منذ ان جاءت الإنقاذ للسلطة فى العام 1989م سنت سنة جديدة فى تاريخ العلاقات الخارجية السودانية وهى التدخل المباشر فى شئون دول الجوار وقد كانت اول غزواتها المظفرة الإطاحة بنظام منقستو هيلامريام فى اثيوبيا بدعم و تأييد امريكى و يقال أن اطقم الدبابات التى دخلت إديس ابابا وقتها كانت سودانية. و قتها تخلصت الحكومة من حليف الدكتور جون قرنق الرئيسى كما تصورت و فرغت نفسها للقضاء على الحركة الشعبية لتحرير السودان باطلاق حملة صيف العبور المشهورة.
بعدها دعمت الحكومة السودانية وصول عدوها اليوم وحليفها بالأمس للسلطة فى تشاد الرئيس ادريس دبى الذى ساعدته فى دحر سلطة الرئيس حسين هبرى. ولا أدرى تحت اى حسابات دعمت حكومة السودان وصول دبى للسلطة فى تشاد ولكن عميد امن "م" حسين بيومى يقول انه خدمة للمصالح الامريكية فى المنطقة.*
فى العام 1995 م حاولت حكومة الانقاذ اغتيال الرئيس المصرى فى اديس ابابا و قد دخل النظام قبلها فى عداء و مناوشات مع مصر رغم انها اول من أيد الانقاذ وقدمها للعالم .
فى العام 2006 م دعم السودان هجوم المعارضين التشاديين على العاصمة أنجمينا ذلك الهجوم الذى فشل واندحر بسبب اخطاء فى التنفيذ و ما قيل عن تدخل القوات الفرنسية وقتها.
اتهمت تشاد السودان بوضوح فى الاعداد لهذا الهجوم و كان من نتائج هذا الهجوم الفاشل أن اضحى دعم الحكومة التشادية علنيا للفصائل التى تقاتل ضد نظام الخرطوم فى دارفور خاصة من اشترك مع الرئيس دبى فى وشائج الدم القبلى.
بعدها حدثت مناوشات كثيرة بين الجانبين كذلك حدثت وساطات بينهما ادت للتهدئة لأوقات قصيرة فى هذا الوقت كانت حكومة الخرطوم تعد لغزوة إنجمينا الثانية والتى ضمنت نجاحاها حيث انها وعت درس الفشل الاول وعملت على اصلاح ومعالجة كل الاخطاء التى ادت لهذا الفشل. ولعل اتصال قادة المعارضة بفرنسا و تطمينهم لها انها ليست المستهدفة بهذا الهجوم وان مصالحها لن تتضرر فى حالة استيلاء المعارضة على السلطة كانت واحدة من الخطوات المهمة التى اسهمت بقاء القوات الفرنسية الموجودة فى تشاد والتى يقدر عدد افرادها ب 1500 فرد على الحياد.
ولابد انه على النطاق العسكرى حدثت تغيرات جوهرية تتعلق بتطوير شبكة الاتصال وو جود من يدعم دخول القوات الغازية داخل العاصمة المستهدفة نفسها مما يسهل الوصول للأهداف بالسرعة المطلوبة وهذا ما قيل انه افتقد فى الهجوم الاول.
تلافى كل أخطاء الهجوم الأول كاد ان ينجح الغزوة الثانية ولكنها و حسب الانباء الواردة من أنجمينا فشلت ولن ينقضى وقت طويل قبل ان يستعيد الرئيس ادريس دبى كامل السلطة فى بلاده خاصة بعد الدعم الواضح من مجلس الأمن وعدة منظمات اقليمية ودولية.
أذا السؤال يا سعادتو هو لماذا فشل الهجوم الثانى على إنجمينا رغم التحضيرات الكبيرة و الدقيقة التى وفرت له؟ ما هو أثر فشل هذا الهجوم على الصراع فى إقليم دارفور؟
واضح ان الحكومة السودانية ترى ان التخلص من المشاكل الحادثة فى دارفور لا يتأتى الا بالتخلص من نظام ادريس دبى فى تشادو بهذا تضرب عدة عصافير بحجر واحد:
1- قطع خطوط الدعمالوجستى و المعنوى على الفصائل المسلحة فى دارفور و كتابة نهايتها تبعا لذلك 2- خلق بيئة معارضة لوجود قوات اجنبية " قوات الهجين" على اراضى تشاد بتكوين حكومة جديدة ترفض دخول هذه القوات لأراضيها او على الاقل تعطل هذا الدخول حتى يتم القضاء على الفصائل المسلحة فى اقليم دارفور.
هاذان هدفان استراتيجيان و تاتى معهما بالتاكيد بعض المكاسب الاخرى.
ولابد أن حكومة السودان صرفت الكثير من الاموال فى سبيل تحقيق الانتصار فى الغزوة الثانية
إذا لماذا فشلت؟
هل كانت قراءة الحكومة السودانية خاطئة لمجمل الاوضاع فى تشاد وحولها؟
خاصة البعد الاقليمى والدولى؟
هل كان تهديد قبيلة كبيرة مثل قبيلة الزغاوة فى وجودها سبب لهبة ابنائها فى كل مكان و خاصة فى دارفور لمناصرة ادريس دبى و بالتالى الدفاع عن وجودالقبيلة؟
اسئلة كثيرة حائرة ولا بد ان حكومة الخرطوم تعرف الآن الإجابة على بعضها على الأقل
02-05-2008, 07:53 AM
هشام المجمر هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
اسئلة أخرى جالت بخاطرى عندما سمعت تحذير الولايات المتحدة لحكومة السودان لرفع يدها عن ما يجرى فى تشاد.
اندهشت كثيرا لتأخر هذا التحذير. الولايات المتحدة الامريكية تملك اقمارا صناعية تلتقط صور لاحجام اقل من بوصة مكعبة على الارض وهى بالتأكيد تعلم تحرك الجند و اسطفافه قبل هذا التحرك فلماذا التزمت بالصمت ولم تبلغ الخرطوم بتحذيرها قبل بدء الحملة؟ ولماذا انتظرت حتى هدأ غبار المعركة وفشلت الحملة حتى تصدر تهديدها؟
02-05-2008, 05:35 PM
هشام المجمر هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: خرطوم (رويترز) - أرجأ السودان يوم الثلاثاء توقيع اتفاقية فنية ضرورية لنشر قوة مشتركة لحفظ السلام من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور بغرب البلاد لكنه قال ان التأجيل لا يتعلق بمحتوى الاتفاقية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية علي الصادق ان الاتفاق الذي كان من المقرر توقيعه يوم الاربعاء تأجل الى موعد غير محدد لان وزير الخارجية دينج الور اضطر الى السفر الى كينيا. ومن المقرر ان يوقع الور الاتفاقية نيابة عن الخرطوم.
وقال الصادق لرويترز انه لا شأن لذلك بمحتوى الاتفاقية. واضاف انه لم يحدد بعد موعد جديد.
لماذا أرجأ السودان توقيع الاتفاقية المهمة؟
هذه الاتفاقية أعدت بعد حوار مضنى و طويل بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقى و الحكومة السودانية و اخيرا وقبل اسبوع تقريبا وافقت الحكومة السودانية على توقيع هذه الوثيقة المهمة.
فجأة يوم امس الثلاثاء قررت الحكومة ارجاء توقيع الاتفاقية؟؟؟
فى هذا الاسبوع حدثت المغامرة الفاشلة فى انجمينا.
يبدو أن حكومة السودان كانت متأكدة 100% من نجاح غزو انجمينا و تغيير السلطة هناك و بذلك يتم عرقلة الاتفاق من تشاد هذه المرة وليس من الخرطوم ولكن الغزوة فشلت!!!!!
Quote: المهدي يدعو إلى تحقيق أفريقي في نزاع تشاد ويخشى من الانتقام ضد السودان الوسيلة: الحكومة مستعدة لأي تحقيق بشأن المزاعم التشادية الخرطوم: وكالات: القاهرة: أسماء الحسيني اعلنت الحكومة أمس استعدادها لأي تحقيق بشأن الاتهامات التشادية بضلوع السودان في الأحداث الاخيرة، فيما حذر زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدى من الانتقام من السودان في حال استطاع الرئيس ادريس دبى دحر معارضيه، في حين طلب مجلس الأمن أمس من المجتمع الدولي تأييد حكومة تشاد ضد التحالف الوطني«المعارض» الذي يشن منذ ايام هجوما على النظام التشادي، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عن عميق قلقه من الأوضاع الخطرة هناك،وقدرت الحصيلة الاولية للمعارك التي اندلعت في العاصمة انجامينا وقوع عدد كبير من القتلى و500 جريح على الاقل. وفي القاهرة، اكد وزير الدولة بالخارجية، السماني الوسيلة استعداد السودان لأي تحقيق بشأن المزاعم التشادية بضلوع السودان في الاحداث الاخيرة بتشاد، وقال الوسيلة للصحافيين امس عقب مقابلته لوزير الخارجية المصري احمد ابوالقيط، ان الاتهامات عارية من الصحة وملفقة، وأكد ان السودان بريء تماما من هذه الاتهامات وليست لديه اية مصلحة او نوايا لزعزعة امن تشاد، لافتا إلى ان الاخيرة تعاني ازمة داخلية بين الحكومة والمعارضة هناك. واشارالوسيلة الى ان الاتفاق الذي وقع في سرت في اكتوبر الماضي بمبادرة مشتركة مع القيادة الليبية بين الحكومة والمعارضة التشادية فشل في حل الازمة؛ لأنه لم يوضع موضع التنفيذ الفعلي مما ادى لحدوث الاشتباكات الاخيرة. واضاف الوسيلة ان حدود السودان تبعد اكثر من ألف كلم عن العاصمة انجمينا، مما يجعل الاتهامات بدعم المتمردين مسألة غير منطقية وغير مبررة ولا اساس لها من الصحة. وأكد ان سياسة السودان الخارجية تقوم علي احترام علاقات حسن الجوار. وردا على سؤال بشأن وساطات تقوم بها بعض الدول مثل مصر وايران لرأب الصدع بين الخرطوم وانجمينا، اجاب قائلا: "ان بلاده ترحب بشكل عام بأية وساطة عربية او اسلامية، وبكل جهد من الاصدقاء اذا كان سيؤدي لتحسين الامور"، مؤكدا ان السودان تعامل مع الاستفزازات والهجوم الجوي التشادي بصبر شديد وبحكمة لتأكده التام من انه ليس جزءا من هذا الامر. من جهته، دعا زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدى الى تحقيق افريقى فى ما يجرى بتشاد لتحديد الجهة المتورطة فى النزاع بين الحكومة والمتمردين هناك، وقال لـ "الصحافة" أمس انه فى حال استطاع الرئيس ادريس دبى دحر معارضيه فإنه سيتجه الى الانتقام من الحكومة السودانية، واذا وصلت المعارضة الى السلطة هناك فإن الاوضاع الامنية فى دارفور ستشهد مزيدا من التدهور، مشيرا الى ان الاقليم لن يهدأ الا عبر اتفاق سياسى ينهى الازمة فى المنطقة.
نقلا عن صحيفة الصحافة- النسخة الالكترونية عدد الامس 5/2/08
الحكومة ليس امامها غير النكران
هل كانت هناك خطة بديلة اعدتها الحكومة فى حالة فشل الغزوة؟
سمعت فى راديو لندن مسئول حكومى تشادى قبل عدة ايام يقول : الطفل الصغير يعرف ان حكومةالخرطوم وراء هذا الغزو. من اين اتى هذا السلاح ؟ نزل من السماء يعنى؟
هل ينفع النكران الحكومة؟
02-06-2008, 11:43 AM
هشام المجمر هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: نفت حركة العدل والمساواة المعارضة في دارفور دخولها في الصراع الدائر في تشاد ، واعتبرت ان اتهامات بعض الجهات الحكومية ذر للرماد في العيون وصرف للانظار عن الهزيمة التي منيت بها في انجمينا .
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة احمد حسين ان قضية دارفور غير مرتبطة بوجود الرئيس التشادي ادريس ديبي في الحكم او بعدمه ، واضاف ( نحن حركة مستقلة تمثل الضمير الحي لشعبها ولا ترتبط باجندة الاخرين )، وقال ان الخرطوم تسعى لصرف الانظار عن مغامراتها في تغيير الانظمة في دول الجوار ، واضاف ان حركته تحمل الحكومة السودانية المسؤولية في محاولة تغيير النظام التشادي ، وتابع ( لقد غامرت الخرطوم تخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً لقلب النظام في انجمينا وهذا يتنافى مع تقاليد الشعب السوداني ويتعارض مع المواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار ) ، معتبراً ان الحكومة السودانية قصدت تصفية قضية دارفور من غزوها لتشاد لخلق فوضى شاملة وتعليق عملية نشر القوات الهجين في الاقليم ، داعياً المجتمع الدولي للتدخل السريع ، وقال ان قضية دارفور باقية لانها تستمد ارادتها من شعبها ، والاوفق والافضل للنظام بدلاً عن هذه المغامرات ان يتواضع الى حل سلمي شامل وعادل ، يخرج البلاد من ازماتها والا يضعوا اموال الشعب السوداني وعائدات البترول في مغامرات جديدة ، واضاف على النظام ان يعترف بانسداد الافق والمأزق الذي ادخلوا فيه البلاد ، وتابع ( علي النظام ان يفتح الطريق الان لحل شامل يؤمن التحول الديموقراطي والعدالة الاقتصادية والاجتماعية والحريات الاساسية ) ، مشيراً الى ان المدخل يبدأ من دارفور ام قضايا الوطن الكبرى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام المجمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست