|
|
 ماذا سيفقد النوبيون ببناء سد دال
|
ماذا سيفقد النوبيون ببناء سد دال
حبا الله أرض النوبة بخيرات وموارد عديدة قيمة:
1. بعضها فوق سطح الأرض وتتمثل في نهل النيل العظيم، والأراضي الخصبة الصالحة متى ما توفرت الإرادة الصادقة لاستثمارها وتنميتها لصالح النوبيين والسودان (مثل اراضي الحوض النوبي في أرقين وامتداداتها جنوبا، وأحواض دنقلا والجزر النيلية). وكذلك المناخ المثالي لزراعة القمح وأيضا أنواع الحمضيات والفواكه الأخرى والبقوليات والبهارات، والآثار المكشوفة في صادنقة وصاي وكرمة.
2. بعض هذه الموارد تكمن تحت الأرض متمثلة ف المعادن (مثل الذهب) والأحجار (مثل الرخام) والبترول (حقل 14) والمياه الجوفيه الضحلة والعميقة (خاصة غربي النيل وعلى امتداده نم الجهة العربية), وكذلك في المواقع الآثارية التي بدأ التنقيب عنها حديثاً وتلك التي ما زالت تنتظر التنقيب (وهذه تزيد عن 4000 موقع معروف).
ومن هذه المواقع الآثارية التي يجري التنقيب فيها تلك التي توجد في جزيرة صاي التي أطلق عليها اسم "متحف تاريخ السودان" وهذا الوصف ليس من "عندنا"، إنما أطلقته عليها البعثة الفرنسية التي تنقب في صاي منذ فترة لأثار يعود تاريخها إلى كل الحقب الحضارية المعروفة في السودان. بل في العالم والتي تمتد من العصور الحجرية مروراً بحضارات الفترة الفرعونية وكرمة وانتهاء بمروي والعصور الحديثة، مما يشير إلى موقع الجزيرة الممتاز والمحمي بالنيل مما هيأ بيئة جيدة لقيام هذه الحضارات. والخريطة التي جاءت مرفقة مع آخر تقرير للبعثة الفرنسية، توضح حوالي 20 موقعاً أثرياً تم الكشف عتها حتى الآن. وهذه المواقع هي من الشمال إلى الجنوب وعكس عقارب الساعة هي:
1. مواقع أثرية تعود إلى الهصر الحجري القديم Palaeolithic : والذي بدأ في وادي النيل منذ حوالي 13000 إلى 9000 سنة ق.م. يتميز هذا العصر بظهور الإنسان الحالي فيه والذي كان يعتمد على أدوات صنعها من الحجر والعظام والفخار ويعتمد على الصيد. وعدد هذه المواقع (7) مواقع هي : (1) و(6) و(11) و(12) و(13) و(14) و(16) (انظر الخريطة)
2. مواقع أثرية يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث Neolithic وعددها (6) وهي : (5)، (7) ، (9)، (10) و(18). وتعود فترتها ما بين 6300 إلى 5300 سبة قبل الحاضر، ويتميز هذا العصر بأنه عصر "الثورة الإنتاجية الكبرى" حيث انتقل الإنسان من مرحلة الصيد والجمع والالتقاط إلى مرحلة إنتاج طعامه وذلك باستئناس النبات والحيوان وممارسة الزراعة، متحولاً بذلك من مجرد مستهلك للطعام إلى منتج له، ومن حياة التجوال إلى حياة الاستقرار في قرى وحقول.
3. مواقع يرجع تاريخها إلى ما قبل حضارة كرمة Pre-Karma وبدأت من حوالي 2400 إلى 1450 سبة قبل الميلاد وهما موقعان: (17) و(4) على التوالي:
4. موقع فرعوني واحد وهو رقم (15).
5. مواقع يعود تاريخها إلى العصر المروي وعددها اثنان هما (19) و(20) في شمالي الجزيرة.
6. حصن يعود إلى العصر العثماني وهو رقم (3).
7. كما أن أثاراً تابعة تاريخيا لحضارة الخرطوم العصري الحجري الحديث وإن اختلفت عنها وتوجد في موقعين (7) و(8).
هذا ملخص لقرير باللغة الفرنسية يوضح أهمية هذه الجزيرة من الناحية الآثارية والتي حظيت مؤخراً باهتمام قومي وافريقي: فافريقياً هناك الهيئة العامة للاثار والمتاحف والتي تدعو لحماية آثار وتراث أفريقيا جنوب الصحراء وبدعم من صندوق دعم التراث الافريقي ومنظمة اليونسكو ومنظمة الايكروم ومنظمات عالمية أخرى ذات الصلة، وقد حظي مشروع تأهيل وإدارة صاي بأولوية في آخر اجتماع للهيئة.
لماذا هذا السرد عن أهمية جزيرة صاي آثارياً؟
فالذي دعا إلى التذكير بذلك هو ما يحث في هذا الزمن الأغبر من تناقضات جماعات تتحدث بلسانين كلاهما ينضحان بالتضليل والنفاق وليً الحقائق.
أولاً: في ظل هذا الاهتمام المتزايد بجزيرة صاي قومياً وإقليميا وعالمياً، وفي وقت يطالب نفر كريم من أهل صاي بالتوأمة مع باريس (منظمة العمارة الطبية الفرنسية)، انبرى أخوة من أهل صاي أيضا ينتمون إلى الإنقاذ في بذر بذور الشقاق بالحديث بلسانين متناقضين.:
1. لسان يلهج بحضارة صاي التليدة وتتشدق بدورها العظيم في مجال التعليم والفن وبأساتذتها الأجلاء وأبنائها النابغين يحتفلون بذلك لا يتركون مناسبة الا وهللوا فيها.
2. ولسان آخر يدعو الناس إلى دعم بناء سد دال والوقوف خلف إدارة وحدة السدود في انجاز هذا الصرح حسب زعمهم ليعم الخير المنطقة كما يدعون . وبهذه الفكرة يقتحمون الجمعيات والالتقاء بأعضائها يخدعونهم بان اخضرار خزان دال لن يتجاوز قرية جنس عند اكتماله دون أن يشرحوا الأهداف الحقيقة من بناء السد وانه لتوليد الكهرباء ولا يرتبط بأي مشروع تنموي: صناعي أو زراعي بالمنطقة. بل يحرضون الأعضاء بضرب (هكذا) كل من يأتي برأي مخالف لما يقولونه.
ثانيا: إن سد دال، كما سبقت الإشارة، يهدف أساساً إلى توليد الطاقة مما يسبب تخزينا دائماً للماء عند مستويات عالية تكفل إدارة توليد التوليد. وسحب ما اجري من مسح كتنوري في منطقة عبري، فان جزيرة صاي ستغرق لا محالة وتضيع بذلك كل تلك الكنوز الآثارية تحت الماء، وأيضا مواقع آثارية أخرى عديدة تنتظم المنطقة شرق وغرب النيل بدءاً من ارض الحجر حتى كرمة. وكفى ما ضاع من آثار عند الغرق الأول!!! ماذا انتم فاعلون تجاه ذلك؟ هل انتم مع الإبقاء على صاي الحضارة والعلم أم ناعون لها.
ثالثا: فالاثار والتراث ملك للإنسانية كلها وما متحف كرمة الباهر الا من منجزات رجال من أمثال شارل بونيه والسودانيين المهمومين بهذا التراث. فارض النوبة جمعت بين مكونين أساسيين تزدهر بهما السياحة العالمية التي باتت تشكل أهم مصدر مستدام لخزينة الدولة حالياً.
- الأمن والاستقرار
- المناظر الخلابة من ماء وخضرة وصحراء وجبال.
ففكروا كيف ستصبح " متحف تاريخ السودان" والعالم قبلة للسائحين وما يمكن ان يترتب علي ذلك من ازدهار تنموي ليس بصاي بل للمنطقة بأسرها وكذلك السودان.
فكيف تهون عليكم ارض عزيزة أرضعتكم بخيرها واحتضنت ليس قراكم ومزارعكم ومراتع صباكم فحسب، بل احتضنت حضارات اختارتها بيئة مناسبة لتعيش وتنشأ فيها قبل آلاف السنين. وتركت في إرجائها أدلة على استمرارية الاستيطان البشري منذ حوالي 10000 سنة قبل الميلاد!!!.
رابعا: إننا نذكر هؤلاء الأبناء المغررين من أهل صاي والذين غشي بصيرتهم الانتماء الأعمى لحزبهم – الإنقاذ – بأنه يغردون خارج سرب أهل صاي أنفسهم.. بل نذكرهم بما يحدث لميرغني صال والي الشمالية السابق الذي أقيل وحكومته من قبل الإنقاذ بطريقة مزرية بعد أ، تلطخت يداه بدماء الأبرياء في كجبار وأصبح بذلك منبوذا من أهله وحزبه الذي لم يتردد لحظة في إقصائه عندما رأى فيه ضررا لمصالحه وعقبة أمام تنفيذ ما يخطط للمنطقة من قبل الإنقاذ.
أين وفاؤكم لأرض الأجداد، ولماذا تتشدقون افكاً وزوراً بحضارات انتم لا تؤمنون في قرارة نقوسكم !! هداكم الله قبل فوات الأوان وان تتذكروا ما حدث لميرغني صالح فتقعدوا ملومين محسورين.
الحزب النوبي السوداني وحركة امروس للتنمية والديمقراطية
|
|
 
|
|
|
|
Zomrawi Alweli
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست