|
|
 فاروق هذا الراحل العزيز،
|
لن يجبر كسرك فى أمد وجيز يافاروق!
فاروق على زكريا الذى تخطفه الموت هذا الصباح، إفتقد الحزب بفقده أحد أركانه الراسية وأشدهم وفاءاً وبراً به وقضية العدالة الإجتماعية. وقد إلتحق بالحزب وهو لمايزل فى ميعة الصبا. وعاد بعد إتمام دراسة الإقتصاد فى الهند لينضم إلى رفاقه المحترفين. وعمل فى البداية قريباً من الشهيد عبدالخالق محجوب. وبسبب إنضابطه الصارم وقدرته على الحركة والتعبئة تم إختياره للعمل فى المكتب التنظيمى للحزب بعد ثورة اكتوبر1964. واكتسب هذا العمل فى هذا الموقع أهمية إضافية فى أثناء الحملة المسعورة لحل الحزب الشيوعى وإلغاء حقه الديمقراطى فى التمثل بعد فوزعدد من أعضائه فى إنتخابات عام 1966. وفى الجانب الآخر وقف أعضاء هذا المكتب فى وجه الإنقسام المريع الذى أوشك أن يودى بوحدة الحزب الشيوعى ومستقبله فى عهد جعفر نميرى.
بعد هزيمة إنقلاب 19 يوليو 1971 وفى خضم التصفيات الدموية وصيد الوحوش الذى شنه نميرى على الديمقراطيين والشيوعيين شارك فاروق فى حضور الإجتماع التاريخى الذى إنتخب فيه الأحياء والمختفون من أعضاء اللجنة المركزية محمد إبراهيم نقد سكرتيراً عاماً، وبعد أقل من مرور إسبوعين على إستشهاد قادته . وشارك من خلال عمله فى المكتب التنظيمى فى حماية جسد الحزب وتجميع أطرافه وإستقرار عمله، وفى تنظيم المقاومة الباسلة على امتداد عهد مايو حتى تتوج جهد الشعب باسقاطه.
فاروق هذا الراحل العزيز، ربما لايكون معروفاً لدى كثيرمن السودانيين. لم تسلط عليه الأضواء لإجلاء بعض جوانب إسهامه الكبير فى حياة بلادنا من خلال عمله فى الحزب الشيوعى. لم يسع إلى العمل إلا لدى مخدم واحد هو الحزب الشيوعى السودانى. لم يتقاض فلسفاً من عام أو قطاع خاص، رغم أن كل ذلك كان فى متاول يده. لم يهفو مثل الكثيرمنا بريق المناصب والإمتيازات والصعود إلى أعلى وبأى الأثمان فى بعض الأحيان.
خرج فاروق من هذه الدنيا راضياً مرضيا لا مال ولا بنون. فهذا النوع من الناس يتطلع إلى مراقى لاتطلع إليها ولا يقوى على سداد مستحقاتها إلا الأخيار منا.
رحم الله رفيقنا وقائدنا وحبيبنا فاروق، فقد أحب شعبنا وبلادنا حتى لحظة مماته. لقد ظل يعمل فى صمت وتفانى فى طريق شاق ووعرومحفوف بالتحديات. فالعزاء إلى محمد إبراهيم نقد ورفاقه فى السكرتارية المركزية، وإلى أسرته التى قدمت للحزب الشيوعى السودانى كوكبة من بين قادته.ا، وإلى كل من يقدر مجد التضحية فى خدمة الأهداف الإنسانية النبيلة.
أنعم مقاماً يارفيقنا وقائدنا. لا تشفق على مستقبل الحزب الذى أرسيت دعائمه، وعلى مستقبل بلانا الذى حرصت عليه مثل حدقة العين .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
A/Magid Bob
عمر ادريس محمد
Elmoiz Abunura
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست