحزب من ناحية ثانية، هما السمتان الاساسيتان للاصولية الشيوعية فى السودان. المركزية الديمقراطية التى يفترض ان تكون المبدا الاساسى لتنظيم الحزب الشيوعى يفهم منه ان يكون هنالك حوار حقيقى تخضع نتيجة له الاقلية للاغلبية، وان تكون هنالك ديمقراطية حقيقية تنتخب بمقتضاها اجهزة الحزب القيادية. ولقد شهدنا فى لمحات كيف انعدم الحوار وساد التعصب والانغلاق، وكيف صار اجتثاث الافكار المعارضة بل ظلال تلك الافكار، اذا ا رفضت الانصياع وثابرت، قانونا عما فى الحزب الشيوعى. وقد جسدت الطريقة التى انقلب فيها فردا واحدا على الحزب بأكمله فى مؤتمر الجريف حقيقة المركزية المطلقة التى تحكم الحزب الشيوعى وقد صارت لا تقبل الخطأ والتبديل الى يومنا هذا)
من الواضح ان الدكتور يتحدث هنا عن المركزية الديمقراطية، ذلك المبدأ الذى ظل يحكم الحياة الداخلية للحزب الشيوعى ، وان شئت الدقة للاحزاب الشيوعية منذ العام ١٩٠٣م تقريبا. ولم يتضح لى تماما مقصد الدكتور ولكنى اعتقد انه يكيل النقد للمارسة اى للتطبيق مثل معظم اعضاء الحزب الشيوعى ، واذا كانت ملاحظتى سليمة، فتبقى دعوتى التالية سارية المفعول، وهى:
اذا اراد الحزب الشيوعى نقدا عميقا شاملا لتجربته ينصف من خلالها كل الشهداء الذين ناضلوا تحت رايته وهم كثر، وان يتحول الى قوى جماهيرية كبرى، فاعتقد ان علبه ان يضيف الى مساهمة سكرتيره الثقافى والتى تعبر عن رأى القيادة الحالية ومساهمة د. فاروق هذه، مساهمة اخرى لا تقل خطرا وقيمة، وهى مساهمة من تأسس هذا المركز بأسمه وهو المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان رحمه الله بقدر ما قدّم من تضحية ووعى ونكران ذات. المساهمة المقصود اضافتها هى (ان اوان التغيير ) والتى كتبها الخاتم فى الشيوعى عدد(١٥٧
السبب فى ذلك ان المرحوم كان قد عالج واحدا من اهم القضايا النظرية المتعلقة بالاصلاح الديمقراطى يعتقد الخاتم ان سيادة المركزية فى القرارات على حساب الديمقراطية لا تكمن فى تطبيق المركزية الديمقراطية ، ولكنها تكمن فى المبدأ نفسه، حيث كتب الراحل المقيم:
(إن المركزية الديمقراطية تنادي بحق الاقلية في الإحتفاظ برأيها و الدعوة إليه داخل المنابر الحزبية، و لكنها في واقع الأمر تجعل وجود أقلية في الحزب أمرا مستحيلا، فتكوين أقلية يقع تحت طائلة المبدأ اللائحي القائل بتحريم التكتلات و الإتصالات الجانبية. و لا توجد اقلية بالتالي إلا كافراد منعزلين، لا يلتقون إلا كمتآمرين. و ذلك هو السر في أن الاقليات لا تتكون إلا عشية الإنقسامات و تشهد بذلك ظاهرة البلاشفة و المناشفة في روسيا. إن الحديث عن إمكانية وجود اقلية داخل إطار المركزية الديمقراطية ليس سوى واحدة من إستهبالات الفكر السياسي و التنظيمي الأكثر مرارة و الأكثر إثارة للهزء. و إذا كانت الاقلية لاتوجد داخل الحزب، فإن الرأي الآخر لا يوجد بالتالي، بالنسبة للمجتمع، حيث يفترض أن يعبر عضو الحزب عن رأي الحزب صرف النظر عن وجهة نظره الشخصية.)
(أن النغمة السائدة حاليا هي إرجاع كل الشرور العظيمة و الجرائم المرعبة التي أرتكبت اثناء عقود التجربة الإشتراكية التي سقطت، إرجاعها إلى الستالينية دون توضيح حقيقة أن الستالينية نفسها هي الإبنة الشرعية للمركزية الديمقراطية. عن طريق مبدأ الطغيان القيادي هذا، صعد جوزيف ستالين إلى سكرتارية اللجنة المركزية. لم يكن في مقدور مؤسس الحزب نفسه، فلاديمير إليتش لينين أن يزيحه من موقعه ذاك رغم محاولاته المستميتة و(تآمره) مع مجموعة تروتسكي، و تحضيره لقضية شيوعي جورجيا الذين إضطهدهم ستالين، لتفجيرها داخل المؤتمر، لم يفلح في ذلك لأنه كان بسبب المرض قد فقد السلطة الحزبية، و عندما حدث ذلك فأن العبقرية السياسية و النفوذ المعنوي الهائل لم تعد تجدي فتيلا. و هذا اسطع مثال على أن المركزية الديمقراطية هي مبدأ الحماية المطلقة للقيادة في مواجهة قاعدتها بالذات.*
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي الذي يحكم الحياة الداخلية للجزب الشيوعي و قد ظلَ هذا المبدأ التنظيمي عرضة للنقد الموضوعى والبنَاء منذ صياغته في روسيا القيصرية بين عامي 1903 1906 إلا أنه ظلَ و منذ ذاك الوقت الشكل التنظيمي الذي تعتمده الأحزاب الشيوعية في عملها و حجتهم في ذلك أنها تضمن وحدة الحزب في وجه التكتلات و الإنقسامات كما أنها توفر نظام للطاعة يرتفع من فعالية الحزب!
حينما تكون الديمقراطية مجرد طلاء سكري لجرعة المركزية المريرة:
و يستطرد الخاتم عدلان فيقول أن المبررات التي صيغت اعلاه للدفاع عن المركزية الديمقراطية غير صحيحة لأن الديمقراطية تحتوي على مركزيتها الخاصة، فخضوع الأقلية لرأي الأغلبية مبدأ ديمقراطي معروف، يضمن وحدة المنظمة المعنية و يجسد إرادتها. يضاف إليها مبدأ التمثيلRepresentation الذي يؤدي المهمة على المستويات الاعلى فالأعلى. تكمل البناء الديمقراطي، و ترتقي بالفعالية الحزبية مبادئ أخري صاغها الفكر الديمقراطي الحر عبر القرون، مثل الإعتبارات الفئوية و الجغرافية، العرقية و القومية، المؤتمرات المنتظمة، الصحافة الحزبية..الخ) ثم يضيف و لكن هذه الديمقراطية المتكيفة بذاتها عندما تلحق كرديف ثانوي لمركب المركزية الديمقراطية و تستخدم كمسوغ لقبول المركزية المطلقة، و كطلاء سكري لجرعتها المريرة، فأن نهايتها تكون قد حلَت، و بالفعل فإن ممارسة الاحزاب الشيوعية تشهد بأن الديمقراطية قد تمت التضحية بها على الدوام لصالح مخدومتها المبجلة: المركزية المطلقة*
و كما قلنا، فبينما يرى العديد من الشيوعيين أن أزمة الديمقراطية داخل الاحزاب الشيوعية ناتجة عن سوء تطبيق المركزية الديمقراطية فأنني اتفق مع ما كتبه الراحل الخاتم عدلان في أن العيب يكمن في المبدأ نفسه وهنا تجدرالإشارة إلى الملاحظات التالية:
أولا: إجراءات إنتخابات اللجنة المركزية و كل الهيئات القيادية التابعة لها هي إجراءات غير ديمقراطية. فهناك لائحة مرشحين واحدة تقدمها عادة اللجنة المركزية السابقة ، أو مكتبها السياسي،و لذلك فهي تفوز في جميع الحالات.
ثانيا: لائحيا فأن المركزية الديمقراطية تمنع الإتصالات الجانبية (تعتبر ثرثرة).ولا تستطيع الهيئات بالتالى من التنسيق الافقى مما يحرمها من التنسيق واستطلاع اتجاهات الراى فيما يتعلق بسياسات التنظيم، اذ لابد ان تكون القيادة المركزية هى المنسق تماما مثل الدماغ.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: طلعت الطيب)
|
اشكر المركز لنقله لمساهماتى الى البوست الاخر تحت نفس العنوان. و حستا فعلوا اذ ان موضوع الاصلاح الديمقراطى للاحزاب الوطنية وعلى راسها الحزب الشيوعى تعد من اهم القضايا المعاصرة والتى لن تتسامح تجاهها الاجيال القادمة ان لم نوليها العناية المطلوبة.
على رأس قضايا الاصلاح داخل الحزب الشيوعى هى قضية نقد المركزية الديمقراطية والتخلص منها تماما. اذ لن يكون هنالك اية معنى للاصلاح دون التخلص من هذه الافة التنظيمية والتى تعطى القيادة الحالية حق انتخاب القيادة القادمة وتحديد المؤتمرات وتجعلها هى الوسيط الاوحد المامون على كل قضايا الحوار داخل التنظيم . بل تستطيع القيادة ، اية قيادة، تحت سيادة المبدأ التنظيمى هذا، ان تقوم بتزوير اية شىء من اختيار المناديب وحتى السياسات والافكار نفسها وهو الامر الذى كان يحدث فى تاريخ كل الاحزاب الشيوعية ، وهو الذى يفسر لنا لماذا لم يكن التغيير داخل الاخزاب الشيوعية لا يأتى الا من القيادة؟
ولا تختلف مسالة رهن التنظيم كله للقيادة عن ظاهرة (وجوب ان يكون عضو التنظيم كالميت بين يدى الغاسل) عند امراء الجماعات الاسلامية الاصولية!
تجنب الاستاذ التيجانى الطيب الرد المباشر على بعض النقاط المفصلية التى تعرض لها د.فاروق، واختار بدلا عن ذلك الرد غير المباشر على العديد من النقاط الهامة التى اثارها الاخير قياسا باطروحته حول اصولية السياسات التى اتبعها الحزب الشيوعى، لكن من الاشياء التى قام بالرد عليها كان حول ما اثاره الدكتور فى الامثلة التى سافها للتدليل على تمكّن ظاهرة اغتيال الشخصيّة، فكتب:
(يورد الدكتور امثلة للضحايا(١ حسن الطاهر زروق الذى اغتيلت شخصيته بمقال واحد عجيب فى مجلة الحزب الداخلية عام ١٩٥٥ وجاء فيه نقد مهين بدعوى ان اداؤه فى البرلمان ليس جيدا بما فيه الكفاية- بمقال واحد فى مجلة سرية تغتال شخصيّة رجل مثل حسن الطاهر زروق الذى صار فيما بعد عضوا مرشحا باللجنة المركزية وبالمكتب السياسى ،ورشح وفاز فى انتخابات الجمعية التاسيسية بعد ثورة اكتوبر؟ (٢ وكذلك الوسيلة(الذى اصابه رشاش مماثل)
واتجاوز حالتى وحالة قاسم امين الى حالة الشيخ الامين محمد الامين التى هى نموذج للاغتيال بسلاح محاربة الانتهازية فيما يبدو. اذ يربط د.فاروق هذه الحالة بنقد عبدالخالق لعملنا فى مجال تنظيم مزارعى الجزيرة. واحب ان اقول فى هذا الصدد ان الحزب اهتم منذ بدايات عمله هناك بتنظيم فقراء المزارعين والعمال الزراعيين، دون ان يقلل باى مقدار من قضية الاتحاد العام للمزارعين، وكان الحزب ينطلق فى ذلك من اعتبارات طبقية. واذكر اننا كنا نكتب عن ذلك فى جريدة (الجهاد) منذ عام ١٩٥٢. ربما يعتقد الدكتور ان ذلك نوع من الوهم غير المستنير الذى لا تسنده النظرية ولا التطبيق ولكنى لا اشاطره رايه، وهذ خلاف قابل للنفاش لا اعتقد ان اعلان راى فيه هو اغتيال للشخصية بسلاح محاربة الانتهازية. الشيخ الامين وبعض زملائه ممن خرجوا على الحزب الشيوعى عام ١٩٧٠، هم الذين سلموا تنظيم وحدة المزارعين واتحاد مزارعى الجزيرة انظام نميرى.)
قمت باجراء تعديلات طفيفة ثم اضفت مداخلاتى الاخيرة لاضمنها هذا البوست. اواصل انشاء الله فى هذا الرابط. لان ملاحظة الاخ الباقر فى محلها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة دكتور/ فاروق محمد ابراهيم .رسالة مفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى (ملخص+ صور) (Re: طلعت الطيب)
|
اعود لموضوع المركزية الديمقراطية وشكل التحالفات التى يقيمها الحزب الشيوعى، وهذا ما كتبته فى مكان اخر:
الغيتوهات السياسية المسماة بمنظمات الحزب:
من المعروف ان للحزب الشيوعي (تحالفات) وسط العمال(الجبهة النقابية) و وسط الطلاب (الجبهة الديمقراطية) و وسط الأحياء(التحالف الديمقراطي) و وسط المهنيين(كالمهندسين و المعلمين و الأطباء الإشتراكين...الخ) و التحالفات التي يخلقها وسط هذه الفئات وصائية و غير ديمقراطية لسببين:
الأول هو أن الحزب الشيوعي لا يسمح بوجود قيادات مستقلة لهذه الفئات(حيث ليس هناك مركزية مستقلة للطلاب الديمقراطيين مثلا) إنما يقوم الحزب بتقطيع أوصال هذه المنظمات عن طريق تتبيعها لفرع الحزب.
ثانيا بسبب إستخدام الفراكشن الشيوعي(الجزيئ الشيوعي) في تمرير سياسات و توجيهات الحزب داخل هذه المنظمات عن طريق ما عرف بحق التنظيم الإضافي، حيث يقوم الطلاب الشيوعيين بالإجتماع أولا لمعالجة الأجندة السياسية وفقا لما يراه الحزب لتمريرها بعد ذلك داخل وحدات الجبهة الديمقراطية، و قد تسببت هذه السياسة في خسائرأخلاقية فادحة و إن نجحت في تمرير خط الحزب.و تسبب ذلك في إبعاد العناصر الجيدة ذات الحساسية الديمقراطية العالية. و هنا يذكَرنا الحزب الشيوعي بالفيروس حينما يقوم بإمتصاص رحيق الحياة من الخلايا عن طريق تشفيره للحمض النووي كي ينمو و يتكاثر على حساب الجسم وعافيته. يحدث هذا التطفل في ظل خطاب سياسي هلامي قائم على حلقات يمسك بعضها برقاب بعض(مرحلة ثورة وطنية، فإشتراكية، فمجتمع شيوعي) و لنا أن نتخيل هنا مدى غربة الطرف الآخر في التحالف، و كان من الممكن كما يقول الخاتم(في إستطاعة الحزب أن يكون في متناول الجماهير لو أقتصر خطابه على مرحلة تاريخية واحدة، يراها و يدركها، تراها و تدركها معه الجماهير الواسعة و تنخرط على هذا الأساس في النضال من أجل تحقيقها. و ما دامت هذه المرحلة في إتجاه التطور التاريخي العام، فأن الاجيال القادمة و التي تصاغ المشاريع الشمولية من أجلها، لن تخسر شيئا، بل ستستلم الراية من نقطة متقدمة و لن يخسر المستقبل الإنساني شيئا، بل سيكف بالضغط بثقله على الحاضر، مفتتا بعده قوى التقدم الماثلة، التي تؤدي إختلافاتها حوله إلى حجب إتفاقها حول واجبات الحاضر،و عرقلة وحدتها لإنجاز هذه الواجبات*)
الملاحظ هنا ان الحزب الشيوعى تصير قيادته تلعب دور الدماغ فى التنسيق والتفكير الجمعى للوحدات التنظيمية (تماما مثل اعضاء الجسم تقوم بوظيفتها فى مجالها فقط بامر من الدماغ). لذلك كان من الطبيعى ان يتحول الاخر المتحالف معه -بفتح الحاء- ( الى شىء) يقوم الدماغ (المركزى) بالتفكير نيابة عنه. تماما مثلما تعود ان يفعل مع عضوية تنظيمه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: sultan)
|
| Quote: علما بأنها تهمة لحقت حتى بمفكرين إسلاميين غير شيوعيين مثل الأستاذ محمود محمد طه ود. حسن الترابي!!!. |
Dear Sultan,
I will be back for comments in 2 days from now becuase of some problems with my Arabic program. however, remember my points as well as Farouq's is that the 5th convention of the SCP deserve to have the opportunity to critically examine all points of view specially the paper written by Dr.Farouq and the internal periodical 'communist # 157' by Elkhatim Adlan. I will be back just to show this reply is not enough to deny the coming covention those two prospectives
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: ود. فاروق من المتحمسين لفكرة تحويل الحزب الشيوعي إلى حزب اشتراكي واسع، وهى ليست فكرة جديدة، طرحها الشهيد عبد الخالق محجوب عام 1956، تكوين حزب واسع للعمال والمزارعين، ودارت مناقشات حولها في صفحات مجلة الشيوعي والتي قطعها انقلاب 17/ نوفمبر/ 1958 م، وبعد أكتوبر 1964، أصدرت اللجنة المركزية وثيقة (مشروع تحول عميق) والتي هدفت إلى تحقيق شعار المؤتمر الثالث للحزب لتحويل الحزب الشيوعي إلى قوة اجتماعية كبرى. وجاءت فكرة الحزب الاشتراكي بعد حل الحزب الشيوعي في نوفمبر 1965م، في مؤتمر الجريف التداولي عام 1966 م والذي قرر تشكيل الحزب الاشتراكي باندماج الحزب الشيوعي مع قوى اشتراكية سودانية أخرى، وتراجعت اللجنة المركزية للحزب في دورتها التي عقدت في العام نفسه عن الفكرة، بأغلبية أعضائها، عدا عضوين فقط هما د.فاروق محمد إبراهيم و الأمين محمد الأمين.ونشرت مداولات اجتماع اللجنة المركزية على الأعضاء في مجلة الشيوعي، العدد 127، نوفمبر 1966م.
كثيرون، كما أشار الأستاذ طه إبراهيم المحامى في تعقيبه على محاضرة د.فاروق، فسروا أسباب هذا التراجع عن القرار بعوامل خارجية مثل: اقتناع عبد الخالق محجوب برأى السوفيت الذين كانوا معارضين لحل الحزب الشيوعي ودمجه مع قوى اشتراكية أخرى، ولكن ذلك التفسير أحادى الجانب ويتجاهل عاملاً داخلياً حاسماً: يتمثل في ضغط فروع وقواعد الحزب الشيوعي التي كانت رافضة لقرار حل الحزب الشيوعي ودمجه مع قوى اشتراكية أخرى، وفي ذهنها التجربة السلبية لحل الحزب الشيوعي المصري عام 1966م الذي ذاب في تنظيم السلطة( الاتحاد الاشتراكي العربي)، ويتجاهل أيضا قرار أغلبية اللجنة المركزية التي عبرت عن رأى قواعد الحزب برفض حل الحزب الشيوعي، وإذا كان الأمر كذلك (الخضوع لرأى السوفيت)، لماذا لم تتمسك اللجنة المركزية والمؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي الذي انعقد في أغسطس 1970م، برأى السوفيت حول انقلاب 25 مايو/1969 م، بدعمه لأنه نظام ديمقراطي ثوري؟، كما كان يرى السوفيت، بل تمسكت، أغلبية اللجنة المركزية وأغلبية المؤتمر التداولي للكادر باستقلال الحزب الشيوعي ورفض حله ودمجه في حزب السلطة المقترح (الاتحاد الاشتراكي)، رغم دعم السوفيت للنظام في تلك الفترة، بل كانت هناك خلافات بين الحزبين السوداني والسوفيتي لخصتها دورة اللجنة المركزية في يوليو 1977م في النقاط التالية:
* قيادة الطبقة العاملة للثورة الوطنية الديمقراطية .
* دور الديمقراطيين الثوريين في منطقة التحرر الوطني.
* الموقف من الفكر اليميني التصفوى في حزبنا، والانقسام الذي ترتب عليه في سبتمبر 1970م.
وهذا يعكس أن مواقف الحزب الشيوعي السوداني لم تكن متطابقة مع الحزب السوفيتي حول هذه القضايا، اى أن الحزب لم يكن منقاداً تابعا للحزب الشيوعي السوفيتي، هذا فضلا عن موقفه الرافض لتقييم السوفيت لنظام عبود (17/نوفمبر/1958)، باعتباره نظاماً وطنياً، ورفض عبد الخالق لذلك باعتبار أن حزبه هو الذي يقرر وطنية النظام أو عدمها، وليس السوفيت.
هذا فضلا عن السؤال الذي طرح في المحاضرة من ضمن المناقشين لماذا لم يستمر الحزب الاشتراكي بعد انسحاب الحزب الشيوعي؟، ولماذا يرتبط قيام الحزب الاشتراكي الواسع بحل الحزب الشيوعي، فمع وجود الحزب الشيوعي المستقل لماذا لم يبنى د.فاروق الحزب الاشتراكي المقترح؟ فالساحة السياسية واسعة ولا يحتكرها الحزب الشيوعي، إضافة إلى فشل تجارب الحزب الواحد في العالمين العربي والإفريقي والتي كانت تقوم على الوصاية على الجماهير كما عبر الأستاذ نبيل أديب المحامى، وفشل تجربة الحزب الواحد في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوروبا .
وبعد تجارب انقلاب 25 مايو1969م وانقلاب 19 يوليو 1971 م، توصل الحزب الشيوعي السوداني في دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977م بعنوان( الديمقراطية مفتاح الحل للازمة السياسية)، إلى رفض الحزب الواحد وضرورة الديمقراطية والتعددية والوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق ديمقراطي جماهيري تعددي، وتلك كانت من أهم الدروس التي استخلصها الحزب الشيوعي من تلك التجارب.
إضافة إلى أن الموضوع ليس بهذه البساطة، فمجرد إعلان الحزب الواسع وتغيير اسم الحزب الشيوعي سوف يتحول تلقائيا إلى قوة اجتماعية كبرى، وان الناس سوف يندفعون زرافاتاً ووحداناً للانضمام إليه، ولن تلاحقه تهمة الإلحاد والزندقة في الصراع السياسي علما بأنها تهمة لحقت حتى بمفكرين إسلاميين غير شيوعيين مثل الأستاذ محمود محمد طه ود. حسن الترابي!!!.
ولكن الحزب الشيوعي يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بدراسة واقع المجتمع السوداني وفهمه واستيعابه والعمل على التأثير فيه نتيجة لتلك الدراسة كما أشار المؤتمر الرابع للحزب، كما يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بالارتباط بالجماهير والدفاع عن مصالحها في القطاعين الحديث والتقليدي ( المناطق المهمشة)، والارتباط بالتنظيمات الجماهيرية الديمقراطية والنقابية والإصلاحية والتواجد حيث تتواجد الجماهير والنضال معها وليس بالنيابة عنها في الارتقاء بمستواها المعيشي والسياسي والثقافي، وهى عملية شاقة . |
اشكر للاخ سلطان حرصه على استكمال الحوار حول رؤيةد.فاروق لمستقبل الحزب الشيوعى. ولقد اثار الموضوع اعلاه عدد من القضايا الهامة ، اجملها لمحاولة مناقشتها وهى كما يلى:
١- التراجع عن قرارات مؤتمر الجريف او فكرة الحزب الطليعى كان نتاج ضغط من عضوية الحزب. بمعنى اخر ان التراجع عن تلك القرارات كان استجابة من المرحوم عبد الخالق لرغبة جماهير الحزب وعضويته وليس نزولا على رغبة القادة السوفييت فى ذلك الوقت.
٢-الدعوة لترك نقد الحزب الشيوعى والاتجاه بدلا عن ذلك لبناء حزب اشتراكى ديمقراطى بعيدا عنه
٣-معارضة الحزب الشيوعى لسلطة مايو بعد تاييد الانقلاب يعد موقفا مستقلا عن السوفييت
٤-وثيقة الديمقراطية مفتاح الحل حسمت الخيار الديمقراطى التعددى بالنسبة للحزب الشيوعى
ثم طرح المقال قضية اخرى تتعلق بالتقليل من اهمية تغيير اسم الحزب وبرنامجه وان ذلك قد لا يقود الى انهاء غربة الحزب وعزلته. طرح المقال شكل مقارنة بين الاستاذ محمود والترابى على اعتبار انهما قد تعرضا للتكفير وذلك لتبيان ان تغيير اسم الحزب لن يجعله بمأمن عن ذلك. فى اعتقادى ان وضع الترابى مع الاستاذ محمود فى سرج واحد امر لا ينسجم فكريا واخلاقيا، وهو نتاج لسياسة التحالفات غير المبدئية التى ظل الحزب يتبعها، وهى من تلك المالات البائسة.
اعود لمناقشة النقاط اعلاه باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: طلعت الطيب)
|
طرح المقال اعلاه فرضية اخرى وهى ان عدول اللجنة المركزية عن قرارت مؤتمر الجريف كان نزولا عند رغبة جماهيير الحزب الشيوعى ، نتجاوز عن رغبة كاتب المقال فى عدم التطرّق لخرق اللائحة الذى كان قد مارسه الامين العام فى ذلك الوقت المرحوم عبد الخالق محجوب ، لكن دعونا نعيد اقتباس لما كتبه د. فاروق بتلخيص وجهة نظره حول اسباب ذلك التغيير فى الواقف كما يلى:
Quote: (كيف نمت هالة شخصيّة عبد الخالق محجوب وطغت بحيث صارت قيادة الحزب وعضويته طوع بنانه تماما. كيف امكن ان يصوّت اعضاء مؤتمر الجريف بالاجماع لقرار الحزب الطليعى فى ابريل، وان تقوم عضوية اللجنة المركزية التى انتخبها ذلك المؤتمرفى نوفمبر من نفس العام، ومنهم نقد واحمد سليمان، سليمان حامد ومعاوية ابراهيم، عز الدين على عامر وعمر مصطفى المكى، فاروق ابو عيسى ومحجوب عثمان الخ..، شجب قرار ذلك المؤتمر الذين كانوا هم قادته و مزينوا ذلك القرار،الانصياع له، من وراء ظهر المؤتمر، لمجرد ان الامين العام الذى تغيّب عن جلساته فى موسكو عاد اليهم بنظرة جديدة مؤداها ان ذلك القرار يعنى حل الحزب الشيوعى وهو انحراف يمينى وان الرفاق السوفيت نصحوه بذلك.؟ كيف ينصاع رجال فى قامة وشجاعة وذكاء هؤلاء القادة ذوى الشخصيات المتميّزة لفرد واحد بهذه الصورة؟
جزء من الاجابة يتعلق بمثابرة المرحوم عبد الخالق محجوب وذكائه الحاد وشخصيته الكاريزمية القوية الساحرة. لكن ذلك لا يمثل الا جزءا واحدا فقط من الحقيقة. بعض التفسير يكمن فى هيمنة الفكر الاصولى على هؤلاء الرفاق، خصوصا بعد ان جاء الدعم من كعبة الشيوعية فى موسكو. لكن تلك اجابة جزئية ايضا. يمكن تفسير موقف الكثيرين من الرفاق، خاصة القدامى منهم والمحترفين، بانهم استثمروا قدرا كبيرا من حياتهم فى هذه الحركة، وقد صار عسيرا جدا عليهم ان يشهدوا ذلك الاستثمار ينهار، فيغمضون اعينهم عن الحقيقة، تماما كما يبدد المستثمرون الرأسماليون اموالهم الجديدة وراء سراب الاستثمارات الكبيرة الهالكة. بعض التفسير يكمن فى عملية التصفيات السابقة للشخصيّات التى كانت قادرة على التعامل مع شخص فى مكانة الامين العام بندّية. لكن جانبا هاما جدا اضيفه هو دور عملية اغتيال الشخصيّة الذى ظلّ يمارس بصورة مؤسسة فى الحزب بمعونة الكثيرين الموجودين الان فى الاجهزة القيادية للحزب. فصارت تقليدا ثابتا، لا يزال ساريا، وهو يؤدى الى ترويض القادة وانصياعهم. البعض يترك الحزب ، طوعا او كرها، وقد يظل اسمه عرضة لسهام كثيرة تنيشه ولا يستطيع لها دفعا او لا يكترث لها. وقد يبقى بعض هؤلاء فى الحزب. واسوق لذلك اربعة امثلة من محاولات اغتيال الشخصيّة بسلاح محاربة الافكار الانتهازية و (ظلال) تلك الافكار، وتعبئة الحزب ضدها.) |
اجد صعوبة كبيرة فى ابتلاع التبريرالذى يرجع السبب الى رغبة عضوية الحزب ، فقد قام عبد الخالق نفسه بصياغة مشروع الحزب الطليعى وقد قدم المشروع واجيز فى مؤتمر الجريف قبل ستة اشهر فقط من تاريخ تعديله على اعتبار انه كان انحرافا يمينيا ( وقد نصحه السوفييت) بذلك وشكر القادة السوفييت على تلك (النصيحة الغالية)، فعبد الخالق نفسه يوضح ان سبب التغيير كان بسبب من نصاءح القادة السوفييت!
كان من الواضح ان عبد الخالق حينما قام بصياغة المشروع ان هناك من يؤيده من عضوية الحزب واصدقائه وان هناك حوجة ماسة له. كان الامين العام متأرجحا حيالها طيلة الفترة التى اعقبت النصف الثانى من الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضى، ان تصوير المشروع على انه كان لا يعبر عن الحزب رغم ان من صاغه هو امينه العام وان من اجازه بالاجماع كان لجنته المركزية ، كما يريد ان يقنعنا كاتب المقال انما امر يدعو الى الاستغراب والسخرية وهى دعوة تسىء للحزب اكثر من دفاعها عنه فى محاولة لتصوير مدى الديمقراطية التى يتمتع بها الحزب ازاء رغبات واراء عضويته.
ثم كيف يتسنى لعضو الحزب قياس مدى رضى عضوية الحزب من عدمها تحت ظل سيادة مبدأ المركزية الديمقراطية الذى لا يتيح له عمليا سوى الاضطلاع على موقف وحدته التنظيمية!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: طلعت الطيب)
|
ثم هناك نبرة داخل الحزب الشيوعى ترتفع احيانا وتخفت فى كثير من الاحايين عبر عنها الاستاذ التيجانى الطيب حينما كتب (الذين لا يؤمنون بالماركسية، ولا بثورية الطبقة العاملة، ولا بحزبها، لماذا لا يتركون حزبنا ليبشروا بحزبهم الجديد ويبنوه، انهم لا يشتركون فى المناقشة العامة من اجل تطوير الحزب ونظريته وتحويله الى قوة اجنماعية كبرى ومؤثرة، انهم يريدون الشيوعيين ولكن بدون حزبهم، وبدون برنامجهم، وبدون نظريتهم)
من الواضح ان الرجل الثانى فى الحزب حدد الهدف من المناقشة العامة، ولكن هناك من يتحدث عن تقبل الحزب للنقد من خارج صفوفه مهما كان ذلك النقد وهو فى تقديرى موقف غير امين ممن لا يزال على قناعة بامكانية اعتماد الماركسية كنهج اوحد لحل كل مشكلات المجتمع. وعدم الامانة هذا يتضح اكثر فى الضيق الواضح من النقد. فالنقد لا يتم من اجل الاصلاح الديمقراطى والذى هو ضرورى لاى مجتمع كالماء والهواء، ولكن النقد ما هو الا مؤامرة على الحزب الشيوعى سوء اقام به فاروق او شخصى الضعيف من اعضاء التنظيمات الصغيرة (تطلق كلمة صغيرة هذه وكأن الحزب الشيوعى قد تجاوز عزلته واصبح قوة سياسية كبرى). الدليل على المؤامرة هو التوقيت ، لماذا يتجرأ فاروق ومن على شاكلته بتوجيه النقد الان؟ وكأن دنو المؤتمر الخامس ليس كافيا لطرح مثل هذا النقد!
لو اكتفى اعضاء الحزب بما كتبه التيجانى الطيب لما كلّف احد نفسه بكتابة سطر واحد عن اهمية الاصلاح الديمقراطى داخل الحزب الشيوعى!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: طلعت الطيب)
|
| Quote: وبعد تجارب انقلاب 25 مايو1969م وانقلاب 19 يوليو 1971 م، توصل الحزب الشيوعي السوداني في دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977م بعنوان( الديمقراطية مفتاح الحل للازمة السياسية)، إلى رفض الحزب الواحد وضرورة الديمقراطية والتعددية والوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق ديمقراطي جماهيري تعددي، وتلك كانت من أهم الدروس التي استخلصها الحزب الشيوعي من تلك التجارب |
.
اعلاه عد اخطر ما فى المقال الى نحن بصدده ، ا انه قد تو صل الحزب الى اهمية الديمقراطية بعد التجارب التى خاضها بدليل ان الحزب وسكرتاريته المركزية قد اجازت وثيقة (الديمقراطية مفتاح الحل)
هكذا افحمنا كاتب المقال بأن الحزب يتبنى الديمقراطية (ويقصد هنا الديمقراطية اللبرالية) وانه بذلك يكون قد استوعب كل متغيرات العصر حتى وقبل انهيار الاتحاد السوفيتى (مما يدل على قدرة ذلك الحزب على استيعاب اهمية التعددية ومقدرته الاسطورية على الانفكاك من الدوران فى فلك الاتحاد السوفيتى).
ولكن كل مراقب امين يعلم تماما ان تلك الوثيقة لم تكن سوى تعبيرا عن المرحلة الجديدة، مرحلة الهروب من المواجهة بعد فشل حركة ١٩ يوليو وتعبيرا عن الجزر الذى اعقبها.
اذ لا يزال الحزب يتمسك بالماركسية كمنهج وحيد لمقاربة الواقع الاجتماعى والسياسى لبلادنا وما زال يتمسك باكثر الاشكال التنظيمية مركزية وبعدا عن الديمقراطية بل ان شئت الدقة نفيا تاما لها!
اذن الوثيقة المذكورة لا يعتد بها
واواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تاج السر عثمان: تعقيب على محاضرة د. فاروق محمد إبراهيم وملاحظات حول رسالته للمؤتمر الخامس (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: إضافة إلى أن الموضوع ليس بهذه البساطة، فمجرد إعلان الحزب الواسع وتغيير اسم الحزب الشيوعي سوف يتحول تلقائيا إلى قوة اجتماعية كبرى، وان الناس سوف يندفعون زرافاتاً ووحداناً للانضمام إليه، ولن تلاحقه تهمة الإلحاد والزندقة في الصراع السياسي علما بأنها تهمة لحقت حتى بمفكرين إسلاميين غير شيوعيين مثل الأستاذ محمود محمد طه ود. حسن الترابي!!!.
ولكن الحزب الشيوعي يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بدراسة واقع المجتمع السوداني وفهمه واستيعابه والعمل على التأثير فيه نتيجة لتلك الدراسة كما أشار المؤتمر الرابع للحزب، كما يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بالارتباط بالجماهير والدفاع عن مصالحها في القطاعين الحديث والتقليدي ( المناطق المهمشة)، والارتباط بالتنظيمات الجماهيرية الديمقراطية والنقابية والإصلاحية والتواجد حيث تتواجد الجماهير والنضال معها وليس بالنيابة عنها في الارتقاء بمستواها المعيشي والسياسي والثقافي، وهى عملية شاقة . |
من الواضح ان احدا لم يقل ان تغيير اسم الحزب الشيوعى وبرنامجه يقود تلقائيا الى اندياحه جماهيريا انما قيل ان اعتماد مناظير اجتماعية اخرى تضاف الى التحليل الطبقى ستكون شرطا لا غنى للحزب عنه اذا اراد ان يتحوّل الى قوة اجتماعية كبرى وفى كل الاحوال لن نسقط من حسابنا اهم قضيتين وهما التنمية والعدالة لاجتماعية ، وفى النهاية (لن يخسر المستقبل الانسانى شيئا مادام الاجيال التى تصاغ المشاريع الشمولية اصلا من اجلها ما دامت ستستلم الراية من نقطة متقدمة) كما كتب المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان من قبل فى الشيوعى ١٥٧ والتى طالبنا بأهمية ان تكون من اجندة المؤتمر والا تحتكراختها الشيوعى ١٥٩ المؤتمرلمجرد ان قيادة نقد والتيجانى راضية عنها، خاصة وان الاولى قد عالجت اهم القضايا النظرية التى تهم الديمقراطية وفوق ذلك فان اعتمادها يشكل اعترافا لاولئك لافذاذ ممن شاركوا فى نضالات الحزب خاصة اذا كانوا فى قامة الخاتم الفكرية ودوره فى خدمة اجندة الحزب لثلاثة عقود من الزمان. لتوضيح الاهمية النظرية لتعديل الاسم والبرنامج نعيد ما كتبه د.فاروق فى هذا الاطار:
Quote: الحزب الطليعى ومؤتمر الجريف (الرابع)للحزب الشيوعى
(شكلت وثيقة مشروع تحوّل عميق التى اشرنا اليها ، شكلت مصدر الهام وصارت محور نقاش بالغ الخطورة حول تاكتيكات الحزب الشيوعى، تمخضت عنه الدعوة لتحويل الحزب الشيوعى الى حزب طليعى يهتدى بميثاق اشتراكى وببرنامج وطنى ديمقراطى ويشكل الشيوعيون القلب الثورى لذلك الحزب. وصادفت تلك الدعوة هوى شديدا فى الحزب، خاصة لدى كادره الجماهيرى، لانها تفتح باب عضويته امام عشرات الالاف من طلائع اكتوبر الذين اكتسحوا بالحزب دوائر الخريجين ومنحوه المرتبة الثانية فى دوائر العاصمة القومية وجعلوا منه قوى اجتماعية كبرى فى الجزيرة قلب السودان النابض. وهى تزيح العوائق امام التحوّل العميق فى وضع الحزب الذى رأت فيه تلك الجماهير حزبها الوحيد اولا ، لان الاهتداء بميثاق اشتراكى محدد كبديل للماركسية اللينينية يزيح عن كاهل الحزب تهمة الالحاد اللصيقة بتلك النظرية وشكلت عقبة امام التحاق الكثيرين به وصارت فيما بعد زريعة لحل الحزب الشيوعى. ثانيا لانها تلرفع عن الحزب ممارسات الاتحاد السوفيتى والبلدان الاشتراكية والحركة الشيوعية العالمية. ثالثا يتيح الالتزام بميثاق اشتراكى محدد اكبر قدر من الممارسة الديمقراطية فى داخل الحزب لانه يزيل التوسل بالمقولات النظرية كالبرجوازية الصغيرة والصراع الطبقى وقياس السياسات من تلك المقولات بدلا عن استنباطها من الواقع |
من الواضح ان كاتب المقال يخلط حلطا واضحا بين الجماهر العريضة من جهة وبين تيار الاسلام السياسى من جهة اخرى، والاخير لا يعنينا كثيرا حينما تحدثنا عن اهمية تغيير الحزب لاسمه وبرنامجه اذ تعنينا الجماهر اكثر من عنايتنا التيار الاصولى الذى لن يتورع فى وصف كل التيار العقلانى بالكفر وهى فى الحقيقة نقاط ضعف ذلك التيار ولس العكس اذ ان الكسل الذهنى وتبنى نظرية المؤامرة فى كل اجتهاداته الفكرية والسياسية هى ديدنه وليس الانشاط الصادق الخلاق. وها هو كاتب المقال يضع عراب التيار الاصولى فى السودان كنموذج لاستهداف الاصوليين ( وهو المفكر البرىء... مثله مثل المرحوم الاستاذ محمود محمد طه)...هكذا!!!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
طلال عفيفي
Abdel Aati
Amjed
طلعت الطيب
A.Razek Althalib
Elmoiz Abunura
Elbagir Osman
mohmmed said ahmed
sultan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست