سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 03:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2008, 07:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع

    فجاة رحلت عن دنيانا بالامس الاستاذة سارة الفاضل محمود زوجة الصادق المهدى امام الانصار وزعيم حزب الامة .. وهى فى ساحة العمل الوطنى..
    وتاريخ سارة الفاضل النضالى ضد الانظمة الدكتاتورية معروف منذ ان كانت طالبة بالمراحل المختلفة ..
    وبقوة شخصيتها استطاعت اقناع اهلها بالدراسة خارج السودان حيث درست علم الاجتماع بالولايات المتحدة الامريكية ..ومنذ تخرجها وارتباطها بالصادق المهدى سلكت الطريق الصعب بالاهتمام بهموم الوطن وكيان الانصار وحزب الامة ..
    ودخلت السجون وعانت مثلما عانى زوجها واسرتها من اساليب الانظمة الشمولية ..
    قبل الانتفاضة كانت الدينمو المحرك لحزب الامة تعقد الاجتماعات وتناقش وتدلى برايها وتنظم للتحالفات حتى سقط نظام نميرى غير ماسوف عليه ..
    وشهدت توقيع تحالف الكيانات الطلابية قبل الانتفاضة وكانت من داعميه الاساسيين وهو التحالف الذى اسقط الاتجاه الاسلامى فى جامعة امدرمان الاسلامية وقاد الانتفاضة فيما بعد ..
    واول مرة اشاهدها عند توقيع هذ التحالف وكنت شاهدا عن الطلاب المستقلين بمصر .. وبعد الانتفاضة كنت اراقب حركتها النشطة وطريقة مخاطبتها للاخرين التى تتصف بالتواضع وحسن المعاملة للاخر مهما اختلف معها فى الراى ..
    اضافة لشهرتها بانها لا تلبس الملابس الفاخرة او الثياب السودانية ذات الثمن المرتفع وانما تلبس ارخصها واقلها نوعا ..زهدا وتواضعا ..وهذا ما قربها للفقراء وكانها منهم.. رغم انها من اسرة معروفة ومشهورة ..
    عرف عن سارة انها حزب بحاله فهى التى تقوم مقام الحزب ومكتبه السياسى عندما تاتى الشدائد لاعضاء وقيادات حزب الامة ..وهى حافظة لاسرار اسرة المهدى وشخص رئيسى فيها يجمع عليه الكثيرون داخل هذه الاسرة ..
    وبفقدها امس وهى تشارك فى وفد حزب الامة المحاور للحركة الشعبية من اجل قضايا الوطن تسجل لنفسها الشهادة من اجل الوطن ..فهى شهيدة الحق والواجب من اجل السودان لينعم بالحرية والديموقراطية
    رحم الله سارة الفاضل واسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
    والعزاء للسيد الصادق وابناءها وبناتها ولحزب الامة وكيان الانصار .. ولاهل السودان جميعا ..
                  

02-07-2008, 07:35 AM

Saber Abdelhadi
<aSaber Abdelhadi
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 1397

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    شكرا الكيك على الكلمات الطيبة..

    .. رحم الله الوالدة المناضلة ..
    .. وأسكنها فسيح الجنات ..
    .. والعزاء للجميع والصبر..
                  

02-07-2008, 11:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: Saber Abdelhadi)

    شكرا صابر
    للفقيدة الرحمة
                  

02-07-2008, 11:42 AM

الزنجي
<aالزنجي
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 4141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)


    انا لله وانا الية راجعون
    لها الرحمة والمغفرة الحسنة
    لا حولة ولا قوة الا بالله العلي القدير
                  

02-10-2008, 04:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الزنجي)

    ظلت السيدة سارة تعمل من وراء الكواليس منذ الانقلاب الحالى على الديموقراطية عام 1989..وبعد انتقال عمر نور الدائم تحملت المسؤولية كاملة مع رئيس الحزب ومساعديه من اعضاء المكتب السياسى وكانت رؤيتها هى الراجحة دائما بحكم اقدميتها ورؤاها وقربها من رئيس الحزب اضافة لخبرتها السياسية منذ الحياة الطلابية فى امريكا فهى اول سودانية تدرس هناك وكانت رئيسة لاتحاد الطلاب العرب .. وظل عطاءها السياسى مستمرا منذ تلك الايام وهذا وحده كفيل بان يفرد لها الاعلام التلفزيونى مساحة ولو لثانية ليحيى ذكراها ان كان لا يريد او يشمت فى موت المعارضين .. ولكن ماذا نقول فى الثقافة الخنثى كما يقول منصور خالد ..ان اسلوب المكايدات ينتهى حده عند فراق الانسان للحياة ولكن النساء الجاهلات والرجال ايضا هم من يمارس هذا السلوك غير المقبول ..
    ربما لان اللقاء مع الحركة الشعبية كان غير معلن وفوجىء به القوم بعد انعقاده بعد حدوث الوفاة ولكن اللقاءات السياسية شىء مشروع وحزب الامه نفسه يتحاور مع المؤتمر الوطنى وله اتصاله المباشر مع بقية الاحزاب وهو حزب منفتح على الاخرين ووجود سارة فى قيادة هذا الاجتماع يعنى اهمية الحركة الشعبية ودورها فى العمل الوطنى فى المرحلة القادمة ..
    لقد سبق حزب المؤتمر الوطنى الحركة الشعبية فى الحوار مع حزب الامة وكان حزب الامة يعمل منذ زمن على ترتيب هذا اللقاء مع الحركة الشعبية الذى تمت ترتيباته فى ابوظبى قام به رجال وطنيون قلبهم على الوطن ..
    سارة فى قلوب السودانيين وكان اجدر بالاعلام الحكومى ايراد التحية وهى تودعنا ولكن اخلا قنا تاثرت كثيرا بالسياسة وافعالها المشينة بعض الاحيان .. رحمها الله ...

    (عدل بواسطة الكيك on 02-11-2008, 07:34 AM)

                  

02-10-2008, 05:21 AM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    رحمها الله فقد كانت من نساء بلادنا العظيمات اللائي يعملن بصمت وتجرد في سبيل وطن
    ينعم فيه الجميع بالحرية والديمقراطية والسلام .
    انا لله وانا اليه راجعون
                  

02-10-2008, 05:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: نيازي مصطفى)

    شكرا نيازى


    وصال المهدي : الأسرة فقدت ركيزة مهمة
    الأنصار يشيعون سارة الفاضل لمثواها الأخير
    ام درمان : الصحافة
    شيعت جموع غفيرة من جماهير الانصار وسكان مدينة ام درمان سارة الفاضل محمود ، حرم الصادق المهدى ،الي مثواها الاخير امس ، وشق الجثمان طريقه بصعوبة وسط الجموع المحتشدة من المنزل في حي الملازمين الي قبة الامام المهدي، حيث وورى الثرى هناك .
    واحتشدت جموع المعزين في المنزل، واستقبل زوجها الصادق العشرات منهم من الانصار في مشهد اكتسى بمظاهر الحزن، التي كانت بادية على وجوه الجميع بفقد ام الانصار كما كانت الفقيدة تكنى .
    وعبرت شقيقة الصادق المهدي وصال حرم الدكتور حسن الترابي لـ «الصحافة» عن حزنها العميق لفقدان سارة ، قائلة انها كانت تتمتع بصحة جيدة ولم تكن تشتكى من اى شئ حتي اللحظات الاخيرة من حياتها .
    واضافت «ان الفقيدة عندما رحلت كانت فى عز نشاطها ، وان روحها فاضت عقب انتهائها من الاجتماع المشترك مع الحركة الشعبية فى اطار الحوار بين الحزبين حول مستقبل السودان» ، مشيرة الى ان هذا دليل على اهتمامها حتى فى اخر ايامها بالشأن العام .
    واعتبرت، وصال الفقيدة متعددة المواهب وفائضة الامومة وحنونة على كل الناس بحسبانها ام الكل ، الى جانب ذوقها الرفيع فى التنظيم والتنسيق والابتكار ، فضلا عن صداقاتها الكثيرة والممتدة فى المجتمع السودانى بمختلف اشكاله والوان طيفه، ونشاطها فى العمل العام، والعمل الخيرى والطوعى.
    وقالت وصال، ان الفقيدة رغم معاناتها من ارتفاع ضغط الدم، الا انها كانت تقوم بكافة التزاماتها تجاه المنزل والكيان والحزب، والدليل على ذلك اجتماعها الاخير مع الحركة الشعبية ، واضافت ان فقدها يعنى فقداننا لركيزة مهمة لنا في الاسرة ولزوجها الامام الصادق ، واضافت «وفاتها تمثل فاجعة كبيرة ».

    ونسة إرشيفية مع سارة الفاضل

    أولادنا كلهم مؤهلين لحكم السودان.. وإنتو عندكم منو غير الصادق
    عندما اتصلت بالسيدة سارة الفاضل زوجة السيد الصادق المهدي وطلبت منها الموافقة على هذه الونسة، تحفظت هي على الحوارات في الجوانب الخاصة إلا انها وافقت بتحفظ.. ذهبت إليها في منزلهم العامر بالملازمين. استقبلتني في الطابق الارضي: أهلاً يا ولدي.. وابتدأنا الاسئلة وكانت اجاباتها حاضرة وسريعة وتلقائية.. إلا انها لم تنس ان تذكرني في النهاية او تحذرني بمعنى أصح: غايتو ما تمشي تقولني كلام ما قلته زي ما بعملوا بعض الصحافيين.. وهذا كل ما قالته..



    * في البداية عندما قلت للزملاء في الجريدة اني متجه الآن لمقابلة السيدة سارة الفاضل، قالوا لي اذن انت ستحاور السيدة القوية..
    - (تضحك)
    * هل أنت فعلاً السيدة القوية؟
    - أتمنى أن لا أكون السيدة الضعيفة في أي حال من الاحوال لكن اسألك عن قوية بياتو معنى؟ فإذا كانت قوة عزيمة أو قوة في الاصلاح أو قوة في العمل اتمنى أن أكون كذلك..
    * ولو قلت لك اني فهمت انك السيدة الحاكمة في الحزب وفي البيت..
    - أبداً.. الحزب عندو مؤسسات وهي البتعمل قراراته وبالمناسبة البيت ذاتو بقى عندو مؤسساتو...
    * كيف هي مؤسسات البيت اذا فهمنا مؤسسات الحزب؟
    - يعني انحنا في بيتنا هنا ما بنتخذ قرار في موضوع كبير أو صغير إلا باجتماع يعقد لكل أعضاء الاسرة زوجات الأب الاثنين والأبناء والبنات كلهم ونتخذ قراراتنا اذا الموضوع بيخص أسرتنا الصغيرة دي..
    * وين الازواج والزوجات للأبناء؟
    - أنا جاياك.. اذا كان القرار بيمس الاسرة الكبيرة بندعو ليه أصهارنا..
    * ده شغل سياسة بقى؟
    - في الحقيقة نحنا نقلنا العمل السياسي ومؤسساتو للبيت.. حتى النواحي المالية بقت مؤسسة.
    * بمعنى؟
    - يعني كل ما يمتلكه الامام من مال في الدنيا الزايلة دي عمله في شركة كلنا فيها حملة أسهم عندنا جمعية عمومية ومكتب تنفيذي ومستشارين نستعين بيهم من بره فكل شئ في بيتنا ده يمشي بالطريقة دي..
    * بالطريقة الديمقراطية؟
    - أيوه بالديمقراطية والمؤسسية.
    * مرات بتحتاجي تعملي لوبي عشان تمرري موضوع في اجتماع الاسرة؟
    - اللوبي ده جزء من الديمقراطية ومن حق كل زول انو يعمل لوبي لوجهة النظر البفتكرها صاح ينجح أو يفشل بتوقف على وجهة نظر الآخرين المعاك.
    * بترتضي النتيجة مهما كانت؟
    - طعباً..
    * دون أن تبدي غضبك عليها؟
    - ممكن تبدي غضبك اذا بقت النتيجة ضدك شديد وتزعل لكن كمان بتلتزم بيها لانك ارتضيت القاعدة..
    * في اجتماعات الاسرة هل للسيد الصادق صوت واحد زي العند واحد من اولاده؟
    - بكون عنده نفس الصوت لكن في الآخر اذا الحاجة بقت النتيجة ضد اقلية وعددها لا يستهان بيها يقوم يفتش مخرج عشان الاقلية الكبيرة دي ما تضام ودي طبعاً الديمقراطية..
    * .............؟
    - لا، الرأي بمشي لكن بتعديلات طفيفة ترضي الاقلية.
    * حاسة انو عملية وزن المعادلة البعملها السيد الصادق دي كويسة؟.
    - شوف نحنا شعب اتعود على مسألة الجودية بعدين هي قد تكون سلاح ذو حدين.. لكن نحنا بناخد في الاعتبار خبرته وحنكته وتحليلاته وانا بالنسبة لي مش لأني زوجته لكن بالمعايشة لقيت تحليلاته في حاجات كتيرة جداً جداً هي الصائبة والغالبة والراجحة..
    * مثلاً؟
    - مثلاً في مؤتمر القمة الانعقد في الرياض وهو قام رسل ليهم توصيات تقريباً 80% كانت هي التوصيات الطلع بيها المؤتمر.. وبرضو رأيه في مسألة العراق وحرب ايران وهو بالمناسبة كان نشاز مع رأي العرب في الآخر كان هو الصواب رأيه في انتهاء الشيوعية في كتابه الديمقراطية وراجعه وأخيراً رأيه في نيفاشا.
    * قاعدة تشوفي اخطاء السيد الصادق في السياسة؟
    - طبعاً لو في بقولها ليهو..
    * اذن طوالي انتو في جلسات نقاش سياسية؟
    - ده الاحساس الغالب عند الناس لكن نحن في بيتنا عندنا همومنا الآخرى البنناقشها.. صحي بيتنا فيهو سياسة كتيرة مع زوارنا وناسنا وكده لكن انا وقت ألاقي الامام براي ما بفتح معاه اي موضوع في السياسة لانوا يا ابني الحياة حتبقى مملة جداً..
    * لكن واضح انو بيتكم كله متفرغ للسياسة بداية بالسيد الصادق وانتي والاولاد والبنات اتجاههم للسياسة بيؤكد رغبتكم في السياسة..
    - لا والله بالنسبة لاولادنا انا كنت راغبة تماماً انهم ما يدخلوها ابداً.. وكنت بتمنى انهم يبعدوا عنها.
    * ليه؟
    - السياسية شقاء وتعب اصلو ما معقول.
    * يعني ما عندكم دور في دخولهم السياسة؟
    - والله دخلوها دون أي ايعاز مننا.. لكن كمان دي رغبتهم..
    * بتقبلوها ليهم لانها بتحقق نجومية مثلاً؟
    - لا ما بنظر ليها من الناحية دي لكن من ناحية مردودها للمجتمع.. شوف يا ولدي نحنا كان ممكن نعيش مرتاحين ماكلين وشاربين ولابسين ونسافر نتفسح ونعمل نجومية بطرق أخرى أقل ضرر وأقل تشريد وسجون وتعب، واقل حرمان من اولادك وزوجك بمعنى الزوجة والزوج..
    * كدي خلينا في الحرمان من الزوج دي عانيتي في الحتة دي اكيد؟
    - طبعاً.. أنا مثلاً متزوجة من الامام لمدة 44 سنة حتي الآن والله الفترة القعدتها مع الامام ما بتساوي ربعها.. ولو دايره نجومية مريحة ممكن اعملها في عدد من الاهتمامات انا مؤهلة اعملها فيها..
    * زي شنو مثلاً؟..
    - أنا مثلاً بحب الفلكلور وبحب التراث السوداني سواء كان ملبس او مأكل أو مظهر او مسكن ممكن كان اعمل في احياء التراث السوداني لكن الزول بشوف انو انت مواطن البلد دي ليها حق عليك.
    * يعني قدركم السياسة..
    - أنا شاعرة كده..
    * ومجبرين عليها؟
    - ما مجبرين لأنو انحنا عندنا أولاد ما عندهم علاقة بالسياسة.. انحنا زوجتين عندنا عشرة اولاد ستة بنات واربعة اولاد ما كلهم شغالين في السياسة الشغالين فقط ثلاثة اربعة بس..
    * الباقين وين؟
    - فيهم أستاذ الجامعة وفيهم الزراعية والصيدلانية وبتدرس في جامعة والطبيبة والمهندس.
    * أمكن لانو صوت السياسة غالب بنعتبر بيت الصادق كله سياسة..
    - صحي وامكن تاني لانو الاشتغلو سياسة مننا صوتهم هو الغالب..
    * بتتفقي معاي في انو صوت بنات السيد الصادق في السياسة أعلى من صوت أولاده؟
    - شوف البشتغلوا سياسة من الاولاد أو البنات كلهم شغالين بدرجات ممتازة.
    * طيب لو جينا وقربنا آراءهم في السياسة هل بختلفوا معاكم كجيل؟
    - جيب أي محضر وقائع جلسة من جلسات المكتب السياسي لحزب الامة بتلقى فيه آراء متباينة جداً أي زول بقول رأيه..
    * وقت ترجعي البيت وتبقى أمهم ما بتناقشيهم ليه قبيل اختلفوا معاك في الرأي؟
    - لو عملت كده بكون هزمت مشروعي كله.. أنا بسببي لأني مرقت في مظاهرة في أم درمان الثانوية طلعوا بنات المهدي من المدارس وعملوا لينا مدرسة المهدي الثانوية، ودي برضو ما استمرت لانو تاني دخلوا الجامعات مع الناس.
    * طيب هل في اجتماعات الأسرة حصل انك اتفقتي في الرأي مع السيدة حفية الزوجة الاولى للسيد الصادق؟
    - كتير.. قد نتفق وقد نختلف وده ممكن يحصل برضو في الجمعية العمومية لمؤسساتنا الاقتصادية لكن بنطلع بره اخوات..
    * يعني ما عندكم حساسية النسوان العاديات زوجة وضرتها؟
    - دي حاجة فطرية.. كضابة لو قلت ليك ما بتحصل حاجة زي دي بين زوجتين لراجل واحد ونحنا ما ملائكة قد تكون الحساسية موجودة لكن لا تعني انك ما تشوف الحقيقة..
    * خلينا نعرفك بصورة قريبة.. هل انتي اصلاً من بيت المهدي أم كان زواجك من الامام هو مدخلك لهذا البيت العريق؟
    - أنا بنت المهدي الوسط أمي بت المهدي وأبوي ود المهدي.. أبوي الفاضل محمود عبد الكريم هو ولد ساتي علي اللي هو ولد حاج شريف، والمهدي ود حاج شريف ومتزوج بت المهدي أمي بت عبد الرحمن المهدي..
    * معناها انت عندك في بيت المهدي زي ما عند السيد الصادق؟
    - بالضبط..
    * زواجك من السيد الصادق كان عادي؟
    - ما عادي.. لأنو السيدة حفية بت خالتي أخت أمي.. أمي وخالي الصديق وخالتي شامة أم حفية أخوات بنات أم وأبو.. وأنا وحفية اتولدنا في بيت واحد.. لذلك هو ما عادي لكنه تم ومشى بطريقة ممتازة وهسة أنا وحفية عايشين في بيت واحد بعد ما الانقاذ شالت بيت الامام المهدي وبقت هيئة شؤون الانصار ما عندها بيت الامام طلع من بيت ود نوباوي للهيئة وجينا نحن الاثنين نعيش هنا مع الامام.
    * لكن أي واحدة في حياتها المنفصلة؟
    - طبعاً أي واحدة بحياتها المنفصلة من مطبخ وأماكن..
    * هل حصل انكم تدخلتم في زواج أولادكم ولو بطريقة غير مباشرة؟
    - شوف أنا وحفية قريبات جداً من الامام، هي بنت عمته زي ما أنا بت عمته ونحنا الثلاثة حبوبتنا وجدنا واحد عشان كده من البداية هو قال لي أولادنا حكاية انت داير منو وراغب في منو دي ما بتحكمها قواعد أو قوانين لكن بقدر الامكان حقو تبعدوا من الاقرباء.. لأنو دمنا قريب من بعض جداً ولو حصل أولادنا اتزوجوا أقرباءهم ده قد يصيب أولادهم بضعف ومشاكل صحية بس للسبب ده..
    * وابتعدوا عن الاقرباء؟
    - اتنين بس فيهم شبهة قرابة اللي هي زوجة صديق وهي جدها أبو أمها السيد عبد الله الفاضل وأبوها من ناس البرير والامام الحلو متزوج رنده وهو ود الخليفة علي الحلو ونحنا بنعتبر الخلفاء اقرباءنا برضو.. عبد الرحمن الغالي انصاري بس.. عادل شريف والواثق البرير ومرتضى كمال خلف الله ديل حتى اتجاهاتهم ما انصاريه..
    * أنا كنت داير أسألك عن ده.. يعني معناها ما في شرط لانصارية الزوج أو الزوجة لأولادكم؟
    - لا.. ديل حتى اتجاهات أسرهم ما أنصار وفي دي ربنا نحنا اكرمنا.. وربنا اكرمنا أنا وحفية حتى في عدد الأولاد أي واحدة مننا عندها ثلاثة بنات وولدين يعني بالقسطاط ودي موزونة الهياً..
    * انت عايشتي تجربة السيدة وصال في زواجها من الدكتور حسن الترابي؟
    - لا أنا كنت في أمريكا في الدراسة هناك لكن وأنا راجعة من أمريكا وكان وقتها خالي الصديق اتنقل للدار الآخرة عليه رحمة الله، نزلت ليهم في باريس عشان أعزي وصال قبل ما أجي السودان.. لكن ما عشت فترة قبل زواجها.
    * لكن سمعت عن احداث ما قبل الزواج..
    - هي كانت حالة غريبة في بيتنا.. السيد الصادق كان موافق أبوها كان متحفظ..
    * هسة بتتعاملوا عادي مع بيت الترابي؟
    - هسة وانت داخل علينا انا كنت بتكلم مع وصال.. اولاد د. حسن الترابي عاشوا معانا هنا في البيت ده واتولدوا هنا.. اولاده بقولوا لي أمي وأولادي بقولوا ليها أمي ونحن أصلاً ما عندنا عمتي وخالتي كلهم أمي وأبوي..
    * لكن بالضرورة أيام الانقاذ الاولى واعتقال السيد الامام حصل شوية توتر..
    - مؤكد..
    * اذن الأبناء بدفعوا ثمن خلافات سياسية للآباء..
    - صحيح لأنهم عاطفياً هم عاشوا في حتة واحدة.. مثلاً أيام انقلاب مايو والجماعة ديل في السجون الامام والترابي طبعاً بنمشي اتنين للزيارة مثلاً وتقعد واحدة مننا الثلاثة أنا وحفية ووصال مع الاطفال وهي بتكون أمهم وكان عدد الاولاد الوقت داك 12 وصال عندها 4 وانا عندي 4 وحفية عندها 4 البتقعد دي بتكون أمهم كلهم.
    * و..............؟
    - مثلاً يوم صديق ولد وصال كان في جنوبي ضربو والله أنا شفقت عليه ذي ما بشفق على عبد الرحمن وأمكن أكتر لا نوم لا اكل وقلق شديد..
    * كونك واحدة من بيت المهدي الكبير والعريق ده ما حاسة انو اعتقلك مقارنة بي اقرانك؟
    - طبعاً.. اعتقال شديد انت ما سمعت بالمثل البقول الاسم مرفعين سيدو.. (تضحك) بحدك من أشياء كتيرة انت في نفسك تعملها زيك وزي أي زول آخر لكن غايتو من ما تتذكري انتي منو تقيفي..
    * لكن في نفس الوقت أداك فرصة انك تسافري بره السودان في وقت باكر جداً وتقري وكده؟
    - أيوه... شوف هو سلاح ذو حدين يا رفعك يا كمان نزلك للحضيض لانو الوقعة من العالي مؤلمة.
    * طالما جبنا سيرة الدراسة نسألك بالضرورة عن دراستك الجامعية.. أنا بتخيل انها في العلوم السياسية؟
    - لا.. انا درست علم اجتماع واجناس حتى الماجستير برضو فيها وناس جامعة الاحفاد ادوني دكتوراه فخرية قبل 3 سنوات..
    * متين دخلتي السياسة رسمياً؟
    - أنا في امريكا كنت في اتحاد الطلاب العرب واتحاد الطلبة الافارقة وأنا بعد سفري بي 3 أسابيع حصل انقلاب عبود رجعت دخلت معارضة نظام عبود.. بعد مايو وبعد ما انسجن كل الناس انا بقيت في السياسة بالدرب العديل ومسؤولة مباشرة..
    * لكن حياتك كسياسية اطول من حياتك كزوجة؟
    - كتير جداً لكن السياسة ظلت تخصم دوماً من حياتي كزوجة لكن الواحد عزاءه في انو تظهر قبل ما نرحل للدار الآخرة نتيجة ما قمنا به..
    * لم تظهر أي نتيجة بعد؟
    - في حاجات ظهرت لكن النتيجة الدايرنها نحنا اننا نبقى ديمقراطيين وناس تداول سلمي للسلطة وتنتهي الخلافات الماعندها حد..
    * متفائلة بمستقبل السودان؟
    - أيوه لأنو السودانيين طيبين واستاهلوا كل خير وتانياً السودان واعد والشعب السوداني ده عندو عبقرية وانا بتمنى يحصل انفراج لكل ازماتنا بطريقة مبتكرة من الشعب السوداني المعلم..
    * بتشوفي ايجابيات نميري؟
    - العملو فينا نميري كشعب سوداني كبير هو البدأ الخراب ده كله.. الانهيار الاقتصادي ابتدأ بنميري التنمية والاستثمار بغير اولويات وما مر شده ابتداها نميري الدكتاتورية والسجون وانواع العذاب والاهانة عملها نميري ما كانت عندنا في السودان برضو الحرامية ابتدت مع مايو..
    * انا قصدت تتكلمي لي عن ايجابيات نميري؟
    - والله الايجابية الشايفاها انا هي الطفرة الحصلت للمرأة في عهده ودي قد ما تكون مست المرأة في الجذور لكنها أدت المرأة المتعلمة الفرصة لترتقي.
    * وايجابيات الانقاذ؟
    - (بعد صمت طويل) والله الا انهم مؤخراً وافقوا على ان يكون هناك حوار وجلوس في طاولات المفاوضات لكن برضو سلبوها من معناها.
    * (نضحك) يعني يا سيدة سارة حتى الايجابية الوحيدة للانقاذ لكنتيها في النهاية..
    - (نضحك) ما قادرة أشوف والله..
    * انتي مصدقة الانشقاق بين الوطني والمؤتمر الشعبي؟
    - الانشقاق حقيقي لكن انا ما مصدقة انهم ما حيرجعوا تاني.. وهم ناس الشعبي ديل دايرين الناس يصدقوهم يقولوا انو كل العملوه زمان غلط.. لكن احتمال يرجعوا تاني لي بعض.. احتمال كبير..
    * هل عندكم أمل في نيل الغالبية في الانتخابات القادمة؟
    - اذا هي انتخابات نزيهة وقبلها تعداد سكاني نزيه حزب الامة حيفوز بالاغلبية.
    * يعني السيد الصادق هو رئيس الوزراء القادم؟
    - هو انتو عندكم غيرو منو؟.. أنا ما شايفه غير الامام الاصلح لحكم السودان نحنا هسة في ضياع..
    * أمنيتك انو يرجع يحكم السودان؟
    - أنا لو بمرادي انو ما يبقى تاني رئيس وزراء..
    * رأيك شنو في الرأي البقول انو عيب السيد الصادق في ناسو؟
    - أنا اشتغلت في الديمقراطيتين ومع ناس من شتى الاحزاب وسافرت في وفود لمؤتمرات في الخارج وسافرت لاتفاقية نيروبي في شهر 11 والله الناس العندنا نحنا فيهم نور من ناحية الوطنية والجدية والله وقت اشوف ناس الاحزاب التانيين بقول ناسنا فيهم نور ناسنا اكتر جدية واكتر نزاهة واكتر اخلاص..
    * منو الفي اولادكم ممكن يحكم السودان أو بمعنى اقرب بشبه ابوه سياسياً؟
    - كل اولادنا مؤهلين لحكم السودان، وكل واحد منهم فيه شئ من ابوه..
    * خلينا ندخل معك في البيت.. هل بتهتمي بتفاصيل البيت اليومية؟
    - طبعاً والا اكون عملت نفسي ماكينة سياسة انا بشوف جنينتي وبشوف نضافة البيت وفرشو ومخزني فيه شنو.
    * بتختاري الاكل؟
    - ايوه وبرسل للخضار وبدخل المطبخ اشوف طبخوه كيفن..
    * معناها ما بتطبخي؟
    - لا لانه هسة ضهري واجعني لكن زمان كنت مرات بطبخ رغم انو معاي طباخ طول عمري لكن في حاجات متخصصة فيها.
    * زي شنو؟
    - زي فطور الامام ما ممكن اوكله على زول. يعني هو بشرب شوربه لازم اعملها براي بالاضافة للاشراف على غسيل ومكوة هدوموه.
    * بتختاري ليه يلبس شنو؟
    - لا دوري بنتهي في انو هدومو تكون مغسلة ومكوية ومرتبة..
    * بتتضايقي اذا كان مشغول بكتابة او قراية او اجتماع وانت محتاجة ليه في موضوع بعيد عن كل هذا؟
    - طبعاً.. كتير يكون محتاجة اناقشه في حاجة اساسية في البيت هسة مثلاً انا محتاجة بشدة ألاقيه اناقشه في موضوع سفري للعلاج بره السودان ما لاقياهو وبكون زهجانة والتلفون ما بديك الفرصة الكافية.
    * لكن بتلقى ليه العذر؟
    - عاد كان ما لقيت ليه العذر اسوي شنو؟
    * شعرت الآن بمدى تعبك الكبير؟
    - يا ولدي هي الدنيا دي دار راحة؟ ما دار راحة.
    * لكن على الاقل ما شايلة هم اقتصادياً طالما الشركة شغالة واموركم فيها مرتبة..
    - كدي يا ولدي انا اسألك في حاجة في البلد دي مرتبة؟ (تضحك) عاد نسوي شنو؟ البيجيبو الله كله كويس وانحنا اتعودنا اننا نعيش حالة الفقر المدقع وحالة اللقا المريح..
    * يعني يا سيدة سارة انتو عشتو حالات فقر؟
    - كيفن ما عشنا.. الانقلابات كلها عشنا فيها فقر.. زمن مايو كله كنا عايشين فقر لانهم بعد احداث الجزيرة أبا شالوا مننا أي حاجة لدرجة بعنا أي حاجة عندنا عشان نعيش بعدما منعو الناس حتى انهم يدونا هدية.. حتى الهدية يصادروها مننا..
    * طبعاً ما كان ممكن أسألك عن عمرك لكن من هذه الجلسة اشعر انك صغيرة مقارنة بسيرتك واسهامك في الحياة السياسية والعامة؟
    - صغيرة أنا؟.. أنا اكبر من السيد الصادق بي سنة.
    * ما غريبة؟
    - ما غريبة ولا حاجة، السيدة خديجة رضى الله عنها كانت اكبر من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأم الامام ذاتها كانت أكبر من أبوه بي سنتين.

    الصحافة
    8/2/2008
                  

02-10-2008, 06:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    العدد رقم: 028 السبت 2008-02-09

    القوىالسياسية ومنظمات المجتمع المدني والانصار في حفل التأبين

    الصادق المهدي يوثق شهادته على قبر سارة




    أقام حزب الأمة القومي امس تأبيناً للمرحومة السيدة سارة الفاضل عقيلة الإمام السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي . وختم المهدي مأتم عقيلته بشهادات كتبها علي شاهد قبرها . فكانت هي شهادة الزوج لزوجتة.
    وصف الإمام الصادق سارة بالمتواضعة وقال: (وكانت متواضعة ومع كل هذا تكنس وتطبخ وتمسح ولا تتردد ولا تتكبر وفي أحيان كثيرة إذا جاءني ضيوف ورأت أن هؤلاء الضيوف يجب أن لا يسمع أحد ما يقولون، كانت تحرص أن تقوم بالخدمة حتي يكتم السر في الحجرة، تقوم بهذا العمل في تواضع لا يعرف الأنفة أو التكبر ولا يعرف الإدعاء وهذا هو الديدن الذي كان حديث المهدية عليه السلام الإرتفاع بالإتضاع. ويقول الإمام إن حب سارة له أرقها وأرهقة وأسعدها . وقال كانت تحب الناس حبا كبيراً أحبتني حبا أرهقها لأنه جعلها تعمل فوق طاقتها في محاولة لإرضاء هذا الحب وأيضا أرهقني لأنها وضعت لي بمقياسه مقاييس لا أستطيعها أرهقها وأرهقني لكنه أسعدها وأسعدني وأسعد معنا الناس . وأشار الى انها كانت مبدعة حيث أنها كانت مبدعة تحاول أن تجعل كل ما تفعله شيئا مميزاً سواء كان هذا في ملبس أو مأكل أو غيره تحاول التجويد والإبداع الفني . وقال : قلت لها مرة حولتي مظهري الى معرض لإنجازاتك التشكيلية هذه بما حققت فيه من إنجازات ( في الطواقي وفي العمم وفي الجبب وفي السديريات )
    وشهادة رابعة أشار اليها الإمام حينما وصفها بالأنثوية المرشدة وقال: تمثل سارة أنثوية مرشدة هناك أنثوية منحرفة تلك التي تعتبر أن النساء ينبغي أن يساوين الرجال في كل شئ حتي فيما ليس من حق النساء تلك أنثوية منحرفة وأنثوية منحرفة أيضا تلك التي تعتبر أن تقدم المرأة هو بتماثل ومحاكاة الغربيين والغربيات كانت تعلم أن الأنثوية الحقيقية هي التفاخر بأنوثتها بإعتبارها وجه آخر من وجوه الأداء الإنساني .
    وأشار كانت السيدة كريمة وقال : ما شكي لي ضيف أبدا ولله الحمد كل الضيوف الذين يأتون بغتة ومن غير إنذار كانت تدبر وتعمل على إرضائهم وكثير من الناس الذين زاروها وعندها معهم علاقة خاصة حرصت علي أن لا يخرج منها عزيز إلا وتهاديه هدية تربط بينها. وقال الإمام كانت صامدة وأرادالله لها بهذا الصمود أن تكون من الركاب الي التراب ومن القوة الي الهوة ومن العطاء للرمضاء وهي تحمل الراية التي سقطت يوم سقوطها

    وقال الإمام أعزي في هذا المقام أختها حفية وأقول أختها حفيه مع أنها في مفاهيم سودانية (ضرتها) ولكن حفيه هي التي قالت لي أن أنت أردت أن تتزوج سارة فمرحبا وأهلا وأنا أخطبها لك وسارة نفسها قالت إن لم توافق حفية لن أتزوجك وأنا قلت لها أن لم توافق حفية لا أعتقد إمكانية زورجنا . هذه الموافق الثلاثة جعل لهذه العلاقة مع ما فيها من ةصعوبات الطبيعة ومشاكلها والفطرة جعلت هذه البركة تنزل الى الزرية حيث ولله الحمد زال عنهم الإحساس بإبن الضرة .أختها خفيه مع ما كانبينهما من مخاشنات الفطرة إلا أنها هذا الموقف والبركة منعت أن يتحول هذا الى أي نوع من العداء أو الشحناء ببين أبنائهما وبناتهما . وشاركت القوى السياسية ختام المأتم حيث تحدث السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد ووصف سارة بالنشطة في المجال السياسي والإجتماعي وقال :أرهقت نفسها حينما توفيت والدتها وحضرت الدفن ومراسم العزاء وجلست وخففت للناس مايعاننونه .أما نائب الأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال ياسر عرمان فأشار الى أن الحركة أكثر الخاسرين بفقد سارة قال :بالنسبة لنا في الحركة الشعبية هذا الفقد محزن بشكل خاص لان آخر لحظات الفقيدة كانت معنا وكانت في مهمة تدعو لتقارب الرؤى بين السودانيين جميعا وبالأخص حزب الأمة والحركة. وقال: عندما التقيناها للمرة الأولى رغم أنها سيدة معروفة لكن نتيجة لأرتباطها بشخصية الأمام كان أي شخص يريد أن يختبر هل هي تمتلك رؤيتها المستقلة أم هي مجرد سيدة جاءت بحكم علاقتها برئيس الحزب وكل من إختبرها وجد أنها زعيمة بنفسها.



    الايام
                  

02-10-2008, 06:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    أخبار اليوم» ترصد تأبين حزب الأمة القومي لفقيدة البلاد سارة الفاضل
    بتاريخ 2-2-1429 هـ
    القسم: اخبار الاولى

    الإمام الصادق المهدي يكتب على رؤوس أشهاد حفل التأبين شهادته على شاهد قبر الراحلة سارة الفاضل ويعدها بتحقيق أشواقها وأمانيها


    أم درمان : رصد وتصوير : نجاة صالح شرف الدين
    أقام حزب الامة القومي عصر امس بقبة الامام المهدي حفل تأبين للراحلة الفاضلة السيدة سارة الفاضل عقيلة الامام الصادق المهدي زعيم كيان الانصار ورئيس حزب الامة القومي بمشاركة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية.
    وقال الامام الصادق المهدي في خطاب مؤثر في حفل تأبين الراحلة : نكتب اليوم شهادة على شاهد قبرها فقد كانت المرحومة سارة سيدة تقية تخاف ربها سراً وعلانية وتراعي ذلك في عباداتها وطاعاتها ومعاملاتها، وهي معجم او فهرس لكل السودان، فقد عشنا احزان قبائله والمجتمع المدني وكافة اهل السودان، وما نكنه من محبة ومودة وعرفان للراحلة، وقد شرفتونا بتقديم واجب العزاء للمصاب الجلل وهذا فيه ما فيه من عظيم العزاء.


    كانت السيدة سارة رمزاً للوطنية لم تشتك من الواجبات وكانت تتصدى للمسؤوليات الوطنية وتقوم بما ينبغي ان تقوم به دون تردد او خوف او فزع، كانت تدافع وتناصح، كانت السيدة سارة منفتحة على القوى السياسية داخل وخارج العاصمة وفي كل دول العالم، كانت تناضل وتتحدث باسمنا وتقول ما ينبغي ان يقال عندما تكون افواه الاخرين مكممة، كانت عنواناً للاصالة، نعم فقد تعلمت تعليماً حديثاً وكانت تعتز ان لها جذوراً دينية ووطنية وسياسية لا يمكن ان تتعداها كانت تمثل الانثوية المرشدة، واضاف هنالك انثوية منحرفة بانه ينبغي ان تساوى الرجال، فتلك انثوية منحرفة، واخرى ان تقوم المرأة بمحاكاة الغربيين والغربيات، فتلك ايضاً أنثوية منحرفة، وقال نعم هنالك ذكر وانثى ولا يعني هذا تفرقة الرجال والنساء، النساء شقائق الرجال، كانت سارة مفخرة للسيدة السودانية بنضالها ودورها السوداني، وكانت لا تشتكي لي من اي ضيق ابداً، وكانت ترعى وتهتم بكل الضيوف حتى الضيوف الذين كانوا يأتون من غير موعد، كانت تدير واجبها وتعمل على ارضائهم وتحرص علي اداء واجبها ومسؤولياتها بكفاءة عالية، وكان لا يخرج منها زائر الا وتهديه هدية تربطها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)، وكانت تلبي نداء كل مستغيث، كانت مميزة في كل شئ، مميزة سوء في الملبس والمأكل او المشرب وكانت تسعى للتجويد والابداع الفني فحولت منزلي الى معرض ظهرت لمساتها في كل موقع داخل المنزل، كانت تضع اللمسات الفنية في الجلاليب والعمم والصدريات التي ارتديها انا وابنائي وغيرها من الاعمال التي لا حصر لها، كانت تتمثل بقول الرسول (ص) (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه)
    كانت تحب الناس واحبتني حباً ارهقها، كانت تعمل فوق طاقتها، كانت تتدفق حناناً لا حدود له، وتبذل في هذا الصدد حناناً ضافياً يرهقها كثيراً، ( إذا كانت النفوس كبيرة ü تعبت في مرادها الاجسام)
    كانت متواضعة، تكنس وتمسح وتغسل وتطبخ ولا تتكبر، تكتم السر ولا تعرف الادعاء وكانت صامدة، ولكن المعاني التي كانت تجسدها سارة ستبقى، ماتت سارة وتركت عدة (سارات) ليس في اسرتها او في كيان الحزب وانما في الكيان العالي الديني والوطني الذي سينمو بالحرارة، فالحرارة تمدد الحديد وكذلك ستمدد الحرارة الخصال التي سارت عليها سارة.
    وقال لدينا رباط استراتيجي في كل الاقاليم فكانت سارة تحرص على هذا الرباط، واضاف اعزي اختها حفية، وهي في المفاهيم السودانية (ضرتها) وقالت لي حفية ذات يوم عندما اردت ان اتزوج سارة اذا اردت ان تتزوج سارة انا اخطبها إليك، فهذه الطيبة بيني وبين حفية وسارة جعلت البركة تسري في الذرية وزال ما يعرف ببنت (الضرة) وولد (الضرة)، وقال ان سارة واختها حفية وما بينهما من المشاحنات الخشنة الا ان البركة قد منعت ان تتحول العلاقة الى العداء بينهما، او بين ابنائنا، والحمد لله واشكر الله كثيراً ان اولادي في اسرتي ليس هناك (اولاد ضرات)
    وشكر الامام الصادق المهدي الشعب السوداني قاطبة والقوى السياسية الرسمية والمعارضة والقبائل والطرق الصوفية والسلك الدبلوماسي والصحافة وقال جزاكم الله خيراً وصرف عنكم كل سوء وان يمكننا الله سبحانه وتعالى من مواصلة المشوار ونخرج السودان من البلاء حتى ينعم اهله بالسلام الشامل والتحول الديمقراطي وهذا وعد يا سارة.
    وقال الاستاذ محمد ابراهيم نقد الامين العام للحزب الشيوعي السودان ان سارة امرأة انصارية كانت شريكة في القرارات وكانت نشطة في المجال السياسي والاجتماعي والتواصل بين الاسر نسأل الله لها الرحمة ودوام الصبر للامام الصادق المهدي.
    وقال الاستاذ ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان نحن بإسم الفريق اول سلفاكير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية وباسم الحركة الشعبية نتقدم بعزاء حار وصادق للسيد الصادق المهدي وابناء وبنات الفقيدة والى جميع السودانين، الفقد محزن بشكل كبير خاصة ان الفقيدة قد كانت معنا في اجتماع في اخر لحظة من حياتها وكانت معنا في مهمة جليلة لتقارب الرؤى بين السودانيين خاصة بين حزب الامة والحركة الشعبية، وأضاف ان بلادنا تمر بطريق استثنائي بان تكون او لا تكون،
    وقال ان سارة شخصية استثنائية تعرفنا عليها من خلال القضايا المطروحة على الساحة حيث شاركت في اجتماعات ومناسبات ضمن القوى السياسية في قضايا هامة، وقد اتيحت لي الفرصة للتعرف على هذه السيدة الجليلة عن قرب وكانت تسعى للتقارب بين حزب الامة والحركة الشعبية للوصول الى تفاهم تام، وكانت سيدة تتمتع بصفاء الذهن وحزم وعزم واضح وقاطع في القضايا التي تشكل رؤيتها وكنا نشعر بالاريحية في التعامل معها كما اننا وجدناها سيدة متميزة وقائدة وزعيمة وتتمتع بالوضوح وكانت لديها الرغبة الاكيدة والواضحة والضرورية للعمل المشترك وترى ان الحركة الشعبية حركة لكل السودان.
    ونؤكد لها في هذه المناسبة الحزينة اننا سنعضد على القضايا والتقارب مع القوى السياسية حتى تسع بلادنا كل السودانيين على اختلاف الاثنيات، ونتقدم بالعزاء لاسرتها واهلها ولكل الشعب السوداني.
    وقال الاستاذ محمد عبد الكريم منسق الشؤون الانسانية حركة التحرير جناح عبد الواحد محمد نور: باسم الاستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان نتقدم بالتعازي في وفاة السيدة سارة، واضاف ان سارة من السودانيات اللاتي لا يمكن نسيانهن وكان لها الدور الكبير في مختلف القضايا ووقفت خلف زوجها وكما قال المثل وراء كل عظيم امرأة.
    واشار الى اهمية حزب الامة القومي ودوره النضالي وقال نسأل الله ان يتقبلها قبولاً حسناً (انا لله وانا اليه راجعون)
    وقال الاستاذ علي محمود حسنين (انا لله وانا اليه راجعون) لا نعزي زوجة الامام ولا نعزي زوجة الزعيم ولكن نعزي اسهامها في مختلف قضايا الوطن.
    كانت سارة عوناً للزعيم وعوناً للرئيس وهي الام التي انجبت الفارس والفارسات ولها اسهامات في الحركة والديمقراطية ولولا تلك البذرة الطيبة لما خرج الفوارس والفارسات الذين يقودون الحرية والديمقراطية نعزي في سارة الفاضل الانسانة والمناضلة بحقها ودورها واسهامها، وسارة ناضلت ضد كل الانظمة الشمولية وناضلت مع حزبها وظلت ترتاد السجون والمعتقلات ونذرت حياتها من اجل السودان نحن فقدناها وفقدها الحزب والانصار، فقدنا مناضلة بارة بشعبها امينة على مبادئها وجدنا فيها الصلاح والقوة وسيظل مكانها شاغراً نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتمكن الحزب من سد هذه الفجوة ونحن نعزي فيها باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي وباسم جميع المناضلين.
    اللهم ادخلها الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً.
    وقال الدكتور عبد النبي علي احمد امين عام حزب الامة القومي نشكر الشعب السوداني كباراً وصغاراً في تعزيتهم في امنا سارة سليلة الاكرمين، اجدادها ساهموا في بناء الوطن وكتبوا السودان الحديث تربت وترعرعت من هذه المعاني نالت التعليم الحديث في امريكا وبرزت شخصيتها كواحدة من القيادات الفذة في العمل الوطني والنسوي داخل الحزب وكانت ا حدى السودانيات الحافظات القانتات وكانت مكافحة خاصة في انظمة الدكتاتورية فكانت ذات همة عالية وشجاعة لقيادة العمل داخل وخارج السجون، ، كانت احدى القيادات التي عملت في كسر شوكة الشمولية. نتضرع الى الله سبحانه وتعالى ان يرحمها ويسكنها فسيح جناته وان يلهم اسرتها وكيانها والسودان الصبر والسلوان.
    وكشف بانه سيعقد خلال الايام القادمة تأبين جيد يليق بسيدة مناضلة ومكافحة كرست حياتها من اجل السودان. وقال الاستاذ فتحي شيلا ممثل الحزب الاتحادي الديمقراطي نتقدم اليكم باسم السيد محمد عثمان الميرغني وباسم الحزب الاتحادي الديمقراطي باحر التعازي في هذا الفقد الجلل، واضاف ان السيدة سارة الفاضل تعتبر علم من اعلام بلادنا كانت تناضل حتى اخر لحظة من حياتها فهي تشارك من اجل الحرية وحقوق الانسان ومن اجل تحقيق وحدة طوعية وتدرك ان لهذه الاسرة دورها الطليعي في احقاق الحق واقامة الحرية والديمقراطية وكانت سارة تزور المعتقلين في السجون دون تمييز نسأل الله الصبر.
    وقالت الاستاذة بثينة ان السيدة سارة كانت مناضلة جسورة في العمل السياسي وقضايا المرأة حتى اخر حياتها عرفنا تفانيها لتأمين حقوق المرأة وعرفناها جزءاً اصيلاً ونشطاً ضمن نساء الاحزاب بحثاً عن التوحد والحفاظ على حقوق المرأة ومكتسباتها ومشهود لها بالنضال وتميزت ايضاً بالكرم الفياض، وباسم التجمع الديمقراطي نتقدم لآل المهدي والشعب السوداني بالعزاء الحار. وقالت الاستاذة سارة نقد الله القيادية بحزب الامة القومي ان سارة كانت مبدعة في كل شيء وكانت اكثر جراءة من الشباب والشيوخ نالت الثبات على المبدأ وكانت اول سودانية تنتخب في حزب سياسي لتولى اعلى المناصب القيادية قضت فترة في معتقلات السودان في النظم الشمولية وضربت بذلك اروع مثل للمراة السودانية، كانت تشارك في الافراح والاتراح كانت يدها الندية تطال كل فرد داخل كيانها ولها علاقات خارجية واسعة وهي عضومؤسس لكثير من المجالس والقائمة طويلة، سارة اخت الاخوات وكانت تحس بنا قبل ان نشتكي، نسأل ربنا ان يقوينا ونسد فراغها.
    قال الاستاذ ادم يوسف نائب شؤون الانصار ان سارة ناضلت وحاربت العادات الضارة وفي نظام مايو حكم عليها بالاعدام كاول امراة يحكم عليها بالاعدام، وعندما جاءت الانقاذ تصدت وناضلت من اجل تحقيق الحرية والديمقراطية .
    وقالت الاستاذة نفسية المليك : حزنا لفقدنا المناضلة سارة كانت متميزة في كل شئ ونحن فخرون بها. وكما تحدثت الحاجة حواء الطقطاقة معددة ماثر االفقيدة وعبرت عن عميق حزنها علي الراحلة .
    وفي ختام حفل التابين القت الدكتورة مريم الصادق كلمة مؤثرة وقالت اعزي اسرتي واهلي وكل القبائل وكل الشعب السوداني، حبيبتي وامي ومفخرتي السيدة سارة، واستعرضت سيرتها الذاتية وقالت ان سارة كانت مصدر السرور وتجسد البر منذ ريعان شبابها واستمر البر والسرور في كل علاقاتها باهلها ومع كل من عرفها بعد رحيل سارة تيتمنا وكانت امي تكتم السر ولا تتحدث بالكثير في الكثير من الامور وكانت تميل للاستماع وكانت انسانة بكل المعاني وتميزت بعلاقات اقليمية ودولية واسعة .
    وباسم الاسرة نشكر كل من واسانا ووقف معنا في المصاب الجلل من اخواتنا واخواننا وكل الاسرة الصغيرة والكبيرة ورجال السلك الدبلوماسي والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني المدني والتنظيمات النسوية القاعدية والمستقلة والتنظيمات الطلابية وكل من حضر الينا معزيا من داخل وخارج السودان، هذا وكان قد تخلل الحفل قصائد رثاء للفقيدة لكل من الاستاذ بشير الكد وممثل سلطان مايرنو، وكان قد حضر حفل التابين عشرات الالاف من المعزين من كافة انحاء السودان.
                  

02-10-2008, 09:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    العدد رقم: 907 2008-02-10

    مناظير
    سارة المطمئنة

    زهير السراج
    كُتب في: 2008-02-10

    [email protected]


    * أشفقت على السيد الصادق المهدي وأسرته الكريمة وحزب الأمة وكيان الأنصار والسودان وأهله بعد رحيل السيدة سارة الفاضل، فقد كانت شخصية فذة، ليس من السهولة أن ترحل فجأة فتسير الحياة سيرها الطبيعي بعد انتهاء الصدمة ولحظات الحزن.
    * تعرفت عليها قبل عشر سنوات كصحفي، ثم صارت بيننا علاقة وإحترام وصداقة وطيدة، اكتشفت خلالها الصفات الفريدة التي تتميز بها، وعلى رأسها حب الوطن الجارف بدون تعصب أو تحزب برغم انتمائها المعروف.
    * فاجأتني ذات يوم خلال توليها أعباء منصب مساعد رئيس حزب الأمة للشؤون الخارجية بمكالمة هاتفية تدعوني لحضور اجتماع الهيئة الاستشارية للجنة الشؤون الخارجية بالحزب، للتحضير لزيارة خارجية مهمة للسيد الصادق المهدي، برغم أنني لست عضواً بالحزب، وقالت إن الهيئة تريد الاستنارة برأيي، فلبيت الدعوة الكريمة، وحضرت الاجتماع الذي رأسته في وجود السيد الصادق، وحضره معي أستاذي وزميلي الصحفي الكبير محمد عبدالسيد، وهو ليس عضواً بالحزب أيضاً. وحضرت بعدها أكثر من اجتماع للهيئة الاستشارية لمناقشة موضوعات في غاية الأهمية والخطورة، وكان النقاش يدور بكل شفافية ووضوح، برغم وجودي ووجود آخرين من خارج الحزب!!
    * وطلبت مني في مرة أخرى إعداد ورقة تتضمن بعض المعلومات عن (اللوبيهات) المعادية للسودان داخل الكونجرس الأمريكي، طلبها السيد الصادق قبل إحدى زياراته للولايات المتحدة ، ففعلت برغم ضيق الوقت الذي لم يتجاوز يوماً واحداً، وصعوبة المهمة.
    * ثم كانت لجنة المنتدى السياسي ( بين الصحافة والسياسة) الذي اقترحه السيد الصادق المهدي، وأوكل بتنفيذه للسيدة سارة، وأستاذنا الصحفي الكبير محمد خليل إبراهيم ، وجاء كل أعضاء اللجنة التنفيذية للمنتدى، ومن بينهم شخصي الضعيف والأستاذة آمال عباس والأستاذ محمد لطيف والأستاذ نور الدين مدني من خارج الحزب.
    * سقت هذه الأمثلة حتى أوضح مدى وطنية السيدة سارة واحترامها الشديد للآخرين، وحرصها على توسيع دائرة الرأي.. وإعلاء شأن التكاتف من أجل الوطن، وليس أي شيء آخر!!
    كم ظلموكِ أيتها الإنسانة الفاضلة عندما اتهموك بالتعصُّب للحزب الواحد والكيان والواحد.. ولكن هكذا دائماً قدر العظماء(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
    صدق الله العظيم.

    العدد رقم: 907 2008-02-10

    رؤى
    قدمت المثال ومضت لربها

    عبد الرحمن الأمين
    كُتب في: 2008-02-10

    [email protected]


    ما من أسرة ابتليت بأكثر مما ابتليت به أسرة آل المهدي، وما من أسرة قدر الله لها وقيض لها أن تنعم، لو أنها رضيت الهناءة لنفسها، وتخلت عن هموم وقضايا شعبها، مثل أسرة المهدي، ولكنها أسرة عجم النضال عودها، واختبرت الحادثات معادن رجالها ونسائها، فصبرت حين بليت، وثبتت حين امتحنت، وظلت على موقفها، حين ساخت أقدام، وحين لاذ آخرون، وانحنت من الناس الهام.
    وكثيرون تجنوا على اسرة المهدي، وشككوا في كسب أهلها، وفي سابقتهم وفى جهادهم، ولم يروا في تقدمهم الساحات، وفي ملئهم الخانات، إلا لأنهم من آل المهدي، والا أن شرفهم هو الذي ساقهم وقادهم، وأن حسبهم ونسبهم، تقدم بهم لا كسبهم.
    ولكن الأيام أثبتت، أن كلاً منهم تقدم بسبقه، وأن كلاً منهم اغترف من نبع النضال، وخط كتابه، بتكسر النصال على النصال.
    والسيدة الراحلة سارة الفاضل كانت هي نوع من النساء فريد، حازت حظها من العلم، حين لم يكن العلم، حتى في عرف رجال زمانها فريضة، وكانت لها سابقة في النضال، حين لم يعرف العالم المتقدم من حولنا، حقوقاً للمرأة أساسية وإنسانية، ناهيك أن تكون نضالية.
    وصمدت في أحلك المواقف وأشدها، ولم ترض لنفسها أن تكون ظلاً، أو أن تكون صدى، أو أن تكون تابعة منقادة، وإنما عرفت بمواقفها المستقلة، وبكينونتها الخاصة بها، وحين كان الإمام الصادق في أغلاله، أو في منافيه ومهاجره، نهضت بأعباء المسؤولية بكامل الأهلية، وحين اشتدت سنوات العسف على ايام الشمولية، كانت سارة تتقدم الصفوف، وتبز الرجال شرفاً ومواقف وإباءً وشمماً وهمة وبطولة، وسجل التاريخ لها أنها أول امرأة تقدم لمحاكمة، بعد أن أيقن الشموليون أنها امرأة من طراز خاص، وأنها قادرة على إقلاق مضاجعهم، وهز الأرض تحت أقدامهم.
    وصدق الإمام الصادق حين قال، يظلمها الآخرون، حين يظنون أنها زوجة فحسب، للإمام ورئيس الحزب، وأحسن في وصفها حين قال: كانت تقية بلا غلواء ووطنية بلا حدود، وكانت تقول ما ينبغي أن يقال، حينما تكون أفواه الآخرين مكممة، وأن أكثر ما ميزها التواضع والمروءة والنجدة، وأنها ظلت صامدة، وأراد الله لها أن تمضي من العطاء للرمضاء ومن القوة للهوة، وكانت سعيدة أيما سعادة بأداء البلاء.
    وقد قدر الله أن تكون آخر لحظاتها بلاءً وأداءً لواجب الوطن، إذ حرصت على اجتماع مشترك بين حزبها والحركة الشعبية، وكانت في كل سعيها تبحث عن حل ومخرج استثنائي للأمة السودانية.
    وأكثر ما يؤلم أننا لا نعرف للناس أقدارهم إلا بعد رحيلهم، وكذا فعلنا مع الراحلة سارة، والتي لو حظيت أمة من الأمم ببلائها، وبنضالها، وبحياتها التى عاشتها، لسعدت بها، ولنوهت بذكرها، ولسارالركبان بأفضالها.
    وحسب سارة، أنها أدت رسالتها بأفضل الوجوه وأكملها، وأنها قضت حياتها كلها رهقاً وتعباً ومشقة وعسفاً مستمراً، وفي كل ذلك كانت تؤمن أنها تقضى للشعب دينه، وتدفع عنه، وفي كل ذلك، لم يغرها منصبها، ولم يبهرها جاه، وعاشت للمساكين وبينهم، وقضت لأجلهم، دون أن تقدم الدنية في مواقفها، ودون أن تتنازل يوماً عن مبادئها.


    العدد رقم: 907 2008-02-10

    كلام الناس
    أم الأمة

    نور الدين مدني
    كُتب في: 2008-02-09

    [email protected]


    * لا يمكن الحديث عن الحركة النسوية في بلادنا إلا ويتقدم اسم فقيدة الوطن والأمة سارة الفاضل محمود إلى جانب الرائدات فاطمة أحمد إبراهيم والدكتورة خالدة زاهر وسعاد الفاتح وغيرهن وغيرهن اللائي استطعن بنضالهن الطويل انتزاع الكثير من حقوق المرأة السودانية.
    * كانت سارة الفاضل محمود نسيج وحدها، بل كانت ذات تأثير كبير في القرار السياسي في حزب الأمة وفي العمل السياسي العام، شاركت بفعالية وايجابية في الحفاظ على قوة دفع عمل حزب الأمة الداخلي وفي تعزيز الحراك السياسي في أحلك الظروف السياسية في سنوات الإنقاذ الأولى.
    * لم نكن ننظر إليها باعتبارها حرم الإمام الصادق المهدي وانما باعتبارها قيادية في حزب الأمة وناشطة في الحياة السياسية العامة وكانت تصريحاتها تجد مكانها في الصحافة المحلية وفي الخارج وفي أجهزة الإعلام المحلية والعالمية.
    * يصنفها البعض ضمن المتشددين في حزب الأمة لصلابة موقفها وينسجون حول هذا التصنيف مواقف ظالمة لها فقد كانت حريصة على المؤسسية داخل حزب الأمة، وعلى وحدته، وفي نفس الوقت حريصة على مد جسور التنسيق مع الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى.
    * جاء خبر انتقالها إلى جوار ربها نهار الاربعاء الماضي وهي تشارك في اجتماع مع الحركة الشعبية ضمن الحوار الدائر بين حزب الأمة والقوى السياسية كافة دليلاً على هذا الحرص على دفع الحراك السياسي وتعزيز الديمقراطية.
    * كانت حريصة على حضور كل الفعاليات والمنتديات السياسية والمشاركة بالرأي فيها لا تغيب عنها إلا لظرف طارئ يجبرها على عدم المشاركة، كانت تجلس حيثما اتفق إلا ان يجبرها من يهب لإجلاسها في المكان المناسب لمقامها وقامتها السياسية.
    * هناك جانب مهم في حياة السيدة سارة الفاضل محمود وهي حرصها أيضاً على الاسهام الفاعل في العمل الإنساني والاجتماعي العام وقد عملت على تأسيس منظمة خيرية طوعية مستقلة تحت اسم (الناس للناس) حرصت على ان تكون قومية.
    * حرصت على تفعيل هذه المنظمة الخيرية الطوعية القومية للمساهمة في تنمية وتطوير المرأة خاصة في الريف وعلى الأخص في دارفور وتبنت مشروعات عاجلة للمشاركة في تقديم العون للنازحين في المعسكرات.
    * إلى جانب كل ذلك كانت أم الجميع خاصة لأبناء وأحفاد الإمام الصادق لا تفرق بين أحد منهم تحتضنهم جميعاً كما كانت تحتضن ضيوف الإمام في منتدى (بين الصحافة والسياسة) وكانت تحرص على حسن استقبالنا واكرامنا عند كل مناسبة نجئ فيها إلى الدار العامرة بحي الملازمين.
    * هكذا عاشت السيدة سارة الفاضل محمود حياة عامرة بالحب والبذل والعطاء ليس في محيطها العائلي والحزبي فقط وانما في محيط السودان الجامع تغمد الله (أم الأمة)، بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته والهمنا وأسرتها وأهلها وحزبها وكيان الأنصار وأهل السودان عامة الصبر وحسن العزاء


    العدد رقم: 907 2008-02-10

    قولوا حسناً
    إلى الشرف الباذخ (سارة الفاضل) في عليائها

    محجوب عروة
    كُتب في: 2008-02-09




    اعتقلتني الملاريا اللعينة فلم أتمكَّن من الكتابة أو تشييع المرأة الفاضلة بنت الفاضل والمناضلة الجسورة سارة زوجة الإمام الصادق المهدي، كما لم أتمكّن من واجب العزاء.. ولكن ترحّمت عليها كثيراً وحزنت لوفاتها وهي في قمة عطائها، تعمل لجمع الصف الوطني وكان آخر لقاءاتها مع الحركة الشعبية.. ألا رحمها الله رحمة واسعة بقدر عظمة جلال الله وكرمه واحسانه.. فهذه المرأة التي نالت من التعليم أوسعه، ومن المكانة السياسية والاجتماعية والأدبية كزوجة لرئيس وزراء السودان مرتين، وزعيمة نسائية ونافذة في مجال السياسة، وفوق ذلك مناضل جسور ضد الاعتقال والتعسف والسجن والمحاكمات.. وعلى الرغم من ذلك ظل قلبها كبيراً ومتواضعة، وها أنذا اليوم أعترف بأنني ظلمتها عندما عقَّبت على السيد الإمام في أحد لقاءاتنا (بين الصحافة والسياسة)، منتقداً إياه وحزب الأمة بأنه مكّن لأسرته في قمة الحزب، فتقبل ذلك النقد بصدر رحب كعادته ورفض التعليق وأظنه ترك الإجابة لتظهرها الأيام وها هي تظهر اليوم ناصعة..
    أما السيدة سارة وابنتها د. مريم فاكتفين بابتسامة فقط.. بل قابلتا تعليقي (الجارح) وربما (الظالم) بسلام حار كأنني لم أقل شيئاً، ثم باحسان من إفطار طيب عقب لقاءاتنا عادة.
    هذه هي الزعامة في أسمى معانيها بل هي الشرف الباذخ، وكم ظلم كثيرٌ من المثقفين منذ الاستقلال هذه الأسرة العريقة سليلة الجهاد المهدوي ضد المستعمر الأول والثاني، وضد كل قمع وظلم وسلطوية بعد الاستقلال، لم ينلوا منصباً لمجرَّد كونهم زوجات وأبناء زعامات بل بنضالهم وعرقهم وشقائهم وبذلهم وتضحياتهم من أجل الوطن، وقد ظلت الفقيدة تعمل على ذلك حتى آخر لحظة من حياتها.
    هذه المرأة العظيمة سارة الفاضل، كان في مقدورها أن تعيش عيشة رغدة هنية بلا تعب ولا نصب، ولكنها آثرت الشرف وهي الآن في عليائها بعد أن تركت الحياة الدنيا وزينتها وتفاخرها بالأموال والأبناء والسلطة والجاه، نرجو من الله أن يجزيها بأحسن ما عملت وصدق الله العظيم (وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).
    أول مرة التقيت بالسيدة سارة وجهاً لوجه وحاورتها لساعة كاملة أو أكثر عندما ذهبت عام 1991 لمنزل السيد الصادق حاملاً دعوة من مركز دراسات المستقبل الإسلامي، موفداً من لجنته بقيادة الأخوة الهاشمي الحامدي وحسن مكي والتجاني عبدالقادر نطلب منه الاشتراك في ندوة بعنوان: (مستقبل الإسلام في العالم)، ولكن للأسف لم أجده بالمنزل ولكن السيدة سارة طلبت أن أقابلها وكان حواراً ساخناً بيننا، حيث اشتكت لي من المعاملة القاسية للإنقاذ تجاهها ومع زوجها واستغربت كيف يصدر ذلك من الإسلاميين الذين يعرفونهم منذ الخمسينيات وتحالفوا معهم بل نالوا حماية ودعماً من الأنصار وحزب الأمة طيلة تلك السنوات؟؟.
    كأنها أرادت أن تقول لي هل هذا جزاء سنمار؟!، فاعتذرت لها وحاولت عبثاً أن أبرر التصرفات ولكن –وآه من لكن هذه في دنيا السياسة السودانية- لقد كنت حينها جاداً في دفع السيد الصادق وحزبه للحوار مع الإنقاذ خاصة وفي تلك الساعات كان السيد محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني الانتقالي يفاوض د. قرنق في أبوجا.
    للأسف فشلت تلك الندوة باعتقالي واعتقال السيد الصادق، ثم تدور الأيام وها هي حقائق السياسة تثبت الآن أهمية الحوار واللقاءات بين الأمة والإنقاذ وبين الأمة والحركة الشعبية وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي؟!
    وها هو (الجهاد المدني) لا العسكري يثبت من خلال التطوّر السياسي والدستوري أهم نتائج نيفاشا، أنه الأوفر حظاً للوحدة الوطنية والسلام والاستقرار.. والآن، أرجو من السيد رئيس الجمهورية أن يجعل من مناسبة وفاة السيدة سارة فرصة لمؤتمر جامع.. مع شكري لنضالاتها ولزوجها وحزبها على أن يسبق ذلك اعداد جيد فلا ينهار، كما تكون مناسبة لوحدة هذا الحزب العملاق باعتباره أحد أركان البيت السوداني فلا ينهار.
    والله الموفق


    السودانى
                  

02-10-2008, 10:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    أخبار اليوم) داخل سرادق العزاء بمنزل السيد الصادق المهدي
    بتاريخ 2-2-1429 هـ
    القسم: اخبار الاولى
    نساء الحزب يبكين فقد السيدة سارة بحسرة بالغة .. ويكشفن عن جوانب خفية في حياتها
    الراحلة أول إمرأة سودانية تدرس بأمريكا وهي مهندسة إجتماعات ولقاءات الحزب
    بدأت العمل السياسي بطباعة المنشورات ودافعت عن حقوق المرأة في ثورة أكتوبر وأبريل
    أم درمان : قمر فضل الله
    شيعت البلاد أمس السيدة سارة الفاضل محمود حرم السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي .. (أخبار اليوم) خفت لمنزل الفقيدة لتقديم واجب العزاء والتقت بمجموعة من نساء الحزب وصديقات الراحلة وخرجت بهذه الحصيلة.. فإلي مضابطها:
    بداية حدثتنا الاستاذة بلقيس يوسف بدري قائلة : تعرَّفت بالسيدة سارة منذ عام 1986م وكانت حينها تشغل وظيفة رئيس جمعية الصحوة وكنت انا سكرتير تنفيذي وشاركتها في عمل اول برنامج لسلامة الأمومة ، واستمر مشوار التعارف في العمل بيننا .. وللفقيدة صفات غير متواجدة عند الكثيرات فهي وفية وكريمة ومجاملة تناصر الفقراء وتساعد الأهل .. فهي ذات أفكار ومن القيادات المهمة ليس لأنها زوجة السيد الصادق بل لحسها السياسي منذ زمن مبكر .. وكذلك هي اول امرأة سودانية درست خارج السودان لتلقي الدراسة الجامعية ، وكان ذلك في بداية الستينات وساندها جدها السيد عبد الرحمن المهدي لأنه رأي ان المرأة السودانية جديرة بأن تذهب وهي صغيرة لتلقي العلم بالخارج وتحافظ علي اسلامها وتقاليدها وقد نجحت السيدة سارة في ذلك وفتحت الأبواب لكل النساء السودانيات وكانت خير سفيرة سودانية للمرأة ، وتقلدت منذ زمن مبكر مناصب قيادية كبيرة داخل الحزب وذلك عن طريق الإنتخابات ولديها إلتزام كامل طوال سنوات النضال منذ عودتها من أمريكا في سنة 1964م ، فهي صاحبة إلتزام كامل بالديمقراطية والحرية وحقوق المرأة وصاحبة الفضل في قيام أول مؤتمر لسلامة الأمومة ولها رأي واضح في محاربة العادات الضارة واهمها ختان الإناث ولم تختن بناتها ناهيك عن حفيداتها ، وناضلت من اجل تخصيص 25% من المناصب القيادية داخل الحزب للمرأة ونتيجة لقوة شخصيتها إستطاعت انتزاع عدد كبير من المواقع داخل الحزب وناضلت من اجل حقوق المرأة في ثورة اكتوبر وابريل وحتي آخر لحظة وفاتها تعمل من اجل جمع الصف الوطني ، فكانت في اجتماع داخل مباني الحركة الشعبية أحست بالألم فانسحبت وتوفيت في طريقها وفي تلك اللحظة كان الحزب يعقد ندوة حول الإنتخابات ، فهي شهيدة لنضال المرأة في العمل السياسي الحزبي الحر من اجل إستعادة الديمقراطية الشاملة .. وننعيها اليوم للشعب السوداني لانها امرأة تميزت بكل قدرات المرأة السياسية من مهارة وحنكة والثبات في المواقف هذا الي جانب شجاعة الرأي مع اللطف واللين ولم تكن حادة الطباع لذا إكتسبت حب الناس بعمق وتدافع الملايين من الناس عند سماع نبأ وفاتها من فئات مختلفة يبكون فقدها لأنه فقد قيادية ماهرة تحب الخير لجميع السودانيين لذا احبها الانصار وغير الأنصار .. ونسأل الله ان يتقبلها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
    ومن جانبها قالت الأستاذة ميرفت صمويل - رئيس لجنة الصحة بالمجلس الوطني : حضرت علي رأس وفد يضم مجموعة من النساء لتقديم واجب العزاء في فقد حرم السيد الصادق المهدي ، ونتمني ان يلزم الله أهلها الصبر وحسن العزاء وهي فقد كبير للشعب السوداني بصورة عامة والانصار بصورة خاصة .. وهي ارادة الله.
    وتقول عفاف احمد علقم وفاطمة أحمد علي من الله : نحن من انصارها واحبابها في منطقة تندب بالجزيرة تعلمنا منها الحديث الطيب وكانت لا تفرق بين الصغير والكبير والمتعلم والأمي تقدم لنا الخدمة بيدها ولا تفرز بين أبنائها وأبنائنا ونجدها دائماً ثابتة مثل الحديد في كل المواقف العصيبة فهي ست بين الضيوف والكرم والشهامة.
    هذا وقد جلسنا مع مجموعة من نساء الحزب .. وحدثتنا السيدة فاطمة سليمان محمد عضو مجلس الحل والأمن بالهيئة المركزية بولاية الخرطوم عضو المكتب السياسي قائلة بلهجة ممزوجة بمرارة الفراق: السيدة سارة كانت نعم الأخت والأم والصديقة وبكاها كل الشعب السوداني كانت قدوة حسنة لنا لما لمسناه من دماثة خلقها وطيب معشرها إستفدنا منها الكثير من الدروس وهي اولي الرائدات ومن اوائل أعضاء الكشافة.
    وتقول رقية صالح عبد الرحمن ـ عضو أمانة المرأة بالحزب:
    السيدة سارة كانت إمرأة بارة ولها جوانب خفية في حياتها خلاف السياسة لها مواهب لا يعرفها البعض فهي فنانة تقوم بتنسيق الحدائق في منزلها وكذلك لها مهارات عالية في مجال التطريز والخياطة .. كانت تصنع الشالات والعمم لزوجها وابنائها ولها بصمات واضحة في الإحتفالات والمواكب الخاصة بالحزب فهي فنانة ديكور لا مثيل لها وكانت مهندسة الإجتماعات ولقاءات الحزب مع الأجانب والوزراء تخطط وتنفذ بدقة متناهية فهي حقيقة إمرأة جمعت كل المواهب واذا كتبت في الصحف كانت كتاباتها مميزة ولها نكهة خاصة.
    ومن جهتها تحدثت إلينا الأستاذة مريم نقد الله والدمع ينهمر من عيونها : السيدة سارة منذ نشأتها كانت محترمة ورزينة ، سياسية ماهرة بدأت منذ صغرها بممارسة العمل السياسي بطباعة المنشورات وكانت تحمل هموم الحزب ومشاكله شايلة الشيلة في رأسها واعطت المرأة كيانا داخل الحزب وأدت دورها كاملاً ولا تظلم أحداً وتعاملها تعامل جيد مع الكل الصغير والكبير فقد فجعنا بنبأ وفاتها وقد كانت تخطط لندوات ومحاضرات تصب في إطار مناصرة حقوق المرأة وتحسين أوضاعها في مرحلة الإنتخابات القادمة ..
    السيدة حفية كانت في غاية الإنهيار ورغم إستجابتها للحديث معنا حول مآثر الفقيدة إلا ان الدمع غالبها وما كان منها إلا ان انهمرت في البكاء متأسفة لنا.
    هذا وقد رصدت الصحيفة مظاهر الألم التي بدت واضحة علي ملامح النساء داخل سرادق العزاء وشاهدت توافد ممثلات لعدد من منظمات المجتمع المدني والأنصاريات من الولايات وعلي رأسها أمانة المرأة بالاتحاد العام للمسيرية بكردفان.
    وقد وجدنا الفنانة حواء الطقطاقة ترثي الفقيدة رثاء أدمى قلوب الجميع وقالت ان السيدة سارة ابنة السودان البارة والتي كرَّست حياتها منذ الصغر للدفاع عن الديمقراطية والحرية.

    (أخبار اليوم) في سرادق عزاء الراحلة سارة الفاضل بود نوباوي
    طاهرة ومريم ورباح وإفادات حول حياة الفقيدة السياسية والإجتماعية
    في أبواب العمل النضالي .. واعتقالات وهجرة ..
    إنَّ السيدة الراحلة سجَّلت على أحرف من ذهب ونور عُمق إجتهاد ومجاهدة المرأة السودانية .. كانت سياسية من الطراز الأول .. وكانت كذلك زوجة صالحة وأماً رؤوما !!.
    (أخبار اليوم) وثَّقت لآخر لحظات الراحلة على لسان بناتها .. وهن كذلك شوامخ .. لحظات نادرة وقليلة التي يتفق عليها كل فرقاء السياسة وتجتمع القوى السياسية السودانية في كلمة واحدة .. وبرحيل القيادية النسوية سارة الفاضل مساعد رئيس حزب الامة فان البلاد فقدت رمزاً سياسياً له تأريخ في مسيرة الوطن .. تأريخ ممتد لسنوات طوال..
    والتقيت بطاهرة التي تعمل في مجال الطب وسألتها عن تفاصيل الحدث واثره على الأسرة .. فردت قائلة :الفقيدة كانت في اجتماع دار الحركة الشعبية وعندما انتهى الاجتماع خرجت وبرفقتها السائق متجهين الى المنزل واثناء رجوعهما رن جهاز الموبايل الذي احمله وقالت لي (امي) يا طاهرة انا ذاهبة الى مستشفى الفيصل لأنني أشعر بوجع في معدتي اذهب أم انتظرك؟. فقلت لها اذهبي وسوف ألحق بك .. وعندما قالت لي هذا الحديث كنت أتخيلها في البيت وليس في اجتماع وكان ذلك بعد المغرب فاتصلت اطمئن على صحتها فلم ترد فاتصلت للمرة الثانية وعندما لم تستجب لمرتين اتصلت بالسائق فكان منزعجا وبعد دقائق وجيزة اتصلت الراحلة وكان صوتها خافتاً وأثناء الحديث انقطع الخط .. وتوجهت مباشرة للمستشفى حيث قمت باسعافها الى شوامخ لأنها كانت هي الاقرب وقام الاطباء بإسعافها وفي تقريرهم الاول قالوا النبض ضعيف وحضر في ذلك الوقت دكتور سراج ابشر الذي كانت تتابع معه المرحومة حالتها الصحية في مستشفى الفيصل واعلن هو الوفاة .. وتستطرد الدكتور طاهرة قائلة كانت فاجعة لا تُوصف وعند سماعي الخبر المؤلم اخذت اردد قول الله تعالى :«وبَشِّر الصابرينَ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».. واستطعت بصعوبة أن أتحصل على إفادات الدكتورة مريم الصادق فقد ملأ الحزن قلبها وكسى ملامحها وهي في حالة شبه إغماء وسط مجموعة من النساء جئن لتلقي واجب العزاء فرفضت الحديث في هذا الوقت وقالت يمكنكم الحوار معي مرة اخرى ودعوني أعيش حزني .. وفي واقع الأمر ان الجميع كان يعيش حزناً كبيراً !!.
    وأما رباح الصادق فقد كانت هي أكثر حزناً .. وقالت في بداية حديثها (إنا لله وإنا إليه راجعون) .. وأردفت بصوت خافت : الفقيدة كانت تعاني من ألم في الظهر وقال لها الدكاترة ان هناك مشاكل في بعض فقرات السلسلة مما ادى ذلك الى تصاعده الى القلب وقلة حركتها لكن في الآونة الأخيرة كانت احسن حالاً وتحسَّنت صحتها وكانت مداومة على اجتماعات الحزب وحتى آخر لحظة كانت في اجتماع في دار الحركة الشعبية لتوحيد الرؤى والوصول الى حل متفق عليه حول قضايا السودان .. وقالت الاستاذة رباح إن الراحلة كانت دائماً تقول «انا خائفة من مجئ مرض يجعلني طريحة الفراش ولا أستطيع الحركة وخدمة الحزب وأقع من (القوة الى الهوة)»!! .. فأنا لا أستطيع أن أصف عندما جاءنا خبر وفاتها ، فالفقيدة ركيزة لأسرة ممتدة فلديها عدد من أشقائها توفوا فهي التي ترعى أسرهم فهي عميدة الأسر. وكنت قد سألتها أيضاً عن تأثير وفاتها على الصعيد السياسي ، فقالت الأستاذة رباح إن مواقفها ظاهرة ونضالها مستمر منذ مشاركتها ثورة اكتوبر المظاهرات التي كانت تقودها ، وكانت من أبرز قيادات حزب الامة وقاومت النظام المايوي واعتُقلت عدة مرات وقُدِّمت للمحكمة العسكرية مرتين في ظروف صحية كانت تعاني من جلطة لكنها مرّت بسلام فرفض نميري ان يخرجها من المعتقل .. وقادت العمل السري في الداخل وهي من أوائل الناس الذين اعتُقلوا في أوائل الانقاذ .. كان لها دور أساسي في العمل الحزبي ضد الديكتاتوريات وظلّت في ممارسة أعمالها السياسية حتى لحظة مماتها!!.

    في إستطلاعات لـ«أخبار اليوم»: رموز المجتمع يتبارون في مدح سيرة فقيدة الأمة الراحلة سارة الفاضل
    عبدالمحمود أبو : هي أم الفقراء ولعبت دوراً في مسيرة النضال الوطني من أجل الديمقراطية
    د. علي السيد : سارة الفاضل رمز من رموز السياسة الوطنية في السودان
    مضوي الترابي : سارة مثال حي للمرأة السياسية المناضلة وعلى بنات الجيل الحالي الاقتداء بسيرتها
    إستطلاع : احمد بكر
    شهدته جموع غفيرة قدرت باكثر من ثلاثة آلاف مشيع
    تشييع جثمان زوجة الصادق المهدي سارة الفاضل و(أخبار اليوم) شهدت التشييع
    قيادات القوى السياسية يصفونها بالمرأة الحديدية وانها فقد كبير للسودان
    د. عبدالنبي علي احمد : سارة الفاضل نموذج للمرأة الرسالية وقل أن يوجد لها مثيل
    د. علي حسن تاج الدين : برحيلها يفقد السودان إحدى ركائزه القومية والسياسية
    شيعت البلاد أمس في موكب مهيب السيدة سارة الفاضل المهدي الى مثواها الاخير وتمت مواراة جسدها بقبة الامام المهدي بام درمان جوار اسرة آل المهدي حيث تضم القبة جثامين الامام المهدي وابناء السيد عبدالرحمن والهادي والمهدي وعدد من المقربين للاسرة، وشهد التشييع اعداد غفيرة من جماهير الانصار والشعب السوداني ضاقت بهم ساحة ميدان الخليفة واغلقت كافة الطرقات المؤدية للقبة وتقدم المشيعين الرئيس عمر البشير ورئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين وعدد مقدر من الوزراء الاتحاديين فضلا عن كافة قيادات القوى السياسية بالبلاد والسيد احمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ووفد رفيع المستوى من الحركة الشعبية بقيادة الامين العام للحركة باقان اموم ونائبه ياسر عرمان بالاضافة لقيادات حزب الامة القومي وكيان الانصار.
    ووسط جموع المشيعين الحزاني علي فقد (أم الفقراء) والذين قدرت اعدادهم باكثر من ثلاثة آلاف مشيع إلتقت (أخبار اليوم) بالعديد من القيادات السياسية وجماهير الانصار وحزب الامة القومي الذين وصفوا الراحلة بالطاهرة وام الفقراء والمساكين وام الانصار وقالوا انها برحيلها تكون البلاد قد فقدت احدى ركائزها السياسية والاجتماعية من منطلق نشاطها السياسي الواسع وتأثيرها المباشر على مسار العمل السياسي في البلاد كافة وحزب الامة القومي وكيان الانصار على وجه الخصوص فضلا عن مكانتها الاجتماعية الكبيرة وعلاقتها الاجتماعية الواسعة والمتمددة على نطاق السودان لا سيما العاصمة الوطنية ام درمان التي تدفق الآلاف من مواطنيها الى بيت الامام الصادق المهدي بالملازمين لتقديم واجب العزاء في الفقيدة فضلا عن الحضور الكثيف للانصار والمنتمين لحزب الامة من كافة الانحاء والولايات المختلفة فور سماعهم لنبأ رحيل السيدة سارة الفاضل مساء امس الاول.
    ومن داخل قبة الامام المهدي حيث تمت موارة الجثمان لمثواه الاخير إلتقت (أخبار اليوم) بعدد من قيادات حزب الامة القومي وكيان الانصار وعدد من قيادات الاحزاب والقوى السياسية الاخرى حيث وصف الامين العام لحزب الامة الدكتور عبدالنبي علي احمد رحيلها بانه رحيل مر وصعب استيعابه على اللصيقين بها من منطلق تأثيرها القوي علي مجمل مجريات الفعل السياسي بالحزب فضلا عن انها كانت تشكل ركيزة اساسية في ادارة شئونه بأرائها الصائبة والواضحة الصريحة وعدم مجاملتها في القضايا الوطنية واكد انها كانت نموذجا فريدا للمرأة السياسية السودانية التي ناضلت بصدق وكافحت من اجل الدفاع عن مبادئها ومبادئ حزبها في احلك الظروف ولم تهن او تستكين لكل العقبات والعراقيل الكثيرة التي وضعت في طريقها لاجل ايقافها وتكميم فمها من النطق بالحق في مجمل القضايا السياسية بالبلاد مما افضى لاعتقالها في الكثير من المناسبات وعلى فترات متعاقبة طوال الحقب السياسية الماضية ومن قبل كافة الحكومات العسكرية المتعاقبة على حكم السودان.
    وعدد عبدالنبي العديد من مآثر الفقيدة ووصفها كانت من انجح النساء السياسات اللائي مررن على تاريخ العمل السياسي بالبلاد وقل يندر ان يوجد لها مثيل، وقال ان العزاء في رحيلها انها تركت لنا جيلا ناضجا من ابنائها السياسيين ونجحت في تربيتهم على التمسك بالمبادئ القويمة بما اهلهم لخوض غمار السياسة السودانية بوثوق ونضج كبير وترحم عبدالنبي على رحيل سارة واعرب عن امله في ان يتقبلها العلي القدير في منازل الصديقين والشهداء وان يجزيها الجزاء الحسن بقدر ما قدمت لبلدها السودان في كافة النواحي السياسية والاجتماعية وغيرها ورعايتها لمجمل المنتمين لحزب الامة القومي وكيان الانصار في مجمل ولايات السودان.
    وقال د. علي حسن تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الافريقية السابق وعضو حزب الامة البارز ان السودان فقد احدى ركائزه القومية والسياسية برحيل السيدة سارة الفاضل وذكر انها وهبت حياتها وفكرها للسودان واثرت العمل السياسي اكثر من اربع عقود وذاقت حلاوة الديمقراطية ومرارة الشمولية وسجنت وشردت دون ان تلين ارادتها وقال ان رحيلها ترك فراغا كبيرا لا سيما انها كانت ثاقبة الرأي وسديدته وتتمسك برأيها وكانت تعمل في صمت مما يفضي بكافة السودانيات ان يفتخرن بها واشار الى انها رحلت من هذه الفانية وهي تعمل من اجل توحيد كلمة اهل السودان وقال راجيا ومتمنيا ان يكون الصبر لزاما لزوجها الصادق المهدي الذي قال انه فقد في اربع اعوام اعز شخصين وهما د. عمر نور الدائم والآن فقد السيدة سارة الفاضل ووصف رحيلها بانه امتحان لكل كيان الانصار والمنتمين لحزب الامة وترجى ان يفتح هذا الامتحان الباب لدرء المخاطر عن السودان ويوحد كلمتهم وارادتهم ويقودهم للوفاق الشامل ودعا كل القوى السياسية ان تجتمع على كلمة سواء من اجل وحدة واستمرارية الامة السودانية.
    واما الشيخ عبدالمحمود أبو، رئيس هيئة شئون الانصار فقد وصف السيدة سارة بانها (أم الفقراء) وكانت سندا للامام الصادق المهدي في مواقفه السياسية كافة فضلا عن انها امرأة عظيمة وقيادية بارزة في كيان الانصار وحزب الامة ولعبت دورا بارزا ووطنيا خالصا في خارطة السياسة السودانية لاجل استرداد الديمقراطية.
    واعتبر الاستاذ يوسف حسن، مساعد رئيس حزب الامة لشئون الفكر ان رحيل السيدة سارة فقد عظيم وقال انها كانت امرأة فاضلة لها صفات ليست من صفات النساء وتتحلى بشجاعة نادرة وكانت في احلك الظروف تتولى مهاماً دقيقة ومعقدة وخطرة، وقال كنت شخصيا اشير الى الخطر الذي يمكن ان تتعرض له وكانت تقول (كلنا في خطر وعلى درب مخاطر ولذلك لن نتردد)، ووصل بالقول انها إمرأة انصارية وهي انسانية ورحبة الصدر وعلاقاتها واسعة وكانت تهتم بمشكلة الفقر والفقراء وترعى الكثيرين منهم، وقال يكفي أنها انتقلت الى رحاب الله تعالى بعد اجتماع مع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في اطار مساعي الحزب لجمع الكلمة وتوحيد الصف وهي نموذج للمرأة الانسانة المناضلة والمجاهدة برأيها ومساندتها لزوجها وبناتها وهي فقد عظيم وادعو نساء السودان بان يقلدن سيرتها.
    وقال الاستاذ صديق نقد الله بفقدها شغرت مساحة واسعة في حزب الامة والحركة النسوية السودانية لانها من دعاماتها وركائزها وكانت تمثل للسيد الصادق الاخت والصديقة والزوجة ودعا الله تعالى بان يلهم اسرتها الصبر الجميل.
    واما حسن محمد الامين من كيان الانصار والمناصرين لحزب الامة فقد قال هي من الرعيل الاول الذي رفع راية الحرية ومن الذين سجنوا في عهد مايو وانشأت اجيالا كثيرة وفي اليوم الذي انتقلت فيه الى رحمة مولاها كانت في اجتماع مع الحركة الشعبية حول قضايا الوطن وكل شباب الانصار تخرجوا على يديها وكانت باسطة يدها لهيئة شئون الانصار ولحزب الامة والطلاب وهي شخصية بارزة ومستقلة وكان لها دور بارز في عملية تهتدون وكانت تتولي ملف المفاوضات مع الحركة الشعبية.
    اما الاستاذة عزيزة حسن علي كرار فقالت لنا التقيت بسارة منذ ايام الدراسة في المرحلة الثانوية العليا فكانت نعم الاخت والصديقة فهي رؤوفة رحيمة كريمة تربطني بها صلات قوية امتدت الى اسرية عميقة ربطت العائلتين ولم تنقطع علاقاتنا ابدا الى ان غيبها الموت.. وكما يقول المثل (رب اخ لم تلده امك) فالراحلة سارة هي الاخت حيث كنا نتشاور سويا في كل الامور واقابلها دائما وهي لم تنقطع عني وانا كذلك لم انقطع عنها ابدا وكل منا يمثل موضع ثقة للاخرى وفقدها كبير عندي واني لحزينة جدا وربنا يجعل البركة في بناتها عسى ان يقوى الله الصلة بينهن وبناتي حتى يتواصلن.
    ووصفت الراحلة بانها ركن كبير وسياسية محنكة وذكية وكريمة وشجاعة تقف في السراء والضراء وحزني عميق لفقد الصديقة المثالية وقالت انها برغم مشغولياتها ومهامها السياسية الكبيرة والضخمة كانت تهتم ببيتها واولادها وزوجها اهتماما شديدا وكان ذوقها رفيعا في انتقاء الاشياء.
    ووصف مضوي الترابي المحلل السياسي وعضو الحزب الاتحادي الديمقراطي السيدة سارة بانها مثال حي للمرأة السياسية المناضلة من اجل معتقداتها السياسية لم تقف على سمعة زوجها مكتفية بدور ربة المنزل وانما خاضت معه كل المعارك كتفا بكتف وقدما بقدم وبدن شك هي رمز وطني افتقدناه نأمل من الله ان يتقبلها قبولا حسنا وان تصبح سيرتها وتاريخها نبراساً لبنات الجيل في البذل والعطاء.
    اما الدكتور علي السيد قال اعزي في المرأة المناضلة التي صبرت طيلة حياتها على زوجها المناضل ورجل السياسة صبرت عليه ايضا وهو يتنقل من سجن الى سجن ومن معتقل الى معتقل وقضاء كل وقته في العمل العام، رحم الله هذه المرأة التي لم تشتك بل انها انخرطت في العمل العام وأصبحت من رموز السياسة.
                  

02-17-2008, 06:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    العدد رقم: 813 2008-02-16

    سارة الفاضل محمود: عبق المسيد.. وخضرة الريف.. ودقات النحاس
    رشا عوض
    يبقى الموت ذلك المجهول في (كنهه وميقاته) أكبر الأحداث المزلزلة في هذه الحياة، فمهما اجتهدت في تفسيره الفلسفات واختلفت في تصويره فنون الشعر والنثر وتمايزت في طقوسه الثقافات، يبقى الحزن الذي يغرسه موت الأحبة في النفوس جرحا غائرا ومؤلما لا دواء له إلا التماس العزاء في أن الموت ليس فناء وعدما بل هو جزء من خطة الوجود الكلية وهو الوجه الآخر للحياة، وقبل هذا وذاك هو ارتحال إلى رحاب الله الرحمن الرحيم، الحكم العدل الذي وسعت رحمته كل شيء، ولكن ورغم تسليمنا بكل ذلك لا بد أن نبكي ونفرد للحزن وقتا لا بد أن يستوفيه، وأقصى ما نستطيع فعله لكي نجعل حزننا مثمرا هو أن نستلهم عبر الموت ونجعلها (تمسح العبرات! بل تجعل من الموت وهو حقيقة مادية مدوية فرصة لانبعاث حياة معنوية خالدة) على حد تعبير الإمام الصادق المهدي- ذلك الأديب الكامن في ثنايا المفكر والسياسي- وردت هذه العبارة في الكلمة التي ألقاها في منتدى السياسة والصحافة مؤبنا رفيقة دربه ونضاله السيدة سارة الفاضل التي وصفها بقوله (كانت الحبيبة الراحلة لوحة سودانية تشم فيها عبق المسيد وترى فيها خضرة الريف وتسمع فيها دقات النحاس).
    واسترسل الإمام في الحديث عن حبه لها قائلا: (أحببتها وخضت في سبيل الارتباط بها معارك موحشة وأحبتني مضاعفة حبا تجاوز المعتاد) وغنى:
    الحب ما لم تكتنفه شمائل غراء كان معرة وأثاما
    والحب شعر النفس إن هتفت به سكت الوجود وأطرق استعظاما
    والحب من سر الحياة فسمه وحيا إذا ما شئت أو إلهاما
    ومع أن صوره تتطور فإنه يغالب الزمن على نحو مقولة غارسيا ماركيز(الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، الحقيقة أنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب).
    لقد رافقت الحبيبة الراحلة في زيارتين حزبيتين الأولى إلى رفاعة والثانية إلى الأبيض وفي تلك الرحلتين أتيحت لي فرصة التحدث إليها ومعرفتها عن قرب، معرفتها كشخصية لها تميزها وحضورها المستقل عن كونها زوجا للإمام الصادق المهدي، فعرفت الحبيبة سارة القائدة التي يوقرها أنصارها ويهتفون باسمها: (السيدة السارة مناضلة جسورة) كما هتفت نساء الأبيض وأم روابة، وعرفت الحبيبة سارة ذات التواضع الجم والذوق الرفيع والهمة العالية في العمل العام وذات الرؤية الواضحة والحديث المرتب، وعرفت الحبيبة سارة التي نحس في حضرتها بطمأنينة ودفء الأمومة، وعرفت الحبيبة سارة تلك المرأة الرقيقة الأنيقة وتلك القوية الصلبة التي إذا ادلهمت الخطوب تقدمت صفوف التضحية كما تشهد بذلك سيرتها، فهي أول امرأة سودانية تتعرض لمحاكمة عسكرية وكان ذلك في عام 1976م، وهي أول سودانية تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها وبغرض الدراسة وكان ذلك عام 1958م حيث شجعها على ذلك جدها لأمها الإمام عبد الرحمن المهدي متجاوزاً العادات والتقاليد التي كانت في ذلك الزمان تعارض التحاق الفتيات بالتعليم الجامعي حتى داخل السودان، وموقف الإمام عبد الرحمن هذا جاء منسجما مع مبادراته الرائدة في بناء السودان الحديث في المجالات المختلفة، في السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون والصحافة وتنمية المرأة، فقد كان داعما ومساندا للشيخ بابكر بدري في مشروع تعليم البنات (نواة مشروع التحرر النسوي السوداني)،وعندما برزت الحركة النسوية السودانية في شكلها المطلبي المؤطر سياسيا ممثلة في الاتحاد النسائي كان موقف الإمام عبد الرحمن منه إيجابيا حيث دعا قياداته وتبرع له بمبلغ (ألف جنيه)، في حين كان موقف رجال الدين التقليديين هو الهجوم على هذا الاتحاد باسم الدين والأخلاق نظرا لارتباطه باليسار، فكانت سيرة السيدة سارة في الولايات المتحدة نموذجا مشرفا للمرأة السودانية، حيث لم تكتف بالتحصيل الأكاديمي بل انخرطت في نشاط سياسي مكثف عبر عضويتها الفاعلة في روابط الطلاب العرب والمسلمين والأفارقة هناك، وقد ترأست فرع اتحاد الطلاب الأفارقة في مدينة أوهايو حيث مقر كليتها، وهو اتحاد أسسه الزعيم الأفريقي الراحل نكروما، ولم يكن ذلك هو بداية عهدها بالعمل العام بل كانت ناشطة قبل سفرها إلى أمريكا في جمعية نهضة المرأة.
    والمتتبع لسيرة السيدة سارة منذ تلك البدايات مرورا بتصديها للعمل المعارض في عهد عبود ثم العهد المايوي وما لاقت فيه من قسوة وبطش، وما حققته في العهد الديمقراطي من إنجازات تنظيمية في حزب الأمة وما حققته من نجاحات على رأسها انتخابها من المؤتمر العام للحزب عام 1986م عضوا بالأمانة العامة لحزب الأمة، وما قامت به من مجهودات مقدرة في العمل الطوعي منها على سبيل المثال لا الحصر ما قامت به من خلال جمعية الصحوة النسوية التي أسستها عام 1986م من تنظيم لمؤتمر رائد عن (سلامة الأمومة)، وما بذلته من جهد كبير لاستقطاب الدعم لإقامة مستشفيات للولادة في أطراف العاصمة، وإقامة مشاريع لتنمية المرأة، وكذلك تأسيسها لاتحاد شباب الوطن عام 1988م وهو منظمة تهدف لرعاية الشباب، ولكن بوقوع انقلاب يونيو وحل كل الأحزاب والتنظيمات عطلت هذه المشروعات، ثم واصلت بعد الانقلاب كفاحها بصبر ورباطة جأش، ذلك الكفاح الذي لم يتوقف حتى آخر يوم في عمرها حيث كان آخر عمل لها هو اجتماع مع الحركة الشعبية في سياق تحقيق التراضي الوطني، المتتبع لكل ذلك يدرك أنه من الظلم اختزال هذه السيدة في أنها مجرد سيدة أولى معرفة بالإضافة! فقد كانت ذات عطاء وكسب يجب أن يوثق للأجيال، وسلام على روحك الطاهرة يا أم الأحرار والشرفاء.



    السودانى
    العدد رقم: 813 2008-02-16

    ورحلت أم المساكين...سارة الفاضل
    لبنى يوسف
    في الحياة اناس نتمنى ان تمتد حياتهم للابد حتى تتعلم منهم الاجيال الخير والجمال والحب مثل السيدة سارة الفاضل التي إن غيب الموت جسدها فسيسجل التاريخ افعالها الفاضلة، فهي ستظل كما كانت في حياتها نبراسا يضئ الطريق للأجيال القادمة، فسارة ستظل مدرسة شامخة تخرج جيلا تلو جيل في حب الوطن والاخلاص حتى الموت.
    فسارة التي صحبتها زماناً طويلا رغم فارق السن بيننا عهدتها امرأة صلبة في اصعب المواقف، ثاقبة النظرة في ادق القضايا،شفافة في آرائها واصيلة في تعاملها مع الآخرين مهما كانوا، فهي لم تعرف التقليل من شأن احد مهما كان ومهما كان اختلافها معه فهي لا تسخر ابداً من أي شخص أو تستفزه.
    عهدت فيها الحكمة والحنكة التي اهلتها للتعامل مع كل انواع البشر المختلفين والمتنافرين جنسا، وعمراً وطبيعة، فهي كانت قادرة على ارضاء الكل، فقد استطاعت بحكمتها ان تسوس كل من تعامل معها مما اهلها لاعتلاء ارفع المناصب في الحزب بقبول من كل الاعضاء الرجال قبل النساء.
    وسارة كانت خير تجسيد لوصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (لا تغضب)، فهي كانت لا تعرف الغضب فطوال علاقتي بها لم ارها غاضبة، وحتى لو غضبت او استفزها موقف ما من أي شخص لم تكن تنفعل او تبدي غضبها فقد كانت شيمتها الهدوء، جعلها الله في زمرة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.
    كانت ذكية ولماحة وقوية الشخصية مما اكسبها ثقة كل رجالات الحزب وعلي رأسهم الامام السيد الصادق المهدي حتي اصبحت ساعده الايمن في معالجة قضايا الحزب والاسرة والوطن، حيث كانت بمثابة الأم والاخت لكل اعضاء الحزب رجالا ونساءً، وكل من عرف سارة فقد عرفها سيدة في المجالس والمجتمع وسيدة في الحديث، فقد كانت ذات قدر عالٍ بين اسرتها واصدقائها والمقربين منها، فسارة كانت ودودة مع الكل،مقتضبة الحديث، فقد كان حديثها مفصلاًَ على قدر المعني المقصود في لغة سهلة وسلسة عربية كانت ام انجليزية، فهي ان تحدثت العربية افصحت في سلاسة محبة للنفوس ومخارج واضحة، واذا تحدثت الانجليزية افهمت وافضل من وصفها صحفية جنوب افريقية زارتها في دارها يوماً فقالت "أي متعة وسلاسة في لسانها ومقاطعها المعبرة السلسة" فليس ذلك غريبا على من تخرجت في ارقي الجامعات ونالت من الشهادات اعلاها.
    كل ركن في دارها بالملازمين يشهد لها بالكرم وحسن استقبال زوارها من الكبار والصغار، فقد كانت كريمة في ترحيبها ومقابلتها،فهي ودودة من غير تكلف، بارة بصغار الحزب، موقرة لكباره، منصفة لضعافه، مطيبه لخواطر مكلوميه في ضرَّائهم، مشاركة لهم في سرَّائهم دون تكبر او انفة.
    فقد عهدتها مستمعة جيدة لشكوى الآخرين رغم همومها الكثيرة، لا تتجاهل طفلاً ولا كبيراً، وذو الحاجة كانت تكرمه، فهي تستقبلك بالكلمة الطيبة وتودعك بافضل منها ولا تطمئن حتى توفر لك وسيلة تحملك لأهلك.
    كانت كريمة حين تدخل عليها تخدمك بنفسها وتقدم لك أفضل ما عندها، لم يخرج منها جائع ولم تسد باباً أمام احد، كانت عيناها تترورقان بالدموع كلما انّت احدانا او شكت لها، كانت كاتمة اسرار وكنا نأتمنها على ادقها ونستنصحها فلا تتردد.
    وفوق ذلك كانت متواضعة زاهدة، لقد نالت المقعد الوحيد للمرأة في الهيئة القيادية لحزب الامة اثناء انعقاد مؤتمر 1986م وعندما فصّل كل واحد سيرته الذاتية وقفت قائلة في نكران ذات "لو اعطيتموني اصواتكم فأنا امكم واختكم" فقط؛ لقد احتسبت سنوات نضالها كلها.
    فسارة لمن لا يعرفها عاشت عمرها بين المعتقلات في الداخل او في سجن الغربة اثناء النضال ومعارضة الانظمة العسكرية التي حكمت السودان ردحا طويلا من الزمان، فهي لم تعرف حياة الدعة ابدا حتى عندما نال حزب الامة أعلى الأصوات وتولى السلطة ظلت تعطي كل وقتها للعمل.
    أسست امانة المرأة لحزب الامة ووضعت الهيكل التنظيمي لامانة المرأة بالحزب لأول مرة فكانت نقطة تحول في تاريخ العمل الحزبي عامة والنسوي بصفة خاصة، كانت أول من يدخل الى المكتب وآخر الخارجين.
    سارة الفاضل لم تكن تابعا لزوجها بل حافظت على استقلاليتها في الأسرة وفي الحزب مما اكسبها حب واحترام الجميع داخل الحزب وخارجه.
    وخلال عملها كسبت العديد من الألقاب فهي أم الحواريات وأم الأنصاريات وأم المساكين ومدرسة الأجيال ومستودع الأسرار وراعية الطلاب كيف لا وهي التي ظلت تسهر على راحة الجميع لا تفرق بين أبنائها والآخرين.
    سارة ليست فقداً لابنائها فقط، بل هي فقد الوطن والامة والانصار وعزاؤنا انها في جوار الله تعالى، رحمها الله وانزل عليها شآبيب الرحمة آمين.

    العدد رقم: 813 2008-02-16

    السياسة تمحو أحزان المهدي:تخليد ذكرى الراحلة سارة الفاضل بأكثر من مؤسسة
    تقرير: محمد علي يوسف
    *المهدي استهل في حديثه بمقولة غارسيا ماركيز "الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن والحقيقة أنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب"..
    على الرغم من حالة الحزن التي احتوت رئيس حزب الأمة إمام الأنصار الصادق المهدي إثر وفاة زوجته سارة الفاضل المفاجئة.. ومع حالة الحزن الكبير الذي شهد الجميع جثومها على صدر الإمام ومراهنة كثيرين على أن فقد زوجته سيؤثر سلباً على أدائه على الصعيدين الشخصي والسياسي، إلا أن الرجل استطاع بثبات معاودة نشاطه العام, ولم يمض على رحليها سوى بضعة أيام, ليلتقي المهدي أمس الأول رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في اجتماع وصفه بالروتيني ولم يرجئ الإمام (خلافاً للتوقعات) لقاء الصحافة والسياسة الدوري لكنه تحين انعقاده لتأبين الفقيدة ولم يختصر الأمر على كلمات الرثاء واتفق الجميع على تخليد ذكراها بطبع خطوات عملية على الخارطة السياسية، كانت تسعى إلى تحقيقها والجدير ذكره أن الفقيدة توفيت بعد اجتماع بين حزبي الأمة والحركة الشعبية يهدف إلى ردم الهوة وتقريب وجهات النظر بين الحزبين.. وتواضعت مجموعة من قيادات القوى السياسية كانت حضوراً للقاء على اطلاق مبادرة سلام باسم سارة الفاضل وكان لافتاً الحضور الكثيف الذي حظي به اللقاء الذي ضم ناشطين في الشأن العام.
    وأمس الأول التأم اجتماع بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وزعيم حزب الأمة أعقبه المهدي بتصريح لـ(سونا) قال فيه إن اللقاء متفق عليه للاستماع لتقرير اللجنة المشتركة حول الأجندة الوطنية التي يبحثونها، وأكد الاتفاق على عقد اجتماع آخر بعد أسبوعين لمواصلة المجهود الوطني وأضاف: "نحن متفائلون جدا"، ويبدو أن حديث الرجل المتفائل بشأن الاجتماع حفّز القيادي بالوطني د. محمد مندور المهدي للحديث عن نيّة الوطني لتكوين حلف استراتيجي مع المعارضة، في اشارة واضحة يفهم منها اتفاق وشيك بين الحزبين.. وفي لقاء الصحافة والسياسة أمس أبدى الصادق المهدي في كلمته للحضور التي أسماها (تأملات بعد الوفاة) مقدار حزنه الكبير على فقد زوجه "مرسخاً لقيمة غفلها المجتمع السوداني كثيراً بإبداء الحب ومقدار الفقد الذي يحسه تجاه زوجه التي قال إنها "كانت مثالاً للمرأة التي تعتز بأنوثتها وتعتز بأصلها"، مجاهراً بـ"حبه لها وحبها له"، الذي كان واضحاً حتى في حديث زوجة الصادق الأخرى حفية المأمون والتي أبرزت من جانبها صورة أخرى لعلاقة حب يندر أن تكون في مجتمعاتنا وأن يُجاهر بها بين شريكتين لزوج واحد ومنعتها الدموع التي انهمرت من عينيها مواصلة حديثها عن علاقتها بالفقيدة، الأمر الذي أضفى جواً من الأسى طاف بالحضور لتتساقط دموع العديد من الحضور رجالاً ونساء، وفيما أكد المهدي أن السودانيين شعب يمتاز بخصوصية مميزة له بدت واضحة في مشاركة أسرته فقدها وتشييعها وبكائها ورثائها، وقال: "أين في غير السودان تجد هذا التيار الدافق من الصحافة والسياسة والهيئات المدنية والدينية بهذه الدرجة من الحميمية والعفوية الصادقة التي أحاطو بها الفقيدة وأسرتها؟" عاد المهدي ليؤكد نهجه في حياته وفي إدارة حزبه الذي ينادي منتسبوه بعضهم بعضاً بلفظ (الحبيب) ليبدو تأثير منهجه واضحاً في علاقته بأهل بيته فقال: "أحببتها وخضت في سبيل الارتباط بها معارك موحشة، واحبتني حبا تجاوز المعتاد"، وهو بذلك يقر نهجاً جديداً في العرف السوداني بالحديث صراحة عن مقدار حبه لزوجه، الأمر الذي أدهش الكثيرين من الذين يعتبرون عاطفة الحب تنتقص من شأن الرجال، ليدلل المهدي على حديثه بمقولة غارسيا ماركيز "الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن والحقيقة أنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب"، ليؤكد أن زوجته (ذهبت من الركاب الى الركام)..
    تأتي شهادات المتحدثين في منتدى الصحافة والسياسة أمس، مؤكدة على حب كبير حملوه للفقيدة، اعتبره بعضهم انعكاساً لما كانت تحسه سارة الفاضل تجاه الناس، وقالت الزوجة الثانية للصادق المهدي حفية مأمون بكلمات حزينة إن ما كان بينها وبين سارة لم ينطبق عليه أبداً "مصطلح الضُرة"، مضيفة أن الفقيدة لم تفرق في يوم بين أبنائهما وكافحت من أجل الوطن "وأحبت الإمام الصادق كما لم يحبه أحد من قبل"، واقترح حضور المنتدى حزمة من المقترحات لتأبين الفقيدة وتخليد ذكراها عبر تبني جامعة الاحفاد لمشروع جائزة تمنح باسم الفقيدة، إضافة لإنشاء مكتبة ثقافية وتسمية أحد شوارع حي الملازمين باسمها إضافة لبناء مركز صحي تخليداً لها واقترح الكاتب الصحافي الحاج وراق تخليد ذكرى الفقيدة بتنفيذ وصيتها السياسية باتمام ردم الهوة السياسية بين حزب الأمة القومي والحركة الشعبية والتي كانت آخر ما قامت به الفقيدة في حياتها حضور اجتماع بين الأمة والحركة الشعبية لتقريب وجهات النظر والاتفاق على ايجاد حلول وفاقية، داعياً للاسراع بردم الهوة بقوة، فيما دعا القيادي بالمؤتمر الوطني مندور المهدي لارساء تراث استراتيجي مع حزب الأمة "مبني على العمل كقوى متحالفة وليس متعارضة". واعتبرت رئيسة حركة القوى الديمقراطية الحديثة هالة عبد الحليم أن سارة الفاضل كانت من جيل النساء اللائي عبّدن الطريق أمام المرأة في العمل العام، وأضافت "المواقف السياسية القوية أكدت أن المرأة تحصل على حقوقها بالعمل وبذل الجهد". وأكدت جلاء إسماعيل الأزهري أن الفقيدة كانت نصيراً للمرأة. ودعم القيادي بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام مقترح تكوين لجنة قومية لتأبين الفقيدة مؤكداً انها "كانت تضفي على الاقتصاد والسياسة قيّماً انثوية تجعلهما أكثر إنسانية"، داعياً لاعطاء النساء الفرصة للمشاركة في العمل العام، وأشار القيادي بالاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين الى زمالته الفقيدة سارة الفاضل إبان دراستهما في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال إنها كانت من قادة النساء الأفارقة بأمريكا ومن أوائل السودانيات اللائي تعلمن في جامعاتها وخضن صراعاً كبيراً ضد الإثنية في ما يعرف بـ(البان امريكان – Pan American)، وقال إنها كانت من أشجع النساء السودانيات وقد ناهضت نظام مايو بشجاعة، ودعا حسنين للتعاهد على الوحدة والعمل من أجل الديمقراطية وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها السودان.


                  

02-11-2008, 04:27 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    Quote: وشهادة رابعة أشار اليها الإمام حينما وصفها بالأنثوية المرشدة وقال: تمثل سارة أنثوية مرشدة هناك أنثوية منحرفة تلك التي تعتبر أن النساء ينبغي أن يساوين الرجال في كل شئ حتي فيما ليس من حق النساء تلك أنثوية منحرفة وأنثوية منحرفة أيضا تلك التي تعتبر أن تقدم المرأة هو بتماثل ومحاكاة الغربيين والغربيات كانت تعلم أن الأنثوية الحقيقية هي التفاخر بأنوثتها بإعتبارها وجه آخر من وجوه الأداء الإنساني .


    الاخ الكيك

    رحم الله الاستاذة سارة الفاضل واسكنها الجنان

    بس في العذاء هذه المقولة غير كويسه في حق الانثي التي تعمل في قضايا النضال من اجل المساواة بين الرجال والنساء
    وانتزاع الحقوق المتساوية في الاجور وفي الحقوق والواجبات

    من حرصي في الدفاع عن قضايا الانسان والمراة طليعة ذلك الاهتمام ارفض هذا الوصف الذي يقلل في دور عمل المراة النضالي
    شكرا لك للتوثيق
                  

02-11-2008, 10:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: Sabri Elshareef)

    سارة الفاضلة والخاتمة الفاضلة
    محمد عيسى عليو
    رغم إلتزامي بأن أكمل اليوم ما انقطع عن لقائي بإدارة جامعة بحر الغزال، ولكن استميح الجميع عذراً في أن أُعزي نفسي والسودانيين جميعاً في وفاة إحدى السودانيات والأنصاريات الكريمات لأسباب كثيرة، منها أن السيدة الفضلى سارة الفاضل كنت بعيداً عنها ولم اقترب منها إلا قبل عام تقريباً، حيث دخلت بيتها لأول مرة بصحبة الاخ والصديق الفريق صديق محمد اساعيل النور، عندما انتهينا من زيارة للسيد الإمام الصادق المهدي، فأشار إليِّ الفريق صديق بأن ندلف لنزور السيدة سارة في غرفتها وكانت مجهدة فقد قامت بتجهيز الإفطار لضيوفها فقلت لها يا سيدة إنتي بتشتغلي؟ فردت باسمة -يرحمها الله- ومن يخدم غيري؟ فودّعتها وفي الطريق ذكر لي الفريق صديق وعدّد من جلائل وفضائل أعمالها، وقلت في نفسي ياليته لم يسكت. ومن ضمن ما ذكره لي الفريق الصديق أن كل أو معظم عمم وشالات السيد الإمام تشغلها السيدة الجليلة بنفسها، ومؤخراً وفي لقاء معها بإحدى الصحف ذكرت هي نفسها أن طعام الإمام وتجهيز ملابسه تقوم عليه هي بنفسها.. أيُّ وفاء وأيُّ إخلاص وأيُّ محبّة في قلب هذه السيدة الفاضلة.
    منذ أن تعرَّفت عليها في ذلك اليوم أحببت أن أكون قريباً من هذه السيدة الفاضلة، وطبعاً هي زميلتنا في المكتب السياسي لحزب الأمة، ومن ثم كنا نلتقي في بعض الورش وبعض اللجان، وفي إحدى الورش وأمام حضرة الإمام رئيس الحزب ونائب رئيس الحزب ورئيس المكتب السياسي ولفيف من القادة قلت كل ما رأته السيدة الفضلى سارة أنه ينال من حقها وحق المرأة وجهدها في الحزب فطلبت مني سحب هذا الكلام، ولكني رفضت أن أسحبه وانتهى اليوم الأول للورشة وكنت أتابع مشاعرها تجاهي، ولكنها وكأنها نسيت الموضوع برمته وبدأت تناقشني في قضايا أخرى، فانتهزت فرصة في اليوم الختامي للورشة فذكرت قادة حزبي بخير ووجدتها فرصة لأن أعطي هذه السيدة حقها في حب الديمقراطية وحب الناس والصبر على الشدائد والإخلاص في كل شيء.. في المبادئ والحياة الزوجية.. أتمنى أن تكون مقررية الكادر قد سجّلت هذا الحديث.. وعندما انتهيت ورجعت إلى مقعدي واجهني أحد أبنائها من الكوادر الشبابية للحزب وهو حسن النور فقال لي أنا ما عارفك بتكسّر ثلج هكذا؟ فضحكنا وقلت له لكن «أمنا» سارة تستحق.
    تواصلت زمالتي مع أمنا السيدة سارة في الأيام الأخيرة حيث اختارنا السيد الإمام في لجنة واحدة معها برئاسة د. آدم مادبو وعضوية أمير عبد الله خليل وبروفيسور قاسم بدري لمقابلة الأخوة في الحركة الشعبية لتحرير السودان فعقدنا اجتماعين والاجتماع الثالث وهو الذي لاقت فيه ربها راضية مرضية.. الأول كان في بيتها في قطية السيد الإمام، لقد أعدّت هذه السيدة الفاضلة وجبة غداء كاملة الدسم حتى حيرتنا، فداعبها د. مادبو قائلاً يا سيدة خلاص كل اجتماعاتنا نعملها هنا، فردت مرحباً بكم. الاجتماع الثاني كان يوم الثلاثاء الماضي تمهيداً واستعداداً للاجتماع الكبير يوم الأربعاء. بدأ الاجتماع واعتذر د. مادبو لسارة وقال إنها ستتأخر قليلاً وربما لا تحضر.. قلت في نفسي قطعاً سارة لن تحضر لأننا في اليوم الذي قبله كنا في اجتماع عاصف للمكتب السياسي حضره السيد الإمام وناقشنا بقسوة موضوعاً يمس أحد أفراد الأسرة وهو بشرى الصادق ودخوله القوات النظامية فخرجت هي غاضبة من النقاش.. والسيدة سارة من المؤمنين سريعي الغضب وسريعي الرضا.. ولكن السيدة سارة كذّبت كل تكهناتي فإذا بها تدخل الاجتماع بعد حوالى عشر دقائق وهي محمّلة بصبارتين جميلتين إحداهما مليئة باللبن والأخرى مليئة بالشاي وسبت ملئ بالكيك فأدخلت علينا روحاً جديدة في الاجتماع فشربنا ذلك الشاي باللبن وتنعنشنا بتلك المكرمة، وتجهّزنا ليوم غد، يوم اجتماعنا بالحركة الشعبية بمقرها في شارع (33) بالعمارات.
    اللحظات الأخيرة لفراقنا للسيدة سارة.. دخلنا في اجتماع مع الحركة الشعبية حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء وكان مع الأخ باقان أموم الأخوان ياسر عرمان وياسر عبد العظيم والأخت أدت مسؤولة العمل الخارجي للحركة والأخ كوستي وزير الاستثمار، بدأ الاجتماع هادئاً وانتهى بنفس الهدوء، وتحدثت السيدة سارة حديث مودّع، تحدّثت عن لم الشمل وطمأنة الأخوة الجنوبيين بمباركتنا للاتفاقية ومكتسبات الجنوبيين من خلالها، وقالت لا شك أن لنا ملاحظات لا تتعلّق بمكتسبات الجنوبيين وحتى هذه يمكن معالجتها في الإطار القومي حتى ندعم هذه الاتفاقية لتكون مشروعاً قومياً يحتفل به السودانيون كل عام.. انتهى الاجتماع في السادسة والنصف مساءً حيث نزلت هذه السيدة الفولاذية من الطابق الأول بكل تؤدة وقوة ولكن كل أعضاء جسمها تغلي كالمرجل، وإلا أنها أبت أن تنسحب من الاجتماع «وتبرجله»، وقالت حديثها ذلك وبلغة إنجليزية رصينة حديثاً مرتباً وكأنها لا تشعر بصداع، إلا أن الموت كان قد بدأ يزحف عليها وهي في نصف زمن الاجتماع، لأن الأخ باقان كان يقابلها في الجهة الشرقية للاجتماع ويبدو أنه لاحظ أنها كانت تدعك على صدرها. عند انتهاء الاجتماع رافقها في النزول الاخ ياسر عرمان برفق شديد حتى نزلت، وفي الباب كانت السيدة أدوت دينق في انتظارها لوداعها، لقد لاحظت أن السيدة الفضلى ليست على ما يرام من خلال طريقة نزولها مع السيد ياسر عرمان، فقلت لها في حاجة قالت لي وأشارت إلى صدرها أشكو من ألم في صدري، فقلت لها لأول مرة تحسين بهذا الألم؟ قالت لي بجدية أول مرة أحس به سأذهب إلى المستشفى فوراً وسأتصل ببنتي د. مريم الصادق من هناك فقلت لها سأتصل بالليل بدكتورة مريم لأطمئن عليك، وأدخلتها في عربها الصغيرة البيضاء مع سائقها آدم وقفلت عليها الباب برفق فقالت لي شكراً يا محمد، وودعتها وودعها كل الحضور وعلى رأسهم د. مادبو وياسر والسيد الوزيرة أدوت دينق، وما كنا نعتقد أنه الوداع الأخير للسيدة الفولاذية سارة الفاضل، كانت روحها تسابق الغروب أيهم يسبق للرحمن الشمس أم هي وفي يقيني أنها سبقت الشمس لتسجل حضورها غير متأخر عند ربها راضية مرضية إن شاء الله.
    أختم لأقول إن حسن الخاتمة يتمناها أي مؤمن عقب كل صلاة وفي اعتقادي أن السيدة سارة فازت بحسن الخاتمة إن شاء الله.. أولاً، لم تخرج لعرس ولم تخرج لنزهة ولم تخرج برفقة زوجها لزيارة اجتماعية أم سياسية. فسارة الفاضل خرجت مهاجرة إلى الله ورسوله لأنها خرجت من أجل اجتماع يناقش أمر هذه البلاد، ويشهد الله أننا مع الأخوة في الحركة الشعبية وهُم شهود على ذلك أننا لم نناقش علاقة بين حزبين وإنما ناقشنا القضايا المختلف عليها وطنياً سعياً للم الشمل وجمع الصف الوطني حتى ترتاح هذه البلاد من المعاكسات الحزبية الضيقة. لذلك قالت الآية الكريمة ومن يخرج من بيته مهاجراً لله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله.. ثانياً، لقد واجهت سارة مرض الموت وهي في الاجتماع ولم تقلق أبداً ولم تقلق المجتمعين وأخيراً ذهبت إلى ربها من القوة إلى الهوة لم ترقد حتى يشقلبوها من جهة إلى أخرى ومن غرفة إلى غرفة، وهذه أمنية كثير من الناس من القوة إلى الهوة، وكنت شخصياً وما زلت أدعو بهذا الدعاء.. تشرّفت بأن أكون آخر من ودَّع السيدة السارة سارة الفاضل لم يكن بيني وبينها إلا سائقها الهادئ الهمام آدم، وهذا شرف لم ينله أقرب الأقربين إليها مما يجعلني أن لا أنسى السيدة سارة وسأظل أذكرها وأدعو لها في سري وعلانيتي.. ومن بعد، كل دعائي أن يصبّر الله السيد الإمام كما صبّر الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بفقد خديجة، ولكنه ظل يقول ما أبدلني الله خيراً منها لعظمة مكانتها ونحن نقول للسيد الإمام أكثر من دعاء الرسول اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيراً منها، ولا نقول أكثر من ذلك سيدي الإمام.

    الصحافة
    11/2/2008
                  

02-12-2008, 05:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    في رثاء الفاضلة بنت الفاضل سارة

    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أقام حزب الأمة القومي بواشنطن يوم السبت الموافق 9 فبراير خيمة حزن كبيرة في منطقة واشنطن حيث ترحم الجميع على ام السياسة السودانية السيدة سارة. كان الحزن سيد الموقف وكانت ذكرى سارة كلها "سارة" وكان الحديث بعد قراءة القرآن والترحم والدعاء لها عن حياتها ومواقفها وسيرتها السارة. إنها الحياة فكلنا مسافرون عبر الزمن الدنيوي وسوف نلحقها على آلة حدباء ذات يوم ما، فالموت وفلسفته يشكلان عمق آخر لهذه الحياة الدنيا وامتداد آخر لها، فقد يموت الإنسان ولكن تبقى سيرته حية بقدر عطاءه وبذله من اجل الآخرين.

    كانت الإم سارة هي هؤلاء الآخرين كانت تحس بهموم الناس، تجاملهم في افراحهم واتراحهم، كانت السياسة في داخلها وهي في داخل السياسة، لا تعرف من السياسة ومن سارة، لقد استحقت لقب ام السياسة السودانية بلا منازع. لقد تجول الحزن داخل السرداق وحام، لقد رأيت دموع حسن الحسن تجري من مرمي عينيه، وقد امتلأت عيون إبراهيم البدوي بالدموع ففاضت وهو يتحدث عن مآثر الفقيدة وامسكت به العبرة، لقد تجول الدابي عبر سيرتها منذ طفولتها وإلى آخر لحظة اجتماع في حياتها، وحكي مهدي الخليفة وعلى حمد عن مآثرها وتحدثت السيدة إنعام عبد الرحمن المهدي عن صديقتها وبنت اختها فحكت عمق العلاقة وعلاقة العمق التي تربطهما وكيف ارسلت لها اوراق الشجر في الستينيات من امريكا عندما كانت تدرس وكيف تسر احداهما للاخرى بالهموم المشتركة. لقد ساهمت الجالية السودانية والسفارة السودانية والأحزاب السودانية بتقديم كلمات حزينة عن الأم الراحلة ودورها في السياسة السودانية.

    كانت تخرج الثورة من وجهها كالقمر، كانت ثورة وشعلة حركة لا تتوقف، ترى في وجهها الإمام وافكار الإمام، وترى في وجه الإمام وجهها، فكانت علاقة فريدة من نوع فريد. استطيع أن ارى وجه سارة في مريم، ووجه رباح وعبد الرحمن في وجهها، فكلهم سارة وكلهم على طريقها سائرون كما نحن جميعاً. لم تكن امرأة تشتغل بالسياسة بل كانت سياسية في المقام الأول ثم أمرأة في المقام الثاني وصادف إن كانت أمرأة تشتغل بالسياسة فهي اثبتت أن التأنيث لا يعني شيء سوى الأمومة وأن تاء التأنيث من اجل التنادي فقط واننا جميعا في السياسة سواء بل النساء افضل بالإضافة للمسئوليات الأخرى وفي النضال فاقت السيدة سارة رجال كثر.

    لقد ذكرت في كلمتي القصيرة التي قلتها في المناسبة بأنها كانت تعاني من مرضين، مرض جسدي عضال ومرض آخر كان هو السبب في مرضها الجسدي العضال الا هو مرض الشمولية الذي الم بالوطن الحبيب، فمرض الوطن كان هو السبب في كثير من الامراض التي تعاني منها جراء الحبس في السجون والحرمان من الابناء الاطفال لسنوات طويلة. فكانت الطبيبة الماهرة المتخصصة في هذا المرض الذي الم بالوطن، لم تكل ولم تمل وقد اعملت جهدها في علاج مرض الشمولية ونتائجه وحتى آخر رمفق في حياتها حيث خرجت من اجتماع ومتوجهة إلى آخر ولكن هيهات فقد أتى امر الله وقد تخطفها الموت عليها شآبيب الرحمة.

    لقد نكب الحزب و الكيان في عدد من الشخصيات في السنوات الأخيرة فقد كان استشهاد الدكتور عمر ومولانا عبد الله اسحق وآخرين وقد اقيمت المآتم وخيم الحزن والعزاء في كل انحاء العالم. وقد اقيمت مرة أخرى وبنفس القدر في وفاة السيدة سارة وذلك عرفاناً لدورها في مسيرة الحزب والكيان. لقد ركب الجميع حصان الحزن والالم، حيث جاب الجميع حول سيرتها منذ يفاعتها والى آخر لحظة في حياتها وكيف انها شاركت في حملة كندي عندما كانت طالبة تدرس بـمريكا وكيف ساهمت في عمل المرأة والمنظمات والعلاقات الخارجية والعمل التنفيذي في الحزب وكل ذلك وفي اطار صامت وفي اطار الإيمان بالقضية الوطنية وبرسالة الحزب من اجل جماهير الشعب السوداني.

    اللهم ارحمها واغفر لها بقدر ما قدمت لوطنها ودينها وكيانها، اللهم تقبلها قبولاً حسنا واحشرها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. اللهم لا تحرمنا اجرها ولا تفتنا بعدها واجعل الجنة مثواها. والبركة في ابناءها ومما لا شك فيه فسوف يسيرون على خطاها وأنا في ذلك من المتأكدين، اللهم صبر بعلها ورفيقها الإمام ابن الإمام ابن الأمام ابن الإمام المهدي. وسوف تظل ذكرى الفاضلة بنت الفاضل سارة الفاضل إلا أن يرث اللله الأرض ومن عليها وقد سجلت اسمها من نور في سجلات التاريخ مع العظماء واصحاب العطاء من اجل الوطن. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

    عن سودانايل
                  

02-12-2008, 07:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    ظلموك يا سارة
    بخيتة امين

    زفت سارة الفاضل الابنة المتوسطة للحاجة عائشة السيد عبدالرحمن المهدى الى مقبرة داخل قبة المهدى بام درمان في دعاء دافيء ان يتقبلها خالقها مع الصديقين بعد ان تليت أدعية الموت على عنقريب زينوه ببرش ابيض وغطاء وقور يحاكي قدلتها الرصينة، وتدافر الناس في صالون تقليدى يجاور حجرتها الخاصة وأنين وآهات المتحسرين والمتحسرات على رحيلها المفاجيء ومن بالداخل يتوسطهم الشيخ الورع الياقوت وهو يقرأ وبناتها وأولادها يرددون معه في هلع الملهوف على انتزاع أمهم من بينهم دون مقدمات، وساد هرج صحبه عدم التصديق ان سارة ارتحلت وكانت جلوساً بين أمير عبدالله خليل وقاسم بدرى تناقش مع أهل الحركة انتظام الجهود لوحدة السودان الذى تعشقه حتى النخاع ليعود زوجها السيد الصادق من ندوة لتقع عيناه على جسد مغطى دون حراك ودون ان يقولا وداعاً ويهتز الرجل الصامد ليتبدل كل شبر في داره وحوشه ومداخله وتنهمر دموع وينفطر فؤاد مريدين وأحباب واتباع نساء ورجالاً وتحتشد ألوف متباينة أصدقاء وأعداء لكن القاسم المشترك الوحيد كان الدمع ينحدر من المآقى في ألم أليم والكل يردد هذه «أخت لا تعوض».

    ويتحشرج صوت الزوج المفجوع ليقول: ظلموك يا سارة باعتقادهم انك زوجتي فقط، لكن سارة كانت الزوجة والأخت الوفية والمناضلة الجسورة والمستقلة في التفكير والرؤية والرأي، كانت راحتي في مأكلي وملبسي ومشربي وكتاباتي وأم أولادي وخنقته العبرات فصمت ووضعوا جسدها في قبر بتكبير وتهليل وأدعية وجنات ماء واغصان أشجار خضراء.

    بكى الناس سارة الفاضل رغم انتمائها الأسرى لحزب الأمة لكنها لم تكن صاحبة فجور في خصامها واختلافها مع الآخرين، تبتسم وتضحك وتختتم: «ان شاء الله الفيهو خير للسودان نشوفوا قبل ما نموت».

    الناس في بلادى عند المحنة كانوا شهوداً البارحة وهم يهيلون التراب عليها وفي دموع حارقة لا زيف فيها ولا نفاق.. اللهم تقبل أختنا سارة الفاضل كانت «حوضاً» يسع الجميع وحسبى الله ونعم الوكيل
    الراى العام
                  

02-12-2008, 10:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    سارة الفاضل محمود ورحيلها المفاجئ
    رسالة إلى كل فرسان المروءة في الوطن العزيز

    بقلم : صديق حماد الأنصاري

    مدخل :
    «سفرتك مى الفى النية
    ميها الكانت محرية
    خابراك عرين ذم العربان
    ولا قيام الوردية»
    من مسدار أبو السرة اليانكي لمحمد طه القدال
    وقفة :
    «1»
    أشارت سارة إلى هناك إلى (الشارع العام) وإلى الهامش الى كل طفل باكٍ .. ينادي أمى أمي ، بل ذهبت اليه بعد أن (زكت) على فرسها وزمت ركابها. فنادته وقالت تعال يا بني ، وثق فيَّ بأنني لن أساوم في حقك الإنساني في هذا الكون الواسع ،حتى وصولي الى السرمد وحياتي الأبدية دون الفانية ولأنني من دعاة الحق فالفجر حينما يدركه شعبنا غداً فأنت منهم وأنا معكم وان رحلت قبلك فأطلب لي الرحمة عند الخالق الدائم بإذنه تعالى.
    ومضة والرحيل :
    «2»
    هي امرأة متفردة لا كبقية النساء ، فلا هي بالعجمة في الوصف تحسب ولاهي بالعروبة في الصرف تذكر بل هي الطفرة في الهجنة وواسطة العقد في حسن الفكر بالرأى والفصاحة في القول حينما امتزجت (حامية الزنج بسامية العرب) فكانت سارا كهاجر أم اسماعيل جد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وخديجة وهي تدثره (بعد الوحي حيث النداء اقرأ).
    المهد الحنون
    «3»
    كانت في حياتها كالنملة من طلب المعاش وكالنخلة في الشموخ والكبرياء المباح ، فهي كزهرة الربيع وأجمل فصول العام ، لذا كانت لمساتها للحياة رؤية مبدع ولوحة زاهية تحوي كل الصفات الجميلة والألوان الزاهية التي اورثها اليها ريع والدها الإمام عبد الرحمن ، فقد كانت (كالنترة) التي عناها الشاعر عكير الدامر حينما وصف والدها وتحدث عن جوده ، فقد بادلت أصحابها وزائريها كما قيل بالحب والهدايا ممتثلة قوله صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) .. فقد تشبعت بالوجد دارها الرحبة الفسيحة، بهفهفة وعزوبة نسائم الشمال وهواؤها العليل ، وتسربلت (بهمبريب) الجنوب في عز صيف الهجير ، فعاش في بيتها الحنون كل السودان (دينق واوشيك وابكر ومحمد عثمان) فقد جمع بينهم الكيان ووحدت ما بينهم العقيدة. فأكملت رسالتها الى كل بنيها بالسلالة بل وأبنائها في الوطن الكبير. فقد دثرتهم بالحنان في الشتاء وزملتهم بالهدهدة في مهد الطفولة والصبا بعد ان كستهم من العرى واشبعتهم من الود وسقتهم من الظمأ فتلك هي سارا لكل من ظلمها في حياتها فالعبرة بالخواتم. والتقييم بالتجارب.
    جرعة الوطنية بالصدق :
    «4»
    وعندما يشلع البرق في رعشة المطر وحمى الخريف (المؤذي) تكون قد حالت ما بينهم وعينة الهلاك ، فقد كانت الملاذ الآمن والخل الوفي (لكل السودانيين) كلما ظلموا وادلهمت بهم الخطوب وضاقت بهم الواسعة. أو الغي بهم العصاة في غياهب الجب فحتماً («يذكرها قومها ان جد جدهمو ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر».
    المسيرة في دنيا الصعاب :
    «5»
    هاهي سارا تلكم الفتاة المشعة بنضارة العلم ونشوة الثقة بالنفس ، تخطو بقدم الثبات ، ويراها الكل كأول سودانية مبادرة تكسر طوق العزلة على المرأة في السودان فتحمل لواء العلم بالتخصص المتفرد والدراسة في علم الاجتماع ، وهي في عنفوان شبابها تبادل وتجادل بالفكر تيارات الغرب الحضارية بالحجة الدامغة لحقوق المرأة (الجندر بلغة اليوم) صوت من امرأة في دول العالم الثالث قد امتلكت مفاتيح الوعي بعد ان نهضت وتسلحت بالقيم الروحية لتعكس بمستوى الندية حق المرأة كحق الرجل في تقييم المجتمع لأن الاختلاف بين بنى الإنسان (الأنوثة والذكورة) اختلاف في النوع للتعرف وليس اختلاف في المقدارللتميز كما يشيع له البعض من اصحاب الغلو والتطرف في الدين.
    فالدنيا كلها مبنية على الثنائية وعمارها من وجود الإنسان بوجهيه (الذكر والأنثى).
    حب الحياة في حب الجمال والزوج :
    «6»
    لقد كانت سارا رائعة تهوى الحياة وتحب الجمال فقد جعلت من مسكنها الهادئ لوحة أسرت نظر كل جميل ومحبُ للحياة والزوج وهي ما انفكت تعشق الثورة عبر منهجها (الجهاد المدني) فقد اكسبته ومنحته اعظم ما تملك (الأمومة) ثم من بعد الروح الغالية في مسيرة عشق روحي امتد من (الركاب الى التراب) ، بعد ممارسة عملية في الوثبة بحوارها والآخر ، لذا كانت تقول وتعمل بما تقوله بكل جدٍ ومثابرة «ليس القضية ان نكون قد تحزبنا ، ان القضية ان نحسم ما بأنفسنا من تناقض وصراع» ليصل الشعب الى تطلعاته المشروعة في التحول نحو الديمقراطية.
    رسالتها الأخيرة :
    «7»
    عبرة قد كانت رسالتها الى الجميع بما فيهم أهل بيتها الأقربين ، هي حدوث رحيلها المفاجئ ، حتى عند زوجها الإمام الصادق المهدي، لأن اعظم انواع الفداء هو ان يجود الانسان بروحه وقد كان ، فديدنها كديدن سابق أهلها الأنصار في كيانها الروحي(كيان البطولة والتضحيات الجسام) خائضي اللهيب في واقعة كرري وام دبيكرات في القرن التاسع عشر وصلاً الى حاملي لواء الجهاد بالنفس وهو الأكبر (الجهاد المدني) فها هي سارا تبذل الروح رخيصة فداءً للوطن لتكمل مشوارها النبيل كأعظم زوجة لمفكر استثنائى وضع بصماته المتفردة والواضحة في دنيا الفكر وعالم السياسة في القرن الحادي والعشرين وتميز بها.وقد اكملت مشوارها في الجهاد المدني ، لذا كان لزاماً علينا نشر رسالتها وايصالها الى الملاء ، بل الى كل وطني غيور ، فقد واصلت في الحوار بالعمل واحترام الرأى الآخر الى أن وصل بها (الجهد المدني) الى آخر رمق من حياتها وفاضت روحها الزكية الى بارئها في عليائه ، فهل بعد هذا تبقى شئ يقال ـ فهكذا عاشت سارا وذاك هو رحيلها ورفيق دربها في الحياة الصادق المهدي مازال على سرج (فرسه) (عصار) وفي معية الركب الميمون عصبة من فتيات وفتيان المروءة ، كل على صهوة جواده في إنتظار فرس الرهان الأول (مهرجان) و (علوة) و (الصاحب) و (ماضي) وبقية الصافنات ، فقد انطلق السباق والكل في رهان على من يكون الحصان (الأسود) ، بل الكل مازال (يبحث وفق رؤاه) عن الفوز (بالحل) رحم الله أمنا (أم الكل) (سارا الفاضل محمود).
    فقد عاشت فارسة (شريفة) ورحلت ومازالت على حبها لهذا الوطن وشعبه الوفي. رحم الله السيدة سارا وجعل قبرها روضة من جنانه.


    الصحافة
    12/2/2008
                  

02-12-2008, 10:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    العدد رقم: 808 2008-02-11

    الراحلة المقيمة السيدة سارة الفاضل
    الامين عبد اللطيف
    قديماً قيل إذا أردت أن تعرف معدن وقيمة أي شخص أمنحه منصباً أو مالاً. فهناك من يبهره المنصب ويقلب كيانه ويفقده توازنه خاصة إذا كان لا يستحق ذلل المنصب وما أكثرهم بعد تبدل الحال مما يجعله يتنكر لماضيه وربما حتى لأسرته خاصة إذا جاء من بيئة فقيرة، والأمثلة كثيرة. ولكن الراحلة المقيمة كانت كالمعدن الأصيل الذي يزيده المنصب لمعاناً وبريقاً في تواضع دون تكلف وشموخاً دون تكبر وببساطة دون إدعاء لأنها كانت تعرف معنى المسؤولية والتزاماتها وتقدرها.
    عرفت الراحلة المقيمة وهي في أوج السلطة كزوجة رئيس وزراء وعرفتها وهي بعيدة عن بريق السلطة وفي كلا الحالتين كانت كما هي لم تتغير، التواضع الجم والأدب غير المفتعل والبساطة والعفوية والاتزان والوقار الذي يجبر على الاحترام. جاءت للقاهرة لحضور مؤتمر فشرفت المؤتمر واسعدت وأدهشت كل من التقى بها. وبنهاية المؤتمر خرجت من الفندق الذي كان يستضيف المؤتمرين ورفضت البقاء فيه حتى ليوم واحد ورحلت إلى سكن خاص، فعجبت لهذا الكبرياء وعزة النفس والإحساس بالمسؤولية وقلت في نفسي ليت كل مسؤول يتصرف بهذا الأسلوب لأن بعض المسؤولين أدخلونا في حرج ، بل في خجل من تصرفاتهم مع المضيفين ولم يبقى إلا أن يطلب منهم صراحة مغادرة المكان أو تسديد الفواتير من حسابهم الخاص بعد نهاية الاستضافة دعك من الحرج بالمطار بما يحملونه من أمتعة تفوق المسموح به.
    عرفتها ومعها الدكتور بشير عمر وزير المالية آنذاك وكانا في طريقهما للسودان مروراً بالقاهرة وإذا بالطائرة التي كان من المفترض أن تقلهما إلى السودان قد غادرت قبل وصول طائرتهما ولم تخطر السفارة بأنها سوف تمر عن طريق القاهرة كما يفعل كل مسؤول حتى ولو بقى بالمطار لدقائق. وحينما تعرف عليها المسؤول بالمطار (المراسم) طلب منهما أن يتصل بي ويخطرني بوجودهما ولكنها رفضت بكل إصرار لأن الوقت متأخر وهي تريد أن تنام ولأن طائرتها تغادر فجر اليوم التالي ولذلك لا داعي لإزعاج السفير. ولما أحسست أن المسؤول سوف لا يقتنع بما قالته وسوف يتصل بي قامت هي بنفسها بالاتصال بي وشرحت لي الموقف وطلبت مني بكل إصرار وحجة وصراحة أن لا أحاول الحضور وإذا حضرت فسوف لا تقابلني لأنها سوف تكون نائمة وأن طائرتها سوف تغادر في الفجر ولذلك لا معنى لحضوري.. عجبت لتصرف هذه السيدة العظيمة وقارنت تصرفها بتصرف بعض المسؤولين الذين يصرون على حضورك مهما كان الوقت ومهما كانت الظروف والا تصبح في نظرهم قليل الاهتمام بهم ولا تحترمهم. وأي احترام ذلك لا أدري.. ولكن الذي يتشرف المنصب غير الذي يشرفه المنصب والذي يبحث عن الاحترام عن طريق المنصب هو بالتأكيد لا يستحق الاحترام لأن المنصب زائل.
    عرفتها وهي بعيدة عن الأضواء وكانت أكثر تواضعاً وبريقاً وشموخاً. اتصلت بي ذات مرة طالبة صورة من مذكرة كنت قد أعددتها لعدد من الساسة حول قومية العلاقات مع مصر بعيداً عن المزايدات والاستقطاب لأن السيد الإمام يريد المذكرة وهو بالقاهرة وهي لا تعرف مكانها فأخذت صورة وذهبت إليها وتحدثنا طويلاً حول ما يجري والمستقبل الذي كان يؤرقها. وفي مرة أخرى اتصلت بي وطلبت مني معلومات حول مياه النيل وبصفة خاصة حول مياه النيل في سياسة مصر الخارجية وكان السيد الإمام على ما اعتقد يعد كتاباً حول مياه النيل فأخذت الوثائق إليها وأيضاً تحدثنا طويلاً وبصفة خاصة حول كثرة التصريحات التي تصدر وبعض التضارب فيها واقترحت عليها لماذا لا يكون هناك ناطق باسم الحزب حتى تجيء التصريحات متناسقة وتعكس الخطاب السياسي للحزب ولماذا لا تراجع التصريحات نهاية كل شهر حتى لا يحدث سوء فهم.. قابلتها مرة وهي كانت قد أجرت عملية جراحية في عيونها وتحدثنا حول انسلاخ الحزب من التجمع الديموقراطي وكان لي رأي مخالف لذلك الموقف وبعد نقاش مستفيض قالت لي لماذا لا تكتب ما ذكرته لصديقك فقلت لها هذا موقف حزب والقرار قد اتخذ فلا معنى لأي حديث ولكنها أصرت أن أكتب ما ذكرته لها بل وقامت وأحضرت لي أوراقاً أكتب عليها وقالت سوف تطبعها وترسل المذكرة بطريقتها للسيد الإمام وهذا بالفعل ما حدث (وقد أشرت الى المذكرة في كتابي مشوار دبلوماسي)، ولا أدري إن كانت غير مقتنعة بالانسلاخ أم لا لكن إصرارها على كتابة ما دار بيننا جعلني اعتقد أو أحس أنها كانت غير مقتنعة. قابلتها في اجتماعات وندوات وكانت دائماً صاحبة الحجة والمنطق ودون انفعال وعلى استعداد للاستماع للرأي الآخر بكل صبر وتواضع وود واحترام. علاقتها كانت مع الجميع على اختلاف مشاربهم السياسية يسودها الاحترام.
    إن فقدها في هذا الظرف العصيب مفجع ومؤلم ولكنها إرادة الله وهي موت كل شيء.. كان أمنيتها أن تتوحد الأمة ويستقر السودان وتعود الديموقراطية معافاة وأن ينتشل السودان مما هو فيه ولذلك فقدها عظيم وهكذا يذهب خيارنا، رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته وعزاؤنا أن نحقق لها أمنياتها نحو السودان الذي تمنته وحلمت به.
    سفير سابق


    السودانى
                  

02-12-2008, 10:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    نسأل الله أن يرحم الفقيدة العزيزة السيدة سارة الفاضل وينزلها منازل المقربين ويجعل بركتها فينا جميعا.. والتعازي الحارة للسيد الصادق المهدي والأسرة..

    شكرا يا أبا المعالي على هذا البوست.. كتابة الأستاذة بخيتة أمين كانت مؤثرة جدا..

    ياسر
                  

02-12-2008, 10:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا ياسر
    كيف حالك

    الأنصــار يـذرفـون دمـــوع الـــدم علـــــــى شـــهيدة النضـال

    كتبت: فاطمة غزالي

    لحظات قاسية وأيام حزينة تربعت على عرش أسرة السيد الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأُمة القومي برحيل السيدة سارة الفاضل محمود - حرمه ووالدة د. مريم ورباح وطاهرة وعبد الرحمن ومحمد أحمد - وسار ذاك الحزن مترجلاً طارقاً قلوب جماهير الأنصار وحزب الأُمة لأنها امهم كما يقولون«أُمنا» وكلمة «أم» هذه لا تستطيع الحروف ان تنظمها مالم تكن بمشاعر الود والرحمة والإحترام والتضحية.. والسيدة سارة كانت تحب أن يكتب اسمها «سارا» وليست «سارة» أعطت كل هذه المشاعر للذين من حولها في الحزب وكيان الأنصار والذين شاركوها العمل النضالي في مختلف مراحل الأزمة الوطنية.
    رحيل السيدة سارة لا شك في انه امر عصي على الإمام وما حملته العيون من حزن تنوء بحمله الجبال وما إحتضنته المآقي من دموع حبستها القدوة الحسنة ومحاولة أثبات القوى في لحظات الضعف البشري ومقاومة الذات حتى لا تخضع لسلطات الأنهيار كان يحكي قصة الألم العظيم في فؤاد الإمام الذي عبرت عنه كلماته حينما خطب في الناس وقال «أنعي إليكم حبيبتكم سارا شهيدة الجهاد المدني التي كانت تجادل وحتى الرمق الأخير وكانت تناضل وتجادل وتبحث مع الحركة الشعبية مخرجاً مشتركاً إجماعاً للسودانيين إن شاء الله، وظلت سارا التقية بلا غلو، الوطنية بلا حدود، المعتدلة في آرائها، المستقيمة أخلاقها ظلت ترفع الراية تناصح وتناضل حتى آخر رمق في حياتها.. هذه السيدة ما ظلمها انها زوجتي لأن الناس حسبوها تصعدت لأنها زوجتي ولكنها شخصية ذات عطاء مستقل، وتضحية مستقلة في سبيل الوطن.. هذه السيدة صحيح كانت مدبرة لي الغذاء والكساء والكتاب، مراجعة لكتاباتي ولكن لها عطاءها الذي ستجد ثوابه عند رب العالمين، وختم خطبته بقوله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحُسنى...»
    نعم تجلد وجمع شتات قواه لمواجهة مصابه الجلل ولكن لا شك أنه يعيش لحظات حزن لفراق شريكة حياته في مختلف الأمور فوق ما تتحمل قواه خاصة انه مطالباً بأن يكون حضناً دافئاً «لمريومة» التي كانت تبحث عيناها عن حضن ترتمي فيه وهي تردد «دايرة ابوي» ثم تتجه صوب قبر والدتها لتقرأ آيات من القرآن ولرباح التي تقول: «ما تحملته امي لن تستطيع إمرأة أن تتحمله» عندما يحدثنها النساء «أصبروا وشيلوا الراية».. وأحمد الذي انكفى بوجهه على قبر والدته مرتلاً لها آيات الرحمة.
    بنات الأنصار وحزب الأُمة بمختلف مسمياته يتقاسمن الحزن والألم لفراق السيدة الأولى بإعتبار انها حرم رئيس وزارة السودان المنتخب شرعياً من قبل الشعب السوداني.. وتقول لبنى يوسف الأنصارية من بيت انصاري: «أمنا سارا قضت حياتها في النضال أما في المعارضة خارج البلاد أو في السجون وحتى في فترة الديمقراطية تقضي جل وقتها في العمل السياسي».
    وأضافت قائلة يعود لها الفضل في تأسيس امانة المرأة كما طورت عبر افكارها العمل التنظيمي.
    تتحدث لبنى يوسف عبر الدموع وتقول: «السيدة سارا أمنا وصحيح أنها ام المؤمنين وتعامل الجميع بود واحترام لا تفرق بيننا وبين بناتها - مريم ورباح - وهي مقربة جداً من الإمام ويده اليمنى ويكفي انها أول إمرأة كانت في المكتب القيادي في المؤتمر العام لعام 1986م من ضمن خمسة وهي كانت المرأة الوحيدة، وذكرت لبنى أن السيدة سارا أينما حلت لها العطاء فكانت تدرس النساء في السجون وتعلمهن القرآن والخياطة واختتمت حديثها بأن السيدة سارا عطاءها نقطة تحول في تاريخ المرأة.
    سعاد الطيب أمينة أمانة المرأة كانت لها مكانة خاصة عند السيدة سارة بإعتبار أن والد سعاد تعتبره الراحلة أباً روحياً لها، وكذا أصبحت سارة أماً لسعاد الطيب التي قالت أمي سارة هي الأم الروحية كما كان والدي أباً روحياً لها لذا كنت استشيرها في كل شؤوني الحياتية وهي أيضاً كانت حريصة على أن أتقدم الصفوف في العمل السياسي وتزكيني للمناصب، وكانت تعتقد أنني بأمكاني أن أقدم عطاءً فكنت الرفيقة في كثير من الرحلات وكانت دائماً تكون حاضرة لتفاصيل الكثير من أشيائي وتزودني بالنصح والإرشاد.
    بنتا يوسف أبو طويلة «أميرة وأشواق» خالفتاها الرأي ذات يوم واختلفتا معها ووقفتا بجانب حزب الأمة الإصلاح والتجديد، ولكن جاءت لحظة الوفاء لمن قدموا والإعتراف بجميل من وضعوا فتحدثت أميرة أبو طويلة وهي تذرف الدموع السيدة سارة أمنا تعلمنا منها الكثير. وهي المرأة الزعيمة وزعيمة حقيقة بشخصيتها القوية وكلمتها النافذة ومقدرتها على إدارة الحوار وإتخاذ القرار وهذه المعاني والصفات لا تتوفر في كل سياسي وهذه هي الحقيقة أن إختلفنا أو اتفقنا معها وتواصل أميرة حديثها هي المرأة الكريمة المتواضعة التي يغلب عليها إحساس وروح الأم في التعامل معنا لذا فهي فقد للأسرة والحزب والكيان ولكل الذين يعرفونها لأنها رحلت رحيلاً مفاجئاً في وقت احوج ما يكون الحزب اليها.
    وتختم أميرة حديثها وتقول: أنا شخصياً تعلمت منها الكثير وقدمتني للتجمع واستفدت منها في أمانة المرأة في أسلوبها.
    وتقول أشواق أبو طويلة: رحيل أمنا سارة فقد عظيم للسودان والحزب والمرأة السودانية وتركت مكانة واسعة، هي أمنا علمتنا الإقتحام وتصر في أن نجلس على المقاعد الأمامية في الندوات. والسيدة سارة المرأة السودانية الأولى التي قدمت لمحاكمة عسكرية وهي القوية في أصعب المواقف والصامدة، حقاً هي فقد للإمام لأنها كانت الأخت والحبيبة والصديقة والرفيقة ذات الفكر الثاقب والرأي السديد.
    بنات الأنصار وحزب الأمة أمثال منيرة جماع، وفادية حسين، إيمان الخواض، إيمان جلال، منى، ونازك وغيرهن كثر أجمعن على أنها كانت القدوة في العمل السياسي ودفعت بهن إلى الأمام ليتقدمن الصفوف من أجل الوطن وان بيتها كان مرتعاً لهن ولم تبخل عليهن بغالٍ أو نفيس.
    الراحلة لم تكن ذات مكانة في وسط حزبها وكيانها بل المرأة الشيوعية أبدت حسرتها وألمها لرحيلها فتقول أحلام ناصر نعزي الحركة النسوية وجميع الأمة السودانية وهي المرأة التي ناضلت ولم تضع الراية حتى الرمق الأخير وهي المربية والمعلمة لأجيال عديدة من شابات الوطن وغرست فيهن القوة وقدمت كأم بناتها للعمل العام وستظل رمزاً للنضال السياسي.
    حتى الذين يخالفونها الرأي أقروا بعطائها فتقول الأستاذة سامية أحمد محمد وزيرة الرعاية الإجتماعية القيادية بالمؤتمر الوطني السيدة سارة إمرأة اعطت وناضلت وجاهدت ومثلت المرأة السودانية خير تمثيل.
    السيد الصادق المهدي جمع قواه في يوم تأبينها بمسجد الخليفة وتحدث عن مآثرها وقال إنها رمز الوطنية وأنها الصامدة لم تشكُ من واجباتها السياسية والإجتماعية كاشفاً عن أنها احبته حباً أرهقها وأرهقه وجعلته حباً يسعدني ويسعدها شاكراً لها هي وحفية جعل العلاقة الثلاثية بينهم بما فيها من تعقيدات طبيعية ومفاهيم سودانية تربيتها لذرية طيبة خالية من عقد أبناء الضرة، متحدثاً عن كرمها الفياض وأنه لا يخرج منها أحد ألاّ واهدته هدية، وأنها المتواضعة التي تقوم بواجب منزلها دون تكبر، كما قال عنها إنها مــــثلت الأنوثة الرشـــــــيد ة وليس الغربية المنحرفة.

    الوطن
                  

02-12-2008, 05:14 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)



    صبرى الشريف ..

    احترم احزان الآخرين ولاتكن نشازا ..
    لااطالبك بالتقاضى عن حديث السيد الامام
    فهذا خيارك ولكن عليك بتخير الوقت المناسب
    فما تفعله بعيدا عن القيم والاخلاق ولست انت
    بأحرص على حقوق المراة من كل هؤلاء الكتاب
    الذين وثق لهم الاخ الكيك ..وان كنت ترى
    ان الامر جلل وفوق كل هذه الاحزان فعليك بتخير
    بوست آخر بعيدا عن هذا البوست لانه يوثق للحدث..
    وروح البوست ذكر محاسن الفقيدة واسهاماتها وليس
    الحوار حول ماقاله الامام عن المراة ...

    شكرا يااستاذ الكيك على هذا التوثيق الجيد ...
    والرحمه والمغفره للوالده ساره وجعل الله قبرها
    روضه من رياض الجنه ...
                  

02-12-2008, 05:30 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    الاخ / محمد عبد الرحمن انا ليس شيمتي التخريب او المعاكسة احترم وجهة نظرك ولا اريد ان اساجل هنا من اجل وجهة نظري بس كتبت توضيحي
    كقاري لبوست الاخ الكيك

    ومقالة السيد الامام لا استطيع ان ابلعها وانا ليس المدافع عن المراة بس ادافع عن طريق انتهجته لاكثر من ربع قرن في الدفاع عن الانسان والانسانية

    وعملت مع نساء ورجال ولا زلت اؤمن بالمساواة بين النساء والرجال وهو حتما ستنتصر ارادة الجماهير لانتزاع المساواة والعدالة والحريات

    لذلك وجهة نظر السيد الامام مفارقة لحظات حزنه علي المرحومة زوجته تقبلها الله

    وانا لم اتحدث عن خصال السيدة ساره فهي كانت امراة مناضلة في المجال السياسي منذ زمن لكن رؤية السيد الامام ليست سهلة لاخريات اخترن طريق العلمانية والنضال من اجل انتزاع حقوق المراة منذ زمن طويل

    لا اساجل مرة اخري احتراما لصاحب البوست واحتراما لك لي بوست بهذا المعني
    لك الاعتزار لو كنت ازعجتك او ازعجت القاري/ة
                  

02-12-2008, 06:20 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    شكرا الاخ الكيك على هذا التوثيق الهام

    هنا بيان التحالف الديمقراطى بامريكا فى نعى الفقيدة سارة الفاضل

    --------

    الي جنات الخلد سارة الفاضل .. ستبقى سيرتك ماضية و صفحتك بيضاء.
    إفتقد الوطن بموت السيدة الفضلى سارة الفاضل واحدة من ركائز العمل الوطني و امهات السودانين بمختلف إنتماءاتهم
    وكانت بحق في قلب كل المعارك الكبيرة التي خاضها حزب الامة و الاحزاب السياسية لاستعادة الديمقراطية و صونها و تحقيق السلام
    والعدالة لكل قوميات و شعوب السودان.
    و لزاما ان نسجل شهادتنا للتاريخ بان الراحلة الكريمة قد جسدت اصدق معاني الثبات و تحلت بوضوح الرؤية في مواجهة التقلبات
    السياسية ، و ضغوطات السلطان ، والاعيبه و إغراءته ، فتمسكت بوحدة حزبها و حافظت علي تلك المواقف القديمة الصلبة و المجيدة للسيد
    الصديق المهدي و جماع رجالات الانصار وهم يواجهون بالروح و المال وكلمة الحق حكومة العسكر الاولى
    رحمها الله فقد عملت في صمت وتفاني ودون ان تسعى لمجد شخصي هي احق الناس به
    التحالف الديمقراطي بامريكا ينعى للوطن السيدة سارة ، ويتقدم بالعزاء الحار الي إمام الانصار و رئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي
    و الي كريمات الراحلة العزيزة و أبنائها و طائفة الانصار وحزب الامة. ونواسى تخصيصا اصدقاؤنا في فرع حزب الامة بالولايات المتحدة
    و نقول لهم .. نشاطركم الاحزان ، ففقدكم الفاجع فقد لنا و للوطن باكمله .. علي دربها ، درب استعادة وصون الديمقراطية نسير جميعا
    رحم الله السيدة سارة بقدر ما قدمت للوطن من جهود و تضحية و إيثار و و فاء


    التحالف الديمقراطي - الولايات المتحدة الامريكية
                  

02-12-2008, 10:02 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: عمر ادريس محمد)

    اه وثم اه اه وثم اه
    من امى ساره
    لاتعليق
                  

02-13-2008, 05:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: محمد عادل)

    الاخوان
    عمر ادريس
    محمد عبد الرحمن
    صبرى الشفيع والاخ محمد عادل مشكورين على التداخل والمشاركة

    وهذا المقال عن سودانايل لزميل البورد محمد حسن العمدة


    سارة الفاضل .... نساء صنعن التاريخ

    محمد حسن العمدة
    [email protected]

    يقال ان الرجال مواقف ولكن التاريخ يحدثنا بان هنالك ايضا نساء مواقف حطمن هذه القاعدة الذكورية واثبتن ان النساء هن المواقف وهن صناع التاريخ ولقد تولى الله سبحانه وتعالى حفظ هذا التاريخ وتدوينه في قران يتلى آناء الليل وأطراف النهار يعتبر اكبر حجة لمن يقولون ان النساء ناقصات عقل ودين ؟!!!! نساء سطرن التاريخ بأحرف من نور بكمال عقلهن ودينهن فكانت امرأة فرعون التي علمت بنات جنسها معنى الصمود ضد الظلم والجبروت مهما بلغ من قوة السلطان وباسه وظلمه .. كذلك كانت بلقيس ملكة سبأ المرأة التي حكمت أهلها بقيم الشورى والديمقراطية ووقفت ذكراها و تجربتها سدا منيعا في وجه كل من أراد النيل من المرأة وما تحمله من طاقات نووية وعزيمة قوية استطاعت أن تخلق بها بلقيس دولة عظيمة وان توتى من كل شي ما لم يكن لسيدنا سليمان بكل ما له من تسخير للجن والإنس ..

    ونقرا في التاريخ أيضا أن نساء مثل أماني ريناس ( الكنداكة ) ملكة شعب النوبة العظيم التي استطاعت ان تخرج الرومان من بلادها وان تقف سدا منيعا ضد محاولاتهم المتكررة للعودة لأطماعهم في احتلال ارض النوبة .. وحفيداتها أمثال مهيرة بت عبود و رابحة الكنانية التي خاطرت بنفسها وتحدت المكان والزمان والسلطان غير آبهة في سبيل نصرة أبناء جلدتها الثائرون ضد الظلم والقهر فأسست احدث وأول جهاز استخبارات للدولة السودانية الأولى ..

    ورثت السيدة سارة الفاضل عليها الرحمة كل ذلك وتقدمت بنات جنسها وسطرت بأحرف من نور تاريخ جديد للمرأة السودانية وقدمت نموذج للعالم اجمع عن قوى وإرادة حواء التي يتهمها المنكفئة بأنها ناقصة عقل ودين ؟؟!!

    شهدت بذلك كل مواقفها ضد النظام المايوي المباد .. وكانت غصة في حلق المغتصب صعب معها ابتلاع البلاد بواسطة النظام المايوي وقفت مع الأنصار في ود نوباوي والجزيرة أبا واحتضنت ثوار 76 والذين وصفهم الإعلام المايوي بالمرتزقة وصمدت أمام محاكمه في شجاعة منقطعة النظير وعلمت وتعلمت معهم وبهم معنى الصمود والخلود دعما للحق ونصرة للوطن تحملت طوال خمسة عشر عاما شتى أنواع الإرهاب والعنف ولم تلين لها عزيمة وكانت خير معين لزوجها في كل ما لاقاه من عنت وظلم وتعذيب وسجن من قبل النظام المايوي والنظام الحالي استطاعت بصبرها وقوى شكيمتها ان تحافظ ليس على أسرتها التي ما ذاقت طعم الراحة يوما بل حافظت كذلك على كل القيم السودانية في أمومة منقطعة النظير .. أحاطت بحنانها كل الأسر الأنصارية والسودانية التي ضاقت بأربابها معتقلات الأنظمة العسكرية وزنازين النظم الشمولية كانت تتفقد كل اسر المعتقلين وتقف على احتياجاتهم للدرجة التي حطمت معها القاعدة التي تقول فاقد الشي لا يعطيه حيث أنها كانت تفتقد الأمان في بيتها الذي لم تكف عنه زيارات الأجهزة القمعية في ترف وكرم بالغ !! مروعة كل من بداخله إلا أنها كانت بحنانها تلهم الأمن وتمنح الطمأنينة لأبناء شعبنا عامة قبل سكان بيتها الخاصة .. في عيادتها لمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية قبل عامين بقصد العلاج ورغما من ما تعانيه من آلام المرض لم تنسى السيدة سارة أبنائها من فقراء ومساكين الشعب السوداني فعلمت على تأسيس المجلس الأعلى للأعمال الإنسانية أي تجرد هذا وأي نكران ذات وإيثار أكثر من ان يفكر الإنسان / الإنسانة في غيره/ها وصحته/ها ورعايته وهو نفسه على سرير المرض ؟؟! من أي صلب أنتي يا سارة ؟ !! تعانين المرض وتفكرين في غيرك !! ولعمري هذه أمومة كاملة الحنان في تفرد بديع ونكران ذات قل ان نجده في زماننا هذا ولكن كيف لا وهي حفيدة الإمام عبد الرحمن المهدي أب السودان ومحقق عزته وكرامته واستقلاله كيف لا وهي زوجة الإمام الصادق المهدي الرجل الذي إن وضعت السلطة في يمينه والمال علي يساره ليترك حبه للإنسان وحرياته وكرامته ما ترك هذه القيم السامية النبيلة قيم وأخلاق الأنبياء ومحبي وعشاق الحرية والديمقراطية والسلام .. ألا رحم الله السيدة سارة الفاضل رحمة واسعة وادخلها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والهم أهلها وذويها الصبر وحسن العزاء وحقا إن العين لتدمع والقلب ليخشع ولكن لا نقول ما يغضب الله
                  

02-13-2008, 09:09 AM

المسافر
<aالمسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    تقبلها الله بقبول حسن
    اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها
    صادق العزاء للإمام الصادق وأبنائها وبناتها وأسرتها وأهلها وجميع أهل السودان.
                  

02-13-2008, 09:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: المسافر)

    سارة الفاضل محمود مناضلة بطعم الشهد وعطر الياسمين

    حسن أحمد الحسن*

    شكلّ فراقها حزناً قومياً لكنه كان حزناً خاصاً بالنسبة لي وعميقاً بين محبيها وأبنائها من بنوة الروح والجسد. امرأة تصدق عليها رائعة الكابلي:
    ذات الكلمات الموزونة
    كصدى الأجراس المحزونة
    كلهاة الطفل في قلب سرير
    لم تبلغ سن العشرين واختارت جيش التحرير
    لم تكن السيدة سارة امرأة عادية فقد كانت مناضلة من الطراز الأول من سليلة رابحة الكناية، ومهيرة وجميلة بوحريد بذات الطعم وذات العطر وإن كانت تفوقهن تواضعاً بما حباه الله بها من علم وثقافة ومعرفة مزجت بين أصالتها وكسبها العلمي والحداثي.
    كانت سارة رمزاً للوطنية وأمومة الأجيال تمتاز بشجاعة نادرة ورباطة جأش قلما تتوافر للرجال في الساعات الحرجة التي يكون الخيار فيها بين السلامة الشخصية أو مجابهة الموقف بكل تبعاته لكنها كانت دوماً تختار الموقف الصحيح بكل أثمانه. وأي ثمن غير السجن والاعتقال والمصادرة والتشريد والتلويح بالإعدام.
    رحيل سارة مثّل خسارة كبيرة ليس لرفيق دربها وأبنائها وأحبابها ولحزب الأمة فقط بل للمحيط السياسي والمدني والإنساني والاجتماعي والعائلي لكونها امرأة من نوع خاص وتأثير خاص يمضي كالنور إلى صلب الأشياء والأحياء.
    تحمّلت الكثير من الأعباء السياسية والحزبية والعائلية في ظروف صعبة كانت فيها الأب والأم بالنسبة لأسرتها وكانت فيها القيادية الحصيفة في حزبها والعقل المدبِّر في تداولها مع لآخرين.
    اتسمت علاقة سارة بأبنائها ورفاقها في حزب الأمة بقدر كبير من الحب والاحترام والسلوك الديموقراطي الراقي، وقد كانت صلة الوصل بين حلقات العمل السياسي والتنظيمي لاسيما في ساعات البلاء السياسي التي كثيراً ما اجتاحت مسيرة العمل العام سواء في داخل الوطن أو بين القيادة في الداخل والخارج.
    شكّلت الراحلة بحسن قيادتها وفاعلية دورها الوطني مؤشراً ومعياراً لتطور دور المرأة السودانية في ميدان العمل العام، فكانت أول امرأة تنتخب انتخاباً حراً مباشراً من مؤتمر عام في أعلى منصب سياسي حزبي كعضو في الأمانة لعامة لحزب الأمة التي تكونت من خمسة قياديين.
    ولعبت دور المفاوض الحادب على لم شمل السودانيين بمختلف أحزابهم وتجمعاتهم ومنظماتهم حول رؤى وأهداف وثوابت وطنية لترسيخ قيم الحرية والديمقراطية في البلاد. وعرفت كوجه مشرق وذكي وهي تقود الوفود السياسية بين العواصم العربية والأفريقية وغيرها تحمل هموم الوطن وأحلام شعبه التي كثيراً ما تحوّلت إلى كوابيس سياسية في كل دورة من دورات القهر.
    مثّلت سارة مرجعية إنسانية بين أروقة حزبها وخارجه فكانت دوماً مع الحق والعدل والاستنارة والتطور والتجديد في مواجهة الجمود والتخلف بكل أشكاله، ولم تكن أماً لأبنائها وبناتها فقط، بل كانت أماً سودانية بكل معنى الكلمة لجيل بأكمله، وأختاً ورفيقة للجميع تسعى بالمودة بين الناس وتحمل في إشراق ابتسامتها النقية أملاً لكل من جالسها أو حادثها أو حاورها.
    حملت في ثنايا اسمها جوهر المعنى الذي زينّ سيرتها النضرة (سارة الفاضل محمود) فكانت سارة لمن يلتقيها وفاضلة في تعاطيها مع الآخرين قريبهم وبعيدهم وكانت محمودة بين الناس في حضورها وغيابها.
    رحم الله سارة السيدة الاستثنائية الصادقة المتواضعة التي سمت بتواضعها وتفرّدت باستثنائيتها وزهت بمصداقيتها فكانت مناضلة بطعم الشهد وعطر الياسمين.
    * واشنطن


    الصحافة 13/2/2008
                  

02-13-2008, 02:17 PM

من الله

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 8

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    عمر العمر

    سارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة


    لديها كل ما يؤهّلها للحياة سيدة مبجّلة تتعالى وتتحدث من وراء حجاب فتسمع. وتأمر فتُطاع. وتطلب فتُستجاب.
    لديها كل ما يُؤهّلها للعيش سيّدة مجتمع مخملي. هي سليلة حَسَب ونَسَب. تنتمي للأسرة الأبعد نفوذاً في الدين والدنيا، والبيت الأكثر توغّلاً في التاريخ. وهي قرينة زعيم إحدى الطائفتين وزعيم الحزب الأوسع قاعدة، وهو الرجل نفسه الذي تداول السلطة غير مرة في المراحل الديمقراطية، وهو الرجل الذي تودّد إليه كل نظام شمولي صادَرَ الحُريات وتكلّس
    في رصيدها الشخصي ما يُعينها على المباهاة والظهور الانتقائي في المحافل المخملية. هي من أبكار السودانيات اللواتي اغتربنَ من أجل التأهل العلمي. دراستها كانت في أميركا. تلقّت في ذلك دعماً من زعيم سوداني نادر ثاقب البصيرة الوطنية. هو الإمام عبدالرحمن المهدي. أرادها قدوةً لبنات الوطن، فذهبت أبعد مما تمنّى الإمام على جبهة التحديث والتنوير الاجتماعي.
    في أميركا قدمت أنموذجاً حيّاً للفتاة السودانية القادرة على فرض حضورها القيادي والذكي. تزعّمت وترأست وقادت.. تلك ميزات موروثة ومُكتسبة. فلم تكن هناك امرأة قد خرجت بعد من بيت المهدي إلى معترك الحياة العامة. حتماً زادتها حصيلة التجربة الأميركية إغراء. غير أن الوعي الذاتي لم يدفعها إلى التمرّد على الموروث، بل تطويره في إطار المُتاح. من هنا جاءت ثورة سارة ضد الاستكانة والخنوع.
    قرينة زعيم نعم. لكنها لم تكتف بدور الزوجة المنتجة فقط داخل البيت. هي كذلك شريكة في العمل العام. في ضوء هذا التصميم اتّخذت سارة مقعداً في القيادة السياسية.
    لم تكتفِ بالمقعد الوثير من منطلق الوجاهة الاجتماعية. نزلت إلى الشارع مُصادمة. تعرّضت إلى شراسة الأجهزة غير المنضبطة بأخلاقيات الشعب. قادتها إلى المعتقلات. أرضعت ابنها داخل زنزانة.
    هي سارة الحزب وسُرّته. كوادر الحزب المُدرّبة تعرفُ أنها هي من استحدث نُقلة نوعية في العمل السري داخل «الأمة».
    هي سريرة الكيان. شباب الأنصار يمتنون لها أنها رعت أكثر من جيل. الخُلصاء من كوادر الحزب وشباب الكيان يعرفون معدنها الصلب في المواقف الصعبة التي اعتورت الوطن.
    هم يحترمون فيها كذلك بصيرتها النافذة في اختيار العناصر الملائمة للمهام المتباينة. هل تدركون معاناة سيدة تؤدي مهمة أمّ العروس كأجمل ما يكون, بينما قلبها مُعلّق بشريك عمرها الذي غادر يوم الفرح في مغامرة تضع الأسرة برمتها في مهب المجهول؟ اسألوا رباح عمّا إذا كانت أدركت شيئاً من وجع سارة يوم «يهتدون».
    اعتبرها بعض المراقبين من الصقور داخل المكتب السياسي. ذلك وصفٌ يزيد كعب سارة علواً ولا ينقص من قامتها. هي في الواقع مُتشدّدة إزاء الحق دونما تزمّت. إذا كان ثمة هامش للجدل في شأن الحق فهي بلا جدال رفضت مساومة الشمولية على الديمقراطية. ذلك حقٌ أبلج يبقى في ما يُزيّنها.
    هذا التصلّب لا يحجب ذلك الصفح والتسامح السمح الذي يُشكّل لوناً باهراً في سيرة سارة. هو تسامحٍ يَطال الأعداء الألداء على الساحة السياسية قبل الخصوم داخل الحزب.
    شباب الأنصار وكوادر الحزب يعرفون فيها سيّدةً أمينةً على القيم الاجتماعية العائلية على نحو أكبرها في عيونهم وقلوبهم وعقولهم. هي سيدة في الكرم والوفادة والتواصل، مُبادرة حريصة على نحوٍ مباغت. ما خفي من أياديها البيضاء أكثر ممّا هو يبدو.
    هي مناضلة صبور دءوب. كنتُ شاهداً شخصياً على ركوبها مشقة الطريق جواً وبراً من الخرطوم إلى كينيا، ثم يوغندا من أجل إعادة ترميم الجسور بين «الأمة» والحركة في مارس 2003. كنتُ أحد الشهود على لهفها لاستئناف الحوار بين الطرفين في الفترة الأخيرة. كانت شديدة القناعة بأن تباين الآراء لا يُفسد الوحدة الوطنية. أكثر من ذلك كانت كثيرة الإيمان بأن الحوار هو الوسيلة الناجعة لتجاوز المواقف المتعدّدة. تلك كانت مهمتها الأخيرة.
    السياسيون المعارضون على اختلاف انتماءاتهم يعترفون لها بالصبر والذكاء في إدارة الحوار.
    للراحلة العزيزة عند الله، ما يؤمن لها الصعود إلى عليين وإلى الفردوس الأعلى. فسؤلى إلى الله أن يعين أحفاد المهدي على امتصاص الصدمة والنهوض المُبكّر من تحت الوطأة والاغتسال العجول من هذا الحزن المقيم.
    الجانب الآخر من المأساة يكشف خطل الذين ذهبوا في رشق الإمام بالاتهامات بوصمة من صعّد عشيرته إلى سدة الحزب.
    كلنا شهود اليوم على براءة الإمام.
    وحدها سارة تكتب شهادة البراءة.
    هل كان مطلوباً أن يتعرّض الإمام لكل هذا الفقد الفادح والجلل من أجل أن ينتزع براءته؟!
    يا للهول كم كُنّا قساة جلادين!
    يا لهذا الفراغ المهول في دار «الأمة» وتحت خيمة الأنصار.
    على كاهليْ مريم ورباح تلقي سارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة الأمانة الوطنية.
                  

02-13-2008, 02:49 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    اللهم ارحمها وسامحها

    لماذا لا يكتب عن مثلها قبل رحيلها بعض مما كتب بعد رحيلها ...تذهب ايقونات ودعامات كثيرة في بلادنا ونبخل بالقاء ضوء بخير ما فعلت وهي معنا في الفانية ...الكتابة عن "الامثلة الخيرة " وهي بين ظهرانينا تشجع اجيال صغيرة علي الاقتداء بها والتقرب منها معرفة بها وبما فعلت وتفعل .....

    الان وهي عند خالقها فالاكثار بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة هو خير ما نفعل لروحها
                  

02-14-2008, 05:51 AM

من الله

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 8

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: abubakr)

    عبد الرسول النور حتي لا ننساها وهي في علاها


    سارة الفاضل سيرة عطرة ومسيرة قاصدة (1)
    السيدة سارة الفاضل التي مضت الي ربها تقيةً نقيةً مبكياً عليها بدموع الرجال والنساء كانت سيدة فريدة في سيرتها ومسيرتها لها رؤية ثاقبة وواضحة في الحياة الخاصة والعامة التي ألزمت نفسها بالعمل الجاد من اجل وطنها وعقيدتها وأسرتها وشعب بلادها دون تمييز حتى أضحت قدوة حسنة يسير علي هَدْيِها أناس كثيرون . كانت ذات رأي وذات عزيمة لم تتردد أبداً في السير في الطريق الذي آمنت به مهما كانت المخاطر والمهددات والصعاب . عندما أكملت تعليمها الثانوي لم تركن إليه كبنات جيلها بل اشرأب عنقها للمزيد من التحصيل ولو كان في الصين رغم صعوبة ذلك وقتذاك . ولكن جدّها لأمها الإمام الأكبر عبدالرحمن المهدي والذي كان يولي حَفَدَتَه وأسباطَه نفس الاهتمام الذي كان يُوليه لأبنائه وأبناء وطنه قد لاحظ ما تمتاز به سِبْطته سارة من خُلُق كريم وعزيمةٍ لا تلين وشخصية قوية نافذة ونهم للمزيد من العلم والتطلُّع الي مستقبل باهر لُحْمَته وسُدَاه التعليم والتحصيل والمعرفة الكاملة بالأصل والعصر و شئون الداخل والخارج . لهذا اتخذ الإمام الكبير قراره بالسماح لسارة الفاضل بالذهاب الي امريكا من اجل الدراسة . ولم يكن قرار الإمام ذاك في وقته قراراً ساهلاً ولكنه قرار الامام وهو بمثابة الاشارة الواجبة التنفيذ . وذهبت سارة مسنودة بجدها الامام عبد الرحمن المهدي ومن خلفه كل المؤسسة الإمامية والرئاسية وعموم قيادات حزب الأمة والأنصار وسط دهشة واستغراب المُنكفئين . وفي الولايات المتحدة الأمريكية سَطَعَ نَجْمُها أخلاقياً وأكاديمياً واجتماعياً وصار يُشار إليها بالبنان مثالاً للفتاة المُتمسِّكة بأصلها وتقاليدها والمنفتحة علي عصرها علي بصر وبصيرة وصارت ناشطة في جمعيات حقوق الإنسان والتحرر الوطني في العالم العربي والاسلامي والأفريقي . وكان جدُّها الإمام يتابع مسيرتها بالخارج بالرضا التام والارتياح والإعتزاز . وأخبرتني وهي تحكي لي قصة تلك السنوات الخوالي ، بأنها فُجعت بالامام عبد الرحمن مراتٍ ومرات وفَقَدَتْ بِفَقْدِه الجدَّ الحنون والمناصر الحازم . قالت لي انها كتبت رسالة لخالها الإمام الصديق تعزيه وتبايعه وتطلب منه السماح لها بالحضور للسودان لمشاركة اهلها مصابهم الجلل . ولكن الامام الصديق والذي سار علي خطي والده العظيم حَذْوُكَ النعل بالنعل ردّ عليها مواسياً وطالباً منها الاستمرار في دراستها رُغم الفجيعة المُرَّة ومُلمحاً لها بأن سفرها للدراسة كان بأمر الإمام وأن كثيرين من أفراد العائلة سكتوا علي مَضَض وأنها إن عادت ربما واجهت صعوبات في الرجوع الي الولايات المتحدة في غياب الإمام عبد الرحمن طيَّب الله ثراه.
    لقد عادت الي الوطن بعد أن أكملت دراساتها العليا وعادت تُثقل كتفيها المؤهلات والخبرات والتجارب وتضم أضلاعها نفساً لا ترضى بالثريا بديلاً .. ( وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مُرادها الأجسام). كان الامام الأكبر عبد الرحمن المهدي يُبدي إهتماماً بالغاً بحفيده السيد الصادق الذي رأي فيه كما تقول الروايات المتوارثة التي نقلها كبار الأنصار رأي فيه خيراً كثيراً وأملاً كبيراً لبعث كيان الأنصار وواجهته السياسية حزب الامة . وكان يتابع دراسته بأوكسفورد بالمملكة المتحدة . ولعله كان يأمُل ان يرتبط حفيداه الصادق وسارة بالرباط المقدس ، لأنه رأي فيهما ثنائياً قلَّ أن يَجُوَد الزمانُ به . وقد تَحقَّقَ ذلك بفضل الله وتوفيقه.
    في بداية عام 1967م والسيد الصادق علي رأس حكومته الاولي جئت ضمن طلاب الثانويات المنضوين تحت لواء حزب الأمة حيث رأيت السيدة الراحلة سارة لأول مرة في دار حزب الأمة المواجهة للهيئة المركزية آنذاك وقد كانت تعمل بيديها كالنحلة في خدمة طلاب غبر شعث جاءوا من اركان السودان الأربعة . لقد انطبعت صورتها وحالتها تلك في ذهني مما زاد إعجابي المبكر بها . لقد كانت سيدة عالمة عاملة ومُتواضعة تَألف وتُؤلَف . ثم زادت علاقتي بها قرباً حيث زاد إكباري وإعزازي لها يوماً بعد يوم حتي فُجعنا برحيلها المر المباغت . لقد عملنا تحت إشرافها ورعايتها ونحن طلاب في جامعة الخرطوم نقاوم بكل ما أُوتينا من قوة النظامَ المايوي الباطش الظالم . وكنت وقتها رئيساً لطلاب الجبهة الوطنية التي كان معظم عضويتها من حزب الأمة وبعض من الاتحادي الديمقراطي وبعض المستقلين . وكان السيد الصادق إمَّا سجيناً أو معتقلاً أو منفياً . ولكن لم يكن هناك فراغ فالسيدة سارة رابضة متوثبة تُدير حركة الحزب من وراء ستار ودون أن يحس بعضُ أعضاء اللجان في الحزب بأن القناة السالكة هي القناة غير المرئية وهي عبارة عن شبكة عنكبوتية تنتظم البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها . وكانت المعارضة في قمتها نشاطاً وحيوية وتنظيماً وسط الأحياء والطلاب والمهنيين والعمال والنساء . بل إن الشبكة العنكبوتية تلك ساهمت بدور فاعل ومفصلي في هجرة أصحاب الإمام الي الحبشة ثم الهجرة المعاكسة الي ليبيا كانت السيدة سارة هي (الأُميَّة) التي تجتمع عندها خيوط الشبكة . كان أمن نميري يعرف أن ما تقوم به سارة وفريقها وقد كنت ضمن أفراد ذاك الفريق هم مصدر الخطر الحقيقي لنظامه وليست اجتماعات السياسيين المخترقة والتي يعلم النظام تماماً ما يدور فيها . ولكن الحلقة العَصِيَّة التي لم يستطع النظام فك شفرتها وحل طلاسمها هي حلقة البيت حلقة سارة الفاضل.
    لقد وضح للنظام المايوي بعد المواجهات العنيفة في شوارع الخرطوم في الثاني من يوليو 1976م بأنهم كانوا يراقبون حجراً فارغاً . حتى أتاهم السيل من حيث لا يحتسبون فأخذوا بغتة وهم لا يشعرون. ولذاك الحدث الفريد قصة عجيبة حان الآن وقت روايتها في الحلقات القادمة.


    السيدة سارة الفاضل سيرة عطرة ومسيرة قاصدة (2)
    لقد ظهر حزب الأمة عقب ثورة أكتوبر المجيدة بقائد جديد ذي شخصية آسرة ومؤثرة وكاريزما ساحرة تُحيط به كوكبة من الشباب المتعلم والشيوخ المجربين . وكانت أطروحات الحزب وشعاراته علي كل لسان . لقد جاء الحزب العتيق الذي كان له الفضل الأكبر في تحقيق الاستقلال ووحدة البلاد ، جاء يتضرَّع في أثواب قشيبة تَسرُّ الناظرين . لقد كان شباب الجامعات آنذاك يتصدر ليالي الحزب السياسية ومؤتمراته وتجمعاته تقديماً ومشاركة وكنا نحن في الثانويات نسير علي خطاهم ونقلدهم في كل شيء . كانت الراحلة العزيزة سارَة الفاضل تفيض حماسة ونشاطاً وهي تجمع حواليها تلك الكوكبة المنيرة أمثال الصادق بلة محمد ومنصور مصطفي احمد ومحمد عوض الكريم وصديق ابو جديري وشاطرابي ثم والت جموع الطلاب تثري علي حزب الأمة فكان هناك عباس برشم والزهاوي ابراهيم مالك وفيصل خضر مكي ومكي يوسف وسعيد نصر الدين والطاهر عثمان ادريس وعثمان جيلاني ادريس وعبد الرحمن مكين وحامد محمد حامد وعبد الرحيم نور الدين حتي وصل الي دفعتنا الصادق ميرغني حسين زاكي الدين وابراهيم محمد علي تيمس وعمر بابكر وجبرا النعيم جابر ورحمة ابوروف والطاهر الشيخ الفكي ومخير الطاهر والمليح محمد المكي وعبد الباسط احمد الحسن ومأمون خالد علي وآخرون كثيرون وسعتهم السيدة الراحلة بأخلاقها جميعاً حتي كان البعض يظن انه اقرب ا ليها من الآخرين ولكن الحقيقة أنهم جميعاً كانوا علي درجة واحدة من القرب منها . عندما اعتقل السيد الصادق يوم 9/6/1969م ظهرت بؤر للمعارضة باسم الحزب اشهرها لجنة د. عبد الحميد صالح وكان يعاونه د. شريف التهامي وتضم هذه البؤرة المعارضة الاساسية من طلاب وعمال وزراع وممثلي اقاليم السودان المختلفة . وكانت هناك مراكز للمعارضة مثل منزل الأمير الكبير عبد الله عبد الرحمن نقد الله ومجموعات من المعارضين امثال المرحوم عثمان جاد الله النذير كانت له صلة بالطلاب وكثيراً ما كنا نعقد بعض اجتماعاتنا في منزله بالعيلفون . وهناك مجموعة محمود ابشر ابو سعيدة وصديق نمر وغيرهم وكنا نتعامل مع كل هذه المجموعات باعتبار ان كل الطرق تؤدي الي المقاومة . وكانت السيدة سارَة تدير كل هذا العمل من وراء ستار ودون أن يحس الآخرون بأنهم ليسوا المجموعة الرئيسية وهو ما عرف في ادب حزب الأمة العمل وفق مقطوعيات وتكليفاتهم محددة لان العمل اذا سار في حلقات فان اجهزة الامن اذا ما اخترقت حلقة غابت عنها حلقات اخري . كانت الراحلة العزيزة تزور السيد الصادق المهدي في السجن او المنفي كلما سنحت فرصة وكانت تأتي بالتوجيهات اللازمة للجهة المحددة . وكانت الراحلة موضع ثقة الجميع . كانت قوية الشخصية فولاذية التصميم والارادة وكان العمل معها سهلا سلسا فهي تكاد تكون موجودة بالبيت علي مدار الساعة ولانها كانت شجاعة لم يكن لقاؤها صعباً مثل الآخرين الذين يعملون ألف حساب لكل صغيرة وكبيرة مما أثر سلباً علي العمل . في تلك الفترة العصيبة كنا نأوي الي بيت الملازمين كما تأوي الحية الي جحرها ، ونعقد إجتماعاتنا في ميادين المنزل أو قاعاته ونتداول في شئوننا العامة وسط ضيافة أريحية ثم يخرج كل منا من أحد الأبواب. كانت السيدة الراحلة هي التي كانت تقف خلف كل هذا النشاط وعندما وقَّع نميري دستور 1973م وأسماه دستور السودان الدائم أطلق بموجبه سراح كل المعتقلين السياسيين وعلي رأسهم السيد الصادق المهدي الذي ظل يتنقل بين السجون والمعتقلات والمنافي حتي الخامس والعشرين من مايو 1973م لقد كانت مناسبة عظيمة هي بمثابة استفتاء علي شعبية حزب الأمة وزعيمه الصادق المهدي . لقد كان طلاب جامعة الخرطوم والاسلامية والفرع والمعهد الفني والثانويات هم خطباء الاحتفال الذي امتد لأيام عديدة . وكانت الراحلة العزيزة بالاضافة الي عملها في إكرام الوفود كانت تنتهز الفرصة لتجويد خطوط شبكة العمل السري المحكمة مستفيدة من الارتخاء الامني وقتذاك . وقد بدأنا التنسيق للقيام بحركة شعبية اساسها الطلاب والعمال والفئات الاخري . لقد كان د. الترابي وعائلته الكريمة يسكنون نفس منزل الملازمين مما سهّل علي لجنة التنسيق بجامعة الخرطوم المكونة من من الاتجاه الاسلامي والجبهة الوطنية وكان رأسها الاخ بخاري ادم ابوجبة من الاتجاه الاسلامي وشخصي من حزب الامة فكنا نجتمع مع الزعيمين معاً بسهولة ويسر. وكانت الخطة تقضي بالتعبئة الجماهيرية عبر ندوات يقيمها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي كان رئيسه الشهيد احمد عثمان مكي من الاتجاه الاسلامي وسكرتيره العام الشهيد عباس برشم من حزب الامة . وقد كادت الانتفاضة التي تم الاعداد لها بدقة ان تنجح في شعبان اغسطس 1973م لولا بعض الهفوات ولكنها لقنت النظام درسا قاسيا لعله يتذكره الي الآن . كانت الراحلة العزيزة قوية الصلة بعملنا التعبوي الخطير وفي احدي المرات كنا نريد ان نقدم مشروع البديل لمايو وهو برنامج اعده السيد الصادق المهدي وكلفنا نحن في جامعة الخرطوم بازاحة الستار عنه عبر صحيفتنا الحائطية (آفاق جديدة) بالنشاط. جئت الي الملازمين ومعي الاخوين احمد الحسين من كلية الزراعة ورحمة ادريس يوسف ابو روف من كلية الهندسة . صعدت الي الطابق الاعلي حيث وجدت السيد الصادق والسيدة سارة وهما ينظمان المكتبة الرئيسية . وضع لي السيد الصادق نسخة البديل بين ساقي والبنطلون والسيدة الراحلة ترمقنا وتبتسم وفجأة إقتحمت مجموعة من رجال الأمن المنزل بهدف تفتيشه واعتقال السيد الصادق شغلتني الحالة العامة عن نفسي وخفت كثيراً علي السيد الصادق . وعندما رآني كذلك اقترب مني وقال لي يا أخي ما تنزعج نحن عندنا رسالة ومافي مخلوق يمكن ان يتسلط علينا قبل اداء رسالتنا . فنزلت كلماته علي برداً وسلاماً وعندما هممت بالخروج سألتني الراحلة العزيزة قال ليك شنو وعندما اخبرتها كبّرت وتهلل وجهها . وصلنا الجامعة ورفيقاي وكان مانشيت جريدتنا في اليوم التالي حزب الأمة يطرح البديل).


    --------------------------------------------------------------------------------
                  

02-14-2008, 06:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: من الله)

    شكرا للاخ
    احمد البشير من الله
    وهذا مقال رصين للصحفى الكبير مرتضى الغالى ..


    العدد 128 - الخميس 14 فبراير 2008


    سارة الفاضل.. امرأة من السودان

    مرتضى الغالي

    الذي يؤرق الخاطر بل يدمي الفؤاد ليس فقط التأسي على الوشيجة الإنسانية التي تربط سارة الفاضل بمن يعرفها عن قرب أو بعد, فهذا أمر يِكُل الناس فيه أمرهم إل

    ى رب السموات حتى يتطامن الصبر وتفيض بحار السلوان على براكين اللوعة, لتكفكف بعض ذيول الفقد الكبير الذي انقطع به جريان "نهر المودة" والذي إنبتت به فيوض الأنس الجميل وصوحت به أزاهير التراحم وغاضت به عيون الإلفة وهرب به "عطر الأحباب" وتلاشت فيه الحكايات العامرة عن ثقافات أهل السودان. وقصص رجال ونساء معركة الإستقلال والريادات الأولى ويوميات القرى والدساكر, وأيام الوطن العصيبة, وزمن الدراسة ما وراء البحار, وشوارد المهدية, وأوابد سنوات السجون والغربة, ومفارقات الحاضر والماضي واستشرافات الجديد, وحكمة نساء العائلة الأوائل وسياحات الشعوب والقبائل. ولكن الذي يؤرق الخاطر ويدمي الفؤاد أكثر من ذلك.. فالذي يؤرق عن غياب السيدة سارة أكثر من ذلك وله رابطة كثيفة الاندغام بآخر ساعاتها في هذه الحياة الدنيا التي ستودع كثيراً من بهجتها بعد هذا "الرحيل المرّ" رغم السيرة الحلوة, ولكننا على سنة الله في خلقه.. نحيل الوداعة لله إيماناً بأنها قد أعطت وأوفت وغرست, وبنت وأشادت وسخت, فأجزلت وتقدمت ورابطت, ومحنت, وبذلت, وقاربت وسددت وأحسنت هندسة وتشبيك منظومة متينة من الناس ومن البنات والأولاد والأحفاد والقيم والأعراف والسلوك والذوق والفن حتى شملت هذه النفحات والبركات الخصوم والمشفقين والمقربين والأباعد وأصحاب العريكة اللينة والمتجانفين ثقلاء الحِسْ.
    أعود للبداية بأن هذا الفقد الجسيم ليس كله على صعيد هذه الانسانية الشفيفة, التي كانت تصدر عنها كما يتضوعّ العطر من الوردة ولن يقف الفقد على أنها كانت نبعاً من المودة وبستاناً من الإنس اللطيف والوقار الجليل, ولكن الفقد الذي أعنيه هو عين ما قضت فيه "ساعات حياتها الأخيرة" قبل ان يفقدها أهلها وأحبابها والوطن.. أعنى إعادة السودان الى دائرة القومية والوحدة الجاذبة العادلة والمواطنة الحقة ومد وصل الشمال إلى الجنوب.
    يقول أذكياء الفكر المهدوي أن من بين اختراقات المهدية الكبرى انها من باب الفكرة الجامعة جمعت غرب السودان بشمال السودان الكبير "أولاد الغرب وأولاد البحر والشرق" وقد كان دأب السيدة سارة أن تكمل الدائرة فتجمع إلى ذلك الجنوب, ومن هذه نرى أن تقارب حزب الأمة وكيانهم مع الحركة الشعبية برمزيتها الجنوبية هو من أكبر المهام التي بدأتها سارة وتركتها عندما لبت داعي السماء "لمن يأخذها بقدرها" وهي مهمة تستوجب السهر عليها حتى تكون أكبر تقدير دنيوي لهذه السيدة, فقد كانت تراها مهمة جديرة بأن تعطيها كل ساعات حياتها الأخيرة بعيدة عن غرفة بيتها.
    كثيرون من أصحاب النظارات المعتمة والنظرات الضيقة والنفوس الشحيحة الذين لم يفطموا من شَره المصالح الذاتية المحدودة والإثرة المريضة, يعملون ما في وسعهم من أجل إبتعاد الشقة وتعظيم الشروخ بين حزب الأمة وبين الحركة الشعبية, وقد يوجد من بين هؤلاء مَنْ هو في حزب الأمة ومَنْ في الحركة, كما يبدو لنا من القرائن بين حين وآخر, دعك من الذين يدفعون "دم قلب غيرهم" لإقامة الحواجز بين هذين الكيانين, ونحن في هذا المنحى من الحياة السودانية نرى ان في اقتراب الأمة والحركة عافية كبرى لجسد السودان "بأكثر من معني" وليس من أجل التشفّي في كيان يمسك الآن بغير استحقاق على خناق البلاد وعلى خيوط السلطة والثروة "مع جواز التشفّي من المستكبرين" لولا أن التشفي ليس من خلائق النفوس الكبيرة.. ولكن من أجل هدف أسمى هو إعادة تمتين النسيج السوداني وإقامة قواعد البيت السوداني الذي يسع الوحدة العادلة، ولا نقول بذلك من باب المداهنة لأي من الكيانين أو من باب النفاق المستجد أو "السوعيب" كما يقول بعض أهلنا في ريف شندي بمعني المصانعة و"الرَغَمْ المريض" لذوي القربى أو المصلحة أو بمعني التزلف الذي يتمسح به بعض الناس لبعضهم من باب رجاء العطية أو دفع الأذى أو مجاراة ما ليس حقاً إيناراً للسلامة أو المناصرة الظالمة لمن تحب وتهوى.
    أين السيدة سارة من ذلك البعد القومي الذي فيه؟ انها في قلبه وخشيتنا بعد فقدها ان تكون الراحلة قد كانت "الفارسة الوحيدة" في هذا المضمار, ليس من باب سوء الظن بكثير من أصحاب الرؤية القومية العاقلة ولكن للقبول الكبير الذي كانت تحظى به وهي تسعى داخل أكثر المعاقل وعورة وخشونة.
    لا والله لو كان هذا الغَرس القومي الإنساني يمكن افتقاده جملة واحدة بفقدها لوقعنا في مناقضة أنفسنا عندما أسلفنا القول بأن الراحلة العزيزة على السودان قد أقامت شبكة من الناس والقيم والأعراف ونسلاً صالحاً من الأبناء والبنات والأحفاد والمعارف والأصهار والرجال والنساء ومصفوفة للاقتداء من الهدى واليقين والمصابرة والعزيمة.. وكل هؤلاء واولئك ممن تشربوا بكثير من خطوات نفسها الكبيرة في شتى ميادين الفكر والحياة والنشاط, فقد كانت أفكارها تتسرب الى من حولها حتى وهي تحيك لهم صرار الحب أو وشاح المهاداة
    مثلما قال العقاد:
    أَلَمْ أنلْ منك فكرة
    في كل شكة إبرة
    وكل عقدة خيطٍ
    وكل جَرة بكرة
    سيكون من بين ما يمكن ان يمسكوا بخيوطه هذا الهم الذي يريد أن يجمع في كنانته كيانات الشمال والجنوب, فقد كانت من بين "الساهرين والساهرات" الذين يحاولون إجلاء حق الجنوب معترفين بظلامته ومن بين من يسوءهم ألاّ يؤدى حق الجنوب وألاّ يسلم مكاسبه من نيفاشا على ألا يغلق الباب على أنف "الملكية القومية" لاتفاقيات السلام, وألا يتم استعدال أحوال الشمال حتى لا ينفرد به "غير المأمون عليه" انتصاراً للمشاركة الشعبية وعدم السماح باستخدام نيفاشا على غير جوهرها الرامي للتحول الديمقراطي وعدم تمكين من يريد بالاتفاقية شراً أو من يريد أن يجعلها "هراوة" على يديه ليرهب بها خلق الله المتطلعين للحريات والعدل والانصاف.
    لا نريد ان نجعل وداع السيدة سارة عسيراً وشاقاً على المهج والنفوس, ولو بدأنا نذرف الدموع لما انتهينا. ولكن نريده وداعاً حميماً شجاعاً ذا عبرة للسودان, ولمعاني الانسانية والوطنية والرحمة "فبأي آلاء ربكما تكذبان"..



    الاجداث
                  

02-17-2008, 04:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)


    سارا الفاضل والبدايات (1/2)

    رباح الصادق

    كان مقال الوداع لقراء الصحافة الأعزاء مؤقتا بالسبت الماضي، ولكنا ودعنا قُرَيبه أما لا كالأمهات، وانشغلنا بتلقي العزاء فعزمنا أن يحوي هذا المقال وداعين: وداعا لقراء الصحافة الأعزاء، ووداعا للحضور المادي اللطيف لسارا الفاضل محمود عبد الكريم محمد عبد القادر ساتي علي حاج شريف. لم تكن سارا معجبة بمفارقتنا الصحافة التي كانت من قرائها المداومين، ولكن العزاء أن ذلك يأتي في إطار رسالتها التي استشهدت دونها، وهي ردم الهوة بين شمال السودان وجنوبه. في هذه الخواطر حبسنا الدموع لأنها حصان جموح لو ركبناه لأردانا قتلى الحزن، وأسرجنا قلما باردا يود لو يدلق حبرا مثلجا بكل ما يعلم، ولكن هيهات، فلن تحد سارا كلماتنا، ولكن حسبنا أن نروي أشياء أو نوصل أفكار نحسب أنها لم تنل قدرا كافيا من التناول، في هذه الحلقة نتحدث عن بداياتها الباكرة والعلاقات الحميمة التي أطرتها أو نهلت من معينها، وفي الحلقة القادمة ننثر بعض الأفكار حولها وحول رحيلها الجسدي، وفي المقالين نهتم بالزوايا الأكثر خصوصية في حياة سارا باعتبار أن الشهادات حول الحياة العامة كانت الأعلى صوتا.
    شهادة ميلاد سارا كانت بحوزة جدها لأمها الإمام عبد الرحمن المهدي وضاعت وسط أوراقه، لكن زوجه الوفية آمنة بنت فرج الله كانت مؤرخة الأسرة حينما تعز الوثائق. قالت إن سارا ولدت في شتاء قارس والأرجح أن ذلك كان بشهر نوفمبر من العام 1933م، فجاءت الخامسة بعد أربع بنات وولد وأعقبتها بنتان، وكان أبوها يقول إنني أنجبت ست بنات وولدا وبنتا بمائة رجل!. ولما جاءت أنثى أُحبطت الأسرة فعزاها السيد عبد الرحمن بتسميتها (سارة)، فسرّت الناس طوال حياتها، ثم كأنها أخذت السرور معها ورفع من مضابط الأرض حين الرحيل. وحينما رأى أخوها الطاهر، وكان صغيرا في الثالثة، حاملتها وقد قطبت جبينها غاضبة قال لها: لا ترمها فستنفع يوما ما، لذلك كانت جدتها السيدة خديجة ابنة الخليفة شريف تسميها (البتنفعي). وهكذا دارت معاني وجودها حول أسمائها: سارة، وفاضلة، ومحمودة، وكريمة، وقادرة على الفعل، وسيدة ببذل المشقات (وساتي تعني سيد)، وكانت من أبرز أشراف السودان وأحراره، وكانت كذلك نافعة للبلاد وللعباد.
    انقضت حياة سارا الدنيوية يدور رحاها بين شاهدين: شاهد التطابق مع سيرة جدها الإمام في أمور كثيرة مع الفارق في ظروف كل منهما، وشاهد أنوثتها الذي حد من سقف ذكرها وهي حية حتى كأن موتها قد مزّق حجاب الأنوثة ذاك فانبجست أعين كثيرة تعدد مآثرها وتروي أبعاد دورها الوطني وعمقها الإنساني، ولم تعدم من يمتدحها بنسبة خصالها للرجولة بل حتى للشراسة والعنف، بينما كان ذلك عجز عن اكتناه معناها وقوتها وصلابتها وقدرتها التي لم تخل أبدا من إنسانية ولين ولطف!.
    أما تطابق سيرتها مع سيرة جدها الإمام فقد عاشا حياة مليئة بالبذل والعطاء معروفة بالسخاء اللامحدود، وبالذوق الملوكي الذي نسبه الإمام الصادق يوما ما وهو يتحدث عن الإمام عبد الرحمن لتراث سلطنة الفور التي تنحدر منها السيدة مقبولة والدة الإمام عبد الرحمن، فكلاهما كان مولعا بالإتقان مهتما بكمال الأشياء وجمالها وتشكيلها نفس الاهتمام بالبواطن، فقد أضفى الإمام عبد الرحمن على الشكل والمعمار والأزياء قيمة بعد أن لفظت المهدية بعض جوانبها في إعلائها لقيم الزهد وهجران الدنيا وقول قائلها (أنصارك المنصورة جمالهم باطن مو صورة).. كان كلاهما مهتما بالصورة، وهذا باب ولج فيه فلاسفة الجمال وعلماء التربية مؤكدين على دور جمال الصورة وأثرها على جمال الباطن! وتذكر سارا علاقتها المميزة بجدها وأنه كان يحبها منذ صغرها برغم أن علاقتها كانت مؤطرة باحترام تكنه له (لدرجة تقارب التقديس) فقد كان معجبا علاوة على حسن خلقها بإتقانها وترتيبها وحسن تدبيرها وحبها للجمال والزهور والتنسيق، وحينما جاء زواج إحدى بنات خالها قامت بواعز من نفسها بنجادة طقم للجلوس بشكل متقن فأعجب الإمام خاصة وأنها لم تنل تدريبا وكانت فتاة دون العشرين، فحفزها على ما قامت به. وكان يختارها لمقابلة ضيوفه الأجانب اعترافا بكياستها وحضورها الذكي.
    طلبت سارا من جدها أن تسافر لطلب العلم للخارج، وحينما زار السودان وفد من كلية النساء في جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1958م في إطار تخلص الأمريكان حينها من عزلتهم المجيدة، تحمس الإمام لفكرة إرسالها لتلك الكلية، وأبقى مداولاته مع الكلية والترتيبات اللاحقة كلها سرا حتى لا يعرقل الفكرة المعرقلون. حتى كان يوم الرحيل في أغسطس 1958م وعمل الإمام على أن يصادف ذلك يوم الدعوة التي نظمها السيد عبد الله الفاضل له بمناسبة سفره. فخطب الإمام عبد الرحمن في الجمع الأسري قائلا: إن العالم يتقدم ومن يتخلف عن مسيرته يقبر، والمرأة لها دور كبير في الأسرة وخارجها، وسأرسل سارا بنتي لتلقي العلم، فإما أن تنجح وتفتح بابا واسعا للمرأة السودانية أو تفشل فتغلق من خلفها الأبواب، وحريٌ بها النجاح وأراها أهله، وقد قيل "يتغرب خيارنا عشان يستر حاله وحالنا"، وآمل أن يكون اختياري هذا صحيحا. وكانت سارا حضرت للحفل بحقيبتها فقال للصادق ابن خالها أوصل أختك للمطار، وأعطاها الصادق يومها، كما روت لي، مصحفا ومسبحة!.
    ومما شبهت فيه الإمام اهتمامها بالناس وبكل تفاصيلهم مثلما تهتم بالقضايا العامة والمواقف الكبيرة، ولذلك قالت عنها معزية: كانت أمة، ورثاها راث: يقال فقدنا أما بل أمة تحكي النضال أطره العطاء!. هكذا حاكت جدها في الريادة وفي العطاء والسخاء والإحسان والاهتمام بالجمال والإتقان وفي أنها كانت مثله أمة، ورحلت في نحو عمر رحيله!. وقال الناس إن يوم تشييعها يذكر الناس بيوم تشييعه، وأفصح عن هذا الدكتور عبد الله حمدنا الله موردا أبيات المحجوب وصفا لذلك اليوم المهيب.
    وحاكت سارا خالها الصديق في التصدي الباسل للشمولية والشموليين، ولئن وقف الصديق في أغسطس الفجيعة ليلة أحداث المولد عام 1961م، يضمّد الجرحى وينقل الجثامين بيده، فقد فعلت ذات الشيء في مارس المجزرة عام 1970م يوم أحداث ودنوباوي مضمدة وموارية الجثامين.. وكان خالها يحبها ويعجب برجاحة عقلها وحينما يضرب المثل بالتصرف السليم كان يتمثل بها، وإن لم يكن متحمسا لسفرها للخارج للدراسة، وحينما توفى الإمام عبد الرحمن في مارس من عام 1959م وهي بأمريكا أحست برحيله بدون أن يبلغها الخبر الذي وصلها بعد نحو شهر. فمن الجوانب التي لم يشر لها أحد الشفافية الروحية البالغة التي كانت تمتلكها سارا، ولا أشك أنها كانت من المحدثين، قال النبي (ص) "إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ." كانت تحدّث بكثير مما يدور حولها فكأنها رأته رأي العين، وكانت لها علاقة وصال روحي قوية (وباللفظ العلمي المعروف تخاطر) مع بعض الناس على رأسهم زوجها وحبيبها الإمام الصادق، وكانت تعد نفسها زميلة له وأيضا عارفة بمقامه الروحي البالغ، وقد روت لي كم مرة تيقظت آناء الليل ونظرت له فرأته نائما يشع منه نورا.
    الشاهد، حينما توفي الإمام عبد الرحمن أرسل لها خالها مكتوبا يحذرها فيه من العودة للبلاد برا برغبة والده أن تكمل دراستها بأمريكا، قال لها لو عادت فإنه لن يستطيع الدفاع عنها وحمايتها، كما فعل جدها الإمام، في مواجهة رجال الأسرة ونسائها الرافضين للسفر، لذلك قضت طيلة فترة دراستها بأمريكا لا تعود لوطنها، تعمل إبان الإجازات في مختلف الأعمال، وتشارك في المناشط العامة حيث ترأست فرع أوهايو من اتحاد الطلاب الأفارقة بالأمريكتين كما روى الأستاذ على محمود حسنين.
    وحاكت أمها السيدة عائشة في كرمها وفي اهتمامها بالتكية واعتنائها بالضيوف. فقد كانت عائشة أساسية في منظومة الكرم الخاص بوالدها الإمام عبد الرحمن، وقد كانت تتنقل مع زوجها بين المشاريع الزراعية ولما استقر بها المقام بأم درمان عمل أخوها الصديق على ابتياع عدد من المنازل المجاورة لمنزلها حتى ينزل فيها كبار الضيوف إبان إقامتهم بالعاصمة أمثال نواب البرلمان وغيرهم وتشرف عائشة على خدمتهم. وكذلك كانت سارا موسوعة للضيافة والمسئولة عن استضافة الوفود الدبلوماسية كافة.
    وأخذت عن أبيها الفاضل حب المكتبات والمطالعة، وقالت إنها وأخواتها كن يشغفن الاطلاع منذ صباهن وكانت جدتهن السيدة نصرة كلما تراهن في ذلك الحال تقول لهن: "يا بنات عشة القراية الكتيرة دي خلوها بتسوي ليكن سردوب!" وقد ذكرت السيدة نفيسة المليك كيف تميزت أسرة الفاضل باتقاد الذكاء وحب المعرفة، فقد كان الفاضل مشهورا بمكتبته العامرة وكان يسافر لمصر وللبنان وغيرهما للبحث عن كتاب نادر، ولكن للأسف ضاعت تلك المكتبة العظيمة بتضافر سببين: حب تعميم الخير الذي تمتلكه سارا والبطش الآثم الذي تفعله الشمولية، فقد أقنعت أخوانها بإهدائها لمكتبة حزب الأمة إبان الديمقراطية الثالثة، وصادرها انقلاب يونيو 89 ضمن ما صادر ولما أعاد دار الحزب لم يعدها، وتعد إعادتها والأوراق الخاصة بالحزب التي أخذت حينها كلها من مطلوبات تهيئة المناخ التي يتحدث الناس عنها الآن.
    وأخذت عن أختها الأكبر هدى حب الحياكة والتدبير المنزلي وقالت إن هدى درست الخياطة في مدرسة الراهبات وكانت عندها مكتبة تامة خاصة بأمور التدبير المنزلي المختلفة وأنها أول من اهتمت بالبستنة وتنسيق الحدائق، وقد أخذت عنها كل هذا بدرجة الامتياز وبرعت فيه. وحينما سافرت لأمريكا درست سارا كهواية تنسيق الزهور على الطريقة اليابانية. ولعل كل ذلك هو ما حدا ببعض الناس أن يقول إنها كانت ربة منزل، وهذا الوصف لم يكن صحيحا، فقد ولجت سارا العمل العام وهي دارسة أولا وموظفة ثم معلمة، ثم تفرغت للعمل العام بشكل تام، ولم يكن حضورها داخل المنزل حضور كم فقد كانت دائبة التحرك خارجه ولكنه كان حضور كيف، ولم تكن ربة منزل وجدت طريقها سالكا للسياسة عبر زوجها كما توحي هذه الفكرة، بل كانت مشغولة بالعمل العام كهم أساسي وتهتم بالأمور المنزلية بشكل تلقائي هو جزء من شخصيتها الناشدة للكمال والجمال.
    تفتق عطاء سارا منذ صباها وشبابها الباكر، فكانت ملاك الرحمة الذي يرفرف على المرضى في الأسرة بالعناية والمتابعة والسهر، قال لها طبيبها إن علة الظهر التي كانت تعاني منها آخر أيامها سببها تعرضها لانزلاق في سن باكرة، قالت: كل أهلي الكبار كنت أمارضهم حين يمرضون وأقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تحدث لهم قرحة السرير، وأحملهم وأسوقهم في عجزهم. وكانت أعمالها وتميزها وإشرافها على جدتها السيدة خديجة وعلى ترتيب الحوش وغيره يدرون عليها العطاء من الإمام عبد الرحمن ووالدها وخالها فأوقف كل منهم لها راتبا، وكانت تنفق تلك الأموال على المساكين والمحتاجين، وتشتري الأقمشة وتخيط بنفسها ألبسة للفقراء والأطفال في حوش المهدي في الأعياد والمناسبات وقبل حلول الشتاء، وكان يعاونها في أعمالها مستخدمة من الحبشة اسمها (ألقة) وصبي سوداني يطلقون عليه اسم (علي سارة) تستأجرهم من حر مالها وهي فتاة لم تتزوج بعد!. لذلك لم يكن شعر الدكتور عبد الماجد (رحيل المرأة النخلة) إلا من باب أعذب الشعر أصدقه كما قال الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه (مع الشعراء) مستنكرا المقولة القديمة: أعذب الشعر أكذبه.. قال عمر:
    قد كنت للفقراء أما
    والمساكين الرفيق
    كالدوحة الفرعاء
    موئل كل عصفور طليق
    أما قصة العصافير الطليقة، فقد انخرطت سارا باكرا في العمل العام عبر رابطة الأسرة التي زاملت فيها ابن خالها الصادق وكانوا يعملون في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية بحثا عن حرية البلاد واستقلالها، قال الصادق: لقد ظلمت سارا لأنها لم تنخرط في العمل العام لأنها زوجتي كما يظن الناس بل لقد تزوجتها لأنها كانت كذلك أصلا. قال الأستاذ عمر العمر: هل كان مطلوباً أن يتعرّض الإمام لكل هذا الفقد الفادح والجلل من أجل أن ينتزع براءته؟!يا للهول كم كُنّا قساة جلادين!
    وعملت في اللجنة التنفيذية لجمعية نهضة المرأة التي كانت ترأسها السيدة رحمة عبد الله والدة الصادق التي صارت نسيبتها فيما بعد، والتي جمعتها بها محبة لا محدودة وغير معهودة في العلاقات الشبيهة. كم شهدنا جلسات تجمعهما كأنما جمعت صفاء الدنيا وبهجتها. العلوم الأصيلة والمعرفة التي لم تقيّد بعد والتي تخرج كالسنا عن النجوم، والطرفات التي لا تنقطع، والظرف الذي لا يمتنع، والضحكات التي كأنما ترن داخل الأفئدة يتناغمان بها وتعب منها الأرواح وتحدق فيها الحدقات. جلسات انقطعت وذهب نصفها منذ ربع قرن ولا زالت في الوجدان ترن، وذهب الآن النصف الآخر فكأنما انقلب على الروح ظهر المجن!.
    نواصل غدا بإذن الله، وليبق ما بيننا

    الصحافة
    16/2/2008
                  

02-17-2008, 07:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    خواطر قلب ذبحه الرحيل

    متفرّقات حول سارا الفاضل (2-2)

    رباح الصادق

    تحدثنا أمس عن بدايات سارا في الإحسان والريادة والعمل العام، وتحدث كثيرون عن دورها الوطني، وما زال ما وصفوه أقل مما يطفو من جبل الجليد وجبل الجليد يطفو ثلثه ويظل ثلثاه مغمورين تحت الماء: كم سجنت كم نفيت كم عملت في منظمات المجتمع المدني وفي مجالس الجامعات، وفي العمل السياسي الحزبي، وفي العمل الإنساني والإغاثي، وفي العمل النسوي. كم ابتكرت كم جدّدت كم أحسنت... إلخ.
    وكنت أحثها كثيراً على أن تدوّن ما قامت به من جلائل الأعمال لأنني أظن أنها ظلمت وغمطت حقوقها وبخّست أشياؤها، فقد بذلت ما ملكت يداها للوطن، ولكني لاحظت زهدها في ترديد أعمالها كأنما مستغنية عن علو الذكر في الدنيا مع أن من العمل الذي لا ينقطع بعد الرحيل الجسدي العلم الذي ينفع، وكذلك السنة الحسنة التي يتبعها الناس ولن يعرفها أحد لو لم تدوّن ويدوي ذكرها. وقلت لها يا أمي اتركي ما يصيبك من فخر وعايني لما يصيبنا من عزاء! لقد حرمنا منك في أحلك ظروفنا في الطفولة والمراهقة قضيتها ما بين السجون والمنافي، حيث لا شيء يعدل حضناً كحضنك وقرباً كقربك، ولو سجلت ما قمت به لكان لنا في ذلك عزاء أننا لم ندفع تلك الضرائب الباهظة سدى! وذلك برغم ما قامت به أمنا عرجون (مريم أحمد بشارة عبد العزيز)، حيث كانت تسهر علينا وتتابع أحوالنا وكنا نسميها أمنا الحقيقية، حتى علمنا أن سارا كانت أماً حقيقية أيضاً ليس لنا فحسب بل لبلاد بطولها وعرضها!
    وفي العام 2003 بدأت أسجل من سارا بعض الذكريات، ولكن ذلك المجهود وإن غطى أكثر الفترات صعوبة على التاريخ إلا أنه لم يتصل. ثم احتفيت كثيراً مؤخراً بورقة قدمتها في دورة الرباط الاستراتيجي التي أقامتها دائرة التنمية البشرية لحزب الأمة، وذلك قبل نحو أسبوع من رحيلها، سجلت فيها جانباً من عطائها داخل حزب الأمة. وكنت تراها ملتصقة بالمكتب تدوّن وتراجع، وأجلس أحياناً إلى جوارها أسألها عن تفاصيل ما تكتب وأدوّن أطراف خيوط لأجذب بها مستقبلاً المزيد. ولكن الله فعالٌ لما يريد.
    لم تدوّن سارا الفاضل أكثر ما قامت به، وذهبت خلسة فالحمد لله. قال الإمام الصادق وهو يذكّر فالذكرى تنفع المؤمنين: إذا لم تواصلي، وكل أبنائها بالروح والجسد، إذا لم يواصلوا المشوار بعدها ولو انهزمت للحزن ورغَّبتِ نفسك بالبكاء ترغب (فالنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع!) وتكون سارا حينها قد فشلت ويكون رأس المال العظيم الذي تركته مذرياً للرياح! تذكري كيف كانت تجلد في مواجهة الأهوال والصعاب وقد مرّت بما مررت به. أقول: لقد مات والداها وهي بارة بهم وهي عينهم التي بها ينظرون ويدهم التي بها يفعلون ورجلهم التي بها يمشون، وذهبت هي وأنا أحدّث نفسي بالبر! وهي العقل الذي له نسمع، واليد التي بها نصنع، وهي عيني التي أرى بها وقلبي الذي أحس به لكأنما استمد من روحها طعم الأشياء! وأذكر أنها قالت لي يوماً كلاماً سمعته لعلها من خالتها رحمة أن الأم هي عين الرحمة التي ينظر الله بها لعبده فإن مات انفقأت، ونراها أماً ممتدة مساحات أمومتها وقد قال ابن أختها المفجوع القادم من كندا إنه في بلاده البعيدة كان يحس بغطائها عليه، ولعل ذلك مصداقاً للقول إن الأم هي عين الرحمة الإلهية، فالحمد لله. لأن سارا لم تكن محصورة في عدد محدود من الأولاد والبنات بل في بلاد ممتدة، وكانت أسرتها الممتدة تعتبرها عميدة وملاذاً، وقد تنادى أبناء أخوتها وبناتهن وأختها لوداعها الآن من قارات الدنيا المختلفة، وكذلك أبناء الروح جاءوا من الرياض وجدة ومسقط وغيرها من المدن الخارجية أما داخل السودان فإن الوفود ليس لها حصر. وأقيم لها عزاء في كل قارات الدنيا ودولها في أمريكا وفي أوربا وفي أفريقيا وفي آسيا وفي استراليا، وفي كل مدن السودان. لذلك نقول إن العزاء أن أحبابها بطول السودان وعرضه، ومحبتها بعرض السموات والأرض، وأن كل ذلك يصب دعاء صالحاً لها ورحمة ومغفرة بإذن الله.
    والحمد لله أن ربط على قلبنا فلم نقل سوى بحمده ولا حدنا عن ذكره وحففناها لحظة الرحيل وبعده بالقرآن وبالراتب وشيعناها بالتهليل وواريناها التراب قرب الأحبة أئمة الأنصار، ومن قاموا بجلائل الأعمال في القبة (العاجبة النظر). حفها من الآلاف الدعاء الصالح وشيّعتها القلوب المكلومة، ولأنها كانت تحب التميّز في كل شيء فقد أشار كثيرون لأن موقف تشييعها كان ولا شك مرضياً لها، ووداع الشعب السوداني لها والكلمات التي كتبت والمشاعر التي أسدلت عليها كانت فريدة ومميّزة ومتنوّعة وصادقة وحارة، وكان كل ذلك كرامة من رب العباد أكرمها بها، قال الشاعر عيشاب:
    ودعناك وداعاً بيه ترضى ويرضــــــــــــــــــــى
    وداعاً من قلوب المخلصين ما من قلوب المرضى
    وربنا يفرحك يوم النشور والعرضــــــــــــــــــــة
    ورحماته تنزل ليك دوام متطّــــــــــــــــــــــــــردة
    وقال الأستاذ الحاج وراق إنها إذا عاشت تسر، وإذا ناضلت تسر، وإذا ماتت تسر!، ذلك لأنها ماتت لردم الهوة بقوة! ومصداقاً لقوله فقد روى الحبيب آدم موسى سائق عربتها وآخر من كان معها إنها قالت له: والله يا آدم يا ولدي إن حالتي لا تسمح لي بالخروج لاجتماع لولا أن هذا الاجتماع مهم للغاية!! فتحمّلت ألمها وذهبت حتى لقيت ربها شهيدة الوطن..
    ومما قاله الناس عنها وأفاضوا سرورها وحبورها وصمودها، وما قيل ولم يكتب وجودها في كل الحواس (مثلما وجودها ما وراء الحواس الذي ذكرنا آنفاً) فكنت تسر لرؤيتها ولسماع حديثها وضحكتها، وللمسة كفها التي كانت تداوي بها المرضى وتطمئن بها المفزوع، كذلك كان عطرها الأخّاذ رابطاً بينها وبين أحبائها فكم من بكى مثلما بكى حضورها وسرورها رائحتها!! وأذكر أنني كنت حين سجنها ونحن أطفالاً في سبعينيات القرن العشرين أنتظر صرة ملابسها تأتي من السجن كل خميس لتغسل فأنحبس معها في غرفة أعب من ذلك العطر الغائب!
    وكان صبرها مضرباً للمثل، وحينما كان الأطباء يشاهدون نتائج التحاليل الخاصة بها في أمراضها المختلفة كانوا يتعجّبون من تماسكها البادي لكأنها لا تعاني شيئاً آخرهم طبيب العظام الذي حينما نظر لصورة الأشعة الخاصة بظهرها قال لها إن الناظر لهذه الصورة لن يصدق أن صاحبتها تمشي فهذه صورة شخص مشلول تماماً! ولم تكن تشكي الألم أو كان يوقفها عن أعمالها، قال الأستاذ المحبوب عبد السلام إنه تحدّث إلى طبيبها وتذكر قول المتنبي «إذا كانت النفوس عظاماً تعبت في مرادها الأجسام!».
    كذلك كان برها لصلة رحمها وسعيها لوصل القرابات الروحية وفي هذا الصدد جابت أفريقيا في نيجيريا والسنغال ومالي لوصل الأنصار هناك وعمل حلقة وصل بينهم وبين أنصار السودان.
    كان الشهر الأخير في الحياة الفانية لسارا التي تعيش حياة الخلود، كان مليئاً بالعطاء بصورة ملفتة، فقد ضغطت على آلامها ولعلها تجاوزتها وأماتتها عنوة فكانت كل يوم في حركة دؤوبة، وأمل متجدد، فهل كانت بإباء النسور وهي تحتضر كما قال الإمام مستشهداً بقول شاعر، أم كانت كغزالة المرحوم محمد عبد الحي التي أعقب برقها القتل؟:
    غزالة حلم زخرفي تهدّجـــــــــت إلى نبعها السحري في الليل تبتل
    فعالجها إذا أشرق البـــــدر صائد خفيف كنسم الريح ليس له نبل
    ولم أك أدري والشباب مطيّة إلى الجهل أن البرق يعقبه القتل
    والعزاء أنها ذهبت لدار الخلود وموازينها مثقلة بالعطاء والإحسان، وأنها بقيت أبداً روحاً ترفرف حولنا تدعو للجمال وللمحبّة وللصمود وللعطاء وللإحسان وللفضل وللكمال وللإتقان وللكرم وللشموخ وللإباء.. روح نحسها هي التي حجّرت أدمعنا وجففتها مع ذكر الله..
    والعزاء أنه حضرنا واتصل بنا وأبرق وكاتب كل حبيب من أصقاع الدنيا ومجاهل السودان، وقال: لم تكن أمكم وحدكم، كانت أم السودان، وقيل أم الأحرار، ونالت من الألقاب والأوسمة والنياشين المنثورة والمنظومة شعراً ما لم نحصره بعد! رثاها عدد من الشعراء والشاعرات على رأسهم الأستاذ سيد أحمد الحاردلو، والدكتور عمر عبد الماجد الذي قال:
    ولتهنئي بين الأصائل
    في مروج الضوء والكرم الإلهي الدفوق
    فلقد مددت لها الجسور
    وأنت بعدك في بدايات الطريق!
    اللهم لقد الجنة من باب الصابرين كما جاء بالحديث الشريف، وشهد الناس بتقواها فاحشرها في وفدهم يوم القيامة وقد قلت (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا). وشهدوا بأن موازينها مثقلة فاجعل عيشتها راضية كما قلت (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ). وأغفر وارحم وتجاوز عما دون ذلك إنك أنت الله الأعز الكرم.. آمين.
    وفي الختام نعدك يا سارا ألا ننكسر وألا نهجر الجلد ولا ذكر الله ولا دعوتنا لك بالرحمة والإحسان الذي تستحقين وزيادة، وأن نعمل ما بوسعنا، إن شاء الله، لتعرف الأجيال القادمة من كانت سارا؟ ولماذا أحبها الناس غير مكريين، وجاءوها غير «حارين» لمائدة معاوية، ولماذا بكوها هكذا كأنها الوطن

    الصحافة
    17/2/2008
                  

02-21-2008, 09:02 AM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سارة الفاضل ....مناضلة ...اشتهرت بالتواضع (Re: الكيك)

    كلمة الإمام الصادق المهدي في منتدى الصحافة والسياسة الاربعاء 13 فبراير
    تأملات بعد الوفاة
    عطرت سارة مرقدها أنفاس عيسى عليه السلام في دعوته: السلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية. لقد كانت في حياتها عبر، واليوم في وفاتها عبر تمسح العبرات بل تجعل من الموت وهو حقيقة مادية مدوية لإبتعاث حياة معنوية خالدة.
    أولاً: كثيرون أنكروا الخصوصية السودانية المصدر الرافد للوطنية السودانية ، لعل أفدح ما أعمى عيون الطبقة الخديوية المصرية هي ومن تبعها بغير إحسان هو هذا الإنكار - للخصوصية السودانية - الذي سمم علاقات الشعبين الشقيقين فجردها من المودة والندية. ان للسودان خصوصية قد لا تمتد إلى كافة حدوده الجغرافية ولكنها صالحة لتكون سلسلة فقرية يلتف حولها الشحم واللحم والدم ليجعل منها كياناً واضح الطعم واللون والرائحة في هذا الجزء من أفريقيا. خصوصية غذتها تراكمات أهمها: قبل ثلاثة آلاف عام قبل مولد السيد المسيح تفاعلت عوامل حضارية فولدت حضارة وادي النيل القديمة التي وحدت بين بعض إقليم مصر وبعض إقليم السودان وتعاقب على سلطانها فراعنة من المنطقتين - ثم تعرض شمال وادي النيل للغزاة بينما إزدهرت في السودان الحضارة الكوشية وعاصمتها كرمة لألف عام من 2500 ق.م إلى 1500ق.م - ثم ازدهت الحضارة المروية من 750ق.م إلى 400 وعاصمتها نبتة ثم مروي- ثم إمتدت في أرض السودان ثلاث ممالك مسيحية: النوباطيا وعاصمتها فرص 543م، المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز حتى كبوشية، علوة وعاصمتها سوبا من 580م إلى 1504م، وكانت لهذه الممالك لغة ودين مميز ودخلتها المسيحية سلمياً وكانت مستقلة . ونشأت في إقليم السودان خمس ممالك مسلمة: الفور-الفونج- الكنوز- المسبعات- وتقلي ثم خضعت لغزو عام 1821م وقاومته بصورة مشتركة عبرت عنها الثورة المهدية التي جسدت الخصوصية السودانية مثلما أشبعت الأشواق الإسلامية- ثم جاء الحكم الثنائي الذي أحدث تجربة مشتركة وقامت ضده مقاومة وطنية غذتها الخصوصية السودانية.. نعم فات على الوطنية السودانية التجسيد لكامل شعوبها وفاتها التوازن المطلوب ولكن عيب التجرية لا يبرر نفي حقيقة الوطنية السودانية وعطائها العتيق عبر القرون. نتيجة لهذه الخصوصية السودانية نشأت ممارسات مميزة سماها الأمير الحسن بن طلال إنسانيات سودانية وسماها كثيرون غيره الظاهرة السودانية وهي مميزة للسلوك السوداني في عوالمه العربية والأفريقية والإسلامية. إنسانيات أهمها الكرامة- الكرم- الإقدام- التسامح والوفاء سيما للموتى، هذا لا يعني ملائكية أهل السودان فإن لهم من السلبيات أهمها التواكل- والتكاسل- والحسد. ولكن من أبرز إيجابيات الإنسانيات السودانية الوفاء الذي وصفه الهمباتيجنيات السواد الما بعرفو السمتة حلف بي رب العباد وقسمته ما أجيب شمة في حللي إن بقى اتقسمت). وفاء وعرفان غمرانا في وفاة الفقيدة سارا شيعوها بإخلاص، وبكوها بدموع عزيزة ورثوها نثرا فنيا وشعراً يسير به الركبان، أين في غير السودان نجد هذا التيار الدافق في عالم الصحافة، والسياسة، والهيئات الدينية والمدنية، بهذه الدرجة من الحميمية العفوية الصادقة التي أحاطوا بها الفقيدة وأسرتها؟. كانت بنتي تقول لي إذ تلمس اندفاعي: أهل السودان كتبوك يا أبي، ربما ولكن ليس بالرقي: ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا!.

    ثانياً: إنتصرت سارا للأنثى في تراث يغمط أحياناً حقها، قالوا: كان فاس لا تقطع الراس، وقال محدثي يشير إلى مكان أوصله له: من باب النسوان الله يكرم السامعين!. انتزع اداؤها لها أوسمة مستحقة: الأنثى أحمي للعرين من الأسد - شهيدة الجهاد المدني - أم الأحرار - من القوة للهوة، نعم ، وأقول :

    فحلية كل فتى فضله وقيمة كل أمري عقله

    ولا تتكل في طلاب العلا على نسب ثابت أصله

    فما من فتى زانه أهله بشيء وخالفه فعله

    ثالثاً: هذا يقودني للتأمل في معنى ربما غابت معانيه اذ وصفناها بالأنثوية المرشدة . النبي (ص) بمفاهيم عصرنا كان أنثوياً بمعنى نصير للمرأة، سئلمن أحق الناس بحسن صحابتي فأجابأمُّك ثلاث مرات ثم أبوك ، وقال عن خديجة وعائشة عليهما الرضوان مدحاً ( وما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة) في عصرنا أنثوية مشوهة لا تستريح حتى تجعل المرأة رجلاً ناقص الذقن والشنب. أنثوية شكلية تهزم نفسها فالتقليد هو قمة التسليم بالتفوق للمقلد، الأنوثة قيمة أساسية مساوية للذكور في ملفات القيمة ومكملة لها في بنية النفس الإنسانية : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) (النساء 1) ، وفي مجتمعاتنا انثوية مقلدة أخرى لا تستريحخ إلا إذا جعلت من فلذات أكبادنا من إناث طبعة سمراء للسيدة الأفرنجية بينما تختلف الأذواق والمقاييس والقيم، لا لمساواة تجعل المرأة طبعة رجالية أو طبعة أفرنجية ، نعم لمساواة تعتز بأنوثتها وتعتز بأصالتها، وهذا هو ما نقرؤه في كتاب الفقيدة مظهراً ومخبراً، لا أقول هذا من باب الشوفينية السودانية ولكن تطربنا مقولة العبادي

    دون فصادة سواك إلهك

    والأبار ما لمسن شفاهك

    بفظاظة ما فاه فاهك

    دون تعلم مثبوت نباهك

    كانت الحبيبة الراحلة لوحة سودانية تشم فيها عبق المسيد، وترى فيها خضرة الخريف، وتسمع فيها دقات النحاس.

    رابعاً: تعددت النظرات في فلسفة الحب، أحببتها وخضت في سبيل الارتباط بها معارك موحشة، وأحبتني مضاعفة حباً تجاوز المعتاد وغنى:

    الحب مالم تكتنفه شمال

    غراء كان معرة وأثاما

    والحب شعر النفس أن هتكت به

    سكت الوجود وأطرق استعظاما

    والحب من سر الحياة فسمه

    وحيا إذا ما شئت أو إلهاما

    ومع أن صورة تتطور فانه يغالب الزمن علي نحو مقولة غارسيا:الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، الحقيقة إنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب ».

    خامساً: كنا في بداية العهد بالزواج نتحدث عن مخاطر نشأة الأطفال في ظروف تتقاسم تربيتهم الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ولا سبيل لتربية تنفرد بها الأسرة مهما إجتهدت والأسرة نفسها أمام امتحان عسير فإن هي تشددت في أي إتجاه ربما أحدثت في الأطفال ردة فعل في الاتجاه المعاكس كما حدث لأبناء وبنات كثير من الأسر المتدينة حتى زعم بعض أهل السودان إن الصالحين يؤذون إبليس فينتقم في ذرياتهم، ونجد كثيراً من المتشددين على مذهب السلف يتجه بعض ذراريهم بردة الفعل نحو العلمانية او اليسار، ونجد كثيراً من المتشددين في اصولة علمانية يمينية أو يسارية يتجه بعض ذراريهم بردة الفعل نحو السلفية الدينية، حالات ربما فسرتها مقولة شيخ الوجودية بول سارتر: إن شخصية الإنسان تتكون بردة الفعل عما يحاول الآخرون حمله عليه، وكان أملنا أن يكون أولادنا في خطنا الديني والوطني دون إملاء وأن يكونوا مسلمين ووطنيين بلا غلو ولا تفريط فما السبيل إلى ذلك؟ واخترنا نهجاً تربوياً مفرداته: ان خير سبيل للتأثير على الجيل الجديد هو القدوة لا كثرة الوعظ، وان أفضل حافز نحو هذا الاتجاه هو الترغيب لا الترهيب، وأن أفضل معاملة للأطفال أن يحاطوا بالمحبة وان يشجعوا للتنافس في اكتساب الخبرات بلا تمييز على أساس النوع او اي عامل آخر غير موضوعي فان أسوأ فتنة في مثل ظروفنا ان يتوهم الطفل ان حسبه ونسبه يوفران له جواز مرور ممتاز في الحياة ، فواجبنا أن نطرد هذا الوهم وغرس نهج بديل:

    لا تقل أصلي وفصلي أبدا

    ان أصل المرء ما قد حصل

    قيمة الإنسان ما يحسنه

    أكثر الإنسان فيه أو أقل

    فعلي الجميع الاجتهاد في دينهم وتعليمهم وتمرينهم البدني والاستعداد للكسب في الحياة فلا عطالة بالوراثة، ومع كل العقبات والعثرات التي عشناها فإن فقيدتنا وأختها حفية لهذا النهج ساهمت في بناء جيل جديد فوق المتوسط.

    سادساً: كانت سارا بحكم تعليمها في الولايات المتحدة في وقت مبكر من نهضة بلادنا محررة من المحلية وأكثر وعياً بالعالمية، وعندما قبلت للدراسة في كلية بنات جامعية في أمريكا اعترض رجال الأسرة بشدة على سفر فتاة للخارج وحدها ولكن جدها راعي الحداثة المرشدة في السودان الإمام عبد الرحمن تحمس لبعثتها وقال لها لقد أمرت الصادق ابن خالك ان يوصلك للمطار خشية أن يعرقل المعارضون سفرها وقد كان. وفي امريكا اشتركت في أنشطة الطلبة العرب والأفارقة والمسلمين وفي حركة الأمريكيين من أصل أفريقي للمطالبة بحقوقهم السياسية والمدنية التي فجرها مارتن لوثر كنج ، هذه الخلفية أهلتها للمشاركة في كسر قوالب السياسة السودانية المحصورة في الرؤى المحلية وساعدت بمساهمة كبيرة في انشطتنا العربية والأفريقية والإسلامية ، الاقليمية والعالمية، وعندما حبستنا قيود النظام المايوي استطاعت أن تقود عملنا الخارجي بكفاءة عالية، وكانت بالإضافة لهذه الجوانب العملية تساعدني في تحضير مراجع المحاضرات والأبحاث والكتب ووفرت لي في السجون مكتبة مكنتني من دراسة آلاف الكتب مما جعل فترات السجن أخصب فترات تطوري الفكري والدراسي على الاطلاق، وفرت الكتب والدراسات وأوصلت ما ألفت في السجون الي المطابع ودور النشر في الخارج مع أن الحبس كان متشدداً في حبس أفكاري معي لدرجة ان حفيدي حامد عندما جاءت به أمه وهو في اللفة لزيارتي نزعوا كل ملابسه، كانت توفر لي حاجاتي من مراجع دينية، وعلمية ، ورياضية أماً بعد أمي، وأختاً الى جانب اخواتي، وبنتاً الى جانب بناتي، وزميلاً مع زملائي وصديقاً صدوقاً:

    ان اخاك الصدق من كان معك

    ومن يضر نفسه لينفعك

    ومن إذا رأى ما أفظعك

    شتت شمله ليجمعك

    وفي آخر لحظات حياتها ظلت ممسكة براية جابر بقوة شكيمة ورباطة جأش واستعداد

    في العصافير جبن وهي طائرة

    وفي النسور إباء وهي تحتضر!

    سلام على سارة في عليينإن المتقين في جنات وعيون أخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) (الذاريات 16) جزاها الله بقدر إحسانها وغفر لها خطاياها فان الحسنات يذهبن السيئات كما وعد الرحمن الرحيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de